https://bbc.in/365HEEZ
القهوة الإثيوبية... ملتقى العشاق والسياح والمورد الأهم للعملة الأجنبية
محمد مصطفى جامع
كاتب سوداني مهتم بالشؤون الأفريقية
حالما تطئ قدماك أرض إثيوبيا إذا كنت قادمًا من المطار أو من منفذ بري لإحدى دول الجوار، لا بد أن تستوقفك رائحة القهوة التي يطلق عليها محليًا اسم "بُنّة"؛ فالقهوة في جمهورية إثيوبيا ليست مجرد مشروب تتناوله وتمضي لحال سبيلك، بل أحد معالم ثقافة شعوب عريقة استقرت منذ قرون طويلة في هذه البقعة ذات التاريخ التليد العامر بالحضارات المختلفة.
والمقاهي موجودة في كل مكان بإثيوبيا بدءًا من قارعة الطريق، فيكفي وجود صندوق خشبي وبعض الكراسي الصغيرة المصنوعة من الخشب أو جلد الماعز إضافة إلى مبخرة صغيرة و كراسي صغيرة ليكون أجمل مقهى تقليدي تفوح منه رائحة أصالة إثيوبيا وتاريخها الزاخر، ولا يقتصر وجود القهوة الإثيوبية على المقاهي الشعبية آنفة الذكر بل ستجدها حتى في الفنادق ذات الـ5 نجوم وفي قلب المجمعات التجارية الحديثة وداخل صالات مطار بولي بالعاصمة أديس أبابا والمطارات الداخلية، فالمواطن الإثيوبي لا يكتمل يومه إلا بتناول عدة فناجين من القهوة يوميًا منذ الصباح الباكر وقبل الخلود إلى النوم.
ويُروى عن أحد الشباب الإثيوبيين قوله: "ليس لديّ أي شخص أتناول معه القهوة "، لا ننظر إلى العبارة حرفيًا، ولكن من الواضح أن هذا الشخص ليس لديه حبيبة أو أصدقاء جيّدين يمكن أن يثق بهم ويتناول معهم القهوة، ويشير ذلك إلى الدور الاجتماعي الذي تلعبه القهوة في إثيوبيا، وحقيقة أن الناس هناك غالبًا ما يتجمعون لحظة شرب القهوة من أجل إجراء محادثات تغطي كل ما يدور في الحياة اليومية والقضايا الخاصة والعامة على حدٍ سواء.
وحتى الذين يزورون إثيوبيا بغرض العمل أو السياحة، مؤكد أن لديهم ذكريات لا تُنسى مع هذا المشروب الساحر الذي يعد من أساسيات الحياة في إثيوبيا وجارتها إريتريا.
في هذا التقرير سنتطرق إلى أسطورة اكتشاف القهوة، وطقوس تناولها في إثيوبيا، كذلك أبرز الشركات المنتجة والمصدرة إلى جانب مساهمتها في الاقتصاد الإثيوبي.
كيف اكتشف الإثيوبيون القهوة؟
تعود قصة اكتشاف القهوة عالميًا إلى شعب الأورومو وهم أكبر الشعوب الإثيوبية تعدادًا، وإذا عدنا إلى الموروث الشعبي الإثيوبي نجد أن الرواية الأسطورية تتحدث عن أحد رعاة الغنم في القرن التاسع الميلادي، وهو شاب يُدعى "كالدي"، كان يرعى قطيعًا من الأغنام في غابات كافا المطيرة وارفة الظلال "جنوب إثيوبيا"، ثم لاحظ فجأة أن ماعزًا من القطيع أصبحت أكثر نشاطًا وحيوية وتكاد ترقص، بعد بحث واستقصاء، اكتشف أن الماعز أكلت ثمارًا حمراء تشبه الكرز الأحمر من الأشجار التي في الجوار، فقرر تجربتها والانضمام إلى الماعز فأحسّ بنشاط غريب ونكهة لم تكن مألوفةً لديه.
ثم توجه كالدي من فوره إلى عمه الراهب في دير مجاور، مسرورًا يكاد يطير فرحًا بهذا الاكتشاف الجديد، ويقول سكان كافا الذين يتناقلون الرواية كما سمعوها من أجدادهم: "ألقى الرهبان الثمار في النار خوفًا من "الأرواح الشريرة"، ولكن عندما تسللت رائحة القهوة المحمصة إلى أنوفهم، انتابهم الشعور الذي انتاب كالدي من قبل، وتراجعوا عن رأيهم بعد أن تصوروا الحماسة التي ستضفيها هذه الطاقة الجديدة على الطقوس الدينية، ثم أخبروا أفراد القبيلة بالقصة، وعرضوا النبتة على الكهنة واستُخدمت كعلاج للاكتئاب والعجز والخمول ثم استخرج البن منها، ورويدًا رويدًا انتقل إلى باقي المناطق في إثيوبيا ومن هناك إلى العالم لتصبح القهوة المشروب الأكثر شعبية.
الذين يعتقدون بصحة أسطورة كالدي يرون أن اسم القهوة باللغة الإنجليزية Coffee أُخذ من اسم مكان اكتشافها الذي سبق ذكره "غابات كافا"، الواقعة في منطقة أوروميا جنوب البلاد على مقربة من مدينة جيمّا التاريخية، وغرب مدينة هوّاسا عاصمة إقليم الجنوب.
طقوس القهوة الإثيوبية
لا تقل مراسم إعداد القهوة في إثيوبيا أهمية عن تناولها، حيث تبدأ الفتاة التي تتولى إعداد القهوة في الأُسرة برش المكان ونثر العشب الأخضر أو "قيطما" كما يطلقون عليه باللغة الأمهرية كرسالة للفأل الحسن كما يعتقد الإثيوبيون، ولا بد أن ترتدي الفتاة صانعة القهوة الزي التقليدي ليكون مكمن سعادتها أن تعد المشروب الأول وسط حضور أسري ومشاركة من الجيران والضيوف الذين يتصادف وجودهم.
توضع حبوب البن الطازجة أولًا على طبق من الفخار لتجف في الشمس، ثم تُغسل وتُحمص في آنية مسطحة من الحديد على النار باستخدام الفحم، ثم تُمرِّر الفتاة، البن المحمص على الضيوف والبداية تكون بالأكبر سنًّا لاستنشاق الرائحة المحببة إلى النفس، ولتعطي الحاضرين إحساسًا بجودة البن وطيب نكهته، بعدها تقوم بطحن حبوب القهوة يدويًا وتضعها في إبريق القهوة الإثيوبي التقليدي الذي يعرف باسم "الجَبَنة" وتقدم مع طازجة الفشار وبعض المكسرات.
ويقوم الحاضرون الذين ينتظرون احتساء فنجان القهوة بمتابعة معدّة القهوة وهي تقوم بعملها بشيء من الاحترام والتقدير، وعند تقديمها لهم في الفناجين يفترض أن يقوموا بشكرها والتعبير عن إعجابهم بجودة البن فيقولون "كونجو بنة" أي قهوة جميلة باللغة الأمهرية أو "طعوم بنة" كما في التغرينية.
وتمثل جلسات القهوة في إثيوبيا مزيجًا من الحياة الثقافية والاجتماعية والدينية وحتى السياسية، وهو ما يعكس تميز القهوة الإثيوبية ليس لجودتها فحسب وإنما كونها جزءًا أصيلًا من ثقافة وحضارة الشعب الذي يعتبر نفسه المكتشف الأول لنبتة البن في العالم.
أشهر شركات البن الإثيوبي
الذي يتجول في المدن الإثيوبية وخاصة العاصمة أديس أبابا يلاحظ كثرة متاجر القهوة التي تبيع المشروع الأول في عبوات جاهزة، وتتنافس الشركات المصنعة للبن في اجتذاب الزبائن من داخل البلاد وخارجها؛ وغالبًا ما تضم هذه المتاجر ركنًا لتناول القهوة الطازجة قد يكون الركن كبيرًا أو صغيرًا على حسب حجم المتجر لكنه ضروري بطبيعة الحال ربما لتأكيد جودة البن للزبائن وللمساهمة كذلك في تقليل تكلفة استئجار المكان والإيفاء بالتزامات العاملين فيه.
ويمكن تقسيم البن العالمي إلى نوعين أساسيين، هما أرابيكا وروبوستا، وتكمن الفوارق الأساسية بينهما في الطعم وأماكن الزراعة والسعر، وتستحوذ إثيوبيا على حصة كبرى من إنتاج بن الأرابيكا، فهي تحتل المركز الخامس في هذا الصدد واحتكرت شركات عالمية حق شراء البن الإثيوبي بكميات كبيرة كما سيأتي بيان ذلك بالتفصيل لاحقًا.
من أكبر الشركات المنتجة للبن في إثيوبيا:
1- توموكا (Tomoca): واحدة من أشهر شركات إنتاج البن الإثيوبي، قهوتها داكنة سوداء عالية الجودة من نوع البن الهرري "نسبة إلى مدينة هرر"، وهي قهوة 100% من نوع أرابيكا سابق الذكر، تُعبأ في أكياس سعة 500 جم أو كيلوجرام، ويمكن العثور عليها في متاجر الشركة المنتشرة في العاصمة أديس أبابا وفي الولايات أو في السوبر ماركت ومحلات التجزئة، وللموجودين خارج إثيوبيا يمكنهم طلبها عن طريق موقع التجارة العالمي "أمازون".
2- أبيسينيا (Abissinya) وهي كلمة لاتينية تعني الحبشة؛ لذا أُطلقت على العديد من المحال التجارية والشركات ومن بينها هذه الشركة الشهيرة حيث يأتي الزبائن إلى متاجرها ـ خاصة فرع بولي مدهني يلّم القريب من المطار - للاستمتاع بالمشروبات المفضلة التي يتم تقديمها مع الخدمة المتميزة في بيئة مريحة وودية، فمقاهي أبيسينيا توفر أماكن دافئة وجذابة حيث يمكن للجميع قضاء أوقاتهم والاسترخاء وتذوق أفضل أنواع القهوة والشاي أيضًا، ولدى الشركة خط إنتاج عالمي تصدر منه البن المحمص الجاهز إلى شتى أنحاء العالم.
3- مانكيرا (Mankira): واحدة من الشركات التي تمتلك وجودًا قويًا في الداخل الإثيوبي، فمتجرها الذي يقع في منطقة بياسّا التاريخية ـ على سبيل المثال ـ يعد المَعلَم الأشهر في الضاحية الشهيرة، وعُرفت مانكيرا بمنتجاتها ذات الأسعار المنخفضة نسبيًا مقارنة بالشركات الأخرى لذلك تعد محلاتها ومقاهيها الملاذ المفضل للطلاب وغيرهم من ذوي الطبقات المتوسطة، ولديها كذلك خط إنتاج تصديري إلى خارج البلاد.
4- ترابوكّا (Trabocca): تتميز بأنها تعمل جنبًا إلى جنب مع المزارعين والتعاونيات والمصدرين لتوفير القهوة عالية الجودة والقابلة للقياس إلى المحامص في جميع أنحاء العالم، أي أنها تركز على التصدير وليس لديها متاجر محلية حتى الآن، إذ تُعرّف نفسها بالقول "نحن حريصين على تحسين سلسلة التوريد بأكملها من خلال إقامة علاقات وثيقة بين المزارعين والمحامص".
5- Cerealia: وهي كذلك واحدة من الشركات الكبرى المتخصصة في تصدير وتسويق البن الإثيوبي من نوع أرابيكا إلى أسواق أوروبا ومختلف أنحاء العالم، وتعمل الشركة على خدمة السوق بمنتجات ذات جودة عالية، مستخدمة التقنية العالية والتكنولوجيا الحديثة لتلبية احتياجات عملائها وموظفيها والمساهمين وأصحاب المصلحة الآخرين..
كانت تلك مجرد عينة بسيطة من شركات البن الإثيوبية، ولا ننسى أن هناك سلسلة مقاهي تعد أكبر من الشركات مثل سلسلة "كالدي"، التي لا تقل عن "ستار باكس" الأمريكية في الداخل الإثيوبي من حيث الانتشار والجودة، فحيثما توجهت ببصرك تجد أمامك أحد محلات كالدي التي يفضلها الناس على الدوام، وتمثل ملتقى ثابتًا لكل فئات المجتمع والزوار الأجانب.
ولا تحصر مجموعة كالدي خدماتها في القهوة فقط فهي تقدم كل المشروبات الساخنة الأخرى من الشاي والشوكولاتة الساخنة والكابتشينو وغيرها، ومع ذلك تعد المقاهي التقليدية الأكثر انتشارًا وجذبًا للزبائن لرخص سعر القهوة هناك ولأن البن الموجود فيها طازج ومتجدد كما يقول هؤلاء، إلى جانب تقديمه في الهواء الطلق وليس في أماكن مغلقة كالكافيهات الحديثة المفضلة لمحبي الهدوء ولفئة العشّاق من الشباب.
مساهمة قوية للقهوة في الاقتصاد الإثيوبي
أيًّا كان مكانك وأنت تستمتع بفنجان قهوتك الصباحية الدافئة أو الساخنة، عليك أن تتذكر أن إثيوبيا هي مصدر هذه النكهة الفريدة للقهوة، فهي أكبر مصدر للبُن بالقارة الإفريقية وعلى مستوى العالم، إذ يعمل أكثر من 25 مليون مواطن إثيوبي في زراعة وصناعة وتصدير البن بإنتاجٍ يصل إلى 400 ألف طن سنويًا، وتعد إثيوبيا خامس أكبر منتج للبن بعد البرازيل وفيتنام وكولومبيا وإندونيسيا، لكنّها "إثيوبيا" تتميز بالإنتاج عالي الجودة الذي يتفوق على الدول الأربعة أعلاه.
وأظهر تقرير صدر في مايو/أيار الماضي أن إثيوبيا حصلت على نحو 560 مليون دولار عائدات تصدير البن خلال 9 أشهر وهو رقم ضئيل نسبيًا مقارنة مع 880 مليون دولار حصلت عليها البلاد العام الماضي، ما يشير ربما إلى تأثر قطاع البن بالصراعات الداخلية التي تشهدها مناطق عديدة، إلى جانب تأثير التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة مقارنة بالأعوام الماضية.
ويوفر تصدير البن نحو 31% من العملات الصعبة، إذ يشكل هو وشركة الخطوط الجوية الإثيوبية العمود الفقري لاقتصاد أديس أبابا، مع ملاحظة أن تصدير البن يستوعب قرابة ربع السكان، وتعتبر القهوة الإثيوبية من أجود الأنواع على مستوى العالم كما ذكرنا، حيث تستحوذ إثيوبيا على 95% من إنتاج البن عالي الجودة، وتحتكر عدة شركات عالمية حق شراء كميات كبيرة منه، وعلى رأسها "ستار باكس" الأمريكية التي وقعت عقدًا مدته 40 سنة بدأت منذ العام 2007.
ولهذا تهتم السلطات الإثيوبية بسلعة البن وتسويقها، ففي مطلع ديسمبر/كانون الأول 2018 استضافت أديس أبابا معرض القهوة الدولي للتداول بشأن فرص السوق ومناقشة العوامل الدافعة لنمو سوق البن في إثيوبيا وفقًا لهيئة القهوة والشاي الإثيوبية .
إذًا، هي القهوة المشروب الأول في إثيوبيا والمفضل لكل مكونات الشعوب الإثيوبية وللسياح الذين يزورون إثيوبيا باستمرار، مهما كانت دياناتهم ومعتقداتهم الفكرية واتجاهاتهم السياسية، فقراء كانوا أم أغنياء، فـ"القهوة" أشبه ما تكون بإكسير الحياة للإثيوبيين ولا يبدأ اليوم إلا بتناولها في الصباح الباكر وعند الوصول إلى العمل وبعد الظهر في المنزل بالجلسة التي سبق لنا وصفها، وفي الأمسيات تحلو جلسات القهوة للصغار والعشّاق من الشباب، ولفئة كبار السن في المدن والأرياف الإثيوبية كافة في الموسمين موسم الأمطار الذي يبدأ من أبريل/نيسان ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول، وموسم الشتاء الذي يبدأ من نوفمبر/تشرين الثاني حتى مارس/آذار فما أطيب القهوة الإثيوبية الحاضرة في كل المواسم والأوقات وما أجمل جلساتها
الأمازيغ قادمون يا عرب شمال أفريقيا
مقال منقول…
الأمازيغ قادمون يا عرب شمال أفريقيا
فأندمجوا معهم حتي تصيروا أمازيغاً
كما فعلتم معهم ذات مرة وأستعربتموهم
أو أحزموا أمتعتكم وعودوا من حيث أتيتم
شبه الجزيرة العربية ..... إن قبلت بكم
( تأملات ما بعد الخلدونية )
بالطبع أنا لست أمازيغيا بل عربيا أب عن جد لكنها دورة التاريخ التي لا ترحم . وهي تسير بموجب قانون الحتمية قاسي القلب تشير الي أن الأمازيغ قد بدأوا من زمن ليس بالقصير ( خاصة بعد ثورات الربيع العربي ) في لملمة صفوفهم لدحر العدوان العربي الذي استغل الدين ليسود بلاد الأخرين , تساندهم في ذلك القوي الكبري العالمية التي ناصبت الوجود العربي المسلم العداء . انهم يقولون بأي حق يستولي العربي البدوي علي جبال نفوسة وبرقة وتيزي وزوا , ليتحول الأمازيغي ( الرجل الحر) ساكن الجبال االي مواطن من الدرجة الثانية في بلاده ؟ وتنمحي لغته القومية وينسلخ عن هويته الأصليه الي هوية مختلفة عنه تماما ؟ والأمازيغ منتشرون في المغرب حيث يشكلون 40% من سكانه وتونس ويشكلون 100,000 نسمة ينتشرون في مطماطه، تطاوين، جزيرة جربة، قبلي،سوق الأحد، ڨفصة، الڨصرين وتكرونة والكاف و سليانة وفي ليبيا يشكل امازيغ ليبيا حوالى 52% من سكان إقليم طرابلس الغرب حسب احصائية عام 1907م . ويتركز الناطقون بالأمازيغية في جبل نفوسة ويستعملون اللهجة (الجبالية) وفي الشمال الغربي بمدينة زوارة (تامورت) أو (أتويلول) و(الغدامسية) في غدامس وفي الشرق جالو وأوجله وواحة الجغبوب.
مع الإشارة إلى الكثير من المناطق التي تعرب لسانها وبقت اسماءها أمازيغية كتاجوراء ذو الأصول أمازيغية حيت كانت تاجوراء تسمي قديما تاگوراء ومرادفها بالأمازيغية المشي، بالاضافئ الى زليتن ومصراتة وورفلة وترهونة وككلة وسرت ومسلاتة وغريان وجنزور وزناتة والغرارات والغار في طرابلس وغيرها...
وتعني كلمة سرت باللغة الأمازيغية (خليج) وأصل تسمية مصراتة يرجع إلى كلمة مسراتة وهي مشتقة من الجذر مسر الذي هو الجذر مصر في اللغة العربية الفصحة ويعني المدينة أو طمي السيول (الطين الأحمر). أما في مصر يسمون السيوي هم المجموعة العرقية الأمازيغية المتواجدة في مصر. ويقطن معظمهم في واحة سيوة. يوجد بالواحة حوالي 23000 نسمة. ويتحدثون اللغة السيوية، وهي لغة أمازيغية شرقية. حسب لغات العالم.كما يوجد عدد كبير من الأمازيغ في قنا والذين ينتمون لقبائل الهوارة.وفي الصحراء الكبري ( الطوارق ) . وقد تدرج الأمازيغ في سلم الديانات فكانوا اولا وثنيين ثم دخلت عليهم الأديان السماوية اليهودية والمسيحية ثم أخيرا الاسلام يحكي عنهم أبن خلدون ((أما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد. وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم. وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه. فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم )).
