هل يخسر المرشال حفتر الجنوب الليبى..بسبب فقد ولاء قبائل التبو له وهجوم داعش على قواته ؟

اطمأن اللواء المتقاعد خليفة حفتر أن العملية العسكرية التي شنتها قواته على بلدات الجنوب الغربي خلال فبراير (شباط) ومارس (آذار) 2019 قد مكنته من السيطرة إلى حد ما على بعض مناطق جنوب ليبيا، فانتقل بعد ذلك إلى معركة طرابلس، وألقى فيها ثقله العسكري.

لكن الرجل الذي سوق جيدًا لهذه السيطرة لديه الكثير من المشاكل التي نجم عنها تلقى قواته في الجنوب – الهش أمنيًا – عدة ضربات وتحديات، لا تقتصر فقط على هجمات «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، بل وصلت إلى حد الخلاف مع القبائل التي تحالف معها، وكذلك الاقتتال بين القوات المحسوبة عليه.

«داعش» يزعزع قبضة حفتر على الجنوب

في الرابع من مايو (أيار) 2019 كانت قوات معسكرتدريب ـ تابع للكتيبة 160 المنضوية تحت قوات حفتر ـ تؤدي مهامها كالمعتاد قبل أن تباغتها عناصر من تنظيم (داعش) بالهجوم على المقر، وقتل تسعة منهم بالذبح أو الرصاص، ثم اطلاق سراح 200 سجين، من بينهم عناصر من التنظيم.

Embed from Getty Images

عناصر قتالية في ليبيا

يشكل الهجوم على سبها ـ التي تبعد عن طرابلس 650 كم ـ جزءًا محدودًا مما أصبح ينال من أجزاء كثيرة في جنوب ليبيا من هجمات (داعش)، حتى أنه بعد خمسة أيام فقط من الهجوم السابق شن التنظيم هجومًا على بلدة غدوة، وقتل ثلاثة أشخاص، وأحرق المجلس البلدي للمدينة، وعددًا من المنازل.

فمنذ انطلق حفتر في معركته للاستيلاء على العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، وأهل الجنوب الليبي يدركون جيدًا أن (داعش) يتمركزون في أعالي جبال الهروج، التي تقع تحت سيطرة حفتر، ويأتون إليهم وقتما يشاءون، يتجولون بسياراتهم ويلوحون براياتهم السوداء في أكثر من مدينة بجنوب ليبيا. وذلك بعد أن غير التنظيم تكتيكه القتالي من السيطرة على المدن والمناطق الصحراوية الشاسعة إلى حرب العصابات بالهجوم على البلدان، ثم الانسحاب منها سريعًا؛ لتفادي الخسائر البشرية.

وفيما يقرأ المحللون توسع التنظيم مرة أخرى في ليبيا بأنه ناجم عن استغلاله لمعركة طرابلس، تظهر الوقائع على الأرض أن هذا التنظيم لن يكف عن توجيه ضرباته الخاطفة على خاصرة الجنوب الليبي الرخوة والهشة أمنيًا، حيث وجد في الفوضى الأمنية بالجنوب فرصة لتكثيف هجماته أكثر من أية منطقة أخرى في ليبيا، خاصة أن قوات حفتر تعاني من تباعد بلدات الجنوب، وطول خطوط الإمداد، وتشتت كتائبها في مناطق شاسعة؛ مما يسهل استهدافها في هجمات خاطفة.

يؤكد المحلل السياسي الليبي عماد بلعيد على أن حفتر استغل بعض الخلافات القبلية وقام بتقوية ودعم طرف على الآخر من أجل إحداث نوع من الدعاية بأن قواته تسيطر على الجزء الأكبر من الأراضي الليبية، أما الحقيقة – حسب بلعيد – فهي أن حفتر تسبب في صراع قبلي ـ بالجنوب الليبي ـ سيحتاج لسنوات حتى يتم علاجه، وتعاون مع تجار الهجرة غير الشرعية لإغراق المنطقة الغربية من ليبيا بالمهاجرين غير النظاميين، بالإضافة لما فعله سابقًا بالتحالف مع قوات «العدالة والمساواة» السودانية ومشاركتها معه في حروب بنغازي، والهلال النفطي، والآن طرابلس.

ويشدد بلعيد ـ خلال حديثه لـ«ساسة بوست» ـ على أن ما سبق كان من الطبيعي أن يستغله بقايا (داعش) المطرودة من سرت، والتي تنتشر خلاياها في الجنوب، وتقوم بعمليات على البلدات الصغيرة هناك، والتي تعجز قوات حفتر عن تأمينها بسبب الدفع بكل قواته في حربه على طرابلس، بالإضافة إلى إعاقة جهود حكومة الوفاق الوطني لتأدية دورها الطبيعي.

انفراط عقد التحالف مع «فلول القذافي»

حاولت القوات التابعة لحفتر إظهار عملية قتل قائد «اللواء 26»، العميد مسعود الضاوي ورفاقه ـ من أنصار نظام القذافي ـ في يوم 23 مايو 2019 وكأنها وقعت بمناطق الاشتباكات في محور عين زارة جنوب طرابلس، حيث تدار المعارك هناك للسيطرة على العاصمة.

Embed from Getty Images

لافتة منددة بعمليات حفتر

لكن الدلائل سرعان ما أظهرت أن الرجل ورفاقه قتلوا في منطقة «فم الملغة» في الحدود الإدارية لمدينة ترهونة، وأن الجثامين قد تلقت طلقات متعددة من سلاح «بي كي تي (BKT)». بيد أنه قبل أن يهدأ احتقان قبائل ورشفانة (ينتمى لها الضاوي) التي اتهمت مليشيات حفتر في ترهونة باغتيال ابنها ورفاقه؛ خرجت اعترافات آمر «لواء الشهيد محمد المدني» بالزنتان غربي ليبيا، إبراهيم المدني، لتؤكد في تسجيل مصور بأن قادة تابعين لحفتر طلبوا منه اغتيال نجل القذافي الأكبر سيف الإسلام.

لذا شكلت الحادثتان دلائل على وجود انعدام للثقة بين شخصيات محسوبة على نظام القذافي متحالفة مع حفتر، كانت قد سعت لحشد الدعم المسلح لحفتر بين قبائل الجنوب، وخاصة القبائل الموالية للقذافي.

ويزيد خطر هذا الخلاف مع معرفة أن قوات حفتر تتشكل في الأساس من خليط غير متجانس، موزع على عدة جبهات؛ ما يعني أن اشتعال هذه الجبهات في آن واحد يأتي على حساب جبهة على أخرى، وأول جبهة يتوقع خسارتها هي مدن الجنوب الهشة أمنيًا، ناهيك عن أن الجنوب بمساحته الشاسعة يسهل فيه فقدان السيطرة والتحكم في تمركزات هامة، وفقدان خطوط الإمداد للقوات.

حتى أن زيادة الهجمات من قبل كتائب التبو المدعومة من المعارضة التشادية المسلحة – كما سيأتـي الذكر – وهجمات (داعش)، دفعت حفتر  إلى إرسال تعزيزات إلى الجنوب كانت تشارك في معركة طرابلس، إذ يتخوف الرجل من فقدان السيطرة على  منطقة الهلال النفطي، والتي تتواجد بها الموانئ النفطية.

بيد أن أخطر ما نجم عن هذه الخلافات هو: حالة نزاع عسكري، إذ تتحدث مصادر ليبية عن وجود خلافات بين كتائب متحالفة مع حفتر على توزيع الذخائر والرجال على محاور القتال في معارك طرابلس، كالخلاف الذي وقع بين «اللواء التاسع» من مدينة ترهونة (المنطقة الغربية)، وكتائب من مدينة أجدابيا (المنطقة الشرقية)، والذي دفع الأخيرة إلى سحب 20 آلية برجالها من محاور القتال والعودة بهم إلى أجدابيا، إذ من السهل أن يؤدي طولفترة المعركة في طرابلس، واحتكاك هذه الكتائب فيما بينها، بما تمثله من تناقضات جهوية وقبلية وإيديولوجية، إلى تفجر الصراع بينها من الداخل.

قبائل الجنوب الليبي وحفتر.. «للصبر حدود»

إذا ما مررت في شوارع مدينة مرزق ـ 180 كيلو مترًا جنوب غرب سبها ـ فإنه من الطبيعي أن ترى عناصر كتيبة«خالد بن زياد» التابعة لحفتر منتشرين في طرقات المدينة بسياراتهم العسكرية وكامل عتادهم الحربي.

المشهد الذي قد يشي بأن الأمن هنا مستتب، والأوضاع الأمنية مُسيطر عليها. لكن الأهالي وحدهم يعلمون أن هذا الانتشار ناجم عن الخوف من عمل انتقامي من الأهالي الذين زاد احتقانهم بسبب تنفيذ قوات حفتر لجرائم تصفية واعتقالات قسرية بحقهم منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.

الصورة السابقة للوضع في جنوب ليبيا ناجمة عن الفوضى الأمنية بفعل الاختلافات القبلية، التي حاول حفتر الاستفادة منها في إحكام قبضته على الجنوب، ثم خرجت الأمور عن سيطرته. فالرجل ـ الذي يعي أن أيّة ثورة في الجنوب ستمتد نتائجها حتى إنهاء مشروعه العسكري في الغرب والشرق ـ يهدد إحكام سيطرته على الجنوب عامل الوقت الخاصة بمعركة طرابلس. إذ إن الكتائب التي سترفض تقديم المزيد من الضحايا تشكلت على أسس قبلية تحكمها مصالح جهوية، من الطبيعي أن تتضارب مع امتداد الوقت؛ لكونها غير مندمجة وفق عقيدة قتالية موحدة.

وفيما يخص القبائل فلم يستطع حفتر نزع ولائها له في الجنوب، فقبل أن يذهب الرجل إلى معركته في طرابلس كان قد شن عملية عسكرية تحت ذريعة تطهير «التنظيمات المتطرفة وعصابات التهريب»، فاعتبرتها إحدى أكبر القبائل بالجنوب الليبي (قبيلة التبو) تهدف إلى تطهيرها العرقي وإبادتها، متهمة حفتر بالاستعانة بقبائل لها عداءات قديمة معها لقتالها، كقبيلة أولاد سليمان وقبيلة الزوية.

وتتصاعد مخاطر هذه الخلافات القبيلة مع زيادة مساحة الجنوب الليبي على 500 ألف كيلومتر مربع، يعيش فيها طيف قبلي متنوع، حتى أن حفتر اضطر مع اشتداد الضربات على قواته في الجنوب لسحب «كتيبة خالد بن الوليد» من جبهات القتال في طرابلس للتوجه إلى مرزق في أقصى الجنوب لصد الهجوم الذي أخذ طابعًا قبليًا وانتقاميًا، وشنته كتائب التبو على المدينة.

يقول الإعلامي الليبي ياسين خطاب: «إن حفتر لم يتمكن من السيطرة علي الجنوب بشكل كامل أو يؤمنه، خاصة وأن تأمين الجنوب له علاقة بتفاهمات مع دول الجوار باعتبارها رقعة شاسعة تحتاج حدًا أدنى من التفاهم بين القبائل المتواجدة فيها، وهو ما يجعل تأمينه مكللًا بالتحديات الداخلية والخارجية، ويتجاوز الشق الأمني البحت إلى مسألة سياسية تخضع لاعتبارات دولية».

ويوضح خطاب لـ«ساسة بوست» أن فشل حفتر في جنوب ليبيا يعود إلى أنّ مطامعه منذ أن دخله كانت منصبة نحو طرابلس، وكان يريد فقط أن يؤمن الجنوب من أجل ضمان التحرك في طرابلس، ويعقب: «في ظل ذلك تبدو الهجمات الأخيرة وهمية، إلا من تصريحات فارغة لحفتر بأنّه استطاع أن يُحرر الجنوب ليتمكن من الوصول إلى طرابلس. وقد بدا ذلك جليًا بعد الهجومات المتكررة، بالإضافة إلى خروج القوات المناهضة لحفتر، التي ما انفكت تعلن رفضها لسياساته ولوجوده»، مضيفًا: «إن الأمر ليس كما يُصور؛ فالجنوب من أكثر المناطق تهميشًا وظلمًا، ليس في حرب ليبيا فقطـ وإنما في أي حرب تُخاض في أية بقعة من العالم»، وهو ما أسماه خطاب: «لعنة الجنوب تجاه الشمال».

بعد ست سنوات من عملية اختطافه زيدان يذكر الحقيقة؟

90312.jpg


كشف رئيس الحكومة السابق علي زيدان عن ملابسات إختطافه في طرابلس مرتين ، مرة كان في عهد نوري أبوسهمين رئيس المؤتمر العام وأعلن قيادي في غرفة عمليات ثوار ليبيا عبدالمنعم الصيد مسؤوليته عنها وهي غرفة مقربة من الجماعة الليبية المقاتلة والأخرى كانت لمدة عشرة أيام في عهد رئيس الرئاسي فائز السراج .

