التقرير الاقتصادى الاسبوعى عن فيرس الكورونا

*التقرير الاقتصادي الأسبوعي ١ - ٧ فبراير ٢٠٢٠*

.

أثر كورونا علي الاقتصاد..

ما هى التأثيرات المتوقعة

اولا: أهمية مدينة الفيرس:

لو كانت الصين هى مصنع العالم، ولاية "ووهان" هى عاصمة هذة القلعة الصناعية الضخمة وتقع بداخل مقاطعة "هوباي" جنوب بكين في وسط - شرق الخريطة الصينية، تساهم المدينة بما يلى:

- 78% من صادرات الصين

- 33% من الناتج المحلي الصيني

- 90% من عمليات صهر النحاس

- 65% من عمليات تكرير النفط

- 60% من عمليات انتاج الصلب

- 40% من عمليات انتاج الفحم

ثانيا: ما هى اكبر الصدمات التجارية داخل الصين بسبب كورونا حتي الآن!؟

- ستاربكس اغلقت 50% من متاجرها بالصين أي نحو 2000 فرع.

- العديد من الخطوط الجوية الكبري أوقفت جميع رحلاتها من والي الصين.

- كل دول الجوار الصيني فرضت حظر علي استقبال الصينيين

- جنرال موتورز وهوندا ونيسان وفورد اغلقوا مصانعهم فى ووهان.

الا ان الضربة الاكبر بالنسبة لجيران الصين هى منع سفر المواطنين للخارج او حظر استقبالهم بمطارات العالم،

ما يعني خسارة جزء من الـ 257 مليار دولار التى ينفقها السائحين الصينيين حول العالم سنوياً بحسب منظمة السياحة العالمية، وهو اكثر من ضعف ما ينفقه السائحين الامريكيين ويتجاوز ما ينفقه سياح فرنسا وبريطانيا والمانيا مجتمعين.

اكثر القطاعات المتضررة حتى الآن:

- المطاعم والفنادق

- المصانع ومبيعات الجملة

- مبيعات التجزئة والمحال التجارية

- الطيران والنقل

- الأطعمة والمشروبات

- المزارع والفلاحة

- اسواق الاسهم وبعض العملات

- اسواق المعادن والنفط والغاز

- اسعار المواد الخام والغذاء

اكثر الدول المتأثرة بالصدمة حتي الان:

- الفلبين

- تايلاند

- هونج كونج

- تايوان

- سنغافورة

- ماليزيا

- اندونيسيا

- استراليا

- اليابان

- كوريا الجنوبية

كلها ستتأثر سلباً بانخفاض السياحة الصينية الوافدة اليها نتيجة الغاء الحجوزات وحظر السفر.

المشكلة الاكبر ان هذه الازمة جاءت فى ذروة الموسم السياحي (موسم الاجازات الصيني) للاسواق المجاورة للصين بمناسبة راس السنة القمرية.

ثالثا: ماذا عن تأثير كورونا علي النفط والمعادن والمواد الخام؟

الصين هى اكبر مستورد للنفط فى العالم.

تعطل المصانع الصينية يعني انخفاض حاجتها لاستيراد النفط من الخارج، ما تسبب فى انهيار اسعار البرميل بـ 12.5% منذ بداية الازمة وقامت اوبك بتبكير تقديم موعد اجتماعها القادم فى فيينا للنظر فى كيفية التصدي للازمة.

.

التوقعات ترجح انخفاض واردات الصين من النفط الخام بنحو 150 الي 250 الف برميل يوميا.

.

خسائر المواد الخام والسلع الغذائية والمعادن كانت قياسية ايضا، علي سبيل المثال:

- لحم الخنازير خسر 21%

- غاز الطعام خسر 19%

- القهوة خسرت 19%

- الدواجن خسرت 16%

- الغاز الطبيعي خسر 14%

- برميل النفط خسر 12.5%

- الذرة خسرت 12%

- الالبان خسرت 12%

- النحاس خسر 10%

- النيكل خسر 8%

- اللحوم خسرت 8%

- الالومنيوم خسر 5%

- الفحم خسر 3.5%

رابعا: هل الأزمة الحالية تشبه ازمة "سارس" !؟

الأزمة حاليا لاتشبه ازمة "سارس" فى 2003 علي الاطلاق، لان الصين فى 2003 لم تكن مؤثرة بالاقتصاد العالمي مثل الصين فى 2020، فى 2003 كانت الصين سادس اقوي اقتصاد بالعالم بناتج محلي يقدر بـ1.6 تريليون دولار, اليوم فى 2020 الناتج الصيني يقارب الـ 14 تريليون دولار وتحتل المركز الثاني بعد الولايات المتحدة.

ايضا فى 2003 كان تعداد السائحين الصينيين لكل دول العالم يبلغ 20 مليون فقط، اليوم وصل الي 150 مليون سائح

اضافة الي ان الاقتصاد الصيني كان نموه ومحركات توسعه اكثر مناعة وصلابة من الوضع الحالي، بدليل انه واثناء ازمة "السارس" لم يشهد النمو الصيني انخفاض يذكر .

خامسا: هل يمكن ايجاد علاج لكورونا قبل انتهاء مخزونات المصانع!؟ فى الواقع، مستحيل

العلماء يتحدثون عن عام لاجراء الاختبارات الضرورية وتطوير العقارات المضادة للالتهابات الفيروسية المناسبة.

وزيرة الابحاث العلمية فى المانيا تحدثت عن احتياجهم ل"شهور" دون تحديد موعد قريب الأجل.

سادسا: ماذا عن التأثير علي الاقتصاد المصري لو طالت الازمة!؟

1 - يمر بقناة السويس نحو 267 مليون طن بضائع قادمة من منطقة جنوب شرق اسيا الي الجزء الشمالي من العالم من اجمالي 1030 مليون طن بضائع مرت فى القناة بنهاية 2019، لذا قد نرصد تراجعا بايرادات القناة فى الربع الاول من 2020.

2 - يتدفق السياح الصينيين الي مصر بمقدار 400 الف سائح فى 2017 بعد ان كان عددهم 120 الف فقط فى 201، وذلك من اجمالي 8.2 مليون سائح زاروا مصر فى 2017 وقد يكون العدد قد ارتفع الي 800 الف من اجمالي أكثر من ١٢ مليون زاروا مصر فى 2019، لذا يجب ان نتوقع انخفاض فى ايرادات السياحة فى الربع الاول من 2020.

3 - الازمة تأتي فى ظل اجازة سنوية معتادة بالسوق الصينية وهو ما يعني ان الاسواق فى مصر تتوقع مسبقا توقف مؤقت فى سلاسل الامداد الصينية.. لكن فى حالة امتدت كارثة كورونا لوقت طويل – وهو امر مرجح - ستظهر مشاكل فى توفير بعض مدخلات ومستلزمات الانتاج وبعض السلع تامة الصنع الصينية والتى تعتمد عليها العديد من المصانع والانشطة بقطاع الاعمال المصري.

4 - ظهور مشاكل بالانتاج يعني ارتفاع التضخم مما قد يلقي بنتائج سلبية علي السياسة التوسعية التى تنتهجها الحكومة علي المستوي المالي والنقدي بما فيه ذلك خفض الدين والعجز وخفض الفائدة، لذا قد يحدث تجميد مؤقت لخطة تيسير السياسة النقدية.

5 -عدم اليقين والارتباك حين ينتشر فى الاسواق العالمية، يدفع الممستثمرين الي الخوف، الخوف يجعلهم يتوجهوا نحو الاستثمارات الآمنة والابتعاد عن كل ما هو خطير.

- الاتجاه نحو الاستثمارات الآمنة يعني التخلي/بيع مشترياتهم من ادوات الدين الحكومي المصرية (سندات واذون الخزانة) والتخارج من الاسواق الناشئة مثل مصر وشمال افريقيا وشرق اوروبا.

ثم التوجه باموالهم الي الذهب او عملات الملاذ الآمن (الين والفرنك) او السندات الامريكية وبعض المعادن الآمنة (البلاديوم)

.

- التخارج من السوق المصري يعني التأثير السلبي علي قوة الجنيه المصري، لذا قد تتراجع قوة الجنيه امام الدولار او علي الاقل قد يضعف الاداء القوي المستمر منذ فترة طويلة.

اخيرا.. هل العالم ينقصه أزمات ومخاطر !؟

الاقتصاد العالمي يعاني الأمرين بسبب عدة أزمات أصابته فى السنوات الاخيرة، أبرزها علي سبيل المثال:

- الديون

- الارهاب العابر للحدود

- الهجمات السيبرانية

- ملف ايران النووي

- الحروب التجارية بين القوي الكبري ودعوات الحمائية

- المظاهرات من هونج كونج الي تشيلي

- البريكسيت والاضطرابات داخل اوروبا

- التوترات الجيوسياسية خاصة مناطق مضيق هرمز وبحر الصين الجنوبي وشرق المتوسط.

وبالتالي فإن كارثة "كورونا" لم تقدم لنا سوي مزيد من اليقين باستمرار دوراننا فى حالة عدم اليقين والضبابية.

منقول عن مجلة الباحث الاقتصادي

من هم الإيغور الذين "تحتجز الصين مليوناً منهم؟

أعربت الأمم المتحدة أكثر من مرة عن قلقها بعد ورود تقارير عن اعتقالات جماعية للإيغور، ودعت لإطلاق سراح أولئك المحتجزين في معسكرات "مكافحة الإرهاب".

لكن بكين نفت تلك المزاعم معترفة باحتجاز بعض المتشددين دينيا لإعادة تعليمهم، وتتهم الصين من تصفهم بالمتشددين الإسلاميين والانفصاليين بإثارة الاضطرابات في المنطقة.

وكانت لجنة معنية بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قد أكدت تلقيها كثيرا من التقارير الموثوقة التي تتحدث عن احتجاز نحو مليون فرد من أقلية الإيغور المسلمة في الصين في "مراكز لمكافحة التطرف".

وقالت غاي مكدوغال، وهي من لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، إنها تشعر بالقلق إزاء تقارير عن تحول منطقة الإيغور ذات الحكم الذاتي إلى "معسكر اعتقال هائل".

ولكن من هم الإيغور ؟

الإيغور مسلمون وتعود أصولهم إلى الشعوب التركية ( التركستان)، ويعدون أنفسهم أقرب عرقيا وثقافيا لأمم آسيا الوسطى.

ويشكل الإيغور نحو 45 في المئة من سكان شينغيانغ، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40 في المئة.

وظل اقتصاد المنطقة لقرون قائما على الزراعة والتجارة، إذ كانت بعض المدن مثل كاشغار مراكز رئيسية على طريق الحرير الشهير.

وفي أوائل القرن العشرين أعلن الإيغور لفترة وجيزة الاستقلال، ولكن المنطقة خضعت بالكامل لسيطرة الصين الشيوعية عام 1949.

ومنذ ذلك الحين، انتقل عدد كبير من عرقية الهان الصينية إلى الإقليم، فيما تخشى عرقية الإيغور من اندثار ثقافتهم.

وتتمتع شينجيانغ بالحكم الذاتي داخل الصين مثل إقليم التبت في جنوب البلاد.

اتهامات متبادلة

ويتهم الإيغور السلطات الصينية بممارسة التمييز ضدهم، بينما تقول الصين إن ميليشيات الإيغور تشن حملة عنف تشمل التآمر للقيام بعمليات تفجير وتخريب وعصيان مدني من أجل إعلان دولة مستقلة.

وكان نحو 200 شخص قد لقوا حتفهم في أحداث عنف وقعت في عاصمة الإقليم أورومكي في يوليو / تموز عام 2009.

_98085070_153c8bad-5bf3-44e8-b107-539ffcc26fd1.jpg

التنقيب عن الذهب بالجنوب الغربي الليبي

فهرس.jpg




     ليس مجرد بحثا عن الذهب بقدر ما هو بحثا عن الذات والأحلام والطموح المفقود في ظل دول وحكومات أهملت التنمية والبناء ولم تستثمر ثرواتها او توظفها لبناء حياة افضل لسكانها وشبابها ، مما حذا بأكثرهم الى اللجوء لتجارة موازية غير شرعية عسى ان تحقق لهم ما يصبون اليه من حياة كريمة قد تصل لو حالفهم الحظ  للثراء والرفاهية.البدايات:يقول محمد عاشور صاحب محل ذهب في مدينة القطرون وبائع اجهزة كشف عن الذهب :     بداية اكتشاف الذهب كانت في 2012 على يد شباب في جبال تبستي ، بالتحديد في منطقة " مسكي " داخل الحدود التشادية بالصدفة , وفي عام  2014 تم اكتشاف الذهب في منطقة " براو" النيجيرية وهي كلها مناطق يسكنها التبو ، ويتواجدون فيها بحكم الانتماء القبلي ، نقب التبو الليبيين في تلك المناطق دون أي اعتراض ، وتبعتهم القبائل الليبية الاخرى التي انسحب الكثير منها وباعوا اجهزة التنقيب الخاصة بهم لصعوبة الطقس والبيئة بالنسبة لهم على حد قوله .     في البداية كانوا يبحثون بشكل يدوي عن الذهب الموجود على سطح الارض  ، وبعد ذلك اصبحوا يستخدمون اجهزة الكشف عن المعادن التي أصبح لها سوق هي الاخرى وتصل اسعار الكبيرة منها الى ستة او سبعة  الالاف دينار ، والصغيرة الفين وخمسمائة , لتبدأ مرحلة التنقيب والحفر في الارض للبحث عن الذهب .الذهب في المناطق التشادية والتصريف والبيع في ليبيا :      تعتبر منطقة  35)  ) وهي منطقة داخل الحدود التشادية بخمس وثلاثين كيلو متر ، أكثر منطقة يوجد بها تنقيب حاليا لتوقف منطق " براو " النيجيرية بسبب فرض الحكومة النيجرية ضرائب على المنقبين , بينما منطقة  ( 17 )  التي توجد داخل ليبيا يتم فيها تنقية وغربلة الذهب ، الى جانب كونها منطقة سوق كبيرة  ومطاعم .      يؤكد ( عاشور) ان كل التنقيب يتم داخل الاراضي التشادية ، اما البيع والتصريف يتم في ليبيا , بعكس مناطق الجنوب الشرقي الليبي التي يوجد بها تنقيب في جبال " كلنجة " داخل الاراضي الليبية ، لكنه لا يستطيع اعطاء معلومات عنها لأنها بعيدة ولا يعرفها بشكل جيد.أنواع الذهب وطرق بيعه :    توجد أنواع وألوان مختلفة من الذهب المستخرج ، فمثلا الذهب الذي يتم اكتشافه على سطح التربة  ولا يحتاج تنقيب وحفر يكون على شكل حجر أسود ، وبعد المسح يصبح أصفر ، وعياره اربع وعشرين قيراط ، وأحيانا ثلاثة وعشرين قيراط ، وهذا النوع يتواجد بشكل اكبر في منطقة " مسكي .. وبراو "  ، وسعر الجرام منه 168 دينار ، أما الذهب الذي يتم التنقيب عنه ، فهو مختلط بالحجارة والتراب ويحتاج الى غربلة وتنقية وتجميع ، وعياره واحد وعشرين او اتنين وعشرين قيراط لوجود الشوائب فيه , ويستعمل الزئبق لتنقيته وتجميعه حيث يتم خلطه مع الذهب والماء ، ويتم حرقه ليتبخر الزئبق والماء ، ليبقى الذهب صافي ، وهذا النوع يكثر في منطقة ( 35 ) .         الذهب عندما يخلط مع الزئبق يتجمع مع بعضه البعض ويصبح لونه اخضر ، وأحيانا يتركه المنقبون دون تنقية , فيبيعونه بسعر اقل من سعر الذهب المنقى ، وسعره 145 دينار , لكن وزنه يكون أكثر , وكلما تمت تنقيته من الزئبق يصبح اخف ، ويزداد سعره لنقائه وارتفاع عياره  .        يؤكد ( عاشور ) ان الكميات المستخرجة من مناطق التنقيب تصل لأكثر من عشر أطنان سنويا , ويضيف ان الكميات بدأت تقل حيث كانوا كأصحاب محلات للذهب يستلمون نصف كيلو يوميا  لكل محل ، أما الان فيستلمون اقل من 250 جرام يوميا ، وما يعادل تسعة كيلو لكل المحلات مجتمعة في القطرون ، ومرزق  ، بسب التضييق من الحكومات ، وقلة الذهب المستكشف ، واعتمادهم على الذهب المستخرج بالتنقيب اكثر من غيره , يضيف  ان  بعض الذهب المستخرج يتم بيعه وتصنيعه داخل ليبيا ، والبعض الاخر يتم تصديره الى " دبي " و" السعودية ".صراعات سياسية :      التنقيب عن الذهب عجزت الحكومات على السيطرة عليه لصعوبة تضاريس مناطق التنقيب ، ولأن من يسيطرون على تلك المناطق ويقومون بالتنقيب هم أكثر دراية بها ، كما أن بعدها عن العواصم المختلفة للبلدان التي يقع فيها التنقيب جعلها مستقلة نوعا ما ، وبعيدة عن السلطات , ورغم ذلك فرضت حكومة النيجر ضرائب على المنقبين في اراضيها ، مما ادى الى خفض مستوى التنقيب فيها , وحاول الرئيس التشادي ادريس دبي وقف التنقيب ، وطالب المجموعات التي تنقب بمغادرة المناجم ليقوم بجلب شركات صينية وكندية للعمل في تلك المناجم , واقدم على مصادرة سيارات المنقبين ومطاردتهم ، ووقعت اشتباكات بينه وبينهم مما دفع المنقبين لزراعة الالغام ليصعب على القوات الحكومية مطاردتهم ، كما أن وجود المعارضة التشادية بالقرب من مناطق التنقيب ، والتي تتمركز بمنطقة جبال الهاروج بليبيا ، والتي تبعد حوالي 350 كيلومتر عن مناطق التنقيب ، أدى لانسحاب القوات الحكومية ، واستمرار سيطرة المنقبين على المنطقة .البحث عن فرص العمل :      يقول يوسف عبدالرحمن طالب ماجيستير في اكاديمية الدراسات العليا قسم التمويل والمصارف : أوقفت قيدي في الاكاديمية لأتفرغ للعمل في المناجم بدافع حب الاطلاع والمغامرة  والتجربة , وعارضت أمي بشدة عملي في المناجم ، ولذلك كنت اخبرها بموعد سفري قبل السفر بلحظات ، وفي البداية كنت سائق لمهندس اتصالات ، ثم اصبحت سائق لنقل البضائع المختلفة لمناطق التنقيب .يضيف ، انه نتيجة لتدهور الاوضاع في ليبيا وبشكل خاص في الجنوب وانعدام التنمية ، اتجه الشباب لمناطق التنقيب بحثا عن فرص العمل المختلفة ، منقبين ، تجار ذهب  ، مهندسي اتصالات ، او حتى تجار ملابس وسيارات وفحم وكل ما يخطر ببالك على حد قوله.         وجود الذهب والتنقيب عنه فتح الباب لتجارة كل شي ، حيث  يتم التوريد من داخل ليبيا الى مناطق  المناجم  ، الوقود ، السيارات ، الأغنام ، الاجهزة  الكهربائية كالثلاجات واجهزة التكييف المائية ، شاشات البلازما , كما ان توفير الانترنت ووسائل الاتصال عبر الاقمار  الصناعية في تلك المناطق ، يوفر دخلا شهريا يصل الى ثلاثين الف دينار  ليبي , الى جانب الماء الذي توجد عشرات السيارات التي تنقله لمناطق التنقيب ومناطق التنقية والغربلة .     عملة خاصة بمناطق التنقيب :       يستعمل الذهب كعملة تسمى " البيشة " اقل من مليجرام من الذهب ، وقيمتها حوالي 20   دينار  للتبادل التجاري مقابل البضائع المختلفة ، بما في ذلك شراء الطعام والشراب  ، كما تستخدم الى جانب الذهب عملات أخرى  ، الدينار الليبى ، السيفا التشاديه والنيجرية ، الجنيه السودانى.    يضيف يوسف ان بيع الذهب المستخرج أحيانا يتم داخل المناجم نفسها ، لكن أغلبية الذهب يتم نقله للقطرون ، ومرزق ، حيث يشتريه اصحاب محلات الذهب هناك تمهيدا لنقله لمصراتة ، ومن ثم الى دبي والسعودية .      ينفي يوسف تماما كل ما يقال عن شركات فرنسية تقوم بالتنقيب او العمل في مناطق الذهب ، فمن يقوم بالعمل هم أهل تلك المناطق ، وبعض القبائل التي تعيش في الجنوب كالتبو والتوارق والقرعان والزغاواه والمرديا و الموريتان والقطارنة والورفلة والقذاذفة والمحاميد وقليل من أولاد أسليمان , الى جانب جنسيات عربية من السودان وتونس ومصر . ويعقب بحماس أن اهم اشخاص في المناجم هم السودانيين لأنهم خبراء في عمليات البحث والتنقيب عن الذهب والطبخ ايضا ، حيث يحتكرون المطاعم البسيطة التي توجد هناك ، لذلك وجودهم ضروري في كل المناجم  .    يضيف ايضا ، انه رغم وجود غرفة أمنية , لكن الامن في تلك المناطق معدوم ، وكثيرا ما تسرق السيارات ، الى جانب انتشار امراض الحصبة ، ومرض المناجم الغامض  بين الحين والاخر , والاشتباكات التي تحدث بين الحين والاخر ، ولذلك العمل في التنقيب ليس نزهة على الاطلاق بل له مخاطره.منطقة 17  منطقة الدعم اللوجستي :     يؤكد يوسف ان أغلبية المناجم تقع داخل الحدود التشادية في سلسلة جبال تبستي ووديانها . مسافة 260 كم عن منطقة القطرون الليبية . لكن منطقة 17  التي تقع داخل الحدود الليبية  والتي سميت بذلك لبعدها عن الحدود التشادية سبعة عشرة كيلومتر فقط ، تلعب دورا حيويا بمد مناطق التنقيب داخل الحدود التشادية بكل ما تحتاجه ، لذلك هي منطقة تجارة حرة بجدارة , يأتي اليها التشاديين وكل الجنسيات التي تعمل في مناطق التنقيب للتزود باحتياجاتهم المختلفة التي تأتي كلها من الاسواق والأراضي الليبية .    يضيف قائلا : حالياً توقف عن مزاولة هذه المهنة بسبب التطاحن القبلي القائم إلى الآن ، وكذلك قطاع الطرق الذي إزداد نشاطهم بكثرة في تلك المناطق , وانه سيحاول العودة إلى دراسته  والتركيز على ما هو أفضل لمستقبله ، ربما هذا سيعيد السلام الداخلي لنفسه من جديد . انهى حديثه بالقول :  ( أنا خضت هذه التجربة تتبعاً لفضولي في معرفة المزيد عن هذه التجارة ، وحياة المنقبين في المناجم ، ولكن لم أدرك تماماً أنها ستكون بهذا الشكل وهذه الخطورة ) .وجود خجول للدولة :       يقول مدير فرع المؤسسة الوطنية للتعدين مرزق ، جلال  منصور هاشم ، قمت بزيارة لمناطق الذهب رفقة عميد بلدية القطرون " علي سيدا " في ابريل من عام 2018 ، منطقة " 17 " ، ومنطقة " بوكليل " ، واطلعت على ما يجري هناك  ، وبالمناسبة الجنوب الغربي الليبي يتوفر على عشرين معدن من ضمنها الذهب , وموضوع التنقيب عن الذهب في الجنوب الغربي الليبي معقد بعض الشيء ، حيث ان عروق الذهب مطمورة في أعماق الارض ، وتحتاج شركات متخصصة لاستخراجها ، وكل الذهب الذي نسمع عنه ويتم استخراجه ، هو ذهب مستخرج من الاراضي التشادية او النيجرية ، ففي مناطق تشاد والنيجر يمكن العثور عليه على سطح الارض ، التنقيب عنه لمسافات قريبة من الارض ، وبطرق بدائية .      أرسلت تقرير رسمي للمؤسسة الوطنية للتعدين في طرابلس يوضح هذه المعلومات ، وطلبت منهم منح مكتب مرزق المزيد من الصلاحيات في هذا الموضوع لتمكين المكتب من اصدار تراخيص للشركات المنقبة عن الذهب للعمل في المنطقة . وتقدمت خمس شركات من ضمنها شركة اجنبية لها فرع في ليبيا بطلب تراخيص للاستطلاع والاستكشاف مبدئيا ، وحتى الان لم نعطيها تراخيص بسبب المركزية في الاجراءات داخل المؤسسة ، كما ان العامل الامني يلعب دوره ايضا ، رغم ان هذه الشركات تريد العمل على مسؤوليتها ولا تحتاج منا ان نؤمن لها تواجدها في حال الموافقة على اعطاء التراخيص ، وعبرت عن استعدادها لدفع الضرائب والتأمينات للدولة الليبية ، ولا زلت انظر للخطوة على انها ايجابية في ظل الوضع الحالي ، كون تلك الشركات تملك الاستطاعة على التنقيب دون الحصول على ترخيص منا ، ولكنهم حريصون على اتباع الاجراءات الرسمية .      تبقى تلك المنطقة تتقاذفها الأحداث وخارج نطاق السيطرة ، حيث تتصارع عدة أطراف لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية دون النظر لمصلحة ساكنيها ، ودون تحقيق تنمية حقيقية تحقق الاستقرار والتنمية المنشودة.أ . ريمة الفلاني .. سبها .. فزان

