تفاصيل إجتماع ” أُخوّة ” بين قبيلتى ورفلة والمقارحة فى بن وليد

safe_image.jpg

عُقد يوم السبت فى مدينة بن وليد إجتماع “أُخوة” موسّع وُصف بأنه هو الأول من نوعه منذ سنوات بين قبائل ورفلة والمقارحة.

وقد تم اللقاء فى”صالة الزيادات” ومسجد قبيلة الزيادات ببنى وليد. حيث جرى إستقبال مشائخ واعيان قبائل المقارحة من قبل مشائخ وأعيان قبائل ورفلة .

وقد ضم اللقاء قرابة 1000 شخصية من القبيلتين وقد حضر إضافة لمشائخ ورفلة والمقارحة فى الغرب والجنوب مشائخ وأعيان من القبيلتين فى الشرق وقال بأن ذلك كان بغرض أن يكون التمثيل من كافة انحاء ليبيا.

وتناول اللقاء آخر مستجدات الساحة الليبية وماتمر به من أزمات ، حيث أكد المجتمعون على توحيد موقفهم تجاه جملة من الثوابت الهامة وعلى رأسها المصالحة الوطنية ووحدة البلاد ونبذ التطرف والإرهاب .

كما شددوا على أن الليبيين وحدهم هم أصحاب الحق فى تقرير مصيرهم، وبأن الإنتخابات العامة المباشرة مطلب شعبي سيخلص البلاد من هيمنة كل من له مصلحة في إستمرار الوضع المتردي الحالي.

ومن جانبها أشادت قبائل المقارحة بحفاوة الإستقبال وجودة تنظيم اللقاء كما أشادت القبيلتين بالأجواء الإيجابية التي سادته، مؤكدين حرصهم على أن تلي اللقاء لقاءات أخرى مع باقي القبائل الليبية .

وإتفق المجتمعون أيضاً ، على إستمرار التواصل بينهم بشكل مستمر عبر مجلسي القبيلتين ولجان متخصصة في المجالات المختلفة ، كما إتفقوا على عقد لقاءات أخرى خلال الفترة القادمة لإستكمال متابعة ماتم الإتفاق عليه بينهما.

وشهد الاسبوع الماضي إجتماعات رفيعة بين قيادات من ورفلة والمقارحة وترهونة والمشاشية والطوارق وككلة مهدت للقاء الأمس وجملة من اللقاءات الثنائية والتي ستقود الى لقاءات تنسيقية عامة.

ويقول منسقو هذه اللقاءات الإجتماعية بأن هدفها هو توحيد جهود القبائل الليبية الكبرى في وجه التحديات السياسية والأمنية الحالية في غرب البلاد وخاصة في جنوبها.

المعهد الألماني للشؤون الأمنية: الوضع هش في طرابلس التي تتحكم فيها المليشيات

F393A1C6-F6AA-491C-9838-92AB28C45D2C.jpg

جاء ذلك في تقرير للمعهد عن حالة ومستقبل الصراع فى ليبيا فى ظل هيمنة وسيطرة المليشيات على العاصمة طرابلس.

وقال التقرير المكون من 17 ورقة أنه منذ وصول ما تسمى حكومة الوفاق المنصبة من الغرب إلى طرابلس ، قامت أربعة ميليشيات محلية كبيرة بتقسيم العاصمة في شهر الربيع 2016م بينها بشكل تدريجي، مشيراً إلى أنه ورغم أنهم موالون للحكومة صوريا، فإنهم يمارسون حاليا نوعا غير مسبوق من النفوذ على مؤسسات الدولة ومواردها في ليبيا في حقبة ما بعد القذافي.

وأكد التقرير أن الوضع هش للغاية في طرابلس بحيث يثير مخاوف من إثارة نزاع كبير على طرابلس مع الجهات التي تم استبعادها من الوصول إلى موارد الدولة ويعيق الجهود الرامية إلى إقامة حكومة وحدة فعلية.

وخلص التقرير إلى عدة نتائج منها:

منذ أن انقسمت مؤسسات الدولة إلى قسمين في منتصف العام 2014م، شهدت التشكيلات المسلحة في طرابلس تغيرات واسعة النطاق في أنماط تمويلها. وقد حلت الإتاوات مقابل الحماية والاحتيال واسع النطاق، اللذان ساهما في تعميق الأزمة الاقتصادية، محل الرواتب التي تصرفها الدولة كمصدر دخل رئيسي.

على مدى العاميين الماضيين، تحولت المليشيات الطرابلسية الكبيرة إلى شبكات إجرامية تتدخل في السياسة والشركات الكبرى وإدارة الدولة. وقد اخترقوا النظام البيروقراطي وأصبحوا قادرين على تنسيق أعمالهم في مؤسسات الدولة المختلفة بشكل كبير. والحكومة عاجزة عن مواجهة نفوذ المليشيات.

بالنسبة للمواطن العادي، تحسن الوضع الأمني في طرابلس بشكل كبير، حيث تراجعت الصدامات بين القوى المتناحرة وركز الكارتل على السيطرة على إدارة الدولة والاقتصاد. ولكن هذا الوضع يزيد من حالة الاستياء بين القوى المؤثرة في العاصمة وما حولها. ومن الممكن أن يشعل فتيل حرب جديدة على العاصمة.

ساهمت الأمم المتحدة والسياسات الغربية في الوضع الحالي في طرابلس. فقد شجعوا ما يسمى المجلس الرئاسي المنصب من الغرب على الانتقال إلى طرابلس تحت حماية المليشيات ومن ثم دعموا ضمنيا توسع هذه الميليشيات.