وفي مقابلة تلفزية قال زيدان  بأن عملية خطفه الأولى سنة 2013 نفذتها مجموعات من الجبل الغربي وتاجوراء وطرابلس بطلب من أبوسهمين وفقاً لما أكده القيادي الإسلامي عمر الحاسي في تسجيل مسرب قال فيه ( نوري خطف زيدان ولا تركه ولا قتله وأراحنا منه ) مطالباً أبوسهمين بالرد وإيضاح موقفه من هذه العملية التي نفذها عملياً عبدالمنعم الصيد القيادي في غرفة الثوار .

أما العملية الثانية في سنة 2017 فقد أكد تورط كتيبة ثوار طرابلس التابعة لداخلية الوفاق بقيادة هيثم التاجوري في الموضوع مؤكداً بأن الكتيبة حاصرت فندق كان يقيم فيه ليلة تامة ورفض مسؤولي الفندق تسليمه قبل أن يتفاقم الأمر إلى التهديد باقتحام المكان فطالبوه بالخروج معهم وتسليم نفسه لهم .

وأضاف بأنه بقي محتجزاً في مكان تابع للكتيبة لمدة عشرة أيام دون توجيه أي إتهام رسمي له مشيراً إلى أن محمد البكباك القيادي في الكتيبة هو من حاصر الفندق وقاده إلى المكان الذي أحتجز فيه مع أحد مرافقيه طيلة هذه المدة .

وبينما كان الرئاسي حينها ينفي علمه بالجهة الخاطفة ويصدر بيانات قال فيها بأنه يبحث عنه  ، كشف زيدان عن لقائه بكل من هيثم التاجوري وعبدالهادي عوينات بل ومع هاشم بشر المستشار الأمني حينها للسراج خلال فترة الخطف وقال بأنهم حاولوا التوصل إلى بعض المواضيع مؤكداً بأن كل هذه الملفات التي طالبوه بالكشف عنها تتعلق بالمال أسوة بعملية خطفه في المرة الأولى وقال : ” كل شيء متعلق بالأموال ، حديثه كله عن المال ” .

وروي زيدان في اللقاء ملابسات عن فترة الخطف منها ظروف الإقامة ونزع هواتفه الشخصية منه التي قال بأنها بقيت بحوزة البكباك حتى اليوم دون أن يعيدها له كما تحدث عن محاولتهم ضرب مرافقه لرفضه منحهم هواتفه وغيرها من التفاصيل عن الأيام العشرة .

وأكد بأنه وبعد هذه الأيام تقدم بنفسه لمكتب النائب العام الذي أكد له بأنه غير مطلوب على ذمة أي ملف أو قضية ما يعني أن فترة إحتجازه كانت خارج إطار القانون وبدون أي أمر عدلي أو قضائي بعكس ما أشيع في تلك الفترة .

أما فيما يتعلق بملف تمويل مليشيات الدروع المتطرفة التي تحولت لاحقاً إلى أنصار شريعة وداعش وغيرها من التنظيمات فقد أكد زيدان بأنه وجدها أمامه وقد شكلتها حكومة عبدالرحيم الكيب وشرعنتها رئاسة أركان يوسف المنقوش وبأنه تعامل معها كواقع موجود أمامه عند توليه الحكومة .

ونوه زيدان إلى أن مبلغ 900 مليون أو ما يعرف بقضية تمويل الدروع يتحمل مسؤوليتها نوري أبوسهمين رئيس المؤتمر السابق لكونه هو من أصدر رسالة تخولهم بالحصول على المبلغ مؤكداً بأنه رفض تسييله مالم يكن بإجراء صحيح لأنه كان خارج بند الميزانية وعندها تعرض مدير المصرف للتهديد بالقتل ،  فيما توكه عناصر الدروع إلى وكيل وزارة المالية امراجع غيث ووضعوا قاذف آر بي جي فوق رأسه وخيروه بين الصرف والقتل ، وبعد تهديد وترهيب وإجراءات قانونية ( صورياً ) تحصلت الدروع على هذا المبلغ الذي ناهز مليار دينار وقال : ” في ذلك الوقت من يستطيع تحدي هؤلاء ؟ ” .

كما دافع زيدان عن نفسه من تهمة الفساد والهدر بتأكيده على أن كل ما صرفه لم يتجاوز 33 مليار دينار منها 25 مليار دينار على بند المرتبات ومن بينها مرتبات المليشيات التي قال بأنها كانت تتقاضى الأموال على أنها ( جيش وشرطة ) بعد أن شرعنتها الحكومات السابقة والمجلس الوطني الإنتقالي .

وعن سبب عدم بناء الجيش في فترة حكمه ، قال زيدان بأن ” الثوار ” كانوا يسمونه جيش القذافي ومارسوا الارهاب والاهانة على الجنود بينمل كانت الحكومة تحاول إقناعهم بأنه جيش ليبيا ولكن دون جدوى مؤكداً بأنه حاول قدر المستطاع التعامل مع هذه المليشيات مالياً وفق القانون وختم قائلاً في هذا الصدد : ” كنّا نعمل مابوسعنا لتجنب سفك الدماء والحروب ونتحرك وفق القانون ، لا أحد يستطيع التصدي لهؤلاء ، المجلس الرئاسي اليوم لديه سلطة مطلقة ، فهل يستطيع التصدي لهم ؟ طبعاً لا ” .

كيف يبدو الموت ...؟

كيف يبدو الموت؟ لم يعد أحد من الموت ليخبرنا عن وجهه، لكن لدينا شهادات ثمينة لقلة نادرة عادت تقريباً من الموت لعل آخرها شهادة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الذي كشف الأحد عن توقف قلبه بضع دقائق حين خضع لجراحة زرع رئة، لكنه عاد مرة أخرى إلى الحياة بحسب ما شرحه له أطباؤه.

ويؤمن العلماء أنه عند توقف القلب عن النبض، وضخ الدم إلى الدماغ، ينتهي الوعي على الفور، متفقين على أن الإنسان، في تلك اللحظة، يعتبر ميتاً من الناحية الطبية، لكن في السنوات الأخيرة، أعلن علماء متخصصون في علم الموت، أنه في بعض الحالات يمكن إعادة المريض إلى الحياة مرة أخرى، واصفين هذه التجربة باسم الاقتراب من الموت (بالإنجليزية:Near death experience)

وبحسب ما أعلنه عريقات في حوار تلفزيوني لبرنامج أول مرة الذي يقدمه الإعلامي طوني خليفة على فضائية الأردن اليوم، فإن الأطباء أكدوا له أن المدة الزمنية التي توفى فيها كانت ثلاث دقائق و20 ثانية، مؤكداً أنه تم تحويله لاحقاً لأحد الأقسام، كي يدلي بما رآه أثناء موته، لكنه رفض ذلك، مبرراً رفضه بخوفه من أن يقال عنه في المستقبل، إنه تحدث يوماً وكان مهلوساً، بحسب تعبيره.

وتحدث عريقات عن تجربته مع الموت، قائلاً إن هناك أموراً تحدث بعد الموت، لكنه رفض أن يذكر هذه الأمور على الهواء بالتفصيل، مشيراً إلى أنه قال لزوجته إنه "قابل وجه ربه في ذلك اليوم"، لكنه مازحها قائلاً إنه لم يمت وإنه سيدفنها هو، في إشارة إلى أنها ستموت قبله.

تابع عريقات: "لم أخرج من جسمي، لأنه لا يوجد جسم. كنت أمشي بسرعة الريح، ولكن ليس في السماء، بل في شيء يشبه الفراغ"، مضيفاً أنه رأى وجوهاً معيّنة كان قد ساعدها في الماضي، لكنه أكد أنه لم يتذكر أسماءها.

وفي العام 2013، قال علماء من بلجيكا إن تجربة الاقتراب من الموت حقيقة أكثر من الحقيقة ذاتها وإن من عاشوا هذه التجربة الفريدة تغيرت شخصياتهم تماماً وأصبحوا أكثر سعادة ولا يهابون الموت.

تجربة الاقتراب من الموت

لسنوات طويلة، روى الذين مروا بتجربة الاقتراب من الموت عن ذكريات بشأن ما حدث لهم، لكن الأطباء رفضوا الاقتناع بهذه القصص، قائلين إنها ضرب من الهلوسة، كما تجنب الباحثون الخوض في دراسة تجربة الاقتراب من الموت، لسبب رئيسي هو أنه شيء يقع خارج نطاق البحث العلمي.

لكن قبل بضع سنوات، قرر سام بارنيا، الطبيب المختص بشؤون الخدمة الصحية ومدير بحوث الإنعاش في كلية الطب بجامعة ستوني بروك في نيويورك، بالتعاون مع زملائه في 17 مؤسسة في الولايات المتحدة وبريطانيا، تحليل أكثر من 2,000 حالة توقف للقلب، أي اللحظة التي يكون فيها المريض مُتَوفّىً من الناحية الطبية.

ومن هؤلاء المرضى، استطاع الأطباء إعادة 16 في المئة إلى الحياة، وتمكن بارنيا وزملاؤه من إجراء مقابلات مع 101 منهم، أي الثلث.

في العام 2015، وبعد 4 سنوات من البحث، أعلن بارنيا أن الهدف من البحث كان محاولة فهم ما هي التجربة الذهنية والمعرفية للموت، مؤكداً أن 50 في المئة من الذين أجريت عليهم الدراسة تمكنوا من تذكر شيء ما. واستطاع بارنيا وزملاؤه تصنيف ما مر به هؤلاء الذين اقتربوا من الموت إلى سبعة أنواع، هي: الخوف - رؤية حيوانات أو نباتات - ضوء ساطع -عنف وقمع - الشعور بالمرور بالتجربة من قبل - رؤية العائلة - استذكار الأحداث التي تقع بعد توقف القلب.

كيف يبدو الموت؟ لم يعد أحد من الموت ليخبرنا عنه..لكن لدينا شهادة المسؤول الفلسطيني صائب عريقات يروي فيها ما رآه حين توقف قلبه وأعلن الأطباء موته. ماذا قال؟ وماذا يقول العلماء عن تجربة العودة من الموت؟

الخوف - رؤية حيوانات أو نباتات - ضوء ساطع -عنف وقمع - الشعور بالمرور بالتجربة من قبل - رؤية العائلة - استذكار الأحداث التي تقع بعد توقف القلب…هذا بعض ما يراه العائدون من الموت إلى الحياة.
يقول علماء من بلجيكا إن تجربة الاقتراب من الموت حقيقة وإن من عاشوا هذه التجربة تغيرت شخصياتهم وأصبحوا أكثر سعادة ولا يهابون الموت. صائب عريقات يتحدث عن تجربة العودة من الموت وكيف قابل وجه ربه.

وخلص العلماء إلى أن التجارب الذهنية التي مر بها من توقفت قلوبهم ثم عادوا للحياة، تراوحت بين الرهبة والسعادة، فهناك على سبيل المثال من تحدثوا عن شعورهم بالخوف أو بالاضطهاد. أحد المرضى قال: "اضطررت لممارسة طقوس معينة، تمثلت في أن أوضع في النار لأحترق. كان هناك أربعة رجال معي، والذي كان يكذب وضع في النار، ورأيت رجالاُ في الأكفان يدفنون عمودياً".

وقال مريض آخر إنه رأى نفسه يُجر إلى مياه عميقة، وقال 20 في المئة من المرضى إنهم شعروا بالسلام والسرور، كما رأى البعض أشياء حية، مثل النباتات، وأسود ونمور، أما البعض الآخر فقد نعموا ببريق نور ساطع، أو التقوا أفراداً من عائلاتهم.

ويقول بارنيا وزملاؤه إنهم لم يكتشفوا السبب العلمي لتذكر بعض الناس شيئاً عن موتهم، في حين أن آخرين لا يتذكرون شيئاً، كما أنهم لم يجدوا تفسيراً لرؤية بعض الناس أشياء مخيفة ورؤية آخرين أشياء سعيدة.

وتعرّف جمعية علم النفس الأمريكية تجربة الاقتراب من الموت على أنها: أحداث نفسية عميقة مع وقائع غامضة تتجاوز نطاق معرفة البشر.

تفسير آية...؟

 #اجمل تفسير للآية القرآنية

الكريمة

(حتى يلج الجمل في سم الخياط)

.

حتى يلج الجملُ في سمِّ الخِياط "..

الآية الكريمة : يعتقد معظم الناس

ان الجمل هو البعير .!وهذا خطأ ...

لوكان الجمل هو البعير ،

فليس هنالك أي علاقة بين

البعير وثقب الابره ..

