عمر حسن البشير من البداية إلى النهاية..


أنهي انقلاب عسكري ”أبيض“، قاده وزير الدفاع السوداني، النائب الأول لرئيس الجمهورية، الفريق ركن ”عوض بن عوف“ اليوم الخميس، 30عامًا من حكم الرئيس السوداني عمر البشير، الذي قضى أطول فترة حكم في تاريخ السودان، كما أنه يعد الأطول حكمًا في الشرق الأوسط من الذين حكموا بانقلاب.

وصل عمر حسن البشير (75 عامًا)، إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري على حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي في 30 يونيو عام 1989، ليتولى رئاسة مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، وهو العام نفسه الذي تقلد فيه منصب رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية السودانية معاً.

حكم ”المشير“ بلاده  بقبضة من حديد، و“كفر“ بالتناوب السلمي على السلطة، حيث قضى في الحكم 21 عامًا دون أن ينظم أية انتخابات رئاسية، ولم يسمح ببديل عنه.

وبموجب ”اتفاقية نيفاشا“ الموقعة 2005 مع غريمه ”جون قرنق“ الذي كان يقود الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي أنهت حربا أهلية بين شطري السودان، استمرت 21 عامًا، قرر البشير تنظيم أول انتخابات رئاسية عام 2010، وفاز بها بعد انسحاب المعارضة التي وصفتها بأنها ”غير نزيهة“.

وقبيل أن يصبح البشير رئيسًا للبلاد، كان أحد قادة الجيش ومسؤولاًعن قيادة العمليات في الجنوب ضد الزعيم المتمرد الراحل جون قرنق.

مسار الرجل الغامض

على الرغم من تفرده بالمشهد السوداني، واختصار كل شيء في شخصه، لا يعرف الكثيرون عن الحياة الخاصة للبشير، ويقال إنه ليس لديه أطفال رغم زواجه من سيدتين. حيث كان زواجه الثاني من أرملة رفيقه إبراهيم شمس الدين، الذي يعد ”بطلاً حربيًا في الشمال“.

وكثيرًا ما حث البشير، القادة ومعاونيه على الزواج بأكثر من امرأة وتكفل بالرعاية لأرامل الحرب الأهلية التي استمرت عقدين من الزمن وسقط فيها مئات القتلى.

مهنياً، تخرج البشير من الكلية الحربية السودانية عام 1967، ثم نال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 1981، ثم ماجستير العلوم العسكرية من ماليزيا في عام 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987، شارك في حرب العبور 1973.

عين البشير قائدًا للواء الثامن مشاة خلال الفترة من 1987، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى قاد الانقلاب على حكومة الأحزاب الديمقراطية برئاسة الصادق المهدي.

رئيس مطارد

من الأشياء التي ميزت مسار حكم الرجل الطويل، أنه أصبح في عام 2008، أول رئيس دولة تتم ملاحقته دوليًا لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عن حربه في دارفور، رغم أنه لم يرضخ يومًا لذلك وظل يسافر إلى الدول العربية والأفريقية في تحد لقرار المحكمة الجنائية الدولية، مستفيدًا من أن السودان بلد غير موقع على ميثاق المحكمة.

ويرفض الرئيس السوداني، الاتهامات التي وجهها ضده مدعي محكمة الجنايات الدولية، حينها القاضي الأرجنتيني لويس مورينو اوكامبو، الذي قال في أكثر من مناسبة إن لديه أدلة دامغة على تورط البشير في جرائم حرب.

وفي عام 2013 طلب البشير تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم ولم تمنح له.

وفي يوم 14 يونيو 2015، أصدرت المحكمة العليا في جنوب أفريقيا أمرًا يمنع البشير من مغادرة البلاد مؤقتًا لحين النظر في القضايا المتهم فيها من طرف المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بعد حضوره لمؤتمر القمة الأفريقي الخامس والعشرين، إلا أنه عاد إلى بلاده دون أن يتم توقيفه.

إعدام العشر الأواخر

ورغم أن عمر البشير بسط سيطرته على السودان، وتفرد بالسلطة تحت ذرائع شتى، إلا أن نظامه لم يسلم من هزات عديدة، ومحاولات انقلاب باءت كلها بالفشل، كانت أبرزها ”حركة رمضان“ عام 1990 بقيادة الفريق خالد الزين نمر، واللواء الركن عثمان إدريس، واللواء حسن عبد القادر الكدرو، والعميد طيار محمد عثمان كرار حامد، ولكن الانقلاب فشل كليًا، وألقي القبض على 28 ضابطاً، وتم إعدامهم في محاكمات عسكرية في العشر الأواخر من رمضان.

وفي أواخر عام 1999، حل البشير البرلمان السوداني بعد خلاف مع زعيم الحركة الإسلامية والزعيم الروحي لانقلابه حسن الترابي، وبعدها أصبح الترابي من أبرز معارضي حكم البشير وأمينًا عامًا لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان، وتعرض للاعتقال عدة مرات حتى انفرجت العلاقات مع نظام عمر البشير مع إعلان الحكومة السودانية للحوار الوطني.

الرئيس المتردد

الاحتقان السياسي، كان رفيق البشير في فترة حكمه الطويلة للسودان، حيث شهد عهده انتشارًا واسعًا للاعتقالات السياسية والتعذيب وقمع الاحتجاجات الطلابية والعمالية.

ومع كل توتر يخرج البشير على قومه متعهدًا بتسليم السلطة وأنه لن يترشح ثانية، كما هو الحال في انتخابات 2015 التي أعلن أنه لن يخوضها لتهدئة الشارع، قبل أن يقرر حزبه المؤتمر الوطني  في أكتوبر 2014 ترشيحه لها وفاز بها.

كما صرح مؤخرًا بعدم نيته الترشح في انتخابات 2020، إلا أنه أعلن نيته الترشح لانتخابات ذلك العام لاحقًا

وفى تظاهرات الربيع العربى استهزاء البشير بالشعب السودانى وهددهم وفعلا قد تأخر ربيع السودان ولكنه كان فى الموعد بعد ثمان سنوات ...فخرجت جماهير السودان رافضتا حكمه الاستبدادى  وحاول خداعها كما هى فى كل مرة ولكن هذه المرة كانت القاضية .. 

upload.jpg

معركة طرابلس والكمين الذى أوقع 140 جندى من قوات الكرامة ؟


تفاصيل هامة ومثيرة كشفها مصدر خاص لـ «عربي بوست» الجمعة 5 أبريل/نيسان 2019، عن كواليسمعركة طرابلس الدائرة غرب ليبيا، بين قوات تابعة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة دولياً، والتي نددت بها المنظمات الدولية.

وبحسب مصادر «عربي بوست»، فإن المعركة بين قوات حفتر التي تحركت غرباً لإخضاع مدن مهمة له مثل العاصمة طرابلس، بحجة القضاء على «الميليشيات الإرهابية»- بدأت قصتها بعد فشل اجتماع عُقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي قبل شهرين، ولم تظهر نتائجه لوسائل الإعلام.

ماذا جرى في كواليس اجتماع أبوظبي؟

وبحسب المصدر، فإن القصة بدأت في اجتماع أبوظبي أو صفقة أبوظبي، يوم 28 فبراير/شباط 2019 -كما روّج لها بعض المتابعين- بين فايز السراج وخليفة حفتر والتي لم تعلَن نتائجها للإعلام. ورفض غسان سلامة، المبعوث الأممي لليبيا، الإدلاء بأي تفاصيل عن فحوى الاجتماع، مؤكداً أنه لا نتائج مكتوبة له.

مصادر خاصة عن كواليس الاجتماع

قوات حفتر/ رويترز

وقال المصدر إن «السراج وحفتر اتفقا على أن يتولى السراج السلطة المدنية وتشكيل حكومة موحدة يصدِّق عليها البرلمان في غضون 24 ساعة، على أن يتولى حفتر رئاسة المؤسسة العسكرية، ويعدل عن فكرة دخول طرابلس عسكرياً».

لكن، بقي الخلاف في التفاصيل، حيث اشترط السراج ومَن خلفه من قوةٍ تقودها مصراتة وبقية المدن المحسوبة عليها في الغرب الليبي، أن تبقى المؤسسة العسكرية تحت سيطرة السلطة المدنية الجديدة، على أن يكون مقر القيادة العسكرية الموحدة بقيادة حفتر خارج المدن الكبيرة.

وكانت الترشيحات، بحسب المصدر، تشير إلى منطقة الجفرة جنوب ليبيا.

في حين اشترط حفتر أن تكون المؤسسة العسكرية موازية للسلطة المدنية، وأن يختار هو القادة العسكريين وأمراء المناطق العسكرية، وهو ما اعترض عليه السراج؛ ودفعه إلى الانسحاب من أبوظبي وعدم التوقيع على أي اتفاق.

ومن ثم، فشل لقاء جنيف بين الطرفين، والذي كان مقرراً بعد أسبوع، لتأكيد الاتفاق قبل الملتقى الجامع.

حينها، يتابع المصدر، كانت كل المؤشرات تشير إلى عقد الملتقى الجامع بين الفرقاء الليبيين في مدينة غدامس جنوب غربي ليبيا بين 14 و16 أبريل/نيسان 2019، وسط تأكيدات من المجتمع الدولي والقوى العظمى لدعم قرارات الملتقى.

القرارات المهمة التي كان من المتوقع إصدارها

وبحسب مصادر «عربي بوست»، فقد كان من المتوقع أن يُختتَم الملتقى الذي وُجِّهت دعواته إلى أكثر من 100 شخصية ليبية فاعلة، على رأسها حفتر والسراج وعقيلة صالح، بقراراتٍ أهمها إعادة تشكيل المجلس الرئاسي برئيسٍ هو السراج ونائبين.

إضافة إلى ذلك، كان سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية يصدِّق عليها البرلمان في فترة وجيزة، ويتولى حفتر قيادة المؤسسة العسكرية، وإعلان انتخابات برلمانية في غضون 60 يوماً، بعدها ينظَّم الاستفتاء على الدستور، ويُنظر في تحديد موعد انتخابات رئاسية.

لكن، بدأت عملية اقتحام طرابلس..

والأربعاء 3 أبريل/نيسان 2019، أطلق حفتر «عملية الفتح المبين لتحرير طرابلس»، وتحركت قوات تابعة له من قاعدة براك الشاطئ قرب سبها جنوب ليبيا، التي سيطر عليها قبل أسابيع.

ويقود هذه القوات البرية عبد السلام سحبان، وهو عسكري محسوب على نظام القذافي.

تحرَّك سحبان بقواته صوب طرابلس، قاصداً طريق غريان عاصمة الجبل الغربي والواقعة على بُعد 80 كيلومتر جنوب طرابلس.

والخميس 5 أبريل/نيسان 2019، ما إن وصلت قوات حفتر إلى غريان حتى أعلنت سيطرتها عليها، بعد انسحاب قواتها شمالاً إلى منطقة الهيرة.

ذلك الانسحاب جاء، بحسب مصادر لـ «عربي بوست»، بأوامر من آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة جويلي، والذي تتبع قواته حكومة الوفاق.

الكمين الذي أوقع بالأسرى

وفي الوقت نفسه، أوقعت قوات الوفاق قوات حفتر في كمين، وتحديداً بغرب طرابلس في مدينة الزاوية التي تبعد عن العاصمة 40 كيلومتراً، وأسرت 140 جندياً من عناصر حفتر، وهروب بقية أفراد الكتيبة إلى ورشفانة القريبة من مدينة الزاوية.

وهنا، كان لأبو عبيدة الزاوي، آمر أكبر قوات مدينة الزاوية، دور في الكمين، رغم أن من المعروف عنه تأييده لحفتر، لكن لقاء أخيراً جمعه بالسراج وسلامة، أعلن خلاله الولاء لحكومة الوفاق ودعمه للملتقى الجامع.

المشهد الحالي.. من طرابلس

في ساعات الظهيرة من يوم الجمعة 5 أبريل/نيسان2019، نشبت اشتباكات بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق جنوب طرابلس، وتحديداً في منطقة سوق خميس، لم تُحسم لأي طرف بعد.

وكانت قوات حفتر أعلنت حالة نفير رافقها وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من مصراتة إلى منطقة وادي الربيع التي تبعد 35 كيلومتراً عن جنوب طرابلس، إضافة إلى وصول تعزيزات أخرى إلى البوابة الشرقية لطرابلس.

وبحسب مصادر خاصة، بدأت هذه القوات تتحرك من الجنوب لحصار غريان، والتوجه نحو شمال المدينة باتجاه طرابلس.

بينما أعطى السراج أوامره للكلية الجوية بمصراتة، لتنفيذ ضربات جوية ضد القوات المقتحمة لطرابلس.

upload.jpg

الخاصرة الرخوة جنوب ليبيا: أبعاد ومدلولات ظاهرة الإرهاب العابر للحدود  

بقلم الدكتور يوسف شاكير

th.jpg





تكملة بشان الجنوب الليبى:

أفرزت تلك الفوضى ما صاحبتها من سيولة، بيئة مواتية لظهور ثلاث مجموعات من القوى سعت لملء فراغ القوى بالجنوب الليبي: عصابات التهريب؛ حركات التمرد السياسي؛ والتنظيمات الجهادية. مثلت معًا تهديدات أمنية متزايدة للمجالين الداخلي والخارجي في آن واحد. وتلك القوى لم تسع لسد فراغ القوى الناشئ بالجنوب فحسب، وإنما أيضًا إعادة بناء منظومة تفاعلاته بشقيها التعاوني والصراعي، على نحو يخدم أهدافها مستفيدة من تعدد مستويات الصراع سواء ما بين قبائل الجنوب ذاتها بشقيها العربي والإفريقي التي كان هاجسي،السيطرة على مسالك التهريب وحسم التركيبية السكانية محفزات كبيرة على إثارته من آن لآخر، أو ما بين صراع النفوذ والمكانة ما بين الشرق والغرب حيث كان الجنوب حيز إستراتيجي لممارسة مجالات هذا الصراع، وخلق ولاءات موالية لهذا الطرف أو ذلك ما صعد من وتيرة العنف المادي بين سكان الجنوب.

قبل الوقوف على ثقل تلك المجموعات الثلاثة، ونوعية التهديدات الآنية والكامنة التي تمثلها، يجب رصد محددات الالتقاء والاختلاف فيما بينها في أربعة محددات رئيسة:

أولهمــا: مصـادر التمـويل. تمثل الثروات الطبيعية بالجنوب وتحديدًا النفط، بالإضافة لعمليات التهريب واسعة النطاق، بما فيها كافة أشكال التجارة بالبشر مصادر رئيسة لتوفير مصادر التمويل لتلك المجموعات بدرجات متفاوتة، ومستفيدة مما يمكن توصيفه بــ "اقتصاد التحويلات العابر للدول"الذي يقوم على تحويل العمال والمهاجرين وتهريب البضائع بين الدول. المستفيد الأكبر هذا الاقتصاد،عصابات التهريب المحلية التي يعمل فيها أبناء قبائل الجنوب، تحديدًا الطوارق والتبو، فهؤلاء لم ينخرطوا ضمن ميليشيا حراس المنشآت النفطية التابعة لإبراهيم الجضران فحسب، وإنما أيضًا مارس الكثير منهم عمليات الخطف والابتزاز للحصول على المال أيضًا. أما حركات التمرد السياسي والتنظيمات الجهادية فإنها تعتمد بشكل أكبر على التمويل القادم لها من الخارج الذي يُعد السودان أبرز معابره، كما أنها تستفيد بشكل ما من اقتصاد التحويلات بعد تحول الأمن إلى سلعة تجارة. أضف لذلك استفادة حركات التمرد من عملية شراء الولاءات سوا من جانب طرفي النزاع في الشمال أو حتى من الدول الأوروبية وتحديدًا فرنسا، إيطاليا وقطر. 

ثانيهــا: العـقيدة الدينيـة. فالمكون الإسلامي لا يشكل هيمنة عقائدية داخل الجنوب فحسب، حيث السواد الأعظم من أبنائه بقبائلهم العربية والإفريقية ينتمون للدين الإسلامي، وإنما يُعد أيضًا محفز نشط داخل القبائل للتجنيد والتعبئة، في ظلشيوع ندرة فرص العمل، والصراع على الموارد. وهنا تبرز الجماعات الجهادية بوصفها الأكثر استفادة من هذا المحدد، لكون حركات التمرد عقيدتها بالأساس سياسية ــ عرقية أكثر منها دينية. فيما تتلاشى تلك العقيدة لدى عصابات التهريب تمامًا التي تنسج روابطها على المنافع المادية.

ثالثهــا: المـلاذات الآمـنـة. استفادت تلك المجموعات الثلاث من السيولة السياسية ــ الأمنية في إيجاد ملاذات آمنة لها داخل مدن الجنوب وجباله. وإذا كانت عصابات التهريب مستفيدة من هذا المحدد بشكل تلقائي  لكونها على دراية بالطرق ومسالك التهريب متعددة الاتجاهات، سواء تجاه الشمال ــ البشر، أو تجاه الجنوب ــ البضائع ومصادر الطاقة، فإن حركات التمرد والتنظيمات الجهادية طورت بدورها أيضًا ملاذات آمنة لها داخل مدن الجنوب استطاعت من خلالها إقامة معسكرات تدريب وتجنيد على درجة كبيرة من الكفاءة، وقادرة على استيعاب موجات الهجرة سواء من جانب المجاهدين الفارين من الشمال عقب سقوط مدينتي درنة وسرت، أو الأبعد في سوريا والعراق شرقًا وجنوب الجزائر وشمال مالي غربًا، أو استيعاب المقاتلين من التبو والطوارق الذين حاربوا في جبهات خارجية مثل شمال مالي ــ الطوارق أو تشاد ــ التبو.

رابعهــا: القيـادة والسـيطرة. طورت تلك المجموعات من دون استثناء أنظمة قيادة وسيطرة عالية الكفاءة من قياديين لهم ثقلهم، استطاعوا تطوير علاقات تبادل مصالح ومنفعة سواء مع بعضهم البعض أو مع قادة السكان المحليين، ما مكنهم من الاستفادة من وفرات المساحة الجغرافية في التنقل الآمن من ناحية، وتجنب الدخول في أتون الصراع المحلي بالجنوب، بحيث باتوا خارج معارك الخصوم من ناحية أخرى.ومن ثم كانوا في أحيان كثيرة مستفيدين في خلخلة البنية الأمنية والاجتماعية، وتداعي علاقات التحالفوالوئام التي سادت مدن الجنوب بعد 17 فبراير استمرت لمدى زمني قصير جدًا لم يدوم سوى أقل من عام، بعدما تفجرت التناقضات العرقية والمصلحية بين قبائل الجنوب، وانهارت معها كافة المواثيق وهرميات النفوذ غير المعلنة بدءًا من نهاية عام 2011، وحتى الآن وحدث شرخ وتمزق عميقين لحقا بالنسيج الاجتماعي بالجنوب بسبب صراعات القبائل والمدن البينية حول النفوذ والسيطرة على مسالك وآليات الاقتصاد العابر، صراعات فشلت سلطتا الشمال في احتوائها سياسيًا وعسكريًا، بل كان تداخلهما معمق لتلك الصراعات بشكل كبير.

وفرت تلك المحددات مجتمعة، بيئة ملائمة وآمنة، جعلت الجنوب مقصد جغرافي للقوى غير النظامية، ومنصة آمنة يمكن الانتقال منها نحو أهدافها الخارجية. ولذا بدأت تلك المجوعات الثلاث وتحديدًا التنظيمات الجهادية، وجماعات التمرد السياسي في تطوير ملاذات آمنة لإعادة تجميع عناصرها وبناء إستراتيجيات جديدة للمواجهة مع خصومها وأعدائها سواء دول الجوار ــ حالة حركات التمرد السياسي، أو النظم العربية والغرب ــ حالة التنظيمات الجهادية.

كما زاد من حدة تلك المحددات أيضًا، قدرة تلك المجموعات الثلاث من القوى غير النظامية على تطوير شبكة عمالة سياسية داخلية، مكنتها بدرجة كبيرة من تحقيق ثلاثة غايات رئيسة، تبدو أهميتها ليس في رصد وجود وتحرك تلك المجموعات على الأرض فحسب، وإنما الأهم أيضًا الصعوبات التي تكتنف مساعي إخراجها من الجنوب ومن ثم مستقبلها السياسي في الخاصرة الرخوة الليبية. فهناك من ناحية أولى، قدرتها المتدرجة على تطوير مصادر تهديد وأنواع متعددة من الإرهاب. ومن ناحية ثانية، القدرة على توفير ملاذات آمنة بالجنوب، وتشكل نقاط ساخنة للتدريب واستقطاب وجذب مؤيدين جدد أو الفرارين من مناطق جغرافية أخرى. ومن ناحية أخيرة، السهولة النسبية التي تمكن تلك الجماعات من تجديد مواردها المالية والتسليحية.   

إزاء القواسم والتباينات السابقة، طورت تلك المجموعات الثلاث نوعية خاصة ومتعددة من التهديدات الأمنية " الإرهاب"بمستوياتها الداخلية والإقليمية والدولية،وبات سمة لصيقة بها. ولذا فإن إطلاق سمات الإرهاب على تلك التهديدات ووضعها في سلة واحدة، من حيث مصادر التهديد وتطوير آليات المواجهة، عملية يكتنفها قدرًا كبيرًا من سوء التقدير والإدراكالسياسي، ومن ثم إخفاق متوقع في إدارة ملف تلك الظاهرة الخطيرة، التي باتت تمثل هاجس وقلق إستراتيجي متعاظم للجميع.

فقد استفاد هذا النوع من الإرهاب من وجود مسببات بنيوية للصراع الداخلي بالجنوب، حيث تصدع غير مسبوق في عمليات حفظ الأمن الداخلي بسبب عدم وجود مؤسسات أمنية قوية ووطنية تابعة للدولة، بعدما حلت محلها ميليشيات متصارعة على النفوذ والمال من ناحية، وغياب اقتصاد محلي مجدٍ وقادر على تلبية حاجة أبناء الجنوب من فرص العمل والتطور التنموي بالرغم من وجود مصادر هائلة للثروة من ناحية ثانية، وجود حدود ذائبة وخارج السيطرة مع دول الجوار الجغرافي، مصحوبة بتدخلات متزايدة سواء كانت ليبية المنشأ ــ الشمال أو من دول الجوار الجغرافي  مجتمعة من ناحية أخيرة.فهذه التحولات وجدت بيئة مواتية للتنافس والصراع بعد انهيار كافة أنماط التفاعلات التعاونية التي نشأت خلال انتقاضه فبراير، وعدم وجود قوة قادرة على فرض سيطرتها على الجنوب.

ولذا كان من الضروري بل من المحتم فصل مصادر التهديد التي تمثلها كل مجموعة من تلك المجموعات الثلاث، من أجل تحديد أبعادها الكاملة في صورة شاملة، تساعد على بناء أي إستراتيجية لمواجهة نوعية الإرهاب الذي تمثله داخل ليبيا وخارجها.

1ــ إرهـاب عصـابات الجريمـة المنظمـة

يُعد إرهاب تلك المجموعة قاصرًا على الشق الإنساني، وفي أدنى مستوياته، بسبب ما تمثله عمليات الاتجاربالبشر من مآسي حقيقية للعالم، تحديدًا لكونها أعادت إنتاج مفاهيم ولت من الذاكرة الإنسانية منذ عقود، مثل الاستعباد والنخاسة(3). إذ تشكل معسكرات تجميع المهاجرين سواء بالجنوب أو الشمال معاناة حقيقية، واحد المشاهد المظلمة للواقع الليبي، من حيث ظروف المعيشة أو التنقل وقيام المهربين باحتجاز جوازات سفر هؤلاء المهاجرين.