يشار إلى أن معد التقرير “ولفرام لاخر” هو أحد كبار أعضاء المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (SWP) في برلين. وقد عمل وأجرى أبحاثًا في ليبيا منذ عام 2007م، بما في ذلك بصفته السابقة كمحلل في شركة استشارات لمخاطر الأعمال، من عام 2007م إلى 2010م. وقد كتب وشارك في كتابة العديد من التقارير والمقالات الأكاديمية وفصول من كتب حول النزاعات في ليبيا ما بعد عام 2011م والقضايا الأمنية في منطقة الساحل والصحراء. وقد درس اللغات والتاريخ العربي الأفريقي، والعلوم السياسية، إضافة إلى دراسات النزاعات والتنمية في لايبزيج وباريس
والقاهرة ولندن، ويحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هومبولت في برلين. وهو يعمل حاليا على كتاب سيصدر خلال الفترة القادمة حول التشظي السياسي في ليبيا منذ عام 2011م.

والمعد الأخر هو الليبي علاء الإدريسي الذي كان مسؤولا في مؤسسة تابعة لوزارة الداخلية في طرابلس ما بين عامي 2012 و2014م. وهو ناشط في الوساطة وحل النزاعات بين التشكيلات المسلحة في طرابلس.

تقرير معهد ليجاتوم عن معدل الرخاء العام وترتيب ليبيا بها؟

20181220-230120libya_6.jpg


نشر معهد الدراسات والأبحاث البريطاني ليجاتوم (Legatum) تقريرَه السنويّ لمؤشّر الرخاء العالمي الذي شمل 149 دولة لهذا العام (2018).

وإحتلت ليبيا الترتيب 133 في مؤشر الرخاء العام بينما إحتلت النرويج المرتبة الأولى عالميا، والإمارات العربية المرتب الأولى عربيا والـ39 عربيا.

وينقسم المؤشر العام إلى تسعة مؤشّرات فرعية تشمل: الجودة الاقتصادية، والحوكمة، والتعليم، والصحّة، والأمن والأمان، والحريّات الشخصية، ورأس المال الاجتماعي، والبيئة الطبيعية، وبيئة الإستثمار.

وفي هذه المؤشرات إحتلت ليبيا الترتيب التالي: 

-الجودة الإقتصادية: 126 عالميا

-الحوكمة: 147 عالميا

-التعليم: 87 عالميا 

-الصحة: 56 عالميا 

-الأمن والأمان: 141 عالميا

-الرأس مال الإجتماعي: 43 عالميا

-البيئة الطبيعية: 138 عالميا

-الحريات الشخصيّة: 132 عالميا 

-بيئة الإستثمار: 145 عالميا

ومعهد لوجاتوم هو معهد دراسات وتفكير مختص برصد مؤشرات الإزدهار العالمية ومقره في لندن، ويصدر تقاريره بصفة دوريّة نهاية كل عام منذ العام 2006.

هذا ويشار إلى أن ليبيا دخلت إلى هذا المؤشر منذ العام 2007

هل تنقد الخطة ب ليبيا...؟


هل تنقذ الخطة "ب" ليبيا؟ ... تفاصيل خطة وليامز السرية و العثرات المتوقعة


دراسة ...


تأليف: عماد الدين زهري المنتصر و د. محمد فؤاد

الناشر: مكتب أبحاث الأتلانتك كاونسل، واشنطن - الولايات المتحدة الأمريكية

لا يشك أحد أن ليبيا اليوم تمر بأسوأ مراحل تاريخها منذ فبراير 2011. ففي بلد يمتلك ثروات نفط وغاز هائلة لا تستطيع الحكومة المدعومة دوليا من تقديم أبسط الخدمات كالكهرباء والماء وحد أدنى من الأمن ، و يستفحل في عاصمتها في الغرب نفوذ العصابات المسلحة التي تحكَّمت في كل شئ.


أما في الشرق فقد لحق الدمار ثاني أكبر مدن ليبيا ووقعت فيها جرائم الحرب و الإبادة و انتهى المطاف بزعيم قوات الكرامة بعد سنين أربع من الحرب بإنحسار نفوذه حيث انشق عنه محمود الورفلي الذي يقود قوات متمرسة كان يعتمد عليها حفتر في تحقيق أحلامه للوصول للسلطة.

جنوبا تفقد ليبيا هويتها تدريجيا بتدفق قبائل التبو و الطوارق و المهاجرين من دول أفريقيا المجاورة ويبسط المتمردون الأفارقة من السودان و تشاد و النيجر سيطرتهم على مناطق شاسعة من الجنوب الليبي. و هكذا تحولت ليبيا ليس إلى دولة فاشلة واحدة، بل إلى ثلاث دول فاشلة يتزاحم عليها المسلحون والفاسدون والانتهازيون ينهشون خيراتها و يذلون مواطنيها.


على هذه الخلفية المحزنة، تقدم المندوبة الجديدة للمبعوث الأممي السيدة ستيفاني وليامز خطتها السرية "الخطة ب" لمعالجة فشل خطة طريق غسان سلامة الذي لم يحقق تقدما يذكر طيلة فترة ولايته.

لم يجد غسان سلامة بداً من اللجوء إلى خطة وليامز حيث أشار لها في إحاطته أمام مجلس الأمن منذ يومين عندما قال مهددا " "فإذا لم يتم تشريع قانون (الانتخابات) قريباً، فإننا لن نستمر في هذا النهج. إذ ثمة سبل أخرى لتحقيق التغيير السياسي على نحو سلمي وسوف نتبناها دون تردد، وبكل حماس بالتأكيد."