والقران الكريم لايعطي من الأمثلة

الا ان يكون متوازنا...

اما ان يأتي بالبعير ليدخله في ثقب

الابره فهذا غير منسجم منطقياً .

القران الكريم ذكر هذا الحيوان باسم ( البعير )

" ونزداد كيل بعير " سورة يوسف ..

الجمل ... حسب لغة القبائل العربية

الأصيلة والقديمة هو حبل السفينة الغليظ

الذي نشد به السفينة الى المرساة .

وبذلك يكون المعنى منسجماً .جمع بعير هو ( إبل ) ...

" افلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت "

اما جمع جمل هو ( جِمالة ) ...

" انها ترمي بشرر كالقصر كأنها جمالة صفر "

االقصر هي الأفاعي الضخمة ...

ومعني جمالة صفر هي الحبال الغليظة ذات لون اصفر ..!

**********

الخلاصه.

ﻻيدخل الكافر الجنة حتى يدخل هذا الحبل الغليظ في سم الخياط أي ثقب الإبره.الصغير

إذا أتممت القراءه أكتب اسم من اسماء الله الحسني

وجزاكم الله خيرآ

upload.jpg

تقرير مجلس الأمن الأخير بشأن الأزمة الليبية...

حول الجلسة المغلقة لمجلس الأمن التي عُقدت بتاريخ 10 مايو.


(منشوري هذا موجه للرئاسي وحاشية مستشاريه سياسيي الصدفة. هم من يعلمون صحته يقينا بل وقد نذكر ما غاب عنهم... أما جماعة انت كنت معاهم مش شوركم الموضوع)


عُقدت الجلسة بناء على حراك قامت به بلجيكا تحديدا ( المتورطة في ملف الإفراج عن الأموال المُجمّدة لصالح مليشيات تهيمن على المجلس الرئاسي و لا أحد يعلم أوجه إنفاق تلك الأموال ). حيث قامت بلجيكا بجهد استهدف الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن. انطلاقا من مفهوم أنه لا يمكن أن نغفل الجانب الإنساني على الأقل لما يجري في ليبيا. ونتيجة لتلك الجهود وبعد زيارة السراج لأوروبا طلبت بريطانيا عقد اجتماع مغلق قبيل اجتماع مجدول حول الشرق الأوسط لمناقشة الجانب الإنساني فقط وتم استدعاء موظف من إدارة حفظ السلام ليطلع المجلس على آخر الأوضاع الميدانية.

و قدم إحاطة سريعة كانت عادية في مجملها تحدث فيها عن الوضع الميداني والإنساني إلا أنه ذكر جملة مهمة وهي ( .. يصعب على الأمم المتحدة تحديد المجموعات المسلحة التابعة للسراج مِن حيث هويتها وانتمائها ومدى خضوعها للسلطة السياسية ). واسترسل يقدم إحاطة ذكر فيها أن هناك جمودا في محاور الاشتباكات وأنها على الأطراف الجنوبية للعاصمة وتحدّث عن النازحين وأعداد القتلى والقصف الجوي... الخ من المعلومات العادية.


تحدثت السفيرة البريطانية وقالت إنها تدرك الانقسام الواضح حول الملف اللليبي وتدرك الأسباب التي جعلت الدول الاعضاء وخاصة الدول دائمة العضوية يتصدع موقفها بعد أن كان متماسكا طوال السنوات الثمان الماضية. واعتبرت هجوم الجيش على طرابلس قد فاجأ الجميع ولم يكن متوقعا. إلا أن المجلس يجب أن يتحرك أمام ما يحدث. و قالت إن وفدها مستعد في آخر الجلسة ( بصفة بلادها محتكرة القلم الذي يصيغ أي قرار أو بيان عن ليبيا منذ سنة 1951 ) أن يصيغ ( عناصر للصحافة ) يتلوها رئيس مجلس الأمن للإعلام على أقل تقدير. وتعهدت أن تكون الصياغة متوازنة ولا تذكر أسماء أو صفات ولا يتم تنديد أي طرف، وسيكون مركزا على الوضع الإنساني والتهدئة.


تكلم مندوب ألمانيا ( وقد كان حديثه أكثر الوفود تطرفا؛ خاصّة أن بلاده تترأس لجنة العقوبات حول ليبيا ) واعتبر صمت مجلس الأمن أمام ما يحدث في ليبيا يهدد النظام العالمي القائم على التعددية والقواعد، ولاحظ أن قرارات حظر التسليح في ليبيا ضُرِبَت بعرض الحائط ويجب توجيه رسالة قوية للدول التي تدعم ( الماريشال حفتر وقواته ) لأنهم لم يحترموا حظر الأسلحة وقرارات مجلس الأمن ويجب أن يدركوا أن مصداقية مجلس الأمن على المِحك. (وقد لوحظ أن حديثه كان يتَّسِم بشي من الحِدَّة غير المتوقعة من ألمانيا).


طلب مندوب بلجيكا الكلمة، واستغرب عجز المجلس عن إصدار ولو بيان صحفي حول ما يحدث في طرابلس. وطلب أن تتولى الأمم المتحدة وضع خطة للدعم الإنساني في طرابلس. وركّز حديثه عن الوضع الإنساني وخطورة هذا على الليبيين والمهاجرين الذين يجب أن يكونوا في صلب اهتمام مجلس الأمن.


تحدّث ممثل أمريكا، وكان مقتضبا جدا؛ إذ عبَّر عن قلقه لما يحدث في طرابلس وأكد دعمه لخطة الأمم المتحدة، ولَم يزد عن هذا.


قدَّم مندوب روسيا عرضاً تاريخياً لأسباب الأزمة في ليبيا الآن وهو التدخل الغربي ( بحجة إلقاء الديمقراطية على الليبيين ) الذي لم يسقط نظاما قائما بل أسقط دولة ومكوناتها بالكامل، وأدخل البلاد في موجة عنف متواصلة وجعل ليبيا تعجُّ بالمجموعات المسلحة وتتغلغل بالإرهاب. تلك العصابات المسلحة التي تتحصل على تمويل مستمر ودائم. وأكد أن بلاده لن تسمح بتكرار الخطأ السابق والتدخل لصالح طرف ضد طرف - ووجَّه حديثه إلى مندوبة بريطانيا التي يصيغ وفدها الآن عناصر للصحافة -وطالب بضرورة أن تكون العناصر متوازنة ولا يفهم منها انحياز المجلس لصالح أي طرف. (ويُلاحظ أيضا أنه كان يتحدث بحِدَّة حول تدخل الناتو سنة2011 ).


عبَّر ممثل فرنسا عن قلق بلاده لما يحدث وأن ما حدث كان أمرا مفاجئا. يجب أن يعلم مجلس الأمن أسبابه قبل أن يدخل في أي عملية تفاوضية حول أي وثيقة. وأكد علي وجود مطلوبين وإرهابيين "على قوائم لجنة العقوبات" يتحركون بحرية في طرابس واستغرب كيف للمجلس ولجنة العقوبات أن يصمتا عن هذا أيضا. وقال إن رئيس فرنسا عبَّر بكل وضوح لفائز السراج في أثناء زيارته أن فرنسا إن لمست جدية من الأطراف أن تعمل جاهدةً على وقف إطلاق نار غير مشروط والعودة الفورية إلى تفاهمات باريس وباليرمو وأبوظبي.


تحدثت باقي دول الأعضاء وفق المساحة العادية للحديث، وكان الحديث تعبيرا عن القلق وضرورة العمل على هدنة إنسانية... الخ.


في آخر الجلسة قرأت مندوبة بريطانيا عناصر الصحافة، وهي:

- التعبير عن القلق إزاء عدم الاستقرار في "طرابلس" وتدهور الوضوع الإنساني الذي يهدد الحل السياسي.

- السلام لن يتحقق إلا من خلال حل سياسي.

- يدعم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جهود الممثل الخاص للأمم المتحدة غسان سلامي.

- يدعو مجلس الأمن جميع الأطراف بسرعة إلى العودة إلى الوساطة السياسية للأمم المتحدة، والالتزام بوقف إطلاق النار ووقف التصعيد للمساعدة في نجاح الوساطة.

طلب مندوب ألمانيا الكلمة واقترح إدراج فقرة تطلب من الدول احترام حظر الأسلحة.

وطلب مندوب بلجيكا استبدال كلمة طرابس حول قلق مجلس الأمن إلى عموم ليبيا وعدم تحديد الفوضى في طرابس فقط.

وطلبت جنوب إفريقيا الإشارة إلى قرار صدر عن مجلس السلم والأمن الإفريقي.

تدخل المندوب الروسي وقال إن أي تعديل على هذه العناصر سوف ترفض بلاده إصدارها، وانضم له ممثل الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى وتم اعتماد هذه العناصر الصحفية.

بالعربي إذا كانت عناصر الصحافة التي تُعتبر أقل ما ينتج عن مجلس الأمن حدث فيه كل هذا، فهل لا يزال السراج ومليشياته يأملون إصدارَ قرارٍ ملزم كما طلب سيالة في رسالته الأخيرة لمجلس الأمن في أثناء مناقشة تقرير محكمة الجنايات الدولية؟!

العالم يدرك جيداً حجم الكارثة التي أنتجها الصخيرات وحكومة السراج، ولا مناص من الحسم العسكري.


#  منقول

upload.jpg

دراسة علمية بجامعة الخرطوم تلقى الضوء على اصول بعض القبائل فى السودان وتشاد والنيجر؟

12654206_1729053697338896_8915183279330496889_n.jpg

البحث منقول.........


ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ .. .
ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﺓ ﺍﻭﺭﺑﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻌﻠﻴﻴﻦ ﻫﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﺒﺠﺎ ﻃﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻟﻌﺮﻛﻴﻴﻦ ﻧﻮﻳﺮ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﺣﺒﺎﺵ ﻭﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎﻗﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺲ ﻭالحلفاويين ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﺮﻗﻮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﺃﺻﻮﻟﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪﺓ.
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ ﻋﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩاﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ !
ﺍﺳﺘﻀﺎﻑ ﻣﺮﻛﺰ ﻃﻴﺒﺔ ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﻃﻨﺔ ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ( ﻣﺪﻱ ﺃﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻊ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ) ﻭﻫﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ( dna ) ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﻜﺮﻭﻣﺴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ ﻭ( ﺍﻟﻤﻴﺘﻮﻛﻮﻧﺪﺭﻳﺎ ) ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻭﻫﺠﺮﺍﺗﻬﺎ .
ﻭﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ ( ﺩﻳﻨﻜﺎ ، ﺷﻠﻚ ، ﻧﻮﻳﺮ ) ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﺍﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ ﺷﻬﺪﺕ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺳﻴﻮﺃﻭﺭﺑﻴﺔ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻧﻪ ﻳﺜﻖ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻭﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺘﺼﻞ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﺮ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍً ﺇﻟﻲ ﺁﻻﻥ ﻭﻳﺴﻠﻮﻥ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﻷﻡ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺃﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻲ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑـ ( ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻴﺘﻮﻛﻮﻧﺪﺭﻳﺎ ) .
ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻛﺪ ﻣﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺎﺷﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺴﻦ ﺍﻧﻪ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟـ Dna ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﺮﺑﻲ ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻔﻼﺗﺔ ﻫﻲ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺃﺳﻴﻮﻳﺔ ﻭﺃﻭﺭﺑﻴﺔ ، ﻭﺃﻥ ﻟﻠﺒﺠﺎ ﺻﻼﺕ ﻗﺮﺑﻰ ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﻮﺍﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ .
ﺇﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻦ ﺻﻠﺔ ﻗﺮﺑﻰ ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺒﺮﻗﻮ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻌﻠﻴﻮﻥ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﺈﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻔﻮﻻﻧﻲ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻛﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻴﻦ، ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻟﻲ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻛﻴﻴﻦ ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﺟﻴﻨﺎﺗﻬﻢ ﻣﻊ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺳﻜﺎﻥ ﺷﺮﻕ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﻴﻦ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﻝ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻀﺪﺍً ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺇﻥ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻴﻮﺭﻭﺑﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﺠﺮﻳﺎ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺷﺎﻳﻘﻴﺔ ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻧﻪ ﻻﺣﻆ ﺗﺸﺎﺑﻬﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ، ﺇﺑﺎﻥ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﻧﻴﺠﺮﻳﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻠﻮﺥ ﺍﻷﻓﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ .
ﺇﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﻭﺃﻣﺸﺎﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺟﻴﻨﻴﺎً ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .
ﻛﻤﺎ ﻧﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻭﺳﻼﻻﺕ ﺫﺍﺕ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﻋﺴﻴﺮﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻌﺘﺮﻙ ﺃﻫﻞ ﺳﺎﺱ ﻳﺴﻮﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺮﺫﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .. ﻛﻞ ﺣﺰﺏ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﺮﺣﻴﻦ .. ﻣﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻧﻔﻮﺭﺍً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻈﻬﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺒﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺪﻯ ﺍﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻊ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺿﻼﻉ .. ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻣﺮﻛﺰ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺮﺱ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺄﺧﺬ ﻋﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ .
ﻭﻫﻮ ﺑﺤﺚ ﻫﻮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺮﺱ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﺘﺢ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺴﻼﻻﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﻜﻮّﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻊ ﻗﺎﺭﺍﺕ ( ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﺁﺳﻴﺎ، ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ) ، ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﺎﺭﺑﺎً ﺑﻴﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻗﺎﺭﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـ ( dna ) ، ﻣﺸﻴﺮﺍً ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ .
ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ، ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ( ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻗﻮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ) ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ، ﻭﺗﺎﺑﻊ ( ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺮﻗﻮ ﻭﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ) ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﺧﻄﻴﺮﺓ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑﻌﻤﻞ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺇﺣﺼﺎﺋﻲ ﺩﻗﻴﻖ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻌﻤﻞ ﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻭﺗﻢ ﺟﻤﻊ ( 7 ﻋﻴﻨﺔ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ( 33 ) ﻋﻴﻨﺔ ﻟﻠﺤﺎﻣﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺑﺎﻟﺘﻘﺼﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﺧﺎﻃﺮ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺘﻢ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﺣﺜﺎً ﻓﻲ ﻧﻴﺎﻻ ﻳﺪﻋﻰ زﻛرﻳﺎ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻣﺮﺓ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻨﻮﻋﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻪ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻗﻮﻱ ﺑﺎﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ، ﻭﺗﺎﺑﻊ " ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺠﺒﻞ ﻣﺮﺓ ".
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﻱ ﻓﻲ ﺗﺸﺎﺩ ﻳﺮﺑﻄﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﻳﻠﻤﺲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ( ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﻱ ) ﺑﺘﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺟﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺃﻫﻞ ﺷﻨﺪﻱ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻤﺔ ﺑﺸﻨﺪﻱ ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ .
ﻭﻃﺎﻟﺐ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ، ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺪﻯ ﺍﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻊ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺗﺸﻴﺮ ( ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ) ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ، ﺃﻣﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺮﻭﻱ ﻭﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺗﻤﻴّﺰﺕ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺟﻤﻊ ( 445 ) ﻋﻴﻨﺔ ﺣﻤﺾ ﻧﻮﻭﻱ ﻣﻦ ( 15 ) ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺇﺛﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻭأسلوب ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻭﺑﻼ ﺷﻚ، ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺗﺮﺍﺿﻲ ﻭﻃﻨﻲ ﻋﻠﻤﻲ ﺃﺻﻠﻪ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻓﺮﻋﻪ ﻳﻌﺎﻧﻖ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻼ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻋﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ .. ﻭﻳﺎ ﻫﻮ ﺩﻩ .. ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺿﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟـ ( ﺃﺻﻠﻨﺎ ) : ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﺃﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ .
ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻓﺎﺭﻗﺔ !!
ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺭﺑﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍﻟﺤﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .. ﻭﺍﻟﻤُﺴﺘﻌﺮﺑﺔ ﺃﺻﻠﻬﻢ ﺁﺳﻴﻮﻱ
ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺗﻤﺖ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭﻻً ﺛﻢ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻌﻜﺲ
ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ، ﻟﻜﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﺕ ﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻦ
ﺣﻮﺍﺭ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻟﻐﻂ ﻭﺟﺪﻝ ﻛﺒﻴﺮﺍﻥ ﺃﺛﺎﺭﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﻮﺳﻒ، ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﻃﻨﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﻳﺌﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ( ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ) ﻧﺸﺮﺕ ﺃﻣﺲ ﻣﻠﺨﺼﻬﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺣُﻈﻴﺖ ﺑﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﻀﻌﺖ ﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣُﺨﺘﺒﺮﻳﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﻗُﻮﺭﺑﺖ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎً ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺘﻴﺢ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻇﻠﺖ ﺣﺒﻴﺴﺔ ﺃﺿﺎﺑﻴﺮ ﻭﺩﻫﺎﻟﻴﺰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺭﺩﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻤﺎ ﻧﺠﻢ ﻋﻨﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ .
ﻭﻟﺘﺴﻠﻴﻂ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﺸﺮﻩ ﺍﻟﺘﻘﺖ ( ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ) ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻜﺘﺒﺖ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﻳﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﻤﺮﻛﺰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﻃﻨﺔ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻣُﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻞ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﻮﺳﻒ، ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﻳﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﻤﺮﻛﺰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﻃﻨﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻣُﻘﺪﻡ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ، ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ .
* ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ( ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ) ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، ﺩﻋﻮﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻜﻤﺎ ﺳﺆﺍﻻً ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺛﻢ ﺍﺳﻤﺤﺎ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻟﻮﺫ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﺟﺎﺑﺘﻜﻢ ﻓﻘﻂ، ﻭﻟﻨﺘﺮﻙ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻳﺘﻨﺎﺳﻞ ﺭﺑﻤﺎ ( ﺟﻴﻨﻴﺎً ) ﺇﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻟﻮﺣﺪﻩ، ﺳﺆﺍﻟﻲ ﻫﻮ : ﻟﻘﺪ ﺃﺗﻴﺘﻢ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺑﻪ ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ﻭﺍﻵﺧﺮﻭﻥ، ﻭﺃﺣﺪﺙ ﺑﺤﺜﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﺘﻮﻩ ﺑﻤﺮﻛﺰ ( ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺮﺱ ) ﺟﺪﻻً ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ، ﻓﻬﻼ ﺃﻭﺿﺤﺘﻤﺎ ﻟﻲ ﻭﻟﻠﻘﺮﺍﺀ ﺑﻠﻐﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﺳﻬﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺪﻯ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻮﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺩﺭﺍﺳﺘﻜﻢ؟
ــ ﺑﺮﻭﻑ ﻣﻨﺘﺼﺮ : ﺃﻭﻻً : ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺃﺛﺒﺖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻟﻬﻢ ﺃﺻﻞ ﻭﺭﺍﺛﻲ ( ﺟﻴﻨﻲ ) ﻣُﺘﺸﺎﺑﻪ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻭﺝ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻫﺮﺓ .
ــ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ : ﻓﻘﻂ ﺃﻭﺩ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺔ ﻫُﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ( ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ) ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻛﻤُﺴﺎﻫﻤﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﺣﻤﺎﺿﺎ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﻣُﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﻘﺎﺀ ﻋﺮﻗﻲ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻣﺮ ﻣُﻬﻢ .
ــ ﺑﺮﻭﻑ ﻣﻨﺘﺼﺮ : ﻛﻞ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ( ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻗﺪﻳﻢ ) ﺗُﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻗﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﺃﻣﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺟﺪﺍً ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ( ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ) ، ﺃﻣﺎ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ( ﺍﻟﻌﻜﺴﻴﺔ ) ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻬﻲ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﺗﻤﺖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ( ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﻣﺼﻮﻉ ) ، ﻭﻫﻲ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍً ﻣُﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﻭﻏﺮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻐﻠﻮﻃﺔ ﻇﻠﺖ ﺗﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﻳُﺴﻤﻰ ﺑﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ( ﻭﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ﻧﺴﺒﻴﺎً ) ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺻﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻤﺖ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳُﻌﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ( ﺍﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ) ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻜﺲ .. ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻟﻌﺮﺏ ﻫُﻢ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﻭﺍﻵﺳﻴﻮﻳﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﺸﻚ ﺃﻥ ﺑﺪﻭ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻣﺜﻼً ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ .
ـــ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ : ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭﺭﻗﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﻢ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻋﺎﻡ 2000 ﻡ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻴﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ( ﺟﻴﻨﻴﺔ ) ﻣﻊ ﻗﺒﺎﺋﻞ ( ﺍﻟﺨﻮﻳﺴﺎﻥ ) ﺑﺠﻨﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﺎ، ﻭﻫﻤﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻋﺮﻗﻴﺘﻴﻦ ﻟﻠﺠﺬﻭﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺒﺸﺮ ( ﺃﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ) ، ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ ﻋﻀﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ .
ــ ﺑﺮﻭﻑ ﻣﻨﺘﺼﺮ : ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺧﻄﺄ ﺷﺎﺋﻊ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﺇﺫ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ( ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻲ ) ﻫﻲ ﺍﻷﻧﻒ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ( ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻷﻓﻄﺲ – ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭ ) ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺘﺔ .
ــ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ : ﻣﺜﻼً ﻧﺤﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻹﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ( ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ) ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻜﺮﻭﻣﻮﺯﻭﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳُﻮﺭﺙ ﺇﻻ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﻴﺘﻮﻛﻮﻧﺪﺭﻳﺎ ﺍﻷﻧﺜﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺭﺛﻬﺎ ﺍﻷﻡ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﻋﻠﻰ ﺣﺪٍ ﺳﻮﺍﺀ، ﻭﻷﻥ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻛﺮﻣﻮﺯﻭﻡ ﺫﻛﺮﻱ ﻟﺬﺍ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮﻫﺎ،، ﻟﻜﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ( ﻣﻦ ﻭﻳﻦ ﺟﺎﺀﺕ ﺃﻣﻬﺎ ) ﻋﺒﺮ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻴﺘﻮﻛﻮﻧﺪﺭﻳﺎ ﺍﻷﻧﺜﻮﻱ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧﻨﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻗُﺮﺑﻰ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ( ﺟﻴﻨﻴﺔ ) ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ ( ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺁﺳﻴﻮ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ) ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ( ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻧﻴﻠﻴﺔ ) ﻷﻧﻬﻢ ﺑﺘﺰﺍﻭﺟﻬﻢ ﻭﻣﺼﺎﻫﺮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺟﻴﻨﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣُﻌﻠﻤﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻌﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ﻭﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣُﺜﺒﺘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻭﻣﺨﺘﺒﺮﻳﺎً، ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻌﻠﻴﻴﻴﻦ، ﻣﺜﻼً، ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻋﻴﻨﺎﺕ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻫﻲ ( ﺍﻟﻤﺘﻤﺔ، ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ، ﺍﻟﺤُﺮﺓ، ﻛﺒﻮﺷﻴﺔ ) ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ( 9 ) ﻣُﻌﻠﻤﺎﺕ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ﻣُﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻧﻴﻠﻴﺔ، ﻫﻮﺳﺎﻭﻳﺔ، ﺑﺠﺎﻭﻳﺔ ﻭﺣﺒﺸﻴﺔ ( ﺍﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ) ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ، ﺩﻋﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻭﻧﻈﻴﺮﺍﺗﻬﺎ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻴﺰﺓ ﻧﺴﺒﻴﺔ .
ـــ ﺑﺮﻭﻑ ﻣﻨﺘﺼﺮ : ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ، ﺩﻋﻨﻲ ( ﺃﺯﻳﺪﻙ ﺷﻮﻳﺔ ) ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻻ ﺗﺸﺒﻪ ﻓﺮﻭﻋﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ . ﻓﺎﻟﻬﺪﻧﺪﻭﺓ ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺘﻤﺎﺛﻠﻮﻥ ﺟﻴﻨﻴﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻕ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻷﻣﻬﺮﺍ ﻓﻲ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍﻟﺤﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻴﻦ ﻓﻴُﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺭﺑﺔ .. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺑﺔ ﻓﻬﻢ ﺁﺳﻴﻮﻳﻮﻥ ﺻﺮﻑ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً .
ــ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ : ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺘﻮﻛﻮﻧﺪﺭﻳﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﺟﻴﻨﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻊ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻧﻮﺑﻴﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺃﺳﺴﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ .. ﺃﻣﺎ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻐﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻣﻌﻠﻤﺎﺕ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ / ﺁﺳﻴﻮﻳﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻔﻮﻻﻧﻲ

المليشيات تجبر اطفال أفارقة للقتال إلى جانبها...؟


روايات مرعبة ذكرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية عن أوضاع المهاجرين غير الشرعيين المحتجزين في أحد سجون الميليشيات في تاجوراء شرق العاصمة الليبية طرابلس

وتشير الجارديان إلى وجود حوالي 6000 لاجئ ومهاجر محتجزين في مراكز سجون ظاهريًا تحت سيطرة مديريةمكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، المرتبطة بحكومة فايز السراج.ولكنها واقعيا تديرها الميليشيات

ولفت الصحيفة إلى إن حوالي 600 محتجز في تاجوراء تم وضعهم في سجن محاط بقناصة على أسطح المباني العالية، مما يجعل المحتجزين يعيشون في رعب شديد

وقال أحد المحتجزين بسجن أحد الميليشيات في تاجوراء للصحيفة :” الليلة لن ينام أحد بسبب الخوف، يمكننا سماع صوت البنادق وانفجار القنابل بالقرب من مركز الايواء”.