من اعلامهم :القديس أوغسطين , عباس بن فرناس , أبن بطوطة , يوسف بن تاشقين , أبن تومرت , محمد عبدالكريم الخطابي , ديهيا ( الداهية كما يسميها العرب) , كسيلا , طارق بن زياد , أبن خلدون , مصطفي بن بولعيد الاوراسي, العربي بن مهيدي , الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين زروال الرئيس الجزائري السابق , العلامة عبدالحميد بن باديس .....فما أشبه الليلة بالبارحة فتهيأوا بنو يعرب أما (الأمزغة ) أو............. (الرحيل) .
د.طلعت مراد بدر
استاذ الفلسفة بجامعة سبها سابقا
قصة الجاسوسة هبة سليم
الجاسوسة ( هبه سليم ) التي بكت عليها رئيسة إسرائيل جولدا_مائير
بكت جولدا مائير على مصير هبة_سليم التي وصفتها بأنها “قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل” وعندما جاء هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ليرجو السادات تخفيف الحكم عليها.
كانت هبة تقبع في زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الأمريكي.
لقد تنبه السادات فجأة إلى أنها قد تصبح عقبة كبيرة في طريق السلام، فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التي باعت مصر ليس من أجل المال أو العقيدة ، إنما الوهم الذي سيطر على عقلها وصور لها بأن إسرائيل دولة عظمى لن يقهرها العرب.
آمنت هبة بكل هذه الخرافات، ولم يستطع والدها – وكيل الوزارة بالتربية والتعليم – أن يمحو أوهامها ولأنها تعيش في حي المهندسين وتحمل عضوية في نادي “الجزيرة” فقد اندمجت في وسط شبابي لا تثقل عقله سوى أحاديث الموضة والمغامرات
وعندما حصلت على الثانوية العامة ألحت على والدها للسفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي، وأمام ضغوط الفتاة الجميلة وافق الأب وهو يلعن هذا الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ولأنها درست الفرنسية منذ طفولتها فقد كان من السهل عليها أيضاً أن تتأقلم بسرعة مع هذا الخليط العجيب من البشر.
إنها الحرية بمعناها الحقيقي، الحرية في القول والتعبير جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود الذي تعجب لكونها مصرية جريئة ، لقد أعلنت صراحة في شقة البولندية أنها تكره الحرب، وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة.
وفي زيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة في “الكيبوتز” وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشاً آدمية كما يصورهم الإعلام العربي ، بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديمقراطية.
وعلى مدار لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي استطاعت هبة أن تستخلص عدة نتائج كحقائق ثابتة. أهم هذه النتائج أن إسرائيل قوية جداً وأقوى من كل العرب ، وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل في يوم من الأيام بالسلاح الشرقي.. ففي ذلك هزيمة لها.
آمنت هبة أيضاً بأن العرب يتكلمون أكثر مما يعملون. وقادتها هذه النتائج إلى حقد دفين على العرب وثقت هبة أيضاً في أحاديث ضابط الموساد الذي التقت به في شقة صديقتها وأوهمها باستحالة أن ينتصر العرب على إسرائيل وهم على خلاف دائم وتمزق خطير ، في حين تلقى إسرائيل الدعم اللازم في جميع المجالات من أوروبا وأمريكا.
كانت هذه الأفكار والمعتقدات التي اقتنعت بها الفتاة سبباً رئيسياً لتجنيدها للعمل لصالح الموساد ، دون إغراءات مادية أو عاطفية أثرت فيها، مع ثقة أكيدة في قدرة إسرائيل على حماية “أصدقائها” هكذا عاشت الفتاة أحلام الوهم والبطولة، وأرادت أن تقدم خدماتها لإسرائيل طواعية ولكن.. كيف؟
فقط تذكرت فجأة المقدم فاروق الفقي الذي كان يطاردها في نادي الجزيرة، وإظهار إعجابه الشديد ورغبته الملحة في الارتباط بها
وتذكرت وظيفته الهامة في مكان حساس في القوات المسلحة المصرية وفي أول أجازة لها بمصر. . كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيده ، وكان الثمن خطبتها له ، وفرح الضابط العاشق بعروسه وبدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية ، وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا ، فكان يتباهى أمامها بأهميته ويتكلم في أدق الأسرار العسكرية، ويجيء بها بالخرائط زيادة في شرح التفاصيل.
أرسلت هبة سليم على الفور بعدة خطابات إلى باريس بما لديها من معلومات ولما تبينت إسرائيل خطورة وصحة ما تبلغه هذه الفتاة لهم اهتموا بها اهتماماً فوق الوصف ، وبدؤوا في توجيهها إلى الأهم في تسليح ومواقع القوات المسلحة وبالذات قواعد الصواريخ والخطط المستقبلية لإقامتها، وسافرت هبة إلى باريس مرة ثانية تحمل بحقيبتها عدة صفحات ، دونت بها معلومات غاية في السرية والأهمية للدرجة التي حيرت المخابرات الإسرائيلية.
فماذا سيقدمون مكافأة للفتاة الصديقة ؟
سؤال كانت إجابته عشرة آلاف فرنك فرنسي حملها ضابط الموساد إلى الفتاة ، مع وعد بمبالغ أكبر وهدايا ثمينة وحياة رغدة في باريس ، رفضت هبة النقود بشدة وقبلت فقط السفر إلى القاهرة على نفقة الموساد بعد ثلاثة أشهر من إقامتها بباريس.
ولم يكن المقدم فاروق الفقي بحاجة إلى التفكير في التراجع، إذ أن الحبيبة الرائعة هبة كانت تعشش بقلبه وتستحوذ على عقله ، ولم يعد يملك عقلاً ليفكر، بل يملك طاعة عمياء وعندما أخذها في سيارته الفيات 124 إلى صحراء الهرم ، كان خجولاً ويتبعها أينما سارت وسقط ضابط الجيش المصري في بئر الخيانة ، ليصير في النهاية عميلاً للموساد تمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية
موضحاً عليها منصات الصواريخ “سام 6″ المضادة للطائرات التي كانت القوات المسلحة تسعى ليلى نهار لنصبها لحماية مصر من غارات العمق الإسرائيلية.
لقد تلاحظ للقيادة العامة للقوات المسلحة ولجهازي المخابرات العامة والحربية أن مواقع الصواريخ الجديد تدمر أولاً بأول بواسطة الطيران الإسرائيلي حتى قبل أن يجف الأسمنت المسلح بها، وحودث خسائر جسيمة في الأرواح ، وتعطيل في تقدم العمل وإنجاز الخطة التي وضعت لإقامة حائط الصواريخ المضادة للطائرات.
تزامنت الأحداث مع وصول معلومات لرجال المخابرات المصرية بوجود عميل “عسكري” قام بتسريب معلومات سرية جداً إلى إسرائيل ، وبدأ شك مجنون في كل شخص ذي أهمية في القوات المسلحة، وفي مثل هذه الحالات لا يستثنى أحد بالمرة بدءاً من وزير الدفاع.
“اتسعت دائرة الرقابة التليفزيونية والبريدية لتشمل دولاً كثيرة أخرى، مع رفع نسبة المراجعة والرقابة إلى مائة في المائة من الخطابات وغيرها، كل ذلك لمحاولة كشف الكيفية التي تصل بها هذه المعلومات إلى الخارج.
كما بدأت رقابة قوية وصارمة على حياة وتصرفات كل من تتداول أيديهم هذه المعلومات من القادة، وكانت رقابة لصيقة وكاملة ، وقد تبينت طهارتهم ونقاءهم ، ثم أدخل موظفو مكاتبهم في دائرة الرقابة ومساعدوهم ومديرو مكاتبهم ، وكل من يحيط بهم مهما صغرت أو كبرت رتبته.
وفي تلك الأثناء كانت هبة سليم تعيش حياتها بالطول وبالعرض في باريس وعرفت الخمر والتدخين وعاشت الحياة الأوروبية بكل تفاصيلها ، لقد نزفت عروبتها نزفاً من شرايين حياتها، و تهللت بشراً عندما عرض عليها ضابط الموساد زيارة إسرائيل، فلم تكن لتصدق أبداً أنها مهمة إلى هذه الدرجة، ووصفت هي بنفسها تلك الرحلة قائلة:
“طائرتان حربيتان رافقتا طائرتي كحارس شرف وتحية لي.”
وهذه إجراءات تكريمية لا تقدم أبداً إلا لرؤساء وملوك الدول الزائرين في مطار تل أبيب كان ينتظرني عدد من الضباط اصطفوا بجوار سيارة ليموزين سوداء تقف أسفل جناح الطائرة وعندما أدوا التحية العسكرية لي تملكني شعور قوي بالزهو.
واستقبلني بمكتبه مائير عاميت رئيس جهاز الموساد ، وأقام لي حفل استقبال ضخماً ضم نخبة من كبار ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري الأسطورة (2)
وعندما عرضوا تلبية كل “أوامري” طلبت مقابلة جولدا مائير رئيسة الوزراء التي هزمت العرب ومرغت كرامتهم ، ووجدت على مدخل مكتبها صفاً من عشرة جنرالات إسرائيليين أدوا لي التحية العسكرية ..
وقابلتني مسز مائير ببشاشة ورقة وقدمتني إليهم قائلة: “إن هذه الآنسة قدمت لإسرائيل خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين”.
وبعد عدة أيام عدت إلى باريس وكنت لا أصدق أن هذه الجنة “ إسرائيل” يتربص بها العرب ليدمروها!!
وفي القاهرة . كان البحث لا يزال جارياً على أوسع نطاق، والشكوك تحوم حول الجميع، إلى أن اكتشف أحد مراقبي الخطابات الأذكياء “من المخابرات المصرية” خطاباً عادياً مرسلاً إلى فتاة مصرية في باريس سطوره تفيض بالعواطف من حبيبها.
لكن الذي لفت انتباه المراقب الذكي عبارة كتبها مرسل الخطاب تقولن أنه قام بتركيب إيريال الراديو الذي عنده ذلك أن عصر إيريال الراديو قد انتهى. إذن .. فالإيريال يخص جهازاً لاسلكياً للإرسال والاستقبال.
وانقلبت الدنيا في جهازي المخابرات الحربية والمخابرات العامة وعند ضباط البوليس الحربي، وتشكلت عدة لجان من أمهر رجال المخابرات، ومع كل لجنة وكيل نيابة ليصدر الأمر القانوني بفتح أي مسكن وتفتيشه ، وكانت الأعصاب مشدودة حتى أعلى المستويات في انتظار نتائج اللجان، حتى عثروا على جهاز الإيريال فوق إحدى العمارات ، واتصل الضباط في الحال باللواء / مدير المخابرات الحربية وأبلغوه باسم صاحب الشقة ، فقام بإبلاغ وزير الدفاع الذي قام بدوره بإبلاغ #الرئيس #السادات.
حيث تبين أن الشقة تخص المقدم فاروق الفقي ، وكان بحكم موقعه مطلعاً على أدق الأسرار العسكرية، فضلاً عن دوره الحيوي في سيناء وكان الضابط الجاسوس أثناء ذلك في مهمة عسكرية بعيداً عن القاهرة.
وعندما اجتمع اللواء مدير المخابرات بقائد الضابط الخائن. رفض القائد أن يتصور حدوث خيانة بين أحد ضباط مكتبه ، خاصة وأن المقدم فاروق يعمل معه منذ تسع سنوات، بل وقرر أن يستقيل من منصبه إذا ما ظهر:أن رئيس مكتبه جاسوس للموساد ، وعندما دخل الخائن إلى مكتبه كان اللواء / نائب مدير المخابرات الحربية ينتظره جالساً خلف مكتبه بوجه صارم وعينين قاسيتين فارتجف رعباً وقد جحظت عيناه وقال في الحال “هو أنتو عرفتوا؟؟”.
وعندما ألقى القبض عليه استقال قائده على الفور، ولزم بيته حزيناً على خيانة فاروق والمعلومات:الثمينة التي قدمها للعدو ، وفي التحقيق اعترف الضابط الخائن تفصيلياً بأن خطيبته جندته وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستفيد العدو ، وعند تفتيش شقته أمكن العثور على جهاز اللاسلكي المتطور الذي يبث من خلاله رسائله، وكذا جهاز الراديو ونوتة الشفرة، والحبر السري الذي كان بزجاجة دواء للسعال ، ضبطت أيضاً عدة صفحات تشكل مسودة بمعلومات هامة جداً معدة للبث، ووجدت خرائط عسكرية بالغة السرية لأحشاء الجيش المصري وشرايينه، تضم مواقع القواعد
الجوية والممرات والرادارات والصواريخ ومرابض الدفاعات الهامة.
وفي سرية تامة قدم سريعاً للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رمياً بالرصاص ، واستولى عليه ندم شديد عندما أخبروه بأنه تسبب في مقتل العديد من العسكريين من زملائه من جراء الغارات الإسرائيلية ، وأخذوه في جولة ليرى بعينه نتائج تجسسه ، فأبدى استعداده مرات عديدة لأن يقوم بأي
عمل يأمرونه به.
ووجدوا – بعد دراسة الأمر بعناية – أن يستفيدوا من المركز الكبير والثقة الكاملة التي يضعها الإسرائيليون في هذا الثنائي ، وذلك بأن يستمر في نشاطه كالمعتاد خاصة والفتاة لم تعلم بعد بأمر القبض عليه والحكم بإعدامه.
وفي خطة بارعة من مخابراتنا الحربية، أخذوه إلى فيلا محاطة بحراسة مشددة، وبداخلها نخبة من أذكى وألمع رجال المخابرات المصرية تتولى “إدارة” الجاسوس وتوجيهه، وإرسال الرسائل بواسطة جهاز اللاسلكي الذي أحضرته له الفتاة ودربته عليه.
وكانت المعلومات التي ترسل هي بالطبع من صنع المخابرات الحربية، وتم توظيفها بدقة متناهية في تحقيق المخطط للخداع، حيث كانت حرب أكتوبر قد اقتربت، وهذه هي إحدى العمليات الرئيسية للخداع التي ستترتب عليها أمور إستراتيجية مهمة بعد ذلك.
لقد كان من الضروري الإبقاء على هبة في باريس والتعامل معها بواسطة الضابط العاشق، واستمر الاتصال معها بعد القبض عليه لمدة شهرين، ولما استشعرت القيادة العامة أن الأمر أخذ كفايته ، وأن القيادة الإسرائيلية قد وثقت بخطة الخداع المصرية وابتلعت الطعم، تقرر استدراج الفتاة
إلى القاهرة بهدوء ، لكي لا تهرب إلى إسرائيل إذا ما اكتشف أمر خطيبها المعتقل.
وفي اجتماع موسع.. وضعت خطة القبض على هبة ، وعهد إلى اللواء ومعه ضابط آخر بالتوجه إلى ليبيا لمقابلة والدها في طرابلس حيث كان يشغل وظيفة كبيرة هناك ، وعرفاه على شخصيتهما وشرحا له أن ابنته هبة التي تدرس في باريس تورطت في عملية اختطاف طائرة مع منظمة فلسطينية، وأن الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها ،
وما يهم هو ضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها، ولمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العمليات الإرهابية.
وطلبا منه أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته حيث أنه مصاب بذبحة صدرية ، أرسل الوالد برقية عاجلة لابنته:فجاء ردها سريعاً ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس إلى باريس ، حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار ، وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد تم اتخاذها.
ولكي لا تترك المخابرات المصرية ثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها ، فقد تم إبلاغ السلطات الليبية بالقصة الحقيقية، فتعاونت بإخلاص مع الضابطين من أجل اعتقال الجاسوسة المصرية ، وتم حجز غرفة في مستشفى طرابلس وإفهام الأطباء المسئولين مهمتهم وما سيقومون به بالضبط وبعدما أرسل والدها رداً بعدم استطاعته السفر إلى باريس لصعوبة حالته صح ما توقعه الضابطان إذ حضر شخصان من باريس للتأكد من صحة البرقية وخطورة المرض، وسارت الخطة كما هو مرسوم لها، وذهب الإسرائيليان إلى المستشفى وتأكدا من الخبر، فاتصلا في الحال بالفتاة التي ركبت الطائرة الليبية في اليوم التالي إلى طرابلس.
وعلى سلم الطائرة عندما نزلت هبة عدة درجات كان الضابطان المصريان في انتظارها ، وصحباها إلى حيث تقف الطائرة المصرية على بعد عدة أمتار من الطائرة الليبية.
فسألتهما :
إحنا رايحين فين ؟
فرد أحدهما:
المقدم فاروق عايز يشوفك.
فقالت:
هو فين ؟.
فقال لها:
في القاهرة.
صمتت برهة ثم سألت:
أمال إنتم مين ؟
فقال اللواء :
إحنا المخابرات المصرية.
وعندما أوشكت أن تسقط على الأرض.. أمسكا بها وحملاها حملاً إلى الطائرة التي أقلعت في الحال، بعد أن تأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمة من باريس بالهدية الغالية ، لقد تعاونت شرطة المطار الليبي في تأمين انتقال الفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية ، وذلك تحسباً من وجود مراقب أو أكثر صاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس قد يقدم على قتل الفتاة قبل أن تكشف أسرار علاقتها بالموساد.
وبلا شك فاعتقال الفتاة بهذا الأسلوب الماهر جعلها تتساءل عن القيمة الحقيقية للوهم الذي عاشته مع الإسرائيليين ، فقد تأكدت أنهم غير قادرين على حمايتها أو إنقاذها من حبل المشنقة وهذا ما جعلها تعترف بكل
شيء بسهولة بالتفصيل ، منذ أن بدأ التحقيق معها في الطائرة بعد إقلاعها مباشرة.
وبعد أيام قليلة من اعتقالها تبين لها وللجميع عجز الإسرائيليين عن حماية إسرائيل نفسها وعدم قدرتهم على إنقاذها.
فقد جاءت حرب أكتوبر وتدمير خط بارليف بمثابة الصدمة التي أذهلت أمريكا قبل إسرائيل ،فالخداع المصري كان على أعلى مستوى من الدقة والذكاء. وكانت الضربة صائبة غذ أربكت العدو أشلته ، لولا المدد العسكري الأمريكي.. والأسلحة المتطورة.. والصواريخ السرية. . والمعونات. . وإرسال الطيارين والفنيين الأمريكان كمتطوعين.
لقد خسرت إسرائيل في ذلك الوقت من المعركة حوالي مائتي طائرة حربية ، ولم تكن تلك الخسارة تهم القيادة الإسرائيلية بقدر ما خسرته من طيارين ذوي كفاءة عالية قتلوا في طائراتهم، أو انهارت أعصاب بعضهم ولم يعودوا صالحين للقتال.
ولقد سبب سقوط الطائرات الإسرائيلية بالعشرات حالة من الرعب بعد عدة أيام من بدء المعركة ، إلى أن وصلت المعونات الأمريكية لإسرائيل في شكل طيارين وفنيين ووسائل إعاقة وتشويش حديثة.
تبخرت أوهام الجاسوسة هبة سليم وأيقنت أنها كانت ضحية الوهم الذي سيطر على فكرها وسرى بشرايينها لمدة طويلة للدرجة التي ظنت أنها تعيش الواقع من خلاله ، لكن ها هي الحقائق تتضح بلا رتوش أو أكاذيب ،
لقد حكم عليها بالإعدام شنقاً بعد محاكمة منصفة اعترفت صراحة أمامها بجريمتها ، وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها وتقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة ولكن التماسها رفض.
وكانت تعيش أحلك أيامها بالسجن تنتظر تنفيذ الحكم ، عندما وصل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي – اليهودي الديانة – لمقابلة الرئيس السادات في أسوان في أول زيارة له إلى مصر بعد حرب أكتوبر ، وحملته جولدا مائير رسالة إلى السادات ترجوه تخفيف الحكم على الفتاة ، ومن المؤكد أن كيسنجر كان على استعداد لوضع ثقله كله وثقل دولته خلف هذا الطلب.