على الرغم من الدعم الدولي المتوقع، لابد لوليامز من التعامل مع أخطاء و تجاوزات في خطتها قد تؤدي لفشلها.

إضمحل دور الحكومة و القضاء و الشرطة فانتشر العنف و الفساد و الإجرام في كل صعيد و في كل مكان من ليبيا ، أما البرلمان فلم يصدر تشريعا واحدا ذا أهمية طيلة أربع سنوات بل تعمَّد التقاعس عن التصديق على الحكومة و إصدار قانون الإنتخاب و الإعداد لمشروع الاستفتاء على الدستور و التخلص من المؤسسات الموازية.

استغلت دول الجوار و بعض الدول الأجنبية هذا الفراغ و هذه الفوضى فساهمت في تأصيل و ترسيخ العنف و الفساد. من هذه الدول من يتنافس على مصالح و نفوذ و سياسات كإيطاليا و فرنسا و منها من يتنافس لإفشال المشروع الديمقراطي كمصر و الإمارات. ويستقوي أطراف الصراع في ليبيا بهؤلاء اللاعبين الدوليين جميعا و ها هو خليفة حفتر يطالب على لسان متحدثه الرسمي بتدخل و دعم الرئيس الروسي "شخصيا".

زاد في خلط الأوراق و ضبابية المشهد هجوم بعض الكتائب المسلحة على العاصمة الأسبوع الماضي بذريعة التخلص من الميليشيات و الفساد. تسبب هذا الهجوم في وقوع إصابات بين المدنيين و انتهى بإعلان وقف للنار بوساطة البعثة الأممية يوم الثلاثاء 4/9/2018. إحتمال اشتعال المعارك لاحقا يظل قائما بدون أي دليل على وصول المهاجمين لاهدافهم المعلنة فاتفاق وقف النار لا ينص على خروج المليشيات أو ملاحقة المتورطين في الفساد.


الخطة ب : في خضم هذه الأمواج المتلاطمة دفعت وليامز بالخطة "ب" التي تعتمد على


اولا تشكيل و انعقاد مؤتمر وطني يقوم باتخاذ خطوات حاسمة رسمتها له وليامز بدقة. سيبدأ المؤتمر عند انعقاده بمطالبة مجلس الأمن بسحب الاعتراف من كل الأجسام السياسية في ليبيا المستمدة لشرعيتها من القرار الأممي رقم 2259.


ثانيا يقوم المؤتمر الوطني الجديد "بتوجيه" مجلس الأمن لعدم إجراء انتخابات رئاسية في الظروف الراهنة لانعدام الأمن وانتشار النزاعات مما سيؤدي للمزيد من الانقسام (من أهداف السيدة ويليامز و الحكومة الأمريكية هو عدم تمكين أي طرف واحد من تحقيق انتصار).


ثالثا، سيطالب المؤتمر مجلس الأمن بإلزام كل الأطراف واستناداً على الفصل السابع بإجراء انتخابات برلمانية خلال ستة أشهر اعتماداً على أحد القوانين الانتخابية الحالية (2012 أو 2014) كأساس لهذه الانتخابات. أخيرا، تعتمد الخطة على أن تلوِّح الولايات المتحدة بعصاها في وجه كل الأطراف محذرة من مغبة عرقلة الخطة و مطالبة الجميع باحترام نتائج الانتخابات.


اللمسات النهائية على خطة وليامز سترسم في اجتماع روما المخطط له في شهر نوفمبر لهذه السنة. تواصل وليامز المشاورات بخصوص صفة المدعوين وعددهم بعد مطالبة بعض الجهات الدولية بتحجيم دور القيادات السياسية الحالية كمجلس النواب و المجلس الرئاسي و حفتر و سيكون هذا التحجيم عن طريق دعوة شخصيات قبلية و أعضاء مجالس بلدية و نشطاء سياسيين. و تسعى وليامز لمشاركة رموز كل من التكتلات الثلاثة: ثوار فبراير وانصار الكرامة و أنصار العهد السابق سعيا لتقاسمهم السلطة جميعا.


من الاستعدادات الخفِّية التي تقوم بها وليامز هي التواصل مع بعض الحقوقيين والنشطاء الليبيين للتصدي لاي تشريع يصدره برلمان طبرق ومن شأنه عرقلة الخطة ب. تقوم وليامز كذلك بمحاولة "ترويض" مليشيات طرابلس. على سبيل المثال، تُعقد لقاءات دورية بين جهاز الاستخبارات المغربية بالتنسيق مع وكالة المخابرات الأمريكية من أجل إستيعاب قادة مليشيات طرابلس الأربعة الكبار وتحويلهم لمتعاونين.


المصاعب و العثرات


مع أن وليامز تتحرك على عدة محاور لضمان نجاح الخطة ب، إلا أن هناك عثرات و أوجه قصور لابد لها من تداركها إن أرادت أن يكتب لخطتها النجاح:


العثرة الأولى هي محاولة احتواء و التعاون مع مليشيات طرابلس. هذه المليشيات المتغولة تعتمد في نجاحها و قوتها و إيراداتها على غياب الأمن والاستقرار. و ستقوم هذه المليشيات بمحاولات تخريبية ناعمة لهذه الخطة و العمل على تعثر قيام الدولة لتضمن النفوذ و المال و الإفلات من العقاب. و نحذر أن تحويل هؤلاء القادة إلى "متعاونين " لن يضمن الاستقرار أو النجاح كما كان خليفة حفتر ، المتعاون الرسمي مع وكالة المخابرات الأمريكية، دائما عنصراً منغصاً لأي محاولة لقيام الدولة و استقرارها.