ما هو شهوبادى..؟

كانت (بارباتي بوغاتي) تبلغ من العمر 17 سنة فقط عندما اختنقت بدخان نار أشعلتها بداعي التدفئة داخل ”كوخ الحيض“ الحجري الذي لا يحتوي على أية نوافذ، والذي أجبرت على الإقامة فيه قسراً خلال فترة دورتها الشهرية في وقت سابق من هذه السنة، ويجدر التنويه أنها لم تكن الأولى التي تعاني من هذا الأمر، حيث قبل شهر من حادثة وفاتها، اختنقت أم تبلغ من العمر 35 سنة وولداها بشكل مشابه أثناء ممارسة (شهوبادي)، وهي عبارة عن تقليد هندوسي قديم يجبر النساء على عزل أنفسهن أثناء فترة الحيض.

الآن، اكتشف الباحثون أن 77 بالمائة من الفتيات اللواتي يعشن في غرب النيبال يُجبَرن على الإقامة والنوم في ”أكواخ الحيض“ خلال فترات الدورة الشهرية خاصتهن على الرغم من أن القانون جرّم هذه الممارسة في السنة الفارطة في النيبال.

تفرض ممارسة (شهوبادي) على الفتيات والنساء أثناء فترة الدورة الشهرية العيش والإقامة بعزلة في أكواخ بُنيت خصيصاً لهذا الغرض من أجل الإبقاء على ”نجاساتهن“ بعيداً عن البيوت العائلية. استجوب العلماء في شهر أبريل الفارط 400 فتاة مراهقة في النيبال تتراوح أعمارهن بين 14 و19 سنة في كل من المناطق الحضرية والريفية، كما ركز بحثهم أيضاً على فئة من النساء بين سن 25 و45 سنة (تم استبعاد الرجال والشباب من البحث بداعي وصمة العار التي تلاحق الموضوع، غير أن الباحثين يدركون أهمية تضمينهم في الدراسة).

قالت ثلاثة من كل أربعة فتيات أنهن كن يجبَرن على ممارسة (شهوبادي) على الرغم من أن ثلثي هذا العدد تقريباً كان يعلم بأنها ممارسة غير قانونية في البلد. كانت النساء والفتيات من المناطق الحضرية وكذا اللواتي ينحدرن من عائلات ثرية أقل احتمالا في أن يجبَرن على هذه الممارسة. وقد صرح معظم من شملتهن الدراسة أنهن كن يخشين خطر التعرض للدغات الثعابين، أو هجمات الحيوانات البرية، أو احتمال التعرض للاعتداءات على يد أشخاص مجهولين نظراً لكون هذه الأكواخ معزولة جدا.

من أجل محاربة هذه المشكلة المؤرقة، قال الباحثون أنه يتعين على المسؤولين في المجتمعات المدنية وكذا المنظمات غير الحكومية أن يتجاوزوا في طرحهم للمشكلة على أنها مشكلة مرافق صحية ونظافة شخصية وأن يعملوا على تغيير وصمة العار المرتبطة بإدارة النظافة الشخصية أثناء الدورة الشهرية.

كتب الباحثون في هذه الدراسة في مجلة «شؤون الصحة الجنسية والتناسلية»: ”بالنظر إلى أن معظم تجاربهن كانت مواضيع تابوهات ومواضيع لصيقة بوصمة العار، كانت الفتيات غالباً ما تفدن بأنه لم يكن مسموحاً لهن لمس أفراد العائلة من الذكور، أو دخول المعابد، أو الانضمام للاحتفالات، أو الطهي أو حتى مجرد دخول المطبخ، أو تناول أطعمة عادية (على شاكلة منتجات الألبان)، أو النوم في أفرشتهن داخل منازلهن“، وأضاف الباحثون أنه يبدو أن الممارسة مفروضة بشكل كبير من طرف ”الأشخاص المسنين داخل العائلات والمجتمعات، بما في ذلك الأمهات، والجدات، وعجائز أخريات“.

قالت مؤلفة هذه الدراسة، وهي (جينيفر ثومسون)، أنه في حالة ما وجدت فتاة ما نفسها عاجزة عن الولوج لأحد أكواخ العادة الشهرية أو تضررت هذه الأخيرة ولم تعد صالحة للغرض، فقد تجبر على الإقامة في العراء حيث تكون معرضة لعوامل الطبيعة، وقالت أن هذا النوع من العزلة المفروضة غالباً ما يكون مصحوباً بشعور على شاكلة ”القلق، والكرب، والاكتئاب، والعجز“.

من أجل محاربة هذه المشكلة المؤرقة، قال الباحثون أنه يتعين على المسؤولين في المجتمعات المدنية وكذا المنظمات غير الحكومية أن يتجاوزوا في طرحهم للمشكلة على أنها مشكلة مرافق صحية ونظافة شخصية وأن يعملوا على تغيير وصمة العار المرتبطة بإدارة النظافة الشخصية أثناء الدورة الشهرية، وجعل الدورة الشهرية مشكلة ذات علاقة بحقوق الإنسان.

عرضت إحدى القرى في النيبال منح جائزات مالية لكل امرأة ترفض ممارسة (شهوبادي)، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قامت الدولة بأول عملية اعتقال على علاقة بموت امرأة أجبرت على الانعزال داخل كوخ للعادة الشهرية.

تقول الباحثة (ثومسون): ”هنالك حاجة واضحة لشن حركة صريحة من مجتمع حقوق الإنسان ضد ممارسة (شهوبادي) والتابوهات بصفة عامة. سيساعد هذا الأمر على نقل الدورة الشهرية من كونها مشكلة صحية إلى مشكلة مرتبطة بحقوق المرأة والفتاة، وأمنها، وأمانها، ومواطنتها بشكل واسع أكثر“.

بعد أن تم وسم العام 2015 على أنه ”عام الدورة الشهرية“ من طرف الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية وكذا المناقشات العالمية التي دارت حول ”ضرائب التامبون“ و”فقر الدورة الشهرية“، تغيرت تقريبا النظرة العامة للمجتمع تجاه مشكلة إدارة النظافة الشخصية للمرأة أثناء الدورة الشهرية Menstruation Hygiene Management MHM.

كتب المؤلفون في الدراسة الآنفة: ”سلطت دراستنا التي أجريناها في النيبال الضوء على عدد كبير من المشكلات المحيطة بالدورة الشهرية بعيدا عن مشكلة النظافة، وهي مشكلات تركزت حول الأمن، والأمان، ووصمة العار، والتابوهات. بإمكان جعل الدورة الشهرية مشكلة حقوق مدنية أن يساعد على الإتيان بهذه المشاكل المتنوعة تحت مظلة واحدة“، وأضافوا بأن التركيز على الحقوق يجسد كلا من ”الصفة الطبيعية للعادة الشهرية والمرأة أو الفتاة على أنها صاحبة حق“.

وقد نوّه مؤلفو هذه الدراسة إلى أنها كانت دراسة صغيرة ركزت سوى على بلديتين اثنتين في منطقة واحدة من البلد، غير أن (ثومسون) سارعت للقول بأن المشكلة هي مشكلة مفاهيم وأفكار بشكل أوسع وأن ما خلصت إليه الدراسة يهدف إلى إعادة توجيه الطريقة التي يحيط بها القطاع بمشكلة (شهوبادي) وإدارة النظافة الشخصية أثناء الدورة الشهرية بشكل أوسع.

FB_IMG_1577971003815.jpg

التبو فى عيون الصحافة العربية..

3d8fc4971c367f029d5bc8ff7cba924c.jpg

  • تقرير رندة عطية

  • اكاديمية مصرية…

تزامنًا مع المستجدات الميدانية والعسكرية في تشاد وجنوب ليبيا قررت وزارة التعليم بحكومة الوفاق الليبي اعتماد اللغة التباوية بمناهجها الدراسية كمادة أساسية لطلاب المرحلة الابتدائية لأول مرة في تاريخ ليبيا، في خطوة لاقت ترحيبًا كبيرًا لدى الأوساط الثقافية والمجتمعية داخل البلاد وخارجها.

وقد جاء اعتماد اللغة التباوية بناء على قرار صادر عن المؤتمر الوطني العام المنتخب عام 2012 بشأن اعتماد اللغة الأمازيغية في التعليم الأساسي والعالي، وفق ما أشار الناشط الحقوقي من قبائل التبو، جنوبي ليبيا، حسن كدنو، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية.

تدريس اللغة الجديدة "سيكون في مناطق الجنوب الليبي وبالتحديد بالجنوب الشرقي، الكفرة وربيانة وباقي مدن الجنوب الغربي"،

كدنو أضاف أن المعنيين بدراسة هذه اللغة الجديدة على ساحة التعليم الليبية هم "طلاب التبو في السنة الابتدائية الأولى والثانية والثالثة أما الآخرين فهم غير ملزمين"، مؤكدًا " وصول كتب مدرسية للجنوب ومن بينهم مادة واحدة أخرى جديدة وهي اللغة التباوية".

أما عن المناطق الجغرافية المستهدفة بهذا القرار فأشار إلى أن تدريس اللغة الجديدة "سيكون في مناطق الجنوب الليبي وبالتحديد بالجنوب الشرقي، الكفرة وربيانة وباقي مدن الجنوب الغربي"، مؤكدًا أن اعتماد التباوية أكاديميًا شيء في غاية الأهمية كون ذلك يهدف أولًا حماية اللغة من الانقراض أو الاندثار، وثانيا لتسهيل استخدام اللغة التباوية في الإدارة بالمستقبل.

من هم التبو؟

لغةً، تعني “التوُبو”أو“التَبو” “شعب الصخر”، وهو مصطلح يشير إلى جماعة عرقية تعيش في مناطق (شمال تشاد، جنوب ليبيا، شمال شرق النيجر وشمال غرب السودان)، ويحيا أهلها إما كرعاة رُحّل أو كمزارعين بالقرب من الواحات، ويعتمد مجتمعهم على النظام القبلي، حيث تمتلك كل قبيلة واحات، ومراعي وآبار خاصة بها.

ويشير المؤرخون إلى أن "التّبو" قبائل بدوية تحمل هوية مختلطة زنجية وعربية، ولم يتوصل أي من المهتمين بدراسة الأعراق والأجناس إلى هوية محددة لتلك القبائل، نظرًا لتنوّع مجتمعاتهم وتباينها فيما بينهما، جغرافيًا وثقافيًا، إذ استوطنوا الجزء الأوسط من الصحراء الكبرى الأفريقية، على امتداد الجزء الجنوبي من ليبيا والأجزاء الشمالية والغربية الوسطى من تشاد، وشمال شرق النيجر وأقصى شمال غرب السودان.

هيرودوت في كتابه "تاريخ هيرودوت" تطرّق إليهم فنَسبهم إلى المجموعة الزنجية الإثيوبية أو الحبشية، وحدَّد مواطن سكنهم من فزان في ليبيا مرورًا بتشاد وصولًا إلى النيجر، مع امتدادات محدودة في الدول المجاورة خاصة السودان وأفريقيا الوسطى، وفي الوقت الذي يصنّف فيه الأمازيغُ التّبو على أنهم عرب، يعتبرهم العرب زنوجًا، فيما يصنفهم الزنوج عربًا.

تعد مهنة رعي الإبل والأغنام في الصحراء هي المهنة الأساسية لأهل القبيلة، فهم يعدون من الرحالة الذين يبحثون عن أماكن الرعي والماء لرعاية حيواناتهم التي تعد رأس مالهم الحقيقي

ورغم تعدد القبائل الفرعية للتبو إلا أنهم يتألفون من قبيلتين أساسيّتين هما: التدّا والدازا، يعيش التدا في أقصى شمال تشاد، حول حدود ليبيا والنيجر وفي جبال تبستي، بينما ينتشر شعب الدازا في شمال تشاد ومنطقة شرق النيجر وشمال غرب السودان، وتتحدث كل قبيلة لغة خاصة بها وإن تشابهتا في الكثير من مضمامينها.

الدراسات التي تطرقت لبحث المكوّن الديموغرافي للقبيلة، توصلت إلى أن الدازا هم الأكثر عدداً إذ يبلغون قرابة مليون ونصف شخص، بينما يبلغ عدد التيدا 750 ألفًا فقط، وتؤكد المصادر أن تجمعات من التبو ظلت تعيش في مصر حتى عشرينيات القرن العشرين.

تعد مهنة رعي الإبل والأغنام في الصحراء هي المهنة الأساسية لأهل القبيلة، فهم يعدّون من الرحالة الذين يبحثون عن أماكن الرعي والماء لرعاية حيواناتهم التي تعدّ رأس مالهم الحقيقي، ويدين "التبو" بالإسلام على اختلاف عشائرهم، وهم متصوّفون بالدرجة الأولى.

عٌرف عن أهل تلك القبيلة مقاومتهم للاستعمار، حيث وثّقت كتب التاريخ أسماء بعض الشخصيات التي اشتهرت برفع لواء المقاومة على مدار عقود طويلة، منها مينا صالح وهو شيخ من الشيوخ الأقوياء في القطرون بليبيا قاوم المستعمر الإيطالي بشراسة، وعثمان كولي وهو مقاوم معروف بصلابته وشجاعته في مقاومة الاستعمار الفرنسي في النيجر.

يتحدث التبو عددًا من اللغات لكن اللغة الأكثر انتشارًا هي التباوية والتي تعتبر واحدة من أعرق اللغات في ليبيا، ويتحدث بها المنتسبون للقبيلة في خمسة دول، ليبيا وتشاد والنيجر والسودان والبعض في مصر وإن كانو قلة، وقد حارب شيوخ القبيلة لاعتماد لغتهم الأساسية خوفًا عليها من الانقراض، وهو ما أقرته حكومة الوفاق بقرارها الأخير.

التبو.. سنوات من الاضطهاد

عانت قبيلة التبو كأقلية ليبية في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي (1969- 2011) من انتهاكات جسيمة، وفق ما ذهب الباحث في الشأن الليبي، خالد طرفاية، الذي كشف أن أهالي تلك القبيلة واجهوا حملات تطهير عدة استمرت لسنوات طويلة، إلا أنهم نجحوا في الاحتواء والتعايش مع شتى الظروف الصعبة.

قامت جماعة مسلحة تدعى "جبهة التبو" بانتفاضة شعبية في نوفمبر 2008 للمطالبة بحقهم في الحياة والمساواة مع غيرهم من الليبيين، إلا أن انتفاضتهم قوبلت بالسحق من قبل الحكومة الليبية ما أسفر عن مقتل 33 شخصًا وإصابة العشرات.

طرفاية في تصريحات خصّ بها "نون بوست" استعرض بعض أوجه الانتهاكات التي تعرض لها التبويون منها تجريد بعضهم من جنسيتهم في ديسمبر 2007 بدعوى أنهم ينتمون لتشاد أكثر من الدولة الليبية، كذلك حرمان العديد من الأهالي من حق التعليم والرعاية الصحية.

ونتيجة لتلك الانتهاكات قامت جماعة مسلحة تدعى "جبهة التبو" بانتفاضة شعبية في نوفمبر 2008 للمطالبة بحقهم في الحياة والمساواة مع غيرهم من الليبيين، إلا أن انتفاضتهم قوبلت بالسحق من قبل الحكومة الليبية ما أسفر عن مقتل 33 شخصًا وإصابة العشرات.

لم تكتف الحكومة الليبية بحرمانهم من حقوقهم الشرعية وفقط، بل بدأت منذ نوفمبر 2009 وحتى سقوط القذافي في فبراير 2011 في تبني برنامج تطهير عرقي بحق البتو وترحيلهم من منازلهم، فيما تم اعتقال الكثير منهم، ومن رفض الخروج تعرض للضرب والتنكيل بحسب الباحث المصري.

الثورة وتنفس الصعداء

انخرط التبو على نطاق واسع في التصدي لنظام القذافي مع اندلاع الثورة الليبية في 2011، حيث دخلوا مواجهات عنيفة مع القوات الأمنية والميليشيات المسلحة، كذلك نشبت بعض الاشتباكات مع بعض جيرانهم من القبائل العربية ممن أيّدوا القذافي في مدينة سبها الجنوبية.

على مدار عامين كاملين شهدت مدينة أوباري (جنوب) قتالًا بين قبيلتي “التبو” والطوارق، سقط بسببه عشرات القتلى والجرحى ونزح عن المدينة قرابة 80% من سكانها

وبينما كانت الأوضاع مشتعلة في الشارع الليبي هدد عيسى عبد المجيد منصور، زعيم قبيلة التبو في ليبيا بالانفصال، منتقداً ما اعتبره “تطهيراً عرقياً” ضد التبو، وصرح قائلاً: “نحن نعلن إعادة تنشيط جبهة التبو لإنقاذ ليبيا لحماية شعب التبو من التطهير العرقي”.

وعلى مدار عامين كاملين شهدت مدينة أوباري (جنوب) قتالًا بين قبيلتي “التبو” والطوارق، سقط بسببه عشرات القتلى والجرحى ونزح عن المدينة قرابة 80% من سكانها، وانتهى هذا الاقتتال بتوقيع الاتفاق الذي لاقى ترحيبًا داخليًا واسع النطاق، آملين في أن يكون نواة حقيقية لإنجاح مسلسل السلام والاستقرار في ليبيا، وعرف هذا الاتفاق باسم "اتفاق الدوحة".

اتفاق الدوحة

في الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين 2015 وقّعت قبائل التبو والطوارق الليبية، في الدوحة، على اتفاق سلام نهائي لوقف إطلاق النار، ونصّ على عودة النازحين والمهجرين جراء العمليات العسكرية إلى مناطقهم، وفتح الطريق العام نحو مدينة أوباري، وإنهاء كافة المظاهر المسلحة.

وقد وقّع الاتفاق كلًا من الشيخ أبو بكر الفقي رئيس وفد قبائل الطوارق، وعلي سيدي آدم رئيس وفد قبائل التبو، بحضور الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي القطري، بينما ثمّن دول الجوار بهذه الخطوة على رأسها الجزائر والنيجر.

منذ تولي حكومة الوفاق المسئولية وهي تسعى لتخفيف حدة الاحتقان القبلي لسكان الجنوب على وجه التحديد، إيمانا بدورهم الاستراتيجي، الأمني والسياسي والمجتمعي

ساهم هذا الاتفاق في إعادة هيكلة الخارطة السياسية لقبائل التبو التي باتت تشعر ببعض الانتماء لبلادها مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ذلك، وهو ما دفع شيوخها لبذل المساعي لمزيد من الاعتراف والاندماج في المجتمع الليبي الذي يعاني بطبيعته من انقسامات حاجة لا سيّما بعد سقوط نظام القذافي.

ومنذ تولي حكومة الوفاق المسئولية وهي تسعى لتخفيف حدة الاحتقان القبلي لسكان الجنوب على وجه التحديد، إيمانًا بدورهم الاستراتيجي، الأمني والسياسي والمجتمعي، وهو ما يفسر العديد من القرارات التي اتخذتها حيال الأقليات والعرقيات المختلفة ومن بينها اعتماد لغة التبو لغة رسمية في المدارس لأول مرة منذ استقلال البلاد قبل 60 عامًا.

مستقبل غامض

"منذ سنة 2011، لم يخضع الجنوب الليبي إلى سيطرة أي حكومة بشكل مستمر".. هكذا علّق الكاتب الليبي المتخصص في الشئون الإفريقية، علي عبداللطيف اللافي، على سير الأحداث في المناطق الجنوبية من البلاد، منوها إلى زحف قوات موالية للواء متقاعد خليفة حفتر لهذه المناطق بهدف تعزيز نفوذه من أجل غايات متعددة وغامضة ومرحلية بالأساس، وهو ما أوجد توترات متفاقمة خاصة بعد أن أعلنت تلك القوات عن بسط نفوذها على حقل الشرارة النفطي.

وأضاف اللافي في مقال له أن ما يجري في الجنوب الليبي ليس مجرد عمليات عسكرية لكسب مواقع أو السيطرة على الحقول النفطية كما يصوّرها البعض، واصفًا ما يحدث بأنه ارتباك كلّي للعقل السياسي للفاعلين الاجتماعيين والعسكريين المحليين منهم والإقليميين أيضًا.