وانتشار تلك العصابات غير محدد نظرًا لطبيعة عملها العابرة للمكان، إلا أن مدينتي سبها ومرزق تعدا مركزًا محوريًا في أنشطة تلك العصابات،فالأولى عاصمة الجنوب مركز حيوي في تفاعلاته وشبكات طرقه الداخلية، والثانية كانت مركز إشعاع تاريخي للتجارة بالبشر عبر العصور. إلا أن الجانب الإرهابي حسب توصيفنا السابق، يكمن في محددين رئيسيين:

أولهمــا: صراع القبائل الجنوبية للسيطرة على الاقتصاد العابر. فالكل المجموعات السكانية بالجنوب، أسست لنفسها ميليشيات مسلحة، عرف أغلبها باسم كل منطقة أو مدينة. فعلى سبيل المثال شكلت مجموعة التبو "أكبر المجموعات الإفريقية"من حيث العدد  كتائب عسكرية مثل:كتيبة درع الصحراء في مرزق، كتيبة الكفرة؛ كتيبة شهداء أم الأرانب، كما أقاموا العديد من نقاط التفتيش عبر المدن، وعلى الحدود مع تشاد والنيجر، تحديدًا الكتيبة  25 لحرس الحدود، التي دعمتها حكومة طرابلس من أجل مراقبة الحدود الجنوبية. ويُعد أبنائها أكبر المستفيدين من دينامية وأنشطة هذا الاقتصاد، بعد قيام الجزائر بإغلاق حدودها مع ليبيا بسبب التهديدات الأمنية، وعلميات التهريب، ما حول مسالك وطرق التهريب إلى تشاد والنيجر والسودان حيث مناطق التبو، وخروج قبيلة الطوارق في أنشطة هذا الاقتصاد باستثناء محاولات التهريب عبر النيجر وتشاد انطلاقًا من أوباري وغات(4).

إلا أنه توجد مجموعة صغيرة من قبائل الطوارق تعمل علي تأمين خط تهريب المخدرات وتحديدا الحشيش.ومجموعة أخري تتواجد جهة ابوجي والتي استخدمتها من قبل  القوات التشادية ضد أزاواد مالي بدعم فرنسي، وجود تلك العناصر بهذه المنطقة أتى بناءًا علي اتفاق مع القوات الفرنسية الموجودة في قاعدة مادما علي الحدود النيجرية، ويعتبر هؤلاء خط الدفاع الأول عن هذه القاعدة العسكرية، كما أن هناك أيضًا مجموعات أخرى من الطوارق تتحرك من منطقة أم الحمام بالقرب من مشروع مكنوسة والأخرىبالقرب من مدينة مرزق(5).

كما تستفيد أيضًا القبائل العربية من تلك أنشطة هذا الاقتصاد، تحديدًا قبلتي أولاد سليمان في الجفرة وسبها، والزويلة في الجفرة ومرزق، والقذاذفة والمقارحة، حيث يسيطرون على مسالك وطرق التهريب المحلية. وكانت الصراع على العوائد التي تدرها تلك التجارة موضع تنافس وصراع كبير بين تلك القبائل العربية أو بينها وبين القبائل الإفريقية، وكانت في أحيان كثيرة عامل كبير في رسم منظومة التحالفات داخل الجنوب، التي غذتها الحساسيات القبلية وصراع النفوذ والزعامة.

إلا أن روابط العلاقات المصلحية بين عناصر تلك العصابات العابرة للقبائل والعرقيات، تُعد أقوى من الخلافات العرقية أو السياسية بين شخوصها كأفراد وليس كقبيلة أو عرق. والصراعات المسلحة بين تلك المجموعات السكانية لم تهدأ طوال السنوات الثماني الماضية، لكونها بالنهاية لاتخرج عنمنافسةًشرسة سواء بين قبيلتَي أولاد سليمان والتبو،على تجارة التهريب المُربحة بالمنطقة وتأمين الرواتب لعناصر ميليشياتهم الشباب(6)، أو ما بين القائل العربية نفسها مثل التنافس الحادث ما بين أولاد سليمان وقبلتي المقارحة والقذاذفة حول السيطرة على تجارة التهريب المدني المتنامي. إذ بالرغم من انهيار الاقتصاد الليبي وارتفاع الأسعار، تبقى السلع والمنتجات الليبية أرخص من مثيلتها في تشاد أو النيجر.

نظرًا لعدم وجود مخصصات مالية منتظمة لتلك الكتائب من المركز بطرابلس التي ساعد على إنشاء أغلبها لمهمة حفظ الأمن بالجنوب، بسبب الانشغال بالصراعات بالشمال، انخرطت العديد من عناصرها في مساعدة عصابات الجريمة المنظمة،أو التغاضي عن تحركاتهم وأنشطتهم سواء علىجانبي الحدود أو ما بين المدن الجنوب ذاتها، عبر آليتين للسيطرة والمتابعة: مساعي تأمين طرق التهريب؛ وإقامة مراكز الدعم اللوجسيتي على طول ممرات ومسالك التهريب عبر الصحراء مزودة بصهاريج الوقود والمؤن بل تخزين السلاح. إذ يقوم رجال التبو على سبيل المثال بحراسة أشهر طرق التهريب"طريق القذافي" بين الجنوب والنيجر ويمتد لمسافة 600 كم. ولذا كان تنافس تلك العناصر من طبائع الأمور للتغلب على شح الموارد بالجنوب، مثل صراع السيطرة على مراكز المراقبة الحدودية "احتكار التهريب"، والاستيلاء على المطارات والقواعد العسكرية والمنشآت النفطية المجاورة لشركات النفط الأجنبية.

اقتصاد التحولات العابر لحدود لليبيا مع دول الجوار الجيو ــ سياسي، يشمل تجارة المخدرات حيث يشكل الحشيش الحيز الأكبر من تلك التجارة، هناك مجموعات صغيرة من التبو والطوارق تعمل على تأمين مسارات تهريب المخدرات. في حين تنتشر مجموعات التبو في أقصى الجنوب مرزق حيث الحدود مع تشاد، فإن مجموعات الطوارق تعمل بالقرب أبوجي قرب الحدود مع النيجر، وقد شهدت تلك المنطقة صراعات محتدمة بين المجموعات التشادية بإيعاز من القوات الفرنسية بقاعدة مادما وأزاواد مالي من الطوارق، بعد انهيار دولتهم في شمال مالي، بالإضافة لمنطقة أم الحمام بالقرب من مشروع مكنوسة غرب سبها.

ثم تأتي تجارة السلاح في المرتبة الثانية، ويحمل بها ليس عصابات الجريمة المنظمة فحسب، وإنما أيضًا حركات التمرد السياسي والتنظيمات الجهادية. وتلك التجارة كانت بمرحلة ما أساس هذا الاقتصاد، ولكنها تدريجيًا تراجعت ليشغل المرتبة الثالثة بعد المخدرات والتجارة بالبشر. ويرجع ذلك بشكل كبير لحالة الاستنزاف الكبير التي حدثت للعتاد الحربي الذي سرق من مخازن الجيش الليبي بعد فبراير 2011 في إدارة وتوجيه الصراعات الممتدة اجتماعيا بالداخل الليبي، والحظر الأممي على تصدير السلاح إلي ليبيا. ومن ثم باتت ليبيا مستورد للسلاح من الخارج، كما بدا في حالتي ضبط السفينتين التركيتين اللتين كانت محملتين بالسلاح قبل إفراغ حمولتها في موانئ الخمس ومصراتة عامي 2018، و2019. أما تهريب السلع المدنية ومشتقات الطاقة فيُعدا أساس الطابع المدني لهذا الاقتصاد، يأتي بالمرتبة الرابعة والأخيرة.

ومكمن الإرهاب هنا، يكمن في بروز ظاهرة"تسليع الأمن بالجنوب"، بمعني مقايضة واستئجار الترتيبات الأمنية التي تضطلع بها تلك العصابات المسلحة وحركات التمرد مقابل المال، الأمر الذي تسبب في زعزعة وخلخلة كبيرة للبنية الاجتماعية والاستقرار الداخلي. وبدا ذلك واضحًا في عمليات الاختطاف والابتزاز للعائلات الغنية وأبناء القبائل، التي تمارسها هاتين المجموعتين تحديدًا ورصدتها التقارير الدولية بما فيها تقرير الأمين العام ن الحالة الليبية في يناير 2019.

أضف لذلك الطريق المسدود الذي يجد الكثير من أبناء الجنوب أنفسهم أمامه، فهم ما بين مطرقة إغواء عوائد التهريب أو المشاركة مع التنظيمات الجهادية من أجل الحصول على العمل والمال، في ظل شح فرص العمل ومجالات التنمية أمامهم.

ثانيهـا: تمكين التنظيمات الجهادية من تجنيد وتعبئة جزء من تيار المهاجرين.إذ يتم توظيف شح الموارد بالجنوب وتأجيج الصراعات المحلية حول الفرص القليلة التي يوفرها الاقتصاد العابر، في تدعيم علميات التجنيدالسياسي ليس لشباب الجنوب بشقيه العربي والإفريقي في صفوف التنظيمات الجهادية فحسب، وإنما أيضًا من تيار المهاجرين وتحديدًا أولئك الذين لديهم قابلية لاستيعاب الفكر الجهادي والتطرف، جنسيات هؤلاء متعددة فمنها العربية والإفريقية والأغلبية من تونس، مصر والجزائر، أما من الدول الإفريقيةفهناك المهاجرين منغانا والنيجر واريتريا وموريتانيا.

استفادت أيضًا تلك التنظيمات من تيار الهجرة العابر لمنطقة الجنوب لتجنيد وتعبئة عناصر جديدة من البلدان الإفريقية، تحت نفس الأرضية، استغلال حاجتهم للمال، وتعقيدات فرص الهجرة للشمال الأوروبي ما يحيط بها من مخاطر جمّة. الغاية واضحة الدفع بدماء جديدة داخل تلك التنظيمات لتعويض خسائرها البشرية التي منيت بها بعد إنهاء وجودها في مدن الشمال الليبي في درنة وسرت. إلى جانب توفير آليات متواصلة من الدعم اللوجيستي المتمثل في توفير الأغطية والغذاء والوقود والدواء يتم عن طريق بعض الأهالي بمقابل مادي كبير جدًا حيث يتم استغلال حالة الفقر ونقص الأموال وتوظف هذه الحالة لتجنيد أشخاص موثوق بها لتوفير هذا الدعم بشكل مستمر.

كما تقدم تيارات الهجرة المتواصلة طوال العام، دعمًا ماليًا للتنظيمات الجهادية وتحديدًا داعش. والتمويل يأتي بطرق غير مباشرة حيث يوظف التنظيم حاجة المهاجرين للانتقال الآمن عبر الطرق الصحراوية، ويقوم  بتأمين وصول المهاجرين من الصحراء إلي مدن الساحل وتحديدًا الساحل الغربي لليبيا حيث مؤيدها وعناصر منتشرة في تلك المدن، استعدادا لانطلاق رحلة الموت إلى أوروبا. إذ يدفع كل مهاجر ما يعادل ثلاثة الآلف دولار، مقابل تأمين وصوله إلي شواطئ غرب ليبيا، وتعتبر هذه القيمة ذات فائدة وتعود بالمردود المالي الكبير علي عناصر التنظيم، وهي تكاد تكون بشكل يومي. بالتزامن مع تلك العوائد المالية يتم استقطاب بعض المهاجرين للالتحاق بالتنظيم من خلال توفير الأموال لهم ويتم إعداد معسكرات للتدريب لتدريبهم علي الفنون القتالية وزرع العقيدة الجهادية بعقولهم واستغلالهم لتنفيذ مخططات التنظيم الإرهابية.

وكان التعاطي مع هذا النمط الأول من الإرهاب، محدود للغاية في جوانبه الداخلية أو الدولية سواء من الاتحاد الأوربي أو حتى الأمم المتحدة، حيث اقتصر الأمر على إقامة مخيمات لائقة وإنسانية داخل مدن الجنوب، واقتصار الدعم المالي الذي يقدمه المانحون الأوروبيون للبلديات الجنوبية على هذا الشق الإنساني فقط، دون أن تجاوزه لصالح برامج تنموية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي تحد من أنشطة الاقتصاد العابر للحدود. بالإضافة إلى فرض حصار شامل على ليبيا في مجالي التسليح والرقابة المالية.بالرغم من التضييق الكبير والحصار، تظل ليبيا بجغرافيتها السياسية مواطئ قدم كبيرة سواء في علميات غسيل الأموال، أو تمويل الإرهاب. وليس أدل على مصداقية ما نتحدث عنه سوى استمرار إدراج ليبيا على لائحة الدول عالية المخاطر في مجال غسيل الأموال وتمويل الإرهاب الذي أصدرتها مفوضية الاتحاد الأوروبي في 13 فبراير 2019 ويضم 23 دولة ومنطقة حول العالم.

 

 

(3)للأسف يتم هنا تجاهل التاريخ بشكل متعمد، فتجارة البشر شكلت دومًا أحد مصادر اقتصاد الصحراء الليبية، فعلى سبيل المثال تجارة تلك التجارة مصدر هام لدولة أمحمد في القرن التاسع عشر وكانت عاصمتها في مدينة مرزق، التي شكلت مركزًا كبيرة لتجارة البشر عبر القارة الإفريقية.

4)تواجد قوة من تبو ليبيا وتشاد في جنوب سبها وأطراف المدينة الغربية وهي في صراع دموي مستمر مع قبائل أولاد سليمان في سبها، التي تسعى دوما لزعامة الجنوب، فقد كانت هناك محاولة في القرن التاسع عشر لإقامة دولة جنوبية بجوار دولتي طبرق وطرابلس  قادها أحد أبرز زعماء القبيلة عبد الجليل سيف النصر، إلا أن الموت انهي مشروعه السياسي.

وتمتهن هذه المجموعات الخارجة عن القانون أعمال الحرابة والقتل والابتزاز والقتل، يقودها مجموعات التبو اللاشي المهدي، وهو ضابط استخبارات تشادي منشق عن نظام إدريس دبي، كان سجينًا سابقًا بسجن أبوسليم بطرابلس وأطلق سراحه عقب سيطرة معارضي القذافي علي العاصمة طرابلس في أغسطس 2011. حسب شهادات محلية، يشرف الرجل بشكل مباشر علي الجريمة المنظمة في أغلب مناطق الجنوب، ولديه قوات تتمركز بمنطقة القطرون أيضًاوينسب إليه تهريب أعداد كبيرة من تبو تشادإلي جنوب ليبيا وتجنيدهم وتمويلهم ودعمهم بالسلاح والمال.

وقبل سيطرة حفتر على سبها في شهر يناير 2019، كان هؤلاء يتمركزون في: المطار، فندق الجبل، الثانوية الجوية، حي الأربعين والشركة الهندية بالجنوب، معسكر الدعوكي غرب مطار سبها، ومعسكر المغاوير بالقرب من قلعة سبها. إلا أنهم الآن نزحوا جنوب الزويلة ونحو القطران.

5 )فأقمت الضغوط الإقليمية من الشعور بأن الطوارق يتراجعون أمام التبو. ففي العام 2014، أغلقت الجزائر حدودها مع ليبيا، وفرضت الدوريات الفرنسية في ممر سلفادور في النيجر قيوداً شديدة على حركة الطوارق التقليدية عبر الحدود. وقد اتّهم الطوارق القوات الفرنسية المتمركزة في قاعدة ماداما في النيجر – على بعد 100 كيلومتر فقط من الحدود الليبية – بالتغاضي عن المهرّبين والمقاتلين من قبيلة التبو الذين يعبرون شمالاً.

(6)رصّ القذاذفة صفوفهم مع التبو في الصراع الذي استمر ما بين عامي 2014 ــ 2015، فاستولوا على قاعدة تمنهنت الجوية العسكرية، في حين وضع أولاد سليمان يدهم على قلعة إلينا التي تعود إلى الحقبة الإيطالية وتقع على تلة مطلّة على سبها. ومن ثم اندفعت مدينة سبها مجدداً نحو دوّامة عنف وصدامات مسلحة، وتحوّلت أحياء بكاملها إلى مناطق خارجة عن سلطة القانون تحكمها ميليشيات وعصابات إجرامية. سجّلت أعداد جرائم القتل والخطف ارتفاعاً شديداً. وأغلقت المدارس أبوابها؛ ولازم الجميع منازلهم، ولقي العديد من الشباب مصرعهم في تلك المعارك المسلّحة للسيطرة على الاقتصاد العابر.

الاوضاع الأمنية خطيرة فى طرابلس...

مازالت الأوضاع الأمنية المتردية تلقي بظلالها على العاصمة الليبية مع تصاعد التحذيرات من هجمات محتملة،ووسط مخاوف من تجدد الصراع بين المليشيات المسلحة التي تسيطرعلى المدينة منذ سنوات بسبب غياب جيش أو شرطة نظاميين وفي ظل عجز حكومي متواصل عن وضع حد لسيطرة المسلحين وفرض سلطة القانون.

إلى ذلك،تداولت وسائل إعلام وصفحات التواصل الاجتماعي وجود تحشيدات عسكرية ضخمة في طرابلس وخاصة في المنطقة الجنوبية للعاصمة.وتحدثت أنباء عن استنفار لكتائب قوة "حماية طرابلس" جنوب العاصمة.وتنتمي قوة حماية طرابلس إلى كتيبة ثوار طرابلس والنواصي وغيرها من الكتائب التابعة لحكومة الوفاق.

وشهد جنوب العاصمة في يناير الماضي،اشتباكات عنيفة بين مسلحين تابعين لـ"قوة حماية طرابلس" التي تضم كتيبة ثوار طرابلس والأمن المركزي أبوسليم، وقوة الردع الخاصة، وكتيبة النواصي من جهة، و"اللواء السابع مشاة" المعروف محليًا بـ"الكانيات" في مدينة ترهونة،وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 43 من المدنيين والعسكريين،بحسب ما ألن الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني أمين الهاشمي في 21 يناير الماضي.

وتوقفت الاشتباكات بين الجانبين بعد جهود وساطة قادها المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة بين ممثلين عن طرابلس وترهونة أسفرت عن توقيع اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار بين الجانبين الذي جرى توقيعه في أواخر سبتمبر 2018 برعاية البعثة الأممية.ونصّ الاتفاق على سحب كل طرف قواته إلى حدوده الإدارية ولمسافة 15 كيلومترًا، وتسليم الأسلحة الثقيلة للثكنات العسكرية، وأن تكون إدارة مطار طرابلس الدولي تحت إشراف مديرية أمن قصر بن غشير، على أن تتولى وزارة الداخلية تأمين الطرق.

وتشهد العاصمة طرابلس منذ يوم الجمعة الماضية إستنفارا أمنيا وتحشيدات عسكرية وظهور عدد من قيادات الكتائب في شوارع العاصمة بعد تحذيرات دولية من وقوع عمليات إرهابية في طرابلس.

واتخذت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق الوطنية إجراءات عاجلة لمواجهة ما وصفه المراقبون بخطر محدق، ولكنه غير معلوم.وأكد مدير مكتب الإعلام بوزارة الداخلية محمد بوعبدالله أن الوزارة تتعامل مع أي تهديدات أو بلاغات أمنية بكل جدية حتى في الظروف العادية، مشيراً إلى أن الغرفة الأمنية المؤقتة للطوارئ التي شكلتها وزارة الداخلية باشرت أعمالها بطرابلس، كما شددت الجهات الأمنية الإجراءات الأمنية على المواقع السيادية ومقار البعثات الأجنبية في العاصمة.

وكان وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا أصدر الجمعة الماضي، قراراً يقضي بتشكيل غرفة أمنية مؤقتة للطوارئ ويكون مقرها مديرية أمن طرابلس.وبين المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق أن تشكيل الغرفة الأمنية يأتي في إطار اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية المرافق العامة والخاصة ومتابعة الأحداث الأمنية الطارئة.

واتخذت وزارة داخلية الوفاق جملة من الإجراءات الاستثنائية كان آخرها "إيقاف منح التراخيص وتنظيم المظاهرات والاعتصامات مؤقتاً"، وردت على تحذير أمريكي بـ"وجود تقارير مفتوحة المصدر تشير إلى أن منطقة مكتب البريد المركزي في شارع الزاوية بطرابلس قد تم تطويقها بعد اكتشاف عبوات ناسفة"، مؤكدة أن فرق الأمن تحققت من عدم وجود عبوات ناسفة أو مفرقعات أو مواد قابلة للتفجير داخل هذه الطرود البريدية.

وتوالت خلال اليومين الماضيين تحذيرات العواصم الغربية لرعاياها بضرورة مغادرة العاصمة الليبية طرابلس،بسبب ما اعتبرته أوضاع أمنية صعبة ومخاطر هجمات ارهابية محتملة على مؤسسات حكومية.

وحذّرت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا العاملة في تونس رعاياها في العاصمة طرابلس من هجوم إرهابي وشيك قد يستهدف مؤسسات حكومية، مثلها فعلت الخارجية البريطانية التي دعت مواطنيها الذين لا يزالون في ليبيا إلى المغادرة الفورية بسبب الوضع الأمني الذي وصفته بالهش.

وأضافت الخارجية البريطانية عبر موقعها الرسمي أن الأوضاع الأمنية في ليبيا تنبئ باندلاع مواجهات مسلحة دون إنذار سابق، مشيرة إلى أن تحذيراتها بعدم السفر أو المغادرة مستمرة منذ عام 2014،وذلك على خلفية الحالة الأمنية الهشة في طرابلس، والتي يمكن أن تتطور إلى صراع مسلح واشتباكات دون سابق إنذار". وأشارت إلى أنّه من "المرجح أن يحاول الإرهابيون شن هجمات في العاصمة الليبية".

ومن جهتها حذرت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها من السفر إلى ليبيا ، داعية الموجودين فيها إلى مغادرة البلاد على الفور بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وزيادة معدل الهجمات الإرهابية في ليبيا.وذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن الهجمات الإرهابية في ليبيا ستزداد على الأرجح، لا سيما ضد المؤسسات الحكومية، لأن السلطات الأمنية لا تستطيع حماية الأمن في ليبيا بما فيه الكفاية.

ووصفت الخارجية الألمانية الظروف في ليبيا بأنها "مربكة للغاية"، لا سيما في ضوء النزاعات العنيفة والنزاعات التي تندلع داخل البلاد والتي تهدد حياة الناس.تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تحذر فيها ألمانيا مواطنيها من السفر إلى ليبيا.

ورغم إقرار حكومة الوفاق لترتيبات أمنية تستهدف إرساء الأمن بقوة شرطة وأمن نظاميين، وإنهاء دور المليشيات المسلّحة، التي تسيطر على العاصمة الليبية منذ سنوات، فإن نفوذ هذه المليشيات مازال حاضرا بقوة في المدينة.ويخشى الكثيرون من تواصل عدم استقرار الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس،حيث تمثل الفوضى بيئة مناسبة لتحرك العناصر الإرهابية لشن عمليات خطيرة.

upload.jpg

...فوائد حليب الابل للجنس ..

يحتوي حليب الإبل على أكثر نسبة من فيتامين سيومجموعة من فيتامينات بي، فهو يحتوي على حوالي ثلاثة أضعاف ما يوجد في حليب البقر. وربما يرجع السبب في هذا لتعويض النقص في تناول سكان الصحراء للمنتجات الغذائية النباتية الطازجة، بسبب الظروف البيئية التي يعيشون فيها.

فوائد حليب النياق للجسم

– يحمي الإنسان من الإصابة بالعديد من الامراض المزمنةأو المقلقة عند تناوله بكثرة مثل الصفراء عند الكبار وكذلك مرض السل بالإضافة إلى الانفلونزا والتهاب الشعب الهوائية.

– يقوم بمد الجسم بكل ما يحتاجه من الكالسيوم الذي يحتاجه الجسم فبالتالي يقوم بحماية الجسم من مرض هشاشة العظام ويساعد على نمو العظام بالشكل سليم وصحي.

– يساعد في علاج المشاكل التي تحدث بالجهاز الهضمي فيقوم بعلاج الإمساك.
– يعتبر فعال ومؤثر في القضاء على مشاكل فقر الدم.

– يساعد على تنظيم نسبة السكريات داخل الدم لذلك يقوم الأطباء بوصفه لمرضى السكر حتى يساعدهم في ضبط نسبة السكر بالدم.

– يعزز ويقوي المناعة لاحتوائه على العديد من الفيتامينات.
– يحتوي حليب النياق على مضادات الأكسدة التي تساعد على زيادة نعومة البشرة، ومعالجة الجلد التالف.

– يحتوي حليب النياق على البروتينات التي تساعد على النمو، وتقوية العظام والعضلات، كما أنه يحتوي على معادن وبروتينات تساعد على إنتاج الأنسجة والخلايا.

– يحتوي حليب النياق على فيتامينات وبروتينات تحمي الجسم من الإصابة بالسرطان، ومنع انتشار الخلايا السرطانية.
– يحتوي على كمية كبيرة من الماء الذي يختلف باختلاف كمية الماء الذي يشربه النياق فيرطب الجسم والجلد.

– يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون فلا يتسبب في فرز دهون على الكبد.
– يحمي الجنين من الإصابة بالعيوب الخلقية.

– يعالج مشكلة الكساح عند الأطفال.
– يقوم بمعالجة التهابات الشعب الهوائية، وأمراض التفس، وخاصة الربو.

– يخفف من آلام البواسير، ويقضي عليها على المدى الطويل.
– يقوم بعلاج بعض أمراض الكبد، وأمراض الرشح أو الإنفلونزا، بالإضافة إلى مرض السل.

– يحتوي على أحماض تساعد على تنظيم ضغط الدم، وتحمي الشخص من الإصابة بالجلطات.
– يقوم بعلاج مشاكل التهابات المعدة والقولون والأمعاء والطحال.

– يعمل على تنظيم ضربات القلب.
– يساعد على إنقاص الوزن بسبب عدم احتوائه على نسبة مرتفعة من الدهون.

– يقوم بحماية الأسنان واللثة ويقويها بسبب احتوائه على فيتامين ج.
– يعالج الحساسية التي تنتج عن بعض أنواع الأطعمة.

– يعالج مرض الأنيميا، بسبب احتوائه على نسبة عالية من الحديد.
– يحافظ على مستوى الأكسجين في الدم، فيساعد على تدفق الدم في الدورة الدموية.

– يقوم بضبط نسبة الكولسترول في الجسم.
– يقوم بحل المشاكل الجنسية التي يعاني منها الرجال.

– يقوم بمد الجسم بالطاقة فيحتوي على العديد من المواد الغذائية التي تغذي الجسم.
– يقوم بضبط نسبة الكوليسترول في الدم، والوقاية من الإصابة بالأزمات القلبية.

فوائد حليب النياق للشعر

– يقوم بزيادة نمو الشعر، وكثافته؛ من خلال تغذية فروة الرأس.
– يقوم بعلاج مشاكل الشعر المختلفة مثل التقصف، والتساقط، والقشرة.

– يقوم بترطيب الشعر وجعله لامع وصحي.

فوائد حليب النياق للبشرة

– يقوم بعلاج مشاكل البشرة المختلفة، مثل: حب الشباب، والبثور السوداء.
– يقوم بإزالة البقع الداكنة من البشرة.

– يخلص البشرة من خلايا الجلد الميت، ويقوم بتقشيرها.
– يقوم بترطيب البشرة ويزيد نعومتها.
– يقوم بتفتيح لون البشرة.

فوائد حليب النياق للجنس

– حليب النياق يقوم بتزويد الجسم بالمزيد من الطاقة والحيوية والقوة وأن يمنحه النشاط الجنسي، بخاصة مع الأشخاص المعتادين تناوله كل يوم.

– أكد الأبحاث أن الأشخاص الحريصين على شرب حليب النياق يتمتعون بقدرة جنسية عالية عن الأشخاص الغير حريصين على شربه.

– يعمل حليب الإبل على تزويد الرغبة الجنسية، وكذلك تحسين الأداء والنشاط الجنسي، وذلك لأنه يحسن من انتصاب القضيب لدى الرجل مما يؤدي إلى تحسين العلاقة الحميمية للأزواج.

– يعمل على تنشيط حركة البويضات لدى المرأة والعمل على زيادة خصوبتها لالتقاط الحيوان المنوي وتكون الجنين.
– حليب النياق يحتوي على عدد من العناصر التي تنشط الدورة الدموية للجسم، فتزيد من تدفق الدم إلى أعضاء الجسم كله بخاصة الأعضاء التناسلية، فيؤدي إلى زيادة قدرة القضيب على الانتصاب لدى الرجل.

– يساعد حليب النياق على تحسين الخصوبة لدى المرأة والرجل.
– يساعد بشكل قوي على زيادة أعداد الحيوانات المنوية، كما أنه يساعد أيضا في نموها مما يؤدي بشكل كبير لعلاج مشكلة العقم.

الفئات: صحة
الروابط الذكية: الحليب
الروابط الذكية المشابهة: الكالسيوم , سوء التغذية , فوائد الاغذية

ما هى الاوقات المناسبة لشرب الماء ..وما هى الاوقات الغير مناسبة؟

أشرب الماء أم لا؟

الماء يضمن للجسم فوائد مذهلة وتوجد أوقات يجب شرب الماء فيها للحصول على تلك الفوائد بأعلى مستوياتها، ولكن في المقابل يمكن أن يؤثر الماء بشكل سلبي وتظهر بعض الأضرار ذلك في حال تم تناوله في أوقات معينة وبكمية خاطئة، إذن ما هي أوقات شرب الماء ومتى يجب تجنبه؟

ليس عليك الشعور بالقلق اتجاه الماء فهو لا يضمن إلا الفوائد للجسم وكل شخص يحتاج الحصول على الكمية الصحيحة منه، وأما عن الأضرار فلا تكون محتملة إلا عند تناول الماء بكمية مبالغ فيها دفعة واحدة وفي أوقات شرب الماء فيها يكون أمر خاطئ.

أوقات شرب الماء

تتوقف كمية المياه التي يحتاجها الجسم كل يوم على وزنه وبشكل عام 2 ليتر هي الكمية الوسطية، ولكن ماذا عن هذه الكمية؟ متى يجب شربها؟ هذا بالضبط ما ستجيبك عنه أوقات شرب الماء الـ 9 التالية.

1 – عند الاستيقاظ وقبل تناول أي شيء

أول أوقات شرب الماء خلال اليوم هي على الريق في الصباح بحيث تتناول 1 – 2 كوب منه، لتستعيد نشاطك وتجدده وتهيئ جسمك لهذا اليوم وتضمن الكثير من الفوائد بالنسبة للجهاز الهضمي وجهاز الدوران وجهاز الإطراح.

2 – قبل نصف ساعة من تناول الطعام

ما رأيك بأن يكون من السهل عليك السيطرة على عاداتك في الأكل وتناول كمية أقل من الطعام؟ بالطبع موافق إذن ما عليك إلا شرب كوب من الماء قبل حوالي نصف ساعة من وقت الطعام بحيث يضمن عملية هضم أفضل ويملأ المعدة للحد من الإفراط في الأكل.

3 – قبل النوم بحوالي ساعة تقريبًا

الحصول على نوم عميق مريح – ضمان تنظيم الهرمونات في الجسم خلال النوم – ترطيب الخلايا وتجديدها وغيرها الكثير من الفوائد التي يمكن الحصول عليها من شرب الماء قبل النوم، وبحوالي ساعة حتى لا يسبب لك الذهاب إلى المرحاض أي أرق.

4 – خلال العمل والمذاكرة لتجديد التركيز

أوقات العمل والمذاكرة هي الأوقات التي تحتاج إلىتجديد التركيز وتحسين القدرات الفكرية لديك، وبالتالي هي أوقات شرب الماء التي تضمن ذلك، فكمية من الماء على رأس كل ساعة أو نصف ساعة من العمل والمذاكرة كفيلة بالأمر.

5 – كمية قليلة أثناء التمارين الرياضية

خلال التمارين أنت تبذل الكثير من الجهد وتتعرق فينخفض مقدار السوائل في الجسم وبالتالي ينخفض النشاط وقدرة الجسم على مواصلة التمرن، ولكن يمكن التعامل مع الأمر من خلال تناول رشفات من الماء خلال التمارين.

6 – قبل الاستحمام للتعامل مع فرق الضغط والحرارة

حرارة الماء المرتفعة والبخار الذي يملأ الحمام كلها تجعل جسمك في حالة ضغط وحرارة مختلفة عما يعتاد وقد يكون لها تأثير مباشرة على كفاءة الدم في إيصال الأكسجين لكل الخلايا، وهذا ما قد يفسر الشعور بالدوار أو التعب خلال الاستحمام، ولكن يمكن تجهيز الجسم لمواجهة ذلك من خلال تناول كوب من الماء.

7 – بعد تناول الأطعمة المالحة

تناولت الأطعمة المالحة؟ أي زودت جسمك بكمية إضافية من الصوديوم، ماذا في ذلك؟ هذا يعني أن الجسم سيحبس الماء فيه لضمان بقاء تركيز مركبات الصوديوم في قيمتها الآمنة، وهذا يعني تورم وثقل وتعب وإرهاق، وعليك مساعدة الجسم لمواجهة ذلك بشرب كمية إضافة من الماء.

8 – قبل الشعور بالعطش

لا تنتظر الشعور بالعطش فالأفضل ألا تعطش أبدًا، أي زود جسمك بالماء قبل أن ينقصه الكثير منه فيستنجد بك بالعطش، لذا عليك مراقبة كمية الماء التي تتناولها وتقييم أوقات شرب الماء التي تعتمدها وجعلها متوافقة مع الأوقات الموجودة هنا.

9 – عند الشعور بالجوع

قد يكون الجوع عبارة عن ترجمة للعطش فشرب الماء يسكته تمامًا هنا وهو ما يحتاجه جسمك، وقد يكون حقيقي وشرب الماء عندها يخفف منه ويساعد على تحمله والأهم أنه سيحد من كمية الطعام التي ستتناولها.

أوقات عدم شرب الماء

الماء لا يعني الضرر للجسم بل هو آمن وضروري، ولكن عادات شرب الماء هي ما يشكل الخطر، لذا تأكد من تخفيف كمية الماء التي يتم تناولها خلال الأوقات التالية فالمبالغة هي الخطأ وليس شرب الماء.

1 – خلال تناول الطعام أو بعده مباشرة

تناول الماء خلال الطعام وبعده مباشرة يعيق عملية الهضم ويعمل على تمدد المعدة وزيادة حجمها أي زيادة كمية الطعام التي يتم تناولها.

2 – قبل النوم مباشرة

على الرغم من كون تناول الماء قبل النوم من ضمن أوقات شرب الماء ولكن ليس مباشرة وذلك لتجنب التعرض للأرق نتيجة الاستيقاظ بشكل متكرر للتوجه إلى دورة المياه.

3 – كمية كبيرة أثناء التمارين الرياضية

تناول كمية كبيرة من المياه أثناء التمارين يمكن أن تسبب التعب والثقل للجسم أي أنها تعيق نشاطك، لذا رشفات قليلة كافية ومن ثم بعد بضع دقائق من التمارين أو قبلها بقليل يكون عليك تناول الماء.

4 – المبالغة في شرب الماء دفعة واحدة

تناول كميات ضخمة من الماء دفعة واحدة 3 – 5 ليتر يمكن أن تكون خطيرة جدًا تهدد الحياة لأن الجسم لا يمكنه التعامل معها كما أنها تعرضه لانخفاض مستوى تركيز أملاح الصوديوم.

5 – عند الشعور بالتخمة

تناول المياه بعد تناول كمية كبيرة من الطعام (عند الشعور بالتخمة) يمكن أن يكون له تأثير مباشرة على عملية الهضم ويمكن أن يسبب الإعياء والقيء.

6 – شرب الماء عندما تجبر على ذلك

لا تجبر نفسك على تناول كمية كبيرة من الماء، فحتى ولو كان عليك تناول 2 ليتر يوميًا اعمل على تقسيمها على أوقات شرب الماء كلها، وتدرب على الأمر بشكل تدريجي.

إذن عليك تناول الكثير في أوقات شرب الماء في المقابل ليس عليك الامتناع تمامًا عنه في أوقات عدم شرب الماء ولكن كمية قليلة منه كافية إلى أن يتخطى الوقت تلك الأوقات.

تشاد-ليبيا-فرنسا تتخلى عن التبو وتوسع الحرب عليهم...


سياسة تمليها بلدان الخليج ·بتدخلها الهادف للدفاع عن النظام التشادي وتأييدها هجوم الماريشال حفتر الأخير في الفزان تغرق فرنسا شيئاً فشيئاً في المستنقع الإقليمي وفي حرب لا نهاية لها. ويبدو أنها لم تستخلص أي عبرة من فشل “الحرب على الإرهاب” ومن التجربة الأمريكية في أفغانستان.

لم  يواجه الهجوم الذى شنه المارشال خليفة حفتر في أواخر شهر يناير/جانفي 2019 في منطقة فزان مقاومة تذكر إلا من طرف مجموعة التبو . وهو ما يذكر بالدور الاستراتيجي الذي تلعبه هذه المجموعة في فزان (انظر الخريطة).

 

دخلت قوات حفتر، إثر معارك ضارية، إلى مدينة مرزق، أحد معاقل التبو، في 19 فبراير، بدعم من ميليشيات قبلية وأخرى من المعارضة السودانية. وتلتها فورا في اليوم التالي عمليات انتقامية، انطلقت مع اغتيال الجنرال إبراهيم محمد كاري، مسؤول الأمن في المدينة، في منزله، على الرغم من أنه كان يعمل على تلطيف الأجواء والنفوس. وقد شجب النواب التبو ما وصفوه بعملية “تطهير عرقي” مع أنهم كانوا من مؤيدي حفتر.

ويأتي التورط المباشر لفرنسا التي وضعت طائراتها للمراقبة والاستطلاع في خدمة حفتر، ليؤكد تحولا في السياسة الفرنسية في ليبيا. إنه التحالف الاستراتيجي الذي اندرجت فيه فرنسا مع دول الخليج والذي بات يحدد سياستها في ليبيا.

لم يعد لفرنسا سياسة خاصة حقيقية بل صارت تتبنى سياسة المحور المشكل من المملكة العربية السعودية، الإمارات ومصر، الذي يدعم حفتر وميولاته الانقلابية وتزكي، إن لم نقل تشجع، أساليبه العنيفة التي تعمق أكثر فأكثر الشروخ في هذا البلد.

وهكذا تبتعد فرنسا عن دور الوسيط الذي كانت تنتهجه، مما يضعف آفاق الوصول إلى حل سياسي. على مستوى الميدان، يطرح تورط فرنسا في هذا الهجوم بعض التساؤلات بخصوص مستقبل علاقتها بمجموعة التبو التي كانت تربطها بها، على الدوام، علاقات مميزة، إلى درجة أن الفاعلين المحليين الآخرين اعتبروها تدخلا. وكان للتنافس الفرنسي الإيطالي أثر على مجموعة التبو التي أدخلت في صراع نفوذ مكتوم أدى إلى زعزعة استقرار بنياتها، لاسيما مع حصول “انقلاب” أدى إلى إقالة قائد المجموعة لتقربه المبالغ فيه من الإيطاليين.

يدخل هجوم حفتر ضمن رهانات السلطة في ليبيا. ولكنه هجوم يدرج هذه الرهانات ضمن الاستراتيجية الفرنسية التي يتمثل هدفها الأول في إنقاذ النظام التشادي. وتتطلب هذه الإستراتيجية التحكم في أراضي مجموعة التبو الليبية التي هي أساسا عابرة للحدود الوطنية والمتداخلة بشدة مع تشاد حيث يوجد موطن توالدها. وهي بالتالي تؤوي جزءا من المعارضة للنظام التشادي، والمتمثلة في التبو المتحالفين مع الزغاوة والذين تربطهم أواصر قوية وقديمة في هذه المناطق المألوفة لديهم.

شبكات تمتد الى تشاد والنيجر

ويمثل التبو مجموعة الزنوج الأفارقة الوحيدة في مغرب عربي-بربري وهي الأكثر تهميشا على المستوى الاجتماعي والرمزي1.

وهو تهميش أدى بالتبو إلى أن يكونوا السباقين في الالتحاق بالثورة في فزان التي كانت موالية في غالبيتها إلى السلطة القديمة. وقد أعطت لهم هذه الأسبقية شرعية وصعودا سمح لهم بفرض أنفسهم عسكريا وغزو أراض تتجاوز المجال الذي كانوا محصورين فيه. كما برزت عصبية هذه المجموعة التي بقيت أقرب إلى النظام القبلي، وتأكدت بقوة في غياب سلطة مركزية قادرة على تنظيمها وتعززت بطبائع أنثروبولوجية خاصة. ولمفهوم زنا المحارم امتداد استثنائي لديهم حيث ينطبق على العلاقات حتى الدرجة الخامسة من القرابة. وهو ما يفرض أن تتم العلاقة الزوجية أبعد من هذا المجال. وهكذا يتسع رابط علاقة الأخوة بين الأقرباء حتى الدرجة الخامسة ويفرض تضامنا في هذا المستوى، كما تسمح المصاهرة بتوسيع علاقة التضامن إلى أبعد من ذلك.

ويعطي ذلك للمجموعة عصبية وتضامنا قويا وواسعا، مما يفسر التماسك الأكبر لديها في حالة نزاع. وهو ما يفرض على المجموعة هيكلة فرعية تتجاوز الحدود الوطنية. وهكذا تمتد كل الشبكات العائلية والعصبية بدون استثناء على رقعة البلدان الثلاثة: تشاد وليبيا والنيجر، وأحيانا السودان، عبر نسيج متشابك. ويسمح ذلك بتجنيد الشبكات والموارد العابرة للحدود. ويشكل أيضا أداة فعالة في التجارة العابرة للحدود التي كان أبناء التبو ركيزتها الأساسية الضرورية بالنسبة للقبائل المتاجرة في فزان، قبل أن تقوم بتثمينها منذ الثورة لحسابها.

وينعكس ذلك في تصورات المجموعة حيث يستحيل عليها أن تحدد نفسها ضمن حدود معينة لأن الرابط، بغض النظر عن الحدود، ليس فقط متعلقا بالانتماء إلى نفس المجموعة بل هو شعور بالانتماء إلى نفس العائلة. فوجود متمردين تشاديين، والتبو منهم خاصة، يندرج في واقع هذا البنيان الاجتماعي العابر للحدود ولا يمكن اختزاله في مجرد تدخل قوات أجنبية أو فراغ مؤسساتي وأمني يشجع على تصدير الصراعات الى الأرض الليبية.

تعززت الغلبة العسكرية التي تمكنوا منها مع توسيع رقعة الأراضي تحت نفوذهم. وهكذا تمكنوا من السيطرة على الحدود مع تشاد والنيجر، وجزئيا على الحدود مع السودان، وعلى أهم الطرق الصحراوية انطلاقا من الجنوب الليبي. وقد فرضوا سلطتهم على كل حوض مرزق وجزء من مدينة سبها وأيضا على حقول ومنشآت نفطية. ولكن عصبيتهم القوية لم تمنع حدوث انقسامات سياسية، فهم يتوزعون بين ثلاثة أقطاب للسلطة: قطرون ومرزق وأم الأرانب.

تنافس بين روما وباريس

جعلت مسألة السيطرة على الحدود والفضاءات الاستراتيجية العابرة للحدود من هذه المجموعة محل تنافس فرنسي إيطالي في ليبيا. وبالنسبة لفرنسا، سواء أكانوا في الجيش التشادي أم متحركين بين الحدود، فالتوبو صحراويون لهم معرفة ثمينة بالميدان في مجال عملية “برخان” وعلى الخصوص في محيطها. وبالنسبة للإيطاليين يتمثل الرهان في السيطرة من المنبع على حركات الهجرة التي لم يتمكنوا من التحكم فيها على الشواطئ الليبية بالرغم من تواطئهم مع ميليشيات قاموا برشوتها قصد نهيها عن تجارة تهريب البشر وتحويلها إلى حراس سواحل غير رسميين. ويأخذ الإيطاليون على الفرنسيين تواطؤهم مع التبو ويتهمونهم بالتغطية على عمليات تهريبهم وخاصة تهريب المهاجرين. وعملوا بدورهم على التقرب من التبو عن طريق لعب دور الوسيط في النزاعات التي هم متورطون فيها. وقد استعملوا في هذا الغرض اللقاءات والسفريات و“التعويضات” للضحايا وحقائب الأموال للقادة وأصبحوا بذلك يهددون العلاقة الحصرية التي كان يتمتع بها الفرنسيون مع التبو.

امتزج هذا التنافس الفرنسي الإيطالي بصراعات إعادة التصنيف داخل مجموعة التبو نفسها. فمنذ سقوط القذافي أصبحت قبيلة “خريصات” هي الصاعدة في القوة الاقتصادية والعسكرية. وهي قبيلة أكثر ارتكازا على ليبيا واستفادت، بالرغم من التمييز، بتعليم أوفر وعلى الخصوص بروابط مع متعاملين ليبيين أقوياء في مجال التجارة الصحراوية التي خدمتها. وينحدر منها أهم القادة العسكريين مثل المرحوم باركا واردكو، كما ينحدر منها أغلب ممثلي هذه المجموعة في المؤسسات السياسية أو البرلمان. كما ينحدر منها أيضا أهم رجال الأعمال، خاصة الوسطاء في تجارة الذهب الذي أضحى موردا جديدا بعد اكتشاف مناجم له في بلاد التبو. لم يكن ينقص الخريصات سوى سلطة الرموز مع أرباحها المحتملة. والعائق في ذلك هو أن القيادة تنحدر دوما من فصيل “الغونا” الذي يعتبر نبيلا ولا تتم الخلافة إلا بعد موت القائد. وهنا تم توظيف واستعمال التنافس الفرنسي الإيطالي في صراع على الخلافة. فقد تم تنظيم عملية خروج عن شيخ التبو في ليبيا حيث أعيب عليه الثراء الشخصي على حساب رهن مصالح المجموعة لإيطاليا التي قام بزيارات عديدة إليها. وقام على خط هذا الشرخ جزء من قادة القبائل، متجاوزين بذلك القوانين العرفية، بانتخاب شيخ جديد. وقد أدخلوا بذلك أسلوب الانتخاب والإقالة الغريب عن الأعراف. وحتى وإن كان أقل حضورا، فقد قاوم الشيخ السابق هذه الإقالة. وبالتالي أصبحت تتنافس الآن في الميدان قيادتان، لكل واحدة منها ولاءاتها الدولية، مما يعقد أكثر الوساطات مع مجموعة هي في الأصل مجزأة.

بخصوص التجارة الصحراوية

لقد تخلل صعود مجموعة التبو حروب بدأت غداة الثورة ولازالت تتواصل حتى بداية 2019 في شكل “مسيرة كبرى”. كانت حرب التبو مع التوارق محل تغطية إعلامية أكبر لأن الحرب بين قبيلتين رحل تثير في الأذهان صوراً ملحمية. ولكن الحرب مع القبيلة العربية ل“أولاد سليمان” كانت الأكثر حدة والأكثر ديمومة. فأولاد سليمان وخاصة سلالة “سيف النصر” هم في الطرف الآخر، في أعلى السلم الاجتماعي، وقد حكمت فزان منذ العهد العثماني بصفة شبه مستمرة. وعمل القذافي على القضاء سياسيا واجتماعيا على سلطة هذه العائلة.

فالحرب التي لا نهاية لها اليوم ترجع إلى العلاقة الخاصة بين المجموعتين. وهي علاقة تتميز بتقارب كبير ولكنه تقارب موجود في إطار هرمي صارم. وقد تشكلت هذه العلاقات الوطيدة القديمة حول التجارة الصحراوية. فكثيرا ما يستثمر أولاد سليمان في التجارة وكثيرا ما خدمهم التبو كوسطاء ونَقَلَة لبضائعهم قصد مساعدتهم في التوغل في أعماق الساحل. وهذا الترابط التجاري بينهما من القوة بحيث ظل يفعل فعله حتى في أوج لحظات التوتر. ولكن مع المكانة الجديدة التي تبوأها، اكتسب التجار التبو استقلالية وأصبحوا يتفاوضون على شراكات تصب في مصلحتهم. وهو ما يشكل ضربا للعلاقة الهرمية بينهما.

“خطر أسود”

أدت زعزعة المواقع الهرمية من طرف التبو إلى موجة صدمات في كل فزان. وفيما يخص العلاقة مع أولاد سليمان، كان ذلك بمثابة زلزال حقيقي بسبب التشابكات والارتباطات التي كان يتعين فكها وإعادة صياغتها. لذا ما انفكت الحرب التي تدور بينهما تستيقظ بعد كل تهدئة على الرغم من مبادرات التوفيق المحلية والوطنية والدولية العديدة. وهي حرب بدأت غداة الثورة في مارس/ آذار 2012، وكان ذلك أول صدام معلن بين المجموعتين والمستمر إلى يومنا هذا.