اعتماد الخطة ب على قوانين الانتخابات الحالية سيؤدي لرفضه من قبل المدن و المناطق المتضررة من تجاوزات هذا القانون. لابد للخطة ب من آلية لتعديل قانون الانتخابات و جعله أكثر إنصافا و موافقة للقانون الدولي. أما الدستور فتتجاهله تماما الخطة ب. لابد لهذه الخطة من وضع خارطة طريق لإقرار دستور و يكون هذا عن طريق تعيين لجنة فنية دولية مصغرة تقوم بتعديل دستور 1963 والإعداد للاستفتاء عليه السنة القادمة.


الخلل الآخر للخطة ب هو الإصرار على القيام بعملية إنتخابية موَّحدة في كل أنحاء البلاد. و كما أنذرت جهات مختصة عدة كهيومن رايتس واتش، فإن المناطق التي ترزخ تحت الحكم العسكري أو يصعب فيها الانتخاب بحرية لا يمكن أن تكون جزأ من عملية الإنتخاب إلا بعد استتباب الأمن و ضمان الحريات. و لهذا فإن أطروحة الإنتخابات التزايدية التي تقدم بها السيد عماد الدين المنتصر تكون هي الحل الأمثل و الوحيد لهذه المعضلة. في الانتخابات التزايدية، تعقد الانتخابات أولا في المناطق التي ينطبق عليها الحد الأدنى من المعايير الدولية. و يتشكل البرلمان الجديد من هؤلاء الأعضاء المنتخبين بغض النظر عن عددهم. و يكون لهذا البرلمان الجديد كافة الصلاحيات التشريعية و السيادية و يمارس مهامه المعتادة و منها تشكيل حكومة. و للدوائر التي لم تجرى فيها الانتخابات اللحاق بالركب حالما توفرت المعطيات اللازمة للانتخابات و ترسل عندئذ هذه الدوائرمنتخبيها للمشاركة في البرلمان المنعقد. و هكذا يتشكل برلمان من أول مرحلة انتخاب ثم يتطور و يزداد عدد المشاركين فيه على التوالي عند انعقاد المزيد من الانتخابات في الدوائر الأخرى.


لن تنجح الخطة ب ما لم يُكبح جماح المشوشين الإقليميين. و لابد من وضع حد للمحاولات الفرنسية لتشكيل حكومة موالية لباريس و لأبي ظبي. و لن تنجح الخطة ب بدون تعقب و محاسبة الفاسدين من السياسيين و العسكريين و المليشيات و يكون تجميد أرصدتهم من أولويات المجتمع الدولي.


أما الممولين للميليشيات و المحركين للقلاقل و الإضطرابات كمصر و الإمارات العربية المتحدة اللتين انتهكتا مرارا حظر توريد السلاح لليبيا فيجب أن يواجهوا عقوبات صارمة لا تحابي أ

upload.jpg

حقائق حول الجرائم الاقتصادية فى ليبيا




47398160_2118319344901126_6431232111465725952_n.jpg

كشف موقع مودرن “دبلوماسي” النقاب عن صفقات يجريها الاتحاد الأوروبي في ليبيا منذ بداية الأعمال العدائية ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وذلك بمساعدة الاستخبارات الفرنسية .

واستهل التقرير الذي نشره الخبير الاقتصادي الإيطالي جيانكارلو ايليا فالوري: “منذ بداية الأعمال العدائية ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ، العمليات – التي نفذتها بشكل أساسي أجهزة الاستخبارات الفرنسية – التي بدأت من مالطا لإرسال الأسلحة والاستخبارات والمعلمين والمدربين إلى “المتمردين” في المنطقة الشرقية .

وبدأت القصة بوصول الجيش الفرنسي إلى سواحل بنغازي بغواصتين نوويتين ولواء عمل المخابرات ، بينما كانت الروابط موجودة في الخارج ، وأحيانًا خارج روما – حتى بمساعدة الولايات المتحدة.

وأوضح : شاهدت أيضًا الأفلام الوثائقية الداخلية الأولى للمتمردين ، المدرّبين بالمواد والوسائل التي كانت متوفرة عادةً لأفضل فرق الضربات في أجهزة الاستخبارات الغربية، وكان من الصعب تصديق كيف كان “المتمردون” الليبيون قادرين على استخدام أسلحة دقيقة للغاية.

وتابع : “كما استخدم العملاء الفرنسيون رحلات “سرية” لمراقبة وصول الأسلحة وتوزيعها ، خاصة لتجنب وقوعها في أيدي الأشخاص الخطأ. منذ الهجمات الأولى على طرابلس ، زود العملاء الفرنسيون أيضاً “المتمردين” بما يصل إلى 9.1 مليار دولار أمريكي من الأسلحة واستمروا في وقت لاحق في توفير أسلحة أخرى لأبطالهم المحليين ، مقابل مبالغ مالية كبيرة واستخداموا مالطا دائمًا. قاعدة لهم .”

ووفقا لبيانات ويكيليكس كان من المرجح جدا أن 9 مليارات دولار أمريكي للأسلحة الفرنسية التي بيعت إلى مالطا جاءت من حسابات ليبيا المجمدة في البنوك البلجيكية والتي لم يتم التحقيق فيها بشكل كامل بعد.