وأضاف :” بينما يستعد المقاتلين الذين يسيطرون على تاجوراء للمواجهة، فإن بعض المئات من اللاجئين والمهاجرين داخل المجمع، وفي مراكز ايواء أخرى بطرابلس، يشعرون بالقلق من أنهم سيصبحون ضحايا وأهدافًا، بعد إجبارهم على القيام بدور نشط في دعم الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق.

تقول الصحيفة البريطانية :منذ أن أمر المشير خليفة حفتر بتقدم قواته إلى العاصمة طرابلس يوم 4 أبريل، أبلغها المهاجرون واللاجئون المحتجزين في3 سجون بأن الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس أجبرتهم على حمل السلاح والأنخراط في صفوفها للقتال ضد الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر

وأشارت الصحيفة إلى أنها علمت من المحتجزين أن أشخاصاً كانوا محتجزين معهم أخرجوا من الزنازين المغلقة وأُمروا بحمل الأسلحة وتم نقل بعضهم إلى قواعد عسكرية للميليشيات في جميع أنحاء المدينة.

وفي سجن رابع، كشف المعتقلون الأجانب عن قيام المقاتلين باقتيادهم بعضهم إلى حيث لا يعرفون ماذا حدث لهم ويجبرون المتحتجزين في السجون على القيام بأعمال التنظيف ونقل الأسلحة.

قال مهاجر محتجز في سجون الميليشيات والذي أرسل رسالة إلى "الجارديان" باستخدام هاتف مخفي "إنهم يخبرون المهاجرين أنه إذا كنت تعرف كيفية إطلاق النار، فسوف نجعلك تبقى معنا"..

وقال معتقل آخر: "لقد غسلنا السيارات المليئة بدماء الأشخاص الذين قتلوا على جبهات الحرب ونقل الجثث من السيارات العسكرية. ولا أشعر أنني بحالة جيدة ولكن ليس لدي خيار هنا. "

ويأمل إريتري، تم القبض عليه في البحر في مايو 2018، " أن تتيح له الحرب يوماً فرصة للهرب من السجن المزدحم حتى يرى الشمس والهواء النقي

قال محتجز في مركز آخر بطرابلس: "ليبيا سوق للبشر. لا يزال الناس يعملون عن طريق العبودية في ليبيا، فكيف يمكن البقاء في ليبيا؟ "لافتاً إلى أن قبل تصاعد القتال على مدار الأحد عشر يومًا الماضية، تحدث أكثر من عشرة محتجزين حاليين وسابقين مع "الجارديان" عن تجاربهم في السخرة. كانوا يعملون أحيانًا للحراس الليبيين في مراكز الاحتجاز، وأحيانًا للأشخاص المرتبطين بهم، بمن فيهم الأقارب.

وقال إنه لا يتعين على النساء ترك المراكز للعمل ولكن بعض القاصرين قاموا بذلك. "حتى الأطفال دون السن القانونية يذهبون إلى هذا العمل الاستعبادي".

وأوضح معتقل آخر أن المحتجزين أجبروا على العمل لمدة أربعة أو خمسة أشهر متتالية، قائلاً إنه بنى منازل للحراس العاملين في المديرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية. "إذا توقفت عن العمل أو أخذت قسطًا من الراحة، فسيبدأون في الصراخ بطريقة تهديد تخيفني..وإذا حاول المهاجرون الفرار، فسيقومون بإطلاق النار عليهم".

من جانبها قالت جوديث ساندرلاند، المديرة المساعدة لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في "هيومن رايتس ووتش": إن إجبار المدنيين على تخزين الأسلحة في منطقة حرب يعتبر عملاً قسريًا مسيئًا، وقاسيًا بشكل غير قانوني، ويعرضهم لخطر مميت مشيرة إلى أن جعلهم يرتدون الزي الرسمي ويستخدمون كرهائن أو دروع بشرية، فكل ذلك من جرائم حرب."

upload.jpg

هل كان الهجوم على قاعدة تمنهنت لتخفيف الضغط على القتال فى طرابلس ...؟

5cb85afd6cda79.06028009_eiokqnlhmjgpf.jpg


ذكرت الاخبار إن جماعة مسلحة، شنت هجومًا، أمس الخميس، على قاعدة «تمنهنت» الجوية الرئيسية في جنوب البلاد، التي تسيطر عليها قوات الكرامة، وقال ، عميد بلدية سبها، إن القتال تَواصَل لساعات في قاعدة تمنهنت قرب سبها، المدينة الرئيسية في جنوب ليبيا، وقال المصدر إن «المجموعة المهاجمة هي عصابات تشادية، وإن التعزيزات العسكرية وصلت قاعدة تمنهنت مع محاصرة العدو»، ولم يُوضح المصدر كيف استطاعت هذه القوة الصغيرة والتى يقال عنها تشادية دخلت الحدود الليبية ووصلت الى قاعدة تمنهنت ؟.

وكانت قناة 218 نيوز الليبية الخاصة اوردت عن مصدر محلى لم تذكر اسمه قوله «إن قرابة 15 سيارة مُسلحة تُهاجم مطار تمنهنت، وتشتبك مع قوة التمركزات الأمنية التابعة لقوات الكرامة، أكدت مصادر أمنية أن قوات الكرامة صدّت الهجوم واستعادت السيطرة على القاعدة، بينما ذكرت وسائل إعلام ليبية أن «قوة حماية الجنوب» الموالية لحكومة طرابلس، والتى تم تشكيلها بعد بدء انطلاق معركة «طوفان الكرامة» لتحرير العاصمة الليبية قالت إن «السيطرة على القاعدة جاءت تنفيذاً لتعليمات القائد الأعلى للجيش الليبى فايز السراج، وفى إطار عملية بركان الغضب لتطهير المدن الليبية»، ويوجد في قاعدة تمنهنت مدرج للطائرات يبلغ طوله قرابة 3 كيلومترات، كما يوجد بها ورش لصيانة الطائرات ومصانع رافدة للطيران تُنتج فيها قطع طيران خفيفة وبُنيت على مساحة 35 كيلومتراً مربعاً.

وقاعدة «تمنهنت» الجوية تتبع قوات الكرامة، الذي سيطر عليها في وقت سابق هذا العام، لكن رجال القبائل الذين تتغير ولاءاتهم مازالوا يتمتعون بنفوذ في المنطقة الصحراوية قليلة السكان. وشُيدت قاعدة تمنهنت عام 1984، أثناء حكم الزعيم الليبى الراحل، معمر القذافى، وتبعد نحو 30 كيلومترًا شمال شرقى سبها، وتتميز القاعدة بأهمية استراتيجية، إذ تشرف على الطريق الواصل بين سبها ومنطقة الجفرة في وسط ليبيا، ومناطق شمالى ليبيا وجنوبيها، وتزامن ذلك مع دخول الحملة- التي تشنها قوات الكرامة على العاصمة طرابلس لتخليصها من الميليشيات المسلحة-

. وذكرت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن 205 أشخاص قُتلوا خلال معارك طرابلس، بينهم 18 مدنيًا، وأُصيب 913 بجروح، فيما أجبرت المواجهات المسلحة والقصف بصواريخ «جراد» آلاف المدنيين على النزوح من مواقع القتال.

واحتدمت المعارك خلال الأيام الماضية في ضواحى طرابلس بين قوات الكرامة في مواجهة قوات وميليشيات محسوبة على حكومة الوفاق الوطنى، برئاسة فايز السراج، وفاقَم المعارك سقوط قذائف صاروخية على بعض أحياء طرابلس السكنية.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 25 ألف شخص، بينهم أكثر من 4500 في آخر 24 ساعة.

وقالت: «لاحظنا أعلى زيادة في النزوح في يوم واحد مع أكثر من 4500 شخص نازح» بسبب المعارك بطرابلس، والتى أسفرت عن مقتل 6 مدنيين، بينهم 5 نساء.

وقال رئيس بلدية حى أبوسليم، إن 35 شخصًا آخرين جُرحوا بسبب الصواريخ، ومنذ انطلاق العملية العسكرية أحرزت قوات الكرامة تقدمًا في المواجهات مع الميليشيات المسلحة غربى البلاد، وتمت السيطرة على 8 محاور في العاصمة، بينها «صلاح الدين» و«طريق المطار» و«الكريمية». في الوقت نفسه، تعرضت مدينة هون جنوب غربى ليبيا لغارات جوية.

وقال مصدر عسكرى ليبي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة «سبوتنيك»: «مدينة هون بمنطقة الجفرة تعرضت، صباح أمس، لقصف جوى»، مشيرًا إلى أن الطيران حلق من مدينة مصراتة، ولم تُعرف بعد تبعية الطائرات التي شنّت الهجوم، وتقع مدينة هون جنوب مدينة سرت بحوالى 200 كيلومتر. طلبت حكومة طرابلس عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية يوم 21 إبريل لمناقشة الحملة التي تشنها قوات الكرامة على طرابلس.

وفي الوقت نفسه، لا يزال المجتمع الدولي منقسمًا حول الأزمة الليبية، وطالبت ألمانيا بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى حول الوضع في ليبيا، بعد مفاوضات بشأن مشروع قرار بريطانى يدعو إلى وقف إطلاق النار في طرابلس، ولا يزال المشروع قيد المناقشات في نيويورك.

وكشف دبلوماسيون في نيويورك أن مشروع القرار- الذي يطالب بوقف إطلاق النار والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق القتال قرب طرابلس بلا شروط- لم يلْقَ إجماعًا بعد. وذكر دبلوماسى غربى، لم يذكر اسمه، أن روسيا، التي عرقلت الأسبوع الماضى صدور إعلان عن مجلس الأمن يدعو القوات الموالية لـ«حفتر» إلى وقف الهجوم، تواصل إبداء اعتراضات على الإحالات التي تنتقد «حفتر».

قمة السيسى وحفتر لماذا فى هذا الوقت وماذا وراءه...؟

مقال منقول ...


هل يكسِر الرئيس السيسي “المحظور” ويُرسِل قوّات “علنيًّا” إلى ليبيا لمُساعدة صديقه المُشير حفتر على حسم الحرب في طرابلس؟ وهل ستُوفِّر الإمارات المزيد من الغِطاء الجويّ؟ وكيف سيكون رد تركيا وقطر وإيطاليا؟ ولمَن الفوز في أيّ مُواجهةٍ عسكريّةٍ إقليميّةٍ ودوليّةٍ “مُوسّعةٍ” وشيكةٍ؟


April 14, 2019



عبد الباري عطوان


كان من المُفترض أن تبدأ اليوم الأحد في واحة غدامس، جنوب ليبيا، جلَسات مُلتقى الحِوار الوطنيّ الليبيّ الذي ترعاه الأُمم المتحدة، ويهدِف إلى التوصّل إلى حلٍّ سياسيٍّ بين مُختلف القِوى المُتصارعة، وبِما يُمهّد لانتخاباتٍ تشريعيّةٍ عامّةٍ قبل نهاية العام، ولكن الهُجوم الذي شنّه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على العاصمة طرابلس نسف هذا المُلتقى، ووضع البلاد أمام عدّة خِيارات، فإمّا أن يُسيطر المشير حفتر وجيشه على العاصمة ويُوحّد كُل الأراضي الليبيّة تحت سيطرته، ويُنصّب نفسه رئيسًا للبِلاد، أو يُواجه هزيمةً ثقيلةً تردّه على أعقابه، وربّما تُؤدّي إلى إضعافه، وخسارته للمناطق التي أخضعها لحُكمه في جنوب البلاد ووسطها وشرقها.


هُناك قوّتان تنخرطان في معركة طرابلس الحاسمة حاليًّا، وكُل منهما تدّعي الفوز، الأولى بقيادة المشير حفتر الذي يحظى بدعمٍ سعوديّ إماراتيّ مصريّ فرنسيّ، والثانية حكومة الوفاق الوطني المُعترف بها أُمميًّا، وتحظى بدعم قطر وتركيا وإيطاليا، إلى جانب فصائل إسلاميّة ليبيّة وعلى رأسها قوّات مصراتة القويّة والمُنظّمة.