وقصد عزلهم لجأ خصوم التبو إلى التلاعب بفزاعة وجود “خطر أسود” و“غزو إفريقي” متعاملين معهم كأجانب ومشككين في انتمائهم للبلاد، خاصة أن جزءا منهم كانوا قد استفادوا في فترة متأخرة من الجنسية الليبية عندما عمل القذافي على توظيف هذا العامل قصد تجنيد أبناء الساحل في ميليشياته. وكرد فعل نمى شباب التبو بمرزق نزعة هُوية إفريقية عنصرية. وعندما اندلعت أول مواجهات مع أولاد سليمان لم تقم قوات التدخل التي أرسلت من طرابلس ومصراتة بدور الوساطة بقدر ما كانت تدعم أولاد سليمان الذين كانوا يقدمون النزاع على أنه يدور بين “عرب ضد أفارقة”. وهذا ما يفسر بالنسبة للكثير ابتعاد جزء من التبو عن طرابلس ليلتحقوا بالماريشال حفتر.

ويؤكد ذلك بأن النزاعات المحلية في ليبيا، وخاصة بفزان، هي التي تحدد التحالفات السياسية الوطنية وأن هذه الاخيرة يمكن أن تتغير وفقا للسياق المحلي. وقد أدت نفس الأسباب إلى التقلب في هذه التحالفات. فعلى الرغم من وصفه “بالوطني” اعتمد جيش حفتر الذي وصل إلى فزان على “لجان الدعم” والتي هي في الواقع ميليشيات قبلية، شبيهة بتلك الموجودة في الشرق، وعصية على السيطرة. وهي تقوم بانتهاكات تنم عن نقمة اجتماعية أكثر منها تنافس سياسي. ويقوم حفتر بالتغطية عليها قصد المحافظة على دعمها، كما سبق وأن فعل مع محمود الورفلي الذي صار متابعا منذ سنتين من قبل محكمة الجنايات الدولية.

هل يعود ذلك إلى حماقة تكتيكية أم الى حساب لا أخلاقي ؟ تنحدر “لجان الدعم” التي ترافق حفتر في فزان من القبيلتين الأكثر محاربة للتبو في كفرا وفزان وهما الزوي واولاد سليمان. بالنسبة لهذه الأخيرة فإن ميليشيات “جدي” هي التي التحقت بحفتر، وهي تتشكل من عناصر من فصيل “الميايسة” الأكثر فقرا والأقل تقديرا اجتماعيا لدى اولاد سليمان، وهي التي عاشت أكثر في تشاد بالقرب من التبو. وفي هذه المنافسة الدائرة في أسفل السلم الاجتماعي فهي التي تكن أشد العداوات لهؤلاء وتعمل على التميز عنهم بكل قوتها.

كما تم أيضا في هذا الهجوم تجنيد ميليشيات المعارضة السودانية، التي لها سجل ثقيل من المواجهات مع التبو. وقد تم ذلك على الرغم من أن الهجوم تم باسم مكافحة “الميليشيات الأجنبية”. وكما هو متوقع فهو شرخ جديد تم فتحه وتتورط فيه فرنسا بصفة مباشرة هذه المرة. فرنسا التي يبدو أنه لم يعد لديها سياسة في ليبيا غير سياسة بلدان الخليج.

علي بن ساعد

أستاذ جامعة، المعهد الفرنسي للجغرافية السياسية، جامعة باريس 8

     
upload.jpg

ماذا تعرف عن إثيوبيا...

لا يعرف الكثيرون منا عن إثيوبيا سوى "سد النهضة"، فى حين أن هناك العديد من المعلومات التاريخية التى تكشف مدى التقارب بين العرب وإثيوبيا بصفة عامة وبين مصر وإثيوبيا بصفة خاصة، فهذه اللغة تتمتع بمكانة مميزة على الخريطة اللغوية لإثيوبيا.


العربية فرضت نفسها فى أثيوبيا وصارت من لغات المعاملة فى كثير من المناطق إذ يوجد أقليم يتحدث أغلبه اللغة العربية، وهو أقليم بنى شنقول حيث تعتبر العربية إحدى اللغات المشتركة والرئيسية بين سكانه.


ويؤكد التاريخ أن انتشار اللغة العربية فى أثيوبيا ليس بشىء جديد، فقد عرفت طريقها إلى الحبشة منذ عقود طويلة، وتحدث بها الكثير من الأثيوبيين، نتيجة الجوار الجغرافى بين شبه الجزيرة العربية والحبشة الذى أدى إلى قيام علاقات متعددة بين الجانبين.


وهاجرت بعض القبائل العربية إلى الحبشة فأثروا فى المناطق التى نزلوا بها، حتى أن اسم الحبشة ذاته مأخوذ من اسم إحدى هذه القبائل العربية المهاجرة إلى الحبشة، والتى تسمى (حبشة) أو (حبشات)، كما أن لغة الحبشة القديمة (اللغة الجعزية) اكتسبت اسمها من اسم إحدى القبائل العربية المهاجرة، وهى قبيلة (الأجاعز) أى الأحرار.


ومع ظهور الإسلام شهدت اللغة العربية انتشاراً فى إثيوبيا، بعد هجرت المسلمين الأوائل إلى الحبشة تنفيذاً لأمر رسول الله، واستقرار المهاجرين المسلمين هناك، حيث يعد العامل الدينى فى مقدمة عوامل انتشار العربية فى إثيوبيا، فقد أخذ الإسلام يسير بخطى واسعة، واستقر فى الساحل الشرقى للحبشة، وتكونت للمسلمين مراكز استقرار على طول الساحل الشرقى لأفريقيا، وامتزج المسلمون العرب بالوطنيين وصاهروهم، فأخذ الإسلام واللغة العربية ينتشران تدريجياً، واعتنق كثير من سكان الحبشة الإسلام.


ولعبت التجار دوراً قوياً فى انتشار العربية فى إثيوبيا، حيث كان قد استقر بعض التجار العرب على الساحل الشرقى للحبشة قبل الإسلام وعملوا فى التجارة، وبعد الإسلام كثر عددهم بشكل كبير وتحدث كثيراً من الإثيوبيين اللغة العربية واحتفظوا بها إلى جانب لغاتهم الأصلية، فغالبية المدن الإسلامية اتخذتها لغة للدين والثقافة، واستخدموها لغة تعامل فيما بينهم.


ولم يقتصر تأثير اللغة العربية على مسلمى إثيوبيا فقط بل تعداهم إلى المسحيين أيضاً، وذلك عن طريق تأثير الكنيسة المصرية التى ارتبطت بها الكنيسة الحبشية، وقد تحقق ذلك التأثير عن طريق الكتب الدينية التى تمت ترجمتها ونقلها من العربية إلى الجعزية أو الأمهرية، وخاصة بعد أن حلت اللغة العربية محل اللغة القبطية فى مصر، فقد اتخذ الأقباط فى مصر من اللغة العربية لغة للكنيسة، ونقلوا إليها الكتب الدينية، كما ألفوا باللغة العربية.


ونقل الأحباش هذه الكتب من العربية إلى الجعزية، ثم إلى الأمهرية، فنقلوا قصصاً تروى أعمال الرسل، وقصة آدم وحواء، وكتباً عن معجزات السيد المسيح، وعجائب مريم العذراء، وحياة القديسين والشهداء وعجائبهم، كما تُرجمت كتب خاصة بخدمة القداس وطقوس العماد والدفن والصلوات والعظات وغير ذلك، و نقل الأحباش كتباً فى اللاهوت كانت قد دونت بالعربية، كما تُرجم عن العربية إلى الجعزية أيضاً العديد من الكتب فى القرن السابع عشر للدفاع عن المذهب اليعقوبى، واستمرت حركة الترجمة والنقل هذه مدة طويلة.


واجهت اللغة العربية هزات متعددة ومعوقات كبيرة، أدت إلى تراجع مكانتها وتقلص انتشارها، وعلى الرغم من ذلك فما تزال تحتفظ بمكانة ووضع متميز فى إثيوبيا، ولا يزال لها نوع من الوجود على الساحة الإثيوبية، ويؤكد ذلك أن اللغة العربية لا تزال هى اللغة الدينية لمسلمى إثيوبيا، فعدد المسلمين الكبير لا يزال من أهم عوامل استقرار اللغة العربية هناك وثباتها، والعربية هى لغتهم المقدسة، لأنها لغة القرآن الكريم، وهى اللغة المستخدمة فى إقامة شعائرهم الدينية، وتعلمها ملازم لحفظ القرآن الكريم وفهمه، وضرورى لفهم تعاليم الإسلام من مصادره الأساسية.


وتتمتع اللغة العربية بوجود ملحوظ على الساحة الإعلامية الإثيوبية، فالإذاعة الإثيوبية تُخصِّص ساعة من إرسالها تُقدم باللغة العربية يومياً، وتتناول هذه الفترة الأخبار المحلية والعالمية، كما تتضمن بعض البرامج والأغانى العربية.


وتوجد بعض المؤسسات فى أثيوبيا تدرس اللغة العربية منها جامعة أديس أبابا والتى فتحت قسم لتدريس اللغة العربية فى العام ٢٠١٠م وجامعة "جما" جنوب غرب إثيوبيا وجامعة "ولو" شمال إثيوبيا وهناك جامعات تحاول فتح أقسام للغة العربية مثل جامعة "هرمايا" فى منطقة هرر وجامعة "سمرا" فى إقليم العفر وجامعة "أسوسا" فى إقليم بنى شنقول غرب إثيوبيا.


كما توجد مدارس تدرس اللغة العربية مثل مدرسة الجالية اليمينة والمدرسة الأولية والكلية الأولية وكلية سندباد ومدرسة أبادر الإسلامية فى أديس أبابا ولها فروع فى كل من مدينة دسى ومناطق "ولو وهرر" ويوجد أيضاً عدداً من المدارس تدرس اللغة العربية كمادة للتواصل.


كما أنه يوجد بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية، فقد تم تأسيس القسم العربى بالإذاعة الإثيوبية قبل أكثر من خمسين عاما وكان يبث برامجه للدول المجاورة، وفى عام ٢٠٠٨ تم افتتاح القسم العربى بالتليفزيون الأثيوبى، وتم دمج الإذاعة والتلفزيون باللغة العربية معا فى العام٢٠٠٩، وهناك صحيفة تصدر باللغة العربية من مؤسسة الصحافة الأثيوبية تسمى العلم وتأسست قبل أكثر من خمسين عاما فى عهد الإمبراطور هيلى سلاسى وتصدر أسبوعياً.


وهناك عدد آخر من المؤسسات تتعامل باللغة العربية ولها علاقات واسعة داخليا، خاصة مع كون أثيوبيا مقرا رئيسيا للاتحاد الأفريقى والذى اعتمد العربية

من اللغات الأساسية للتخاطب.


أسماء نصر


#اثيوبيا_بالعربي

ماذا تعرف عن الديانة البهائية...؟

من هم البهائيون الذين يصومون 19 يوماً في آذار؟


th.jpg

بدأت مجموعة من الناس تنتمي إلى ديانة تعرف بالبهائية قبل أيام قليلة بالصيام الممتد من الثاني من شباط حتى الحادي والعشرين منه، وهو اليوم الذي يوافق عيد النيروز إضافة إلى رأس السنة البهائية، ولكن ما البهائية، ومن هم البهائيون.

ديانة توحيدية!

تعرف البهائية على أنّها إحدى الديانات التوحيدية والتي ترتكز على ثلاثة أعمدة تشكل التعاليم الأساسية لهذه الديانة والتي هي:

- وحدانية الله، أن هناك إلهاً واحداً فقط هو الله مصدر كل الخلق.

- وحدة الدين، أن جميع الديانات الكبرى لديها نفس المصدر الروحي، وتأتي من نفس الإله.


وفقاً لتعاليم الدين البهائي، فإن الغرض من حياة الإنسان هو أن تتعلم كيفية معرفة ومحبة الله من خلال بعض الوسائل كالصلاة وممارسة التأمل الباطني وخدمة الإنسانية.

تاريخها!

تعود جذور البهائية إلى البابية والتي دعا إليها شاب إيراني يدعى علي محمد الشيرازي، لقب نفسه بالباب، ابتداءً من العام 1844، حيث بشّر بأن رسولاً سيأتي قريباً من الله، كما أكد على استمرار الرسالات الإلهية وأنه واحد في سلسلة الرسل التي تضم محمداً وموسى والمسيح.

وفي عام 1852، قال أحد أتباع الباب، والذي ولد باسم ميرزا حسين علي عام 1817 في إيران، أنه شاهد في السجن رؤيا أنه الرسول الذي بشّر به الباب ولقّب نفسه بهاء الله، ليؤسس للديانة البهائية في عام 1863. وتعرّض بهاء الله للنفي عدة مرات، وكتب في تلك الفترة "الكتاب الأقدس" أهم الكتب لدى أتباع هذه الديانة في حين توفي عام 1892.


وتقبل البهائية بحسب بهاء الله كل الأديان الأخرى كالإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية والبوذية والهندوسية، لكونها قائمة على وحدة الأديان، والإله، حيث يعتبر البهائيون كلاً من هذه الأديان مرحلة من مراحل التجلي الإلهي.

الحج إلى الضريحين!

يحج البهائيون إلى المركز العالمي للبهائيين، والذي يقع في مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين، حيث تضم الأولى ضريح بهاء الله فيما تضم الثانية ضريح محمد رضا الشيرازي الملقب بالباب

تقارير العفو الدولية ...

العفو الدولية: المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن التابعة لحكومة الوفاق وقوات الكرامة تعمل خارج إطار سيادة القانون ...


قالت منظمة العفو الدولية أن المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن في ليبيا استمرت في ارتكاب جرائم يشملها القانون الدولي، وانتهاكات وخروقات فادحة لحقوق الإنسان، ومن بينها جرائم حرب، طوال العام 2018م، مع إفالتها من العقاب.

وأضافت المنظمة الدولية في تقريرها السنوي الصادر أمس الثلاثاء والذي طالعته “أوج”، أن الصدامات بين المليشيات المتناحرة أدت إلى ارتفاع أعداد المصابين من المدنيين، بالإضافة إلى احتجاز الآلاف لأجل غير مسمى دون أي إجراءات قضائية عقب القبض عليهم بصورة تعسفية.

وأوضح التقرير أن من بين المعتقلين، كثيرون تم اعتقالهم منذ 2011م، حيث انتشر التعذيب وغيره من ضروف المعاملة السيئة على نطاق واسع في السجون التابعة للدولة، والمعتقلات التي تديرها المليشيات والجماعات المسلحة، وأسهمت المليشيات والجماعات المسلحة في انهيار عملية تنفيذ القانون، وانهيار القضاء، عن طريق مضايقة القضاة والمحامين، كما كانت مسؤولة أيضا عن حالات الاختطاف للحصول على فدية مالية، إلى جانب الاعتقال التعسفي واختطاف من يصنفون على أنهم معارضون سياسيون.

ولفت الى أن الآلاف من الأسر الليبية ظلت في حالة نزوح داخلي، حيث يعاني اللاجئون والمهاجرون من انتهاكات وخروقات جسيمة لحقوق الإنسان، من بينها الاغتصاب

والابتزاز، على أيدي مسؤولين بالدولة، وعلى أيدي المليشيات والمهربين.

وأشار الى أن السلطات تقاعست عن حماية النساء من العنف القائم على أساس النوع الإجتماعي من جانب المليشيات والجماعات المسلحة، واسُتهدفت الناشطات عن طريق العنف القائم على النوع وحملات التشهير، لافتاً إلى إن المحاكم أصدرت عددا من أحكام الإعدام، ولكن لم ترد أنباء عن تنفيذ أي حالة إعدام.

وأوضح التقرير أن الوضع الأمني ظل متقلباً، حيث بقيت كل من المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن التابعة لحكومة الوفاق المدعومة دولياً في غرب ليبيا، وقوات الكرامة التي أعلنت عن نفسها من طرف واحد في شرق البلاد، تعمل خارج إطار سيادة القانون.

وأضاف، ظلت حكومة الوفاق والتي أنشئت بموجب إتفاق الصخيرات المبرم بوساطة الأمم المتحدة في 2015م ضعيفة، حيث ظلت تلاقي الصعاب في محاولتها فرض السيطرة الفعالة على أرض الواقع، وقد سيطرت أربع مليشيات رئيسية تعمل تحت مظلة وزارة الدفاع على العاصمة طرابلس، فسعت لبسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة عن طريق التغلغل في المؤسسات الحكومية وبناء المعاقل الإقتصادية.

وتابع، استمر المأزق السياسي قائما، حيث أن الدعوات الدولية لعقد انتخابات تدعمها الأمم المتحدة، حسبما تم الإتفاق عليه في قمة عقدت في العاصمة الفرنسية باريس في شهر الماء/مايو، والتي غطى عليها تفجُر الصراع في طرابلس في أواخر شهر هانيبال/أغسطس، كما أن الجهود الدولية الأخرى، مثل المؤتمر الذي عقد في مدينة باليرمو الإيطالية في شهر الحرث/نوفمبر، لم تحرز أي تقدم يذكر رغم تجديد الالتزام بعقد الإنتخابات في النصف الأول من عام 2019م.

ولفت التقرير إلى إنه في منتصف شهر الماء/مايو، شنت قوات الكرامة بقيادة خليفة حفتر هجوما على مدينة درنة الواقعة شرقي ليبيا، عقب حصار كان قد فرضه على المدينة على مدى عام.

وأشار الى أن قوات الكرامة سعت وسعى الجيش لتوطيد سلطتها وطرد قوة أمن درنة، التي كانت تعرف في السابق باسم “مجلس شورى مجاهدي درنة”.

وأضاف إنه في شهر الصيف/يونيو، قام إبراهيم الجضران، القائد السابق لحرس المنشآت النفطية، وهي مليشيا سيطرت فيما بين عامي 2013م و2016م على منطقة الهلال النفطي، بشن عملية عسكرية لاسترداد المنطقة من قوات الكرامة، إلى أن قوات الكرامة سرعان ما استعادت سيطرتها على المنطقة.

وفي 15الفاتح/سبتمبر، فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات على إبراهيم الجضران، شملت حظر السفر وتجميد أرصدته بسبب مجموعة من الأفعال التي قام بها، من بينها محاولة تصدير النفط الليبي على نحو غير مشروع والاعتداء على المنشآت النفطية.

وعنونت منظمة العفو الدولية الفقرة الثالثة من تقريرها “بالانتهاكات في ظل الصراع المسلح”، والتي كشفت عن استمرار المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن في ارتكاب جرائم يشملها القانون الدولي وانتهاكات وخروقات فادحة لحقوق الإنسان، موضحة أن بعضها يعد جرائم حرب، في سياق الصراعات المسلحة طوال العام مع إفالتها من العقاب.

وأدت الصدامات بين المليشيات المتناحرة إلى إصابة مئات من المدنيين، أدى عدد منها إلى حالات وفاة، ومعظمها بسبب الهجمات التي اتسمت بالعشوائية، وجعلت من العسير على الناس الوصول للمرافق الأساسية مثل المستشفيات والمدارس.

وأوضح التقرير أن تجدد الصراع أدى في طرابلس في أواخر شهر هانيبال/أغسطس/ والفاتح/سبتمبر إلى وفاة 115 من المدنيين، طبقا لأرقام وزارة الصحة.

ولفت الى أن هجوم قوات الكرامة على درنة في شهر الماء/مايو، تضمن قصفا مكثفا عن طرق الجو والمدفعية، وأدى إلى قتال شرس على الأرض أفضى إلى إصابة وقتل مدنيين، وإلى تفاقم الأوضاع الإنسانية التي كانت أصلا في حالة متردية.

وظلت المحكمة الجنائية الدولية تتمتع بالاختصاص في النظر في الجرائم التي يشملها القانون الدولي، والتي ارتكبت في ليبيا،  منذ 15 النوار/فبراير 2011م، وبموجب قرار إحالة أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2011م.

وأشار الى أنه في 4 الناصر/يوليو، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا ثانيا بالقبض على محمود الورفلي، القائد الميداني السابق لقوات الصاعقة التابعة لقوات الكرامة لارتكابه واحدة من جرائم الحرب وهي القتل العمد، وذلك عقب تصويره، في 24 أي النار/يناير، وهو يقوم بإعدام 10 أشخاص خارج نطاق القضاء.

ولفت الى أن عملية القتل هذه جاءت بعد ساعات من انفجار سيارتين مفخختين أمام مسجد بيعة الرضوان وسط مدينة بنغازي الواقعة شرقي ليبيا، وكان أمر القبض الأول قد صدر بحق الورفلي في شهر هانيبال/أغسطس 2017م.

وجاءت الفقرة الخامسة بعنوان “عمليات القبض والاحتجاز والاختطاف بصورة تعسفية”، لفتت فيها المنظمة إلى أن المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع في ظل حكومة الوفاق المدعومة دولياً، وقوات الكرامة المتمركزة شرقا، واصلت عمليات القبض التعسفي والاحتجاز لأجل غير مسمى لآلالف بدون اتهام.

وأضاف، كان الكثيرون من المعتقلين قد احتجزوا منذ عام 2011م، وذلك في معظم الحالات بدون إشراف قضائي أو إمكانية الطعن في قانونية الاحتجاز.

وأشار الى أنه في غرب ليبيا، قامت المليشيات التي تعمل كقوات أمن في ظل حكومة الوفاق بعمليات قبض تعسفي واختطاف لأشخاص من بيوتهم وأماكن عملهم على نحو دوري، مستهدفة ضحاياها على أساس أصولهم الجهوية أو بشأن آرائهم السياسية أو بشأن ثرواتهم، وذلك بغرض طلب فديات مالية.

وفي سجن معيتيقة الواقع على الأطراف الشرقية للعاصمة طرابلس، والذي تديره قوة الردع الخاصة وهي مليشيا تابعة لحكومة الوفاق، وتتولى الحكومة سداد رواتب أعضائها، احُتجز المعتقلون إلى أجل غير مسمى دون استيفاء أي إجراءات قضائية،ووضعوا في زنزانات مكتظة دون ما يكفي من الطعام أو الماء، وحرموا من الحصول على الخدمات الطبية.

وفي 29 الطير/أبريل، ألقت مليشيا الردع القبض على المذيع التليفزيوني البارز سليمان قشوط لقيامه بتنظيم حفل توزيع جوائز إعلامية، حيث رأت المليشيا أنه يتعارض مع قيمها الإجتماعية، واستخدمت مليشيا الردع الاعتقال التعسفي لبذل ضغوط سياسية على المعارضين، فتم احتجاز فارس الجضران، قريب إبراهيم الجضران، طوال عام 2018م دون تهمة في سجن معيتيقة.

وفي 15 الربيع/مارس، اختطفت مليشيا مجهولة الهوية مسعود رحومة، المدعي العام العسكري بحكومة الوفاق، من أمام

منزله في منطقة صلاح الدين بالعاصمة طرابلس، وفي شهر الطير/أبريل، أفادت بعض المصادر الصحفية بأنه هرب.

كذلك قامت مليشيا مجهولة الهوية في 28 الربيع/مارس باختطاف عبد الرؤوف بيت المال رئيس مجلس بلدية طرابلس من منزله، واحتجزته مدة يوم قبل أن تطلق سراحه.

وفي 4 الطير/أبريل، تم ترحيل سالم الغريبي وعمر خليفة، وهما من المعتقلين السابقين بغوانتنامو، من السنغال إلى ليبيا، وبعد ذلك لم يعرف لهما مكان، كما لم يتم توجيه أي اتهام رسمي لهما.

وفي الفقرة المخصصة “لحرية التعبير”، قالت منظمة العفو الدولية ان جماعات مسلحة ومليشيات متحالفة مع حكومة الوفاق وقوات الكرامة قامت بمضايقة واختطاف صحفيين

ومدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم من النشطاء والاعتداء عليهم، مما دفع بالكثيرين إلى الفرار من البلاد.

ففي 11 أي النار/يناير، اختطف أعضاء بمليشيا باب تاجوراء التابعة لحكومة الوفاق مريم الطيب، وهي صحفية تقيم

في طرابلس، وذلك قرب منزلها بسبب آرائها التي عبرت عنها على وسائل التواصل الإجتماعي، واقتادتها المليشيا إلى مقرها

حيث قامت بضربها حتى فقدت الوعي مؤقتا، ثم أطلقت سراحها بعد عدة ساعات على إثر حملة على موقع فيسبوك طالبت بالإفراج عنها.

