بالعاصمة الفرنسية باريس والتي تعد اكبر مقصد سياحي بالعالم وعلى ضفاف نهر السين يمر كل السواح قاصدي العاصمة الاولى للسياحة بالعالم على جسر يعد بدوره من اجمل الجسور المشيدة بباريس.. فهو على دورين كما انه يملك اطلالة ساحرة تظل على كل السحر الباريسي كما أن برج ايفل ولمشاهدة افضل له يعد هذا الجسر هو المكان المثالي لذلك يسمى هذا الجسر بجسر
)Bir Hakim(
الكل يقصد الجسر ويسير عليه ويفتن به وبالاطلالات الجميلة التي يوفرها للمارين من سطحه ، لكن لا احد يدرك سر هذه التسمية مع ان اغلبهم يستغرب لكنة التسمية فهي لا تمت للفرنسية بصلة ولا لكل اللغات اللاتنينية كذلك ، لكن لهذا الجسر ولهذه التسمية حكاية يفخر بها الفرنسيون ويعدونها كما رايتهم الرسمية مفخرة وطنية لفرنسا وشاهد يجب أن يتذكره كل فرنسي بل كلما تردد نشيد فرنسا الوطني .
تقول الحكاية ... والتي الغريب إنها بدات بالضفة الجنوبية للمتوسط ولم تبدأ بفرنسا أو ما جاورها من الاراضي الاوربية ...
أن فرنسا وبعد الهزيمة المذلة في الحرب العالمية الثانية حيث وقعت باريس وفي ظرف ساعات تحت الاحتلال النازي ، وقعت بعدها (حكومة فيشي ) الاستسلام للجيش الالماني وفي نفس القاطرة التي وقعت فيها المانيا بنود استسلامها لفرنسا في الحرب العالمية الاولى 1919..
وكأمر طبيعي لهول ماحدث كان لابد من ظهور حركة مقاومة فرنسية لمواجهة هذا الاحتلال المذل ، وهذه الحركة توزعت بين من بقى بالداخل الفرنسي ، وبين من التحق من جنود فرنسا ما قبل قيام الحرب بجنود الحلفاء، وتحديدا التحقوا كجنود تحت قيادة الجيوش البريطانية ...
كانت انتصارت هتلر العظيمة ببداية الحرب قد اضر بها جبروته واخطائه الفادحة في نهايتها ...
ومن هنا بدات حكاية (بيرحكيم ) ففي ليبيا كان يوجد حليف هتلر الفاشي الاول والذي عده ذات يوم استاذه وقد طهر لاحقا انه كان سبب من اسباب خراب برلين ، فلقد قرر هذا المتكبر والحالم بامجاد القيصرية الرومانية أن يزحف من ليبيا شرقا وأن يدخل على انتصارات هتلر بنصر كبير يدخله التاريخ ويضل الرايخ الالماني يدين له به للالف عام التي كان الرايخ قد وعد نفسه أن يحكم العالم خلالها، فاخد موسليني قواته واتجه شرقا لاحتلال مصر، لغرض الهيمنة على قناة السويس فيكون بهذا قد قدم الخدمة الاعظم لدول المحور، وقطع طريق الامدادات التي تعتمدها بريطانيا لدعم مقاتليها بالعالم بما تجلبه من مستعمراتها بالهند الشرقية من مؤن ودخائر ، لكن موسليني كان مغروارا كبيرا ومجرد رجل بصدر طاووس فقد تناسى أن (عمر المختار ورفاقه من المجاهدين قد اروه نجوم الظهر وعذاب الهدهد وهم مجرد راكبي خيول وباسلحة بدائية ) فكيف به أن يفكر أن يكون جالب النصر وهو في مواجهة قوة عظمي وفي حرب عالمية شاركت بها مع بريطانيا كل حلفائها بالعالم .
فحين حلت لحظة الحقيقة انهزم الجيش الايطالي شر هزيمة على الحدود الشرقية لليبيا وعاد من نجى منهم من القتل والاسر راجلا قاطعا كل تلك الصحاري المهيبة لذا مات اغلب من عاد من العطش ولم يبق من ذاك الجيش حتى من يروي ذكريات تلك الهزيمة .. وكانت هزيمة مذلة فعلا للدرجة التي غيرت التراتبية بدول المحور فصار موسليني الاستاذ اليميني الذي استلهم منه هتلر الكثير مجرد تلميذ قصير القائمة فلجأ لتلميذه السابق لكي ينقذ ايطاليا حفيدة روما العظيمة من العار الذي لحقها ، فما كان من هتلر الا ان غير خططه بالكامل ( ومن هنا كانت بداية الاخطاء ) فارسل هتلر الفيلق الافريقي فبراير سنة 1941 لينزل بطرابلس ويتجه مباشرة لحدود ليبيا الشرقية لاخراج البريطانيين من المناطق التي احتلوها بالشرق الليبي واعادة النسر الروماني المسلوب ليد موسليني ..