***


من الواضِح أن قوّات الجيش الوطنيّ القادمة من الشرق تُواجه صُعوبةً في تحقيق أهدافها في السّيطرة بالسّرعة المُتوقّعة على العاصمة طرابلس، رغم التقدّم الذي حقّقته في منطقة غريان الجبليّة الوعِرة جنوب العاصمة، ووصولها إلى أطرافها، أيّ العاصمة، وإحكام السّيطرة على مطار طرابلس الدوليّ المُغلق، وتعطيل المِلاحة الجويّة في مطار معيتيقة الذي كان خاضعًا لحُكومة الوِفاق، فالقوات التّابعة “لميليشيا” مصراتة ذات الطّابع الإسلاميّ، والمدعومة من قطر وتركيا وحركة “الإخوان المسلمين”، أرسلت عدّة وحَدات إلى العاصمة لتعزيز دفاعاتها في وجه المشير حفتر، وأُخرى لشن هجوم مُضاد لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها قوّاته.


المشير حفتر الذي أعلن المتحدث باسمه اللواء أحمد المسماري، أنّ قوّاته تُسيطر على 95 بالمئة من حُقول وموانِئ النّفط في ليبيا كان من المُمكن أن يُشارك في مؤتمر غدامس من موقع قوّة بحُكم سيطرته على مُعظم الأراضي الليبيّة أيضًا، ولكنّه اختار الحسم العسكريّ، مُعتقدًا أنّ أهل طرابلس الذين يُعانون من فوضى الميليشيات الدمويّة سيُرحّبون به وقوّاته على غِرار أهل الجنوب الليبيّ حيث دخل فزان دون أن يخسر جُنديًّا واحِدًا، ولكن فزان شيء وطرابلس شيء آخر.


المشير حفتر يُريد أن يُحقّق حُلمه التّاريخي في أن يكون رئيسًا لليبيا ولو ليومٍ واحد، وينتقم من خُصومه الإسلاميين وداعميهم، لأنّ كُل العُروض المُقدّمة إليه في إطار التّسويات السياسيّة تحرمه من تحقيق هذا الحُلم، وتحصر مُستقبله في وظيفة قائد للجيش أو وزير للدفاع، وهذا ما يرفضه، وسيظل يرفضه في المُستقبل المنظور.


التطوّر الأهم في المشهد الليبيّ هو طيران المشير حفتر المُفاجئ إلى القاهرة، ولقاؤه اليوم مع “المشير” عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، وداعمه الأكبر، وعدو الإخوان المسلمين والإسلام السياسيّ الأبرز، في قصر الاتحاديّة في القاهرة.


لا نعرف ماذا جرى في هذه “القمّة” المُفاجئة من اتّفاقات، ولكنّنا لا نستبعد أن يكون المشير حفتر قد طلب من صديقه السيسي دعمًا عسكريًّا مُباشرًا لإنهاء حالة الجُمود الحاليّة في طرابلس وتسريع الوصول للحسم العسكريّ.


الرئيس السيسي الذي رفض التّجاوب مع طلب سعودي إماراتي بإرسال قوّات مصريّة للمُشاركة في حرب اليمن، ربّما يتردّد في التّعاطي إيجابيًّا مع طلبٍ مُماثلٍ لحفتر، ولكن ليبيا المُجاورة لمِصر ليست اليمن البعيد الذي يُذكّر بأكبر نزيف عسكريّ في تاريخ مِصر، أدّى إلى هزيمتها عام 1967، وكانت ليبيا، وستظل العمود الأبرز في أيّ استراتيجيّات لمِصر لحِفظ أمنها واستقرارها.


نتجنّب إجراء مُقارنة أو مُقاربة، بين التدخّل السعوديّ الإماراتيّ في اليمن، والتدخّل العسكريّ المِصريّ “غير المُستبعد” في ليبيا، لأنّ الوضعين مُختلفين، ولأنّ المُتدخّلين في الحرب الليبيّة يتراوحون بين قِوى دوليّة وأُخرى إقليميّة وسط تناقُض واضح في مصالحهم، فإذا طالت حرب اليمن أربع سنوات، وتدخُل عامها الخامس دون أيّ مُؤشّر على قُرب انتهائها، فكم ستطول نظيرتها في ليبيا؟



***


الأمر الوحيد الواضح، الذي لا يُمكن تجاهله، أن من يدعمون “الشرعيّة” ورئيسها عبد ربه منصور هادي، ويخوضون حرب اليمن تحت شِعار عودته، هُم الذين يدعمون المشير حفتر، ويُوفّرون له كل مُتطلّبات القُوّة من مال ومَعدّات عسكريّة وغِطاء جويّ، أيّ السعوديّة والإمارات ومِصر، ولم يكُن مُفاجئًا أن يحظى المشير الليبيّ باستقبال “الزّعماء” من قبَل العاهل السعوديّ سلمان بن عبد العزيز ونجله وليّ العهد، عندما حطّ الرّحال في الرياض الشّهر الماضي، ويعود منها مُسلّحًا بمُباركتهما لخطواته باقتِحام طرابلس.


هل سيكسِر الرئيس السيسي القاعدة المحظورة ويُرسل قوّات إلى ليبيا لحسم الأمر عسكريًّا لصالح حليفه المُشير حفتر، وهل ستُقدِّم الإمارات الغِطاء الجويّ؟ أو المزيد منه؟ وهل ستزيد فرنسا أعداد قوّاتها الخاصّة المُتواجدة حاليًّا في طبرق، وتُلقي بثُقلها خلف المشير الليبي؟ وكيف سيكون رد المُعسكر الآخَر المُقابل، أيّ قطر وتركيا وإيطاليا القريبة؟


على ضُوء الإجابات على هذهِ الأسئلة، أو بعضها، سيتقرّر مصير ليس العاصِمة طرابلس فقط، وإنّما المشهد الليبيّ بأكمله.. وما علينا إلا الانتظار حتّى يهدأ غُبار المعارك والمواقف قليلًا، لنتعرّف أكثر على الوقائِع على الأرض.. واللُه أعلم.

upload.jpg

عمر حسن البشير من البداية إلى النهاية..


أنهي انقلاب عسكري ”أبيض“، قاده وزير الدفاع السوداني، النائب الأول لرئيس الجمهورية، الفريق ركن ”عوض بن عوف“ اليوم الخميس، 30عامًا من حكم الرئيس السوداني عمر البشير، الذي قضى أطول فترة حكم في تاريخ السودان، كما أنه يعد الأطول حكمًا في الشرق الأوسط من الذين حكموا بانقلاب.

وصل عمر حسن البشير (75 عامًا)، إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري على حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي في 30 يونيو عام 1989، ليتولى رئاسة مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، وهو العام نفسه الذي تقلد فيه منصب رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية السودانية معاً.

حكم ”المشير“ بلاده  بقبضة من حديد، و“كفر“ بالتناوب السلمي على السلطة، حيث قضى في الحكم 21 عامًا دون أن ينظم أية انتخابات رئاسية، ولم يسمح ببديل عنه.

وبموجب ”اتفاقية نيفاشا“ الموقعة 2005 مع غريمه ”جون قرنق“ الذي كان يقود الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي أنهت حربا أهلية بين شطري السودان، استمرت 21 عامًا، قرر البشير تنظيم أول انتخابات رئاسية عام 2010، وفاز بها بعد انسحاب المعارضة التي وصفتها بأنها ”غير نزيهة“.

وقبيل أن يصبح البشير رئيسًا للبلاد، كان أحد قادة الجيش ومسؤولاًعن قيادة العمليات في الجنوب ضد الزعيم المتمرد الراحل جون قرنق.

مسار الرجل الغامض

على الرغم من تفرده بالمشهد السوداني، واختصار كل شيء في شخصه، لا يعرف الكثيرون عن الحياة الخاصة للبشير، ويقال إنه ليس لديه أطفال رغم زواجه من سيدتين. حيث كان زواجه الثاني من أرملة رفيقه إبراهيم شمس الدين، الذي يعد ”بطلاً حربيًا في الشمال“.

وكثيرًا ما حث البشير، القادة ومعاونيه على الزواج بأكثر من امرأة وتكفل بالرعاية لأرامل الحرب الأهلية التي استمرت عقدين من الزمن وسقط فيها مئات القتلى.

مهنياً، تخرج البشير من الكلية الحربية السودانية عام 1967، ثم نال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 1981، ثم ماجستير العلوم العسكرية من ماليزيا في عام 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987، شارك في حرب العبور 1973.

عين البشير قائدًا للواء الثامن مشاة خلال الفترة من 1987، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى قاد الانقلاب على حكومة الأحزاب الديمقراطية برئاسة الصادق المهدي.

رئيس مطارد

من الأشياء التي ميزت مسار حكم الرجل الطويل، أنه أصبح في عام 2008، أول رئيس دولة تتم ملاحقته دوليًا لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عن حربه في دارفور، رغم أنه لم يرضخ يومًا لذلك وظل يسافر إلى الدول العربية والأفريقية في تحد لقرار المحكمة الجنائية الدولية، مستفيدًا من أن السودان بلد غير موقع على ميثاق المحكمة.

ويرفض الرئيس السوداني، الاتهامات التي وجهها ضده مدعي محكمة الجنايات الدولية، حينها القاضي الأرجنتيني لويس مورينو اوكامبو، الذي قال في أكثر من مناسبة إن لديه أدلة دامغة على تورط البشير في جرائم حرب.

وفي عام 2013 طلب البشير تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم ولم تمنح له.

وفي يوم 14 يونيو 2015، أصدرت المحكمة العليا في جنوب أفريقيا أمرًا يمنع البشير من مغادرة البلاد مؤقتًا لحين النظر في القضايا المتهم فيها من طرف المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بعد حضوره لمؤتمر القمة الأفريقي الخامس والعشرين، إلا أنه عاد إلى بلاده دون أن يتم توقيفه.

إعدام العشر الأواخر

ورغم أن عمر البشير بسط سيطرته على السودان، وتفرد بالسلطة تحت ذرائع شتى، إلا أن نظامه لم يسلم من هزات عديدة، ومحاولات انقلاب باءت كلها بالفشل، كانت أبرزها ”حركة رمضان“ عام 1990 بقيادة الفريق خالد الزين نمر، واللواء الركن عثمان إدريس، واللواء حسن عبد القادر الكدرو، والعميد طيار محمد عثمان كرار حامد، ولكن الانقلاب فشل كليًا، وألقي القبض على 28 ضابطاً، وتم إعدامهم في محاكمات عسكرية في العشر الأواخر من رمضان.

وفي أواخر عام 1999، حل البشير البرلمان السوداني بعد خلاف مع زعيم الحركة الإسلامية والزعيم الروحي لانقلابه حسن الترابي، وبعدها أصبح الترابي من أبرز معارضي حكم البشير وأمينًا عامًا لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان، وتعرض للاعتقال عدة مرات حتى انفرجت العلاقات مع نظام عمر البشير مع إعلان الحكومة السودانية للحوار الوطني.

الرئيس المتردد

الاحتقان السياسي، كان رفيق البشير في فترة حكمه الطويلة للسودان، حيث شهد عهده انتشارًا واسعًا للاعتقالات السياسية والتعذيب وقمع الاحتجاجات الطلابية والعمالية.

ومع كل توتر يخرج البشير على قومه متعهدًا بتسليم السلطة وأنه لن يترشح ثانية، كما هو الحال في انتخابات 2015 التي أعلن أنه لن يخوضها لتهدئة الشارع، قبل أن يقرر حزبه المؤتمر الوطني  في أكتوبر 2014 ترشيحه لها وفاز بها.

كما صرح مؤخرًا بعدم نيته الترشح في انتخابات 2020، إلا أنه أعلن نيته الترشح لانتخابات ذلك العام لاحقًا

وفى تظاهرات الربيع العربى استهزاء البشير بالشعب السودانى وهددهم وفعلا قد تأخر ربيع السودان ولكنه كان فى الموعد بعد ثمان سنوات ...فخرجت جماهير السودان رافضتا حكمه الاستبدادى  وحاول خداعها كما هى فى كل مرة ولكن هذه المرة كانت القاضية .. 

upload.jpg

معركة طرابلس والكمين الذى أوقع 140 جندى من قوات الكرامة ؟


تفاصيل هامة ومثيرة كشفها مصدر خاص لـ «عربي بوست» الجمعة 5 أبريل/نيسان 2019، عن كواليسمعركة طرابلس الدائرة غرب ليبيا، بين قوات تابعة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة دولياً، والتي نددت بها المنظمات الدولية.

وبحسب مصادر «عربي بوست»، فإن المعركة بين قوات حفتر التي تحركت غرباً لإخضاع مدن مهمة له مثل العاصمة طرابلس، بحجة القضاء على «الميليشيات الإرهابية»- بدأت قصتها بعد فشل اجتماع عُقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي قبل شهرين، ولم تظهر نتائجه لوسائل الإعلام.