وفي الشهر نفسه، اضطرت ناشطة من بنغازي، كانت قد استخدمت وسائل التواصل االجتماعي لانتقاد خليفة حفتر وقواته، لمغادرة ليبيا مع أسرتها بأكملها عندما سعى جهاز الاستخبارات العسكرية التابع لقوات الكرامة لالقاء القبض عليها بسبب منشوراتها.

وفي 31 الناصر/يوليو/، ألقت مليشيا كتيبة النواصي، التابعة لحكومة الوفاق والتي يقع مقرها في طرابلس، القبض على

أربعة صحفيين دوليين، هم أحمد العمامي (مراسل لوكالة رويترز)، وهاني عمارة (مصور بوكالة روتيرز)، والأخوين محمود تركية وحمزة تركية (مصوران بوكالة فرانس براس – وكالة الأنباء الفرنسية)، بينما كانوا يقومون بتغطية موضوع عن الهجرة في قاعدة طرابلس البحرية بمنطقة أبو ستة، وقد تم إطالق سراحهم بعد 10 ساعات.

بالإضافة إلى قتل الصحفي والمصور الفوتوغرافي موسى عبد الكريم في ظروف غير واضحة في شهر هانيبال/اغسطس، وألقيت جثته على جانب أحدالطرق بمدينة سبها الواقعة جنوبي ليبيا وهي مسقط رأسه، وتفيد الأنباء أنه كان قد شارك قبل وفاته ببضعة أسابيع في كتابة مقالة نشرت في صحيفة “فسانيا” التي تصدر من مدينة سبها والتي كان يتولى تحريرها، وتدور حول الإجرام المتواصل في تلك المدينة.

وتابع التقرير في فقرة معنونة “بنظام العدالة والإفلات من العقاب”، أوضح فيها النظام القضائي بقي معطل وغير فعال، فلم تتمكن المحاكم ولا مكاتب الادعاء من توفير التعويض لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، والانتهاكات الجسيمة من تقديم المشتبه في مسؤوليتهم الجنائية عن هذه الانتهاكات إلى العدالة، حيث ظل مرتكبو انتهاكات حقوق الإنسانيعملون دون خوف من مساءلتهم أو محاسبتهم على جرائمهم.

من جانبها، أطلقت السلطات الليبية عدة مبادرات لدمج المليشيات والجماعات المسلحة في قطاع أمني مؤسسي، إلا أن هذه المحاولات أغفلت سجل تلك الجماعات من الانتهاكات الخطيرة لحقوق اإلنسان، وتجاهلت ضرورة ضمان المحاسبة على جرائم الماضي.

أما المليشيات والجماعات المسلحة فظلت تعمل باعتبارها قوات شرطية بحكم الأمر الواقع، فصارت تختطف الأفراد الذين

تتهمهم بجرائم جنائية وتحتجزهم على نحو غير مشروع.

وفي شهر الربيع/مارس، أعلن الصديق الصور رئيس التحقيقات بمكتب المدعي العام عن إصدار 205 أوامر قبض على ليبيين ورعايا أجانب يشتبه في تورطهم في شبكة لتهريب المهاجرين المتجهين إلى أوروبا، ولكن لم تتخذ المزيد من الخطوات لتنفيذ هذه القرارات.

وفي وسط ليبيا، اختطفت بعض الجماعات المسلحة القاضي عبد السلام السنوسي والمدعي إسماعيل عبد الرحمن، مع اثنين من ضباط الأمن، من مقر إحدى المحاكم بمدينة ودان في 22 الناصر/يوليو، انتقاما من اعتقال شخصين بتهمة التهريب، وقد أطلق سراح جميع المختطفين بعد يومين.

وعن “التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة”، قالت المنظمة أن التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة انتشر في السجون ومراكز الاعتقال وأماكن الاحتجاز غير الرسمية، حيث لم يتح للضحايا أي شكل من أشكال الحماية أو الإنصاف.

وحكى الضحايا عن حالات الإعدام الوهمية والضرب والجلد بالخراطيم المطاطية، وصار الكثيرون منهم يحملون آثارا واضحة للتعذيب ومن بينها الأطراف المكسورة.

وخصصت منظمة العفو الدولية فقرة عن “النازحون داخليا”، والتي جاء فيها أن آلاف الأسر الليبية ظلت في حالة نزوح داخلي بسبب استمرار الصدامات، والقتال إلى جانب انعدام فرص الحصول على الخدمات الأساسية، والعنف الذي يستهدف فئات بعينها، والتهديدات وانتهاكات حقوق الإنسان التي ظلت تحدث في شتى أنحاء البلاد.

وكان الكثيرون قد بقوا على حالهم من النزوح لمدة طويلة منذ 2011م، وأفادت المقررة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين الداخليين بوجود وضع إنساني مترد في جميع أنحاء ليبيا، حيث إن أشد فئات النازحين الداخليين ضعفا ليس أمامها سوى النذر اليسير من الآليات ليعيلوا أنفسهم، كما أن فرصة حصولهم على اللوازم المنزلية الأساسية كالطعام تقلصت نتيجة انعدام الامن والتضخم وضعف السيولة المالية في البلاد.

كما أشارت المقررة إلى أن الكثيرين يواجهون بواعث قلق خطيرة بشأن الحماية، إلى أن سلطات الدولة المرتبطة بحكومة الوفاق أو بقوات الكرامة لم تفعل شيئا يذكر لوضع حد لهذا النزوح.

وفي 1 النوار/فبراير، بدأت الأسر النازحة من بلدة تاورغاء منذ عام 2011م في الارتحال من شرق ليبيا وجنوبها وغربها في محاولة للعودة إلى بلدتها الأصلية تاورغاء، عقب صدور مرسوم ببدء عملية العودة في 26 الكانون/ديسمبر 2017م، من المجلس الرئاسي، وهو جهاز أنشئ في ظل إتفاق الصخيرات لمباشرة مهام رئيس الدولة، إلا أن الميليشيات المسلحة منعت

الأسر من العودة إلى ديارها باستخدام العنف والترهيب، تحت ذريعة عدم اكتمال تنفيذ بعض البنود الأخرى من الإتفاق.

وبناء على ذلك أقام نحو 202 من عائلات تاورغاء مخيمات لهم في منطقة قرارة القطف الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتر جنوب غرب تاورغاء، وفي هراوة الواقعة إلى الشرق من سرت.

وفي 3 الصيف/يونيو، وقع ممثلو مدينة مصراته وبلدة تاورغاء ميثاق مصالحة يضمن العودة الآمنة لأبناء تاورغاء، إلا أن حكومة الوفاق لم تنفذ هذا الإتفاق.

وفي 10 هانيبال/أغسطس، هاجمت مليشيا تنتمي إلى كتيبة غنيوة، وهي مليشيا تابعة لحكومة الوفاق ومقرها مدينة طرابلس، مخيم النازحين داخليًا الواقع على طريق المطار بمدينة طرابلس، والذي يأوي أكثر من 500 من أسر تاورغاء، وأدى الهجوم إلى طرد نحو 1900 نازح داخلي طردا قسريا من المخيم على أيدي المليشيا، وإلى القبض بصورة تعسفية على 94 من الأهالي على أيدي الكتيبة.

وعن “اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون” قالت المنظمة، ظل وضع اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين في ليبيا مزريا، حيث أخضعتهم المليشيات والجماعات المسلحة للقبض التعسفي والاختطاف إلى جانب العنف الجنسي وغيره من صور العنف والابتزاز، سواء داخل أو خارج المنشآت التي تديرها.

وفي 7 من شهر الصيف/يونيو، أقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعقوبات على أربعة مواطنين ليبيين بسبب ضلوعهم في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، فجمد أرصدتهم وفرض عليهم حظر السفر وبعض التدابير العقابية الأخرى.

وظلت السلطات الليبية تحتجز اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين احتجازا غير مشروع، وخاصة من اعترضتهم في عرض البحر، في مراكز معترف بها من جانب السلطات، وتدار رسميا تحت إمرة وزارة الداخلية ويشرف عليها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، إلا أن هذه المراكز تسيطر عليها المليشيات إلى حد كبير دون أن تلتزم بالضرورة بالتسلسل القيادي للسلطات المركزية، فبقي الالجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون في ظروف مريعة، كما تعرضوا للعمل القسري والتعذيب وغيره من ضروبالمعاملة السيئة والإساءة اللفظية من جانب الحراس، وكثيرا ما حصل ذلك بغية ابتزاز المال من أسرهم مقابل إطلاق سراحهم.

وتعرضت النساء بصفة خاصة للإغتصاب في المراكز الرسمية، وفي أثناء احتجازهن من جانب الجماعات المسلحة، مما أدى كثيرا إلى حدوث حالات حمل غير مرغوب فيه.

ولم يكن هناك أي إشراف قضائي على هذه المراكز التي يتم فيها الاعتقال، حيث احُتجز اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون دون استيفاء أي إجراءات قضائية، ولم يتسن لهم الطعن على احتجازهم ولم تتوافر لهم المشورة القانونية.

وكثيرا ما احتجز جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية النساء والرجال والأطفال معا، مما يمثل خرقا للمعايير الدولية المتعلقة بالإحتحاز.

وظلت ليبيا، وهي ليست طرفا في اتفاقية الأمم المتحدة الدولية للاجئين لعام 1951م ،ترفض الإعتراف بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بوصفها الوكالة الأممية المعنية باللاجئين، وفي غياب إطار وطني للتعامل مع اللجوء، لم تعترف السلطات بوضع الالجئين، وكانت السلطات في فترة سابقة تعترف بأشخاص من بلدان معينة باعتبار أنهم في حاجة للحماية الدولية، وتفرج عنهم من الحجز لتتسلمهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

لكن هذا الإجراء ألغي في عامم2018 ،فباتت السلطات ترفض الإفراج عن المحتجزين، عدا أولئك الذين تقوم المنظمات الدولية بإجلائهم إلى دول ثالثة أو من يدفعون الرشوة لإطلاق سراحهم.

وفي الفقرة المخصصة “لحقوق المرأة”، قالت المنظمة، لم تقم السلطات الليبية بحماية النساء، سواء الصحفيات أو المدونات أو المدافعات عن حقوق الإنسان أو غيرهن من الناشطات، من العنف القائم على أساس النوع الإجتماعي على أيدي المليشيات والجماعات المسلحة، كما لم تضمن تمكينهن من التعبير عن أنفسهن بحرية.

وتعرضت النساء اللواتي جهرن بمعارضة الفساد أو أعمال العنف التي تقوم بها المليشيات أو قوات الكرامة للتهديد والاختطاف والعنف القائم على أساس النوع الإجتماعي من جانب تلك الجهات.

كما تعرضت أولئك النساء للسب المتعلق بالنوع الإجتماعي من جانب المليشيات ولحملات التشهير على وسائل التواصل الإجتماعي، ومن بينها الادعاء عليهن بالزنا والعمل بالدعارة.

وساعدت الصور النمطية السلبية القائمة على أساس النوع الإجتماعي والوصمة الاجتماعية المرتبطة بانخراط النساء في عمل النشطاء إلى إضفاء الصبغة الاعتيادية على أشكال الانتهاكات تلك، حيث أجبرت الكثيرات من النساء على الإنسحاب نهائيا من المجال العام.

في 27 الكانون/ديسمبر، داهمت قوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في بنغازي مقهى في المدينة، حيث كانت مجموعة تعقداجتماعا، واعتقلت الشرطة المدير والموظفين من نحو 20 فتاة شابة، معظمهن مع أمهاتهن، يحضرن اجتماعاً تمت دعوتهن  إليه على موقع تويتر، وتم اعتقالهن بتهمة “السلوك غير الأخالقي”.

وخصصت منظمة العفو الدولية الفقرة الأخيرة من تقريرها السنوي “لعقوبة الإعدام”، والتي جاء فيها، أصدرت المحاكم عشرات من أحكام الإعدام، ففي شهر أي النار/يناير، حكمت محكمة عسكرية في مصراتة على صالح القذافي بالإعدام رميا بالرصاص بسبب ضلوعه في أعمال العنف التي واكبت انتفاضة 2011م في ليبيا، ولكن لم ترد أنباء عن تنفيذ أي عملية إعدام.

upload.jpg

تقرير لغز التمويل الليبى لساركوزى

لغز التمويل الليبي لساركوزي

f200.jpg

تقرير…

للمرة الأولى، أجرى قاضيان فرنسيان بنفسيهما مقابلات مع بعض الفاعلين الليبيين في فضيحة الأموال الممنوحة من نظام معمر القذافي لحملة نيكولا ساركوزي الانتخابية في عام 2007.

برفقة عناصر من فرقة التدخل التابعة للدرك الوطن، زار القاضيان سيرج تورنير واود بوريسي، مصحوبين بقيادي في شرطة مكتب مكافحة الفساد، طرابلس حيث أمضيا ثلاثة أيام من 4 إلى 6 فبراير.

بزي السجناء الأزرق الذي وُضعت فوقه سترة ومعطف، عُرض عبد الله السنوسي، صهر معمر القذافي، ورئيس الوزراء السابق البغدادي المحمودي على القاضيين الفرنسيين، بحضور محام ليبي، وممثل للنائب العام الليبي.
 عبد الله السنوسي، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الليبية، والذي غالبا ما يقال عن الرجل أنه أحد أبرز كاتمي أسرار النظام السابق، بادر زواره بالقول خلال جلسة يوم 5 فبراير : "كان نيكولا ساركوزي زعيم عصابة أكثر منه رئيس دولة،". 

وكان مصدر رفيع في مخابرات عربية قد قدمه عام 2012 لرويترز باعتباره "الشاهد الرئيسي على الفساد المالي والاتفاقات التي تورط فيها العديد من القادة والدول، بما فيها فرنسا."

وقال السنوسي أمام المحققين الفرنسيين :" حاول نيكولاس ساركوزي قتلي عدة مرات بتفجير مكتبي، في منزلي، في الجنوب. تم هدم 12 منزلا في غضون دقيقة ونصف. لقد رأيت طائرة بدون طيار تسقط بالقرب مني".

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية أفادت في 19 أغسطس 2011 أن قوات الناتو، بقيادة فرنسا على وجه الخصوص، قصفت منزل السنوسي في حي غرغور السكني في الساعة الخامسة من صباح اليوم نفسه في طرابلس.

وقد مات طباخ هندي في الغارة ودُمرت مدرسة. و نقلت فرانس بريس عن أحد الجيران آنذاك، وهو فوزي علي قوله :"إنه حي سكني. لماذا يقصف حلف الناتو هذا الموقع؟ لا يوجد جنود هنا". 

مبكرا، ومنذ سبتمبر 2012، أثار عبد الله السنوسي موضوع مدفوعات إلى نيكولا ساركوزي أمام قاض في المحكمة الجنائية الدولية، قبل تقديم تفاصيل ذلك في يناير 2017 في جلسة استماع للقضاة الليبيين.
 وقال عبد الله السنوسي، في 5 فبراير، في تقرير استطاعت Mediapart الاطلاع عليه : "لديكم تصريحاتي الأولى، وهي واضحة للغاية، ولا زلت متمسكا بها."

وفي مواجهة القاضيين الفرنسيين، استذكر المسؤول السابق المراحل المختلفة للمحادثات التي كانت ترمي لدعم حملة الرئيس الفرنسي المستقبلي، إلى أن بلغت المدفوعات التي يقول إنه أشرف عليها، إلى ما يصل إلى 7 ملايين يورو.

وقد وُجهت إلى الرئيس السابق نيكولا ساركوزي اتهامات في هذه القضية، منذ مارس 2018، بتهمة الفساد، وإخفاء اختلاس الأموال العامة والتمويل غير القانوني للحملة الانتخابية. 

وزير الداخلية السابق كلود غيان، والمسؤول المالي للحملة الانتخابية عام 2007 إيريك وورث، وهو الرئيس الحالي للجنة المالية في الجمعية الوطنية (البرلمان)، متهمان أيضا في هذه القضية، مع اتهامات أقوى لكلود غيان، بالإثراء الشخصي.إلا أنهما ينكران معا بشكل قاطع وجود تمويل ليبي. 

بالنسبة للعدالة الفرنسية، فإن عبد الله السنوسي ليس شخصا عاديا. فقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام 1999 في قضية الاعتداء على الطائرة أو تي أ UTA DC-10 .

ومع ذلك، يعتقد القضاة المسؤولون عن قضية التمويل الليبي الآن أن وعودا بإعادة النظر في وضعه الجنائي يمكن أن تكون جزءًا من الاتفاق المبرم مع فريق نيكولا ساركوزي.
 كما تمت إثارة هذا الموضوع في الاجتماعات الأولى التي أجراها زياد تقي الدين مع كلود غيان، مدير الحملة في المستقبل، حيث اعترف الرجلان في المسطرة الأولى.

أمام القضاة، أعلن عبد الله السنوسي أنه "منزعج" من الموضوع الذي يربطه بالقضية، لكنه يؤكد: "كلود غيان جاء لرؤيتي في سرت، قدم لي ورقة. [...] أخبرني أن قضيتي في فرنسا ستتم تسويتها خلال ستة أشهر. أخذت الورقة، لكنني لم أوقعها. "

"الشيء المهم الثاني هو أن نيكولا ساركوزي أرسل محاميا شخصيا له، تييري هيرزوغ"، الذي وصل في طائرة خاصة مع وفد. ناقشوا موقفي واتفقوا على برنامج. "

كما قالت ميديا بار بالفعل من قبل، فقد زار تييري هيرزوغ طرابلس في 26 نوفمبر 2005، أي بعد شهرين من الزيارة الرسمية الأولى لنيكولا ساركوزي إلى ليبيا، ليلوح بـ "الإلغاء" الصريح للإجراءات ضد السنوسي.

ووفقا لأربعة تقارير من الزيارة أنجزها قانونيون ليبيون (ثلاثة باللغتين العربية وواحد بالإنجليزية)، فقد رافق هرزوغ إلى طرابلس، فرانسيس زيبنر، أحد المحامين في الحزب الحاكم، و لجمعية SOS Attentats وعائلات لضحايا اعتداء طائرة أوتي أ .
 وخلال توجيه الاتهام إليه في القضية، في مارس 2018، كان نيكولا ساركوزي وصف متهميه بـ "العصابة المارقة والإجرامية"، ونفى أي تدخل لتييري هيرزوغ لصالحه. وبرر الرئيس السابق موقفه في مارس 2018 قائلا: "هذا السيد السنوسي حاول بكل الوسائل الاستفادة من مهارات تييري هيرزوغ".

صمت تييري هيرزوغ المحرج 

 في مقابلة أجريت معه في 12 ديسمبر الماضي، تحصن محامي نيكولا ساركوزي وراء السر المهني ورفض الإجابة على أسئلة المحققين "حتى لا يعيق حقوق الدفاع عن السيد نيكولا ساركوزي"، على حد قوله. 

وفي أكتوبر، رفض السيد سزبينير في البداية الامتثال لاستدعاء القضاة، واكتفى بإرسال رسالة نفى فيها أن يكون زار ليبيا أو تواجد فيها عام 2005.

وأخيراً، في 22 أكتوبر، وأمام إصرار القضاء، أنكر السيد سزبينر بشدة أي تدخل لصالح عبد الله السنوسي، على الرغم من المستندات والشهادات المتوافقة التي جمعها المحققون.

بالنسبة إلى عبد الله السنوسي، فإن تدخل تييري هيرزوغ هو "دليل" في قضية التمويل. ويقول السنوسي: "إذا أرسلوا لي محاميهم، فهذا ليس من أجل سواد عيوني". هرتزوغ كمحام جاء بناء على طلب نيكولا ساركوزي لأنه يثق به. "

أمام القاضيين اللذين جاءا لرؤيته في طرابلس، استعاد عبدالله السنوسي التسلسل الزمني للأحداث. واستذكر أنه أثار مسألة تمويل حملة ساركوزي مع كلود غيان عندما وصل إلى طرابلس في سبتمبر 2005.

وقال، :"تناولنا العشاء معا في مطعم في غارغاريش، ناقشنا حقيقة أننا كنا مستعدين لدعم نيكولا ساركوزي حتى يتمكن من لوصول إلى رئاسة الجمهورية".

خلال هذه المقابلة، تم الاتفاق على أن فرنسا ستقدم لليبيا، عبر شركة متخصصة في الأمن، أجهزة للاستماع ومراقبة حركة الإنترنت وجميع الاتصالات. لا تزال هذه الأدوات موجودة لأن الأمن يستخدمها حاليًا. "

ويشير عبد الله السنوسي هنا إلى الاتفاق مع الشركة الفرنسية "أميس"، التي كان مسؤولاً عنها بالفعل في ليبيا، والتي تلقى الوسيط زياد تقي الدين عمولات بشأنها تزيد عن 4 ملايين يورو.

وتذكر السنوسي أن زيارة ساركوزي إلى طرابلس في عام 2005 تبعت مباشرة تقريبا زيارة مدير ديوانه: "لقد تم الترحيب به كرئيس دولة". وقال السنوسي إنه أجرى اتصالات هاتفية مع الزعيم الفرنسي خلال الزيارة.

وأوضح، :"اتصل بي من خلال الوسيط زياد تقي الدين الذي أخبرني أنه كان ينتظرني في فندق كورينثيا في الطابق الخامس عشر في جناحه". لكنه حذره من أن "الاجتماع المباشر" يمكن أن يكون له "تأثير سيء" لأنه "مشبوه في فرنسا" في إشارة إلى قضية أوتي أ.


 ويذكر السنوسي أن "الطلب" الذي نقله زياد تقي الدين في أعقاب زيارة نيكولا ساركوزي ارتفع إلى 20 مليون يورو، وأن مبلغ المساهمة الذي كان مسؤولاً عنه بنفسه كان 7 ملايين يورو. 

 وفصّل في تصريحه السابق، في عام 2017 :"هذا المبلغ تم تحويله عدة مرات من قبل البنك الليبي الخارجي بناء على تعليمات من البنك المركزي الليبي وبناء على طلب من فرع الاستخبارات" ،.

جاءت الأموال من حسابات مديرية الاستخبارات المفتوحة في البنك المركزي الليبي بناء على تعليمات السيد أحمد رمضان، أمين سر الرئاسة [...]، لدفع مبلغ 7 ملايين يورو لحساب مديرية المخابرات العسكرية، وذلك لدعم حملة ساركوزي، وكلها بأوامر من معمر القذافي. "

ووفقًا لروايته، فقد كان بريس أورتفو هو من سلم له أثناء زيارة إلى طرابلس، "ورقة باسم البنك ورقم حساب"، مشيرًا إلى أنه ذلك هو الحساب الذي يجب أن تنقل إليه مبالغ الأموال الليبية لدعم حملة ساركوزي الانتخابية ".

وقال السنوسي في الخامس من فبراير "احتفظت بنسخة لهذا الكشف .. في المنزل لكن القصف الذي استهدف منزلي دمّر كل شيء."

وكان عبد الله السنوسي قال في عام 2017 إنه بمجرد تسلم المبالغ، أخبره زياد تقي الدين أنه "أشرف شخصيا على عملية تسليم المبالغ النقدية لنيكولا ساركوزي، في مكتبه، على عدة مرات" .

وقال الوسيط إنه نقل المبالغ وسلم شخصيا 5 ملايين أورو لكلود غيان ونيكولا ساركوزي، في أواخر عام 2006 وأوائل عام 2007.

ووجد الباحثون آثار حوالة مصرفية ليبية بقيمة 2 مليون أورو - بتاريخ 20 نوفمبر 2006 - على حساب يدار من قبل تقي الدين، مايرفع المبلغ الإجمالي للتمويل الممنوح عبر قناة السنوسي إلى 7 ملايين أورو.

ومع ذلك، يجب توضيح نقطتين من خلال التحقيق. أولا، السنوسي يقول إنه اجتمع مع بريس أورتفو في نوفمبر عام 2006، في حين اعترف الوزير الفرنسي السابق بأنه رآه في ديسمبر 2005 خلال لقاء سري يحير المحققين بشكل كبير : هذا اللقاء رأسا لرأس عقده بريس أورتفو مع السنوسي خلال رحلة إلى طرابلس، دون أي مبرر حقيقي، وخصوصا في ظل وجود زياد تقي الدين، ولكن في غياب أي مسؤول فرنسي (دبلوماسي، سفير، مترجم، حارس، الخ .).