وتنبه الرئيس السادات الذي يعلم بتفاصيل التحقيقات مع الفتاة وصدور الحكم بإعدامها ، إلى أنها ستصبح مشكلة كبيرة في طريق السلام ، فنظر إلى كيسنجر قائلاً:
“تخفيف حكم؟ .. ولكنها أعدمت.. !!”
دهش كيسنجر وسأل الرئيس: “متى.. ؟”
ودون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية قال السادات كلمة واحدة: “النهارده”.
وفعلاً .. تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة.
أما الضابط العاشق – المقدم فاروق عبد الحميد الفقي – فقد استقال قائده من منصبه لأنه اعتبر نفسه مسئولا عنه بالكامل ،
وعندما طلبت منه القيادة العامة سحب استقالته، رفض بشدة وأمام إصرار القيادة على ضرورة سحب استقالته ، خاصة والحرب وشيكة. .اشترط القائد للموافقة على ذلك أن يقوم هو بتنفيذ حكم الإعدام في الضابط الخائن.
ولما كان هذا الشرط لا يتفق والتقاليد العسكرية وما يتبع في مثل هذه الأحوال ، فقد رفع طلبه إلى وزير الدفاع “الحربية” الذي عرض الأمر على الرئيس السادات “القائد الأعلى للقوات المسلحة” فوافق فوراً ودون تردد.
وعندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن ، لا أحد يعرف ماذا كان شعور قائده وهو يتقدم ببطء يسترجع في شريط سريع تسع سنوات
مرت عليهما في مكتب واحد ، تسع سنوات كان بعضها في سواد الليل وبعضها تتلألأ خلاله ومضات الأمل قادمة من بعيد ، الأمل في الانتصار على اليهود الخنازير القتلة السفاحين..
وبينما كان يخطط لحرب أكتوبر كان بمكتبه هذا الخائن الذي باع الوطن والأمن وقتل بخيانته أبرياء ، لا أحد يعرف ماذا قال القائد له وماذا كان رد الضابط عليه لا أحد يعرف.
هل طلب منه أن ينطق بالشهادتين، وأن يطلب المغفرة من الله؟. . . لا أحد يعرف.
لكن المؤكد أنه أخرج مسدسه من جرابه وصوبه على رأس الضابط وأطلق طلقتين عليه كما تقضي التعليمات العسكرية في حالة الإعدام.
هل الحيوانات تتنبأ بالزلازل.. أشهر معتقد منذ عام 373 قبل الميلادهل. ؟
ا
فى عام 373 قبل الميلاد، سجل المؤرخون أن الحيوانات، بما فيها الفئران والأفاعى، يمكنها أن تتنبأ بالحوادث مثل الزلازل، وذلك بعدما هجرت أعداد كبيرة من الحيوانات مدينة هيليس اليونانية قبل أيام من الزلزال الذى دمر المدينة.
العديد من الدراسات تناولت مثل هذه الظواهر التى وجدت أن هناك ارتباطا ما بحركة الحيوانات قبل وقوع الحوادث والزلازل، مثل سمك السلور الذى يتحرك بعنف، وتوقف الدجاج عن وضع البيض، والنحل الذى يترك خلاياه فى حالة من الذعر.
مدينة هيليس فى اليونان عام 373 قبل الميلاد
كما زعم عدد لا يحصى من مالكى الحيوانات الأليفة مشاهدتهم ورصدهم لتصرفات غريبة تفعلها القطط والكلاب قبل وقوع الزلازل، مثل النباح أو الأنين بشكل غير مبرر، أو إظهار علامات العصبية والقلق.
قياس الزلازل
من هنا أصبح ما تشعر به الحيوانات بمثابة اللغز، والنظريات التى تسعى لإيجاد تفسيرات لها، وكان من بين الأفكار التى حاولت الإجابة على هذا اللغز، هو أن الحيوانات بإمكانها اكتشاف التغيرات الكهربائية فى الهواء أو الغاز المنبعث من الأرض.
لا شك أن الزلازل هى ظاهرة مفاجئة، وليس لدى علماء الزلازل أية طريقة لمعرفة بالضبط متى وأين سيضرب الزلزال التالى، ووفقا لتقرير نشره موقع ناشيونال جيوغرافيك، فإن هناك ما يقدر بنحو 500000 من الزلازل التى يمكن اكتشافها تحدث فى العالم كل عام. من بين هؤلاء 100000 يمكن أن يشعر بها البشر، و100 زلزال تسفر عن أضرار.
اليابان والزلازل
اليابان أكثر دول العالم عرضة للزلازل
تعد اليابان واحدة من أكثر دول العالم عرضة للزلازل، حيث أودت حوادث الزلازل بأرواح لا حصر لها، ناهيك عن الأضرار الجسيمة التى تخلفها الزلازل فى المبانى، وفى هذا السياق، قام عدد من الباحثين منذ فترة طويلة بدراسة الحيوانات على أمل اكتشاف ما يسمعونه أو يشعرون به قبل أن تهتز الأرض من أجل استخدام هذا المعنى كأداة للتنبؤ.
هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية
علماء الزلازل الأمريكية ونظرية استشعار الحيوانات
من ناحية أخرى، فإن علماء الزلازل الأمريكية، متشككون فى ذلك، على الرغم من وجود حالات موثقة لسلوك حيوانى غريب قبل الزلازل، إلا أن هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية، وهى وكالة حكومية تقدم معلومات علمية حول الأرض، تقول إن هناك صلة قابلة للتكرار بين سلوك معين ووقوع زلزال لم يحدث أبدًا.
وقال آندى مايكل، الجيوفيزيائى فى هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية: "ما نواجهه هو الكثير من الحكايات، تتفاعل الحيوانات مع أشياء كثيرة، مثل الجوع، والدفاع عن أراضيها، والتزاوج، والحيوانات المفترسة لذلك من الصعب الحصول على دراسة محكومة للحصول على إشارة التحذير المتقدمة هذه."
الكلاب والزلازل
سلوك خاطئ فى الكلاب
لا يزال الباحثون حول العالم يتابعون هذه النظرية.، ففى سبتمبر 2003، احتل طبيب فى اليابان عناوين الصحف مع دراسة أشارت إلى أن السلوك غير المنتظم لدى الكلاب، مثل الإفراط فى النباح، يمكن استخدامه للتنبؤ بالزلزال.
زلزال هايتشنغ
مبررات تصديق نظرية تنبؤ الحيوانات بوقوع الزلازل
كانت هناك أيضًا أمثلة تنبأت فيها السلطات بنجاح بزلزال كبير، يستند جزئياً إلى ملاحظة التصرفات الغريبة للحيوانات، على سبيل المثال، فى عام 1975، أمر المسؤولون الصينيون بإخلاء مدينة هايتشنغ التى يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، أى قبل أيام من زلزال بلغت قوته 7.3 درجة، لم يصب أو يُقتل سوى جزء صغير من السكان، إذا لم يتم إخلاء المدينة، فمن المقدر أن يتجاوز عدد الوفيات والإصابات 150 ألفا.
يقول "مايكل" إن حادثة هايتشنغ هى التى أعطت الناس الأمل فى أن الزلازل يمكن التنبؤ بها، وهو ما دفع دراسات سلوك الحيوان التى أجرتها هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية.
ومع ذلك، اكتشف فيما بعد أن سلسلة نادرة من الهزات الصغيرة، التى يطلق عليها "الصدمات الأمامية"، وقعت قبل أن يضرب الزلزال الكبير المدينة، وهو ما علق عليه مايكل بقوله: "لقد كان التسلسل الأمامى هو الذى أعطى المسؤولين الصينيين القدرة على التنبؤ بحجم الزلزال القوى".
ومع ذلك، استمر الصينيون فى النظر إلى سلوك الحيوانات كوسيلة مساعدة للتنبؤ بالزلزال وقال روبرت شيلدراك، عالم الأحياء ومؤلف الكتب، "الكلاب التى تعرف متى يعود أصحابها إلى المنزل": "لقد حققوا العديد من النجاحات البارزة وكذلك بعض الإنذارات الزائفة".
كما رأى روبرت شيلدراك أنه يمكن إقامة علاقة قابلة للتكرار بين سلوك الحيوان والزلازل، ولكن "كما اكتشف الصينيون، لا تسبب جميع الزلازل سلوكًا غير عادى للحيوانات فى حين يفعل الآخرون، من خلال البحث فقط يمكننا معرفة سبب وجود مثل هذه الاختلافات".
زلزال نورثريدج
قام شيلدراك بدراسة ردود أفعال الحيوانات قبل حدوث زلازل كبرى، بما فى ذلك الزلزال الذى ضرب نورثريدج فى كاليفورنيا عام 1994، والزلازل اليونانية والتركية فى عام 1999.
وقال شيلدراك إنه فى جميع الحالات، كانت هناك تقارير عن سلوك غريب مسبقًا، بما فى ذلك عواء الكلاب فى الليل فى ظروف غامضة، واضطراب الطيور المحبوسة، واخبتاء القطط وظهورها فى حالة من العصبية.
التأثير النفسى قبل وبعد وقوع الزلازل
ومع ذلك، فإن الجيولوجيين يرفضون هذه الأنواع من التقارير، قائلين إنها "تأثير التركيز النفسى"، حيث يتذكر الناس السلوكيات الغريبة فقط بعد وقوع الزلزال أو أى كارثة أخرى، يزعمون أنه لو لم يحدث شىء، فلن يتذكر الناس السلوك الغريب.
الإبلاغ عن سلوك غريب
اختلف شيلدراك مع ذلك، وقال إن الأنماط المماثلة لسلوك الحيوانات قبل الزلازل تم الإبلاغ عنها بشكل مستقل من قبل الناس فى جميع أنحاء العالم، مضيفا: "لا أستطيع أن أصدق أنهم جميعًا تمكنوا من صنع مثل هذه القصص المشابهة أو أنهم جميعًا عانوا من حيل الذاكرة".
اقتراح للإبلاغ عن التبنؤ بالزلازل
وقال شيلدراك، الذى يقترح خطًا ساخنًا خاصًا أو موقعًا على الإنترنت، حيث يمكن للناس الاتصال أو الكتابة إذا رأوا سلوكًا غريبًا فى حيواناتهم، الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث وقد فات موعده طويلًا، إذًا يقوم الكمبيوتر بعد ذلك بتحليل الرسائل الواردة لتحديد مكان نشأة الزلازل، وقد تشير الزيادة المفاجئة فى المكالمات أو رسائل البريد الإلكترونى من منطقة معينة إلى أن الزلزال كان وشيكًا.
الحيوانات الأليفة والزلازل
وأوضح شيلدراك، سيتم فحص المعلومات للتأكد من أن الملاحظات لم تكن ناتجة عن ظروف أخرى معروفة بأنها تؤثر على سلوك الحيوانات، مثل الألعاب النارية، أو التغيرات فى الطقس ولتجنب إصدار تحذيرات خاطئة، سيتم استخدام البيانات بالاقتران مع أجهزة مراقبة أخرى مثل قياسات الزلازل.
وقال شيلدراك: "مثل هذا المشروع من شأنه أن يستحوذ على خيال الملايين من الناس، ويشجع المشاركة العامة على نطاق واسع والبحث، وسيكون ممتعًا"، لافتا إلى أن ما يعيق هذا البحث "ليس المال ولكن العقائدية وضيق الأفق".
هل تستطيع الحيوانات التنبؤ بالزلزال
هل تستطيع الحيوانات التنبؤ بالزلزال؟
يقول مايكل بلانبيد، المنسق المساعد لبرنامج مخاطر الزلازل الأمريكى للمسح الجيولوجى، إنه من الصحيح أن الحيوانات يمكن أن تستشعر الزلزال، عادة قبل دقائق فقط من حدوثه، كما أن البرنامج، الذى أنشأه الكونجرس عام 1977، يقوم برصد الزلازل والإبلاغ عنها وتقييم آثارها ومخاطرها، كما يبحث فى أسبابها وآثارها، إلا أن ما تفعله الحيوانات يعد رد فعل ولا وليس موهبة خاصة للتنبؤ بموعد الزلزال أو أين قد يحدث.
تتبع الزلازل
تتبع الزلازل
ويرأى مايكل بلانبيد أن علماء الزلازل يفضلون أن يكون لديهم نظاما للإنذار المبكر بالزلزال، لكن لا يبدو أن الحيوانات هى الحل، موضحا: "الوقت الأكثر احتمالاً لحدوث زلزال كبير هو بعد زلزال صغير". لكن حتى معرفة أن الزلازل الصغيرة تولد الزلازل الكبيرة، فهى ليست مساعدة كبيرة. لا يمنح أحد الزلازل العلماء القدرة على معرفة المدة التى يستغرقها الزلزال التالى بالضبط، أو حتى أين سيكون مركزه. تتبع الزلازل ليس بالأمر السهل نظرًا لأن الأرض تتعرض للملايين سنويًا، والكثير منها بالكاد يتم ملاحظته.
وفى هذا السياق، يرى بلانبيد أنه من الصعب توثيق تغير سلوك الحيوان قبل حدوث الزلزال، خاصة أن الزلازل تحدث دون سابق إنذار.
مشاريع مراقبة سلوك الحيوانات قبل حدوث الزلازل
فى أواخر سبعينيات القرن الماضى، قامت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية برعاية مشروع لمراقبة قوارض المختبرات بشكل مستمر فى جنوب كاليفورنيا لمعرفة ما إذا كانت هناك موجة من النشاط قبل الزلزال مباشرة. لسوء الحظ، لم تكن هناك زلازل خلال مدة الدراسة.
يشير العديد من الذين يعتقدون أن الحيوانات يمكنها أن تستشعر الزلازل إلى العمل الذى قام به فريدمان ت. فرويند، وهو باحث أول فى معهد SETI غير الربحى، والذى يبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
لقد افترض فريدمان ت. فرويند منذ عقود أن الضغوط السريعة فى قشرة الأرض قبل الزلزال مباشرة تسبب تغيرات كبيرة فى الحقول المغناطيسية، والتى يمكن للحيوانات أن تشعر بها.
ويعلق بلانبيد على هذه النظريات بقوله: "قد تم استجوابها وانتقادها بشكل مستدير"، لأن تغييرات الإجهاد السريعة لن تكون متوقعة قبل وقوع الزلزال، ولأن مثل هذه التغييرات لم يتم ملاحظتها أو تسجيلها خارج مختبر فروند.
وفى عام 2015، نشر فريدمان ت. فرويند نشر هو وزملاؤه دراسة أظهرت أن الحيوانات فى حديقة ياناشاجا الوطنية فى بيرو اختفت بشكل أساسى فى الأسابيع التى سبقت زلزال بلغت قوته 7.0 درجات فى المنطقة فى عام 2011.
فى عام 2011، وقبيل الزلزال الذى بلغت قوته 5.8 درجة والذى ضرب منطقة واشنطن، أثارت بعض الحيوانات فى حديقة الحيوان الوطنية بمعهد سميثسونيان، كما يقول كنتون كيرنز، وهو عالم أحياء للثدييات فى حديقة الحيوان، ومن هذه الحيوانات كان حيوان الليمور، الذى عبر عن إنزعاجه بصوت عال، لمدة 15 دقيقة قبل أن يشعر الحراس بأن الأرض تهتز.
وهنا يرى كيرنز أنه لا يمكن الربط بين انزعاج حيوان الليمور، والزلازل، لأن طبيعة الليمور أن يعبر عن إنزعاجه فى وقت طوال اليوم بهذه الطبيعة فى صوته، ولهذا فمن الممكن أن يكون هناك أى شيء آخر تسبب فى إنزعاجهم وتزامن ذلك مع وقوع الزلزال.
لماذا صدقنا فكرة تنبؤ الحيوانات بالزلازل
إذًا فلماذا يتمسك البشر بفكرة أن الحيوانات يمكنها التنبؤ بالزلازل؟ يجيب بلانبيد بقوله: "أعتقد أن الناس يشعرون بالارتياح لفكرة أنه سيكون هناك شىء يجعلنا قادرين على التنبؤ بوقوع الزلازل".
أبرز القصص عن علاقة الحيوانات بالزلازل
من بين القصص التى تم الإبلاغ عنها، ورصدها مع وقوع الزلازل، الزلزال الضخم الذى ضرب الصين خلال شهر مايو 2008، حيث رصد المواطنون هناك قفز الآلاف من الضفادع على طول الشوارع فى واحدة من المناطق الأكثر تعرضاً لتبعات الهزة التى حدثت بعد ذلك بفترة وجيزة.
هروب الضفادع قبل وقوع زلزال فى الصين
حادثة أخرى سجلتها إحدى كاميرات المراقبة المثبتة فى أحد المنازل، والتى رصدت حالة الذعر والهلع التى إنتابت الكلب وقوع الزلزال بفترة وجيزة، والذى ضرب هايتى بقوة 7 درجات على مقياس ريختر فى العام 2010 وأسفر عن مقتل أكثر من 230 ألف شخص.
أسماك القرش والزلازل
حادثة أخرى أيضا، قد سبح أكثر من عشرة من أسماك القرش ذات العلامات السوداء فى المياه العميقة قبل أن تصل العاصفة الاستوائية جابرييل إلى خليج فلوريدا فى عام 2001، وبالمثل عندما اقترب إعصار تشارلى فى عام 2004، انتقلت أسماك القرش واتبعت المياه المفتوحة وقد اختفت خارج نطاقها.
هروب الكلاب خوفا من الزلازل
فى فجر اليوم الذى ضرب فيه الزلزال مدينة تانغشان الواقعة وسط الصين فى 1976 هاجمت مجموعة كبيرة من الكلاب البرية الشاردة شوارع المدينة وبدأت بالنباح بشكل مرعب وهستيرى وانتشرت فى جميع الأحياء، وقدر ثار هذا الأمر ريبة مسؤولى المدينة الذين تيقنوا بالفعل أن هناك زلزالاً كبيراً فنشروا الخبر.
تسونامى
وفى عام 2004 فى تايلاند قبل أن يضرب إعصار تسونامى، هربت الفيلة إلى الأراضى المرتفعة، وطارت الخفافيش من بيوتها إلى أماكن أخرى قبل وقوع تسونامى.
تقرير مهم عن صعود جيل افريقى لقيادة العالم…
https://www.bbc.com/arabic/vert-cap-49555862
القذافى لم يمت على ما يبدوا…
تقرير منقول…
سقط الدكتاتور الليبي، والذي هو في أعين البعض بطلٌ قوميٌّ، وهذه قصّةٌ أخرى.
وارتدينا حلّة الديمقراطيّة للمرّة الثانية في تاريخ ليبيا المعاصر، وفي كلتا المرّتين لم يكن هنالك أحزابٌ أو مرشحّون حقيقيّون في البلد، وهذه هي القصّة الرئيسيّة هنا، الديمقراطيّة في ليبيا ليست حقيقيّةً مطلقاً.
ففي سنة 1952 تمّ إلغاء الأحزاب بسبب أحداث الشغب بعد إلغاء نتائج الانتخابات حينها، نسبة الأمية في ليبيا وقتها كانت تتجاوز 75 % عند الذكور، و95 % عن الإناث، حيث كان الناخبون يعطون أصواتهم للمرشحين حسب ألوان قوائمهم.
وهذه ديمقراطيّة في دولةٍ لا تمتلك دستوراً ولا يوجد فيها أحزاب، أضف الى ذلك، حريّات مقيّدة بقيود القبيلة والدين، ولكلاهما سلطةٌ قاهرةٌ تفوق سلطة الجميع.
وفي سنة 2012 تمّ انتخاب المؤتمر الوطني العام بنسبة مشاركة 82 %، في مجتمع نسبة الأمية فيه 9 %، وهذه المرّة أيضاً بدون وجود أحزاب، كان الناخبون هنا أيضاً يعطون أصواتهم للمرشّحين حسب ألوان قوائمهم أيضاً، لكن هذه المرّة كان اللون هو القبيلة.