 

 

وحذّر في الوقت نفسه من التداعيات الكارثية إذا استمر الوضع على ما هو عليه، خاصة في ظل التغلغل الإسرائيلي في الساحل والصحراء الإفريقيتين، منوهًا إلى أن الحرب الأهلية ربما تكون قاب قوسين أو أدنى، كسيناريو أقرب للواقع من بين سيناريوهات محتملة وواردة.

ورغم ما تعاني منه حكومة الوفاق من تردّد بشأن استراتيجيات التعامل مع المنطقة الجنوبية إلا أن السياسات المتبعة مؤخرًا ربما تحمل بارقة أمل ولو من بعيد لإعادة النظر في تلك السياسات بما يساهم في احتواء قبائل التبو وغيرها والتي تمثل كيانًا استراتيجيًا لا بد من وضعه تحت مجهر الاهتمام قبل فوات الأوان، خاصة في ظل الصراع الدائم على النفوذ مع قوات حفتر والقبائل الموالية له.

ا

رسالة أمريكية إلى حفتر…

ت

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس الخميس، إن مسؤولين بإدارة الرئيس دونالد ترامب «حثوا» قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر خلال محادثات جرت يوم 24 نوفمبر الجاري «للتخلي عن هجوم مدمر على العاصمة طرابلس» منذ أبريل الماضي، مشيرة إلى أن الجانب الأميركي رأى أن حفتر «حقق أهدافه».

وضم الوفد الأميركي الذي شارك في المحادثات مع حفتر كل من نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيكتوريا كوتس، والنائب الأول لمساعد وزير الطاقة الأميركي للشؤون الدولية ماثيو زايس، ونائب مدير الاستراتيجية والمشاركة والبرامج في «أفريكوم»، العميد ستيفن ديميليانو، وسفير الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند.

وأوضحت «واشنطن بوست» أن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قائلا: «كانت الرسالة الموجهة إلى الجنرال حفتر واضحة للغاية، وهي أننا نشعر أن التوغل العسكري في طرابلس سيكون كارثياً في الوقت الحالي، أو في أي وقت».

وأضاف المسؤول الأميركي أن حفتر «حقق، من نواح كثيرة أهدافه، مما زاد من أهمية العديد من المسائل التي تشمل توزيع إيرادات الدولة والمليشيات المسلحة في طرابلس». مضيفا: «هدفنا هو السعي إلى ايجاد حل لهذه المسائل».

التوسع الروسي
وفي حين أن ليبيا لم تكن في أولويات السياسة الخارجية لإدارة ترامب، رأت «واشنطن بوست» أن «التوسع الواضح لدور موسكو هناك أثار الاهتمام في واشنطن»، حيث «يقول المسؤولون العسكريون إن القوات الروسية والمرتزقة، على الأقل بعضهم مرتبطون بشركة فاغنر الأمنية المرتبطة بالكرملين، قدّموا الدعم الميداني لحفتر».

وقال المسؤول الأميركي الكبير «إن الولايات المتحدة طلبت من الليبيين إيجاد طرق للحد من العنف وأكدت لحفتر النتائج السلبية للغاية من التدخل الروسي». مؤكدا أن الوفد الأميركي أبرز أيضًا خلال لقائه مع حفتر «الحاجة إلى خطوات نحو انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية».

ولدى سؤاله عن تقارير الانقسامات بين وزارة الخارجية، التي أعربت عن دعمها المستمر لحكومة الوفاق الوطني، والبيت الأبيض، الذي يُنظر إليه على أنه أكثر انفتاحًا على حفتر، قال المسؤول: «أنا لا أرى حلا من منظور حفتر أو من منظور حكومة الوفاق الوطني؛ أرى حلاً ليبيًا».

تفاعل غير معتاد
واعتبرت «واشنطن بوست» أن التحرك الأميركي الأخير يشير «إلى تركيز إدارة ترامب الشديد على ليبيا» لافتة إلى أن «التفاعل غير المعتاد بين وفد رفيع المستوى بقيادة نائب مستشار الأمن القومي فيكتوريا كوتس وخليفة حفتر يحدث في الوقت الذي تضغط فيه قواته بهجوم مستمر منذ شهور يهدف إلى تعزيز السيطرة من غرب ليبيا».

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن الهجوم الذي شنته قوات حفتر في أبريل ضد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس منذ أبريل الماضي تسبب في مقتل 200 مدنيا على الأقل، و«زيادة تدفق الأسلحة الأجنبية إلى ليبيا لدعم الجانبين المتحاربين وكشف عن انقسامات داخل إدارة ترامب».

ورغم أن الولايات المتحدة اتخذت موقفا واضحا لدعم حكومة الوفاق الوطني التي جرى تشكيلها بموجب الاتفاق السياسي الموقع نهاية العام 2015 برعاية الأمم المتحدة، إلا أن موقف واشنطن «زاد تعقيدا بسبب عدم قدرة حكومة الوفاق الوطني على كبح جماح المليشيات في المناطق التي تسيطر عليها، وأخيرا بما بدا أنه تقارب الرئيس ترامب مع قضية حفتر».

وقالت «واشنطن بوست» إن اتصال ترامب وحفتر الذي جرى أوائل أبريل بعد فترة وجيزة من شن حفتر هجومه على طرابلس «قدم دليلا على تحول الموقف الأميركي، مما أعطى حفتر دفعة في وقت كان يسعى فيه للحصول مصادقة دولية. إلا أن هذه الدعوة أثارت غضب المسؤولين في حكومة الوفاق الوطني، الذين اعتبروها خيانة».

وحتى قبل ذلك، اعتبرت «واشنطن بوست» أن المسؤولين الأميركيين «أظهروا تدريجياً مزيدًا من الانفتاح على حفتر، الذي جمع ترسانة هائلة بمساعدة من الإمارات العربية المتحدة وروسيا ودول أخرى، وسعى إلى إدعاء عباءة التعامل الفعال مع المتطرفين في شرق ليبيا. وحتى الآن، حدثت تفاعلات بين المسؤولين الأميركيين وحفتر على أقل مستوى، بطريقة رؤية منخفضة».

وأكدت «واشنطن بوست» أن المسؤولين الأميركيين في واشنطن «رفضوا جهود الأفراد المرتبطين بحفتر لترتيب زيارة له إلى واشنطن في الأشهر الأخيرة».

وفي حديثه للصحفيين في وزارة الخارجية يوم الثلاثاء، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن إدارة ترامب طلبت من الدول الأوروبية اتخاذ خطوات لتصنيف أو معاقبة فاغنر.

وقال شينكر إن حفتر «يسيطر على حوالي 80% من أراضي ليبيا في الوقت الحالي، على الرغم من أن نسبة السكان أقل بكثير بالتأكيد، لكن تحت سيطرة قواته دروع وقوات كبيرة. ما زلنا منخرطون على أعلى المستويات، وهذا يعني أننا نتحدث مع حفتر».


تشاد ومخالب فرنسا فى افريقيا

66959509_3201877999841166_53019210900570112_n.jpg


منقول من موقع فزان…


اضطر تمبلباي تحت ضغوط نشاط الفصائل المسلحة المناهضة لحكمة الى انتهاج سياسته التقرب من الدول العربيه الداعمة للفصائل التشاديه ، وليبيا على وجه الخصوص ، فاقدم على قطع علاقاته مع إسرائيل ، وعزز ذلك بمشاركة تشاد في مؤتمر وزراء خارجيه دول شرق ووسط افريقيا المنعقد في تنزانيا عام 1973م ، والذي أصدر بيانا شجب فيه العدوان الاسرائيلي عقب حرب اكتوبر ، وكذلك اقدم على الانسحاب من احد المنظمات الفرنكفونيه ، واظهر عزمه على محاربة الثقافه الفرنسيهً واصفا اياها بالثقافة الدخيله ، وقام بتغير بعض الاسماء الفرنسيه ، وصار اسمه " انغرتا تمبلباي " بدلا من " فرانسوا تمبلباي " ، ثم غير اسم العاصمة من " فورت لامي " الي " أنجمينا " . واسم حزبه ، من الحزب التقدمي الي (الحركه الوطنيه للثوره والثقافه الاجتماعية ) ، هذه التحولات السياسيه والثقافية والاجتماعية اعطته فرصة للتقارب مع الدول العربيه ،. واستغل القذافي الموقف مرحبا بالنهج السياسي الجديد ، ودعاه لزياره ليبيا عام 1972م. واثناء زيارته استلم مبلغ 40 مليون دولار مقابل التنازل عن قطاع اوزو ، وقام القذافي من جانبه بطرد زعماء الفصائل من ليبيا ، وإغلاق مكاتبهم ، كما اغلقت أذاعه فرولينا نتيجه شح الدعم المادي الذي كانت ليبيا توفره ، كما تم طرد ابا صديق من ليبيا الذي غادرها الي الجرائر . وبهذا تمكن " تمبلباي " من سحب البساط من تحت اقدام المعارضه المسلحة ، وقام القذافي بزياره أنجمينا عام 1973م ، تمخضت عنها اتفاقيه عام 1974م بين البلدين التي تقر بتبعيه قطاع " اوزو " لليبيا . علي الرغم من الإصلاحات التي قام بها تمبلباي في سياسته الخارجيه ، الا انها لم تنعكس ايجابا علي الوضع الداخلي نتيجه للقيود التي كبل بها ، ولم يستطيع الإفلات منها منذ ان جاء الي السلطه عام 1960م ، وابرزها وجود مستشارين فرنسيين في الوزارات الحكومية ، وكانوا الوزراء الفعلين . تواجد الحاميات الفرنسيهً المتمركزة في طول البلاد وعرضها ، والتي كانت بمثابة العصا التي ترفع لمن يحاول الخروج عن طاعه الاليزيه ، وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير يوم توقيعه اتفاقيه مع شركه " كونوكو " الأمريكية للتنقيب عن النفط ، لينتهي حكمة بانقلاب عسكري كما حال الدول الافريقية الفرنكفونية عند خروج الرئيس عن يد الطاعة ، حدث الانقلاب بقيادة مجموعة من جنرالاته ، في مقدمتهم " فلكس مالوم " و "عبدالقادر كاموجي " في 13/04/1975.. قتل تمبلباي ، واصبح الرئيس الجديد ، رئيس المجلس العسكري المؤقت " فلكس مالوم ". ولد " فليكس مالوم " في 10/02/1932 ، بمدينه " سار " جنوب البلاد ، درس في " برازافيل " ، ثم التحق بالجيش الفرنسي ، وشارك في الحروب الفرنسيهً بجزر الهند الصينية وفيتنام ، وفي عام 1959م ،التحق بمدرسه الضباط الفرنسيهً ، وتخرج برتبه ملازم ، ثم التحق بالجيش التشادي . ظلت فرنسا هي من تختار القاده لأداره شؤون مستعمراتها ، وشمل المجلس لأول مره عضويه ضباط شمالين ، الملازم محمود محمد عبدالرحمن حقار ، والرائد زكريا ، اوا ذهب ، وقرر هذا المجلس تعديل بعض الإجراءات الإدارية كسبا لثقة الشعب ، ابرزها :- دعوة قاده الفصائل للمصالحه الوطنيه .- إطلاق جميع المتعلقين في عهد نظام تمبلباي .- حل حزب تمبلباي .- إلغاء الدستور.- تشجيع الشعب علي ممارسه الحرف التي تضمن له استمراريه الدخل الثابت. استجاب " احمد حسن موسي لنداء المجلس العسكري الذي بدا منفتحا على اجراء اصلاحات حقيقيه تقود البلاد الي مرحله جديده ينعم فيها الشعب بالاستقرار والتنمية ، فيما اكتفى حسين هبري زعيم مجلس قوات الشمال المسلحه ، والباقلاني زعيم قوات البركان ، بإرسال وفود تنوب عنهم لتحري نوايا المجلس العسكري . وفي المقابل بدأ التواصل بين الفصيلين بغرض توحيد قوتهم العسكريه لاحياء مجد فرولينا ، و سحب البساط من " ابا صديق " ، وأرسل الباقلاني وفدا لحسين هبري بقياده عيسي حامد أبوعمار ، معزولي عبدالله البشر ، مهدي عبيد ، حمدان سمعان ، كما أرسل هبري وفدا للباقلاني بقياده الجنرال محمد نوري . وثم ذلك التقارب بمباركة ليبيا . في كتابه ( الإسلام في افريقيا ) . كتب القيادي في جبهه فرولينا المهندس المرحوم يوسف بريمه : " ذهب الباقلاني بنفسه لمقابله حسين لمناقشته حول المبادر الليبيه بخصوص توحيد جيش الشمال مع البركان ، وصل الباقلاني منطقه قرو ، ونزل ضيفا علي الشيخ " دقليما " احد شيوخ التبو ، بدا الباقلاني مباحثاته مع حسين هبري ، ولكن وجهات النظر اختلفت بينهما ، وكان أسباب هذا الخلاف هو :- - يري الباقلاني ضرورة تفعيل الاقتراح الليبي لدمج القوه العسكريه بين قوات الشمال والبركان . - ويري حسين ضروره الاتفاق مع فليكس مالوم حول المصالحهً التي بادر اليها مجلسه. وعندما اشتد الخلاف بينهما قام حسين باعتقال الباقلاني ، وأخذه بالقوه من منزل الشيخ الي مكان مجهول . هذه الحادثه استفزت الشيخ دقليما ووجهاء واعيان التبو ، فذهبو الي كوغوني وأخبروه ان تصرف " هبري " هذا يخالف عاداتهم وتقاليدهم ، وأنهم سوف يعيدون الباقلاني الي منزل الشيخ مهما كلفهم الأمر ، كما أكدوا لكوغوني تأييدهم لفكره الباقلاني بالاتفاق مع ليبيا ، ويرفضون وجهه نظر " هبري " في هذه الأجواء المشحونة ، فري " هبري " من منطقه " قرو مع اتباعه من فروع النكازا ، ليؤسس قوات الشمال (FAN) في منطقه بلتين ، بعدما اطلق صراح الباقلاني ،تحت ضغط زعماء التبو ) . هذا التصرف الغادر ، دفع بالفصائل العسكريه الى ترسيخ النهج القبلي في عناصرها ، واصبح كل زعيم فصيل يركز علي عشيرته بدلا من المكوين الوطني . وصار " كوغوني واداي " رئيسا لمجلس قياده قوات الشمال المسلحه ، بدلا عن حسين هبري ، واتفق مع محمد الباقلاني علي تكوين لجنه عسكريه مشتركه برئاسة ادم تقوي ، من الجيش الثاني ، وقاسم محمد قمر نائبا له من قوات البركان ، وشغل اصيل احمد أغبش من قوات البركان منصب السكرتير المالي . بعد وفاه الباقلاني عام 27/03/1977، تزعم اصيل قوات البركان ، اثر خلاف مع عبدالله " ادم دناع " . تمكنت اللجنه العسكريه المشتركه بقياده كل من كوغوني ، واصيل ، من الحصول على الدعم غير المحدود من ليبيا ، والرعاية التامة من القذافي . وفي عام 17/4/1977 ،أصدرت قياده قوات التحرير الشعبيه بيانا اعلنت فيه عزل " ابا صديق " عن الامانه العامه لفرولينا ، وعينت بدلا عنه " مالوم بكر " ، وارسلت وفدا بقياده محمد ابا سعيد وإبراهيم يوسف جويلي الي ليبيا لبحث الاتحاد مع الجيش الثاني بقياده كوغوني ، والجيش الاول لقوات البركان بقياده اصيل . ابراهيم يوسف جويلي ، تشادي من اصل ليبي ، درس بالكنغو ، وتخرج من معهد المعلمين هناك ، واصبح معلما في تشاد . ثم ترك التدريس وانضم للجيش الاول بقياده ابا صديق ، كان مولعا بالفكر الماركسي ، واستطاع ان يضم له عددا من الطلاب التشادييين الدارسين في الكنغو وفرنسا ، وعلي رأسهم الشيخ ابن عمر ومحمد علي يوسف وآدم يعقوب كوكو وسيد قمر السليك وعبدالرحمن صالح وكيلاني احمد طوير وغيرهم . يري ابراهيم جويلي ان فرولينا ثوره تقدميه اتت لإخراج الشعب من تخلفه ، ولتحرره من براثن الاستعمار ، وان الأخطاء التي ارتكبها السيد ابراهيم ابجه في حياته بسبب تعامله مع شخصيات رجعيه راديكاليه مثل محمد الباقلاني الذي يميل الى فكر الاخوان المسلمين ، ويدعو الي اقامه دوله اسلاميه في تشاد . ادرك الرئيس مالوم انه في امس الحاجه لحلفاء جدد لمواجهه الخطر القادم من الشمال ، فاقدم الي توقيع اتفاقيه المصالحهً الوطنيه بالخرطوم في 05/02/ 1978 م ، مع حسين هبري قائد قوات الشمال (FAN).. وفي اغسطس عام 1978م . تم تشكيل حكومه جديده وفقا مخرجات اتفاقيه الخرطوم اصبح بموجبها حسين هبري اول رئيس وزراء شمالي بعد الاستقلال ، والجنرال فليكس مالوم رئيسا للجمهورية ، وكان لهذا الحدث اثر طيب في نفوس الشماليين المبعدين من المشاركه في اداره البلاد بايعاز من فرنسا. رأي القذافي ان في هذا الاتفاق لا يستجيب لرغباته ، مدركا لموقف " هبري " من قطاع أوزو ، فأرسل قوات بريه لدعم فصيلي كوغوني واداي ، واصيل احمد ، وقد تمكنت هذه الفصائل من الاستيلاء علي مدينة " فايا لارجو " وألحقت هزيمه ساحقه بقوات الحكومه المدعومة بقوات (FAN) ، واستخدمت في تلك المعارك اسلحه متقدمه مثل صواريخ ( ستريلا 2جوجو ). هذه الانتصارات عززت مكانهة كوغوني واداي ، واصيل احمد ، بين فصائل فرولينا المتفرقة .

أ . احمد البطحاوي

شعب الهونزا المسلم أكثر البشر المعمرين على وجه الارض…

الهونزا شعوب لا تعرف المرض


يعيش شعب الهونزا قرب جبال كاراكورام، في مكان يطلق عليه «وادي الخالدين»، وهم قبائل مسلمة، يبلغ عددهم قرابة الـ920 ألف شخص. والمدهش بأمرهم أنهم لا يمرضون أو يشيبون، وعمر الـ70 عاماً يعتبر مرحلة الشباب لديهم، فالرجال والنساء بصحة ممتازة وبشرة نضرة كالأطفال تماماً، وليس غريباً أبداً أن يصل عمر الفرد منهم إلى 150 عاماً، والنساء يستطعن الحمل والولادة بأعمار الـ70 والـ80 عاماً.
هذه هي أسرارهم..

وادي الهونزا في باكستان

يأكلون من الطبيعة فقط
ابتعادهم عن المدينة وضجيجها، وابتعادهم عن التكنولوجيا التي تسبب الكسل، وعيشهم بين الجبال؛ أهم أسرار شبابهم الدائم وأعمارهم الطويلة، فهم لا يأكلون سوى الخضراوات والفواكه، ويأخذون البروتين؛ عبر تناول القليل من الحليب والبيض والجبن. ولا يشربون سوى العصائر الطبيعية الطازجة لشهرين أو 3 أشهر فقط في العام، وإلى جانب ممارستهم اليوغا دائماً، هم معتادون على السير لمسافات طويلة جداً لا تقل عن 20 كيلومتراً يومياً.
لا يعرفون أمراض العصر الجديدة..

يعيشون حتى 150 عاماً

فتاة من شعب الهونزا
حياتهم البدوية وانسجامهم مع الطبيعة والجبال، جعلتهم لا يصابون بأمراض العصر الجديدة، فهم لا يعرفون أمراض السرطان؛ كونهم يتناولون الكثير من المكسرات المجففة التي تحتوي على الـبي-17 B-17، الذي يتحول إلى مادة مضادة للسرطان بالجسم، كما أنهم لا يعرفون السكري، البدانة، ضغط الدم، عسر الهضم، أو قرحة المعدة، وغيرها من الأمراض؛ لأنهم لا يصابون بها، ولم تصلهم أيٌّ من الأوبئة القاتلة التي تنتشر في باقي أنحاء العالم، والشيء الوحيد الذي يعانون منه هو اضطرابات العين؛ بسبب الدخان الناتج عن نار الطبخ وإعداد الطعام فقط.


هكذا اشتهر شعب الهونزا..

شعب الهونزا المسلم

أحد رجال الهونزا
ما حدث بالعام 1984 في مطار لندن كان السرّ باشتهار شعب الهونزا؛ وذلك بعد أن تم توقيف شخص منهم في المطار، يدعى «عبدمبندو»، كان مكتوباً بجوازه سفره أنه من مواليد العام 1932، لكنه كان يبدو وكأنه شاب بالثلاثينات، رغم أنه حينها كان بالعقد الخامس من العمر، وبعد استجوابه؛ تحدث لهم عن شعبه، وكيف يعيشون هناك.


ما لا تعرفه عن الهونزا..

- يعني اسم شعب الهونزا «المتحدون في جبهة واحدة كالسهام».
- تتحدث قبائل الهونزا لغة البروشسكي.
- هناك اعتقاد أنهم من نسل جيش «اليكجينت دار» أحد جيوش الإسكندر الأكبر، الذين ضلوا طريقهم في القرن الرابع في أحد جبال الهيمالايا الضيقة.

