هل الحيوانات تتنبأ بالزلازل.. أشهر معتقد منذ عام 373 قبل الميلادهل. ؟

201907190418521852.jpg

ا

 

فى عام 373 قبل الميلاد، سجل المؤرخون أن الحيوانات، بما فيها الفئران والأفاعى، يمكنها أن تتنبأ بالحوادث مثل الزلازل، وذلك بعدما هجرت أعداد كبيرة من الحيوانات مدينة هيليس اليونانية قبل أيام من الزلزال الذى دمر المدينة.

 

العديد من الدراسات تناولت مثل هذه الظواهر التى وجدت أن هناك ارتباطا ما بحركة الحيوانات قبل وقوع الحوادث والزلازل، مثل سمك السلور الذى يتحرك بعنف، وتوقف الدجاج عن وضع البيض، والنحل الذى يترك خلاياه فى حالة من الذعر.


مدينة هيليس فى اليونان عام 373 قبل الميلاد

 

كما زعم عدد لا يحصى من مالكى الحيوانات الأليفة مشاهدتهم ورصدهم لتصرفات غريبة تفعلها القطط والكلاب قبل وقوع الزلازل، مثل النباح أو الأنين بشكل غير مبرر، أو إظهار علامات العصبية والقلق.


قياس الزلازل

 

من هنا أصبح ما تشعر به الحيوانات بمثابة اللغز، والنظريات التى تسعى لإيجاد تفسيرات لها، وكان من بين الأفكار التى حاولت الإجابة على هذا اللغز، هو أن الحيوانات بإمكانها اكتشاف التغيرات الكهربائية فى الهواء أو الغاز المنبعث من الأرض.

 

لا شك أن الزلازل هى ظاهرة مفاجئة، وليس لدى علماء الزلازل أية طريقة لمعرفة بالضبط متى وأين سيضرب الزلزال التالى، ووفقا لتقرير نشره موقع ناشيونال جيوغرافيك، فإن هناك ما يقدر بنحو 500000 من الزلازل التى يمكن اكتشافها تحدث فى العالم كل عام. من بين هؤلاء 100000 يمكن أن يشعر بها البشر، و100 زلزال تسفر عن أضرار.


اليابان والزلازل

 

اليابان أكثر دول العالم عرضة للزلازل
 

تعد اليابان واحدة من أكثر دول العالم عرضة للزلازل، حيث أودت حوادث الزلازل بأرواح لا حصر لها، ناهيك عن الأضرار الجسيمة التى تخلفها الزلازل فى المبانى، وفى هذا السياق، قام عدد من الباحثين منذ فترة طويلة بدراسة الحيوانات على أمل اكتشاف ما يسمعونه أو يشعرون به قبل أن تهتز الأرض من أجل استخدام هذا المعنى كأداة للتنبؤ.


هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية

 

علماء الزلازل الأمريكية ونظرية استشعار الحيوانات
 

من ناحية أخرى، فإن علماء الزلازل الأمريكية، متشككون فى ذلك، على الرغم من وجود حالات موثقة لسلوك حيوانى غريب قبل الزلازل، إلا أن هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية، وهى وكالة حكومية تقدم معلومات علمية حول الأرض، تقول إن هناك صلة قابلة للتكرار بين سلوك معين ووقوع زلزال لم يحدث أبدًا.

 

وقال آندى مايكل، الجيوفيزيائى فى هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية: "ما نواجهه هو الكثير من الحكايات، تتفاعل الحيوانات مع أشياء كثيرة، مثل الجوع، والدفاع عن أراضيها، والتزاوج، والحيوانات المفترسة لذلك من الصعب الحصول على دراسة محكومة للحصول على إشارة التحذير المتقدمة هذه."


الكلاب والزلازل

 

سلوك خاطئ فى الكلاب
 

لا يزال الباحثون حول العالم يتابعون هذه النظرية.، ففى سبتمبر 2003، احتل طبيب فى اليابان عناوين الصحف مع دراسة أشارت إلى أن السلوك غير المنتظم لدى الكلاب، مثل الإفراط فى النباح، يمكن استخدامه للتنبؤ بالزلزال.