وبين الانتخابيْن عاشت ليبيا أكثر من أربعة عقود تحت حكم نظامٍ (موناركي/ أوليغارشي) شمولي يحرّم الحزبيّة، ويعتبر الانتماء لحزبٍ سياسيٍ جريمةً عقوبتها الإعدام، ففي كتاب القذافي الأخضر: " من تحزّب خان"، و"الحزبية إجهاضٌ للديمقراطيّة "، ديمقراطيّة القذافي كانت شيئاً آخر كعادة كلّ شيء في ليبيا.
على امتداد 60 عاماً تغيّر كلّ شيءٍ، لكنّ شيئاً لم يتحرّك من مكانه.
ولنبدأ رواية القصّة من أوّلها.
لكي تكون لديك دولةٌ فأنت تحتاج ثلاثة أشياء: قطعة أرضٍ فارغةٍ، شعباً يملأ الفراغ، وحكومةً، الأمر بهذه البساطة، ليبيا ترتيبها 15 من حيث المساحة، والترتيب 108 عالميّاً من حيث عدد السكان، واليوم لديها ثلاث حكومات في وقتٍ احدٍ بعد سقوط دولة القذافي، لكن لكي يكون لديك ديمقراطيّة يجب أن تمتلك أكثر من ذلك.
من حيث المبدأ يجب أن يكون لديك أوّلاً: صحافة نشأت في بيئة اقتصادٍ حرٍّ، وليبيا دولة ريعيّة، الصحافة فيها أداة في يد الدولة، ثانياً: دستور يكفل الحريّات الثلاث الرئيسيّة والتي لا تلعب الديمقراطية فيها دوراً إطلاقاً، الحريّة الشخصيّة، الحريّة السياسيّة، والحرية الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وفي ليبيا هذه الحريات أيضاً مقيّدة بسلطة القبيلة.
وقعنا جميعنا في الفخّ، وأحدّثكم عن تجربةٍ شخصيّة، حيث قمت ومجموعة نشطاءٍ حقوقيّين ليبيراليين بإنشاء مجموعة حراكٍ مدنيٍّ سمّيناها " تنوير"، وأعلنّا بعدها إنشاء "المنتدى الليبرالي الليبي للديمقراطيّة " في سبتمبر 2011، وليكون هذا خطأ عرفنا فداحته عندما أقمنا أوّل (وآخر) ملتقى مفتوحٍ في يوليو 2012، لنجد أنفسنا في قاعة محاضراتٍ، محاصرين بكلمات ضيوفٍ اتضح أنّ نصفهم إسلاميّون ونصفهم الآخر يعتقد أنه في مؤتمرٍ للإسلاميين.وهذه ديمقراطيّة في دولةٍ لا تمتلك دستوراً ولا يوجد فيها أحزاب، أضف الى ذلك، حريّات مقيّدة بقيود القبيلة والدين، ولكلاهما سلطةٌ قاهرةٌ تفوق سلطة الجميع.
جميع يكرّرون نفس الجمل والملاحظات، حيث كان الاختيار مبنيّاً بالدرجة الأولى على لقب المرشّح واسم عائلته. باختصار، لقد كانت حملة زعامةٍ بين القبائل، الغاية منها فقط غسيل أموال غنائم الحرب الليبيّة.
الديمقراطيّة في مجتمعٍ لم يستوعب سكاّنُه فكرةَ التعايش المشترك ليست سوى فخٍّ يصعب الفرار منه، وفكرةٌ تطبيقها سيء كونها أسّست لدولة (ديمقراطية/ أوليغارشيّة القبيلة)، وهي أسوأ أنواع الدكتاتوريّات حقيقةً.
ديمقراطيّة القبائل ليست ديمقراطية الشعب، فخيارات القبائل دائماً تصبُّ في مصلحة "نادي القبيلة"، الأمر الذي يجعل تجربة الديمقراطيّة نفسها، ليست سوى مجرّد فخّ.
لم نهتمّ للمشاركة في أوّل انتخابات بعد سقوط القذافي في السابع من يوليو 2012 ببساطة، لأننا كنا نمتلك مشروعاً واضحاً لم يكن هنالك أحدٌ يشجّعه، بينما لم يكن أيّ من المرشّحين الآخرين يحمل سوى اسمه، فهذا على سبيل المثال مرشّحٌ يوزّع بطاقاتٍ دعائيّةً يتحدّث عن توفير الرخاء لسكان جمهورية مصر، بعد أن قام بنقل مشروعه كاملاً من ورقة مرشّحٍ في الانتخابات المصريّة، ومرشّحٌ آخر يتحدّث عن تأييده لحريّة المرأة وفي نفس الوقت يطالب بتطبيق الشريعة ووجوب اعتبارها قانوناً فوق الدستور، وآخر يقول في منشوره الدعائي أنه يرى أن شخصيّات مثل عمر بن الخطاب الخليفة الإسلامي، عمر المختار المقاتل الليبي زمن الاستعمار الإيطالي، وأدولف هتلر الزعيم النازي، قدوته ومصدر إلهامه!
إنها ضوضاء لا يستطيع أحد تحمّلها، الديمقراطيّة فيها فقط هي الكلمة ساكتة.
إن ديمقراطيّة القبائل خطيرة جداً، خطورة وجود القبيلة نفسها في جسم الدولة.
لكن المُثير للسخرية هو ما حدث في تلك الانتخابات، كانت المقاعد موزّعة نصفين غير متساويين، نصف للقوائم (أو الأحزاب)، ونصف آخر للأفراد، ولم يعلن أيُّ مرشّحٍ توجّهَه السياسي، هل هو يمين أو يسار، قومي أو إسلاميّ، محافظ أم تقدّمي، اشتراكي أم جهادي؟ الجميع يكرّرون نفس الجمل ونفس الكلمات ونفس الملاحظات، حيث كان الاختيار مبنيّاً بالدرجة الأولى على لقب المرشّح واسم عائلته. باختصار، لقد كانت حملة زعامةٍ بين القبائل، الغاية منها فقط غسيل أموال غنائم الحرب الليبيّة، لكن في طرابلس تحديداً حدث شيءٌ آخر، طرابلس كانت المدينة الوحيدة الباقية في ليبيا، إذ أن بقية المدن ليست سوى تجمّعاتٍ سكنيّة قبليّة لا غير.
أو هكذا كان حزبنا الليبرالي، الذي اختار أن تكون طرابلس مقرّاً له، يعتقد، قبل أن يفرَّ كلّ أعضائه المؤسّسين بجلدهم الى أوروبا، تحديداً إلى ألمانيا وفنلندا.
القذافي لم يمت بالكامل على ما يبدو، فبعد أن انقسم الشعب الليبي إلى نصفين، نصف ينتظر من جثّة القذافي أن تبتسم، ونصف آخر يخافها أن تستيقظ، كان تأثير القذافي واضحاً في طرابلس والتي تحوّلت من مدينة إلى مستعمراتٍ قبليّةٍ صغيرة، بفضل دعم القذافي لهجرة القبائل للعاصمة على امتداد أربعة عقودٍ من حكمه.
وكان للأمر تأثير كارثي على أوّل انتخابات حدثت بعد موته، لشرح الأمر نحتاج خريطةً مسطّرة، لرسم معالم ديموغرافيا طرابلس القبليّة في القرن الواحد العشرين.
سكّان شرق طرابلس مثلاً ينتمون جميعاً لقبائل ترهونة، وترهونة هي تجمّعٌ قبليٌ يقع شرق طرابلس يحمل اسم مدينة، وغرب طرابلس بلدة من بلدات الأمازيغ، حيث يستوطن هؤلاء الجبل الواقع غرب طرابلس أيضاً في تجمعاتٍ قبليّة تحمل أسماء أكثر من مدينةٍ، هذان مثلان صغيران يمكن القياس عليهما في عموم طرابلس وليبيا أيضاً.
وبناءً عليه تمكّن أمازيغي من أن ينال كرسي منطقة غرب طرابلس فقط لأنه أمازيغي، ولم يكن هنالك أحدٌ من الناخبين يهتمّ بحقيقة انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، رغم أن هذه المسألة هي الأجدر بالاهتمام، والمبرّر الوحيد ليفوز بمنصبه من عدمه.
كانت الأصوات تُمنح بناءً على لقب العائلة وأحياناً طول اللحيّة.
الديمقراطيّة في مجتمعٍ لم يستوعب سكاّنُه فكرةَ التعايش المشترك ليست سوى فخٍّ يصعب الفرار منه، وفكرةٌ تطبيقها سيء كونها أسّست لدولة (ديمقراطية/ أوليغارشيّة القبيلة)، وهي أسوأ أنواع الدكتاتوريّات حقيقةً.
أتعلمون مثلاً أن قبيلة مصراتة استغلّت الديمقراطيّة للثأر من مقتل زعيمٍ لها قبل 100 عام، ورفع صورته عالياً على أسطح منازل قبيلة القاتل (قبيلة بني وليد)، عن طريق قرار رقم 7 للمؤتمر الوطني عام 2013 من أوّل جسمٍ منتخبٍ بعد الحرب الأهليّة الليبيّة 2011، مبرّرةً اجتياح المدينة بالبحث عن جثّة ابن القذافي للمرّة السابعة، في معركةٍ كلّفت أكثر من 80 قتيل و400 جريح مدني، ولم يجد أحد جثّة ابن القذافي حتى اليوم.
لقد كانت تجربة الديمقراطيّة في ليبيا محاولةً فاشلةً لجعل ليبيا دولةً عصريّةً من الخارج
إن ديمقراطيّة القبائل خطيرة جداً، خطورة وجود القبيلة نفسها في جسم الدولة.
لقد كانت تجربة الديمقراطيّة في ليبيا محاولةً فاشلةً لجعل ليبيا دولةً عصريّةً من الخارج، فالتفسير القَبَلي لفكرة الديمقراطيّة هو الحصول على النصيب الأكبر لا الحصول على مقدار الشراكة الأكبر، حيث تفرض العادات والتقاليد المقيِّدة للفرد ضمن منظومة القبيلة للحفاظ على التجانس، وخوفاً من ضياع المميزات التي تملكها القبيلة وأفرادها تبعاً لذلك، تفرض زيادة فكرة القرار الجماعي ضدّ القرار الفردي، حيث لا يُخفى على أحد عمق منظومة الاستبداد التي تؤسّس لها فكرةُ النَسَب الواحد، والولاء لهذا النَسَب الوهمي في كثيرٍ من الحالات، والتي تبني عقليّة القبيلة والعصبيّة المناقضة لفكرة الديمقراطيّة والدولة المدنيّة من جذورها.
فالقبائلي، كما تقول على سبيل المثال آن بنلت في كتابها (قبائل بدو الفرات، 1878): "يرى نفسه عضواً في نادٍ لا في مجتمع، وطالما هو عضو في قبيلة عليه أن ينصاع لأحكامها وضوابطها"، وديمقراطيّة القبائل ليست ديمقراطية الشعب، فخيارات القبائل دائماً تصبُّ في مصلحة "نادي القبيلة"، الأمر الذي يجعل تجربة الديمقراطيّة نفسها، ليست سوى مجرّد فخّ
الى فزان الاصل لا الى فزان الوافدة (2) ...
منقول…
دعونى في البدء اقول . لقد طرح هذا التناول في جزئه الاول من تحت هذا العنوان . بان الضرورة الوطنية الليبية بل الوجودية . تفرض على اهل فزان . استهاض ذاتهم والتحرك في اتجاه بعث فزان المغيّبة الى داخل المشهد الليبيى الحالى . في هيئة جسم يتبلّور على يد ما اسميناه فزان الاصل . ويجب - في تقديرى - ان يكون هذا الجسم ذا صبّغة جغرافية . يستمدّها من المادة التى تَشكّل وقُدّ منها . من اديم ومشتقات مفردات جغرافية فزان الاساسية . وادى الشاطى . سبها . وادى الآجال (اوبارى) وادى البوانيس . حوض مرزق . لتمثل فزان المغيبة . داخل المشهد الليبيى الحالى . وعددنا بعض من النتائج والمردودات الايجابية . التى ستطال الواقع الليبيى المأزم . بفعل هذا الاستنهاض والتشكل والاقحام . وقلنا في ما مضمونه . بان دخول مسمى فزان كجسم أساسي وفاعل . داخل المشهد الليبي المازم . ستتكامل به مسميات خريطة ليبيا الجغرافية . وتبّتعد به ليبيا جغرافيا . عن حالة المخاض والتشكّل . التى ستنتهى - اذا استمر هذا الحال - الى ما انتهت اليه خريطة السودان الجغرافية . بعد بثر جنوبه منه . وبدخول فزان كجسم أساسي في داخل المشهد الليبي الحالي . سيعيد تشكيل كيماء الصراع داخل المشهد الليبيى . وسيكون ذى مردود ايجابى علي الصراع وابعاده . وبدخول فزان جسم اساسى في داخل المشهد الليبيى الحالى . سيُخرج جغرافية فزان عن دائرة التعامل معها . ليس وفقط . مورد طبيعي . مائي نفطي هائل . الى مكوّن سكاني يضم في وعائه الجغرافى . هذه الموارد الطبيعية الحيوية . التى عددناها وغيرها . وسيكون من حقه قبل غيره . الاستفادة منها . وهذا الحق لا يحّضر - في تقديرى - الا بحضور الصيفة الاعتبارية لشخصية فزان . التى يجب ان تنّتظم في ممثلي مفردات فزان الجغرافية . وادى الشاطئ . سبها . وادى الآجال (أوباري) . وادى البوانيس . حوض مرزق . وستغيب هذا الحق . بغياب هذه الشخصية الاعتبارية لفزان داخل المشهد الليبيي الحالي . كما واقع الحال في حاضرنا هذا .
فبحضور هذا الجسم الفزانى بمعيّة الجسمين الاخرين لليبيا برقة . طرابلس . ستكون به فزان . احد التروس الثلاثة الرئيسية . التي ترّتكز عليها ادارة دواليب البلاد . وستثم بذلك وعلى نحو ذاتى . مُشاغلة ومعالجة الاختناقات . التى قد تتسبب في عرقلة السير السلس لحياة الناس ومعاشهم بجغرافية فزان . وستغيب هذه المُشاغله والمعالجة الذاتية . بغياب فزان . كما يحدث في الحاضر والان . والشواهد على نتائج هذا الغياب او التغّيب كثيرة وعديد . فمثلا . فلننظر في عدم انتظام توفر الطاقة . وهى ذات وجوه عديدة ومتنوعة . ولننتقي عدم توفرها بمحطات بيع الوقود . بل دعونا نذهب الى التقّليب وفقط . فى ثمنها وسعرها في حالة توفرها بمحطات المؤسسة . فالأسعار في محطات البيع تصل بفزان الى (40 قرش للتر) في حين سعرها يقف عند (15قرش) في بقية محطات غرب البلاد . وبقول اخر بان النفط الخام الذى يُضخ لتغذية مصفاة التكرير بالزاوية . من حقل الشرارة اكبر حقل نفطى بالبلاد وحقل الفيل النفطيين القابعين بجغرافيا فزان . يُعاد الى فزان ليبّتاعه ويشّتريه السكان في هذا الحيز الجغرافى . ومن محطات المؤسسة بسعر يصل الى 40 قرش للتر . ويبقى سعر اللتر منه بغرب البلاد 15 قرش . وتكون المفارقة ذات وجه مأساوي . عندما نفتّش ونتعرّف على اوجه توّظيفه وتصريف هذه المادة . من كِلا الطرفين . ومردود هذا التوظيف على ليبيا والليبيين . فمثلا . انا اعرف وبيقين تام . بان جل الطاقة المستهلكة في جل حيز فزان الجغرافي . تُوظف في دورة انتاجية . تنتهى الى مخرجات . تتشكل مفرداتها من اعلاف جافة للحيوانات . حبوب . فواكه وخضراوات . الخ . وهى مواد تستهلك وفى جلها وعمومها داخل اسواق غرب البلاد . وفي الحين اعرف وبيقين تام . من خلال التقارير الاممية بان جل هذه المادة الحيوية وفى غرب البلاد . يثم تهريبها من شواطئه . الى مالطا وايطاليا واليونان وغيرها من البلدان
وهذا التغّيب لفزان عن المشهد الليبيى الحالى . لا يحتاج منا الى جهد كبير لإظهاره وتأكيده امام حواس الناس . ولكن وما دام الحديث . قد توقف بنا عند الطاقة ومشتقاتها . فدعونا نذهب الى مدير هذه المؤسسة . فشواهدنا متوفرة في كل ما يتنفس به مدير هذه المؤسسة . من تصريحات يتناول فيه شئون مؤسسته داخل جغرافية فزان . فهو يتعاطى مع هذا الحيز الجغرافى الليبيى . وكانه خالي من أي مكون سُكاني . بل وكأنه ملك بكل من فيه . لامتيازات الشركات النفطية . التى تقوم بالمسح والتنقيب والاستخراج والتسوق لهذه المادة الخام . وقد ظهر هذا واضح وبلا مواربة . في تصريحات مدير المؤسسة . اتنا تفاعله مع حراك فزان . وفقد شاهدناه . وهو يحرض المجتمع الدولى ويستحثه على ساكني هذا الاقليم الجغرافى . ويتوعّدهم بالمساحات الخضراء . التى تُسيج بجند وجيش من المرتزقة . ولكن وفي الحين . الذى يرى فيه هذا السيد . ان من واجبه ضمان انتظام سير العمل داخل الحقول النفطية . ونحن نشاركه في هذا القول . فمن واجبه ايضا . ان يلتفت اولا الى حقوق سكنى هذه الجغرافية . وبقول اكثر دقة ان يلتفت الى حقوق مواطنيه قبل غيرهم . فهو ومن الواقع الطبيعى الوطني . ان يكون موظف في خدمة بلاده ومواطنيه . لا لذى الشركات المتعددة الجنسية . كما يظهر في الكثير من تصريحاته .
كنت احاول ان اصل بالقول . من وراء هذا التقديم المُطوّل . بان الذهاب نحو اقحام فزان الى داخل المشهد الليبيى الحالى . لا يقع وفقط على ساكني هذا الاقليم الحيوي في موارده الطبيعية . بل يجب دعم هذا الاتجاه وتبنّيه . من طرف البعثة الاممية بليبيا . والمشاركة في تفعيله . لما في ذلك من مردود ايجابى . على مسار حلحلة التأزم الليبيى . الذى جاء بالهيئة الى جغرافية الليبية . بغرض احتوائه قبل استفحاله . وانتقاله الى مراحل قد يهدد بها السلم في الاقليم وحوض المتوسط . وما ينعكس به كل هذا . على السلم العالمى .
فبعث فزان الى داخل المشهد الليبيى الحالى . واعتمادها احد مكوّناته الاساسية . سيُعيد صياغة الصراع وينقله داخل المشهد الليبيى . الى وجه اخر غير الذى كان . وسيرّبك دخول هذا الجسم الجديد - فزان - مسار التأزم الليبيى , الذى يتّجه نحو صوّملة الحالة الليبية . والذى يتسلّح للوصول الى مُبّتغاه . ليس بغير . المحافظة على ديمومة واستمرار مدينة طرابلس وابقائها حاضنة مليشياوية . وهى البيئة المناسبة لانضاج حالة الصوّملة وانبعاثها في الوجود
اصل تسمية الدول العربية؟
#منقول
ما سر تسمية الدول العربية بأسمائها الحالية ?
1- المملكة العربية السعودية
يرجع تسمية المملكة العربية السعودية بهذا الاسم إلى شهر سبتمبر عام 1932، حينما أصدر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود أمراً ملكياً بتوحيد البلاد تحت هذا الاسم ؛ نسبةً إلى عائلته "آل سعود" بعدما كانت تُدار كل من الحجاز ونجد كوحدتين منفصلتين ، وأصبح الـ23 من سبتمبر عيداً وطنياً للمملكة.