من ناحية أخرى ، كانت فرنسا تسيطر بشكل كبير على شبكات المهاجرين ، النشطة بالفعل في ذلك الوقت ، وأخيرا اختارت قواتها المرجعية في المقام الأول لتجنب هيمنة الولايات المتحدة في القتال ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

ومع ذلك ، فقد بدأ كل شيء من مالطا ، التي كانت تعمل دائمًا كقاعدة دعم ومنطقة تحكم استخباراتية واقتصادية بعيدة.

وكشف الخبير الاقتصادي الإيطالي “في الواقع ، منذ إنشائها ، منح ما يعرف بالمجلس الانتقالي، سراً 35٪ من النفط الليبي لفرنسا شكرا على دعمها له، ونسبة 35٪ هذه أضيفت إلى 15٪ من النفط المستخدم بالفعل من قبل شركة توتال ، وأكثر ارتباطاً بخدمات المخابرات الفرنسية مقارنةً بـشركة ايني الإيطالية.

وأوضح الكاتب أن فرنسا تعتقد في الواقع أن قضية المهاجرين – التي تحدث أيضاً في مالطا من الناحية المالية – ستكون محورية للاقتصاد المستقبلي في ليبيا: في الواقع تعتقد فرنسا أنه يجب حل القضية فقط على الفور ، وبالتحديد في ليبيا.

وهذا يعني أنه يمكن تقسيم اللاجئين الموجودين على الأراضي الليبية ، والذين ربما عبروا المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة الفرنسية إلى أغاديز وأماكن أخرى بين تشاد والنيجر ومالي ، كما يحدث اليوم: منذ عام 2011 ما يصل إلى 696،000 مهاجر فروا إلى البلدان المجاورة ، مثل تونس ومصر والنيجر وتشاد والجزائر والسودان ، بينما غادر 30،000 آخرون ، بحراً ، إلى إيطاليا أو مالطا.

وواضاف الكاتب “لقد وصل العديد من المهاجرين الآخرين إلى إيطاليا بطرق أخرى ، وكثيرًا ما لا تكون مجهولة للكثير من حلفائها التقليديين في أوروبا.”

واستطرد الكاتب “بريطانيا العظمى ، وهي الجهة الأخرى الفاعلة في الصراع ضد النظام الجماهيري إلى جانب فرنسا ، مجموعة من الأعمال العسكرية بين زيلا وجنوب ليبيا – بدءا من مالطا ومع سلسلة من القواعد الأمامية على طول الساحل – لجمع وخروج المغتربين بشكل رئيسي غير البريطانيين من عمال النفط .

ومن قبيل الصدفة ، كان الجسر الجوي – المفيد لـ 150 مشغل أجنبي في الصحراء الليبية – متمركزًا دائمًا في مالطا.”

ويوضح الكاتب “يستمر تهريب النفط الليبي من سواحل طرابلس وحتى سرت إلى العديد من الموانئ الصغيرة في مالطا – وهو الاتجار الذي سمح ، تحت غطاء المافيا الصقلية وبعض السياسيين المالطيين وأعضاء البرلمان ، بأرباح سنوية تزيد عن 82 مليون يورو.

وهذا بالضبط ما عالجته الصحافية الاستقصائية “دافني كاروانا غاليزيا” قبل أن تُقتل في هجوم بسيارة مفخخة ، وهي تقنية معروفة جيداً لعشائر المافيا الصقلية.

من المفترض أن يأتي النفط من ميناء زوارة ، بشكل رئيسي بدعم من ميليشيا بن خليفة الليبية ، لكن النفط المخبأ في السفن الصالحة لصيد الأسماك ، والذي تم إرساله في وقت لاحق قبالة ساحل مالطا – مع عمليات نقل من سفينة إلى أخرى – يصل إلى الموانئ تسيطر عليها نفس الشركة المالطية ويتم توزيعها في جميع أنحاء أوروبا بطريقة تقليدية.

كثيرا ما لاحظ الصيادون المالطيون ل Marsaxlokk كيف أن السلطات البحرية البحرية المالطية لم توقف أبداً تبادل شحنات النفط من سفينة إلى سفينة ، في حين تشير الشهادات (المزيفة) التي يحتفظ بها تجار النفط إلى منتجات مصدرها “المملكة العربية السعودية”. .

وعلاوة على ذلك ، فإن وكالات إنفاذ القانون الإيطالية لديها أسباب راسخة للاعتقاد بأن الشيكات المزيفة قد تم تنظيمها من قبل كاتب العدل المالطي وتوقيعها أيضا من قبل مدير وزارة الشؤون الخارجية المالطية. كل هذا لصالح أسر المافيا والعشائر المعروفة من كاتانيا.

وفقا لخبراء التأمين المحليين ، يكلف تهريب النفط ليبيا ما لا يقل عن 750 مليون دولار سنويا ، وهو ما يعادل العبث التجاري بنسبة 35-40 ٪ من النفط الليبي المستخرج سنويا.

واضاف الكاتب “علاوة على ذلك ، أفاد المحققون الإيطاليون وغير الإيطاليين أن المهربين المالطيين ، بالاشتراك مع العديد من زعماء العصابات الليبيين ، يقومون دائما باستحداث طرق مرورية جديدة وطرق جديدة لإخفاء الاتجار بهم ، بطريق يفضل حاليا الموانئ الصغيرة في جنوب إسبانيا حتى وقت لاحق..”

وقال الكاتب ” وعليه فالاقتصاد الليبي لا يزال اقتصاد حرب ، حيث تسود الأعمال المفترسة والعنيفة على جميع الدول الأخرى.

ومع ذلك ، فإنه قبل كل شيء تهريب المهاجرين الذي لا يزال ضروريا لاقتصاد ليبيا الداخلي ، بغض النظر عن المنطقة التي يتم النظر فيها.”