5CEvyaAfMXcBM4pg2VTCmMwCCGsMohVennzWNseTVAJFPkcFEc4XvakiccRDJP1EZ5XGkbauftXEZZZWv.jpg
hunzapeople11.jpg

تقرير صحى


السموم الفطرية (aflatoxin) *************
انقلها لكم للفائدة....
---------------------------------------------------------------------------
تعتبر السموم الفطرية من أخطر السموم على صحة الإنسان والحيوان، وأشهرها أربعة هي: الأفلاتوكسين، الفيومونسين، الزيرالونين، والفيوميتوكسين، إلا أن الأفلاتوكسين هو أشهرها وأخطرها على الإطلاق، فهو يوجد في عدد كبير من الأطعمة، ويكفي أن يتعرض الشخص لكمية ضئيلة منه، لا تتعدى أجزاء من المليون، كي تودي به. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن التسمم بالأفلاتوكسين يمكن أن يسبب الوفاة، وإذا ما تعرّض له الأطفال لمدة طويلة فإن مضاعفات كبيرة قد تلحق بهم، أبرزها التقزم، نقص الوزن، وتضرر الجهاز المناعي.
وتدخل سموم الأفلاتوكسين إلى جسم الإنسان إما بطريقة مباشرة بواسطة الأغذية، وإما بطريقة غير مباشرة من خلال تناول منتجات مصدرها حيوانات سبق لها أن تغذت على أعلاف ملوّثة بالسموم الفطرية، وهي الأخطر خصوصاً على الأطفال.
ويتم إنتاج سموم الأفلاتوكسين من فطر اسمه أسبيرجلس فلافوس، ينمو ويترعرع على أغذية كثيرة أبرزها الفول السوداني، المكسرات (الفستق والجوز والكاجو واللوز)، الذرة، القمح، الأرز، الشعير، البذور الزيتية، البقوليات، الفواكه الملوثة، التمور، الصعتر، والقهوة.
والكبد هو المستهدف الأول لسموم الأفلاتوكسين، التي تؤثر في عمل خلاياه فتتسبّب بحدوث خلل على صعيد استقلاب الدهون والبروتينات، وتبدأ الدهون بالترسب شيئاً فشيئاً في خلايا الكبد، ما يؤدي الى تشحّمها ومن ثم إلى تلفها وتليّفها لتفضي في النهاية إلى إصابة الكبد بالسرطان، وتؤكد المعلومات التي نشرتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان، في شكل لا يدع مجالاً للشك، إيجابية العلاقة بين هضم الأفلاتوكسين والإصابة بسرطان الكبد عند البشر، وقد تم تسجيل هذه العلاقة في كثير من البلدان مثل تايلندا، كينيا، موزامبيق، أوغندا، والهند. وإلى جانب هذا، أظهرت الدراسات وجود تلازم بين التعرّض للأفلاتوكسين والإصابة بسرطان الرئة، مع أن البحوث المختلفة التي أجريت حول ذلك لم تستطع تفسير كيفية وصوله إلى رئة الإنسان. هل حصل ذلك من طريق الدورة الدموية؟ أم من طريق الاستنشاق من الهواء؟ سؤال ما زال بلا إجابة.
كيف يتظهّر التسمّم بالأفلاتوكسين؟
في الواقع، لا توجد عوارض نوعية للتسمّم، وهي تشمل:
- انزعاج مستمر في المعدة.
- نفخة في البطن.
- فقدان الشهية على الأكل.
- معاناة من التقيؤات المتكررة.
- قرقرة في البطن.
- حمى وصفار الجلد والعينين.
- تورم البطن، وتضخم الطحال والكبد.
- نزف من الجهاز الهضمي.
- إصابة بالغيبوبة.
ماذا في شأن العلاج؟
لا يوجد علاج للتسمّم بالأفلاتوكسين، لكن هناك أطباء ينصحون بأخذ جرعات داعمة من الفيتامين ي والسلينيوم، كونها تفيد في التخفيف من حدة التسمم. أما في شأن الوقاية، فإن السبيل الأفضل هو منع تشكّل الفطريات التي تنتج سموم الأفلاتوكسين وحماية الأغذية من التلوّث بها.
لا يمكن تلافي تلوّث الغذاء بسموم الأفلاتوكسين حتى مع استخدام التقنيات العالية في التصنيع الغذائي، ولا تتوافر، من الناحية العملية، أي طريقة يمكن الاعتماد عليها لمنع وصول هذه السموم الى الأغذية التي نتناولها، لهذا سمحـت إدارة الدواء والغذاء الأميركية بوجودها بنسبة معينة لا يجب تجاوزها.
هل من سبيل لتقليل كمية السموم الواصلة من طريق الطعام؟
إن الالتزام بالنصائح الآتية يفيد على هذا الصعيد:
- شراء الأغذية المنتجة حديثاً وبكميات قليلة ومن مصادر موثوقة.
- تخزين الأغذية في أماكن جافة وباردة، بعيداً من الرطوبة الزائدة التي تشجّع على نمو الفطريات.
- إذا لاحظت نمو العفن على الغذاء، فعليك وضعه في كيس محكم الإغلاق ورميه في سلة المهملات.
- تنظيف الثلاجة في شكل دوري وفاعل.
- الحرص على أن تكون نسبة الرطوبة في المطبخ أقل من 40 في المئة.
- إذا كان الغذاء يحتوي على جزء مصاب بالفطريات، فعليك التخلّص منه بالكامل، ولا تحاول أبداً قطع الأجزاء السليمة من الغذاء عن الجزء المصاب بالفطريات لاستخدامها، بل يجب التخلّص من الغذاء دفعة واحدة.
- العناية بنظافة أماكن تحضير الطعام في المطبخ، والحرص على إبقائها جافة دوماً.
ختاماً هذه الملاحظات:
أولاً، لا يمكن رؤية سموم الأفلاتوكسين بالعين المجردة، كما لا يمكن القضاء عليها بالحرارة ولا بالمطهرات، من هنا خطرها الداهم على الصحة.
ثانياً، إن ربع الإمدادات الغذائية العالمية ملوّثة بسموم الأفلاتوكسين، ونصف سكان الكرة الأرضية معرّضون لخطرها.
ثالثاً، إن ضرر سموم الأفلاتوكسين يزداد في حال وجود سموم أخرى، أو في حال نقص الوارد من البروتينات.
رابعاً، ليس هناك رقابة فاعلة متوافرة في غالبية دول العالم لرصد سموم الأفلاتوكسين في الأغذية، خصوصاً المستوردة منها.
خامساً، إن مخازن الحبوب والأغذية والمخازن المبردة وحتى البقاليات الصغيرة، التي لا تتوافر فيها الشروط الصحية، تشكّل بيئة ملائمة لتكوين سموم الأفلاتوكسين.
سادساً، هناك بحوث تفيد بأن تناول الخضار الورقية الخضراء، مثل البروكولي واللفت والسلق، يمكن أن يعكس آثار التسمّم بالأفلاتوكسين.

الحذاء ...فى ثرات الشعوب

75424762_102502481192568_4214877026491826176_n.jpg

مقال منقول :


حاجات الإنسان هي التي تقف خلف إكتشافاته عبر مسيرته الطويله منذ أن إعتدل عاموده الفقري وبات قادر على السير منتصب من دون الحاجه لساعدين ظلا ينحوان نحو القِصر، وذيل بدء بالضمور منذ أن هبط من أعالي أشجاره ولم يبقى منه الآن إلا أثر صغير ندعوه بالعصعوص . إكتشاف الإنسان لتغطية قدميه لا بد أن يكون قد بدء مع نجاحه في أن يسير منتصبا وبات قادر على السير على قدمين تتعرضان لسخونة الأرض ووعورة وأذى الطريق من أحجار مدببه وأشواك وبقايا أغصان جارحه، لكنه ببدائيته تلك لم يكن له أن يعرف أنواع الأرديه وأغطية الجسم طلبا للحراره إلا مع بدء مرحلة الصيد وتخليص غذائه من اللحوم عن جلودها التي تمكن من معرفة إستخدامها كغطاء لجسمه طلبا للدفئ وأيضا لف قدميه بقطع منها متحاشيا ما يلحق بها من أذى أثناء تنقلاته ورحلة البحث عن طعامه .... كان غطاء القدمين الجلدي هذا هو أول حذاء إرتداه الإنسان في مسيرته الطويله نحو الحضاره والدفاع عن الذات .

مواجهة الطبيعه القاسيه هي التي تقف خلف إكتشافاته البدائيه الرائعه دفاعا عن نفسه أمام سطوة حيواناتها الشرسه والمناخات المتبدله، العصى سلاحه الأول وجلود الحيوانات التي إصطادهها كانت غطاءه الأول لرأسه وباقي أنحاء جسده أمام هجمات الحر والبرد خصوصا بعد أن بدء شعره الكثيف ينحسر عن جسده ليستقر في منطقتين إثنتين بعد أن كان يغطي كل جسده، لم يكن هناك من وازع ديني بعد يقف خلف تغطيته لعورته أو لرأسه أو إطلاق لحيته وحف شاربه وتحديد أزياءه بمحددات دينيه لا تتوافق مع تاريخ تطوره ومسببات إرتداءها .

عرف العرب في جزيرتهم الصحراويه كغيرهم من الأقوام غطاء للقدمين يوفر لهم السير دون تعريضهم لسخونة رمال صحراءهم الملتهبه، ومن المؤكد أن غالبيتهم العظمى كانت عاجزه عن إقتناء وسيله حيوانيه للتنقل وهي التي ظلت حكر على الأغنياء منهم، هنا يصبح غطاء القدمين ضرورة لابد منها كما هو ضرورة طبيعية للإنسانية عامة . غطاء القدمين كان مصنوع من جلود بعرانهم في غالب الأحيان وهو عندهم على نوعين، " الخف " و " النعل " ، النعل ما له زمام يُحشر إبهام القدم فيه ليفصله عن باقي الأصابع ومعه سير من الجلد يربطه بالشراك الذي يغطي كعب القدم، أما الخف فهو مايستر أصابع القدم والكعب وهو أشبه بحذاء اليوم . ورد في الحديث عن أنس بن مالك أن الرسول كان يصلي بنعليه وهو القائل : خالفوا اليهود فإنهم لايصلون في نعالهم ولا خفافهم، وعن جرير بن عبدالله أنه رأى النبي يمسح على خفيه في الوضوء، وقد أمر محمد بالإنتعال بدءا بالقدم اليمنى ونزع النعل الأيسر أولا وحمل النعلين تحت الإبط الأيسر وليس الأيمن، ولا من حكمة دينيه أو إجتماعيه من وراء كل هذا، الإنتعال ونزعهما يتم جلوسا حسب ما أمر، ربما بسبب من صعوبة ما كان يلاقيها منتصبا .

الصحابي عبدالله بن مسعود لُقب بحامل نعل النبي، وهو الذي كان يحملهما بعد أن ينزعهما نبيه في المسجد، وكان يحمل عصاه أيضا، ولم يلقب بحامل عصى النبي . عائشه قالت أن النبي كان يخصف نعله أي يرقعه وهو مالا نعقله، فمحمد لم يعش فقير أبدا وهو الذي يقول عن جابر : إستكثروا من النعال، مما يعني أنه كان يملك أكثر من واحد، وقد أورد إبن عباس مثل هذا الحديث عن علي بن أبي طالب وهو خليفه عندما دخل عليه ورآه وهو يخصف نعله، عليّ إمتلك من المال ما مكّنه من الزواج من ثمانية نساء بعد فاطمه وإعالة الكثير من أبناءهن وبعض الجواري . ربما البعض لم يكن يملك أكثر من الذي ينتعله وآخرون يملكون أكثر من واحد وغالبيتهم العظمى كانوا حفاة القدمين حتى إحتلالهم مناطق الخير خارج الجزيره ونهبهم لثروات شعوبها مما كان له الأثر الواضح في الإرتقاء بمستوى معيشتهم وتطور أزياءهم ومنها نعالهم . وقد عرف العرب نعل الخشب الذي نسميه في بلاد الشام بالقبقاب وهو الذي أجاز أحمد إنتعاله عند الحاجه، وأكثر ما كان يستعمل في حمامات الأسواق العامه، كما هو الأمر عليه في حمامات البيوت وبيوت راحتها، القبقاب إندثر الآن ولم يبقى من صانعيه في دمشق إلا ما لايتجاوز أصابع اليد . شجرة الدر التي حكمت مصر لمدة ثمانين يوما وتنازلت بعد حملة عنيفه قادها رجال الدين قتلت بضرب القباقيب .

الوليد بن المغيره قبل الإسلام كان يدخل الكعبه نازعا نعليه وهو أول من فعل هذا، وكعادة المسلمين في إستعارة الكثير من عادات وطقوس من سبقهم، نراهم يدخلون مساجدهم بعد نزع أحذيتهم دون أن يكون هناك مكان خاص لحفظها عند أهل السنه، بينما تحفظ في مراقد أئمة الشيعه وحسينياتهم في أماكن خاصه تسمى كشوانيات مع بطاقة ذات رقم تعطى لصاحب الحذاء مقابل مبلغ بسيط وأحيانا دون مقابل، في صلاة العيد يرتدي المصلون أحذيه جديده يتعرض بعضها للسرقه ويعود صاحب الحذاء الجديد لمنزله بنعال ممزق قديم، وصاحب النعل بحذاء جديد، وأشهر قصص الأحذيه في الموروث الشعبي، تلك التي ألفها تقي الدين بن حجه الحموي ( ت 837 هـ ) والخاصه بمركوب أبو القاسم الطنبوري .
المثل العربي القديم يقول : عاد بخفي حنين، ويقال في من خسر الكثير وربح مكانه القليل، أو في من يضّيع بسوء تقديره الكثير ليجني القليل، وفي التشابه الشديد بين أمرين قالوا: حذو النعل بالنعل، وفي وصف المرأه يقول العرب المسلمون : المرأه نعل الرجل، ولا يخفى ما في هذه الكناية من تحقير لها إذا ما علمنا مقدار الدونية التي تلصق بالحذاء في ثقافتهم .

الرومان واليونان والمصريين عرفوا الصندل ذو السيرين الطويلين اللذان يتقاطعا بلفهما على الساق إلى ما دون الركبه، كان هذا الصندل شائع عند النساء والرجال خصوصا العسكر منهم، وما زال شائع حتى الآن ضمن أزياء المرأه وليس الرجل، الصندل للرجل يتوقف الآن عند الكعبين، وما زلت أذكر في مدرستي الإبتدائيه صنادل الفقراء ذات النعال المصنوعه من قطع إطارات السيارات الباليه، وفي أواسط آسيا ينتشر الحذاء المعقوف بوزه إلى الأعلى، أما الفتيات الصغيرات التي تعدهن مدارس الجيشا في اليابان ليصبحن لاحقا فتيات جيشا، فتوضع أقدامهن في قوالب خشبيه لا يتم نزعها إلا بعد أن يتوقف نموها، ليكون هناك فتاة في سن العشرين بقدم سن العاشره .... القدم الصغيره عندهم واحده من مظاهر جمال الفتاه .

في خمسينات القرن المنصرم، إشتهر وظهر في الأسواق ما أسميناه " زنوبه " وأطلقوا عليه في العراق " أبو الأصبع " ليحتل مكان القبقاب في الحمامات منعا للإنزلاق، وهو نعل من الإسفنج إرتداه الناس على نطاق واسع ليتمختروا به متباهين في شوارع مدنهم، وما زالت الزنوبه شائعة الإستعمال حتى الآن في بيوتنا وشوارعنا . المرأه في ملبوساتها وأحذيتها أكثر حظا من الرجل، طورت دور الأزياء الزنوبة لها، وأحذيتها من كل شكل ولون، والكعب العالي عند شيوخ المسلمين محرم، فهو يعرضها للسقوط وأذى النفس وهو مايحرمه دينهم على ما يقولون، كما أنه يدفع بمؤخرتها للترنح يمنة ويسرى صعودا وهبوطا بما فيه من فتنه للناظرين ودافع للتحرش بها، بينما أحذية الرجل ذات ألوان محدده ويغلب عليها اللون الأسود، وفي النصف الأول من القرن الماضي ظهر حذاء للرجل ذو لونين، أسود وأبيض وكان مقياس لثراء الرجل وأناقته ... كان مستورد ولا يمكن تفصيله في أسواقنا، وتفصيل الأحذيه هو الذي كان سائد للمتانه التي تتمتع بها ورخص أسعارها قياسا بالمصَنّع الجاهز، وأشهر شركات الأحذيه الجاهزه التي عرفها السوق العربي كانت شركة " باتا " . الرجل كان يطلب من الصانع ( الكندرجي ) حذاء لإبنه أكبر بنمرتين حتى يتلائم مع قدمه بعد سنتين أو ثلاث، وعندما يهترئ نعله يعود به إلى الكندرجي ليركّب له نصف نعل، أو آخر لكامل الحذاء مع تلك الحدوات الحديدية التي تأخذ شكل هلال، واحده في مقدمة النعل وأخرى في نهاية الكعب، ومن أراد أن يضمن عمرا أطول لنعله يضع إثنتان أخرتان باطنه وظاهره، ومقياس الحذاء هو " النُمره " ، حذائي نمره 42 أو 43 حسب موديله، ويقال أن صانع أحذية ملك أدوارد الثاني ( ت 1327 ) هو الذي إخترع ذلك المقياس بحبات الشعير . بداية القرن الماضي كان أثرياء القوم يغطون أعلى أحذيتهم بياقه بيضاء شبيهه بياقة القميص كأحد مظاهر الأناقه، وفي الخمسينات وفي أيام الشتاء كانوا يُلبِسون أحذيتهم غطاء مطاطي أسود اللون للحفاظ عليه من الإتساخ ثم يقوم الرجل بنزعه عند وصوله لعمله في وزارته أو الدائره التي يعمل موظفا بها، وكم منا من إرتدى فردتي حذاء مختلفين دون أن ينتبه ليعود لمنزله سريعا بعد أن يكون زميل له قد أثار إنتباهه .
دونية الحذاء ومهانته واسعة الإنتشار في بلداننا وتشمل كل الطبقات، في العراق يشتم المتخاصم خصمه قائلا له : إبن القندره، وفي بلادنا يقول له : كندرتي على راسك، وكندرتي أشرف منك ومن اللي خلفوك، والضرب بالحذاء يعتبر مهانة عظمى، أثناء إلقاء رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان لكلمته في الجمعية العامة للأمم المتحده عام 1960 ، نزع خروتشوف فردة حذائه ليطرق بها منصته، كما تطايرت الأحذيه والنعال من فوق رأس أياد علاوي عام 2005 وهو في زيارة ضريح الإمام عليّ في النجف الأشرف، لكن حذاء الزيدي تم الترويج له على نطاق واسع، صدر الحكم بالحبس لمدة سنه بحق الزيدي وأطلق سراحه بعد تسعة أشهر لينعم بأموال الدعم الوفيره التي هبطت عليه بضربة حذاء، ولو فعلها الزيدي في زمن صدام لتم شنقه هو وكل أفراد عائلته برباط حذائه دون محاكمه، ولا يستطيع أحد أن يفعلها في رئآساتنا دون عقوبات صارمه، الزيدي نفسه قُذف لاحقا بحذاء أحد مواطنيه، ورئيس السودان قذف بالحذاء دون ظهور أي صور بسبب مصادرة كل الكاميرات والهواتف التي سجلت الحدث وقيل أن الرجل مجنون وأودع مارستان المجانين في السودان .... تتطاير الأحذيه في معاركنا في المقاهي والشوارع وحتى في صفوف الدراسه .

كثير من العوائل تحمل إسم مهنة إمتهنها أحد أجدادههم، النجار والحداد واللحام أو القصاب والخوري والشيخ، ومن إمتهن مهنة لها علاقه بالحذاء، هناك في العراق عائلة القندرجي ومنهم قارئ المقام المعروف رشيد القندرجي ( ت 1945 أو 1948 ) وعائلة الخَفاف وهو صانع الخِفاف ومنهم الملحن العراقي جعفر الخفاف .

واحد من الذين يعملون بتفصيل الأحذيه، عمل حذاء لرئيس دولته دون أن يأخذ مقاس قدميه .... كان الحذاء مطابق تماما لقدمي الرئيس، ولما سُأل عن سره قال :
صارلنا أربعين سنه كندرته فوق راسنا .... بديش أحفظ قياسها !!!!

القهوة الإثيوبية... ملتقى العشاق والسياح والمورد الأهم للعملة الأجنبية



محمد مصطفى جامع
كاتب سوداني مهتم بالشؤون الأفريقية


68945155_2199729410136902_5103521904816291840_n.jpg

حالما تطئ قدماك أرض إثيوبيا إذا كنت قادمًا من المطار أو من منفذ بري لإحدى دول الجوار، لا بد أن تستوقفك رائحة القهوة التي يطلق عليها محليًا اسم "بُنّة"؛ فالقهوة في جمهورية إثيوبيا ليست مجرد مشروب تتناوله وتمضي لحال سبيلك، بل أحد معالم ثقافة شعوب عريقة استقرت منذ قرون طويلة في هذه البقعة ذات التاريخ التليد العامر بالحضارات المختلفة.

والمقاهي موجودة في كل مكان بإثيوبيا بدءًا من قارعة الطريق، فيكفي وجود صندوق خشبي وبعض الكراسي الصغيرة المصنوعة من الخشب أو جلد الماعز إضافة إلى مبخرة صغيرة و كراسي صغيرة ليكون أجمل مقهى تقليدي تفوح منه رائحة أصالة إثيوبيا وتاريخها الزاخر، ولا يقتصر وجود القهوة الإثيوبية على المقاهي الشعبية آنفة الذكر بل ستجدها حتى في الفنادق ذات الـ5 نجوم وفي قلب المجمعات التجارية الحديثة وداخل صالات مطار بولي بالعاصمة أديس أبابا والمطارات الداخلية، فالمواطن الإثيوبي لا يكتمل يومه إلا بتناول عدة فناجين من القهوة يوميًا منذ الصباح الباكر وقبل الخلود إلى النوم.

ويُروى عن أحد الشباب الإثيوبيين قوله: "ليس لديّ أي شخص أتناول معه القهوة "، لا ننظر إلى العبارة حرفيًا، ولكن من الواضح أن هذا الشخص ليس لديه حبيبة أو أصدقاء جيّدين يمكن أن يثق بهم ويتناول معهم القهوة، ويشير ذلك إلى الدور الاجتماعي الذي تلعبه القهوة في إثيوبيا، وحقيقة أن الناس هناك غالبًا ما يتجمعون لحظة شرب القهوة من أجل إجراء محادثات تغطي كل ما يدور في الحياة اليومية والقضايا الخاصة والعامة على حدٍ سواء.

وحتى الذين يزورون إثيوبيا بغرض العمل أو السياحة، مؤكد أن لديهم ذكريات لا تُنسى مع هذا المشروب الساحر الذي يعد من أساسيات الحياة في إثيوبيا وجارتها إريتريا.

في هذا التقرير سنتطرق إلى أسطورة اكتشاف القهوة، وطقوس تناولها في إثيوبيا، كذلك أبرز الشركات المنتجة والمصدرة إلى جانب مساهمتها في الاقتصاد الإثيوبي.

كيف اكتشف الإثيوبيون القهوة؟

تعود قصة اكتشاف القهوة عالميًا إلى شعب الأورومو وهم أكبر الشعوب الإثيوبية تعدادًا، وإذا عدنا إلى الموروث الشعبي الإثيوبي نجد أن الرواية الأسطورية تتحدث عن أحد رعاة الغنم في القرن التاسع الميلادي، وهو شاب يُدعى "كالدي"، كان يرعى قطيعًا من الأغنام في غابات كافا المطيرة وارفة الظلال "جنوب إثيوبيا"، ثم لاحظ فجأة أن ماعزًا من القطيع أصبحت أكثر نشاطًا وحيوية وتكاد ترقص، بعد بحث واستقصاء، اكتشف أن الماعز أكلت ثمارًا حمراء تشبه الكرز الأحمر من الأشجار التي في الجوار، فقرر تجربتها والانضمام إلى الماعز فأحسّ بنشاط غريب ونكهة لم تكن مألوفةً لديه.