2- الإمارات العربية المتحدة
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة في الأصل 7 إمارات منفصلة أي الأراضي التي يحكمها أمراء ، وكوّنت في عام 1967 مجلس حكام الإمارات المتصالحة ، وبعد استقلالها عن بريطانيا أصبحت إمارات أبوظبي، ودبي والشارقةر، وعجمان ، وأم القيوين ، والفجيرة كياناً واحداً يُطلق عليه الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 ، وانضمت إمارة رأس الخيمة إلى هذا الاتحاد في عام 1972.
3- الكويت
يُقال إن كلمة الكويت تصغير لكلمة "كوت" ومعناها قلعة صغيرة ، أو قلعة محاطة بسور مثل تلك التي استقر فيها حاكم الكويت الأول أو أن معناها حائط مسوَّر يحيط ببعض آبار الشرب ، وهو ما يطلقه أهل الكويت على العديد من الآبار بالفعل.
4- قطر
هناك اختلاف في أصل كلمة قطر ، فيقال إنها مشتقة من كلمة قطارة ، وكان ميناء تجارياً قديماً في المنطقة ثم حُرِّف الاسم إلى قطر وهناك من يقول إن قطارة مستوحىً من المياه الصالحة للشرب ، أو معقل الإبل.
5- سلطنة عمان
كان لعُمان أسماء قديمة قبل اسمها الحالي لكن يُقال إن اسم عُمان جاء نسبةً إلى عُمان بن إبراهيم عليه السلام ، أو نسبةً إلى عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم " عُمان بن كنعان بن يقشان بن إبراهيم " عليه السلام.
6- البحرين
تتكون مملكة البحرين من مجموعة جزر تقع داخل الخليج الفارسي ، وسميت بالبحرين مثنى بحر" نظراً إلى وجود مصدرين للمياه أحدهما العيون المائية للمياه العذبة والآخر الخليج الفارسي المحيط بها للمياه المالحة.
7- سوريا
يرجع تسمية اسم سوريا إلى دولة آشور Assyria في بلاد الرافدين والتي تضم سوريا والعراق وتركيا ، وبذلك عدها اليونانيون بلاداً آشورية فأطلقوا عليها آسورية بإبدال الشين سيناً على نهج اللغة السامية السائدة آنذاك.
8- العراق
إما أن يكون سبب تسمية العراق نسبةً إلى مدينة "أوروك" أكبر مدينة أقيمت بجنوب بلاد الرافدين في عام 3200 قبل الميلاد ، أو أنها مأخوذة من الكلمة الفارسية "إراك-Erak" بمعنى الأرض المنخفضة.
9- اليمن
اختلفت الآراء حول سبب تسمية اليمن بهذا الاسم ؛ فيذهب بعضهم إلى أن سبب ذلك هو وقوعها يمين الكعبة ، أو أن أصلها اليُمن بمعنى الخير والازدهار ، مثلما ذهب آخرون إلى أن أصلها من يامن بن قحطان المعروف باسم يعرب ، أحد أحفاد نبي الله هود عليه السلام ، وكان أول ملوك اليمن.
10- فلسطين
تعتبر الكلمة الرومانية "بالستينا" أصل كلمة "فلسطين" إذ أطلق الإمبراطور الروماني هادريان على فلسطين اسم مقاطعة سوريا بالاستينا واختصر بعدها إلى بالستينا ، التي استمد منها اسم فلسطين ، كذلك أطلق اليونانيون على الشعوب التي تسكن تلك المنطقة قبائل البلست.
11- لبنان
اشتُقت كلمة لبنان من كلمة Lavan في اللغة السامية بمعنى أبيض ، وقد تكون إشارة إلى القمم الثلجية لجبال لبنان.
12- المملكة الأردنية
جاء اسم الأردن نسبةً إلى نهر الأردن التاريخي ، وتعني كلمة "أرد" في العبرية "الحاد" وأصلها ياراد ، وأطلق عليه اسم أرد لأنه يصب بانحدار شديد في البحر الميت.
13- مصر
تعددت الأسباب حول تسمية مصر ؛ فقيل إنها اشتُقت من اسم مصرايم ابن حام ابن نوح الذي استقر في منطقة وادي النيل، أو مأخوذ من كلمة ميزريم Mizraim بمعنى القلعة.
أما عن اللفظ Egypt فاستمد من كلمة إيغوبتوس باللغة اليونانية القديمة ، التي استُمدت بدورها من كلمة "هيت كا بتاه" باللغة الفرعونية، ومعناها معبد روح الإله بتاح. مثلما قيل أيضاً إن إيغوبتوس مكونة من مقطعين بمعنى "دار القبط"
14- ليبيا
كانت تتبع نظام الحكم الجماهيري في عهد الرئيس السابق معمر القذافي، لكنها الآن في ظل المرحلة الانتقالية تحت نظام الحكم البرلماني في الأساطير اليونانية ، كانت ليبيا ابنة الإله اليوناني إبافوس وزوجته ممفيس فأُطلق هذا الاسم على الشمال الغربي لقارة إفريقيا.
15- تونس
استمد اسم تونس من الإلهة الفينيقية "تانيث أو تانيس" حامية مدينة قرطاج ، وعدت رمزاً للنماء والخصوبة ، أما في اللغة الأمازيغية للسكان الأصليين فكانت كلمة تونس تعني المفتاح أي مفتاح الخصوبة والنماء.
16- المملكة المغربية
عادةً ما يُطلق اسم المغرب العربي على دول شمال غربي إفريقيا ، لكن اختصاص دولة المغرب بهذا الاسم قد يأتي من اعتقاد المسلمين القدامى أنه مكان غروب الشمس. أما عن اسم Morocco، فقد جاء من الاسم الأصلي لمدينة مازاغان "موروكوس" التي كانت مستوطنة برتغالية على ساحل المغرب.
17- الجزائر
في عام 1525، انضمت 4 جزر قبالة الساحل إلى اليابسة ، ونسبةً إلى هذه الجزر القديمة أطلق اسم الجزائر "جمع جزيرة" على العاصمة ومن بعد ذلك عُرفت الدولة كلها باسم الجزائر.
هناك تفسير آخر بأن الاسم القديم في العصور الوسطى خلال القرن الثامن عشر كان جازيربني مزغنة ؛ أي جزر بني مزغنة بعدما استقرت بها قبيلة مزغنة، وتحول فيما بعد إلى الجزائر ، وقيل أنها نسبة إلى دزيري بن مناد الحمادي الصنهاجي .
18- موريتانيا
كانت تسكن قبائل ماوري ما بين نهر ملوية في المغرب شرقاً والمحيط الأطلسي غرباً وسُميت موريتانيا نسبةً إليها، وكانت تلك القبيلة واحدة من 3 قبائل ظهرت في شمال غربي إفريقيا أواخر القرن الثالث قبل الميلاد.
19- السودان
من أكثر الآراء انتشاراً حول اسم السودان أنها من اللون الأسود ، وعُرف السودان بأرض السود ، وكذلك معنى الكلمة في اللغة النوبية حيث تعني “المخلوط”؛ أي ليس بشديد السواد أو البياض.
20- الصومال
قد ترجع تسمية الصومال إلى نمط معيشتهم الرعوية ، فيقال إن so بمعنى ذهاب ، وMal بمعنى لبن ، وهناك رأي آخر بأن هذا الاسم مستمد من اسم عشائر “سمائل-Samaal
فنحو 70% منهم من الرعاة.
21- جيبوتي
قد يكون الاسم مبنياً على أسطورة قديمة عن حيوان خرافي اسمه بوتي ، كان يعيش في تلك المناطق ويروع أهلها ، ويقتل أغنامهم لكن بعد فترة هزم الناس هذا الحيوان وأطلقوا على المنطقة اسم جاب بوتي ، بمعنى هزيمة بوتي.
22- جزر القمر
يطلق عليها في الإنكليزية أيضاً اسم Comoros ومأخوذة من القَمر ، ويُعتقد أنها سُميت جزر القُمر ؛ لأن تلك الجزر تأخذ شكل الهلال في المحيط الهندي ، مثلما قيل إن العرب حينما هبطوا عليها كان القمر بدراً فأطلقوا عليها هذا الاسم.
#منقول
تقرير مراسل صحيفة ليمون عن الأوضاع فى ليبيا
يرى الخبير الليبي طارق المجريسي أن مأزق توقف هجوم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس سيشوه صورته كرجل قوي وربما يضعف قاعدته السياسية، مما قد يضطره للجوء إلى تصعيد خطر يحتمل أن يكون مدمرا لمنطقة العاصمة.
وفي مقابلة مع القسم الأفريقي من صحيفة لوموند الفرنسية، قال المجريسي -وهو خبير وباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية- إن قوات حفتر لم تتوقف منذ أربعة أشهر عن ضرب قوات حكومة الوفاق الوطني التي تدافع عن ليبيا بدعم من معظم الجماعات المسلحة في الغرب الليبي.
وفي المقابلة التي أجراها معه مبعوث الصحيفة في تونس فردريك بوبين، قال الخبير الليبي إن فقدان غريان يمثل مرحلة جديدة من الصراع، لأنه شكل نكسة محرجة لحفتر الذي يريد استعادة شرفه.
وأوضح أن هذه المرحلة الجديدة بدأت بهجوم مضاد على شكل غارات جوية على بعض أحياء طرابلس والمناطق القريبة منها، في إشارة إلى أن حفتر اختار التصعيد، وبالتالي إذا فشل في استعادة الأرض قريبا، وتراجعت عملياته على الأرض، فإن ذلك سيكون خطيرا، لأنه كلما خسر زاد عدوانية، وأصبح الصراع أكثر تدميرا.
وأضاف المجريسي أن حفتر الذي لم يستطع تنفيذ هجومه المضاد منذ خسارة غريان، يلجأ إلى إخفاء ضعفه على الأرض بتكثيف الغارات الجوية المدمرة على طرابلس ومصراتة، ومؤخرا على مرزوق في الجنوب الغربي من البلاد، مما يدل على أن تراجعه سيكون مدمرا للغاية لكل ليبيا.
وأشار الخبير إلى أن حقيقة أن قواته نفذت عمليات خلال الهدنة التي تقررت في عيد الأضحى تثبت أنه على الرغم من ضعف موقفه، لا يزال غير متحمس للانخراط في تحرك دبلوماسي.
الشرق الليبي بعد حفتر؟
وعند سؤاله عن احتمال أن يثير تراجع هجوم حفتر على طرابلس ردود أفعال متسلسلة تضعف مكانته في المنطقة الشرقية، قال المجريسي إن حفتر حافظ حتى الآن على موقعه لأنه كان ينظر إليه على أنه الحل الوحيد، ويوفر المال والأسلحة والاستقرار، مشيرا إلى وجود الكثير من الخلاف في الشرق بسبب الفساد والقبضة الحديدية التي يقود بها اللواء المتقاعد المنطقة.
وأضاف: ولكن في حالة عودة جثث الشباب إلى أهاليهم باسم حرب لا يؤمن بها الناس، وفي غياب النجاح العسكري، فإن صورة هذا الرجل القوي ستتشوه، وربما يكون ذلك بداية لمرحلة من الفراغ وتغذية السخط، وهو أمر خطير للغاية.
وهذا الخطر أكثر وضوحا في بنغازي التي كانت مؤخرا مسرحا للاضطراب، حيث وقع هجومان بسيارة مفخخة ضد ضباط من جيش حفتر، وحيث هوجمت قافلة تابعة للأمم المتحدة وتم اختطاف عضو في البرلمان ونشطاء سلام، مما يعكس سخطا في بنغازي على رجل بدأ يفقد السيطرة، بحسب المجريسي.
وعند السؤال عن نقاط الضعف الرئيسية لحفتر في الشرق، قال المجريسي إن هذا الرجل خيب آمال العديد من مؤيديه، وأوضح أن بعض القبائل غير راضية عنه، خاصة أن أبناءهم الذين تم تجنيدهم في الجيش يموتون الآن في طرابلس.
ورغم السخط الكبير -يقول الخبير- فإن حفتر يمكنه الاستمرار في فرض حكمه الهش ما دام لا يوجد بديل له، إلا أنه في النهاية إذا لم يتم تقديم خيار آخر من قبل المجتمع الدولي يشعر سكان الشرق بالحصول على حصة دون خوف من الانتقام أو التهميش، فسوف يتقدم منافس ما وستندلع المعارك بين الأشقاء ويغرق الشرق في فوضى.
وأشار المجريسي إلى أن نكسات حفتر في طرابلس لن تؤثر على نفط الهلال الذي يحميه بالطائرات، ولكنها قد تجعل السكان المحليين في الجنوب والغرب يشعرون بأن حفتر ليس ذلك الرجل القوي الذي كانوا يؤمنون به، وبالتالي سيدفعهم ذلك إلى التفكير في المفاوضات من أجل خيارات أخرى، وهو ما يمكن أن تكون له تداعيات في جميع أنحاء البلاد.
أما بالنسبة للطوارق، فيرجح الباحث الليبي أنهم في الوقت الحالي يقاتلون إلى جانبه حفتر -وإن كانوا لا يحبونه حقا- لأنه يوفر لهم الأجور والمكانة، ويذكرهم بفترة الزعيم الراحل معمر القذافي الذي دعموه، وهو بالنسبة لهم أفضل من الفوضى، خاصة أنهم ليست لديهم خيارات أخرى.
ولكن المسألة مختلفة بالنسبة للتبو الذين تعرضوا للاضطهاد في الجنوب من قبل قبائل فزان العربية المتحالفة مع حفتر، وهم يشعرون بالتهديد عند قول جيش حفتر إنه سيطرد "جميع التشاديين"، وكأنهم ليسوا ليبيين حقيقيين، خاصة أن أمورهم ساءت في الأيام الأخيرة بسبب الغارات الجوية في مرزوق التي تسببت في مقتل العشرات منهم.
مخاوف من صراع في الغرب
وتسأل لوموند هل سيعيد الصراع تشكيل علاقات القوى السياسية العسكرية داخل معسكر الوفاق الوطني؟
يقول المجريسي إن السراج يتعرض بالفعل لضغوط، لكنها ليست خطرة، وإن الأمور في الظروف الحالية تسير بطريقة جيدة، خاصة أن وزير الداخلية فتحي باشخة يقوم بعمل جيد ويتصرف كوزير وليس كمصراتي.
وعند سؤاله عن الدعم الخارجي الذي يحصل عليه حفتر من مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، هل سينفد بسبب التراجع العسكري عند أبواب طرابلس؟ رجح الباحث الليبي أن يتواصل الدعم مغذيا الصراع وذلك لحماية استثمار يعود تاريخه إلى خمس سنوات، حتى يجد الداعمون خيارات أخرى.
سبح اسم ربك الأعلى…
بسم الله الرحمن الرحيم
[ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ (3) ]
صدق الله العظيم
إذا أعطي لك إنسان حبلا طوله ضعف المسافة من الارض للشمس و قال لك ضعه في خازنة ارتفاعها أقل من 2 متر وزعرضها أقل من نصف متر و سمكها أقل من 20سم .
هكذا وضع الله الحمض النووي بهذا الطول داخل خلايا لاتري بالعين المجرد
لو وجد انسان كاميرا بسيطه جدا ملقاه هل يستطيع ان يقول انها ليست ملك أحد وانها تكونت بالصدفه
فما بالنا بعين الانسان تعالوا لنري الاعجاز في خلق الانسان
يتكون جسم الانسان من حوالي 37.2 تريليون خليه
من 200 نوع مختلف من الخلايا
و100بليون خليه عصبيه في المخ
مسؤوله عن 60 الف فكره يوميا
تحتوي العين علي 127 مليون خليه شبكية
تجعلنا نستطيع ان نميز بين 10 مليون درجه من الالوان
وتحتوي ايضا علي 120مليون خليه عصويه
و7 مليون خليه قمعيه
و1000 خليه استقبال للشم
تجعلنا نستطيع التمييز بين 50الف رائحه مختلفه
ويحتوي جسدنا علي 6لتر من الدم أو 1.6جالون دم
و 42 بليون وعاء دموي
تحتوي علي 30 تريليون خليه دم حمراء
ونلتقط يوميا من هواء الله 23 الف نفس
وينبض القلب 115,200 نبضه في اليوم
ويضخ قلبه 1.5مليون برميل دم في حياتك
ويمكن لقلبك ان يظل حيا لمده 3دقائق بدون اكسجين خارج جسمك.
ويحتوي الجسم علي 640عضلة و360مفصل
و100 ألف بصيله شعر
بينما تتساقط 100 خصله شعر يوميا
ويفرز الجسم 800مل من العرق يوميا اي اكثر من لتر الا ربع
ويحتوي جسم الطفل علي 300عظمه والبالغ علي 206عظمة
يفرز الجسم من اللعاب مايملأ حمامي سباحه خلال حياته او 23الف لتر او أكثر من 6 جالونات.
جسم الانسان يحتوي علي حديد مايمكنه صنع مسمار سميك طوله 7.6سم
خلال اليقظه يولد مخ الانسان كهرباء تكفي لاناره لمبه كهربائيه.
ودرجه وضوح رؤيه العين البشريه تماثل كاميرا 576 ميجا بيكسل
كل يوم يولد قلبك طاقه تكفي لقياده شاحنه كبيرة لمسافه 32كم
تحتوي خلايا جسمك علي حمض نووي لو تم توصيله ببعضه لوصل طوله لان يصل الي الشمس ذهابا وعوده
يستطيع الهارد ديسك لمخك ان يحتفظ بكميه من المعلومات تصل الي واحد كوادريليون بايت من المعلومات اي مليون مليار بايت.
تصل حساسيه انامل اصابعك انها تستطيع ان تشعر باشياء قطرها 13 نانوميتر.
خلايا التذوق علي لسانك تتجدد كلها بشكل دوري كل 10أيام
اذا وضع حمض المعده علي بطنك من الخارج لثقب البطن حتي يصل الي الامعاء.
⭕سبحان الله العظيم خلق فابدع. فسبحان الله عما يشركون.
مقال العشرات فى غارة لطائرة بدون طيار فى جنوب ليبيا؟
قتل 42 شخصا على الأقل في غارة جوية بطائرة بدون طيار على جنوب غرب ليبيا نفذتها قوات موالية للقائد العسكري لقوات الكرامة ، بحسب ما يقوله مسؤولون محليون.
وأصابت الغارة اجتماعا كان يعقد في المجلس المحلي بمدينة مرزق، بحسب بعض التقارير.
وتقول قوات حفتر، التي تتمركز في شرق ليبيا، إنها استهدفت المدينة مساء الأحد، لكنها تنفي استهداف مدنيين.
وقد مزق الصراع البلاد بعد الإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي، الذي استمر أكثر من أربعة عقود، في 2011.
وخلفت الغارة، التي أصابت المجلس المحلي في منطقة القلعة "42 قتيلا، وأكثر من 60 جريحا، حالة 30 منهم خطيرة".
وكان يحضر الاجتماع أكثر من 200 شخص، كانوا "يسعون إلى حل خلافات اجتماعية فيما بينهم"، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس عن إبراهيم عمر المسؤول في المجلس.
وأفادت وسائل إعلام محلية، في وقت سابق، بأن الغارة ضربت حفل زفاف.
ونددت حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من الأمم المتحدة، على وسائل التواصل الاجتماعي بالهجوم واتهمت قوات حفتر بتنفيذه.
وحثت الحكومة الأمم المتحدة على "بدء تحقيق في الجرائم التي ارتكبتها مليشيات حفتر في مرزق".
وقالت وسائل إعلام موالية لحفتر إن الهجوم استهدف مرتزقة تشاديين، وهو الوصف الذي تستخدمة للإشارة إلى جماعة التبو العرقية المعارضة لحفتر.
وقد قتل في المعارك، التي تتواصل منذ أشهر، بين قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات حفتر، أكثر من 1000 شخص منذ أبريل/نيسان، بحسب ما تقوله منظمة الصحة العالمية.