ثانياً، قال زياد تقي الدين إنه أخذ النقود التي سيسلمها لنيكولا ساركوزي من ليبيا، وليس من شباك حساب أجنبي تم إرسال الأموال إليه. إلا أن عبد الله السنوسي يعترف أنه لا يعرف كل شيء عن "التفاصيل الفنية" للعملية.

في فرنسا، أكدت عدة عناصر شكوك التمويل المشبوه:

* مدير الحملة، كلود غيان افتتح سرا في عام 2007 قبوا ضخما في وكالة BNP في باريس، فقط خلال الانتخابات الرئاسية. وأكد دون أن يقنع أمام الشرطة أن ذلك كان بغرض تخزين خطابات نيكولا ساركوزي.
 مبالغ نقدية كبيرة غمرت الحملة، دون أن يقوم أمين الصندوق آنذاك، إيريك وورث، بشرح مصدرها بشكل مقنع، وفقا للمحققين.

مسؤولون ليبيون آخرون من بينهم مدير مكتب القذافي السابق بشير صالح غذوا أيضا عشيرة ساركوزي، وفق تصريحات السنوسي الذي قال للقضاة:"أعلم أن بشير صالح أعطى كلود غيان 8 ملايين يورو لتمويل الحملة. سمعت ذلك من بشير صالح مباشرة. " الشخص المعني أقر بنفسه أخيرا، أمام كاميرات (France 2)، بوجود فساد فرنسي ليبي في انتخابات 2007، دون إعطاء مبالغ محددة.
 من جانبه قال عبد الله السنوسي، زميله السابق، إن المبلغ الذي تكلف به صالح، تم نقله عبر "أصدقاء جزائريين مشتركين" و"علاقات بشير صالح وسيف الإسلام القذافي".وبالتالي، فإنه يثير للمرة الثانية الوسيط الفرنسي الجزائري ألكسندر جوهري، الخاضع حاليا لسيطرة القضاء في لندن.

وقال في عام 2017 :" إن بشير صالح كان على علاقة وثيقة مع مجموعة من الأشخاص، بمن في ذلك شخص من جنسية جزائرية مرتبط بشيراك ومستشاريه".

هذا "الشخص"، ألكسندر جوهري، مستهدف منذ يونيو 2017 بأمر اعتقال صدر ضده من قبل القضاة الفرنسيين فيما يتعلق بالعديد من الجرائم التي يشتبه فيها: الفساد، إخفاء الأموال العامة، غسيل أموال، والتهرب الضريبي، وما إلى ذلك.

خليفة حفتر &على كنة...حقائق لم يقلها الإعلام.. ؟

لمن يريد ان يعرف التاريخ :

خليفة بلقاسم حفتر (مواليد 1943 في إجدابيا) عسكري ليبي، وكان قائدا في الحرب على تشاد فأسر هناك بسبب سوء عملياته ، وأعلن من سجنه انشقاقه عن نظام القذافي  بعد ان قتل 540 عسكري ليبي وقام ببيعهم ومنهم سحبان المقرحي في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، فخرج من سجنه ليقيم في الولايات المتحدة حتى عودته إلى  ليبيا بعد انطلاق فورة 17 فبراير سنة 2011 وشارك في العمل العسكري والسياسي لإسقاط القذافي، وتولى لمدة وجيزة قيادة "جيش التحرير" الذي أسسه "الفئران". حكم بالاعدام في اثر المحاولة الانقلابية عام 1993م.وبعد استشهاد القذافي قال مقولته الشهيرة ( موت القذافي اثلج صدري ) ثم شارك في حصار بن وليد وسرت واسقاطها . عينه مجلس النواب فبراير المنعقد في طبرق قائداً للجيش الوطني الليبي سنة 2015، ووافق على ترقيته إلى رتبة فريق.[1][2] ثم أصدر قرار بترقيته إلى رتبة مشير في 14 سبتمبر 2016.[3]في نفس السنة .

في سنة 1987 هو ومجموعة من الضباط وضباط صف وجنود ومجندين الانخراط في صفوف الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا المعارضة، وأعلنوا في 21 يونيو 1988 عن إنشاء الجيش الوطني الليبي كجناح عسكري تابع لها تحت قيادة حفتر في امريكا بمساعدة المخابرات الامريكية . لكن سرعان ما انتهى أمر الجيش الوطني الليبي، ورحّل أعضاؤه بمروحيات أمريكية إلى داخل الولايات المتحدة حيث أقام، واستمر معارضا لنظام القذافي هناك مدّة 20 عاماً.

قاد حفتر محاولة للاطاحة بالقذافي في عام 1993 لكنها لم تنجح فحُكم عليه بالاعدام غيابياً. عاد من منفاه في مارس 2011 لينضمّ إلى ثورة 17 فبراير وكان موجوداً فيبنغازي قبل دخول رتل القذافي في 19 مارس 2011.في  نوفمبر 2011، توافق نحو 150 من الضباط وضباط الصف على تسمية خليفة حفتر رئيساً لأركان الجيش.

قاد حفتر محاولة انقلاب في الرابع عشر من فبراير 2014 حيث ترددت أنباء في مواقع إعلامية عربية حول قيام حفتر بتحرك عسكري أعلن به إيقاف عمل المؤتمر الوطني العام. للسيطرة علي الحكم  كما انتشر فيديو على اليوتيوب يشرح فيه حفتر طبيعة هذا التحرك الذي ادعى فيه أنه لا يمكن وصفه حسب تعبيره بـ"الانقلاب العسكري" زاعماً أنه "استجابة لمطلب شعبي "شغل الشارع الليبي منذ أسابيع بإيقاف تمديد عمل المؤتمر الوطني[7]

في 16 مايو 2014 اعلن مايمسي عملية الكرامة للوصول الي السلطة رفقة ابنه صدام الذي يقود معارك الجنوب الان ...

               .......... علي سليمان كنة .........

من مواليد 1947 بلدة تقرطين في وادي عتبة ، قرب مرزق جنوب ليبيا ، وهو شقيق الرائد ابوبكر كنة الحاصل علي النجمة الذهبية والذي شغل منصب امر القوات الخاصة الصاعقة المشاركة في تحرير لبنان (التي تعتقل هانيبال الان ) والذي تم اغتياله علي يد الموساد الاسرائيلي .

تخرج سنة 1967 من الكلية العسكرية في ليبيا وكان من الرفاق في ثورة الفاتح من ستمبر1969 وهو من الضباط الوحدوين الاحرار سنة 2009 اصيب بمرض السرطان وعولج منه وتماثل للشفاء ، تعرضت طائرة عمودية كانت تقله ورفاقه للسقوط ونجا منها في منطقة تمسه .

شارك في تحرير اوزو اثناء الحرب الليبية التشادية وجرح في تلك المعركة وتلقي العلاج ثم

كان امر كتيبة الهاون 120 بلواء ناصر في مدينة المرج ، وامر كتيبة 96 مدفعية في طبرق ، امر الفوج الثاني في زليتن ، وامر منطقة سبها الدفاعية ،وامر الشرطة العسكرية بالمنطقة الجنوبية ، انتدب امينا للجنة الشعبية للعدل ، امر لواء المغاوير ومنطقة اوباري الدفاعية الحدودية ، وعندما بدات الاحداث في فبراير وهجوم الناتو و28 دولة تصدي لهم رفقة المغاوير والشرفاء في كافة الجبهات ولم يخن القذافي ولا نظامه  حتي سقط النظام ، وبعد سقوطه عاد من جديد وبدا يجتمع مع المواطنين ويستمر في فضح المؤامرة الغربية ودائما ينصح القبائل بحجم المؤامرة واخرها كلف من قبل اهل الجنوب بان يكون الحاكم العسكري للمنطقة ، وقبل رغم انه لايوجد اي امكانيات لديه ، وحب الضباط وطاعتهم له واخرها اجتماع ضباط الجنوب وليبيا في قيرة الشاطئ 600 ضابط ، واليوم 2019 تم تعيينه من قبل المجلس الرئاسي بعد فشلهم في ضبط الامن في الجنوب حاكم للجنوب .

منقول...

فرنسيون: تمويل قطر بسلاح تركي يهدد استقرار ليبيا


38F42842-47E3-4848-A110-3A2E85D61CE5.jpg

تقرير منقول

دعا عسكريون وسياسيون فرنسيون المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل الناجع من أجل وقف العبث “التركي القطري” في الداخل الليبي، وتمويل الميليشيات المسلحة الإرهابية الموالية لجماعة الإخوان والميليشيات الموالية لها.

وأكد الخبراء الفرنسيون وفقا لصحيفة البيان الاماراتية أن الاستخبارات الفرنسية بالتعاون مع الاستخبارات الغربية والسلطات الليبية كشفت عن تدفق كارثي للسلاح التركي إلى ليبيا بتمويل قطري لزعزعة الاستقرار، وتعطيل المسار الديمقراطي في البلاد لفرض أجندة “الإخوان” التي تدعمها قطر وتركيا.

وقال الباحث بمركز “لي سكريت” للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، فرنسوا شنايدر، الفرنسي لـ”البيان”، إن تقارير استخباراتية فرنسية وأوروبية كشفت منتصف العام الماضي أن شحنات سلاح تركية ضخمة تم تهريبها إلى ليبيا خلال العام 2018م، ووصلت إلى الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في الغرب والجنوب الليبي، بعد أن كادت هذه التنظيمات أن تنتهي بسبب حظر تصدير السلاح إلى ليبيا المفروض منذ العام 2015م، ومثل السلاح التركي “قبلة الحياة” للتنظيمات الإرهابية.

وأكدت التقارير أن السلاح التركي عبارة عن أسلحة خفيفة مثل “بنادق ومسدسات” مختلفة الأعيرة، وذخيرة، ومدرعات قتالية مجهزة، بعضها مستورد من دول أوروبية ومن أمريكا لصالح تركيا، وأبلغت الاستخبارات الغربية السلطات في ليبيا عن صفقات السلاح ومسار تهريبها إلى ليبيا، وتم التنسيق بين فرنسا وإيطاليا من جهة والسلطات الأمنية الليبية من جهة أخرى لضبط شحنات الأسلحة.

وأسفر الأمر عن ضبط شحنة أسلحة في ميناء مصراتة عبارة عن 200 ألف مسدس وبندقية وكمية من الذخيرة شهر أي النار/يناير الماضي، وفي أول شهر النوار/فبراير الجاري تم ضبط 9 سيارات هجومية مصفحة من نوع “تيوتا سيراليون” و6 مدرعات قتالية تركية الصنع، وصلت إلى ميناء الخمس قادمة من أحد الموانئ التركية من دون أي مستندات أو جهة تسليم شرعية في ليبيا، وما زال هناك شحنات أخرى في الطريق إلى ليبيا من تركيا، تترقبها السلطات الأمنية الليبية.

وقدمت أجهزة استخبارات غربية تقارير بشأنها للسلطات الليبية، تسعى تركيا بتمويل قطري لإدخالها إلى ليبيا لأهداف عدة، أولها خلق سوق للسلاح التركي لإنقاذ تركيا من أزمتها المالية، والثاني زعزعة استقرار ليبيا وإبقاء حالة الفوضى على ما هي عليه لسرقة موارد ليبيا البترولية لصالح هذه الدول، واستمرار سيطرتهم السياسية على البلاد وتمكين الجماعات المتطرفة من السيطرة على ليبيا.

وأضاف إيدي باغني، رئيس قسم العلاقات الدولية بمعهد باريس للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن انتشار السلاح في ليبيا يتم وفق خطة متكاملة وضعتها تركيا وقطر، بهدف عرقلة مساعي حل أزمة ليبيا بفرض نفوذ وسيطرة جماعة الإخوان والميليشيات الموالية لها، ونشر الفوضى والاقتتال بين القبائل والسلطات الحكومية النظامية من جهة وبين الميليشيات المسلحة لتعطيل مسار التسوية المتكاملة، التي تم الاتفاق عليها بين أطراف السلطة الأربعة في ليبيا بوساطة إيطالية شهر الصيف/يونيو الماضي، وعرقلة إتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية.

وقد تأكدت السلطات الأمنية الليبية مؤخراً من هذه الحقيقة بعد اكتشاف كميات هائلة من السلاح التركي والسلاح الأوروبي المُهرب إلى ليبيا بمعرفة قطر وتركيا وبتمويلها.

ويتم التحقيق حالياً حول شحنات الأسلحة الأخيرة التي تم ضبطها في ميناء الخمس وميناء مصراتة، خلال شهر أي النار/يناير الماضي والشهر الجاري، وإعداد تقرير حول ضبطيات السلاح، التي تم مصادرتها خلال المعارك مع التنظيمات المتطرفة.

وهذا التقرير سيتم رفعه إلى الأمم المتحدة لمناقشته واتخاذ خطوات ناجعة تحت إشراف الأمم المتحدة لوقف هذه الانتهاكات والخروقات لقرارات الأمم المتحدة بوقف تصدير السلاح إلى ليبيا، ومحاسبة الدول والجهات المتورطة وفق بنود القانون الدولي ونصوص المعاهدات الدولية، وتحميلها مسؤولية الفوضى ودمار البلاد وتهجير وقتل آلاف الليبيين منذ بداية مخطط الفوضى عام 2011م حتى اليوم

تقرير طبى عن مرض السرطان

رغم انتشاره، الإصابة بالسرطان ليست حتمية


في يومه العالمي الذي يصادف 4 فيفري من كل عام، رصد علماء الأسباب المؤدية للإصابة بالمرض الخبيث وطرق تجنبها، هي عادات حياتية بسيطة قد تكون وسيلة حمايتنا من السرطان فبالرغم من انتشاره الكبير بين الناس إلا أن الإصابة به ليست حتمية.


التدخين

التدخين وحده من أهم مسببات السرطان، فدخان السجائر لا يسبب سرطان الرئة فحسب، بل يؤدي إلى الإصابة بالعديد من أنواع الأورام الأخرى. ويبقى التدخين هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالسرطان.



السمنة

تأتي السمنة في المرتبة الثانية من العوامل المسببة للسرطان إذ تزيد مستويات الأنسولين المعززة من خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان تقريبًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكُلى والمرارة وسرطان المريء. وتنتج النساء البدينات كميات متزايدة من الهورمونات الأنثوية في الأنسجة الدهنية، وبالتالي ترتفع لديهن معدلات خطر الإصابة بسرطان الرحم أو سرطان الثدي.


قلة الحركة

قلة الحركة والمشي يرفعان من احتمالات الإصابة بالسرطان أيضا، حيث تشير الدراسات طويلة المدى إلى أن ممارسة الرياضة والتمارين يمكنها أن تمنع الإصابة بالمرض الخبيث، الرياضة بشكل عام تعمل على خفض معدلات الأنسولين في الجسم ما يمنع اكتساب المزيد من الوزن، لا تكن أسير الأريكة طوال الوقت، ومارس الرياضة والحركة.


الكحوليات

المشروبات الكحولية عموما تحفز الإصابة بسرطان الفم والحلق والمريء. وإذا تم تناولها بكثرة مع التدخين، فالخطر هنا يرتفع لمعدلات أكبر تصل إلى مائة ضعف!.



الإسراف في تناول اللحوم الحمراء!

اللحوم الحمراء يمكن أن تتسبب بسرطان الأمعاء، بالرغم من عدم تحديد السبب الفعلي لذلك، إلا أن الدراسات تظهر وجود علاقة ملحوظة بين استهلاك اللحوم الحمراء وسرطان الأمعاء، وتمثل لحوم الأبقار خطورة بشكل خاص. ويزيد استهلاك اللحوم من خطر الإصابة بالسرطان مرة ونصف. أما تناول الأسماك، فيمنع الإصابة بالسرطان.


الشواء!

تنبعث بعض المواد المسببة للسرطان عند شى اللحوم، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وقد ثبت في تجارب على الحيوانات أن هذه المركبات الكيميائية يمكن أن تسبب الأورام، ومع ذلك، فإن الدراسات طويلة الأمد على البشر، لم تثبت ذلك بشكل قاطع بعد، ربما تكون كميات استهلاك اللحم هي ما يسبب السرطان، وليس طريقة طهيه.


الوجبات السريعة

يمكن لنظام غذائي جيد يتكون من الخضروات والفواكه والألياف الغذائية أن يكون سببا لتجنب الإصابة بالسرطان، ومع ذلك، فقد وجد الباحثون في دراسات أجريت على مدى سنوات، أن اتباع نظام غذائي صحي له تأثير أقل على الوقاية من السرطان، مما كان مفترضا في السابق، فهو يقلل فقط من خطر الاصابة بالسرطان بنسبة لا تتجاوز 10 في المئة.


التعرض للشمس بكثرة

يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية اختراق الجينوم البشري وتغييره، فبينما تحمي كريمات الوقاية من الشمس البشرة، يمتص الجلد الكثير من تلك الأشعة.


الطب الحديث قد يسبب السرطان!

تضر الأشعة السينية "X" بالجينوم أيضاً، إذا اقتصر الأمر على صورة إشعاعية عادية، فيكون التعرض لها قليلاً ، لكن الوضع يختلف عند التعرض للأشعة المقطعية، وهذا النوع من الأشعة يجب الخضوع لها عند الضرورة فقط، أما بالنسبة لأشعة الرنين المغناطيسي فهي غير ضارة.


العدوى البكتيرية

يمكن أن تسبب فيروسات الورم الحليمي البشري سرطان عنق الرحم لدى السيدات، كما يمكن أن تتسبب الإصابة بالتهاب الكبد B و C إلى تدهور خلايا الكبد ومن ثم الإصابة بالسرطان، لكن هناك العديد من اللقاحات التي يمكن الحصول عليها لتفادي تلك العوامل المسببة للسرطان، بالإضافة إلى المضادات الحيوية التي تكافح تلك البكتيريا.


حبوب منع الحمل

ربما تكون حبوب منع الحمل من العوامل المحيرة عندما يتعلق الأمر بخطورتها، فعلى الرغم من أنها ترفع من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنها في الوقت ذاته، تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض، لكن في نهاية الأمر فحبوب منع الحمل فائدتها أكثر من ضررها على الأقل فيما يتعلق بخطورة الإصابة السرطان.


ضربة قدر!

بالرغم من أخذ جميع الاحتياطات لتجنب الإصابة بالسرطان، إلا أن الإنسان ليس بمنأى عنه، فنصف حالات الإصابة بالسرطان، سببها جينات خاطئة أو ببساطة التقدم في العمر، أما سرطان الدماغ فمن المحتمل أن تأتي الإصابة به بشكل وراثي، ففي نهاية الأمر تصبح الإصابة بالسرطان قدرا محتوما! .

إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات

18301594_1426276194097938_6011526069673908419_n.jpg

في تسعينيات القرن الماضي، انتقلت النزاعات المسلحة من حروب بين دول إلى صراعات داخل حدود الدولة الواحدة. ولم تعد الحروب الحديثة تجري داخل ساحات القتال بين جيوش من العسكريين المحترفين؛ وإنما يستعر أتونها داخل المدن والقرى على أيدي مليشيات غير محترفة، لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية للأطراف المتنازعة داخليا، تفجرها-في الغالب-نزاعات دينية وعرقية تعيشها شعوب تلك البلدان.

لقد أتت تلك النزاعات والصراعات الداخلية الجديدة على كل شيء، فهي لم تقتل وتهجر وتعذب الإنسان فقط، وهي لم تدمر البنى التحتية والتي يعنى بها رأس مـال المجتمع، مثل: المدارس والمستشفيات والطرق والجسور والسدود والمحطات والمطـارات، وإنمـا دمرت البنى الفوقية، والتي يقصد بها التشريعات والأنظمة والقوانين، والإطـار الأكبـر لهـا هـو مؤسسات الدولة التي كانت تحكم عمل البنى التحتية. والذي لم تدمره الحرب بشكل مباشر دمرتـه أيادي خبيثة جاهلة من خلال عمليات السلب والنهب والحرق والتهريب. وكان من نتيجة ذلك أن أصبح أكثر من (90%) من ضحايا حروب اليوم هم المدنيون، وشبه انهيار كامل للبنى التحتية والأعيان المدنية، وخلو شبه كامل من التشريعات والقوانين والأنظمة.

ولكن... دائما، وفي كل الأحوال، تتطلع شعوب البلدان المتضررة إلى نهاية تلك النزاعات المسلحة، وبدأ مرحلة جديدة من التفاهمات والمصالحات، وعندما تضع النزاعات والصراعات أوزارها، نتيجة توقيع اتفاقية سلام بين الأطراف المتنازعة، أو إعلان أحد الأطراف انتصاره على الآخر، أو عقد تسوية بشكل ما، أو غير ذلك، يكون من الضروري التفكير بإعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقا في المناطق المتضررة من خلال استراتيجية "إعادة الإعمار والتنمية لفترة ما بعد النزاعات" واستخدامها كفرصة لإعادة تنظيم الدولة والمجتمع المتضررين.

فماذا تعني استراتيجية "إعادة الإعمار والتنمية لفترة ما بعد النزاعات"؟ وماهي الإجراءات الساعية إلى توطيد السلام وتعزيز التنمية المستدانة وتمهيد الطريق أمام النمو واستعادة الحياة في الدول والأقاليم الخارجة من النزاعات؟ وماهي أهدافها ووسائلها؟ ومن هم اللاعبون الأساسيون؟ وماهي أدوارهم؟ وماهي العقبات التي تحول دون استكمال علميات السلام والبناء والاستقرار؟ وكيف يمكن أن نحصل على مجتمعات محلية متوافقة ومنسجمة وفاعلة، بعد فترات طويلة من الصراع والنزاع؟

إن استراتيجية "إعادة الإعمار والتنمية لفترة ما بعد النزاعات" هي مجموعة شاملة من الإجراءات الساعية إلى تلبية احتياجات الدول الخارجية من النزاعات بما في ذلك احتياجات السكان المتضررين، والحيلولة دون تصاعد النزاعات وتفادي الانتكاس إلى العنف، ومعالجة الأسباب الجذرية وتدعيم السلام المستدام. وتعتمد استراتيجية اعادة الاعمار على أربعة ركائز أساسية هي: الأمن، والعدالة والمصالحة، والرفاه الاجتماعي والاقتصادي، والحوكمة والمشاركة.

وهذا يعني أن مفهوم إعادة إعمار المناطق المدمرة لا يتوقف على الشق الاقتصادي وحده كإعادة تأهيل قطاعات الإنتاج من زراعة وصناعة وخدمات، ولا يعني فقط إعادة بناء شبكات الطرق والجسور والأنفاق التي لحقها دمار واسع وشبكات المياه والكهرباء وغيرها، بل يُعنى بالإنسان؛ المتضرر الأكبر من هذا النزاع، الجريح وعائلة القتيل، اللاجئ والنازح والمعتقل، بالإضافة إلى عملية المصالحة وضمان الاستقرار وعدم تدهور الأوضاع من جديد، وقيادة مرحلة جديدة تؤسس لما بعد الصراع.

ويعد ترسيخ الأمن الداخلي والاستقرار الاجتماعي عبر ضمان عدم تدحرج الأمور إلى السابق، من أهم الأمور التي يجب العناية بها في العملية وإيلاء المؤسسات التعليمية أهمية قصوى في إعادة الإعمار من مدارس ومعاهد وجامعات وسواها. وتأسيس برنامج صحي عاجل لعلاج الحرجي المتضررين، والاهتمام بهم، فضلا عن التركيز على تجهيز المشافي والمراكز الصحية وإعادة تأهيلها من جديد لتتحمل عبء المرحلة الجديدة.

ولأن عملية إعادة الإعمار عملية شاقة ومعقدة، فقد جرت العادة أن يكون هناك طرفان رئيسان يتبنيان معا ويتعاونان في إعمار وتنمية المناطق المتضررة، إحداهما طرف داخلي والثاني طرف خارجي. فأما الأطراف الداخلية الفاعلة والتي يُشار إليها عموماً على أنها (أصحاب المصلحة) فهي إما أن تستند إلى المشهد الاجتماعي للبلدان في مرحلة ما قبل الصراع (مثل الأحزاب السياسية، والقبائل والعشائر، وجمعيات رجال الأعمال) أو باعتبارها عناصر في مرحلة الصراع (مثل الميليشيات والشبكات الإجرامية)، ويلعب أصحاب المصلحة العديد من الأدوار المتعلّقة بإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع، إما كعوامل مساعدة أو معرقلة للسياسة العامة بحسب معتقدات ومصالح وتوجهات كل طرف من تلك الأطراف.