ثم توجه كالدي من فوره إلى عمه الراهب في دير مجاور، مسرورًا يكاد يطير فرحًا بهذا الاكتشاف الجديد، ويقول سكان كافا الذين يتناقلون الرواية كما سمعوها من أجدادهم: "ألقى الرهبان الثمار في النار خوفًا من "الأرواح الشريرة"، ولكن عندما تسللت رائحة القهوة المحمصة إلى أنوفهم، انتابهم الشعور الذي انتاب كالدي من قبل، وتراجعوا عن رأيهم بعد أن تصوروا الحماسة التي ستضفيها هذه الطاقة الجديدة على الطقوس الدينية، ثم أخبروا أفراد القبيلة بالقصة، وعرضوا النبتة على الكهنة واستُخدمت كعلاج للاكتئاب والعجز والخمول ثم استخرج البن منها، ورويدًا رويدًا انتقل إلى باقي المناطق في إثيوبيا ومن هناك إلى العالم لتصبح القهوة المشروب الأكثر شعبية.

الذين يعتقدون بصحة أسطورة كالدي يرون أن اسم القهوة باللغة الإنجليزية Coffee أُخذ من اسم مكان اكتشافها الذي سبق ذكره "غابات كافا"، الواقعة في منطقة أوروميا جنوب البلاد على مقربة من مدينة جيمّا التاريخية، وغرب مدينة هوّاسا عاصمة إقليم الجنوب.

طقوس القهوة الإثيوبية

لا تقل مراسم إعداد القهوة في إثيوبيا أهمية عن تناولها، حيث تبدأ الفتاة التي تتولى إعداد القهوة في الأُسرة برش المكان ونثر العشب الأخضر أو "قيطما" كما يطلقون عليه باللغة الأمهرية كرسالة للفأل الحسن كما يعتقد الإثيوبيون، ولا بد أن ترتدي الفتاة صانعة القهوة الزي التقليدي ليكون مكمن سعادتها أن تعد المشروب الأول وسط حضور أسري ومشاركة من الجيران والضيوف الذين يتصادف وجودهم.

توضع حبوب البن الطازجة أولًا على طبق من الفخار لتجف في الشمس، ثم تُغسل وتُحمص في آنية مسطحة من الحديد على النار باستخدام الفحم، ثم تُمرِّر الفتاة، البن المحمص على الضيوف والبداية تكون بالأكبر سنًّا لاستنشاق الرائحة المحببة إلى النفس، ولتعطي الحاضرين إحساسًا بجودة البن وطيب نكهته، بعدها تقوم بطحن حبوب القهوة يدويًا وتضعها في إبريق القهوة الإثيوبي التقليدي الذي يعرف باسم "الجَبَنة" وتقدم مع طازجة الفشار وبعض المكسرات.

ويقوم الحاضرون الذين ينتظرون احتساء فنجان القهوة بمتابعة معدّة القهوة وهي تقوم بعملها بشيء من الاحترام والتقدير، وعند تقديمها لهم في الفناجين يفترض أن يقوموا بشكرها والتعبير عن إعجابهم بجودة البن فيقولون "كونجو بنة" أي قهوة جميلة باللغة الأمهرية أو "طعوم بنة" كما في التغرينية.

وتمثل جلسات القهوة في إثيوبيا مزيجًا من الحياة الثقافية والاجتماعية والدينية وحتى السياسية، وهو ما يعكس تميز القهوة الإثيوبية ليس لجودتها فحسب وإنما كونها جزءًا أصيلًا من ثقافة وحضارة الشعب الذي يعتبر نفسه المكتشف الأول لنبتة البن في العالم.

أشهر شركات البن الإثيوبي

الذي يتجول في المدن الإثيوبية وخاصة العاصمة أديس أبابا يلاحظ كثرة متاجر القهوة التي تبيع المشروع الأول في عبوات جاهزة، وتتنافس الشركات المصنعة للبن في اجتذاب الزبائن من داخل البلاد وخارجها؛ وغالبًا ما تضم هذه المتاجر ركنًا لتناول القهوة الطازجة قد يكون الركن كبيرًا أو صغيرًا على حسب حجم المتجر لكنه ضروري بطبيعة الحال ربما لتأكيد جودة البن للزبائن وللمساهمة كذلك في تقليل تكلفة استئجار المكان والإيفاء بالتزامات العاملين فيه.

ويمكن تقسيم البن العالمي إلى نوعين أساسيين، هما أرابيكا وروبوستا، وتكمن الفوارق الأساسية بينهما في الطعم وأماكن الزراعة والسعر، وتستحوذ إثيوبيا على حصة كبرى من إنتاج بن الأرابيكا، فهي تحتل المركز الخامس في هذا الصدد واحتكرت شركات عالمية حق شراء البن الإثيوبي بكميات كبيرة كما سيأتي بيان ذلك بالتفصيل لاحقًا.

من أكبر الشركات المنتجة للبن في إثيوبيا:

1- توموكا (Tomoca): واحدة من أشهر شركات إنتاج البن الإثيوبي، قهوتها داكنة سوداء عالية الجودة من نوع البن الهرري "نسبة إلى مدينة هرر"، وهي قهوة 100% من نوع أرابيكا سابق الذكر، تُعبأ في أكياس سعة 500 جم أو كيلوجرام، ويمكن العثور عليها في متاجر الشركة المنتشرة في العاصمة أديس أبابا وفي الولايات أو في السوبر ماركت ومحلات التجزئة، وللموجودين خارج إثيوبيا يمكنهم طلبها عن طريق موقع التجارة العالمي "أمازون".

2- أبيسينيا (Abissinya) وهي كلمة لاتينية تعني الحبشة؛ لذا أُطلقت على العديد من المحال التجارية والشركات ومن بينها هذه الشركة الشهيرة حيث يأتي الزبائن إلى متاجرها ـ خاصة فرع بولي مدهني يلّم القريب من المطار - للاستمتاع بالمشروبات المفضلة التي يتم تقديمها مع الخدمة المتميزة في بيئة مريحة وودية، فمقاهي أبيسينيا توفر أماكن دافئة وجذابة حيث يمكن للجميع قضاء أوقاتهم والاسترخاء وتذوق أفضل أنواع القهوة والشاي أيضًا، ولدى الشركة خط إنتاج عالمي تصدر منه البن المحمص الجاهز إلى شتى أنحاء العالم.

3- مانكيرا (Mankira): واحدة من الشركات التي تمتلك وجودًا قويًا في الداخل الإثيوبي، فمتجرها الذي يقع في منطقة بياسّا التاريخية ـ على سبيل المثال ـ يعد المَعلَم الأشهر في الضاحية الشهيرة، وعُرفت مانكيرا بمنتجاتها ذات الأسعار المنخفضة نسبيًا مقارنة بالشركات الأخرى لذلك تعد محلاتها ومقاهيها الملاذ المفضل للطلاب وغيرهم من ذوي الطبقات المتوسطة، ولديها كذلك خط إنتاج تصديري إلى خارج البلاد.

4- ترابوكّا (Trabocca): تتميز بأنها تعمل جنبًا إلى جنب مع المزارعين والتعاونيات والمصدرين لتوفير القهوة عالية الجودة والقابلة للقياس إلى المحامص في جميع أنحاء العالم، أي أنها تركز على التصدير وليس لديها متاجر محلية حتى الآن، إذ تُعرّف نفسها بالقول "نحن حريصين على تحسين سلسلة التوريد بأكملها من خلال إقامة علاقات وثيقة بين المزارعين والمحامص".

5- Cerealia: وهي كذلك واحدة من الشركات الكبرى المتخصصة في تصدير وتسويق البن الإثيوبي من نوع أرابيكا إلى أسواق أوروبا ومختلف أنحاء العالم، وتعمل الشركة على خدمة السوق بمنتجات ذات جودة عالية، مستخدمة التقنية العالية والتكنولوجيا الحديثة لتلبية احتياجات عملائها وموظفيها والمساهمين وأصحاب المصلحة الآخرين..

كانت تلك مجرد عينة بسيطة من شركات البن الإثيوبية، ولا ننسى أن هناك سلسلة مقاهي تعد أكبر من الشركات مثل سلسلة "كالدي"، التي لا تقل عن "ستار باكس" الأمريكية في الداخل الإثيوبي من حيث الانتشار والجودة، فحيثما توجهت ببصرك تجد أمامك أحد محلات كالدي التي يفضلها الناس على الدوام، وتمثل ملتقى ثابتًا لكل فئات المجتمع والزوار الأجانب.

ولا تحصر مجموعة كالدي خدماتها في القهوة فقط فهي تقدم كل المشروبات الساخنة الأخرى من الشاي والشوكولاتة الساخنة والكابتشينو وغيرها، ومع ذلك تعد المقاهي التقليدية الأكثر انتشارًا وجذبًا للزبائن لرخص سعر القهوة هناك ولأن البن الموجود فيها طازج ومتجدد كما يقول هؤلاء، إلى جانب تقديمه في الهواء الطلق وليس في أماكن مغلقة كالكافيهات الحديثة المفضلة لمحبي الهدوء ولفئة العشّاق من الشباب.

مساهمة قوية للقهوة في الاقتصاد الإثيوبي

أيًّا كان مكانك وأنت تستمتع بفنجان قهوتك الصباحية الدافئة أو الساخنة، عليك أن تتذكر أن إثيوبيا هي مصدر هذه النكهة الفريدة للقهوة، فهي أكبر مصدر للبُن بالقارة الإفريقية وعلى مستوى العالم، إذ يعمل أكثر من 25 مليون مواطن إثيوبي في زراعة وصناعة وتصدير البن بإنتاجٍ يصل إلى 400 ألف طن سنويًا، وتعد إثيوبيا خامس أكبر منتج للبن بعد البرازيل وفيتنام وكولومبيا وإندونيسيا، لكنّها "إثيوبيا" تتميز بالإنتاج عالي الجودة الذي يتفوق على الدول الأربعة أعلاه.

وأظهر تقرير صدر في مايو/أيار الماضي أن إثيوبيا حصلت على نحو 560 مليون دولار عائدات تصدير البن خلال 9 أشهر وهو رقم ضئيل نسبيًا مقارنة مع 880 مليون دولار حصلت عليها البلاد العام الماضي، ما يشير ربما إلى تأثر قطاع البن بالصراعات الداخلية التي تشهدها مناطق عديدة، إلى جانب تأثير التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة مقارنة بالأعوام الماضية.

ويوفر تصدير البن نحو 31% من العملات الصعبة، إذ يشكل هو وشركة الخطوط الجوية الإثيوبية العمود الفقري لاقتصاد أديس أبابا، مع ملاحظة أن تصدير البن يستوعب قرابة ربع السكان، وتعتبر القهوة الإثيوبية من أجود الأنواع على مستوى العالم كما ذكرنا، حيث تستحوذ إثيوبيا على 95% من إنتاج البن عالي الجودة، وتحتكر عدة شركات عالمية حق شراء كميات كبيرة منه، وعلى رأسها "ستار باكس" الأمريكية التي وقعت عقدًا مدته 40 سنة بدأت منذ العام 2007.

ولهذا تهتم السلطات الإثيوبية بسلعة البن وتسويقها، ففي مطلع ديسمبر/كانون الأول 2018 استضافت أديس أبابا معرض القهوة الدولي للتداول بشأن فرص السوق ومناقشة العوامل الدافعة لنمو سوق البن في إثيوبيا وفقًا لهيئة القهوة والشاي الإثيوبية .

إذًا، هي القهوة المشروب الأول في إثيوبيا والمفضل لكل مكونات الشعوب الإثيوبية وللسياح الذين يزورون إثيوبيا باستمرار، مهما كانت دياناتهم ومعتقداتهم الفكرية واتجاهاتهم السياسية، فقراء كانوا أم أغنياء، فـ"القهوة" أشبه ما تكون بإكسير الحياة للإثيوبيين ولا يبدأ اليوم إلا بتناولها في الصباح الباكر وعند الوصول إلى العمل وبعد الظهر في المنزل بالجلسة التي سبق لنا وصفها، وفي الأمسيات تحلو جلسات القهوة للصغار والعشّاق من الشباب، ولفئة كبار السن في المدن والأرياف الإثيوبية كافة في الموسمين موسم الأمطار الذي يبدأ من أبريل/نيسان ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول، وموسم الشتاء الذي يبدأ من نوفمبر/تشرين الثاني حتى مارس/آذار فما أطيب القهوة الإثيوبية الحاضرة في كل المواسم والأوقات وما أجمل جلساتها

الأمازيغ قادمون يا عرب شمال أفريقيا


72316103_3280664335284633_1872342837517877248_n.jpg





مقال منقول…

الأمازيغ قادمون يا عرب شمال أفريقيا
فأندمجوا معهم حتي تصيروا أمازيغاً
كما فعلتم معهم ذات مرة وأستعربتموهم
أو أحزموا أمتعتكم وعودوا من حيث أتيتم
شبه الجزيرة العربية ..... إن قبلت بكم
( تأملات ما بعد الخلدونية )

بالطبع أنا لست أمازيغيا بل عربيا أب عن جد لكنها دورة التاريخ التي لا ترحم . وهي تسير بموجب قانون الحتمية قاسي القلب تشير الي أن الأمازيغ قد بدأوا من زمن ليس بالقصير ( خاصة بعد ثورات الربيع العربي ) في لملمة صفوفهم لدحر العدوان العربي الذي استغل الدين ليسود بلاد الأخرين , تساندهم في ذلك القوي الكبري العالمية التي ناصبت الوجود العربي المسلم العداء . انهم يقولون بأي حق يستولي العربي البدوي علي جبال نفوسة وبرقة وتيزي وزوا , ليتحول الأمازيغي ( الرجل الحر) ساكن الجبال االي مواطن من الدرجة الثانية في بلاده ؟ وتنمحي لغته القومية وينسلخ عن هويته الأصليه الي هوية مختلفة عنه تماما ؟ والأمازيغ منتشرون في المغرب حيث يشكلون 40% من سكانه وتونس ويشكلون 100,000 نسمة ينتشرون في مطماطه، تطاوين، جزيرة جربة، قبلي،سوق الأحد، ڨفصة، الڨصرين وتكرونة والكاف و سليانة وفي ليبيا يشكل امازيغ ليبيا حوالى 52% من سكان إقليم طرابلس الغرب حسب احصائية عام 1907م . ويتركز الناطقون بالأمازيغية في جبل نفوسة ويستعملون اللهجة (الجبالية) وفي الشمال الغربي بمدينة زوارة (تامورت) أو (أتويلول) و(الغدامسية) في غدامس وفي الشرق جالو وأوجله وواحة الجغبوب.

مع الإشارة إلى الكثير من المناطق التي تعرب لسانها وبقت اسماءها أمازيغية كتاجوراء ذو الأصول أمازيغية حيت كانت تاجوراء تسمي قديما تاگوراء ومرادفها بالأمازيغية المشي، بالاضافئ الى زليتن ومصراتة وورفلة وترهونة وككلة وسرت ومسلاتة وغريان وجنزور وزناتة والغرارات والغار في طرابلس وغيرها...

وتعني كلمة سرت باللغة الأمازيغية (خليج) وأصل تسمية مصراتة يرجع إلى كلمة مسراتة وهي مشتقة من الجذر مسر الذي هو الجذر مصر في اللغة العربية الفصحة ويعني المدينة أو طمي السيول (الطين الأحمر). أما في مصر يسمون السيوي هم المجموعة العرقية الأمازيغية المتواجدة في مصر. ويقطن معظمهم في واحة سيوة. يوجد بالواحة حوالي 23000 نسمة. ويتحدثون اللغة السيوية، وهي لغة أمازيغية شرقية. حسب لغات العالم.كما يوجد عدد كبير من الأمازيغ في قنا والذين ينتمون لقبائل الهوارة.وفي الصحراء الكبري ( الطوارق ) . وقد تدرج الأمازيغ في سلم الديانات فكانوا اولا وثنيين ثم دخلت عليهم الأديان السماوية اليهودية والمسيحية ثم أخيرا الاسلام يحكي عنهم أبن خلدون ((أما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد. وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم. وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه. فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم )).

من اعلامهم :القديس أوغسطين , عباس بن فرناس , أبن بطوطة , يوسف بن تاشقين , أبن تومرت , محمد عبدالكريم الخطابي , ديهيا ( الداهية كما يسميها العرب) , كسيلا , طارق بن زياد , أبن خلدون , مصطفي بن بولعيد الاوراسي, العربي بن مهيدي , الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين زروال الرئيس الجزائري السابق , العلامة عبدالحميد بن باديس .....فما أشبه الليلة بالبارحة فتهيأوا بنو يعرب أما (الأمزغة ) أو............. (الرحيل) .



د.طلعت مراد بدر

استاذ الفلسفة بجامعة سبها سابقا



قصة الجاسوسة هبة سليم


الجاسوسة ( هبه سليم ) التي بكت عليها رئيسة إسرائيل جولدا_مائير

بكت جولدا مائير على مصير هبة_سليم التي وصفتها بأنها “قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل” وعندما جاء هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ليرجو السادات تخفيف الحكم عليها.

كانت هبة تقبع في زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الأمريكي.
لقد تنبه السادات فجأة إلى أنها قد تصبح عقبة كبيرة في طريق السلام، فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التي باعت مصر ليس من أجل المال أو العقيدة ، إنما الوهم الذي سيطر على عقلها وصور لها بأن إسرائيل دولة عظمى لن يقهرها العرب.

آمنت هبة بكل هذه الخرافات، ولم يستطع والدها – وكيل الوزارة بالتربية والتعليم – أن يمحو أوهامها ولأنها تعيش في حي المهندسين وتحمل عضوية في نادي “الجزيرة” فقد اندمجت في وسط شبابي لا تثقل عقله سوى أحاديث الموضة والمغامرات
وعندما حصلت على الثانوية العامة ألحت على والدها للسفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي، وأمام ضغوط الفتاة الجميلة وافق الأب وهو يلعن هذا الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ولأنها درست الفرنسية منذ طفولتها فقد كان من السهل عليها أيضاً أن تتأقلم بسرعة مع هذا الخليط العجيب من البشر.

إنها الحرية بمعناها الحقيقي، الحرية في القول والتعبير جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود الذي تعجب لكونها مصرية جريئة ، لقد أعلنت صراحة في شقة البولندية أنها تكره الحرب، وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة.

وفي زيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة في “الكيبوتز” وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشاً آدمية كما يصورهم الإعلام العربي ، بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديمقراطية.

وعلى مدار لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي استطاعت هبة أن تستخلص عدة نتائج كحقائق ثابتة. أهم هذه النتائج أن إسرائيل قوية جداً وأقوى من كل العرب ، وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل في يوم من الأيام بالسلاح الشرقي.. ففي ذلك هزيمة لها.

آمنت هبة أيضاً بأن العرب يتكلمون أكثر مما يعملون. وقادتها هذه النتائج إلى حقد دفين على العرب وثقت هبة أيضاً في أحاديث ضابط الموساد الذي التقت به في شقة صديقتها وأوهمها باستحالة أن ينتصر العرب على إسرائيل وهم على خلاف دائم وتمزق خطير ، في حين تلقى إسرائيل الدعم اللازم في جميع المجالات من أوروبا وأمريكا.

كانت هذه الأفكار والمعتقدات التي اقتنعت بها الفتاة سبباً رئيسياً لتجنيدها للعمل لصالح الموساد ، دون إغراءات مادية أو عاطفية أثرت فيها، مع ثقة أكيدة في قدرة إسرائيل على حماية “أصدقائها” هكذا عاشت الفتاة أحلام الوهم والبطولة، وأرادت أن تقدم خدماتها لإسرائيل طواعية ولكن.. كيف؟

فقط تذكرت فجأة المقدم فاروق الفقي الذي كان يطاردها في نادي الجزيرة، وإظهار إعجابه الشديد ورغبته الملحة في الارتباط بها
وتذكرت وظيفته الهامة في مكان حساس في القوات المسلحة المصرية وفي أول أجازة لها بمصر. . كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيده ، وكان الثمن خطبتها له ، وفرح الضابط العاشق بعروسه وبدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية ، وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا ، فكان يتباهى أمامها بأهميته ويتكلم في أدق الأسرار العسكرية، ويجيء بها بالخرائط زيادة في شرح التفاصيل.

أرسلت هبة سليم على الفور بعدة خطابات إلى باريس بما لديها من معلومات ولما تبينت إسرائيل خطورة وصحة ما تبلغه هذه الفتاة لهم اهتموا بها اهتماماً فوق الوصف ، وبدؤوا في توجيهها إلى الأهم في تسليح ومواقع القوات المسلحة وبالذات قواعد الصواريخ والخطط المستقبلية لإقامتها، وسافرت هبة إلى باريس مرة ثانية تحمل بحقيبتها عدة صفحات ، دونت بها معلومات غاية في السرية والأهمية للدرجة التي حيرت المخابرات الإسرائيلية.

فماذا سيقدمون مكافأة للفتاة الصديقة ؟

سؤال كانت إجابته عشرة آلاف فرنك فرنسي حملها ضابط الموساد إلى الفتاة ، مع وعد بمبالغ أكبر وهدايا ثمينة وحياة رغدة في باريس ، رفضت هبة النقود بشدة وقبلت فقط السفر إلى القاهرة على نفقة الموساد بعد ثلاثة أشهر من إقامتها بباريس.

ولم يكن المقدم فاروق الفقي بحاجة إلى التفكير في التراجع، إذ أن الحبيبة الرائعة هبة كانت تعشش بقلبه وتستحوذ على عقله ، ولم يعد يملك عقلاً ليفكر، بل يملك طاعة عمياء وعندما أخذها في سيارته الفيات 124 إلى صحراء الهرم ، كان خجولاً ويتبعها أينما سارت وسقط ضابط الجيش المصري في بئر الخيانة ، ليصير في النهاية عميلاً للموساد تمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية
موضحاً عليها منصات الصواريخ “سام 6″ المضادة للطائرات التي كانت القوات المسلحة تسعى ليلى نهار لنصبها لحماية مصر من غارات العمق الإسرائيلية.

لقد تلاحظ للقيادة العامة للقوات المسلحة ولجهازي المخابرات العامة والحربية أن مواقع الصواريخ الجديد تدمر أولاً بأول بواسطة الطيران الإسرائيلي حتى قبل أن يجف الأسمنت المسلح بها، وحودث خسائر جسيمة في الأرواح ، وتعطيل في تقدم العمل وإنجاز الخطة التي وضعت لإقامة حائط الصواريخ المضادة للطائرات.