زلزال هايتشنغ

 

مبررات تصديق نظرية تنبؤ الحيوانات بوقوع الزلازل
 

كانت هناك أيضًا أمثلة تنبأت فيها السلطات بنجاح بزلزال كبير، يستند جزئياً إلى ملاحظة التصرفات الغريبة للحيوانات، على سبيل المثال، فى عام 1975، أمر المسؤولون الصينيون بإخلاء مدينة هايتشنغ التى يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، أى قبل أيام من زلزال بلغت قوته 7.3 درجة، لم يصب أو يُقتل سوى جزء صغير من السكان، إذا لم يتم إخلاء المدينة، فمن المقدر أن يتجاوز عدد الوفيات والإصابات 150 ألفا.

 

يقول "مايكل" إن حادثة هايتشنغ هى التى أعطت الناس الأمل فى أن الزلازل يمكن التنبؤ بها، وهو ما دفع دراسات سلوك الحيوان التى أجرتها هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية.

ومع ذلك، اكتشف فيما بعد أن سلسلة نادرة من الهزات الصغيرة، التى يطلق عليها "الصدمات الأمامية"، وقعت قبل أن يضرب الزلزال الكبير المدينة، وهو ما علق عليه مايكل بقوله: "لقد كان التسلسل الأمامى هو الذى أعطى المسؤولين الصينيين القدرة على التنبؤ بحجم الزلزال القوى".

 

ومع ذلك، استمر الصينيون فى النظر إلى سلوك الحيوانات كوسيلة مساعدة للتنبؤ بالزلزال وقال روبرت شيلدراك، عالم الأحياء ومؤلف الكتب، "الكلاب التى تعرف متى يعود أصحابها إلى المنزل": "لقد حققوا العديد من النجاحات البارزة وكذلك بعض الإنذارات الزائفة".

 

كما رأى روبرت شيلدراك أنه يمكن إقامة علاقة قابلة للتكرار بين سلوك الحيوان والزلازل، ولكن "كما اكتشف الصينيون، لا تسبب جميع الزلازل سلوكًا غير عادى للحيوانات فى حين يفعل الآخرون، من خلال البحث فقط يمكننا معرفة سبب وجود مثل هذه الاختلافات".


زلزال نورثريدج

 

قام شيلدراك بدراسة ردود أفعال الحيوانات قبل حدوث زلازل كبرى، بما فى ذلك الزلزال الذى ضرب نورثريدج فى كاليفورنيا عام 1994، والزلازل اليونانية والتركية فى عام 1999.

 

وقال شيلدراك إنه فى جميع الحالات، كانت هناك تقارير عن سلوك غريب مسبقًا، بما فى ذلك عواء الكلاب فى الليل فى ظروف غامضة، واضطراب الطيور المحبوسة، واخبتاء القطط وظهورها فى حالة من العصبية.

 

التأثير النفسى قبل وبعد وقوع الزلازل
 

ومع ذلك، فإن الجيولوجيين يرفضون هذه الأنواع من التقارير، قائلين إنها "تأثير التركيز النفسى"، حيث يتذكر الناس السلوكيات الغريبة فقط بعد وقوع الزلزال أو أى كارثة أخرى، يزعمون أنه لو لم يحدث شىء، فلن يتذكر الناس السلوك الغريب.

 

الإبلاغ عن سلوك غريب
 

اختلف شيلدراك مع ذلك، وقال إن الأنماط المماثلة لسلوك الحيوانات قبل الزلازل تم الإبلاغ عنها بشكل مستقل من قبل الناس فى جميع أنحاء العالم، مضيفا: "لا أستطيع أن أصدق أنهم جميعًا تمكنوا من صنع مثل هذه القصص المشابهة أو أنهم جميعًا عانوا من حيل الذاكرة".

 

اقتراح للإبلاغ عن التبنؤ بالزلازل
 

وقال شيلدراك، الذى يقترح خطًا ساخنًا خاصًا أو موقعًا على الإنترنت، حيث يمكن للناس الاتصال أو الكتابة إذا رأوا سلوكًا غريبًا فى حيواناتهم، الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث وقد فات موعده طويلًا، إذًا يقوم الكمبيوتر بعد ذلك بتحليل الرسائل الواردة لتحديد مكان نشأة الزلازل، وقد تشير الزيادة المفاجئة فى المكالمات أو رسائل البريد الإلكترونى من منطقة معينة إلى أن الزلزال كان وشيكًا.