وهذه هي المرة الثانية خلال شهرين التي تؤدي فيها غارة جوية إلى إصابات كبيرة بين المدنيين.
ففي شهر يونيو/حزيران، قتل 44 شخصا في مركز احتجاز مهاجرين في ضواحي طرابلس.
في يونيو/حزيران ضربت غارة مركز احتجاز مهاجرين وقتلت 44 شخصا
وكانت قوات حفتر قد سيطرت على مرزق أوائل العام، خلال الهجوم الذي شنته من أجل السيطرة على الجنوب الليبي المنتج للنفط، لكنها انسحبت فيما بعد.
ما أسباب الحرب في ليبيا؟
مزق العنف والانقسام أوصال ليبيا منذ الإطاحة بالزعيم معمر القذافي، الذي حكم البلاد لفترة طويلة، وقتله في 2011.
ولا توجد سلطة في ليبيا تحكم سيطرتها على البلاد كلها، التي أصبحت غير مستقرة، وممزقة بين عدد من الفصائل السياسية والعسكرية.
ولا يزال حفتر شخصية نشطة في الساحة السياسية الليبية منذ أربعة عقود، وكان أحد حلفاء القذافي المقربين، حتى أجبر، بعد خلاف في أواخر الثمانينيات، على ترك ليبيا والعيش في المنفى في الولايات المتحدة.
وبدأ بعد عودته إلى البلاد في أعقاب اندلاع الانتفاضة في 2011، في بناء قاعدة له ولسلطته في شرق ليبيا، وتمكن من كسب تأييد فرنسا، ومصر، والإمارات.
من هو خليفة حفتر؟
مع بدء الانتفاضة على القذافي في عام 2011، رجع حفتر إلى ليبيا، وحارب حفتر إلى جانب جماعات المعارضة الإسلامية خلال الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي، قبل أن يتحول إلى عدو لدود لها.
خليفة حفتر خلال تنصيبه قائدا للجيش في 2015
وفي فبراير/ شباط 2014 ظهر عبر التلفزيون في تسجيل مصور وهو يعرض خطته "لإنقاذ البلاد"، داعيا الليبيين إلى النهوض في وجه المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان المنتخب الذي تشكل بعد الثورة.
وفي مايو/ أيار 2014، أطلق حفتر ما أسماه "عملية الكرامة" في بنغازي وفي الشرق على جماعات إسلامية مسلحة من بينها جماعات مقربة من الإخوان المسلمين، ونجح في تقديم نفسه على الساحة الخارجية باعتباره خصما للإسلاميين في ليبيا، وكسب دعم الإمارات ومصر.
وفي مارس/ آذار 2015، عينه مجلس النواب الجديد (الذي حل محل المؤتمر الوطني العام) قائدا عاما لقوات "الجيش الوطني الليبي"، الذي تمكن بعد نحو عام من طرد الفصائل الإسلامية المسلحة من معظم أنحاء بنغازي.
وفي سبتمبر/ أيلول 2016، قاد حفتر عملية "البرق الخاطف" للسيطرة على منشآت النفط الرئيسية في منطقة "الهلال النفطي".
ولا يعترف حفتر بحكومة الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج، التي يعترف بها المجتمع الدولي، إذ يصر السراج على أن تكون قيادة الجيش خاضعة لحكومته.
وتتركز الأنظار اليوم على طرابلس، العاصمة الليبية، حيث تعهدت الفصائل المسلحة التابعة للحكومة المعترف بها دوليا بالتصدي لقوات "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر.
ويأتي ذلك بعد إعلان حفتر، في 4 أبريل/ نيسان، إصداره أوامر لقواته بالتحرك نحو الغرب، والسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة.
المسلمون في تشاد.. أهداف سهلة لحملات التنصير
عندما وضَع المخططُ التنصيري العالمي هدفَه الرئيس منذ عدة عقود، لتنصير القارة الأفريقية وتحويلها إلى قارة مسيحية بحلول عام 2000م، كانت تشاد في مقدمة الدول التي نالت اهتمامًا كبيرًا من المنظمات التنصيرية؛ باعتبار موقعها الاستراتيجي بالنسبة للقارة، وما تحتويه أرضُها من بترول وذهب، فقد دخلت تشاد الآن عصرَ البترول والذهب، وهي الآن أمام طفرة اقتصادية كبيرة، وهذه الطفرةُ تمثل تحديًا أمام المسلمين؛ لأنّ القوى التنصيرية تُراهن على استغلالها لدفع عجلة التنصير إلى الأمام.
فقد كانت الميزانيةُ الأولية المخصّصة للانطلاقة التنصيرية (3.5) مليار دولار، وكان نصيب تشاد وحدها من هذه الميزانية ثلاثة مليارات دولار؛ نظراً للأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لها، وفي هذا الصّـدد يقـول القس "أشو غيري" -وزير خارجية الفاتيكان-: "إنّ ما ننفقه في تشاد الآن لكونها من أفقر دول العالم، نستردّه بكلّ يسر خلال السنوات الأربع القادمة، لأنَّ أراضي تشاد من أغنى الأراضي في أفريقيا، والموظفين التشاديين كلّهم أو 90% منهم من مدارسنا".
ومما يرجح نجاح المخططات التنصيرية في تشاد وغيرها من الدول الأفريقية، ما يتمتع به المسيحيون من سيطرة على الحياة السياسية والتعليمية والاقتصادية في عدد من دول القارة، وقد أعلن هذا الهدفَ صراحةً البابا "بولس الثاني" في كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى ميلاد المسيح في روما عام 1993م، لدى استقباله وفدَ أساقفة أفريقيا إذ قال: "ستكون لكم كنيسة أفريقية منكم وإليكم، وآن لأفريقيا أن تنهض وتقوم بمهمتها الربانية، وعليكم أيها الأساقفة تقع مسؤوليةٌ عظيمة؛ ألا وهي تنصير أفريقيا كلها"، وجند النصارى كل طاقاتهم التنصيرية والمادية والعلمية بالتنسيق الكامل بين الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي وغيرها من الهيئات التنصيرية من أجل تحقيق مطامعهم في تنصير القارة، وقام البابا السابق بثلاث زيارات خلال خمس سنوات زار فيها أفريقيا شرقًا وغربًا.
- استراتيجية جديدة للتنصير
وعندما جاء عامُ 2000م دون أن يتحقق هذا الحلمُ التنصيري الكبير، إذ استعصت القارة المسلمة على أن تتحول بسهولة إلى قارة مسيحية، سارع المخطط التنصيري إلى تغيير خططه وأساليبه، ووضع استراتيجية جديدة لتنصير القارة عام 2010 أو 2015م، وحسب هذه الاستراتيجية الجديدة هناك خطط جديدة لتنصير المسلمين في تشاد لكونـهم أهلَ شوكة في هذه المنطقة. فعندما أجمع الكرادلة في روما لوضع خطّة شاملة لتنصير أفريقيا كلّها، أشاروا إلى ضرورة تنصير الجزء المسلم من تشاد، فقالوا: إنّ تشاد منطقة هامة، وإنّ أيّة فكرة تظهر فيها تلقى سرعة انتشار كبيرة لوقوعها في مفترق الطرق في قلب أفريقيا، وهي مقبلة على مرحلة جديدة من الحياة الاقتصادية، وربّما تُصبح ثالث أهمّ منطقة اقتصادية في أفريقيا حسب الدوائر الاقتصادية الأمريكية.
وتقع تشاد في قلب القارة الأفريقيّة في المنطقة الفاصلة بين أفريقيا الشمالية وأفريقيا جنوب الصحراء، تَحُدّها شمالاً ليبيا، وشرقًا السودان، وغربًا كلّ من النيجر ونيجريا والكاميرون، وجنوبًا أفريقيا الوسطى. وتأتي في المرتبة الخامسة بين دول القارة من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها 1.284000كلم2، ومع أن الأراضي التشادية من الأراضي الغنية بالثروات الطبيعية، إلا أن تشاد تُعد من الدول الفقيرة، وذلك بسبب الحروب التي دامت مدّة طويلة، ولم تستطع تشاد خلالَها استغلالَ هذه الثروات.
يبلغ عددُ سكان تشاد 9 ملايين نسمة، حسب إحصائية عام 2001م، وتُعد كلٌّ من الفرنسية والعربية لغتين رسميتين للدولة، والعربية لغة التعامل والتخاطب بين شرائح المجتمع التشادي كافّة، وهي الدولة الوحيدة الناطقة بالعربية خارج إطار جامعة الدول العربية.
ووصول الإسلام إلى تشاد جاء في وقت مبكر، وبالتحديد في القرن الأول الهجري عام (46هـ-666م)، وقامت فيها ثلاثُ ممالك إسلامية حكمت البلادَ 900 سنة. ولوقوعها في وسط القارة أصبحت نقطةَ انتشار للإسلام في نيجريا والنيجر والكاميرون وأفريقيا الوسطى، حيث قامت هذه الممالك الإسلامية بأثر كبير في نشر الإسلام في هذه المناطق.
ومع قدوم موجات الاستعمار إلى أفريقيا وآسيا في مطلع القرن الماضي، خضعت تشاد للاحتلال الفرنسي عام 1918م، الذي بدأت طلائعُه الأولى منذ عام 1892م، واستمرّت السيطرة الفرنسية على البلاد لمدّة ستين سنة، وطوال هذه الفترة مارست فرنسا كلّ أنواع الترهيب والترغيب مع المسلمين ليستجيبوا لها، لكنّها لم تنجح، فقامت بإلغاء العمل بالشريعة الإسلامية ورسمية اللغة العربية، وإحلال الثقافة الفرنسية مكانـها، وعندما استعصى المسلمون عليها قامت بإزالة آثار الممالك الإسلامية، وذلك بحرق المساجد والخلاوي والمدارس القرآنية، وقتل العلماء والفقهاء في مجازر جماعية.
وأمام مقاومة الشعب التشادي وإصراره على الاستقلال، مُنحت تشاد حكماً ذاتياً محدوداً ضمن مجموعة الرابطة الفرنسية عام 1959م، ثمّ نالت استقلالَها التام عام1960م.
- اهتمام تنصيري كبير
وفي العقود الثلاثة الأخيرة، ومع موجات الجفاف والمجاعات التي تعرضت له أفريقيا، ازداد الغزوُ التنصيري لدول القارة، وركزت الحملاتُ التنصيرية تركيزًا خاصًّا على تشاد –كما ذكرنا– وبدا ذلك واضحًا في الميزانية المخصصة لها من قبل المخطط التنصيري التي بلغت عام 1993م ثلاثة مليارات دولار، كما بدا واضحًا في عدد المنظمات التنصيرية العاملة هناك التي بلغت عام 2002م (2160) منظمة كنسية من أهمّها: أوكسفام والإغاثة الكاثوليكية، وورد فيزيون وهذه بلغت ميزانيتها عام 2002م (40) مليون دولار أمريكي. أما عدد المنصّرين فقد بلغ في العام نفسه (6534) منصّر، بينهم (260) منصر يتقنون اللغات المحليّة، و(15) يتقنون اللغة العربية الفصحى، و(7) يحفظون القرآن الكريم، و(3) علماء في الحديث وأصول الفقه، و(30) منصر من أبناء المسلمين الذين تعلّموا في مدارسهم وتنصّروا بعد أن ارتدوا عن الإسلام. وهؤلاء جميعًا يحصلون على رواتب عالية، ويزودون بوسائل المواصلات الحديثة من طائرات خفيفة وطائرات شحن، وسيارات وقوارب ودراجات نارية عادية أو صحراوية.
- مؤسسات ومنظمات تنصيرية
وإذا نظرنا إلى المؤسسات والمنظمات التنصيرية التي تعمل في تشاد، وتقود الحملة التنصيرية الشرسة عليها نجد ما يلي:
1- منظمة الآحاد التوراتية التشادية التي أنفقت مبالغ طائلة في مجال تطوير اللهجات المحلية.
2- حركة ضد المجاعة التي أنفقت ما يزيد عن 114779071 فرنك سيفا في مجالات الصحة ورعاية الأمومة والطفل وإنشاء مشاريع التنمية لصالح الحركة، وقد آوت ما يزيد عن 2401 من الأطفال بغية تنصيرهم في المستقبل.
3- حركة التعاون من أجل التنمية، وهي متسترة تحت غطاء: مساعدة السكان المضطهدين لرفع مستواهم المعيشي، ومكافحة مرض فقد المناعة (الإيدز) بتوزيع كميات كبيرة من أكياس الوقاية، وتنظيم ندوات ثقافية لتوعية السكان تهدف إلى تنصيرهم في المستقبل.
3- منظمة اتفاق الكنائس والبعثات التنصيرية في تشاد، وهي متسترة بغطاء الاهتمام بالجوانب الصحية والاجتماعية والتعليم والتنمية، ولأجل تحقيق هدفها أنفقت 56 مليار فرنك سيفا.
4 - المعهد الأفريقي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهدفه تطويع اقتصاد الدولة لصالح المؤسسات الكنسية، ويعمل في مجالات مختلفة: منها البحوث العلمية والتنمية الزراعية وتوعية سكان الريف.
5 - أطباء بلا حدود، وهي منظمة بلجيكية تابعة للكنيسة البروتستانتية، تهدف إلى الدعم في مجال الصحة ومساعدة المشاريع الوطنية الهادفة.
6 - أطباء بلا حدود - لكسمبورج، وهي تعمل في مجال الصحة.
7 - البعثة الكنسية ضد مرض الجذام، وهي منظمة بروتستانتية تعمل في مكافحة مرض الجذام، وتقدم الأحذية التي تناسب المصابين بهذا المرض.
8 - منظمة الإغاثة الكاثوليكية للتنمية، وهي تقوم بإنشاء مراكز مهنية للمسيحيين فقط، وتساعد المسلمين بهدف تنصيرهم وقت المجاعات والكوارث الطبيعية. وتقدر نفقة مشاريعها بـ1419717198 فرنك سيفا.
9- النظرة العالمية البروتستانتية، ومهمتها رعاية الأطفال وتخزين الغلال وحماية البيئة من التلوث وبناء المستشفيات، وقد أنفقت في سبيل ذلك 102955800 فرنك سيفا.
10- منظمة بلاك الكنسية، وهي منظمة مكونة من خمس أسقفيات تعمل في جنوب تشاد، هدفُها الهيمنة على مجال الزراعة والتعليم وتكوين قواد مسيحيين تحت غطاء التنمية الريفية والثقافية والاجتماعية، ولها ميزانية أكبر من ميزانية الدولة ففي عام 1999م وحده أنفقت ما يزيد عن 1198281500 فرنك سيفا.
11- منظمة التعاون العالمي التي مقرها إيطاليا، وهي تعمل تحت ستار الصليب الأحمر الدولي وإغاثة المنكوبين وتقديم المعونات للدول النامية، وقد أنفقت 124000000 فرنك سيفا لتحقيق أهدافها.
12- الصليب الأحمر السويسري، الذي يعمل في دعم مجال الصحة وبناء مراكز للصحة وترميمها، وفي ذلك أنفقت 245272000 فرنك سيفا.
13- جمعية بتسال البروتستانتية، وهي تقدم الدعم في مجال رعاية الأيتام بإنشاء مدارس خاصة للأيتام، وفي مجال تعليم رجال الكنيسة في القرى وإنشاء مراكز لحضانة الأطفال، وبلغت نفقاتها 45464000 فرنك سيفا.
14- الجمعية التشادية من أجل تحسين أحوال الأسرة، وهي تعمل تحت ستار الحملة المكثفة في أوساط الشباب لمكافحة مرض فِقدان المناعة (الإيدز). وتقوم بتدريب الشبان والشابات على استعمال كيس الوقاية الذي يدعو إلى الإباحية والانحلال الخلقي، مستعملين وسائل اللهو وعرض الأفلام الخليعة التي تشمئز منها النفوس.
15- جمعية دعم المبادرات المحلية للتنمية، وهي تابعة للكنيسة البروتستانتية، وتعمل تحت هذا الغطاء، وأنفقت 3225763 فرنك سيفا.
16- مكتب الدعم الصحي والبيئة، وهي جمعية سويسرية تتستر في غطاء الصحة ومكافحة تلوث البيئة، وأنفقت في سبيل تحقيق ذلك 173447759 فرنك سيفا.
17- الجمعية التشادية للتنمية، وهي تعمل في مجال الزراعة، وتقدم للمزارعين قروضًا مالية ومعدات زراعية.
18- الجمعية العالمية للغات، وهي جمعية هدفها تطوير اللغات المحلية، وقد اختارت (11) لغة محلية في تشاد، ولها نشاطات تنصيرية خطيرة تقوم بها في تشاد، وتتلقى الدعم من أمريكا وألمانيا وسويسرا وإنجلترا وكندا والمكسيك وفرنسا والنرويج وأستراليا ومن جميع الكنائس المسيحية. وهي أخطر الجمعيات التنصيرية في تشاد، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف أنفقت 42386871 فرنك سيفا.
19- جمعية يرين تشاد، ومقرها في ألمانيا، وهي تعمل في مجال دعم المشاريع التنموية بتقديم القروض المالية لبناء المدارس ومراكز التعليم والمنح الدراسية، ولهذا الهدف أنفقت 30000000 فرنك سيفا.
20- الجماعة من أجل تقدم قوندي، وهي منطقة تابعة لإحدى المحافظات التشادية تقوم بتمويلها الكنيسة الكاثوليكية مستترة بغطاء الصحة، وتتلقى الدعم من البعثة التنصيرية الإيطالية.
21- دعم مجلس الكنائس العالمي، فقد نشرت الصحف العالمية أنه أنفق عشرة آلاف مليون دولار خلال عام واحد لتنفيذ خطة مرسومة، وعمل منظم، واستراتيجية طويلة الأمد، يشارك في تنفيذها عشراتُ الآلاف من المنصرين من جميع أنحاء العالم، وكان هدفها تنصير المناطق التي يسكنها مسلمون 100%.
- نشر الثقافة الأمريكية
ويُضاف إلى هذه الغارة الصليبية الهائلة، الصراع الفرنسي الأمريكي للهيمنة على ثروات تشاد، وسعي أمريكا الحثيث لنشر الثقافة الأمريكية والعلمانية وسط المسلمين، لتمثل تحدّيًا آخر أمام حركة الإسلام والمسلمين في تشاد، ومحاولة وضعها قوانين ولوائح تضمن لها البقاء في تشاد وفرض هيمنتها الصليبية البروتستنتية. ومن تلك المحاولات الداعية إلى العلمانية: محاولتها عرض قانون تنظيم الأسرة (الأحوال الشخصية للمسلمين)، ومن أخطر بنود هذا القانون الحريّة الجنسية التي يدّعونـها ويسمّونـها بغير اسمها وهي تحرير المرأة!
ولتأكيد فرض هيمنتها على تشاد فإن 97% من مشروع بترول تشاد الذي تُقدّر تكلفتُه بنحو (5.24) مليار دولار، ممولة من مجموعة الشركات الأمريكية (أكسون موبيل 40% وبتروناس 35% وشفرون 25%). أمّا الثروات الأخرى كالذهب فإن هناك شركات كورية تعمل لحساب أمريكا بدأت عملها في مناطق شاسعة من البلاد.
جريمة الاختطاف فى ليبيا…؟
جريمة الاختطاف، واحدة من أكثر الجرائم انتشارا في ليبيا، في ظل حالة الانفلات الأمني والانقسام السياسي والنزاع المسلح الذي تعيشه البلاد منذ أكثر من ثماني سنوات.
ومع انتشار السلاح في كل بيت ليبي تقريباً، شهدت عدة مدن وعلى رأسها العاصمة طرابلس، اختطاف مسؤولين ودبلوماسيين وصحفيين وحقوقيين، بل وطال الأمر الأطفال والنساء والشيوخ.