تزامنت الأحداث مع وصول معلومات لرجال المخابرات المصرية بوجود عميل “عسكري” قام بتسريب معلومات سرية جداً إلى إسرائيل ، وبدأ شك مجنون في كل شخص ذي أهمية في القوات المسلحة، وفي مثل هذه الحالات لا يستثنى أحد بالمرة بدءاً من وزير الدفاع.

“اتسعت دائرة الرقابة التليفزيونية والبريدية لتشمل دولاً كثيرة أخرى، مع رفع نسبة المراجعة والرقابة إلى مائة في المائة من الخطابات وغيرها، كل ذلك لمحاولة كشف الكيفية التي تصل بها هذه المعلومات إلى الخارج.

كما بدأت رقابة قوية وصارمة على حياة وتصرفات كل من تتداول أيديهم هذه المعلومات من القادة، وكانت رقابة لصيقة وكاملة ، وقد تبينت طهارتهم ونقاءهم ، ثم أدخل موظفو مكاتبهم في دائرة الرقابة ومساعدوهم ومديرو مكاتبهم ، وكل من يحيط بهم مهما صغرت أو كبرت رتبته.

وفي تلك الأثناء كانت هبة سليم تعيش حياتها بالطول وبالعرض في باريس وعرفت الخمر والتدخين وعاشت الحياة الأوروبية بكل تفاصيلها ، لقد نزفت عروبتها نزفاً من شرايين حياتها، و تهللت بشراً عندما عرض عليها ضابط الموساد زيارة إسرائيل، فلم تكن لتصدق أبداً أنها مهمة إلى هذه الدرجة، ووصفت هي بنفسها تلك الرحلة قائلة:

“طائرتان حربيتان رافقتا طائرتي كحارس شرف وتحية لي.”

وهذه إجراءات تكريمية لا تقدم أبداً إلا لرؤساء وملوك الدول الزائرين في مطار تل أبيب كان ينتظرني عدد من الضباط اصطفوا بجوار سيارة ليموزين سوداء تقف أسفل جناح الطائرة وعندما أدوا التحية العسكرية لي تملكني شعور قوي بالزهو.

واستقبلني بمكتبه مائير عاميت رئيس جهاز الموساد ، وأقام لي حفل استقبال ضخماً ضم نخبة من كبار ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري الأسطورة (2)

وعندما عرضوا تلبية كل “أوامري” طلبت مقابلة جولدا مائير رئيسة الوزراء التي هزمت العرب ومرغت كرامتهم ، ووجدت على مدخل مكتبها صفاً من عشرة جنرالات إسرائيليين أدوا لي التحية العسكرية ..

وقابلتني مسز مائير ببشاشة ورقة وقدمتني إليهم قائلة: “إن هذه الآنسة قدمت لإسرائيل خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين”.

وبعد عدة أيام عدت إلى باريس وكنت لا أصدق أن هذه الجنة “ إسرائيل” يتربص بها العرب ليدمروها!!

وفي القاهرة . كان البحث لا يزال جارياً على أوسع نطاق، والشكوك تحوم حول الجميع، إلى أن اكتشف أحد مراقبي الخطابات الأذكياء “من المخابرات المصرية” خطاباً عادياً مرسلاً إلى فتاة مصرية في باريس سطوره تفيض بالعواطف من حبيبها.

لكن الذي لفت انتباه المراقب الذكي عبارة كتبها مرسل الخطاب تقولن أنه قام بتركيب إيريال الراديو الذي عنده ذلك أن عصر إيريال الراديو قد انتهى. إذن .. فالإيريال يخص جهازاً لاسلكياً للإرسال والاستقبال.

وانقلبت الدنيا في جهازي المخابرات الحربية والمخابرات العامة وعند ضباط البوليس الحربي، وتشكلت عدة لجان من أمهر رجال المخابرات، ومع كل لجنة وكيل نيابة ليصدر الأمر القانوني بفتح أي مسكن وتفتيشه ، وكانت الأعصاب مشدودة حتى أعلى المستويات في انتظار نتائج اللجان، حتى عثروا على جهاز الإيريال فوق إحدى العمارات ، واتصل الضباط في الحال باللواء / مدير المخابرات الحربية وأبلغوه باسم صاحب الشقة ، فقام بإبلاغ وزير الدفاع الذي قام بدوره بإبلاغ #الرئيس #السادات.

حيث تبين أن الشقة تخص المقدم فاروق الفقي ، وكان بحكم موقعه مطلعاً على أدق الأسرار العسكرية، فضلاً عن دوره الحيوي في سيناء وكان الضابط الجاسوس أثناء ذلك في مهمة عسكرية بعيداً عن القاهرة.

وعندما اجتمع اللواء مدير المخابرات بقائد الضابط الخائن. رفض القائد أن يتصور حدوث خيانة بين أحد ضباط مكتبه ، خاصة وأن المقدم فاروق يعمل معه منذ تسع سنوات، بل وقرر أن يستقيل من منصبه إذا ما ظهر:أن رئيس مكتبه جاسوس للموساد ، وعندما دخل الخائن إلى مكتبه كان اللواء / نائب مدير المخابرات الحربية ينتظره جالساً خلف مكتبه بوجه صارم وعينين قاسيتين فارتجف رعباً وقد جحظت عيناه وقال في الحال “هو أنتو عرفتوا؟؟”.

وعندما ألقى القبض عليه استقال قائده على الفور، ولزم بيته حزيناً على خيانة فاروق والمعلومات:الثمينة التي قدمها للعدو ، وفي التحقيق اعترف الضابط الخائن تفصيلياً بأن خطيبته جندته وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستفيد العدو ، وعند تفتيش شقته أمكن العثور على جهاز اللاسلكي المتطور الذي يبث من خلاله رسائله، وكذا جهاز الراديو ونوتة الشفرة، والحبر السري الذي كان بزجاجة دواء للسعال ، ضبطت أيضاً عدة صفحات تشكل مسودة بمعلومات هامة جداً معدة للبث، ووجدت خرائط عسكرية بالغة السرية لأحشاء الجيش المصري وشرايينه، تضم مواقع القواعد
الجوية والممرات والرادارات والصواريخ ومرابض الدفاعات الهامة.

وفي سرية تامة قدم سريعاً للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رمياً بالرصاص ، واستولى عليه ندم شديد عندما أخبروه بأنه تسبب في مقتل العديد من العسكريين من زملائه من جراء الغارات الإسرائيلية ، وأخذوه في جولة ليرى بعينه نتائج تجسسه ، فأبدى استعداده مرات عديدة لأن يقوم بأي
عمل يأمرونه به.

ووجدوا – بعد دراسة الأمر بعناية – أن يستفيدوا من المركز الكبير والثقة الكاملة التي يضعها الإسرائيليون في هذا الثنائي ، وذلك بأن يستمر في نشاطه كالمعتاد خاصة والفتاة لم تعلم بعد بأمر القبض عليه والحكم بإعدامه.

وفي خطة بارعة من مخابراتنا الحربية، أخذوه إلى فيلا محاطة بحراسة مشددة، وبداخلها نخبة من أذكى وألمع رجال المخابرات المصرية تتولى “إدارة” الجاسوس وتوجيهه، وإرسال الرسائل بواسطة جهاز اللاسلكي الذي أحضرته له الفتاة ودربته عليه.

وكانت المعلومات التي ترسل هي بالطبع من صنع المخابرات الحربية، وتم توظيفها بدقة متناهية في تحقيق المخطط للخداع، حيث كانت حرب أكتوبر قد اقتربت، وهذه هي إحدى العمليات الرئيسية للخداع التي ستترتب عليها أمور إستراتيجية مهمة بعد ذلك.

لقد كان من الضروري الإبقاء على هبة في باريس والتعامل معها بواسطة الضابط العاشق، واستمر الاتصال معها بعد القبض عليه لمدة شهرين، ولما استشعرت القيادة العامة أن الأمر أخذ كفايته ، وأن القيادة الإسرائيلية قد وثقت بخطة الخداع المصرية وابتلعت الطعم، تقرر استدراج الفتاة
إلى القاهرة بهدوء ، لكي لا تهرب إلى إسرائيل إذا ما اكتشف أمر خطيبها المعتقل.

وفي اجتماع موسع.. وضعت خطة القبض على هبة ، وعهد إلى اللواء ومعه ضابط آخر بالتوجه إلى ليبيا لمقابلة والدها في طرابلس حيث كان يشغل وظيفة كبيرة هناك ، وعرفاه على شخصيتهما وشرحا له أن ابنته هبة التي تدرس في باريس تورطت في عملية اختطاف طائرة مع منظمة فلسطينية، وأن الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها ،
وما يهم هو ضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها، ولمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العمليات الإرهابية.

وطلبا منه أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته حيث أنه مصاب بذبحة صدرية ، أرسل الوالد برقية عاجلة لابنته:فجاء ردها سريعاً ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس إلى باريس ، حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار ، وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد تم اتخاذها.

ولكي لا تترك المخابرات المصرية ثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها ، فقد تم إبلاغ السلطات الليبية بالقصة الحقيقية، فتعاونت بإخلاص مع الضابطين من أجل اعتقال الجاسوسة المصرية ، وتم حجز غرفة في مستشفى طرابلس وإفهام الأطباء المسئولين مهمتهم وما سيقومون به بالضبط وبعدما أرسل والدها رداً بعدم استطاعته السفر إلى باريس لصعوبة حالته صح ما توقعه الضابطان إذ حضر شخصان من باريس للتأكد من صحة البرقية وخطورة المرض، وسارت الخطة كما هو مرسوم لها، وذهب الإسرائيليان إلى المستشفى وتأكدا من الخبر، فاتصلا في الحال بالفتاة التي ركبت الطائرة الليبية في اليوم التالي إلى طرابلس.

وعلى سلم الطائرة عندما نزلت هبة عدة درجات كان الضابطان المصريان في انتظارها ، وصحباها إلى حيث تقف الطائرة المصرية على بعد عدة أمتار من الطائرة الليبية.

فسألتهما :

إحنا رايحين فين ؟

فرد أحدهما:

المقدم فاروق عايز يشوفك.

فقالت:

هو فين ؟.

فقال لها:

في القاهرة.

صمتت برهة ثم سألت:

أمال إنتم مين ؟

فقال اللواء :
إحنا المخابرات المصرية.

وعندما أوشكت أن تسقط على الأرض.. أمسكا بها وحملاها حملاً إلى الطائرة التي أقلعت في الحال، بعد أن تأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمة من باريس بالهدية الغالية ، لقد تعاونت شرطة المطار الليبي في تأمين انتقال الفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية ، وذلك تحسباً من وجود مراقب أو أكثر صاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس قد يقدم على قتل الفتاة قبل أن تكشف أسرار علاقتها بالموساد.

وبلا شك فاعتقال الفتاة بهذا الأسلوب الماهر جعلها تتساءل عن القيمة الحقيقية للوهم الذي عاشته مع الإسرائيليين ، فقد تأكدت أنهم غير قادرين على حمايتها أو إنقاذها من حبل المشنقة وهذا ما جعلها تعترف بكل
شيء بسهولة بالتفصيل ، منذ أن بدأ التحقيق معها في الطائرة بعد إقلاعها مباشرة.

وبعد أيام قليلة من اعتقالها تبين لها وللجميع عجز الإسرائيليين عن حماية إسرائيل نفسها وعدم قدرتهم على إنقاذها.

فقد جاءت حرب أكتوبر وتدمير خط بارليف بمثابة الصدمة التي أذهلت أمريكا قبل إسرائيل ،فالخداع المصري كان على أعلى مستوى من الدقة والذكاء. وكانت الضربة صائبة غذ أربكت العدو أشلته ، لولا المدد العسكري الأمريكي.. والأسلحة المتطورة.. والصواريخ السرية. . والمعونات. . وإرسال الطيارين والفنيين الأمريكان كمتطوعين.

لقد خسرت إسرائيل في ذلك الوقت من المعركة حوالي مائتي طائرة حربية ، ولم تكن تلك الخسارة تهم القيادة الإسرائيلية بقدر ما خسرته من طيارين ذوي كفاءة عالية قتلوا في طائراتهم، أو انهارت أعصاب بعضهم ولم يعودوا صالحين للقتال.

ولقد سبب سقوط الطائرات الإسرائيلية بالعشرات حالة من الرعب بعد عدة أيام من بدء المعركة ، إلى أن وصلت المعونات الأمريكية لإسرائيل في شكل طيارين وفنيين ووسائل إعاقة وتشويش حديثة.

تبخرت أوهام الجاسوسة هبة سليم وأيقنت أنها كانت ضحية الوهم الذي سيطر على فكرها وسرى بشرايينها لمدة طويلة للدرجة التي ظنت أنها تعيش الواقع من خلاله ، لكن ها هي الحقائق تتضح بلا رتوش أو أكاذيب ،
لقد حكم عليها بالإعدام شنقاً بعد محاكمة منصفة اعترفت صراحة أمامها بجريمتها ، وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها وتقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة ولكن التماسها رفض.

وكانت تعيش أحلك أيامها بالسجن تنتظر تنفيذ الحكم ، عندما وصل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي – اليهودي الديانة – لمقابلة الرئيس السادات في أسوان في أول زيارة له إلى مصر بعد حرب أكتوبر ، وحملته جولدا مائير رسالة إلى السادات ترجوه تخفيف الحكم على الفتاة ، ومن المؤكد أن كيسنجر كان على استعداد لوضع ثقله كله وثقل دولته خلف هذا الطلب.

وتنبه الرئيس السادات الذي يعلم بتفاصيل التحقيقات مع الفتاة وصدور الحكم بإعدامها ، إلى أنها ستصبح مشكلة كبيرة في طريق السلام ، فنظر إلى كيسنجر قائلاً:

“تخفيف حكم؟ .. ولكنها أعدمت.. !!”

دهش كيسنجر وسأل الرئيس: “متى.. ؟”

ودون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية قال السادات كلمة واحدة: “النهارده”.

وفعلاً .. تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة.

أما الضابط العاشق – المقدم فاروق عبد الحميد الفقي – فقد استقال قائده من منصبه لأنه اعتبر نفسه مسئولا عنه بالكامل ،
وعندما طلبت منه القيادة العامة سحب استقالته، رفض بشدة وأمام إصرار القيادة على ضرورة سحب استقالته ، خاصة والحرب وشيكة. .اشترط القائد للموافقة على ذلك أن يقوم هو بتنفيذ حكم الإعدام في الضابط الخائن.

ولما كان هذا الشرط لا يتفق والتقاليد العسكرية وما يتبع في مثل هذه الأحوال ، فقد رفع طلبه إلى وزير الدفاع “الحربية” الذي عرض الأمر على الرئيس السادات “القائد الأعلى للقوات المسلحة” فوافق فوراً ودون تردد.

وعندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن ، لا أحد يعرف ماذا كان شعور قائده وهو يتقدم ببطء يسترجع في شريط سريع تسع سنوات
مرت عليهما في مكتب واحد ، تسع سنوات كان بعضها في سواد الليل وبعضها تتلألأ خلاله ومضات الأمل قادمة من بعيد ، الأمل في الانتصار على اليهود الخنازير القتلة السفاحين..

وبينما كان يخطط لحرب أكتوبر كان بمكتبه هذا الخائن الذي باع الوطن والأمن وقتل بخيانته أبرياء ، لا أحد يعرف ماذا قال القائد له وماذا كان رد الضابط عليه لا أحد يعرف.

هل طلب منه أن ينطق بالشهادتين، وأن يطلب المغفرة من الله؟. . . لا أحد يعرف.

لكن المؤكد أنه أخرج مسدسه من جرابه وصوبه على رأس الضابط وأطلق طلقتين عليه كما تقضي التعليمات العسكرية في حالة الإعدام.

هل الحيوانات تتنبأ بالزلازل.. أشهر معتقد منذ عام 373 قبل الميلادهل. ؟

201907190418521852.jpg

ا

 

فى عام 373 قبل الميلاد، سجل المؤرخون أن الحيوانات، بما فيها الفئران والأفاعى، يمكنها أن تتنبأ بالحوادث مثل الزلازل، وذلك بعدما هجرت أعداد كبيرة من الحيوانات مدينة هيليس اليونانية قبل أيام من الزلزال الذى دمر المدينة.

 

العديد من الدراسات تناولت مثل هذه الظواهر التى وجدت أن هناك ارتباطا ما بحركة الحيوانات قبل وقوع الحوادث والزلازل، مثل سمك السلور الذى يتحرك بعنف، وتوقف الدجاج عن وضع البيض، والنحل الذى يترك خلاياه فى حالة من الذعر.


مدينة هيليس فى اليونان عام 373 قبل الميلاد

 

كما زعم عدد لا يحصى من مالكى الحيوانات الأليفة مشاهدتهم ورصدهم لتصرفات غريبة تفعلها القطط والكلاب قبل وقوع الزلازل، مثل النباح أو الأنين بشكل غير مبرر، أو إظهار علامات العصبية والقلق.


قياس الزلازل

 

من هنا أصبح ما تشعر به الحيوانات بمثابة اللغز، والنظريات التى تسعى لإيجاد تفسيرات لها، وكان من بين الأفكار التى حاولت الإجابة على هذا اللغز، هو أن الحيوانات بإمكانها اكتشاف التغيرات الكهربائية فى الهواء أو الغاز المنبعث من الأرض.

 

لا شك أن الزلازل هى ظاهرة مفاجئة، وليس لدى علماء الزلازل أية طريقة لمعرفة بالضبط متى وأين سيضرب الزلزال التالى، ووفقا لتقرير نشره موقع ناشيونال جيوغرافيك، فإن هناك ما يقدر بنحو 500000 من الزلازل التى يمكن اكتشافها تحدث فى العالم كل عام. من بين هؤلاء 100000 يمكن أن يشعر بها البشر، و100 زلزال تسفر عن أضرار.


اليابان والزلازل

 

اليابان أكثر دول العالم عرضة للزلازل
 

تعد اليابان واحدة من أكثر دول العالم عرضة للزلازل، حيث أودت حوادث الزلازل بأرواح لا حصر لها، ناهيك عن الأضرار الجسيمة التى تخلفها الزلازل فى المبانى، وفى هذا السياق، قام عدد من الباحثين منذ فترة طويلة بدراسة الحيوانات على أمل اكتشاف ما يسمعونه أو يشعرون به قبل أن تهتز الأرض من أجل استخدام هذا المعنى كأداة للتنبؤ.


هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية

 

علماء الزلازل الأمريكية ونظرية استشعار الحيوانات
 

من ناحية أخرى، فإن علماء الزلازل الأمريكية، متشككون فى ذلك، على الرغم من وجود حالات موثقة لسلوك حيوانى غريب قبل الزلازل، إلا أن هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية، وهى وكالة حكومية تقدم معلومات علمية حول الأرض، تقول إن هناك صلة قابلة للتكرار بين سلوك معين ووقوع زلزال لم يحدث أبدًا.

 

وقال آندى مايكل، الجيوفيزيائى فى هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية: "ما نواجهه هو الكثير من الحكايات، تتفاعل الحيوانات مع أشياء كثيرة، مثل الجوع، والدفاع عن أراضيها، والتزاوج، والحيوانات المفترسة لذلك من الصعب الحصول على دراسة محكومة للحصول على إشارة التحذير المتقدمة هذه."


الكلاب والزلازل

 

سلوك خاطئ فى الكلاب
 

لا يزال الباحثون حول العالم يتابعون هذه النظرية.، ففى سبتمبر 2003، احتل طبيب فى اليابان عناوين الصحف مع دراسة أشارت إلى أن السلوك غير المنتظم لدى الكلاب، مثل الإفراط فى النباح، يمكن استخدامه للتنبؤ بالزلزال.


زلزال هايتشنغ

 

مبررات تصديق نظرية تنبؤ الحيوانات بوقوع الزلازل
 

كانت هناك أيضًا أمثلة تنبأت فيها السلطات بنجاح بزلزال كبير، يستند جزئياً إلى ملاحظة التصرفات الغريبة للحيوانات، على سبيل المثال، فى عام 1975، أمر المسؤولون الصينيون بإخلاء مدينة هايتشنغ التى يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، أى قبل أيام من زلزال بلغت قوته 7.3 درجة، لم يصب أو يُقتل سوى جزء صغير من السكان، إذا لم يتم إخلاء المدينة، فمن المقدر أن يتجاوز عدد الوفيات والإصابات 150 ألفا.

 

يقول "مايكل" إن حادثة هايتشنغ هى التى أعطت الناس الأمل فى أن الزلازل يمكن التنبؤ بها، وهو ما دفع دراسات سلوك الحيوان التى أجرتها هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية.

ومع ذلك، اكتشف فيما بعد أن سلسلة نادرة من الهزات الصغيرة، التى يطلق عليها "الصدمات الأمامية"، وقعت قبل أن يضرب الزلزال الكبير المدينة، وهو ما علق عليه مايكل بقوله: "لقد كان التسلسل الأمامى هو الذى أعطى المسؤولين الصينيين القدرة على التنبؤ بحجم الزلزال القوى".

 

ومع ذلك، استمر الصينيون فى النظر إلى سلوك الحيوانات كوسيلة مساعدة للتنبؤ بالزلزال وقال روبرت شيلدراك، عالم الأحياء ومؤلف الكتب، "الكلاب التى تعرف متى يعود أصحابها إلى المنزل": "لقد حققوا العديد من النجاحات البارزة وكذلك بعض الإنذارات الزائفة".

 

كما رأى روبرت شيلدراك أنه يمكن إقامة علاقة قابلة للتكرار بين سلوك الحيوان والزلازل، ولكن "كما اكتشف الصينيون، لا تسبب جميع الزلازل سلوكًا غير عادى للحيوانات فى حين يفعل الآخرون، من خلال البحث فقط يمكننا معرفة سبب وجود مثل هذه الاختلافات".


زلزال نورثريدج

 

قام شيلدراك بدراسة ردود أفعال الحيوانات قبل حدوث زلازل كبرى، بما فى ذلك الزلزال الذى ضرب نورثريدج فى كاليفورنيا عام 1994، والزلازل اليونانية والتركية فى عام 1999.

 

وقال شيلدراك إنه فى جميع الحالات، كانت هناك تقارير عن سلوك غريب مسبقًا، بما فى ذلك عواء الكلاب فى الليل فى ظروف غامضة، واضطراب الطيور المحبوسة، واخبتاء القطط وظهورها فى حالة من العصبية.