وأكد الكاتب “في الواقع ، حصلت الفصائل الليبية في عام 2017 على ما يقرب من مليار دولار أمريكي من تهريب المهاجرين ، في حين أنها كسبت بالفعل في العام الحالي 985،000 دولار من الدخل الصافي ، وذلك باستخدام طرق أخرى وأساليب أخرى.

ووفقاً للمكاتب الليبية ، يتم تداول 30٪ من النفط المستخدم في النقل بشكل غير قانوني ، مع ما يصل إلى 105 موزع ، في حين يتم الاتجار بالنفط لأنواع أخرى من الاستهلاك بطريقة غير مشروعة عن طريق دارفور أو جنوب السودان إلى السوق المغمور في منطقة جنوب الصحراء الكبرى. من قبل موزعين كبار.

وعادة ما يتم سرقة الديزل في البحر ثم بيعه إلى موزعين إيطاليين وأوروبيين آخرين من قبل أشخاص على اتصال بالعصابات الليبية.

في كل عام ، يتم ترك 18٪ من عائدات النفط الليبي في أيدي المهربين.

وأضاف “علاوة على ذلك ، اتهم المسؤولون التنفيذيون في المصرف المركزي الليبي في البيضاء ما يصل إلى 24 شركة أجنبية و 44 شركة ليبية بالتورط في تهريب العملات من مناطق تحصيل الأموال في ليبيا إلى البنوك المالطية ، وفي بعض الأحيان إلى القبرصية والبنوك الاسبانية.

ومن هنا فإن هذا هو الرابط بين اقتصادات الاتحاد الأوروبي غير القانونية والاقتصادات الإجرامية في ليبيا ، مقسمة إلى فصائل تقاتل بعضها بعضا ، ولكن فوق كل شيء على المستويات الاقتصادية ، بينما تختفي الدولة أو تنقسم إلى جزأين .

دولة ادربيحان

كيف تحولت من دولة فقيرة إلى دولة غنية ومكتفية داتيا....

وصول نسبة التضخم الي 310 %

في العام 1995  وصل نسبة التضخم في دولة أزربيجان الي نسبة 310% ونسبة الفقر الي 85 % ونسبة العطالة الي 95% !!!!

هذا وضع مأساوي ولكن رئيس تلك الدولة الإسلامية ( حيدر علييف ) وضع علي عاتقه ان ينهض بأزربيجان

#أولآ نزل الي مستوي تقشف شعبه و عاش نفس عيشتهم كذلك استوضحهم في وجهة نظرهم في كيفية النهوض بالبلاد فجاء ردهم بالزراعة و الاكتفاء الذاتي .. فأمر بقيام نهضة زراعية شاملة فإكتفت البلاد حتي صارت تصدر للدول المجاورة وبالتوازي قامت ايضآ نهضة صناعية و إعتمد المواطن علي الصناعات المحلية كذلك تم مد انبوب نفط من ازربيجان حتي ميناء ( جيهان ) التركي علي ساحل البحر الابيض

#ثانيا قام بوقف الحرب بين دولته وجارتها ارمينيا

#قام ببناء مئات المجمعات السكنية المكونة من عدة طوابق وذلك من عائدات النفط و الزراعة ومجهزة بوسائل الرفاهية وتم تمليكها للنازحين من مناطق الحرب مع أرمينيا وللفقراء

#قام بتصديق ( نصف مرتب بدوام كامل ) لكل خريج لم يجد وظيفة !!!!!! حتي يتم توظيفه

#التصدق بمبلغ 5،000 ألف دولار و شقة مجهزة لكل شاب مقبل علي الزواج !!!!!

.

.

النتيجة

#العام 2010م انخفاض نسبة الفقر من 85% الي 3%

انخفاض نسبة البطالة من 95% الي 5%

#صارت مدن ازربيحان من اجمل وانظف مدن في العالم وصارت عامل جذب للسياح و المستثمرين

.

.الآن أزربيجان دولة زراعية ...صناعية ... سياحية بترولية

 

upload.jpg

نخيل ليبيا... صناعة مشروب اللاقبي تدمّر البشر والشجر


368.jpg



يقف البائع المتجوّل حميد بوزنان على قارعة الطريق الساحلي في منطقة وادي كعام، التي تبعد 130 كيلومتراً شرقي العاصمة الليبية، عارضاً بضاعته من شراب "اللاقبي" المصنوع من جذوع أشجار النخيل، إذ صارت "كعام، الشهيرة بكثرة مزارع النخيل، محجاً لطالبي هذا الشراب"، كما يقول محسن صويد، مدير إدارة التدريب والتطوير في هيئة الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية في وادي كعام، والذي يشعر بالخطر الشديد على مستقبل النخيل الليبي، بعد تصاعد ظاهرة استخراج مشروب اللاقبي، نظراً للعائد الكبير الذي يحصده العاملون في هذه المهنة، إذ تنتج النخلة الواحدة من العصير ما قيمته 400دينار ليبي (282 دولاراً أميركياً)، وهو ما دفع الشاب بوزنان إلى استهلاك 120 نخلة من بين 200 نخلة ورِثها عن والده، حفر جذوعها، للوصول إلى لبّها ومن ثم استخراج عصارتها، التي يميل لونها إلى الأصفر، ويشبه مذاقها التمر المُحلى بالعسل.