الحيوانات الأليفة والزلازل

 

وأوضح شيلدراك، سيتم فحص المعلومات للتأكد من أن الملاحظات لم تكن ناتجة عن ظروف أخرى معروفة بأنها تؤثر على سلوك الحيوانات، مثل الألعاب النارية، أو التغيرات فى الطقس ولتجنب إصدار تحذيرات خاطئة، سيتم استخدام البيانات بالاقتران مع أجهزة مراقبة أخرى مثل قياسات الزلازل.

 

وقال شيلدراك: "مثل هذا المشروع من شأنه أن يستحوذ على خيال الملايين من الناس، ويشجع المشاركة العامة على نطاق واسع والبحث، وسيكون ممتعًا"، لافتا إلى أن ما يعيق هذا البحث "ليس المال ولكن العقائدية وضيق الأفق".


هل تستطيع الحيوانات التنبؤ بالزلزال

 

هل تستطيع الحيوانات التنبؤ بالزلزال؟
 

يقول مايكل بلانبيد، المنسق المساعد لبرنامج مخاطر الزلازل الأمريكى للمسح الجيولوجى، إنه من الصحيح أن الحيوانات يمكن أن تستشعر الزلزال، عادة قبل دقائق فقط من حدوثه، كما أن البرنامج، الذى أنشأه الكونجرس عام 1977، يقوم برصد الزلازل والإبلاغ عنها وتقييم آثارها ومخاطرها، كما يبحث فى أسبابها وآثارها، إلا أن ما تفعله الحيوانات يعد رد فعل ولا وليس موهبة خاصة للتنبؤ بموعد الزلزال أو أين قد يحدث.


تتبع الزلازل

 

تتبع الزلازل
 

ويرأى مايكل بلانبيد أن علماء الزلازل يفضلون أن يكون لديهم نظاما للإنذار المبكر بالزلزال، لكن لا يبدو أن الحيوانات هى الحل، موضحا: "الوقت الأكثر احتمالاً لحدوث زلزال كبير هو بعد زلزال صغير". لكن حتى معرفة أن الزلازل الصغيرة تولد الزلازل الكبيرة، فهى ليست مساعدة كبيرة. لا يمنح أحد الزلازل العلماء القدرة على معرفة المدة التى يستغرقها الزلزال التالى بالضبط، أو حتى أين سيكون مركزه. تتبع الزلازل ليس بالأمر السهل نظرًا لأن الأرض تتعرض للملايين سنويًا، والكثير منها بالكاد يتم ملاحظته.

 

وفى هذا السياق، يرى بلانبيد أنه من الصعب توثيق تغير سلوك الحيوان قبل حدوث الزلزال، خاصة أن الزلازل تحدث دون سابق إنذار.

 

مشاريع مراقبة سلوك الحيوانات قبل حدوث الزلازل
 

فى أواخر سبعينيات القرن الماضى، قامت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية برعاية مشروع لمراقبة قوارض المختبرات بشكل مستمر فى جنوب كاليفورنيا لمعرفة ما إذا كانت هناك موجة من النشاط قبل الزلزال مباشرة. لسوء الحظ، لم تكن هناك زلازل خلال مدة الدراسة.

 

يشير العديد من الذين يعتقدون أن الحيوانات يمكنها أن تستشعر الزلازل إلى العمل الذى قام به فريدمان ت. فرويند، وهو باحث أول فى معهد SETI غير الربحى، والذى يبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.

 

لقد افترض فريدمان ت. فرويند منذ عقود أن الضغوط السريعة فى قشرة الأرض قبل الزلزال مباشرة تسبب تغيرات كبيرة فى الحقول المغناطيسية، والتى يمكن للحيوانات أن تشعر بها.

 

ويعلق بلانبيد على هذه النظريات بقوله: "قد تم استجوابها وانتقادها بشكل مستدير"، لأن تغييرات الإجهاد السريعة لن تكون متوقعة قبل وقوع الزلزال، ولأن مثل هذه التغييرات لم يتم ملاحظتها أو تسجيلها خارج مختبر فروند.