وفيما يتعلق بالأطراف الخارجية لإعادة الاعمار كالدول التي تقدم الدعم الثنائي، وبرامج الأمم المتحدة ووكالاتها، والمنظمات غير الحكومية الدولية، والبنوك والشركات الدولية، فالقاعدة هي المشاركة الدولية الواسعة، للانخراط في إعادة الإعمار بهدف مساعدة المجتمعات في مرحلة ما بعد الصراع. وهذه المشاركة الدولية للأطراف الخارجية تأتي نتيجةً لعاملين رئيسَيْن: أولاً، مطالب تمويل سياسات إعادة الإعمار التي لا يمكن تلبيتها من جانب السلطات السياسية المحلية التي تفتقر عادة إلى وجود قاعدة إيرادات لدعم الإنفاق على إعادة الإعمار؛ وثانياً، الاستثمارات السياسية التي تقوم بها الجهات الفاعلة الدولية التي تراهن على وقف الصراع.

وفي الواقع، فإن جزءاً كبيراً من المجتمع الدولي ركّز جهوده على مجالات رئيسة في إصلاح القطاع الأمني. حيث أن الهدف الرئيس لإعادة الإعمار-بالنسبة إلى العديد من الدول المانحة-تعزيز قدرات الدولة، وخصوصاً أجهزتها التي تمتلك حق ممارسة القوة، والتي يمكنها الحفاظ على النظام ومنع العودة إلى الصراع. وقد أدّت مركزية الأمن في إعادة الإعمار إلى جعل العلاقة بين الأمن والتنمية مرجعية في كيفية تشجيع الدول المانحة على التنمية من خلال الأمن.

ومع ما يمكن أن تقدمه استراتيجية إعادة الإعمار إلى الدول الخارجة من الصراع، فإن التجربة تدل على أن عمليات التحول من النزاع إلى السلام تظل هشة في مراحلها الأولى، كما تظل مخاطر استئناف العنف مرجحة للغاية. ويرجع ذلك إلى أن الدول الخارجة من النزاعات تتسم بقدرة ضعيفة أو منعدمة على جميع الأصعدة، ومؤسسات مدمرة، وعدم وجود ثقافة ديموقراطية، وانعدام الحكم الرشيد وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، فضلا عن الفقر الكامن وراء هذا كله. وعلاوة على ذلك، فإن الاستجابات للأوضاع لفترة ما بعد النزاعات مازالت مفتتة وغير فعالة إلى حد كبير.

نعم، يمكن القول إن استراتيجية إعادة الاعمار ليست سهلة، ولا يمكن تصورها كما هي، بل تواجه هذه الاستراتيجية مجموعة من التحديات التي ربما عطلتها تماما في بعض الدول، أو عرقلتها وحدت من فعاليتها في دول أخرى، ومن هذه التحديات هي:

1- آليات تمويل استراتيجية إعادة الاعمار: إن إعادة الاعمار ليس استراتيجية وتصور فقط، بل هي سياسات وبرامج ومشروعات، وهي بحاجة إلى أموال طائلة، ولأن الدول الخارجة من الصراع لا تتوفر لديها الأموال، ولا يمكن تنفيذ سياسات إعادة الإعمار من خلال الاعتماد على الإيرادات المحليّة أو الاحتياطيات الموجودة لدى تلك الدول، فانها مضطرة على الاعتماد على الدعم الخارجي، ومشكلة الدعم الخارجي هو دعم متداخل، ولا يأتي عن طريق واحد، فقد يكون هذا الدعم مباشرا من خلال المساعدات الثنائية، أو دعم المنظمات غير الحكومية؛ أو من خلال آليات التمويل المجمّعة، مثل الصناديق التي تديرها الأمم المتحدة؛ والتمويل الموجّه إلى المنظمات غير الحكومية أو المنظمات غير الحكومية الدولية، ويمكن أن يتم التمويل عبر الاستثمارات وغيرها، الأمر الذي يربك عملية الإعمار والبناء ويقلل من فاعليتها.

2- ربط التمويل بالقرارات السياسية: ينطوي التحدّي الثاني على ربط التمويل بالقرارات السياسية. وهذا ينطبق على سياسات الحكومة المانحة والحكومة الوطنية. وتزداد صعوبة إقامة صلات مباشرة بين القرارات السياسية والنتائج.

3- تحديد الجهات المنفذة: بسبب التحدّي الثالث المتمثّل في كيفية توجيه الموارد إلى وكلاء إعادة الإعمار. فهناك مروحة واسعة من وكلاء القطاعَين العام والخاص القادرين على تنفيذ سياسات إعادة الإعمار، تمتدّ من مؤسّسات القطاع العام إلى منظومة المنظمات غير الحكومية. وبالتالي، تمثّل كيفية توجيه الدعم المالي لوكلاء إعادة الإعمار مشكلة بالنسبة إلى أي برنامج لإعادة الإعمار.

4- ضمان عدم حصول النزاع: ويكمن التحدّي الرابع في ضمان ألا يؤدّي التمويل إلى إدامة الصراعات. ففي حالة الصومال، يقول كين مينخوس إن الجهات الفاعلة الدولية أسهمت فعلاً في إدامة الصراع في الصومال من خلال انتهاج سياسات تتجاهل الحقائق على الأرض وتعزّز السلطة السياسية للجماعات التي ساهمت في القتال، ويمكن أن يقال هذا عن إعادة اعمار العراق بعد عام 2003 إلى حد كبير.

وفي المحصلة، فان عدد من المنظمات الدولية ذات الصلة بموضوع إعادة الاعمار، كالدراسة التي أجراها (معهد بروكنز) ترى أنه لكي تنجح عملية إعادة الاعمار، يجب أن تبنى على المقومات الآتية:

- وضوح الأهداف وبناء نوع من الاتفاق حولها: نظرا للفوضى والتشوش في مرحلة ما بعد النزاع يبدو أن هناك حاجة لكل شيء وفي الحال، وقد يكون هناك أطراف عديدة ذات أولويات مختلفة. وفي العموم يجب أن يهدف البرنامج الاقتصادي للنمو لـ:

1-إعادة تأسيس الوظائف الاقتصادية الاساسية للدولة واستعادة مشروعيتها مع ضرورة نزع المركزية عن تلك الوظائف وتوزيعها بشكل لامركزي بين الاقاليم.

2-تشجيع الاستخدام وتحسين الرفاه بأسرع ما يمكن.

3-مواجه الجذور الاقتصادية للنزاع وخصوصا منطق الاستثناء الاقتصادي ومنعه من السيطرة على عملية اعادة الاعمار. 4-تحقيق الاستقرار الاقتصادي ووضع على مسار النمو.

- الحساسية للسياق: في سياق ما بعد النزاع يجب أن تكون هناك حساسية عالية جدا للأبعاد السياسية والاجتماعية للنزاع. ويجب أن تواجه برامج النمو الاقتصادي تلك الابعاد. وأن تهتم بطبيعة النزاع وطبيعة السلام ومستوى التنمية الاقتصادية للبلد عند خروجه من الحرب. ولكي تكون عملية إعادة الاعمار فعالة في مثل هذه البيئة السياسية الحساسة، يجب أن يتضمن كل قرار متعلق بإعادة الاعمار اعتبارات الاثر على مشروعية الحكومية وفرص العمل والرفاه الاقتصادي والعدالة أو تصورات العدالة لدى مختلفة المشاركين في النزاع. وهنا يمكن أن يكون مفيدا أن يتم تصميم عمليات اعادة الاعمار من الاسفل إلى الاعلى بالاعتماد على الفعاليات المحلية (لامركزية إعادة الاعمار).

- البراغماتية: ويعني إدراكا واسعا للعوائق الاساسية التي تقف في وجه النمو الاقتصادي. ومواجه المسائل البسيطة، وإزالة العوائق أمام القطاع غير الرسمي، من خلال هيكلة العمل بما يحقق أكبر منفعة مباشرة بطريقة عادلة.

- القيادة المحلية: يجب أن يقود البرامج القيادات المحلية باستخدام النظم والمؤسسات المحلية عند وجودها. ويجب أن تطور المبادرات من خلال عملية تنسيق بين مختلف الفعاليات. وإذا لم يوجه تمويل إعادة الاعمار إلى الفعاليات المحلية ولم تدار محليا، فإن المشروعات ستعكس الأهداف السياسية وأولويات نظام الاستثناء السابق بدلا من المجتمع.

- بناء الامكانيات: سواء المادية أو البشرية من خلال وضع خطط وبرامج من أجل استعادة رأس المال المادي والبشري من الخارج وتفعيل برامج للتدريب المهني خارج وداخل العمل وإعادة ترميم نظام التعليم

جبال تبستى

49472298_2022071254547644_6759648194503639040_n.jpg

جبال تيبستي :منقةل

منقول….

هي مجموعة من البراكين الخامدة شكلت سلسلة جبلية في وسط الصحراء الأفريقية الكبرى في شمال تشاد وأقصى جنوب ليبيا.]

تعتبر تلك الجبال أطول وأكبر سلسلة جبلية في الصحراء الكبرى، وأعلى قمة في الجبال هي قمة "إيمي كووسي" التي يبلغ ارتفاعها 3.415 مترا. كما يوجد بجبال تيبستي جبل بركاني ناشط وهو "جبل توسيدى" الذي بلغ ارتفاعه 3.265 مترا. المنحدرات الشمالية تمتد إلى جنوب ليبيا. أنها واحدة من أكثر المناطق عزلة على سطح الأرض وتسمى جبال تيبستي بجبال الجوع، لأنها يمكن أن تغذي فقط عدد قليلا من الناس ,أكبر مدينة هو البردعي، مع 1500 نسمة. وهي منطقة التسوية لشعب التبو وفي فترات الجفاف يزور الطوارق المناطق المنخفضة من هذا المجال الجغرافي

هي مجموعة أكبر وأعلى سلسلة جبلية في الصحراء الوسطى، التي شكلتها مجموعة البركانية. البراكين الخاملة هي الأكثر، ولكن مؤسسة سميثسونيان أحصت بعض البراكين النشطة القائمة بأربعة محتملة. الاسم مشتق من أسماء المواقع الجغرافية المسيف تيبستي من اللغات العربية وتيدا دازا، للشعب التبو ويستخدم في جميع أنحاء المنطقة. وإيحي مصطلح يشير إلى قمم، الصخرية التلال، الجبال إيمي لأكبر أو المناطق الجبلية ,أعلى قمة في الجبال هي إيمي كوسي 3415 م وقمة بيكو بيتي تقع في المنطقة الشمالية للسلسلة في جنوب ليبيا وهي أعلى قمة جبلية في ليبيا

ﻭﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺒﻮ .. ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ الغربية...

 

( ﺗﺮﺟﻤﺔ ‏) ﻣﺮﻳﻢ ﻋﺒﺪﺍﻟﻐﻨﻲ |

ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺣﻮﻝ ﻭﻻﺀﺍﺕ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻓﻴﻪ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺇﻏﻼﻕ ﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﻄﻲ، ﻟﻜﻦّ ﻣﺮﺍﻗﺒﻴﻦ ﺃﺭﺟﻌﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﻭﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ .

ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻟـ ‏« ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ‏» ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﺍﺕ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭًﺍ ﺭﺋﻴﺴﻴًﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺛﻮﺭﺓ 2011 ، ﺍﻧﺸﻘﺖ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺩﺍﺧﻠﻴًﺎ ﻭﺗﻮﺳﻌﺖ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺃﻗﻞ ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻛﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺓ، ﻣﻀﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﺳﻌﺖ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﺒﻮ .

ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ‏« ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ‏» ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﺴﺢ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺑﻴﺌﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻣﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻭﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ . ﻭﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﺤﻮﺛًﺎ ﻭﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻟﺔ ﺣﻮﻝ ﺗﻮﻓﺮ ﻭﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ، ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﻟﻬﺎ .

ﻭﺗﻄﺮﻗﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﻲ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﻴﺠﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻣﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻣﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺺ ﻻ ﺗﺘﺴﺎﻫﻼﻥ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ .

ﻭﺭﺑﻄﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ﺑﻬﺪﻑ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺩﻋﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺃﻭ ﺁﺧﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ، ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥّ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﻨﻘﺒﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ، ﺃﻭ ﻗُﻄَّﺎﻉ ﻃﺮﻕ ﺃﻭﻣﻬﺮﺑﻲ ﻣﻮﺍﺩ ﻣﺨﺪﺭﺓ .

ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﻴﺠﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻣﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ

ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺩﻭﺭ ﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ، ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﺣﻴﺚ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺰﻋﺰﻋﺔ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﻀﻐﻄﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺠﺮ ﻟﺘﺠﺮﻳﻢ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻟﻜﻦّ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻭﻥ، ﺇﺫ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﺍﻵﻥ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﺴﺎﺩًﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻄﻒ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻠﻔﺪﻳﺔ، ﺃﻭ ﻳﺠﺒﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﺃﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻐﺎﺀ .

ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﻤﻬﺮﺑﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻃﺮﻕ ﺃﻛﺜﺮ ﻏﺪﺭًﺍ ﺃﻭﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺃﺧﻄﺮ، ﻣﺜﻞ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ، ﻓﻀﻠًﺎ ﻋﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﺤﺖ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻭﻓﻘﻤﺎ ﺩﻟﻠﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠّﺼﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺿﺪ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺗﺤﺮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﺒﻞ ﻋﻴﺸﻬﺎ ﻭﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﻟﻬﺎ .

ﻟﻜﻦّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﻟﺘﻘﻮﻳﺾ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻀﺒﻮﻃﺔ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014 ، ﺇﺫ ﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻠﻤﻴﺎﺕ ﺿﺒﻂ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺳﻮﻯ ﻟﻤﺮﺍﺕ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2015 ، ﻭﻓﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ .

ﻭﺗﻀﻤﻨﺖ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﺇﺫ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻧﻘﻞ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﻴﺠﺮ ﺣﻴﺚ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ .

ﻭﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ

ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ‏« ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ‏» ﺃﻥ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﻭﻗﺎﺩﺗﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺒﻬﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻀﻠًﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ، ﻟﻜﻦ ﻭﻻﺀﺍﺗﻬﻢ ﺗﺘﺒﻊ ﻣﻨﻄﻘًﺎ ﻣﺤﺪﺩًﺍ، ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻫﻮﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺗﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻓﻀﻠًﺎ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳُﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﺷﺮﻋﻴﺔ ﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﺇﺫ ﻗﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﻟﻴﺒﻴﺎ .

ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﻭﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﻳﻌﻜﺲ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ، ﻭﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺗﻠﻚ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﺗﻈﻞ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﻣﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﺈﺛﺎﺭﺓ ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ .

ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ

ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻴﺒﻴﺎ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺩﺍﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺍﺳﺘﻐﻨﺖ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻐﺮﺏ .

ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﻭﻛﻠﻮﺍ ﻟﻠﻘﺬﺍﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﻠﺪﻩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻟﻤﻨﻊ ﺗﺴﻠﻞ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ، ﻭﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ، ﻣﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻃﺎﺡ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺎﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2011 ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﻞ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .

ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ، ﺟﺬﺏ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺘﺪﻫﻮﺭ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺧﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺘﻲ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ، ﻭﻫﻤﺎ ﻣﺸﻜﻠﺘﺎﻥ ﻣﻌﻘﺪﺗﺎﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺧﻠﻄﻬﻤﺎ ﺃﻭﺗﺸﺘﻴﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﺔ .

ﻭﻭﻓﻖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﻟﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺗﺪﻋﻢ ﻣﺰﺍﻋﻢ ﺃﻥ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻫﻮ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ، ﺃﻭ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﻘﻠﻴﻦ، ﻣﻀﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺣﻮﻝ ﻋﻤﻞ ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ‏« ﺩﺍﻋﺶ ‏» ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ .

ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﺃﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﻌﻘﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻱ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ . ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﻔﺎﻗﻤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺮﺫﻡ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .

ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺿﺪ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ

ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻼﻑ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻤﻴﻠﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻦ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺑﺤﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻛﺘﻬﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ .

ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻧﻪ ﻓﻀﻠًﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ، ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻟﻦ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ، ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺩﻭﻟﻲ ﺑﻬﺎ ﻛﻜﻴﺎﻧﺎﺕ، ﻣﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻓﺈﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﻗﺪ ﺗﺤﻔﺰ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺺ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻠﺤﻮﻅ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .

ﺣﺎﻭﻝ ﻣﺴﺆﻭﻟﻮ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﻴﺠﺮ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺳﻌﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻴﺎﺋﺲ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻛﺒﺢ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻧﺎﻗﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﺎ، ﺇﺫ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺃﻥ ﻣﺰﺍﻋﻢ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﺑﺄﺣﻘﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻄﻨﻮﻫﺎ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ، ﻣﺜﻞ ﺟﻨﻮﺏ ﺗﺸﺎﺩ .

ﻭﺣﺬﺭﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺰﺍﻋﻢ ﺑﺄﻥ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻴﻠﺸﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻟﻜﺒﺢ ﺗﺪﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺗﻤﺜﻞ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ، ﻣﻀﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﻨﻴﺠﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻻ ﺗﺆﺩﻱ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﻳﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﺪﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ .

ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻧﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ‏« ﻗﺪ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻕ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺃﺧﻄﺮ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﺗﻬﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ‏» ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻥ ‏« ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺿﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﺟﻬﻮﺩ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﻼﻋﺒﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮﻳًﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺟﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ‏» .

ﺟﻴﺮﺍﻥ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﻼﻋﺒﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﻴﻦ

ﻗﺎﻟﺖ ﺩﺭﺍﺳﺔ ‏« ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ‏» ﺇﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2011 ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﺠﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩﻫﻢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺺ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﺓ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ .

ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﺑﺮﻳﻞ ﻭﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، ﺣﻴﺚ ﻋﻜﺴﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ - ﺇﺫ ﺗﺘﺤﺎﻟﻒ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﺸﺎﺭﻙ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﻴﺠﺮﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ - ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻲ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻣﻀﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺭﻛﺰﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﻣﺘﻤﺮﺩﻳﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ .

ﻭﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻷﻣﻨﻲ، ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﻄﺎﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ، ﻭﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺁﺧﺮ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﻴﻦ ﺟﻨﺎﺋﻴًﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ .

ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ

ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻋﻮﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﺑﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻀﻤﻴﻦ ﻟﺼﻔﻮﻑ ﺗﻨﻈﻴﻢ ‏« ﺩﺍﻋﺶ ‏» ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺳﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .2016

ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻟﺘﻔﻀﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﻭﻳﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﺮﺍﻗﺒﻪ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻊ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻛﻠﻞ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ .

ﻭﺟﺎﺀ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺰﻭﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻮﻱ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻪ ﻟﺘﺠﻨﻴﺪ ﻋﺮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ‏« ﺍﻟﺠﻨﺠﻮﻳﺪ ‏» ، ﻓﻀﻠًﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﻳﺔ ﻭﻋﺮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﺩﺓ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ .

ﻭﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2014 ، ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻮﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺰﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﻨﻲ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2015 ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ ﻭﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ، ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ .

ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﻪ ﺭﻏﻢ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ‏« ﻇﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻗﺪ ﻳﻔﺴﺮ ﺟﺰﺋﻴًﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﻳﺔ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2015 ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺒﻮ ‏» .

ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺒﻮ

ﺃﻣﺎ ﺗﺸﺎﺩ ﻓﻘﺪ ﺣﺮﺹ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺩﻳﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺒﻮ، ﺑﻬﺪﻑ ﻣﻨﻊ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻩ، ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺗﺸﺎﺩ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮﺍﻡ .

ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺩﻋﻤﺖ ﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﻫﺠﻮﻡ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ ﺍﻧﺠﻴﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2015 ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻌﺎﻣﻴﻦ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺗﺸﺎﺩ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻣﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻌﻠﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﺨﻄﺮ ﺗﺴﻠﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ .

ﺍﻟﻨﻴﺠﺮ ﻭﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ

ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻴﺠﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺿﻮﺣًﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺗﺸﺎﺩ .

ﻭﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﺍﻟﻨﻴﺠﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻕ ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺳﺎﻓﺮﻭﺍ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2011 ، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ﻣﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻓًﺎ ﻟﻠﻄﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﺣﺘﻤﻴًﺎ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﺍﻟﻨﻴﺠﺮﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ .

ﻭﻛُﻠَّﻒ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﺍﻟﻨﻴﺠﺮﻳﻮﻥ ﺑﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺗﺤﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻣﺜﻞ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺨﻄﻒ . ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2015 ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺮﻭﻥ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻕ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﻭﺃﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻗُﻄَّﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻮ ﺍﻟﻨﻴﺠﺮﻳﻴﻦ .

سكان الصحراء ..زلا..تازر...كولر...تبستى...؟

#مؤلف: جنرال فرنسي جيل روبر.

#سنة: 1939.

#عنوان: السكان الصحراء " زلاء - تازر - كوار - تبيستي - أنيدي - بركو" التوبو:

خريطة تيبستي والمنطقة المحيطة بها (بالفرنسية)

المستوطنات الرئيسية في Tibesti هي Bardaï ، Aozou و Zouar ، وتقع على التوالي في وسط وشمال وغرب النطاق ، وكل منها يقع على الواحات على طول ennede ,  Bardaï ، على ارتفاع 1،020 م (3،350 قدم) ، هي عاصمة إقليم Tibesti تشاد مع حوالي 17500 نسم , وهي متصلة بـ Zouar بمسار يمر عبر Tarso Toussidé. يمكن الوصول إلى قرية Omchi من Bardaï عبر Aderké أو من Auzou عبر Irbi. تمتد هذه المسارات الوعرة جنوباً نحو يبي سوما ويبي بو ، ثم تتبع مسار إنري مسكي. يتم قطع النصف الشرقي من تيبيتستي من النصف الغربي ، حيث يمكن الوصول إلى قرية أوزي الشرقية من ليبيا عبر أوراي.  زوار لديها مطار ، وكذلك Bardaï في Zougra كما يوجد في برداي مستشفى ، على الرغم من أن الإمدادات الطبية تعتمد إلى حد كبير على الوضع السياسي السائد.  في أوائل ثمانينيات القرن العشرين ، قدر عدد سكان جبال تيبيستي بـ 180000 نسمة تم توزيعها بين الوديان الداخلية والمنحدرات الخارجية والهضاب. يقع حوالي ربع السكان حول زوار ، و 18٪ في الوسط وفي الوادي الشمالي الشرقي من إنيردي بارداغوي حيث تزرع العديد من أشجار النخيل ، و 16٪ في الشمال حول أوزو ووادي إنيرني يبيجي ، و 7٪. في السهول. تم تفريق الثلث المتبقي من السكان بين طرسوس.


#خريطة سكان Toubou في أفريقيا " أنظر تحت ":

الغالبية العظمى من السكان هي تيدا ، واحدة من الإثنيتين من شعب Toubou. ومع ذلك ، فإن بعض العشائر هي دازا ، العرقية التوبو الأخرى ، الذين غادروا منازلهم التقليدية في الأراضي المنخفضة إلى الجنوب وانتقلوا شمالا إلى تيبستي.  Toubou ، بشكل عام ، هي شبه بدوية  وتعيش في المقام الأول في شمال تشاد ، ولكن أيضا  يعيش الأكثرية في جنوب ليبيا  لهم الإمبراطوريات و ملوك في " تازر و زلاء " وشرق النيجر. لغة Toubou لها لهجتان رئيسيتان ، Tedaga ، يتحدث بها Teda ، و Dazaga ، التي يتحدث بها Daza ، ولهذا تعرف مجموعتا Toubou كجماعة عرقية واحدة و هم معرفون بشجاعتهم و فنون القتال و  لهم قوة التحمل و الصبر و كانوا أشرس و أقوى القوة في الصحراء و هم من سلالات الملوك و الأمراء لا يحترمون أحد و لا يخافون العدو مهما كان قوته و عدد جنوده و كل شعوب في تلك بلدان يخافونهم و لهم مساحة الجغرافية واسعة بين ليبيا و تشاد و النيجر و لا يحترمون القرارات و اللوائح الإيطالية و الفرنسية و يقولون نحن فوق أرضنا و أنتم غرباء يجب عليكم أن احترموا أسياد الأرض دائما هكذا يقولون لجنودنا و لهذا يعاملهم جيوشنا بمعاملة الخاصة من أوامر القيادة و سمح لهم تجول كما يريدون و لا يدفعون الضرائب في تلك الدول  . 