ويجمع حميد قطرات اللاقبي من قلب النخلة عبر أنبوب بلاستيكي صغير، يصب في وعاء تصل سعته إلى 20 لتراً، وتستغرق العملية ما بين 10 إلى 12 ساعة، ويمكن للنخلة إنتاج 50 لتراً من شراب اللاقبي في العام، غير أن استنزاف حميد نخيله دمّر مزرعته، لكنه يعتبر أنه وزملاءه ممن يعملون في صناعة اللاقبي مُجبرون على ذلك، بسبب التردي الأمني الذي تعيشه البلاد، ما صعّب من عملية تسويق التمور، في ظل منافسة شرسة بين الإنتاج الليبي والتمور التونسية والجزائرية عالية الجودة.


تراجع إنتاج التمور

قبل عامين، انتشرت صناعة اللاقبي في وادي كعام، بعد أن جاءت من تونس التي تشتهر به، وهو ما أدى إلى تدمير 18 مزرعة نخيل بشكل كلي أو جزئي، وفق ما أحصاه محسن صويد، والذي يرى أن "المال جعل أصحاب المزارع العاملين في هذه المهنة، يدمّرون ثروة البلاد من النخيل"، وهو الرأي الذي يؤيده زين العابدين سالم، أستاذ علوم الزراعة في جامعة طرابلس، موضحا أن استخراج عصير اللاقبي يُفقد النخلة 60 % من عصارتها، وفقا لدراسات وتحاليل مخبرية قام بها، وبالتالي موت النخلة خلال ثلاثة أيام، حتى وإن بدى سعفها أخضر لمدة أطول، لكن في الحقيقة أن النخلة ماتت بسبب فقدانها عصارتها وعدم قدرتها على تعويضها.

وتمتلك ليبيا 9 ملايين نخلة، بحسب آخر إحصاء قامت به وزارة الزراعة في عام 2010. وتشغل زراعة النخيل مساحة 23 ألف هكتار موزّعة بين مناطق الساحل الليبي وأربع مناطق في الجنوب، تنتج 309 أصناف من التمور. ويؤيد صويد هذه الإحصائيات، موضحاً أن الإنتاج الليبي من التمور وصل إلى 150 ألف طن في بداية 2011، غير أنه تراجع بشدة إلى 80 ألف طن في 2014، ولم يتجاوز 38 ألف طن في عام 2015.

"
بدأ الإضرار بثروة ليبيا من النخيل منذ بدايات عهد القذافي، بعد أن ألغى وزارة الزراعة عام 1986
"ولا يستبعد الحاج ناجي الحلو، أشهر زارعي النخيل في منطقة ودان (وسط الجنوب الليبي) أن يكون إنتاج اللاقبي أحد أهم أسباب تراجع إنتاج النخيل من التمور، قائلاً "ما يرجحه المهندس صويد صحيح، هذه المهنة المقيتة داهمت مزارعنا هنا أيضا، ولكن مشكلتنا أكبر؛ إذ إن النخيل في الجنوب الليبي ينمو بكثافة في الواحات ويصعب مراقبة المعتدين عليه".

ويتحدث الحلو، لـ "العربي الجديد"، قائلا بأسى "حصل تمر ليبي يُعرف باسم حليمة على المركز الثاني في مسابقة عالمية في كندا، ومع أن إنتاج نخلته يجني أموالا طائلة لندرته، عثرنا مؤخرا على العشرات من أشجاره وقد قُتلت بفعل اللاقبي".

وتتوفر في نخيل الجنوب الليبي المواصفات التي يبحث عنها مستخرجو اللاقبي، ومنها الجفاف، وقلة نسب الرطوبة "وهو ما يجعل عصارة النخيل صافية تماما من الشوائب" بحسب الحلو، الذي رصد تواجدا لعصابات تستخرج اللاقبي من أجل استخدامه في صناعة الخمر، بعد خلطه بأنواع من العقاقير والمنبهات، حتى يتحول إلى نوع من المسكرات بأقل التكاليف.

وعرفت ليبيا، في أربعينيات القرن الماضي، صناعة اللاقبي، إذ استخدم الأجداد، كما يقول الحلو، النخيل غير القادر على إنتاج التمور، في إنتاج كميات قليلة من اللاقبي، وتوقف الأمر بعد ذلك، حتى عاد بقوة مؤخرا.


استغلال المهاجرين غير الشرعيين

في منطقة مرزق في عمق الجنوب الليبي، رصدت الجهات الأمنية ازدهار صناعة الخمور من عصير اللاقبي. ويفيد أبو الأسعاد الأحول، آمر دوريات الاستطلاع في جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في المنطقة، بأن مهاجرين أفارقة غير شرعيين تستغلهم مجموعات مسلحة في العمل على استخراج اللاقبي من مزارع النخيل في واحات الصحراء.

وقال أبو الأسعاد، لـ "العربي الجديد"، "عثرت فرقنا على عشرات البراميل التي كانت تحتوي على مواد كيماوية تضاف لعصير اللاقبي والذي يُدفن في رمال الصحراء لفترة ليتحول إلى خمر في واحات جبال الهروج". ويتابع "تجارة خمر اللاقبي رائجة ومربحة، إذ يباع بأسعار أرخص من الخمور المستوردة، لكن المحزن أنه تم قتل نخيل واحات بأكملها".