 

التأثير النفسى قبل وبعد وقوع الزلازل
 

ومع ذلك، فإن الجيولوجيين يرفضون هذه الأنواع من التقارير، قائلين إنها "تأثير التركيز النفسى"، حيث يتذكر الناس السلوكيات الغريبة فقط بعد وقوع الزلزال أو أى كارثة أخرى، يزعمون أنه لو لم يحدث شىء، فلن يتذكر الناس السلوك الغريب.

 

الإبلاغ عن سلوك غريب
 

اختلف شيلدراك مع ذلك، وقال إن الأنماط المماثلة لسلوك الحيوانات قبل الزلازل تم الإبلاغ عنها بشكل مستقل من قبل الناس فى جميع أنحاء العالم، مضيفا: "لا أستطيع أن أصدق أنهم جميعًا تمكنوا من صنع مثل هذه القصص المشابهة أو أنهم جميعًا عانوا من حيل الذاكرة".

 

اقتراح للإبلاغ عن التبنؤ بالزلازل
 

وقال شيلدراك، الذى يقترح خطًا ساخنًا خاصًا أو موقعًا على الإنترنت، حيث يمكن للناس الاتصال أو الكتابة إذا رأوا سلوكًا غريبًا فى حيواناتهم، الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث وقد فات موعده طويلًا، إذًا يقوم الكمبيوتر بعد ذلك بتحليل الرسائل الواردة لتحديد مكان نشأة الزلازل، وقد تشير الزيادة المفاجئة فى المكالمات أو رسائل البريد الإلكترونى من منطقة معينة إلى أن الزلزال كان وشيكًا.


الحيوانات الأليفة والزلازل

 

وأوضح شيلدراك، سيتم فحص المعلومات للتأكد من أن الملاحظات لم تكن ناتجة عن ظروف أخرى معروفة بأنها تؤثر على سلوك الحيوانات، مثل الألعاب النارية، أو التغيرات فى الطقس ولتجنب إصدار تحذيرات خاطئة، سيتم استخدام البيانات بالاقتران مع أجهزة مراقبة أخرى مثل قياسات الزلازل.

 

وقال شيلدراك: "مثل هذا المشروع من شأنه أن يستحوذ على خيال الملايين من الناس، ويشجع المشاركة العامة على نطاق واسع والبحث، وسيكون ممتعًا"، لافتا إلى أن ما يعيق هذا البحث "ليس المال ولكن العقائدية وضيق الأفق".


هل تستطيع الحيوانات التنبؤ بالزلزال

 

هل تستطيع الحيوانات التنبؤ بالزلزال؟
 

يقول مايكل بلانبيد، المنسق المساعد لبرنامج مخاطر الزلازل الأمريكى للمسح الجيولوجى، إنه من الصحيح أن الحيوانات يمكن أن تستشعر الزلزال، عادة قبل دقائق فقط من حدوثه، كما أن البرنامج، الذى أنشأه الكونجرس عام 1977، يقوم برصد الزلازل والإبلاغ عنها وتقييم آثارها ومخاطرها، كما يبحث فى أسبابها وآثارها، إلا أن ما تفعله الحيوانات يعد رد فعل ولا وليس موهبة خاصة للتنبؤ بموعد الزلزال أو أين قد يحدث.


تتبع الزلازل

 

تتبع الزلازل
 

ويرأى مايكل بلانبيد أن علماء الزلازل يفضلون أن يكون لديهم نظاما للإنذار المبكر بالزلزال، لكن لا يبدو أن الحيوانات هى الحل، موضحا: "الوقت الأكثر احتمالاً لحدوث زلزال كبير هو بعد زلزال صغير". لكن حتى معرفة أن الزلازل الصغيرة تولد الزلازل الكبيرة، فهى ليست مساعدة كبيرة. لا يمنح أحد الزلازل العلماء القدرة على معرفة المدة التى يستغرقها الزلزال التالى بالضبط، أو حتى أين سيكون مركزه. تتبع الزلازل ليس بالأمر السهل نظرًا لأن الأرض تتعرض للملايين سنويًا، والكثير منها بالكاد يتم ملاحظته.

 

وفى هذا السياق، يرى بلانبيد أنه من الصعب توثيق تغير سلوك الحيوان قبل حدوث الزلزال، خاصة أن الزلازل تحدث دون سابق إنذار.

 

مشاريع مراقبة سلوك الحيوانات قبل حدوث الزلازل
 

فى أواخر سبعينيات القرن الماضى، قامت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية برعاية مشروع لمراقبة قوارض المختبرات بشكل مستمر فى جنوب كاليفورنيا لمعرفة ما إذا كانت هناك موجة من النشاط قبل الزلزال مباشرة. لسوء الحظ، لم تكن هناك زلازل خلال مدة الدراسة.

 

يشير العديد من الذين يعتقدون أن الحيوانات يمكنها أن تستشعر الزلازل إلى العمل الذى قام به فريدمان ت. فرويند، وهو باحث أول فى معهد SETI غير الربحى، والذى يبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.

 

لقد افترض فريدمان ت. فرويند منذ عقود أن الضغوط السريعة فى قشرة الأرض قبل الزلزال مباشرة تسبب تغيرات كبيرة فى الحقول المغناطيسية، والتى يمكن للحيوانات أن تشعر بها.

 

ويعلق بلانبيد على هذه النظريات بقوله: "قد تم استجوابها وانتقادها بشكل مستدير"، لأن تغييرات الإجهاد السريعة لن تكون متوقعة قبل وقوع الزلزال، ولأن مثل هذه التغييرات لم يتم ملاحظتها أو تسجيلها خارج مختبر فروند.

 

وفى عام 2015، نشر فريدمان ت. فرويند نشر هو وزملاؤه دراسة أظهرت أن الحيوانات فى حديقة ياناشاجا الوطنية فى بيرو اختفت بشكل أساسى فى الأسابيع التى سبقت زلزال بلغت قوته 7.0 درجات فى المنطقة فى عام 2011.

 

فى عام 2011، وقبيل الزلزال الذى بلغت قوته 5.8 درجة والذى ضرب منطقة واشنطن، أثارت بعض الحيوانات فى حديقة الحيوان الوطنية بمعهد سميثسونيان، كما يقول كنتون كيرنز، وهو عالم أحياء للثدييات فى حديقة الحيوان، ومن هذه الحيوانات كان حيوان الليمور، الذى عبر عن إنزعاجه بصوت عال، لمدة 15 دقيقة قبل أن يشعر الحراس بأن الأرض تهتز.

 

وهنا يرى كيرنز أنه لا يمكن الربط بين انزعاج حيوان الليمور، والزلازل، لأن طبيعة الليمور أن يعبر عن إنزعاجه فى وقت طوال اليوم بهذه الطبيعة فى صوته، ولهذا فمن الممكن أن يكون هناك أى شيء آخر تسبب فى إنزعاجهم وتزامن ذلك مع وقوع الزلزال.

 

لماذا صدقنا فكرة تنبؤ الحيوانات بالزلازل

إذًا فلماذا يتمسك البشر بفكرة أن الحيوانات يمكنها التنبؤ بالزلازل؟ يجيب بلانبيد بقوله: "أعتقد أن الناس يشعرون بالارتياح لفكرة أنه سيكون هناك شىء يجعلنا قادرين على التنبؤ بوقوع الزلازل".

 

أبرز القصص عن علاقة الحيوانات بالزلازل
 

من بين القصص التى تم الإبلاغ عنها، ورصدها مع وقوع الزلازل، الزلزال الضخم الذى ضرب الصين خلال شهر مايو 2008، حيث رصد المواطنون هناك قفز الآلاف من الضفادع على طول الشوارع فى واحدة من المناطق الأكثر تعرضاً لتبعات الهزة التى حدثت بعد ذلك بفترة وجيزة.


هروب الضفادع قبل وقوع زلزال فى الصين

 

حادثة أخرى سجلتها إحدى كاميرات المراقبة المثبتة فى أحد المنازل، والتى رصدت حالة الذعر والهلع التى إنتابت الكلب وقوع الزلزال بفترة وجيزة، والذى ضرب هايتى بقوة 7 درجات على مقياس ريختر فى العام 2010 وأسفر عن مقتل أكثر من 230 ألف شخص.


أسماك القرش والزلازل

 

حادثة أخرى أيضا، قد سبح أكثر من عشرة من أسماك القرش ذات العلامات السوداء فى المياه العميقة قبل أن تصل العاصفة الاستوائية جابرييل إلى خليج فلوريدا فى عام 2001، وبالمثل عندما اقترب إعصار تشارلى فى عام 2004، انتقلت أسماك القرش واتبعت المياه المفتوحة وقد اختفت خارج نطاقها.


هروب الكلاب خوفا من الزلازل

 

فى فجر اليوم الذى ضرب فيه الزلزال مدينة تانغشان الواقعة وسط الصين فى 1976 هاجمت مجموعة كبيرة من الكلاب البرية الشاردة شوارع المدينة وبدأت بالنباح بشكل مرعب وهستيرى وانتشرت فى جميع الأحياء، وقدر ثار هذا الأمر ريبة مسؤولى المدينة الذين تيقنوا بالفعل أن هناك زلزالاً كبيراً فنشروا الخبر.


تسونامى

 

وفى عام 2004 فى تايلاند قبل أن يضرب إعصار تسونامى، هربت الفيلة إلى الأراضى المرتفعة، وطارت الخفافيش من بيوتها إلى أماكن أخرى قبل وقوع تسونامى.

622893-هل-تستطيع-الحيوانات-التنبؤ-بالزلزال.jpg

القذافى لم يمت على ما يبدوا…

تقرير منقول…

سقط الدكتاتور الليبي، والذي هو في أعين البعض بطلٌ قوميٌّ، وهذه قصّةٌ أخرى.

وارتدينا حلّة الديمقراطيّة للمرّة الثانية في تاريخ ليبيا المعاصر، وفي كلتا المرّتين لم يكن هنالك أحزابٌ أو مرشحّون حقيقيّون في البلد، وهذه هي القصّة الرئيسيّة هنا، الديمقراطيّة في ليبيا ليست حقيقيّةً مطلقاً.

ففي سنة 1952 تمّ إلغاء الأحزاب بسبب أحداث الشغب بعد إلغاء نتائج الانتخابات حينها، نسبة الأمية في ليبيا وقتها كانت تتجاوز 75 % عند الذكور، و95 % عن الإناث، حيث كان الناخبون يعطون أصواتهم للمرشحين حسب ألوان قوائمهم.

وهذه ديمقراطيّة في دولةٍ لا تمتلك دستوراً ولا يوجد فيها أحزاب، أضف الى ذلك، حريّات مقيّدة بقيود القبيلة والدين، ولكلاهما سلطةٌ قاهرةٌ تفوق سلطة الجميع.

وفي سنة 2012 تمّ انتخاب المؤتمر الوطني العام بنسبة مشاركة 82 %، في مجتمع نسبة الأمية فيه 9 %، وهذه المرّة أيضاً بدون وجود أحزاب، كان الناخبون هنا أيضاً يعطون أصواتهم للمرشّحين حسب ألوان قوائمهم أيضاً، لكن هذه المرّة كان اللون هو القبيلة.

وبين الانتخابيْن عاشت ليبيا أكثر من أربعة عقود تحت حكم نظامٍ (موناركي/ أوليغارشي) شمولي يحرّم الحزبيّة، ويعتبر الانتماء لحزبٍ سياسيٍ جريمةً عقوبتها الإعدام، ففي كتاب القذافي الأخضر: " من تحزّب خان"، و"الحزبية إجهاضٌ للديمقراطيّة "، ديمقراطيّة القذافي كانت شيئاً آخر كعادة كلّ شيء في ليبيا.

على امتداد 60 عاماً تغيّر كلّ شيءٍ، لكنّ شيئاً لم يتحرّك من مكانه.

ولنبدأ رواية القصّة من أوّلها.

لكي تكون لديك دولةٌ فأنت تحتاج ثلاثة أشياء: قطعة أرضٍ فارغةٍ، شعباً يملأ الفراغ، وحكومةً، الأمر بهذه البساطة، ليبيا ترتيبها 15 من حيث المساحة، والترتيب 108 عالميّاً من حيث عدد السكان، واليوم لديها ثلاث حكومات في وقتٍ احدٍ بعد سقوط دولة القذافي، لكن لكي يكون لديك ديمقراطيّة يجب أن تمتلك أكثر من ذلك.

من حيث المبدأ يجب أن يكون لديك أوّلاً: صحافة نشأت في بيئة اقتصادٍ حرٍّ، وليبيا دولة ريعيّة، الصحافة فيها أداة في يد الدولة، ثانياً: دستور يكفل الحريّات الثلاث الرئيسيّة والتي لا تلعب الديمقراطية فيها دوراً إطلاقاً، الحريّة الشخصيّة، الحريّة السياسيّة، والحرية الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وفي ليبيا هذه الحريات أيضاً مقيّدة بسلطة القبيلة.

وقعنا جميعنا في الفخّ، وأحدّثكم عن تجربةٍ شخصيّة، حيث قمت ومجموعة نشطاءٍ حقوقيّين ليبيراليين بإنشاء مجموعة حراكٍ مدنيٍّ سمّيناها " تنوير"، وأعلنّا بعدها إنشاء "المنتدى الليبرالي الليبي للديمقراطيّة " في سبتمبر 2011، وليكون هذا خطأ عرفنا فداحته عندما أقمنا أوّل (وآخر) ملتقى مفتوحٍ في يوليو 2012، لنجد أنفسنا في قاعة محاضراتٍ، محاصرين بكلمات ضيوفٍ اتضح أنّ نصفهم إسلاميّون ونصفهم الآخر يعتقد أنه في مؤتمرٍ للإسلاميين.وهذه ديمقراطيّة في دولةٍ لا تمتلك دستوراً ولا يوجد فيها أحزاب، أضف الى ذلك، حريّات مقيّدة بقيود القبيلة والدين، ولكلاهما سلطةٌ قاهرةٌ تفوق سلطة الجميع.

جميع يكرّرون نفس الجمل والملاحظات، حيث كان الاختيار مبنيّاً بالدرجة الأولى على لقب المرشّح واسم عائلته. باختصار، لقد كانت حملة زعامةٍ بين القبائل، الغاية منها فقط غسيل أموال غنائم الحرب الليبيّة.

الديمقراطيّة في مجتمعٍ لم يستوعب سكاّنُه فكرةَ التعايش المشترك ليست سوى فخٍّ يصعب الفرار منه، وفكرةٌ تطبيقها سيء كونها أسّست لدولة (ديمقراطية/ أوليغارشيّة القبيلة)، وهي أسوأ أنواع الدكتاتوريّات حقيقةً.

ديمقراطيّة القبائل ليست ديمقراطية الشعب، فخيارات القبائل دائماً تصبُّ في مصلحة "نادي القبيلة"، الأمر الذي يجعل تجربة الديمقراطيّة نفسها، ليست سوى مجرّد فخّ.

لم نهتمّ للمشاركة في أوّل انتخابات بعد سقوط القذافي في السابع من يوليو 2012 ببساطة، لأننا كنا نمتلك مشروعاً واضحاً لم يكن هنالك أحدٌ يشجّعه، بينما لم يكن أيّ من المرشّحين الآخرين يحمل سوى اسمه، فهذا على سبيل المثال مرشّحٌ يوزّع بطاقاتٍ دعائيّةً يتحدّث عن توفير الرخاء لسكان جمهورية مصر، بعد أن قام بنقل مشروعه كاملاً من ورقة مرشّحٍ في الانتخابات المصريّة، ومرشّحٌ آخر يتحدّث عن تأييده لحريّة المرأة وفي نفس الوقت يطالب بتطبيق الشريعة ووجوب اعتبارها قانوناً فوق الدستور، وآخر يقول في منشوره الدعائي أنه يرى أن شخصيّات مثل عمر بن الخطاب الخليفة الإسلامي، عمر المختار المقاتل الليبي زمن الاستعمار الإيطالي، وأدولف هتلر الزعيم النازي، قدوته ومصدر إلهامه!

إنها ضوضاء لا يستطيع أحد تحمّلها، الديمقراطيّة فيها فقط هي الكلمة ساكتة.

إن ديمقراطيّة القبائل خطيرة جداً، خطورة وجود القبيلة نفسها في جسم الدولة.

لكن المُثير للسخرية هو ما حدث في تلك الانتخابات، كانت المقاعد موزّعة نصفين غير متساويين، نصف للقوائم (أو الأحزاب)، ونصف آخر للأفراد، ولم يعلن أيُّ مرشّحٍ توجّهَه السياسي، هل هو يمين أو يسار، قومي أو إسلاميّ، محافظ أم تقدّمي، اشتراكي أم جهادي؟ الجميع يكرّرون نفس الجمل ونفس الكلمات ونفس الملاحظات، حيث كان الاختيار مبنيّاً بالدرجة الأولى على لقب المرشّح واسم عائلته. باختصار، لقد كانت حملة زعامةٍ بين القبائل، الغاية منها فقط غسيل أموال غنائم الحرب الليبيّة، لكن في طرابلس تحديداً حدث شيءٌ آخر، طرابلس كانت المدينة الوحيدة الباقية في ليبيا، إذ أن بقية المدن ليست سوى تجمّعاتٍ سكنيّة قبليّة لا غير.

أو هكذا كان حزبنا الليبرالي، الذي اختار أن تكون طرابلس مقرّاً له، يعتقد، قبل أن يفرَّ كلّ أعضائه المؤسّسين بجلدهم الى أوروبا، تحديداً إلى ألمانيا وفنلندا.

القذافي لم يمت بالكامل على ما يبدو، فبعد أن انقسم الشعب الليبي إلى نصفين، نصف ينتظر من جثّة القذافي أن تبتسم، ونصف آخر يخافها أن تستيقظ، كان تأثير القذافي واضحاً في طرابلس والتي تحوّلت من مدينة إلى مستعمراتٍ قبليّةٍ صغيرة، بفضل دعم القذافي لهجرة القبائل للعاصمة على امتداد أربعة عقودٍ من حكمه.

وكان للأمر تأثير كارثي على أوّل انتخابات حدثت بعد موته، لشرح الأمر نحتاج خريطةً مسطّرة، لرسم معالم ديموغرافيا طرابلس القبليّة في القرن الواحد العشرين.

سكّان شرق طرابلس مثلاً ينتمون جميعاً لقبائل ترهونة، وترهونة هي تجمّعٌ قبليٌ يقع شرق طرابلس يحمل اسم مدينة، وغرب طرابلس بلدة من بلدات الأمازيغ، حيث يستوطن هؤلاء الجبل الواقع غرب طرابلس أيضاً في تجمعاتٍ قبليّة تحمل أسماء أكثر من مدينةٍ، هذان مثلان صغيران يمكن القياس عليهما في عموم طرابلس وليبيا أيضاً.

وبناءً عليه تمكّن أمازيغي من أن ينال كرسي منطقة غرب طرابلس فقط لأنه أمازيغي، ولم يكن هنالك أحدٌ من الناخبين يهتمّ بحقيقة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، رغم أن هذه المسألة هي الأجدر بالاهتمام، والمبرّر الوحيد ليفوز بمنصبه من عدمه.

كانت الأصوات تُمنح بناءً على لقب العائلة وأحياناً طول اللحيّة.

الديمقراطيّة في مجتمعٍ لم يستوعب سكاّنُه فكرةَ التعايش المشترك ليست سوى فخٍّ يصعب الفرار منه، وفكرةٌ تطبيقها سيء كونها أسّست لدولة (ديمقراطية/ أوليغارشيّة القبيلة)، وهي أسوأ أنواع الدكتاتوريّات حقيقةً.

أتعلمون مثلاً أن قبيلة مصراتة استغلّت الديمقراطيّة للثأر من مقتل زعيمٍ لها قبل 100 عام، ورفع صورته عالياً على أسطح منازل قبيلة القاتل (قبيلة بني وليد)، عن طريق قرار رقم 7 للمؤتمر الوطني عام 2013 من أوّل جسمٍ منتخبٍ بعد الحرب الأهليّة الليبيّة 2011، مبرّرةً اجتياح المدينة بالبحث عن جثّة ابن القذافي للمرّة السابعة، في معركةٍ كلّفت أكثر من 80 قتيل و400 جريح مدني، ولم يجد أحد جثّة ابن القذافي حتى اليوم.

لقد كانت تجربة الديمقراطيّة في ليبيا محاولةً فاشلةً لجعل ليبيا دولةً عصريّةً من الخارج

إن ديمقراطيّة القبائل خطيرة جداً، خطورة وجود القبيلة نفسها في جسم الدولة.

لقد كانت تجربة الديمقراطيّة في ليبيا محاولةً فاشلةً لجعل ليبيا دولةً عصريّةً من الخارج، فالتفسير القَبَلي لفكرة الديمقراطيّة هو الحصول على النصيب الأكبر لا الحصول على مقدار الشراكة الأكبر، حيث تفرض العادات والتقاليد المقيِّدة للفرد ضمن منظومة القبيلة للحفاظ على التجانس، وخوفاً من ضياع المميزات التي تملكها القبيلة وأفرادها تبعاً لذلك، تفرض زيادة فكرة القرار الجماعي ضدّ القرار الفردي، حيث لا يُخفى على أحد عمق منظومة الاستبداد التي تؤسّس لها فكرةُ النَسَب الواحد، والولاء لهذا النَسَب الوهمي في كثيرٍ من الحالات، والتي تبني عقليّة القبيلة والعصبيّة المناقضة لفكرة الديمقراطيّة والدولة المدنيّة من جذورها.

فالقبائلي، كما تقول على سبيل المثال آن بنلت في كتابها (قبائل بدو الفرات، 1878): "يرى نفسه عضواً في نادٍ لا في مجتمع، وطالما هو عضو في قبيلة عليه أن ينصاع لأحكامها وضوابطها"، وديمقراطيّة القبائل ليست ديمقراطية الشعب، فخيارات القبائل دائماً تصبُّ في مصلحة "نادي القبيلة"، الأمر الذي يجعل تجربة الديمقراطيّة نفسها، ليست سوى مجرّد فخّ

الى فزان الاصل لا الى فزان الوافدة (2) ...