#ينتخب Toubou رئيس ، Derdé ، من عشيرة Tomagra ، يحكم نفس العائلة على التوالي.  يقيم ديردي في زوار  ويهدف إلى فرض سلطة دينية وقضائية على سكان تيبستي ؛ ومع ذلك ، فإن الجهود الرامية إلى التعاون التنفيذي والتحالفات الحربية  تكون متجهة إلى النجاح دوما.  أحفاد سلطة ديردي تحتفظ بالانتقال من الأب إلى الابن. و هؤلاء المعينين يحكمون أجزاء من أراضي توبو.  نادرا ما تحتوي العشائر الفردية على أكثر من ثلاث آلاف أو أكثر  عضو وهي منتشرة تماما في جميع أنحاء Tibebisti


#حياة Toubou تتخللها المواسم ، مقسمة بين تربية الحيوانات والزراعة. في بساتين النخيل ، لا يزال بعض Toubou يعيشون في بيوت العادية و خيام يمكن نقلها بسهولة بين الحقول وبساتين النخيل. عشائر Bideyat تهاجر من Ennedi.


#عشائر أخرى تهاجر من الكفرة ، Cyrenaica و Jalu و Tazara و Maduna.


#العلاقات الإقليمية والاستعمار .

اتصلت الإمبراطورية العثمانية مع Toubou في عام 1560. اندلعت علاقتهما في صراع في أواخر القرن السابع عشر ، مع الأتراك لصالح سلطة Maïna المحلية على حساب سلطة Derdé  في عام 1780 ، بدأ Derdé هجوما ضد العثمانيين. قتل الانتقام العثماني 60 في المئة من سكان Toubou و 100 من الأتراك. ثم بدأت تيدا في شن هجمات على قوافل تركية في محاولة لتعطيل التجارة العثمانية. في عام 1890 ، أقامDerdé Mae Getty Tchénimémi  علاقات دبلوماسية مع الإمبراطورية العثمانية وبدأ في تلقي الأسلحة النارية. وفي الوقت نفسه ، تحالف ديدي شاشاي مع العرب السنوسيين ووافق على أن النصف الجنوبي من تيبستي يمكن أن يكون بمثابة قاعدة احتياطية للسنوسي في كفاحهم ضد الجيش الاستعماري الفرنسي و لعبوا دورا بارزا في جهاد الليبي آنذاك جنبا بجنب مع أخوانهم التوبو في تازز و زلاء الليبية ضد قوات قواتنا و قوات الايطالية . كان تيبيستي ثم يبصقون على نحو فعال ، مع "الموالية لميو" في الجنوب الغربي و "الموالية لدردي" في الشمال الشرقي.  بمباركة ديردي ، أسس السنوسي زاوية في برداي ،  كانوا شعب التوبو كلهم المسلمين في تيبستي.  عند اندلاع الحرب الإيطالية التركية ، تحالف السنوسي مع الإمبراطورية العثمانية ، وبناء على طلب من Derdé التوبو ، أسس الأتراك حاميات في Tibesti في بداية مارس 1911. هذه الحاميات انهارت بعد بضعة أشهر ، وهاجم Toubou القوات التركية.


#في الوقت الذي احتل فيه الإيطاليون-  زلاء " فزان الحالي " ، دخل عمود فرنسي إلى تيبيستي في أوائل عام 1914 من كاووار النيجرية حيث استهزأ باتفاق مع " درداي ماي " من الشتاء السابق وأجبر  " جنرال ديرد شاتشاك " إلى المنفى.  كانت المنطقة في قلب النزاع بين القوى الاستعمارية ، مع الإمبراطورية الإيطالية إلى الشمال وغرب إفريقيا الفرنسية إلى الجنوب. خلال الحرب العالمية الأولى ، أجبر تمرد سنوسي و التوبة زلاء  الإيطاليين على الانسحاب مؤقتا من " زلاء - فزان الحالي " والجزء الشمالي الشرقي من النطاق. تحالف " قائد ميداني ماي جيتي تشينيميمي من تيدا زلاء " مع أنصار دردي وقاد المقاومة ضد القوات الفرنسية حتى انسحابها عام 1916.أعادت الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية الاستيلاء رمزية على تيبستي في عام 1935 بعد الاتفاقية الإيطالية و الفرنسية " لافال " ، ووضعت المنطقة تحت إدارة إفريقيا الاستوائية الفرنسية و لكن ليس لها تواجد الفعلي في داخل حدود الأقليم فقط ببيان ، لم يستعمر فرنسا قط لإقليم تبيستي بسبب تمرد التوبو .

#تحياتي لكم جميعا.

((تقرير خاص تحالف تشادي إسرائيلي وقيادات من الكفرة لفصل المنطقة.. تحديات مفصلية لكل من إقليم الكفرة في ليبيا ودارفور في السودان


((تقرير خاص تحالف تشادي إسرائيلي وقيادات من الكفرة لفصل المنطقة.. تحديات مفصلية لكل من إقليم الكفرة في ليبيا ودارفور في السودان)))

...........................................................................................................

تحالف تشادي إسرائيلي وقيادات من الكفرة لفصل المنطقة


تحديات مفصلية لكل من إقليم الكفرة في ليبيا ودارفور في السودان


راح يتشكل في الأيام الأخيرة تحالف ثلاثي تشادي إسرائيلي مع عناصر وقيادات من التبو من أجل دعم مخطط لفصل إقليم منطقة الكفرة عن ليبيا.


التحرك الإسرائيلي في هذا الاتجاه يأتي تنفيذا وإعمالا لخارطة طريق وضعتها وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية التي يقف على رأسها يوفال شتاينتز.


خارطة الطريق تولت وضعها مؤسسة إسرائيلية هي مجموعة الاستشارات الإستراتيجية التي يرأسها جنرال الاحتياط دان ياتوم رئيس الموساد الأسبق والمستشار الإستراتيجي لمؤسسة جلوبال الناشطة في إفريقيا، خارطة الطريق التي تبنتها وزارة الشؤون الإستراتيجية في نطاق ما سمي بإسرائيل العظمى تتأسس على عدة محاور:


المحور الأول: التمدد في إفريقيا وعلى الأخص في مناطقها ذات التراكم الإستراتيجي الأهمية الجيو إستراتيجية والجيو اقتصادية أي الثروات وتحديدا النفط والغاز واليورانيوم.


المحور الثاني: انطلاق الحركة في اتجاه التمدد إلى هذه المنطقة نحو غرب إفريقيا وتخوم شمال إفريقيا يشكل امتدادا جغرافيا وإستراتيجيا وجيو اقتصاديا مع منطقة شرقي إفريقيا التي يتجذر فيها الوجود الإسرائيلي كينيا جيبوتي أوغندا دولة جنوب السودان وإثيوبيا.


المحور الثالث: قاعدة التمركز والانطلاق تشاد مما يستدعي إعادة بناء علاقات شاملة وفي كل المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، وهو ما تحقق خلال عام 2012 و2013 وبوتائر غير مسبوقة منذ سبعينات القرن الماضي.


إسناد مهمة تنفيذ خارطة الطريق إلى مؤسسات أمنية إسرائيلية


وزارتا الدفاع الإسرائيلية والشؤون الإستراتيجية أسندت مهمة التنفيذ إلى مؤسستين إسرائيليتين تنشطان وبشكل محوري في إفريقيا وعلى ارتباط تنظيمي وعملاني مع وزارة الدفاع.


ويفسر المستشار السياسي لوزير الدفاع جنرال  الاحتياط عاموس جلعاد والمسؤول عن الملف المصري أن الحكومة الإسرائيلية لا ينبغي أن تكون في الصورة ولا في الواجهة  وإنما في الخلف، وقال إن هذه الوسيلة هي الوسيلة المثلى وأحرزت نجاحات كثيرة في إقليم كردستان وفي جنوب السودان وفي دارفور الآن.


الأدوار المتعين القيام بها في إطار مهمة تنفيذ مخطط فصل منطقة الكفرة وزعت على مؤسستين:


-مؤسسة الاستشارات الإستراتيجية GSG ومقرها هرتسيليا شمال تل أبيب ويرأسها الجنرال داني ياتوم رئيس الموساد السابق والذي أدار عدة مشاريع أمنية في إفريقيا وشمال العراق.


دور هذه المؤسسة يتمحور في الجانب الإداري وجزء من الجانب الاستخباراتي وكذلك الجانب الاستشاري النظري.


-المؤسسة الثانية مؤسسة جلوبال التي تقودها مجموعة من جنرالات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي على رأسهم جنرال الاحتياط يسرائيل زيف رئيس شعبة العمليات العسكرية الأسبق.


هذه المؤسسة موجودة في 15 دولة إفريقية في غينيا وغانا والكامرون ونيجيريا وتشاد وفي حوض غينيا أنجولا والكونجو الديمقراطية والكونجو برازافيل وإفريقيا الوسطى.


مؤسسة جلوبال تتولى التطبيق وذلك لعدة أسباب:


1-خبرة متراكمة في مجال العمل والنشاط الأمني واللوجيستي والخدمات المتصلة بشؤون التسليح وتشكيل الجيوش والأجهزة الأمنية وتدريبها بالإضافة إلى ذراع اقتصادي تتولى السيطرة على الثروات الطبيعية والمعدنية بوسائل ناعمة منح الامتيازات وتقديم الأموال والتدخل لصالح الأنظمة الإفريقية لدى الولايات المتحدة.


إشراك تشاد في مخطط فصل منطقة الكفرة


الشخصية الإسرائيلية المركزية التي استدرجت تشاد إلى هذا المخطط لدعمه وإسناده هي نسيم زويلي زعيم حزب العمل السابق وسفير إسرائيل في فرنسا وعاونه شلومو بن عامي وزير الخارجية الأسبق وهو من أصل مغربي ويرأس الجناح السياسي بمؤسسة جلوبال.


نجح نسمي زويلي في إعادة العلاقات التشادية الإسرائيلية إلى المربع الأول أي إلى المستوى الذي تخلق في أواخر ستينات القرن الماضي وبلغ الذروة في عهد حسين حبري.


وتعزو الباحثة في الشؤون الفرنسية والمقيمة في باريس الدكتورة شفيقة مطر إعادة بناء العلاقات التشادية الإسرائيلية إلى عدة أسباب بدت من وجهة نظر الرئيس التشادي إدريس ديبي أنها اللحظة التاريخية والفرصة الذهبية.


من وجهة نظره اللحظة التاريخية تتمثل في سلسلة الانهيارات التي يشهدها العالم العربي بعد هبوب رياح الربيع العربي فأطاح من وجهة نظره بمعظم الدول العربية تونس ليبيا سوريا اليمن والآن مصر.


حسب ما رواه وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي فإن الرئيس التشادي إدريس ديبي أبلغ محدثيه الإسرائيليين الذين التقاهم نسيم زويلي والوزير نفسه ونائب وزير الخارجية السابق من أصل جزائري داني أيلون إذ قال بالحرف الواحد علينا أن نستثمر اللحظة التاريخية أي انهيار الدول العربية -وكان يركز على الدول العربية الإفريقية- لكي نعظم وتعزز من قوتنا ومن مكانتنا وأن نستفيد بأقصى درجات الاستفادة من هذا الانهيار.


الاتصالات التي تكثفت بين هذه القيادات الإسرائيلية والسلطات التشادية وتم خلالها عرض خارطة الطريق الإسرائيلية وعلى الأخص خلال الأشهر الأربعة الأخيرة أسفرت عن نتائج هامة وبالغة الدلالات:


1-تشكيل فريق عمل إسرائيلي مشترك يضم من الجانب الإسرائيلي:


*شلومو بن عامي.


*نسيم زويلي.


*داني أيلون الذي تفرع للعمل في إفريقيا بموجب اتفاق بين كل من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة الشؤون الإستراتيجية.


*رئيس الموساد الأسبق شبطاي شافيط الذي يدير مؤسسة أمنية متخصصة في التدريب والتسليح إتنا وتعمل في نيجيريا وأنجولا وغينيا بيساو والكونجو، كما يتولى التنقيب واكتشاف واستخراج النفط في تلك الدول وفي حوض غينيا.


من الجانب التشادي:


1-الطاهر قاسي ضابط وقائد عسكري واستخباراتي عمل سفيرا لتشاد في باريس وكان على علاقة بنسيم زويلي وكذلك شلومو بن عامي وقيادات عسكرية إسرائيلية أخرى.


2-عبد الله بكر الزغاوي كان المسؤول عن إدارة ملف دارفور أي تقديم الدعم لحركات التمرد في دارفور، تظاهر بأن إدريس ديبي أبعده بسبب تدخلاته في دارفور.


ويتولى الآن إدارة الاتصالات مع جبهة تحرير التبو وعلى علاقة مع عيسى عبد المجيد منصور الذي يدعي بأنه زعيم الجبهة وله صلات بالأجهزة الإسرائيلية وعقد معها سلسلة لقاءات في العديد من الدول الأوروبية بينهم داني ياتوم رئيس الموساد الأسبق.


كما يتولى بكر الزغاوي الاتصالات مع عدة حركات في الكفرة ظهرت مؤخرا على السطح وبينهم ضباط ينتمون إلى كتائب وسرايا ثوار التبو والطوارق.


هذا وله تاريخ طويل من العلاقة والاتصال مع حركات التمرد في دارفور وعلى الأخص حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان.


وقد كشفت أحد الأدبيات الأمنية الإسرائيلية الصادرة عن مركز ملام للأبحاث الصادرة في الأول من شهر أيلول أن الفريق الذي يتولى إدارة الأزمة في الكفرة ألحقت به قيادات من جبهة التبو ومن كتائب ثوار التبو.


موقف الرئيس التشادي من مخطط فصل منطقة الكفرة عن ليبيا


نائب وزير الدفاع الإسرائيلي داني دانون والذي تولى سابقا ملف جنوب السودان زار نجامينا في شهر حزيران الماضي في نطاق جولة له شملت إثيوبيا وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.


خلال الزيارة التقى -بحسب مجلة الجيش الإسرائيلي بمحانيه في عددها الصادر في 6 يونيو حزيران- الرئيس التشادي إدريس ديبي وخلال هذا اللقاء -والكلام لدانون- اعترف بلسانه بتدخل تشاد في الكفرة مفسرا ذلك على أنه رد على قيام ليبيا بتدريب مجموعات كثيرة من التشاديين التي ينتمون إلى المعارضة في جبال تيبستي وإرسالهم إلى ليبيا.


وإزاء ذلك فقد قرر تشاد أن يدعم من وصفعهم بالثوار في الكفرة ضد من وصفهم بالميليشيات، ولم يتورع ديبي عن دعمه أيضا لانفصال الكفرة عن ليبيا لأن هذا البلد تجزأ وتفرق شذر مذر وأنه يشك في بقائه دولة موحدة جغرافيا وديمغرافيا.


الآليات المعدة لإنجاز مشروع فصل الكفرة عن ليبيا.


تحدد الهدف التشادي الإسرائيلي وكذلك عناصر انفصالية في الكفرة ولاؤها للخارج تشاد وهو فصل الإقليم عن ليبيا.


هذا الهدف بحسب الباحث في ا

لماذا يطلق الفرنسيون اسم بئر بليبيا على اعظم جسور باريس ؟


بالعاصمة الفرنسية  باريس والتي تعد اكبر مقصد سياحي بالعالم وعلى ضفاف نهر السين يمر كل السواح قاصدي العاصمة الاولى  للسياحة بالعالم  على جسر يعد بدوره من اجمل الجسور المشيدة بباريس.. فهو على دورين كما انه يملك اطلالة ساحرة تظل على كل السحر الباريسي كما أن برج ايفل ولمشاهدة افضل له يعد هذا الجسر هو المكان المثالي لذلك يسمى هذا الجسر بجسر

)Bir Hakim(

الكل يقصد الجسر ويسير عليه ويفتن به وبالاطلالات الجميلة التي يوفرها للمارين من سطحه ، لكن لا احد يدرك سر هذه التسمية مع ان اغلبهم يستغرب لكنة التسمية فهي لا تمت للفرنسية بصلة ولا لكل اللغات اللاتنينية كذلك ، لكن لهذا الجسر ولهذه التسمية حكاية يفخر بها الفرنسيون ويعدونها كما رايتهم الرسمية مفخرة وطنية لفرنسا وشاهد يجب أن يتذكره كل فرنسي بل كلما تردد نشيد فرنسا الوطني  .

تقول الحكاية ... والتي الغريب إنها بدات بالضفة الجنوبية للمتوسط ولم تبدأ بفرنسا أو ما جاورها من الاراضي الاوربية ...

أن فرنسا وبعد الهزيمة المذلة  في الحرب العالمية الثانية حيث وقعت باريس وفي ظرف ساعات تحت الاحتلال النازي ، وقعت بعدها  (حكومة فيشي ) الاستسلام للجيش الالماني وفي نفس القاطرة  التي وقعت  فيها المانيا بنود استسلامها  لفرنسا في الحرب العالمية الاولى 1919..

وكأمر طبيعي لهول ماحدث كان لابد من ظهور حركة مقاومة فرنسية لمواجهة  هذا الاحتلال المذل ،  وهذه الحركة توزعت بين من بقى بالداخل الفرنسي ، وبين من التحق من جنود فرنسا ما قبل قيام  الحرب بجنود الحلفاء،  وتحديدا التحقوا كجنود  تحت قيادة الجيوش البريطانية  ...

كانت انتصارت هتلر العظيمة ببداية الحرب قد اضر بها جبروته واخطائه الفادحة في نهايتها ...

ومن هنا بدات حكاية (بيرحكيم ) ففي ليبيا كان يوجد حليف هتلر الفاشي الاول والذي عده ذات يوم استاذه وقد طهر لاحقا انه كان سبب من اسباب خراب برلين ، فلقد قرر هذا المتكبر والحالم بامجاد القيصرية الرومانية أن يزحف من ليبيا شرقا وأن يدخل على انتصارات هتلر بنصر كبير يدخله التاريخ ويضل الرايخ الالماني يدين له به للالف عام التي كان الرايخ قد وعد نفسه أن يحكم العالم خلالها،  فاخد موسليني قواته واتجه شرقا لاحتلال مصر، لغرض الهيمنة على قناة السويس فيكون بهذا قد قدم الخدمة الاعظم لدول المحور، وقطع طريق الامدادات التي تعتمدها بريطانيا لدعم مقاتليها بالعالم بما تجلبه من مستعمراتها بالهند الشرقية من مؤن ودخائر ، لكن موسليني كان مغروارا كبيرا ومجرد رجل بصدر طاووس فقد تناسى أن (عمر المختار ورفاقه من المجاهدين قد اروه نجوم الظهر وعذاب الهدهد  وهم مجرد راكبي خيول وباسلحة بدائية ) فكيف به أن يفكر أن يكون جالب النصر وهو  في مواجهة قوة عظمي وفي حرب عالمية شاركت بها مع بريطانيا كل حلفائها بالعالم  .

فحين حلت لحظة الحقيقة انهزم الجيش الايطالي شر هزيمة على الحدود الشرقية لليبيا وعاد من نجى منهم من القتل والاسر راجلا قاطعا كل تلك الصحاري المهيبة لذا مات اغلب من عاد من العطش ولم يبق من ذاك الجيش حتى من يروي ذكريات تلك الهزيمة .. وكانت هزيمة مذلة فعلا  للدرجة التي غيرت التراتبية بدول المحور فصار موسليني الاستاذ اليميني  الذي استلهم منه هتلر الكثير مجرد تلميذ قصير القائمة فلجأ لتلميذه السابق لكي ينقذ ايطاليا حفيدة روما العظيمة من العار الذي لحقها ، فما كان من هتلر الا ان غير خططه بالكامل ( ومن هنا كانت بداية الاخطاء ) فارسل هتلر الفيلق الافريقي فبراير سنة 1941 لينزل بطرابلس ويتجه مباشرة لحدود ليبيا الشرقية  لاخراج البريطانيين من المناطق التي احتلوها بالشرق الليبي واعادة النسر الروماني المسلوب ليد موسليني ..

لنختصر الحكاية لقد حقق رومل الاساطير في حربه بالصحراء الليبية واذاق الويلات للجيش الثامن البريطاني  بكل قواده الذين سبقوا وصول الجنرال (مونتجمري ) وبما ان كل المعارك كانت بمحيط طبرق، وفي احد المعارك المهمة طارد رومل الجيش البريطاني وهزمه فاجبر الاخير على الانسحاب الا انه ولطول المسافة وانقطاع خطوط الامداد عن الفيلق الافريقي  ولأن رومل  ترك نقطة لموقع بريطاني  خلفه كان قد استخف بوجودها  اجبر على العودة للقضاء عليها كانت هذه النقطة الحربية لفصيل  مدفعية كان الجيش البريطاني ضمن خطته الحربية لضمان انسحابه في حالة الهزيمة  قد وضوعها بموقع يقطع به خطط رومل المعروفة بالاستدارة على العدو ويمنع عنه مصادر الامداد  وكان هذا الموقع بمنطقة طبرق ويبعد 90 كيلو متر جنوب الساحل  .

.حينها اجبر رومل على ترك الجيش البريطاني منسحبا  خلفه ويعود ليتفرغ لمقاتلة ذاك الفصيل والتي شاءت المصادفة أن يكون مكون  باكمله من جنود فرنسيين وبعد أن طوقتهم جيوش رومل لستة عشر يوما تعرض  فيها المحاصرون للقصف طوال هذه المدة ورفضوا اثنائها  ثلاث عروض بالاستسلام فرومل حينها لم يكن يفكر الا بالجيش الانجليزي المنسحب والذي تركه خلفه  ولكثافة النيران بالموقع الصغير الذي تحصنوا فيه والذي كان ( اسمه بير حكيم) وهاهنا وبهذه الفقرة بهذه القصة التاريخية تكون الرؤيا قد اتضحت وانجلى للقاري  سر تسمية ذاك الجسر المهيب بباريس بهذا الاسم (جسر بير حكيم ) ولمّا فرنسا كلها تعلق على هذه المعركة كل امجادها الوطنية بل وتغدي معرفيا كل اجيالها الجديدة بما  دار في بلاد بعيدة بالضفة الجنوبية للمتوسط وببلد اسمه ليبيا وببئر مهجور اسمه( بير حكيم) بين فصيل صغير لجنود فرنسيين وفيلق نازي بكامل العدة والعتاد يسمة بالفيلق الافريقي يقوده اسطورة اسمها ثعلب الصحراء رومل وانتصر في هذه المعركة هولاء الجنود لكرامة فرنسا بعد سنوات من ذل الاحتلال  .

ما يهم لنهاية هذه الملحمة أنه وبعد ستة عشة يوما وافق الجنود الفرنسيين على الاستسلام بعد استبسال قل مثيله في معارك الحرب العالمية التانية ، كان رومل  حينها قد كسب معركة (بير حكيم ) لكنه خسر هزيمة الجيس الانجليزي والذي انسحب وبدون خسارات حتى في العتاد للجانب المصري للحدود  نتيجة الفرصة التي امتدت لاسبوعين والتي امنها لهم هذا الفصيل الفرنسي الصغير ...

.يظل كثير من المؤرخين للحرب العالمية التانية يعدون هذه المعركة هي حجر الدمينوالاول  الذي سقط علي احلام هتلر وامجاد رايخه الثالث واسقط  بالتالي جميع احجاره التالية بالتتابع حتى سقوط الحجر الاخير والذي سقط على راسه بعرينه ببرلين  ..نعم  لربما الا يبدو منطقيا الى حد ما ، لكن حربا كبرى لايحكم عليها بهذه السطحية تماما فاخطاء هتلر المتكررة  كانت بدورها احجار دمينو اخرى ادت لسقوطه الرهيب ،لكن  تظل حقيقة تابته وهي ان معركة (بير حكيم ) تعد اول هزائم الجيش النازي والتي لم يكن قبلها لا يعرف الا الانتصارات ، ولهذا طل الفرنسيون يفخرون بها الى يومنا هذا بل سيستمر افتخارهم بها الى اخر الدهر الامر الذي جعلهم يطلقون اسم واحة صغيرة بالصحراء الليبية وبئر قديم ومهجور على اكبر معالمهم السياحية و بعاصمة السياحة بالعالم باريس (جسر بير حكيم