ويصعب حصر الدوافع وراء هذه العمليات في قالب واحد، فهناك حالات الخطف من أجل المال فقط، وحالات من أجل النزعة القبلية، و حالات أخرى انتقاماً وثأراً، كما تحمل حالات الاختفاء القسري دوافع سياسية أو إيدولوجية.
من ذلك،اختطفت مجموعة مسلحة مجهولة، الأربعاء، وزير النفط الليبي السابق عبد الباري العروسي من أمام منزله بالعاصمة طرابلس، وسط غموض حول مصيره ودوافع اختطافه.
وتعد حوادث الاختطاف شائعة في العاصمة طرابلس، التي تسيطر عليها المليشيات المسلحة وتخضع لحماية الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الوفاق الوطني، وتطال خاصة الوزراء والمسؤولين السياسيين والحكوميين.
عمليات الخطف هذه التي يمارسها قطّاع الطرق، و"عصابات الحرابة"، فضلاً عن تشكيلات مسلحة بخلفيات دينية وجهوية مختلفة،باتت تطال جميع الفئات في ليبيا.فقد ضمت قائمة المخطوفين، خلال الأشهر الماضية، عسكريين، وأمنيين، وصحافيين، ومواطنين بينهم رجال وأطفال، وامتدت أيادي الخاطفين أيضاً إلى الفنيين الأجانب العاملين في شركات الكهرباء والنفط بمدن الجنوب، ولم يفرقوا بين الليبيين، وغيرهم من جنسيات عربية وأجنبية، مستغلين الانفلات الأمني في البلاد.
من جانبها،أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن قلقها العميق إزاء تزايد حالات الاختطاف والاحتجاز التعسفي وحالات الاختفاء القسري منذ اندلاع القتال في طرابلس، لافتة إلى أنّ تلك الحالات تطال مسؤولين وناشطين وصحفيين، حيث تنذر هذه الحالات بتدهور سيادة القانون في ليبيا.
وشددت البعثة، وفق بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني في شهر مايو الماضي ، على أن "القانون الدولي لحقوق الإنسان ينص على أن لكل شخص الحق في الحرية والأمن الشخصي، ولا يجوز إخضاع أي شخص للاعتقال أو الاحتجاز التعسفي. كما يحظر القانون الدولي الإنساني حالات الاختفاء القسري، شأنها شأن عمليات الخطف والاختطاف".
وأوضحت البعثة أنها سجلت، منذ بداية النزاع الحالي في طرابلس، زيادة حادة في عمليات الاختطاف والاختفاء والاعتقالات التعسفية، لافتة إلىأن "ما لا يقل عن سبعة مسؤولين وموظفين ضحية للاعتقال التعسفي أو الاختطاف في شرق ليبيا وغربها"، منوهة بأن "مصير جميع هؤلاء الضحايا لا يزال مجهولاً، وقد يكون آخرون قد اختفوا في ظروف مماثلة".
ففي العام 2017، سجل جهاز البحث الجنائي التابع لحكومة الوفاق الوطني الليبية وقوع 1038 جريمة قتل، إضافة إلى خطف 676 شخصاً في طرابلس وضواحيها.
وبحسب تقرير صادر عن مكتب التحرى بوزارة الداخلية الليبية بطرابلس، تم تسجيل 1400 مابين جريمة خطف وسطو بالعاصمة طرابلس خلال الفترة مـا بـيـن 15 ديسمبر 2016 حتى 31 يناير 2017. كما بلغ عدد جرائم الاختطاف الـتى تعرض لها المواطنون 293 جريمة خطف مـنها 11 حالة اختطاف لسـيدات مـتزوجات وعدد 21 جريمة اختطاف لفتيات.
وعادة ما يستهدف المختطفون مسؤولين محليين ورجال أعمال وتجارا وناشطين وأطفالا ونساء وموظفين حكوميين، إما للحصول على الفدى أو لتصفية الحسابات السياسية والاجتماعية.
ويرى مراقبون أن تواجد أكثر من 16 ألف سجين محكوم عليهم جنائياً، تم إطلاق سراحهم أثناء أحداث فبراير 2011، ما خلّف حتما في إرتفاع حجم و مستوى الجريمة والفوضى التي يتسبب بها المدانون الفارون من السجون.
حيث يعقب معظم حالات الاختطاف في ليبيا طلب الخاطفين فدية مالية ضخمة لذوي المخطوف، مقابل إطلاق سراحه، وفي بعض الحالات وبعد دفع الفدية، تتم تصفية المخطوف وإبلاغ ذويه عن مكان جثته.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه هذه الظاهرة المخيفة،يقتصر الدور الامني على استقبال الشكاوي وتوثيق حالات الخطف فيما يفتقر الى نجاعة الأجراء إلا فيما ندر لذلك توالت الدعوات إلى إنشاء جسم إداري معني بشؤون المدن والقبائل، ليصبح بمثابة المظلة الاجتماعية لردع أبناء القبائل و المدن، وعدم حماية المجرمين المنتمين إليهم.
أسرار تفكيك القاعدة العسكرية الفرنسية في النيجر
لا يزال الغموض يخيم على حقيقة مغادرة القوات الفرنسية من قاعدة «ماداما» العسكرية (شمال النيجر)، والتي تقع على مقربة من الحدود الليبية. إذ يتصاعد الجدل حول قرار إغلاق القاعدة التي كانت تعمل على «التحكم في تدفق إمدادات الجماعات الإرهابية».
ولم ينجح التفسير الذي قدمه وزير دفاع النيجر كالا موتاري في توضيح السبب الحقيقي لمغادرة القوات الفرنسية من القاعدة، وفي معرض شرحه لخلفيات هذا القرار قال إنهم «ناشدوا باريس قبل خمس سنوات المساعدة لتأمين المنطقة بسبب الوضع في ليبيا».
وقال كالا موتاري إنه في سياق الوضع الأمني المضطرب في ليبيا قبل سنوات، وفي إطار التضامن الدولي «ناشدنا فرنسا أن تأتي وتساعدنا في تأمين هذه المنطقة الواسعة جدًّا لمدة تتراوح بين أربع وخمس سنوات»، وفقًا لوزير الدفاع.
واستدرك: «لم يكن للوضع في ليبيا تأثير كبير على النيجر بعدما تمكنا من حماية هذا الجزء الكبير جدًّا من البلاد خلال هذه المدة، ولفترة من الوقت، كان الوضع جيدًا»، مضيفًا أنه «لذلك أبلغت النيجر الفرنسيين بضرورة الانتقال إلى المناطق الأكثر تدهورًا في مالي».
وقام الفرنسيون بتفكيك القاعدة العسكرية «لتقديم يد المساعدة لمالي، وأصبحت منطقة ماداما مرة أخرى تحت سيطرة الجيش النيجيري» حسب قول الوزير النيجري.
يأتي ذلك على النقيض من تحذيرات رئيس النيجر محمدو إيسوفو، في تصريحات إعلامية هذا الشهر، والتي تحدث فيها عن «نهب 23 مليون قطعة سلاح من ليبيا وهي الترسانة التي يتم الاتجار بها عبر بلدان الساحل، والتي تقع في أيدي الإرهابيين، وتقع أيضًا في أيدي المواطنين العاديين».
وأكد أن «الأسلحة المهربة هي السبب في تغذية النزاعات الطائفية التي كانت موجودة دائمًا وحولتها إلى مذابح في المنطقة وخاصة في مالي».
وانسحبت فرنسا من قاعدة «ماداما» العسكرية التي تم تشييدها العام 2014 على حدود النيجر وتشاد وليبيا، التي كانت تهدف للتصدّي لأنشطة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، وفق تصريحات فرنسية، بينها «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، وجماعة «أنصار الدين» وجماعة «التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» و«بوكو حرام» (مجموعة مسلحة نيجيرية)، وضمان سلامة الشركات الناشطة في قطاع المناجم، بما في ذلك مجموعة «أريفا» الفرنسية، ومقرها في منطقة أغاديز بأقصى شمال النيجر. لكن النيجر لا تزال تحتضن منذ أكثر من عام، قاعدة عسكرية فرنسية، لطائرات الاستطلاع دون طيار.
ونظمت شهر يونيو الماضي العديد من منظمات المجتمع المدني بالنيجر وقفة احتجاجية، رفضًا لأي تواجد عسكري أجنبي على أراضي البلاد التي يوجد بها أكثر من 4 آلاف عسكري فرنسي.
ويحتمل أن توجه قوات قاعدة «ماداما» العسكرية لدعم القوات الأفريقية لدول الساحل الخمس وهي النيجر ومالي موريتانيا وتشاد وبوركينافاسو وضمن تغييرات استراتيجية في عملية «برخان» التي بدأت نشاطها في أغسطس 2014، وتتألف من 3000 من القوة الفرنسية الدائمة ومقرها إنجمينا عاصمة تشاد.
وفي منتصف مايو الماضي، قال وزير الداخلية النيجيري، عبدالرحمن دامبازو، إن الاضطرابات المستمرة التي تشهدها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي أدت لتدفق مختلف أنواع الأسلحة إلى بلاده وانتشار الأنشطة الإجرامية في دول غرب أفريقيا
أحداث مدينة مرزق بأقصى الجنوب الليبى…؟
تثير الأحداث المتصاعدة في مدينة مرزق منذ دخول قوات حفتر؛ مخاوف من الانزلاق في حرب أكثر عنفا بعد وقوع اشتباكات متكررة بين مكونات المدينة أدت إلى مقتل نحو 60 شخصا و نزوح عدد من المواطنين من منازلهم؛ منذ الــ20 من فبراير وهو تاريخ دخول مسلحي حفتر للمدينة، وما أثاره ذلك من خلافات واحتقانات جديدة داخل مرزق بين من ناصرهم ومن عارضهم.
مسؤولية حفتر
المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أعرب عن رفضه وإدانته لما تشهده مدينة مرزق من أعمال عدائية وانتهاكات؛ محملا مسؤولية ذلك لقوات حفتر التي تزعم سيطرتها على المنطقة الجنوبية، وفق البيان.
وقال المجلس في بيان له الخميس إنه بذل جهودا نجحت إلى حد كبير في ترسيخ السلم الاجتماعي بين مكونات الجنوب الاجتماعية؛ إلا أن القوات الانقلابية التي جاءت من الرجمة دخلت مرزق بسلاح الفتنة وتركتها بعد أن أثارت داخلها نزاعات قبلية، وفق نص البيان.
ودعا المجلس الرئاسي إلى وقف الاشتباكات وحقن الدماء، مطالبا بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحقيق في هذه العمليات العدائية لمحاسبة مرتكبيها والواقفين وراءها، وفق البيان.
دعوة لضبط النفس
من جهتها دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كل الأطراف بمدينة مرزق إلى ضبط النفس والوقف الفوري للقتال.
وأعلنت البعثة عبر موقعها الرسمي؛ استعدادها للعمل مع جميع الأطراف من أجل تسوية أي خلافات عبر الحوار، معبرة عن أسفها لوقوع ضحايا نتيجة ما سمته استمرار الأعمال العدائية في مرزق.
تحذيرات من مجزرة
عضو مجلس النواب عن المدينة محمد لينو حذر من كارثة كبيرة ومجزرة إن لم يتم التدخل بشكل عاجل بكل الوسائل لحل الخلافات عن طريق الجهود الاجتماعية؛ وقال في تصريحات لليبيا الأحرار إن الصراع في مرزق بالأساس قبلي؛ لكن ما أثاره وحركه مؤخرا هو دخول قوات حفتر إلى مرزق ثم الخروج منها في مارس الماضي ما خلف ضحايا بلغ عددهم نحو 60 قتيلا وهو ما يفوق ما تم تسجيله طيلة سنوات، ناهيك عن الخسائر المادية والشرخ الاجتماعي بمدينة مرزق.
مخاوف !
أحداث مرزق وحيثياتها في الوقت الذي تعيش فيها عاصمة البلاد حربا تشغل حكومة الوفاق المعترف بها دوليا منذ نحو 4 أشهر؛ يثير مخاوف كثيرين من تطور الأوضاع في غياب قوة مركزية تساهم في فض الاشتباكات، كما أن الأوضاع الأمنية في الجنوب بشكل عام بكل ما يحيطه من تهريب عبر الحدود وتمركز جيوب لجماعات إرهابية من أبرزها “تنظيم الدولة” الذي أكد حضوره هناك، فضلا عن التركيبة القبلية المعقدة.. تزيد من مستوى القلق والمخاوف ليس محليا فقط بل على مستوى دول الجوار والإقليم.
تقرير هام ...؟جماعة الإخوان جزء هام من من أدوات المشروع الأمريكى...؟
تقرير هام جداً
المخابرات الروسية: جماعة الاخوان جزء اساسي من ادوات المشروع الامريكي والسعوديون يحفرون قبر عرشهم بايديهم .
2019/06/19
*تقرير مدير المخابرات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف لمشروع جماعة الإخوان*
*توقع مدير المخابرات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف،* *نهاية مشروع جماعة الإخوان المسلمين، وقال إن "المعركة الآن في دورتها الأخيرة*."
*وكان المسؤول الروسي يتحدث في ندوة مغلقة مع السفراء الروس في العالم العربي والإسلامي، وقال إن بريطانيا دعمت جماعة الإخوان منذ البدء لمواجهة تنامي التيار القومي العربي*.
*وأوضح أن الإخوان لم يقروا أو يسلموا بهزيمة مشروعهم السياسي، بل إنهم ما زالوا يراهنون على أن مشروعهم هو المشروع البديل لكل المشاريع التي تطرح في المنطقة وأنه هو المشروع الأقوى والمدعوم دولياً، والذي شق طريقه خلال 8 عقود من العمل المتواصل، وأن ما يلاقيه المشروع الآن من تراجعات سيتم التغلب عليها، لأنها عقبات مختلفة اوجدتها قوى تهدف الى تدمير المشروع الإسلامي في المنطقة*.
*ويستند هذا الاطمئنان، بحسب مدير المخابرات الروسية، لدى الجماعة بالدرجة الأولى على دعم القوى العالمية الاكثر تأثيرا في العالم وهي أميركا*.
*وأشار إلى أن محطات العلاقات الأميركية الإخوانية على الفترة الطويلة، استنادا إلى تقرير أمني روسي تطرق الى هذه العلاقة، وأثبت أن جماعة الإخوان المسلمين جزء اساسي من أدوات المشروع الاميركي للهيمنة على العالم العربي والإسلامي*.
*ويقول المسؤول الروسي إنه في عام 1928 وعندما انطلقت فكرة الإخوان المسلمين في مصر، لاقت الاحتضان الكبير والدعم اللامحدود من الاستعمار البريطاني في تلك الفترة والذي كانت سياسته "الاستعمار البريطاني" تقوم على سياسة "فرق تسد"، واعتبر أن إنشاء مثل هذه الجماعة ستمكنهم لاحقا من التصدي للخطر الاساسي المتوقع في المنطقة وهو التيار القومي العربي، "فلا بد ان تواجه هذا التيار بتيار الإخوان المسلمين الذي كان منذ بدايته الأولى مناهضا للقومية العربية*."

*وفي بداية أفول نجم بريطانيا العظمى في الخمسينيات من القرن الماضي، أصبح الوريث الشرعي لبريطانيا في المنطقة هي الولايات المتحدة الأميركية القوة الصاعدة المهيمنة حديثا، فالعلاقة مع الإخوان المسلمين ورثت من البريطانيين إلى الأميركان*.
*وفي خمسينيات القرن الماضي وبعد نجاح ثورة جمال عبد الناصر واشتباكها مع الإخوان المسلمين التي فشلت محاولتها بالهيمنة والسيطرة على هذه الثورة، بدأ المستشار حسن الهضيبي، المرشد العام للإخوان المسلمين، في تلك الفترة بتجديد العلاقات ما بين الإخوان المسلمين والولايات المتحدة، واتفق الطرفان على أرضية التعامل المشترك ضد ثورة "23 يوليو" كونها تهدد المصالح الأميركية في المنطقة، ومن جانب آخر تستهدف حركة الإخوان المسلمين في مشروعها السياسي*.
*وتواصلت العلاقات ما بين الطرفين وتعمقت ووضعت الإشكاليات والمصاعب أمام ثورة جمال عبد الناصر ليس في مصر فحسب، بل في بلدان عربية أخرى مثل "السعودية واليمن والأردن"، في محاولة لوقف مد هذه الثورة وانتقالها وتدعيمها في مناطق أخرى في العالم العربي*.
*وأوضح أنه في بداية سبعينيات القرن الماضي وعند وفاة جمال عبد الناصر واستلام أنور السادات للحكم من بعده، شعر بأنه مستهدف من قبل رفاقه في الثورة وأن أيامه ليست طويلة في الحكم*.
*وأشار حسن التهامي، وكان مستشارا له، بأكثر من سيناريو للانقضاض على مراكز القوى المناهضة له في مصر*.
*أما السيناريو الرئيسي الذي وافق السادات عليه هو تعميق العلاقة مع الحسن الثاني ملك المغرب واللجوء له، مستندا إلى تقارير كانت تصله بصفته رئيساً للمخابرات المصرية تفيد بأن الحسن الثاني هو الاكثر قربا في هذه المرحلة للولايات المتحدة واسرائيل والقوى اليهودية في كافة انحاء العالم*.
*ومن هذا الباب، بدأ أنور السادات اتصالاته بالحسن الثاني، ويُقال إنه في شباط 1972 عقد أول لقاء سري بين السادات والأميركان برعاية الحسن الثاني، وكان هذا اللقاء فاتحة للعلاقة بين السادات والأميركان بشكل رسمي وشرعت هذه العلاقة بقنوات مصرية أميركية كان أهمها قناة حسن التهامي*.
*وبعدها، نصح الأميركان السادات أنه إذا كان جادا بالتصدي لمراكز القوى وبالتغيير الجذري للسياسة المصرية، فما عليه إلا التعامل والتعاون مع الإخوان المسلمين الذين يشاركونه نفس الهدف في المرحلة الحالية وأنهم "أي الأميركان" سيساعدونه في ذلك*.
*وفي تلك الفترة، كان المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر هو عمر التلمساني الذي انفتح على السادات بطلب وبرغبة أميركية، وع ّمق الطرفان العلاقات فيما بينهم، ووجد الإخوان في ذلك فرصة للثأر من عبد الناصر ومراكز القوى التابعة له فاندفع بقوة مع السادات وكان اتفاقهم يقوم على نقطتين، هما فك التحالف مع الاتحاد السوفييتي في تلك الفترة كونه اتحادا كافرا ملحدا، والعمل على تصفية النفوذ الناصري*.
*ودعم الإخوان المسلمون في مصر السادات بكل قوة حتى في زيارته لإسرائيل وتوقيع الاتفاقيات، وإن كانوا في العلن يعارضون فهم في السر صامتون أو مؤيدون، فالقوة الرئيسية التي كانت قادرة على التصدي للسادات ومنعه من أي اتفاقية مع إسرائيل هم الإخوان المسلمون ولو عملوا بجد لنجحوا لكن الطرفين كانا معنيين بما حصل*.
*ونجح الإخوان والأميركان في قلب السياسة المصرية جذريا وقطعت "مصر السادات" تدريجيا علاقاتها مع الاتحاد السوفييتي، ما يعني الارتماء في الحضن الأميركي، وأضعف المواجهة كثيرا مع إسرائيل وبدأت ثقافة دعمها الإخوان بقوة في مصر وهي ثقافة مصر أولا*.
*علاقة المخابرات الامريكية بإخوان الإردن*
*في بداية الثمانينيات وبالتحديد عام 1982 وأثناء حرب بيروت، ُعقد لقاء هام واستراتيجي في الأردن بين الإخوان المسلمين والمخابرات الاميركية ممثلة برئيسها، وحضر من الإخوان المسلمين عبد المجيد ذنيبات الذي لم يكن المراقب العام بل كان نائباً لعبد الرحمن خليفة "الذي رفض حضور هذا اللقاء"، وعبد الله عزام وأحمد نوفل والدكتور علي الحوامدة وزياد أبو غنيمة وعبد الرحيم العكور*.