منقول…
دعونى في البدء اقول . لقد طرح هذا التناول في جزئه الاول من تحت هذا العنوان . بان الضرورة الوطنية الليبية بل الوجودية . تفرض على اهل فزان . استهاض ذاتهم والتحرك في اتجاه بعث فزان المغيّبة الى داخل المشهد الليبيى الحالى . في هيئة جسم يتبلّور على يد ما اسميناه فزان الاصل . ويجب - في تقديرى - ان يكون هذا الجسم ذا صبّغة جغرافية . يستمدّها من المادة التى تَشكّل وقُدّ منها . من اديم ومشتقات مفردات جغرافية فزان الاساسية . وادى الشاطى . سبها . وادى الآجال (اوبارى) وادى البوانيس . حوض مرزق . لتمثل فزان المغيبة . داخل المشهد الليبيى الحالى . وعددنا بعض من النتائج والمردودات الايجابية . التى ستطال الواقع الليبيى المأزم . بفعل هذا الاستنهاض والتشكل والاقحام . وقلنا في ما مضمونه . بان دخول مسمى فزان كجسم أساسي وفاعل . داخل المشهد الليبي المازم . ستتكامل به مسميات خريطة ليبيا الجغرافية . وتبّتعد به ليبيا جغرافيا . عن حالة المخاض والتشكّل . التى ستنتهى - اذا استمر هذا الحال - الى ما انتهت اليه خريطة السودان الجغرافية . بعد بثر جنوبه منه . وبدخول فزان كجسم أساسي في داخل المشهد الليبي الحالي . سيعيد تشكيل كيماء الصراع داخل المشهد الليبيى . وسيكون ذى مردود ايجابى علي الصراع وابعاده . وبدخول فزان جسم اساسى في داخل المشهد الليبيى الحالى . سيُخرج جغرافية فزان عن دائرة التعامل معها . ليس وفقط . مورد طبيعي . مائي نفطي هائل . الى مكوّن سكاني يضم في وعائه الجغرافى . هذه الموارد الطبيعية الحيوية . التى عددناها وغيرها . وسيكون من حقه قبل غيره . الاستفادة منها . وهذا الحق لا يحّضر - في تقديرى - الا بحضور الصيفة الاعتبارية لشخصية فزان . التى يجب ان تنّتظم في ممثلي مفردات فزان الجغرافية . وادى الشاطئ . سبها . وادى الآجال (أوباري) . وادى البوانيس . حوض مرزق . وستغيب هذا الحق . بغياب هذه الشخصية الاعتبارية لفزان داخل المشهد الليبيي الحالي . كما واقع الحال في حاضرنا هذا .

فبحضور هذا الجسم الفزانى بمعيّة الجسمين الاخرين لليبيا برقة . طرابلس . ستكون به فزان . احد التروس الثلاثة الرئيسية . التي ترّتكز عليها ادارة دواليب البلاد . وستثم بذلك وعلى نحو ذاتى . مُشاغلة ومعالجة الاختناقات . التى قد تتسبب في عرقلة السير السلس لحياة الناس ومعاشهم بجغرافية فزان . وستغيب هذه المُشاغله والمعالجة الذاتية . بغياب فزان . كما يحدث في الحاضر والان . والشواهد على نتائج هذا الغياب او التغّيب كثيرة وعديد . فمثلا . فلننظر في عدم انتظام توفر الطاقة . وهى ذات وجوه عديدة ومتنوعة . ولننتقي عدم توفرها بمحطات بيع الوقود . بل دعونا نذهب الى التقّليب وفقط . فى ثمنها وسعرها في حالة توفرها بمحطات المؤسسة . فالأسعار في محطات البيع تصل بفزان الى (40 قرش للتر) في حين سعرها يقف عند (15قرش) في بقية محطات غرب البلاد . وبقول اخر بان النفط الخام الذى يُضخ لتغذية مصفاة التكرير بالزاوية . من حقل الشرارة اكبر حقل نفطى بالبلاد وحقل الفيل النفطيين القابعين بجغرافيا فزان . يُعاد الى فزان ليبّتاعه ويشّتريه السكان في هذا الحيز الجغرافى . ومن محطات المؤسسة بسعر يصل الى 40 قرش للتر . ويبقى سعر اللتر منه بغرب البلاد 15 قرش . وتكون المفارقة ذات وجه مأساوي . عندما نفتّش ونتعرّف على اوجه توّظيفه وتصريف هذه المادة . من كِلا الطرفين . ومردود هذا التوظيف على ليبيا والليبيين . فمثلا . انا اعرف وبيقين تام . بان جل الطاقة المستهلكة في جل حيز فزان الجغرافي . تُوظف في دورة انتاجية . تنتهى الى مخرجات . تتشكل مفرداتها من اعلاف جافة للحيوانات . حبوب . فواكه وخضراوات . الخ . وهى مواد تستهلك وفى جلها وعمومها داخل اسواق غرب البلاد . وفي الحين اعرف وبيقين تام . من خلال التقارير الاممية بان جل هذه المادة الحيوية وفى غرب البلاد . يثم تهريبها من شواطئه . الى مالطا وايطاليا واليونان وغيرها من البلدان

وهذا التغّيب لفزان عن المشهد الليبيى الحالى . لا يحتاج منا الى جهد كبير لإظهاره وتأكيده امام حواس الناس . ولكن وما دام الحديث . قد توقف بنا عند الطاقة ومشتقاتها . فدعونا نذهب الى مدير هذه المؤسسة . فشواهدنا متوفرة في كل ما يتنفس به مدير هذه المؤسسة . من تصريحات يتناول فيه شئون مؤسسته داخل جغرافية فزان . فهو يتعاطى مع هذا الحيز الجغرافى الليبيى . وكانه خالي من أي مكون سُكاني . بل وكأنه ملك بكل من فيه . لامتيازات الشركات النفطية . التى تقوم بالمسح والتنقيب والاستخراج والتسوق لهذه المادة الخام . وقد ظهر هذا واضح وبلا مواربة . في تصريحات مدير المؤسسة . اتنا تفاعله مع حراك فزان . وفقد شاهدناه . وهو يحرض المجتمع الدولى ويستحثه على ساكني هذا الاقليم الجغرافى . ويتوعّدهم بالمساحات الخضراء . التى تُسيج بجند وجيش من المرتزقة . ولكن وفي الحين . الذى يرى فيه هذا السيد . ان من واجبه ضمان انتظام سير العمل داخل الحقول النفطية . ونحن نشاركه في هذا القول . فمن واجبه ايضا . ان يلتفت اولا الى حقوق سكنى هذه الجغرافية . وبقول اكثر دقة ان يلتفت الى حقوق مواطنيه قبل غيرهم . فهو ومن الواقع الطبيعى الوطني . ان يكون موظف في خدمة بلاده ومواطنيه . لا لذى الشركات المتعددة الجنسية . كما يظهر في الكثير من تصريحاته .

كنت احاول ان اصل بالقول . من وراء هذا التقديم المُطوّل . بان الذهاب نحو اقحام فزان الى داخل المشهد الليبيى الحالى . لا يقع وفقط على ساكني هذا الاقليم الحيوي في موارده الطبيعية . بل يجب دعم هذا الاتجاه وتبنّيه . من طرف البعثة الاممية بليبيا . والمشاركة في تفعيله . لما في ذلك من مردود ايجابى . على مسار حلحلة التأزم الليبيى . الذى جاء بالهيئة الى جغرافية الليبية . بغرض احتوائه قبل استفحاله . وانتقاله الى مراحل قد يهدد بها السلم في الاقليم وحوض المتوسط . وما ينعكس به كل هذا . على السلم العالمى .
فبعث فزان الى داخل المشهد الليبيى الحالى . واعتمادها احد مكوّناته الاساسية . سيُعيد صياغة الصراع وينقله داخل المشهد الليبيى . الى وجه اخر غير الذى كان . وسيرّبك دخول هذا الجسم الجديد - فزان - مسار التأزم الليبيى , الذى يتّجه نحو صوّملة الحالة الليبية . والذى يتسلّح للوصول الى مُبّتغاه . ليس بغير . المحافظة على ديمومة واستمرار مدينة طرابلس وابقائها حاضنة مليشياوية . وهى البيئة المناسبة لانضاج حالة الصوّملة وانبعاثها في الوجود

FB_IMG_1566829933272.jpg

اصل تسمية الدول العربية؟

#منقول

ما سر تسمية الدول العربية بأسمائها الحالية ?

1- المملكة العربية السعودية

يرجع تسمية المملكة العربية السعودية بهذا الاسم إلى شهر سبتمبر عام 1932، حينما أصدر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود أمراً ملكياً بتوحيد البلاد تحت هذا الاسم ؛ نسبةً إلى عائلته "آل سعود" بعدما كانت تُدار كل من الحجاز ونجد كوحدتين منفصلتين ، وأصبح الـ23 من سبتمبر عيداً وطنياً للمملكة.

2- الإمارات العربية المتحدة

كانت دولة الإمارات العربية المتحدة في الأصل 7 إمارات منفصلة أي الأراضي التي يحكمها أمراء ، وكوّنت في عام 1967 مجلس حكام الإمارات المتصالحة ، وبعد استقلالها عن بريطانيا أصبحت إمارات أبوظبي، ودبي والشارقةر، وعجمان ، وأم القيوين ، والفجيرة كياناً واحداً يُطلق عليه الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 ، وانضمت إمارة رأس الخيمة إلى هذا الاتحاد في عام 1972.

3- الكويت

يُقال إن كلمة الكويت تصغير لكلمة "كوت" ومعناها قلعة صغيرة ، أو قلعة محاطة بسور مثل تلك التي استقر فيها حاكم الكويت الأول أو أن معناها حائط مسوَّر يحيط ببعض آبار الشرب ، وهو ما يطلقه أهل الكويت على العديد من الآبار بالفعل.

4- قطر

هناك اختلاف في أصل كلمة قطر ، فيقال إنها مشتقة من كلمة قطارة ، وكان ميناء تجارياً قديماً في المنطقة ثم حُرِّف الاسم إلى قطر وهناك من يقول إن قطارة مستوحىً من المياه الصالحة للشرب ، أو معقل الإبل.

5- سلطنة عمان

كان لعُمان أسماء قديمة قبل اسمها الحالي لكن يُقال إن اسم عُمان جاء نسبةً إلى عُمان بن إبراهيم عليه السلام ، أو نسبةً إلى عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم " عُمان بن كنعان بن يقشان بن إبراهيم " عليه السلام.

6- البحرين

تتكون مملكة البحرين من مجموعة جزر تقع داخل الخليج الفارسي ، وسميت بالبحرين مثنى بحر" نظراً إلى وجود مصدرين للمياه أحدهما العيون المائية للمياه العذبة والآخر الخليج الفارسي المحيط بها للمياه المالحة.

7- سوريا

يرجع تسمية اسم سوريا إلى دولة آشور Assyria في بلاد الرافدين والتي تضم سوريا والعراق وتركيا ، وبذلك عدها اليونانيون بلاداً آشورية فأطلقوا عليها آسورية بإبدال الشين سيناً على نهج اللغة السامية السائدة آنذاك.

8- العراق

إما أن يكون سبب تسمية العراق نسبةً إلى مدينة "أوروك" أكبر مدينة أقيمت بجنوب بلاد الرافدين في عام 3200 قبل الميلاد ، أو أنها مأخوذة من الكلمة الفارسية "إراك-Erak" بمعنى الأرض المنخفضة.

9- اليمن

اختلفت الآراء حول سبب تسمية اليمن بهذا الاسم ؛ فيذهب بعضهم إلى أن سبب ذلك هو وقوعها يمين الكعبة ، أو أن أصلها اليُمن بمعنى الخير والازدهار ، مثلما ذهب آخرون إلى أن أصلها من يامن بن قحطان المعروف باسم يعرب ، أحد أحفاد نبي الله هود عليه السلام ، وكان أول ملوك اليمن.

10- فلسطين

تعتبر الكلمة الرومانية "بالستينا" أصل كلمة "فلسطين" إذ أطلق الإمبراطور الروماني هادريان على فلسطين اسم مقاطعة سوريا بالاستينا واختصر بعدها إلى بالستينا ، التي استمد منها اسم فلسطين ، كذلك أطلق اليونانيون على الشعوب التي تسكن تلك المنطقة قبائل البلست.

11- لبنان

اشتُقت كلمة لبنان من كلمة Lavan في اللغة السامية بمعنى أبيض ، وقد تكون إشارة إلى القمم الثلجية لجبال لبنان.

12- المملكة الأردنية

جاء اسم الأردن نسبةً إلى نهر الأردن التاريخي ، وتعني كلمة "أرد" في العبرية "الحاد" وأصلها ياراد ، وأطلق عليه اسم أرد لأنه يصب بانحدار شديد في البحر الميت.

13- مصر

تعددت الأسباب حول تسمية مصر ؛ فقيل إنها اشتُقت من اسم مصرايم ابن حام ابن نوح الذي استقر في منطقة وادي النيل، أو مأخوذ من كلمة ميزريم Mizraim بمعنى القلعة.

أما عن اللفظ Egypt فاستمد من كلمة إيغوبتوس باللغة اليونانية القديمة ، التي استُمدت بدورها من كلمة "هيت كا بتاه" باللغة الفرعونية، ومعناها معبد روح الإله بتاح. مثلما قيل أيضاً إن إيغوبتوس مكونة من مقطعين بمعنى "دار القبط"

14- ليبيا

كانت تتبع نظام الحكم الجماهيري في عهد الرئيس السابق معمر القذافي، لكنها الآن في ظل المرحلة الانتقالية تحت نظام الحكم البرلماني في الأساطير اليونانية ، كانت ليبيا ابنة الإله اليوناني إبافوس وزوجته ممفيس فأُطلق هذا الاسم على الشمال الغربي لقارة إفريقيا.

15- تونس

استمد اسم تونس من الإلهة الفينيقية "تانيث أو تانيس" حامية مدينة قرطاج ، وعدت رمزاً للنماء والخصوبة ، أما في اللغة الأمازيغية للسكان الأصليين فكانت كلمة تونس تعني المفتاح أي مفتاح الخصوبة والنماء.

16- المملكة المغربية

عادةً ما يُطلق اسم المغرب العربي على دول شمال غربي إفريقيا ، لكن اختصاص دولة المغرب بهذا الاسم قد يأتي من اعتقاد المسلمين القدامى أنه مكان غروب الشمس. أما عن اسم Morocco، فقد جاء من الاسم الأصلي لمدينة مازاغان "موروكوس" التي كانت مستوطنة برتغالية على ساحل المغرب.

17- الجزائر

في عام 1525، انضمت 4 جزر قبالة الساحل إلى اليابسة ، ونسبةً إلى هذه الجزر القديمة أطلق اسم الجزائر "جمع جزيرة" على العاصمة ومن بعد ذلك عُرفت الدولة كلها باسم الجزائر.

هناك تفسير آخر بأن الاسم القديم في العصور الوسطى خلال القرن الثامن عشر كان جازيربني مزغنة ؛ أي جزر بني مزغنة بعدما استقرت بها قبيلة مزغنة، وتحول فيما بعد إلى الجزائر ، وقيل أنها نسبة إلى دزيري بن مناد الحمادي الصنهاجي .

18- موريتانيا

كانت تسكن قبائل ماوري ما بين نهر ملوية في المغرب شرقاً والمحيط الأطلسي غرباً وسُميت موريتانيا نسبةً إليها، وكانت تلك القبيلة واحدة من 3 قبائل ظهرت في شمال غربي إفريقيا أواخر القرن الثالث قبل الميلاد.

19- السودان

من أكثر الآراء انتشاراً حول اسم السودان أنها من اللون الأسود ، وعُرف السودان بأرض السود ، وكذلك معنى الكلمة في اللغة النوبية حيث تعني “المخلوط”؛ أي ليس بشديد السواد أو البياض.

20- الصومال

قد ترجع تسمية الصومال إلى نمط معيشتهم الرعوية ، فيقال إن so بمعنى ذهاب ، وMal بمعنى لبن ، وهناك رأي آخر بأن هذا الاسم مستمد من اسم عشائر “سمائل-Samaal

فنحو 70% منهم من الرعاة.

21- جيبوتي

قد يكون الاسم مبنياً على أسطورة قديمة عن حيوان خرافي اسمه بوتي ، كان يعيش في تلك المناطق ويروع أهلها ، ويقتل أغنامهم لكن بعد فترة هزم الناس هذا الحيوان وأطلقوا على المنطقة اسم جاب بوتي ، بمعنى هزيمة بوتي.

22- جزر القمر

يطلق عليها في الإنكليزية أيضاً اسم Comoros ومأخوذة من القَمر ، ويُعتقد أنها سُميت جزر القُمر ؛ لأن تلك الجزر تأخذ شكل الهلال في المحيط الهندي ، مثلما قيل إن العرب حينما هبطوا عليها كان القمر بدراً فأطلقوا عليها هذا الاسم.

#منقول

تقرير مراسل صحيفة ليمون عن الأوضاع فى ليبيا

يرى الخبير الليبي طارق المجريسي أن مأزق توقف هجوم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس سيشوه صورته كرجل قوي وربما يضعف قاعدته السياسية، مما قد يضطره للجوء إلى تصعيد خطر يحتمل أن يكون مدمرا لمنطقة العاصمة.

 

وفي مقابلة مع القسم الأفريقي من صحيفة لوموند الفرنسية، قال المجريسي -وهو خبير وباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية- إن قوات حفتر لم تتوقف منذ أربعة أشهر عن ضرب قوات حكومة الوفاق الوطني التي تدافع عن ليبيا بدعم من معظم الجماعات المسلحة في الغرب الليبي.

وفي المقابلة التي أجراها معه مبعوث الصحيفة في تونس فردريك بوبين، قال الخبير الليبي إن فقدان غريان يمثل مرحلة جديدة من الصراع، لأنه شكل نكسة محرجة لحفتر الذي يريد استعادة شرفه.

وأوضح أن هذه المرحلة الجديدة بدأت بهجوم مضاد على شكل غارات جوية على بعض أحياء طرابلس والمناطق القريبة منها، في إشارة إلى أن حفتر اختار التصعيد، وبالتالي إذا فشل في استعادة الأرض قريبا، وتراجعت عملياته على الأرض، فإن ذلك سيكون خطيرا، لأنه كلما خسر زاد عدوانية، وأصبح الصراع أكثر تدميرا.

وأضاف المجريسي أن حفتر الذي لم يستطع تنفيذ هجومه المضاد منذ خسارة غريان، يلجأ إلى إخفاء ضعفه على الأرض بتكثيف الغارات الجوية المدمرة على طرابلس ومصراتة، ومؤخرا على مرزوق في الجنوب الغربي من البلاد، مما يدل على أن تراجعه سيكون مدمرا للغاية لكل ليبيا.

وأشار الخبير إلى أن حقيقة أن قواته نفذت عمليات خلال الهدنة التي تقررت في عيد الأضحى تثبت أنه على الرغم من ضعف موقفه، لا يزال غير متحمس للانخراط في تحرك دبلوماسي.

الشرق الليبي بعد حفتر؟
وعند سؤاله عن احتمال أن يثير تراجع هجوم حفتر على طرابلس ردود أفعال متسلسلة تضعف مكانته في المنطقة الشرقية، قال المجريسي إن حفتر حافظ حتى الآن على موقعه لأنه كان ينظر إليه على أنه الحل الوحيد، ويوفر المال والأسلحة والاستقرار، مشيرا إلى وجود الكثير من الخلاف في الشرق بسبب الفساد والقبضة الحديدية التي يقود بها اللواء المتقاعد المنطقة.

وأضاف: ولكن في حالة عودة جثث الشباب إلى أهاليهم باسم حرب لا يؤمن بها الناس، وفي غياب النجاح العسكري، فإن صورة هذا الرجل القوي ستتشوه، وربما يكون ذلك بداية لمرحلة من الفراغ وتغذية السخط، وهو أمر خطير للغاية.

وهذا الخطر أكثر وضوحا في بنغازي التي كانت مؤخرا مسرحا للاضطراب، حيث وقع هجومان بسيارة مفخخة ضد ضباط من جيش حفتر، وحيث هوجمت قافلة تابعة للأمم المتحدة وتم اختطاف عضو في البرلمان ونشطاء سلام، مما يعكس سخطا في بنغازي على رجل بدأ يفقد السيطرة، بحسب المجريسي.

وعند السؤال عن نقاط الضعف الرئيسية لحفتر في الشرق، قال المجريسي إن هذا الرجل خيب آمال العديد من مؤيديه، وأوضح أن بعض القبائل غير راضية عنه، خاصة أن أبناءهم الذين تم تجنيدهم في الجيش يموتون الآن في طرابلس.

ورغم السخط الكبير -يقول الخبير- فإن حفتر يمكنه الاستمرار في فرض حكمه الهش ما دام لا يوجد بديل له، إلا أنه في النهاية إذا لم يتم تقديم خيار آخر من قبل المجتمع الدولي يشعر سكان الشرق بالحصول على حصة دون خوف من الانتقام أو التهميش، فسوف يتقدم منافس ما وستندلع المعارك بين الأشقاء ويغرق الشرق في فوضى.

وأشار المجريسي إلى أن نكسات حفتر في طرابلس لن تؤثر على نفط الهلال الذي يحميه بالطائرات، ولكنها قد تجعل السكان المحليين في الجنوب والغرب يشعرون بأن حفتر ليس ذلك الرجل القوي الذي كانوا يؤمنون به، وبالتالي سيدفعهم ذلك إلى التفكير في المفاوضات من أجل خيارات أخرى، وهو ما يمكن أن تكون له تداعيات في جميع أنحاء البلاد.

أما بالنسبة للطوارق، فيرجح الباحث الليبي أنهم في الوقت الحالي يقاتلون إلى جانبه حفتر -وإن كانوا لا يحبونه حقا- لأنه يوفر لهم الأجور والمكانة، ويذكرهم بفترة الزعيم الراحل معمر القذافي الذي دعموه، وهو بالنسبة لهم أفضل من الفوضى، خاصة أنهم ليست لديهم خيارات أخرى.

ولكن المسألة مختلفة بالنسبة للتبو الذين تعرضوا للاضطهاد في الجنوب من قبل قبائل فزان العربية المتحالفة مع حفتر، وهم يشعرون بالتهديد عند قول جيش حفتر إنه سيطرد "جميع التشاديين"، وكأنهم ليسوا ليبيين حقيقيين، خاصة أن أمورهم ساءت في الأيام الأخيرة بسبب الغارات الجوية في مرزوق التي تسببت في مقتل العشرات منهم.

مخاوف من صراع في الغرب
وتسأل لوموند هل سيعيد الصراع تشكيل علاقات القوى السياسية العسكرية داخل معسكر الوفاق الوطني؟

يقول المجريسي إن السراج يتعرض بالفعل لضغوط، لكنها ليست خطرة، وإن الأمور في الظروف الحالية تسير بطريقة جيدة، خاصة أن وزير الداخلية فتحي باشخة يقوم بعمل جيد ويتصرف كوزير وليس كمصراتي.

وعند سؤاله عن الدعم الخارجي الذي يحصل عليه حفتر من مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، هل سينفد بسبب التراجع العسكري عند أبواب طرابلس؟ رجح الباحث الليبي أن يتواصل الدعم مغذيا الصراع وذلك لحماية استثمار يعود تاريخه إلى خمس سنوات، حتى يجد الداعمون خيارات أخرى.