ماذا جرى في كواليس اجتماع أبوظبي؟

وبحسب المصدر، فإن القصة بدأت في اجتماع أبوظبي أو صفقة أبوظبي، يوم 28 فبراير/شباط 2019 -كما روّج لها بعض المتابعين- بين فايز السراج وخليفة حفتر والتي لم تعلَن نتائجها للإعلام. ورفض غسان سلامة، المبعوث الأممي لليبيا، الإدلاء بأي تفاصيل عن فحوى الاجتماع، مؤكداً أنه لا نتائج مكتوبة له.

مصادر خاصة عن كواليس الاجتماع

قوات حفتر/ رويترز

وقال المصدر إن «السراج وحفتر اتفقا على أن يتولى السراج السلطة المدنية وتشكيل حكومة موحدة يصدِّق عليها البرلمان في غضون 24 ساعة، على أن يتولى حفتر رئاسة المؤسسة العسكرية، ويعدل عن فكرة دخول طرابلس عسكرياً».

لكن، بقي الخلاف في التفاصيل، حيث اشترط السراج ومَن خلفه من قوةٍ تقودها مصراتة وبقية المدن المحسوبة عليها في الغرب الليبي، أن تبقى المؤسسة العسكرية تحت سيطرة السلطة المدنية الجديدة، على أن يكون مقر القيادة العسكرية الموحدة بقيادة حفتر خارج المدن الكبيرة.

وكانت الترشيحات، بحسب المصدر، تشير إلى منطقة الجفرة جنوب ليبيا.

في حين اشترط حفتر أن تكون المؤسسة العسكرية موازية للسلطة المدنية، وأن يختار هو القادة العسكريين وأمراء المناطق العسكرية، وهو ما اعترض عليه السراج؛ ودفعه إلى الانسحاب من أبوظبي وعدم التوقيع على أي اتفاق.

ومن ثم، فشل لقاء جنيف بين الطرفين، والذي كان مقرراً بعد أسبوع، لتأكيد الاتفاق قبل الملتقى الجامع.

حينها، يتابع المصدر، كانت كل المؤشرات تشير إلى عقد الملتقى الجامع بين الفرقاء الليبيين في مدينة غدامس جنوب غربي ليبيا بين 14 و16 أبريل/نيسان 2019، وسط تأكيدات من المجتمع الدولي والقوى العظمى لدعم قرارات الملتقى.

القرارات المهمة التي كان من المتوقع إصدارها

وبحسب مصادر «عربي بوست»، فقد كان من المتوقع أن يُختتَم الملتقى الذي وُجِّهت دعواته إلى أكثر من 100 شخصية ليبية فاعلة، على رأسها حفتر والسراج وعقيلة صالح، بقراراتٍ أهمها إعادة تشكيل المجلس الرئاسي برئيسٍ هو السراج ونائبين.

إضافة إلى ذلك، كان سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية يصدِّق عليها البرلمان في فترة وجيزة، ويتولى حفتر قيادة المؤسسة العسكرية، وإعلان انتخابات برلمانية في غضون 60 يوماً، بعدها ينظَّم الاستفتاء على الدستور، ويُنظر في تحديد موعد انتخابات رئاسية.

لكن، بدأت عملية اقتحام طرابلس..

والأربعاء 3 أبريل/نيسان 2019، أطلق حفتر «عملية الفتح المبين لتحرير طرابلس»، وتحركت قوات تابعة له من قاعدة براك الشاطئ قرب سبها جنوب ليبيا، التي سيطر عليها قبل أسابيع.

ويقود هذه القوات البرية عبد السلام سحبان، وهو عسكري محسوب على نظام القذافي.

تحرَّك سحبان بقواته صوب طرابلس، قاصداً طريق غريان عاصمة الجبل الغربي والواقعة على بُعد 80 كيلومتر جنوب طرابلس.

والخميس 5 أبريل/نيسان 2019، ما إن وصلت قوات حفتر إلى غريان حتى أعلنت سيطرتها عليها، بعد انسحاب قواتها شمالاً إلى منطقة الهيرة.

ذلك الانسحاب جاء، بحسب مصادر لـ «عربي بوست»، بأوامر من آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة جويلي، والذي تتبع قواته حكومة الوفاق.

الكمين الذي أوقع بالأسرى

وفي الوقت نفسه، أوقعت قوات الوفاق قوات حفتر في كمين، وتحديداً بغرب طرابلس في مدينة الزاوية التي تبعد عن العاصمة 40 كيلومتراً، وأسرت 140 جندياً من عناصر حفتر، وهروب بقية أفراد الكتيبة إلى ورشفانة القريبة من مدينة الزاوية.

وهنا، كان لأبو عبيدة الزاوي، آمر أكبر قوات مدينة الزاوية، دور في الكمين، رغم أن من المعروف عنه تأييده لحفتر، لكن لقاء أخيراً جمعه بالسراج وسلامة، أعلن خلاله الولاء لحكومة الوفاق ودعمه للملتقى الجامع.

المشهد الحالي.. من طرابلس

في ساعات الظهيرة من يوم الجمعة 5 أبريل/نيسان2019، نشبت اشتباكات بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق جنوب طرابلس، وتحديداً في منطقة سوق خميس، لم تُحسم لأي طرف بعد.

وكانت قوات حفتر أعلنت حالة نفير رافقها وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من مصراتة إلى منطقة وادي الربيع التي تبعد 35 كيلومتراً عن جنوب طرابلس، إضافة إلى وصول تعزيزات أخرى إلى البوابة الشرقية لطرابلس.

وبحسب مصادر خاصة، بدأت هذه القوات تتحرك من الجنوب لحصار غريان، والتوجه نحو شمال المدينة باتجاه طرابلس.

بينما أعطى السراج أوامره للكلية الجوية بمصراتة، لتنفيذ ضربات جوية ضد القوات المقتحمة لطرابلس.

upload.jpg

الخاصرة الرخوة جنوب ليبيا: أبعاد ومدلولات ظاهرة الإرهاب العابر للحدود  

بقلم الدكتور يوسف شاكير

th.jpg





تكملة بشان الجنوب الليبى:

أفرزت تلك الفوضى ما صاحبتها من سيولة، بيئة مواتية لظهور ثلاث مجموعات من القوى سعت لملء فراغ القوى بالجنوب الليبي: عصابات التهريب؛ حركات التمرد السياسي؛ والتنظيمات الجهادية. مثلت معًا تهديدات أمنية متزايدة للمجالين الداخلي والخارجي في آن واحد. وتلك القوى لم تسع لسد فراغ القوى الناشئ بالجنوب فحسب، وإنما أيضًا إعادة بناء منظومة تفاعلاته بشقيها التعاوني والصراعي، على نحو يخدم أهدافها مستفيدة من تعدد مستويات الصراع سواء ما بين قبائل الجنوب ذاتها بشقيها العربي والإفريقي التي كان هاجسي،السيطرة على مسالك التهريب وحسم التركيبية السكانية محفزات كبيرة على إثارته من آن لآخر، أو ما بين صراع النفوذ والمكانة ما بين الشرق والغرب حيث كان الجنوب حيز إستراتيجي لممارسة مجالات هذا الصراع، وخلق ولاءات موالية لهذا الطرف أو ذلك ما صعد من وتيرة العنف المادي بين سكان الجنوب.

قبل الوقوف على ثقل تلك المجموعات الثلاثة، ونوعية التهديدات الآنية والكامنة التي تمثلها، يجب رصد محددات الالتقاء والاختلاف فيما بينها في أربعة محددات رئيسة:

أولهمــا: مصـادر التمـويل. تمثل الثروات الطبيعية بالجنوب وتحديدًا النفط، بالإضافة لعمليات التهريب واسعة النطاق، بما فيها كافة أشكال التجارة بالبشر مصادر رئيسة لتوفير مصادر التمويل لتلك المجموعات بدرجات متفاوتة، ومستفيدة مما يمكن توصيفه بــ "اقتصاد التحويلات العابر للدول"الذي يقوم على تحويل العمال والمهاجرين وتهريب البضائع بين الدول. المستفيد الأكبر هذا الاقتصاد،عصابات التهريب المحلية التي يعمل فيها أبناء قبائل الجنوب، تحديدًا الطوارق والتبو، فهؤلاء لم ينخرطوا ضمن ميليشيا حراس المنشآت النفطية التابعة لإبراهيم الجضران فحسب، وإنما أيضًا مارس الكثير منهم عمليات الخطف والابتزاز للحصول على المال أيضًا. أما حركات التمرد السياسي والتنظيمات الجهادية فإنها تعتمد بشكل أكبر على التمويل القادم لها من الخارج الذي يُعد السودان أبرز معابره، كما أنها تستفيد بشكل ما من اقتصاد التحويلات بعد تحول الأمن إلى سلعة تجارة. أضف لذلك استفادة حركات التمرد من عملية شراء الولاءات سوا من جانب طرفي النزاع في الشمال أو حتى من الدول الأوروبية وتحديدًا فرنسا، إيطاليا وقطر. 

ثانيهــا: العـقيدة الدينيـة. فالمكون الإسلامي لا يشكل هيمنة عقائدية داخل الجنوب فحسب، حيث السواد الأعظم من أبنائه بقبائلهم العربية والإفريقية ينتمون للدين الإسلامي، وإنما يُعد أيضًا محفز نشط داخل القبائل للتجنيد والتعبئة، في ظلشيوع ندرة فرص العمل، والصراع على الموارد. وهنا تبرز الجماعات الجهادية بوصفها الأكثر استفادة من هذا المحدد، لكون حركات التمرد عقيدتها بالأساس سياسية ــ عرقية أكثر منها دينية. فيما تتلاشى تلك العقيدة لدى عصابات التهريب تمامًا التي تنسج روابطها على المنافع المادية.

ثالثهــا: المـلاذات الآمـنـة. استفادت تلك المجموعات الثلاث من السيولة السياسية ــ الأمنية في إيجاد ملاذات آمنة لها داخل مدن الجنوب وجباله. وإذا كانت عصابات التهريب مستفيدة من هذا المحدد بشكل تلقائي  لكونها على دراية بالطرق ومسالك التهريب متعددة الاتجاهات، سواء تجاه الشمال ــ البشر، أو تجاه الجنوب ــ البضائع ومصادر الطاقة، فإن حركات التمرد والتنظيمات الجهادية طورت بدورها أيضًا ملاذات آمنة لها داخل مدن الجنوب استطاعت من خلالها إقامة معسكرات تدريب وتجنيد على درجة كبيرة من الكفاءة، وقادرة على استيعاب موجات الهجرة سواء من جانب المجاهدين الفارين من الشمال عقب سقوط مدينتي درنة وسرت، أو الأبعد في سوريا والعراق شرقًا وجنوب الجزائر وشمال مالي غربًا، أو استيعاب المقاتلين من التبو والطوارق الذين حاربوا في جبهات خارجية مثل شمال مالي ــ الطوارق أو تشاد ــ التبو.

رابعهــا: القيـادة والسـيطرة. طورت تلك المجموعات من دون استثناء أنظمة قيادة وسيطرة عالية الكفاءة من قياديين لهم ثقلهم، استطاعوا تطوير علاقات تبادل مصالح ومنفعة سواء مع بعضهم البعض أو مع قادة السكان المحليين، ما مكنهم من الاستفادة من وفرات المساحة الجغرافية في التنقل الآمن من ناحية، وتجنب الدخول في أتون الصراع المحلي بالجنوب، بحيث باتوا خارج معارك الخصوم من ناحية أخرى.ومن ثم كانوا في أحيان كثيرة مستفيدين في خلخلة البنية الأمنية والاجتماعية، وتداعي علاقات التحالفوالوئام التي سادت مدن الجنوب بعد 17 فبراير استمرت لمدى زمني قصير جدًا لم يدوم سوى أقل من عام، بعدما تفجرت التناقضات العرقية والمصلحية بين قبائل الجنوب، وانهارت معها كافة المواثيق وهرميات النفوذ غير المعلنة بدءًا من نهاية عام 2011، وحتى الآن وحدث شرخ وتمزق عميقين لحقا بالنسيج الاجتماعي بالجنوب بسبب صراعات القبائل والمدن البينية حول النفوذ والسيطرة على مسالك وآليات الاقتصاد العابر، صراعات فشلت سلطتا الشمال في احتوائها سياسيًا وعسكريًا، بل كان تداخلهما معمق لتلك الصراعات بشكل كبير.

وفرت تلك المحددات مجتمعة، بيئة ملائمة وآمنة، جعلت الجنوب مقصد جغرافي للقوى غير النظامية، ومنصة آمنة يمكن الانتقال منها نحو أهدافها الخارجية. ولذا بدأت تلك المجوعات الثلاث وتحديدًا التنظيمات الجهادية، وجماعات التمرد السياسي في تطوير ملاذات آمنة لإعادة تجميع عناصرها وبناء إستراتيجيات جديدة للمواجهة مع خصومها وأعدائها سواء دول الجوار ــ حالة حركات التمرد السياسي، أو النظم العربية والغرب ــ حالة التنظيمات الجهادية.