*وكان هذا اللقاء بداية رسمية للتعاون ما بين الإخوان المسلمين في الاردن والمخابرات الأميركية*.
*وفي هذا اللقاء، تقرر فرز عبد الله عزام كقناة اتصال وتنسيق بين الإخوان المسلمين والمخابرات الأميركية*.
*أما العلاقة بين الإخوان المسلمين والمخابرات الأميركية فكانت وجهتها في تلك المرحلة التعاون في التصدي للنفوذ السوفييتي في أفغانستان والمنطقة وضرورة التصدي له إسلاميا دون الحاجة إلى تدخل أميركي مباشر، بل ستوفر أميركا كل أنواع الدعم للمقاتلين الإسلاميين في مواجهة الاحتلال السوفييتي*.
*وتولى عبد الله عزام، الذي كان أبرز قادة الإخوان المسلمين في تلك الفترة، هذا الملف بالتنسيق مع الأميركان وشخصياً مع مستشار الأمن القومي بريجنسكي الذي التقى بعزام أكثر من مرة في باكستان ونسق وإياه ولادة تنظيم القاعدة في أفغانستان الذي كان عنوانا لذهاب كل المقاتلين الإسلاميين من دول عربية وإسلامية لمواجهة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان وحرف النظر عن المعركة مع إسرائيل*.
*وعبد الله عزام هو من أوجد القاعدة وقيادتها أسامة بن لادن في تلك المرحلة بالتنسيق مع الأميركان، وبالرغم من اغتيال عبد الله عزام الذي اتهمت المخابرات الأميركية السوفييت بقتله إلا أن قنوات الاتصال بقيت وما زالت بين الإخوان المسلمين في الأردن والأميركان ولم تكن هذه العلاقة في مرحلة من المراحل بمعزل عن متابعة القصر لها*.
*دور الغنوشي والعلاقة مع الغرب*
*صعد نجم راشد الغنوشي كأحد أبرز وجوه الإخوان المسلمين في المغرب العربي وكان زعيم تنظيم النهضة التابع للإخوان المسلمين في تونس وبعد اعتقاله والضغوط التي مورست على الحكومة التونسية لاطلاق سراحه والسماح له بالتوجه إلى فرنسا كلاجئ سياسي فرزه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كقناة اتصال مع الغرب وبالذات مع أميركا*.
*وخاض الغنوشي مرحلة طويلة من الحوارات والنقاشات مع مراكز الدراسات والأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة وأوروبا، وكان قادرا على ان يبدد لهم مخاوف تستهدفهم وتستهدف مصالحهم من الإخوان المسلمين، بل على العكس من ذلك، أثبت لهم أن مشروعهم "أي الإخوان والمشروع الغربي" يلتقيان في مواجهة التيار القومي الذي ينظر له الغرب وأميركا على أنه الخطر الاكبر لهم في المنطقة، .
| الخارجية الأمريكية : الوفاق متواطئة مع تجار البشر ولا تسيطر على مليشياتها ؟
ليبيا – أكدت وزارة الخارجية الأمريكية ، في تقريرها السنوي عن الاتجار بالبشر الصادر اليوم الجمعة أن الجماعات المسلحة ومسؤولي حكومة الوفاق الوطني ، ممثلة برئيس الوزراء فايز السراج ، تتعاون مع الشبكات الإجرامية في مجال الهجرة غير الشرعية مستشهدة بحالات متعددة عن تورط الحكومة في هذا الصدد .
ويبدوا من خلال هذا التقرير بأن حكومة الوفاق ورغم الملايين التي أنفقتها على عقود شركات العلاقات العامة في الولايات المتحدة والإجتماعات التي دأب على عقدها ” اللوبي الليبي – الأمريكي – الإخواني ” بقيادة العضو في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين عصام عميش مع أعضاء ولجنان فرعية في الكونغرس لم تأتي بأي نتيجة لتحسين صورتها في دوائر القرار الأمريكي ، ويبدوا بوضوح مدى سوء صورتها السوداوية من هذا التقرير الرسمي الذي يمثل وثيقة رسمية صادرة عن أهم وزارة أمريكية سيادية على الإطلاق .
وفي الجزء المطول المتعلق بليبيا والذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد من الإنجليزية للعربية قالت الخارجية الأمريكية أن هذا التعاون يساهم في إزدهار نشاطات الاتجار بالبشر.
وأكدت وزارة الخارجية أن ارتفاع معدل الفساد في حكومة الوفاق وعدم وجود سيطرة حقيقية للسراج على الجماعات المسلحة التابعة لوزاراته ، حال دون مواجهة ظاهرة الاتجار بالبشر بالشكل المطلوب.
وذكر التقرير أنه في مراكز احتجاز المهاجرين ، التي تديرها سلطات مكافحة الهجرة غير الشرعية أو تلك التي تسيطر عليها ” ميليشيات المجلس الرئاسي ” كانت هناك انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد المهاجرين.
وأشار التقرير إلى فشل حكومة الوفاق في السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الليبية ، لأنها لم تمارس سيطرتها في عدة أجزاء من البلاد مع تعطل النظام القضائي وعدم عمله بشكل كامل وكذلك المحاكم في المدن الكبرى .
وترى الخارجية الأمريكية أن المليشيات المسلحة الخارجة عن القانون إستمرت في ملء الفراغ الأمني تحت مسميات متعددة وارتكبت أيضًا انتهاكات لحقوق الإنسان ، بما في ذلك القتل غير القانوني.
وخلال السنة المشمولة بالتقرير ، كانت هناك تقارير عن شبكات إجرامية مرتبطة بالمسؤولين الحكوميين تناولت أوضاع اللاجئين وطالبي اللجوء وتعرضهم للعبودية والإنتهاكات الجنسية وأعمال السخرة ( العمل بالإجبار ) .
ساهم الفساد المستشري في الحكومة ونفوذ الميليشيات على الوزارات الحكومية في عجز الجهات العامة الوطنية عن التصدي للاتجار بالبشر بصورة فاعلة ،هكذا ترى الخارجية الأمريكية حكومة الوفاق وضعها الداخلي في طرابلس .
وتؤكد الولايات المتحدة في هذا التقرير مجدداً بأن النظام القضائي الجنائي الليبي لم يعمل بشكل كامل في عام 2018. ولم تكن وزارة الداخلية بحكومة الوفاق ، التي كانت مسؤولةً اسمياً عن جهود إنفاذ القانون لمكافحة الاتجار بالبشر ، قادرة على تنفيذ أي عمليات لمكافحة الاتجار بالبشر خلال الفترة المشمولة بالتقرير.
ولم تكن قوات الشرطة الليبية التابعة لها مزودة بالموظفين أو التمويل الكافي وفي أواخر عام 2018 ، شكلت وزارة الداخلية مكتبًا لحقوق الإنسان ، مُنح سلطة الاعتقال ومسؤولية التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ، بما في ذلك جرائم الاتجار بالبشر ، التي يرتكبها ضباط الشرطة التابعين لها.
ولتحسين القدرة على إنفاذ القانون ، تحصلت الوفاق بالشراكة مع المنظمات الدولية على تدريب على مكافحة الاتجار بالبشر لعدة مئات من ضباط الشرطة في طرابلس في ديسمبر 2018. ولم تعلن وزارة العدل عن إحصائيات حول المقاضاة أو الإدانات لمجرمي الاتجار بالبشر ، بما في ذلك المسؤولين الحكوميين الذين يزعم أنهم متواطئون في جرائم الاتجار أو الميليشيات المتحالفة مع الحكومة وغيرها من الجماعات المسلحة التي جندت واستخدمت الأطفال.
وكشفت الخارجية الأمريكية عن تواطؤ كبير بين المسؤولين الحكوميين الضالعين في عمليات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين ، بما في ذلك مسؤولو خفر السواحل الليبيون وضباط الهجرة ومسؤولو الأمن ومسؤولو وزارة الدفاع وأعضاء الجماعات المسلحة المدمجة رسمياً في مؤسسات الدولة ، وكذلك مسؤولون بوزارة الداخلية وأجهزة مكافحة الهجرة غير الشرعية.
كما أكدت الوزارة أن مسؤولي سجن وحراس معسكرات الاحتجاز التابعة لحكومة الوفاق أجبروا المهاجرين واللاجئين المحتجزين على العمل في مراكز الاحتجاز التي يديرها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية وفي المزارع ومواقع البناء.
يضيف التقرير : ” وفقاً لمنظمات دولية ، فإن قوة الردع الخاصة ، التي تعمل اسمياً بموجب وزارة الداخلية ، كانت متورطة في الاتجار بالمهاجرين المحتجزين واستفادت من مدفوعات الابتزاز التي أرسلها أفراد أسر المهاجرين عبر حوالات من دولهم للإفراج عنهم ” .
بالإضافة إلى ذلك خلال الفترة المشمولة بالتقرير ، واصلت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق تشغيل وحدة مكافحة الهجرة غير القانونية مع انتماء قوي إلى واحدة من الجماعتين المسلحتين المتورطين في تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر في شمال غرب ليبيا ووفقاً للتقرير فقد سمح هذا الغطاء للجماعات المسلحة بتحويل أنشطتها باستمرار من ارتكاب جرائم التهريب والاتجار ، إلى مراقبة الشرطة للحكومة! .
وفي يونيو 2018 فرضت الأمم المتحدة والولايات المتحدة عقوبات على قائد بارز في خفر السواحل الليبية في مدينة الزاوية ( عبدالرحمن الميلادي – البيدجا القائد الميداني الحالي بقوات الوفاق في طرابلس ) وزعيم ميليشيا أخرى أدارت مركز احتجاز المهاجرين الذي تسيطر عليه حكومة الوفاق ، بسبب تورطه في تهريب البشر وتهريب المهاجرين.
وتقول الخارجية الأمريكية أن حكومة الوفاق أقالت مسؤول خفر السواحل هذا من منصبه ، لكنها لم تشرع في إجراء مزيد من التحقيقات أو مقاضاة أي من المسؤولين عن هذه الادعاءات.
يضيف : ” لم يكن لدى الحكومة أي هياكل سياسية أو قدرة مؤسسية أو موارد لتحديد وحماية ضحايا الاتجار بشكل استباقي بين الفئات الضعيفة ، مثل المهاجرين الأجانب واللاجئين وطالبي اللجوء والنساء والفتيات اللواتي أُستخدمن في الدعارة والأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي بما فيه تجنيدهم واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة كما لم توفر الحكومة وضع الإقامة الدائمة أو المؤقتة لضحايا الاتجار ” .
أيضاً ، تؤكد الخارجية الأمريكية وقوع النساء المهاجرات كضحايا الاتجار وغيره من الجرائم من مضايقات جنسية ومعاملة اعتداء مهينة من قبل معظم المسؤولين عن إنفاذ القانون والموظفين القضائيين في ليبيا.
استمرت الحكومة في تشغيل مراكز لإعادة تأهيل النساء المهاجرات اللواتي عملن في الدعارة وضحايا الاتجار بالجنس وغيره من أشكال الاعتداء الجنسي ؛ ومع ذلك ، ورد أن هذه المراكز تعمل كسجون فعلية ، وقام المراقبون الدوليون بتوثيق حوادث سوء المعاملة في هذه المراكز ، يقول التقرير .
يتابع : ” تقوم الحكومة بانتظام بالقبض واحتجاز ومعاقبة الضحايا بسبب أعمالهم غير القانونية التي أجبرهم بها المهربون على ارتكابها ، مثل انتهاكات الهجرة والبغاء وتدير مكافحة الهجرة أكثر من 20 مركز احتجاز رسمي حيث احتجزت بشكل تعسفي وإلى أجل غير مسمى حوالي 5000 من الذكور والإناث والأطفال المهاجرين خلال الفترة المشمولة بالتقرير ” .
وانخفض ، بحسب التقرير ، عدد المهاجرين في مراكز الاحتجاز انخفاضًا كبيرًا من 20000 محتجز مهاجر تم الإبلاغ عنهم في نهاية عام 2017 بسبب الجهود المتضافرة التي بذلتها المنظمات الدولية والدول المانحة لإعادة المهاجرين طوعاً إلى أوطانهم طوال عام 2018 ومع ذلك ، عانت مرافق الاحتجاز هذه من الاكتظاظ الشديد ، ونقص البنية التحتية الأساسية ، ومشاكل الصرف الصحي القاسية ، ونقص الغذاء.
ولم يتمكن المهاجرون المحتجزون – بمن فيهم ضحايا الاتجار – من الحصول على الرعاية الطبية والمساعدة القانونية وغيرها من أشكال خدمات الحماية و تعرض حراس الهجرة غير الشرعية للمحتجزين بسوء المعاملة الشديدة والعمل القسري والقتل غير المشروع والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.
ولم تستخدم أي مراكز احتجاز التابعة لحكومة الوفاق حراسًا من النساء ، باستثناء مركز اعتقال طريق السكة ، حيث عين في يناير 2018 عددًا غير معروف من الموظفات للعناية بقسم المركز المخصص للنساء والأطفال المهاجرين.
ونوه التقرير لإستمرار سياسة الإفلات من العقاب على العنف الجنسي ، وغياب الضمانات في هذه المراكز ماخلق بيئة كانت فيها النساء والفتيات المحتجزات معرضات بدرجة
مطار معيتيق ساحة صراع بين المليشيات...؟
تجددت الجمعة الاشتباكات بين مليشيا البقرة -التي يقودها القيادي الإخواني بشير خلف الله- ونظيرتها “الردع” التابعة لحكومة السراج، قرب قاعدة معيتيقة العسكرية بطرابلس.
ووفقا لمصادر صحفية محلية من طرابلس فإن مليشيا البقرة اتهمت الردع باعتقال بعض متطرفيها الأربعاء الماضي، ما تسببت في اشتباكات بين الطرفين استمرت حتى أمس الجمعة.
واستهدفت البقرة مقرات قوة الردع الخاصة بما فيها مواقع بالقرب من مطار معيتيقة بعدة قذائف، على الرغم من كونهما تتبعان حكومة السراج، ولم تتبين نتائج القصف حتى الآن.
وتعد مليشيا البقرة المعروفة رسميا بـ”رحبة الدروع” أو “أسود تاجوراء” أحد أبرز المليشيات المتطرفة في المنطقة الغربية، وتعتمد على عمليات الخطف والابتزاز لتمويل تحركاتها، كما تربطها علاقات وطيدة بالتنظيمات المتطرفة الأخرى.
وأشارت العديد من الصحف الليبية إلى أن مليشيا الردع عملت على اختطاف العديد من الشيوخ السلفيين في طرابلس، لإجبار مليشيا الردع التي يتبع معظم منتسبيها للتيار السلفي على الإفراج عن متطرفين من السجن الذي تسيطر عليه بقاعدة معيتيقة ويضم إرهابيي تنظيمي القاعدة وداعش.
مليشيا “الردع”.. انقسامات الولاء
تأتي أهمية قوة “الردع” كونها أحد أكبر الجماعات المسلحة في طرابلس، ويبلغ عدد مسلحيها نحو 5000 عنصر، وتسيطر على العديد من المنشآت الليبية الكبرى في طرابلس.
وينظر كثير من الباحثين المختصين في الملف الليبي والحركات الإسلامية إلى مليشيا “الردع” بأنها أقرب الكيانات العسكرية داخل العاصمة طرابلس للانضمام إلى الجيش الليبي، باعتبار أن غالبية منتسبيها من التيار السلفي الذي يختلف منهجيا مع الجماعات المتطرفة من تنظيمات القاعدة وداعش والجماعة الليبية المقاتلة وتنظيم الإخوان.
وزاد من هذا الترجيح أن مليشيا “الردع” أخذت على عاتقها محاربة جرائم التنظيمات المتطرفة خاصة تنظيم داعش، ومحاربة الجرائم المنظمة والعمل على مقاومة جرائم السرقة والحرابة والقتل، إلا أن هذه الافتراضية لم تحدث على أرض الواقع.
فتزامنا مع إطلاق الجيش الوطني الليبي عملية “طوفان الكرامة” 4 أبريل/نيسان 2019 لتحرير العاصمة من المليشيات والجماعات المتطرفة، انقسمت مليشيا الردع -حسب مصادر استخبارية ليبية- إلى فصيلين كبريين، يرى أحدهما بقيادة “عبدالرؤوف كاره” الانضمام إلى الجماعات الإرهابية التي تحارب الجيش الوطني الليبي، والآخر بقيادة “محمود حمزة” آثر الوقوف على الحياد من الحرب وانتظار المنتصر.
“كارة”.. سلفي في صف الإرهابيين
حسب المصدر الاستخباراتي فإن الفصيل الذي يقوده عبدالرؤوف كارة المعروف بـ”الشيخ الملازم” يقف ضد الجيش الليبي في صفوف قوات الوفاق.
ويسيطر “كارة” على الجزء العسكري من مطار معيتيقة، وهو نفسه الجزء الذي تنطلق منه الطائرات التركية المسيرة التي تحاول قصف الجيش الوطني الليبي، الذي استهدف طائرتين في هذا الجزء أثناء محاولتهما الهبوط.
ويعد الفصيل الذي يقوده “كارة” هو الفصيل الأكبر من مليشيا “الردع”، ويتولى تأمين البنك المركزي ووزارة الخارجية وعدد من المؤسسات الليبية الكبرى، وهو من يحافظ على سيطرة الإخوان على طرابلس رغم اختلافه المنهجي والفكري مع الجماعة.
قوات حمزة.. من يسجن الدواعش لا يساندهم
أما الفصيل الآخر فيقوده وفقا للمصدر محمود حمزة وعلى رأسه فرقة 20/20، ورغم ادعاءات الإخوان أنها تقاتل في صفوف الجماعات المسلحة ضد الجيش الليبي، إلا أن المصدر الاستخباراتي أكد أنها ترفض المشاركة في المعركة، وترى أنه لا يجوز القتال في جانب أي من الطرفين، مكتفية بالحفاظ على الأمن داخل العاصمة.
ويعد هذا الفصيل هو الأهم والأقوى رغم قلة عدده مقارنة بفصيل “كارة”، وذلك أنه يعتبر الذراع العسكرية الطولى لمليشيا الردع من حيث التجهيزات والتدريب، فهي مدربة تدريبا جيدا على الاقتحامات والقنص والعمل الجماعي.
ويسيطر هذا الفصيل على سجن معيتيقة الذي يحتوي على أكثر من 2000 متطرف ينتمون إلى تنظيمي القاعدة وداعش ما تسبب في خوضه معارك العديد من المليشيات التي حاولت تهريب إرهابيين للمشاركة في العمليات ضد الجيش الليبي في طرابلس.
يذكر أن مطار معيتيقة هو في الأصل قاعدة عسكرية، تم تحويل جزء منها إلى مطار مدني بعد تدمير مليشيا الصمود للإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي مطار طرابلس الدولي عام 2014 ضمن عمليات “انقلاب فجر ليبيا”، وتضم القاعدة سجنا ضخما تسيطر عليه مليشيا “الردع”.
وحاولت قوات طرابلس إقحام فصيل حمزة للمشاركة في صف المجموعات المسلحة وخداع منتسبي الفصيل وإيهامهم باستصدار فتاوى من شيوخ السلفيين بصحة محاربة الجيش الليبي، ولكن حمزة وعى هذه المحاولة وبقي على حياديته في طرابلس.
وتقول شعبة الإعلام الحربي للجيش الليبي إن مصطفى حمزة قيادي “الردع” بفرقة 20/20 تم اعتقاله بعد رفضه قتال القوات المسلحة الليبية في صفوف المليشيات، ما دفع مليشيا البقرة لقصف سجن معيتيقة لإجبار الردع على إخراج المساجين بعد سجن حمزة