 

وفى عام 2015، نشر فريدمان ت. فرويند نشر هو وزملاؤه دراسة أظهرت أن الحيوانات فى حديقة ياناشاجا الوطنية فى بيرو اختفت بشكل أساسى فى الأسابيع التى سبقت زلزال بلغت قوته 7.0 درجات فى المنطقة فى عام 2011.

 

فى عام 2011، وقبيل الزلزال الذى بلغت قوته 5.8 درجة والذى ضرب منطقة واشنطن، أثارت بعض الحيوانات فى حديقة الحيوان الوطنية بمعهد سميثسونيان، كما يقول كنتون كيرنز، وهو عالم أحياء للثدييات فى حديقة الحيوان، ومن هذه الحيوانات كان حيوان الليمور، الذى عبر عن إنزعاجه بصوت عال، لمدة 15 دقيقة قبل أن يشعر الحراس بأن الأرض تهتز.

 

وهنا يرى كيرنز أنه لا يمكن الربط بين انزعاج حيوان الليمور، والزلازل، لأن طبيعة الليمور أن يعبر عن إنزعاجه فى وقت طوال اليوم بهذه الطبيعة فى صوته، ولهذا فمن الممكن أن يكون هناك أى شيء آخر تسبب فى إنزعاجهم وتزامن ذلك مع وقوع الزلزال.

 

لماذا صدقنا فكرة تنبؤ الحيوانات بالزلازل

إذًا فلماذا يتمسك البشر بفكرة أن الحيوانات يمكنها التنبؤ بالزلازل؟ يجيب بلانبيد بقوله: "أعتقد أن الناس يشعرون بالارتياح لفكرة أنه سيكون هناك شىء يجعلنا قادرين على التنبؤ بوقوع الزلازل".

 

أبرز القصص عن علاقة الحيوانات بالزلازل
 

من بين القصص التى تم الإبلاغ عنها، ورصدها مع وقوع الزلازل، الزلزال الضخم الذى ضرب الصين خلال شهر مايو 2008، حيث رصد المواطنون هناك قفز الآلاف من الضفادع على طول الشوارع فى واحدة من المناطق الأكثر تعرضاً لتبعات الهزة التى حدثت بعد ذلك بفترة وجيزة.


هروب الضفادع قبل وقوع زلزال فى الصين

 

حادثة أخرى سجلتها إحدى كاميرات المراقبة المثبتة فى أحد المنازل، والتى رصدت حالة الذعر والهلع التى إنتابت الكلب وقوع الزلزال بفترة وجيزة، والذى ضرب هايتى بقوة 7 درجات على مقياس ريختر فى العام 2010 وأسفر عن مقتل أكثر من 230 ألف شخص.


أسماك القرش والزلازل

 

حادثة أخرى أيضا، قد سبح أكثر من عشرة من أسماك القرش ذات العلامات السوداء فى المياه العميقة قبل أن تصل العاصفة الاستوائية جابرييل إلى خليج فلوريدا فى عام 2001، وبالمثل عندما اقترب إعصار تشارلى فى عام 2004، انتقلت أسماك القرش واتبعت المياه المفتوحة وقد اختفت خارج نطاقها.


هروب الكلاب خوفا من الزلازل

 

فى فجر اليوم الذى ضرب فيه الزلزال مدينة تانغشان الواقعة وسط الصين فى 1976 هاجمت مجموعة كبيرة من الكلاب البرية الشاردة شوارع المدينة وبدأت بالنباح بشكل مرعب وهستيرى وانتشرت فى جميع الأحياء، وقدر ثار هذا الأمر ريبة مسؤولى المدينة الذين تيقنوا بالفعل أن هناك زلزالاً كبيراً فنشروا الخبر.


تسونامى

 

وفى عام 2004 فى تايلاند قبل أن يضرب إعصار تسونامى، هربت الفيلة إلى الأراضى المرتفعة، وطارت الخفافيش من بيوتها إلى أماكن أخرى قبل وقوع تسونامى.

622893-هل-تستطيع-الحيوانات-التنبؤ-بالزلزال.jpg