لنختصر الحكاية لقد حقق رومل الاساطير في حربه بالصحراء الليبية واذاق الويلات للجيش الثامن البريطاني بكل قواده الذين سبقوا وصول الجنرال (مونتجمري ) وبما ان كل المعارك كانت بمحيط طبرق، وفي احد المعارك المهمة طارد رومل الجيش البريطاني وهزمه فاجبر الاخير على الانسحاب الا انه ولطول المسافة وانقطاع خطوط الامداد عن الفيلق الافريقي ولأن رومل ترك نقطة لموقع بريطاني خلفه كان قد استخف بوجودها اجبر على العودة للقضاء عليها كانت هذه النقطة الحربية لفصيل مدفعية كان الجيش البريطاني ضمن خطته الحربية لضمان انسحابه في حالة الهزيمة قد وضوعها بموقع يقطع به خطط رومل المعروفة بالاستدارة على العدو ويمنع عنه مصادر الامداد وكان هذا الموقع بمنطقة طبرق ويبعد 90 كيلو متر جنوب الساحل .
.حينها اجبر رومل على ترك الجيش البريطاني منسحبا خلفه ويعود ليتفرغ لمقاتلة ذاك الفصيل والتي شاءت المصادفة أن يكون مكون باكمله من جنود فرنسيين وبعد أن طوقتهم جيوش رومل لستة عشر يوما تعرض فيها المحاصرون للقصف طوال هذه المدة ورفضوا اثنائها ثلاث عروض بالاستسلام فرومل حينها لم يكن يفكر الا بالجيش الانجليزي المنسحب والذي تركه خلفه ولكثافة النيران بالموقع الصغير الذي تحصنوا فيه والذي كان ( اسمه بير حكيم) وهاهنا وبهذه الفقرة بهذه القصة التاريخية تكون الرؤيا قد اتضحت وانجلى للقاري سر تسمية ذاك الجسر المهيب بباريس بهذا الاسم (جسر بير حكيم ) ولمّا فرنسا كلها تعلق على هذه المعركة كل امجادها الوطنية بل وتغدي معرفيا كل اجيالها الجديدة بما دار في بلاد بعيدة بالضفة الجنوبية للمتوسط وببلد اسمه ليبيا وببئر مهجور اسمه( بير حكيم) بين فصيل صغير لجنود فرنسيين وفيلق نازي بكامل العدة والعتاد يسمة بالفيلق الافريقي يقوده اسطورة اسمها ثعلب الصحراء رومل وانتصر في هذه المعركة هولاء الجنود لكرامة فرنسا بعد سنوات من ذل الاحتلال .
ما يهم لنهاية هذه الملحمة أنه وبعد ستة عشة يوما وافق الجنود الفرنسيين على الاستسلام بعد استبسال قل مثيله في معارك الحرب العالمية التانية ، كان رومل حينها قد كسب معركة (بير حكيم ) لكنه خسر هزيمة الجيس الانجليزي والذي انسحب وبدون خسارات حتى في العتاد للجانب المصري للحدود نتيجة الفرصة التي امتدت لاسبوعين والتي امنها لهم هذا الفصيل الفرنسي الصغير ...
.يظل كثير من المؤرخين للحرب العالمية التانية يعدون هذه المعركة هي حجر الدمينوالاول الذي سقط علي احلام هتلر وامجاد رايخه الثالث واسقط بالتالي جميع احجاره التالية بالتتابع حتى سقوط الحجر الاخير والذي سقط على راسه بعرينه ببرلين ..نعم لربما الا يبدو منطقيا الى حد ما ، لكن حربا كبرى لايحكم عليها بهذه السطحية تماما فاخطاء هتلر المتكررة كانت بدورها احجار دمينو اخرى ادت لسقوطه الرهيب ،لكن تظل حقيقة تابته وهي ان معركة (بير حكيم ) تعد اول هزائم الجيش النازي والتي لم يكن قبلها لا يعرف الا الانتصارات ، ولهذا طل الفرنسيون يفخرون بها الى يومنا هذا بل سيستمر افتخارهم بها الى اخر الدهر الامر الذي جعلهم يطلقون اسم واحة صغيرة بالصحراء الليبية وبئر قديم ومهجور على اكبر معالمهم السياحية و بعاصمة السياحة بالعالم باريس (جسر بير حكيم