وبسبب الوضع الأمني المنفلت في ليبيا، يرى أبو الأسعاد صعوبة في الحؤول دون وقف ظاهرة استخراج اللاقبي من نخيل ليبيا، قائلا "هذه المجموعات تجوب الصحراء ولا رادع لها، تتاجر في المخدرات والأسلحة وتهريب البشر، ولا نمتلك القدرات الكافية لملاحقتهم، لأنهم أكثر تسليحا منا". "
تتوفر في نخيل الجنوب الليبي المواصفات التي يبحث عنها مستخرجو اللاقبي، ومنها الجفاف، وقلة نسب الرطوبة

"لكن الأمر يختلف في إحدى ضواحي مصراته، وتحديداً في تاورغاء (غربي ليبيا)، التي تم تهجير أغلب سكانها في عام 2011، بينما بقيت مزارع النخيل الكثيفة بها متاحة أمام استغلال تجار الخمور لها في إنتاج اللاقبي، إذ أكد المسؤول بجهاز مكافحة الجريمة في مصراته، الرائد سامي الشركسي، لـ "العربي الجديد"، أنهم قبضوا على تاجر خمور من المنطقة كان يتردد على غابات النخيل لاستخراج عصيرها وتحويله بطرق تقليدية إلى خمر.

وأوضح الشركسي أن قلة تكاليف تحويل اللاقبي إلى خمر جعلت منه مطلبا للمدمنين، خصوصا أن اللتر منه يباع بحوالي 8 دنانير، وهو ما يعد رخيصا، مقارنة مع كلفة الخمور المستوردة التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، بعد تهاوي قيمة الدينار مقابل الدولار.


مخالفة القانون

يكفل قانون حماية وتحسين البيئة الليبي الصادر في عام 2003، حماية شجرة النخيل من العبث والتعدي؛ إذ تنص بنود القانون رقم 15، والذي أقرته الحكومة المؤقتة في عام 2012، على فرض عقوبات على المعتدي على ثروة البلاد من الحياة النباتية، ومن بينها النخيل والزيتون المنتشران في ليبيا. وتنص المادة 75 من القانون على فرض غرامات مالية لا تقل عن 1000 دينار ليبي ولا تتجاوز 5000 دينار. ويمنع القانون بشكل قطعي الاستفادة من الأراضي الزراعية التي تتوفر على الأشجار المثمرة في أغراض بناء المساكن أو المحال التجارية.

لكن محسن صويد يرى أن القانون السابق لم يكن له قيمة، إذ بدأ الإضرار بثروة ليبيا من النخيل منذ بدايات عهد القذافي، بعد أن ألغى وزارة الزراعة عام 1986، الأمر الذي أدى إلى كارثة حلت بالمحاصيل والأشجار، وعلى رأسها النخيل. ويوضح أن إلغاء الوزارة والأجهزة التابعة لها والخاصة بالضبط والمراقبة، وعلى رأسها الشرطة الزراعية، نتجت عنه فوضى ضربت القطاع بكامله، بعد أن كانت ليبيا تمتلك 12 مشروعا للنخيل تنتج آلافا من أطنان التمور، حتى إنها صنفت من أبرز الدول عالميا في إنتاج التمور وكثافة النخيل.

وخصص معمر القذافي أراضي أربعة من مشاريع النخيل في منطقة الجفرة (وسط ليبيا)، والتي تعد من أغنى مناطق ليبيا لإنتاج التمور، من أجل إنشاء مؤسسات وزارة دفاعه، بحسب ما رواه صويد، وتابع ضاحكا "أمين اللجنة العامة الليبية المؤقتة للدفاع، أبوبكر يونس، كان يخرج على الإعلام، من حين إلى آخر، متحدثا عن مساعيه وعمله من أجل زرع آلاف من فسائل النخيل وتنمية صادرات البلاد من التمور، ولا نعلم ما علاقة العسكر بالنخيل".

وأطلق القذافي، في مطلع الثمانينيات، حملة لتطبيق إحدى مقولات كتابه الأخضر وهي "الأرض ليست ملكا لأحد"، وبموجبها تم الاعتداء على آلاف الهكتارات من المشاريع الزراعية، "ومن أبرز الجرائم التي ترتبت على هذه المقولة، تحويل مشروع "أم النخيل" شرق طرابلس، والذي احتوى على 100 ألف فسيلة نخل، إلى أراضي بناء لاستراحات وفلل للاصطياف من قبل أركان النظام"، بحسب صويد.

أضرار اللاقبي

يحذّر حافظ النعمي، الخبير في إدارة مراقبة جودة الأغذية والأدوية في جامعة طرابلس، من خطورة تعاطي اللاقبي بعد تخمّره بشكل شديد، موضحاً أن "أضرار خمر اللاقبي المصنّع بشكل بدائي أكثر من أضرار غيره من المسكرات، والتي تخضع لشروط إنتاج قياسية تخفف من نسبة الكحول بعكس اللاقبي، بالإضافة إلى أن ظروف إنتاجها تختلف تماما عما يحدث من إنتاج بدائي للاقبي، والأدهى أنه يتم إضافة أقراص مخدرة مثل الترامدول وغيره إلى العصير المتخمر، ما يهدد حياة متعاطيه".

ويعد سكر الفاكهة، المعروف بالفركتوز، المكون الأساسي لعصارة اللاقبي، والتي تتخمر بشكل سريع في حال تعرّض المزيج للحرارة، بفعل نشاط بكتيريا Bacillaceae، المتوفرة بكثافة في أجواء ليبيا، كما يقول النعمي، لافتا إلى أن سبب ارتفاع نسبة الكحول في خمر اللاقبي، يرجع إلى تصنيعه في درجات حرارة عالية، الأمر الذي يهدد صحة متعاطيه بشكل أسرع، مما يتعرض له متعاطو غيره من الخمور، وهو ما يتطلب تدخلاً حاسماً من قبل الجهات الأمنية والمجتمعية، حفاظاً على ثروة ليبيا من البشر والنخيل