كما زاد من حدة تلك المحددات أيضًا، قدرة تلك المجموعات الثلاث من القوى غير النظامية على تطوير شبكة عمالة سياسية داخلية، مكنتها بدرجة كبيرة من تحقيق ثلاثة غايات رئيسة، تبدو أهميتها ليس في رصد وجود وتحرك تلك المجموعات على الأرض فحسب، وإنما الأهم أيضًا الصعوبات التي تكتنف مساعي إخراجها من الجنوب ومن ثم مستقبلها السياسي في الخاصرة الرخوة الليبية. فهناك من ناحية أولى، قدرتها المتدرجة على تطوير مصادر تهديد وأنواع متعددة من الإرهاب. ومن ناحية ثانية، القدرة على توفير ملاذات آمنة بالجنوب، وتشكل نقاط ساخنة للتدريب واستقطاب وجذب مؤيدين جدد أو الفرارين من مناطق جغرافية أخرى. ومن ناحية أخيرة، السهولة النسبية التي تمكن تلك الجماعات من تجديد مواردها المالية والتسليحية.   

إزاء القواسم والتباينات السابقة، طورت تلك المجموعات الثلاث نوعية خاصة ومتعددة من التهديدات الأمنية " الإرهاب"بمستوياتها الداخلية والإقليمية والدولية،وبات سمة لصيقة بها. ولذا فإن إطلاق سمات الإرهاب على تلك التهديدات ووضعها في سلة واحدة، من حيث مصادر التهديد وتطوير آليات المواجهة، عملية يكتنفها قدرًا كبيرًا من سوء التقدير والإدراكالسياسي، ومن ثم إخفاق متوقع في إدارة ملف تلك الظاهرة الخطيرة، التي باتت تمثل هاجس وقلق إستراتيجي متعاظم للجميع.

فقد استفاد هذا النوع من الإرهاب من وجود مسببات بنيوية للصراع الداخلي بالجنوب، حيث تصدع غير مسبوق في عمليات حفظ الأمن الداخلي بسبب عدم وجود مؤسسات أمنية قوية ووطنية تابعة للدولة، بعدما حلت محلها ميليشيات متصارعة على النفوذ والمال من ناحية، وغياب اقتصاد محلي مجدٍ وقادر على تلبية حاجة أبناء الجنوب من فرص العمل والتطور التنموي بالرغم من وجود مصادر هائلة للثروة من ناحية ثانية، وجود حدود ذائبة وخارج السيطرة مع دول الجوار الجغرافي، مصحوبة بتدخلات متزايدة سواء كانت ليبية المنشأ ــ الشمال أو من دول الجوار الجغرافي  مجتمعة من ناحية أخيرة.فهذه التحولات وجدت بيئة مواتية للتنافس والصراع بعد انهيار كافة أنماط التفاعلات التعاونية التي نشأت خلال انتقاضه فبراير، وعدم وجود قوة قادرة على فرض سيطرتها على الجنوب.

ولذا كان من الضروري بل من المحتم فصل مصادر التهديد التي تمثلها كل مجموعة من تلك المجموعات الثلاث، من أجل تحديد أبعادها الكاملة في صورة شاملة، تساعد على بناء أي إستراتيجية لمواجهة نوعية الإرهاب الذي تمثله داخل ليبيا وخارجها.

1ــ إرهـاب عصـابات الجريمـة المنظمـة

يُعد إرهاب تلك المجموعة قاصرًا على الشق الإنساني، وفي أدنى مستوياته، بسبب ما تمثله عمليات الاتجاربالبشر من مآسي حقيقية للعالم، تحديدًا لكونها أعادت إنتاج مفاهيم ولت من الذاكرة الإنسانية منذ عقود، مثل الاستعباد والنخاسة(3). إذ تشكل معسكرات تجميع المهاجرين سواء بالجنوب أو الشمال معاناة حقيقية، واحد المشاهد المظلمة للواقع الليبي، من حيث ظروف المعيشة أو التنقل وقيام المهربين باحتجاز جوازات سفر هؤلاء المهاجرين.

وانتشار تلك العصابات غير محدد نظرًا لطبيعة عملها العابرة للمكان، إلا أن مدينتي سبها ومرزق تعدا مركزًا محوريًا في أنشطة تلك العصابات،فالأولى عاصمة الجنوب مركز حيوي في تفاعلاته وشبكات طرقه الداخلية، والثانية كانت مركز إشعاع تاريخي للتجارة بالبشر عبر العصور. إلا أن الجانب الإرهابي حسب توصيفنا السابق، يكمن في محددين رئيسيين:

أولهمــا: صراع القبائل الجنوبية للسيطرة على الاقتصاد العابر. فالكل المجموعات السكانية بالجنوب، أسست لنفسها ميليشيات مسلحة، عرف أغلبها باسم كل منطقة أو مدينة. فعلى سبيل المثال شكلت مجموعة التبو "أكبر المجموعات الإفريقية"من حيث العدد  كتائب عسكرية مثل:كتيبة درع الصحراء في مرزق، كتيبة الكفرة؛ كتيبة شهداء أم الأرانب، كما أقاموا العديد من نقاط التفتيش عبر المدن، وعلى الحدود مع تشاد والنيجر، تحديدًا الكتيبة  25 لحرس الحدود، التي دعمتها حكومة طرابلس من أجل مراقبة الحدود الجنوبية. ويُعد أبنائها أكبر المستفيدين من دينامية وأنشطة هذا الاقتصاد، بعد قيام الجزائر بإغلاق حدودها مع ليبيا بسبب التهديدات الأمنية، وعلميات التهريب، ما حول مسالك وطرق التهريب إلى تشاد والنيجر والسودان حيث مناطق التبو، وخروج قبيلة الطوارق في أنشطة هذا الاقتصاد باستثناء محاولات التهريب عبر النيجر وتشاد انطلاقًا من أوباري وغات(4).

إلا أنه توجد مجموعة صغيرة من قبائل الطوارق تعمل علي تأمين خط تهريب المخدرات وتحديدا الحشيش.ومجموعة أخري تتواجد جهة ابوجي والتي استخدمتها من قبل  القوات التشادية ضد أزاواد مالي بدعم فرنسي، وجود تلك العناصر بهذه المنطقة أتى بناءًا علي اتفاق مع القوات الفرنسية الموجودة في قاعدة مادما علي الحدود النيجرية، ويعتبر هؤلاء خط الدفاع الأول عن هذه القاعدة العسكرية، كما أن هناك أيضًا مجموعات أخرى من الطوارق تتحرك من منطقة أم الحمام بالقرب من مشروع مكنوسة والأخرىبالقرب من مدينة مرزق(5).

كما تستفيد أيضًا القبائل العربية من تلك أنشطة هذا الاقتصاد، تحديدًا قبلتي أولاد سليمان في الجفرة وسبها، والزويلة في الجفرة ومرزق، والقذاذفة والمقارحة، حيث يسيطرون على مسالك وطرق التهريب المحلية. وكانت الصراع على العوائد التي تدرها تلك التجارة موضع تنافس وصراع كبير بين تلك القبائل العربية أو بينها وبين القبائل الإفريقية، وكانت في أحيان كثيرة عامل كبير في رسم منظومة التحالفات داخل الجنوب، التي غذتها الحساسيات القبلية وصراع النفوذ والزعامة.

إلا أن روابط العلاقات المصلحية بين عناصر تلك العصابات العابرة للقبائل والعرقيات، تُعد أقوى من الخلافات العرقية أو السياسية بين شخوصها كأفراد وليس كقبيلة أو عرق. والصراعات المسلحة بين تلك المجموعات السكانية لم تهدأ طوال السنوات الثماني الماضية، لكونها بالنهاية لاتخرج عنمنافسةًشرسة سواء بين قبيلتَي أولاد سليمان والتبو،على تجارة التهريب المُربحة بالمنطقة وتأمين الرواتب لعناصر ميليشياتهم الشباب(6)، أو ما بين القائل العربية نفسها مثل التنافس الحادث ما بين أولاد سليمان وقبلتي المقارحة والقذاذفة حول السيطرة على تجارة التهريب المدني المتنامي. إذ بالرغم من انهيار الاقتصاد الليبي وارتفاع الأسعار، تبقى السلع والمنتجات الليبية أرخص من مثيلتها في تشاد أو النيجر.

نظرًا لعدم وجود مخصصات مالية منتظمة لتلك الكتائب من المركز بطرابلس التي ساعد على إنشاء أغلبها لمهمة حفظ الأمن بالجنوب، بسبب الانشغال بالصراعات بالشمال، انخرطت العديد من عناصرها في مساعدة عصابات الجريمة المنظمة،أو التغاضي عن تحركاتهم وأنشطتهم سواء علىجانبي الحدود أو ما بين المدن الجنوب ذاتها، عبر آليتين للسيطرة والمتابعة: مساعي تأمين طرق التهريب؛ وإقامة مراكز الدعم اللوجسيتي على طول ممرات ومسالك التهريب عبر الصحراء مزودة بصهاريج الوقود والمؤن بل تخزين السلاح. إذ يقوم رجال التبو على سبيل المثال بحراسة أشهر طرق التهريب"طريق القذافي" بين الجنوب والنيجر ويمتد لمسافة 600 كم. ولذا كان تنافس تلك العناصر من طبائع الأمور للتغلب على شح الموارد بالجنوب، مثل صراع السيطرة على مراكز المراقبة الحدودية "احتكار التهريب"، والاستيلاء على المطارات والقواعد العسكرية والمنشآت النفطية المجاورة لشركات النفط الأجنبية.

اقتصاد التحولات العابر لحدود لليبيا مع دول الجوار الجيو ــ سياسي، يشمل تجارة المخدرات حيث يشكل الحشيش الحيز الأكبر من تلك التجارة، هناك مجموعات صغيرة من التبو والطوارق تعمل على تأمين مسارات تهريب المخدرات. في حين تنتشر مجموعات التبو في أقصى الجنوب مرزق حيث الحدود مع تشاد، فإن مجموعات الطوارق تعمل بالقرب أبوجي قرب الحدود مع النيجر، وقد شهدت تلك المنطقة صراعات محتدمة بين المجموعات التشادية بإيعاز من القوات الفرنسية بقاعدة مادما وأزاواد مالي من الطوارق، بعد انهيار دولتهم في شمال مالي، بالإضافة لمنطقة أم الحمام بالقرب من مشروع مكنوسة غرب سبها.

ثم تأتي تجارة السلاح في المرتبة الثانية، ويحمل بها ليس عصابات الجريمة المنظمة فحسب، وإنما أيضًا حركات التمرد السياسي والتنظيمات الجهادية. وتلك التجارة كانت بمرحلة ما أساس هذا الاقتصاد، ولكنها تدريجيًا تراجعت ليشغل المرتبة الثالثة بعد المخدرات والتجارة بالبشر. ويرجع ذلك بشكل كبير لحالة الاستنزاف الكبير التي حدثت للعتاد الحربي الذي سرق من مخازن الجيش الليبي بعد فبراير 2011 في إدارة وتوجيه الصراعات الممتدة اجتماعيا بالداخل الليبي، والحظر الأممي على تصدير السلاح إلي ليبيا. ومن ثم باتت ليبيا مستورد للسلاح من الخارج، كما بدا في حالتي ضبط السفينتين التركيتين اللتين كانت محملتين بالسلاح قبل إفراغ حمولتها في موانئ الخمس ومصراتة عامي 2018، و2019. أما تهريب السلع المدنية ومشتقات الطاقة فيُعدا أساس الطابع المدني لهذا الاقتصاد، يأتي بالمرتبة الرابعة والأخيرة.

ومكمن الإرهاب هنا، يكمن في بروز ظاهرة"تسليع الأمن بالجنوب"، بمعني مقايضة واستئجار الترتيبات الأمنية التي تضطلع بها تلك العصابات المسلحة وحركات التمرد مقابل المال، الأمر الذي تسبب في زعزعة وخلخلة كبيرة للبنية الاجتماعية والاستقرار الداخلي. وبدا ذلك واضحًا في عمليات الاختطاف والابتزاز للعائلات الغنية وأبناء القبائل، التي تمارسها هاتين المجموعتين تحديدًا ورصدتها التقارير الدولية بما فيها تقرير الأمين العام ن الحالة الليبية في يناير 2019.

أضف لذلك الطريق المسدود الذي يجد الكثير من أبناء الجنوب أنفسهم أمامه، فهم ما بين مطرقة إغواء عوائد التهريب أو المشاركة مع التنظيمات الجهادية من أجل الحصول على العمل والمال، في ظل شح فرص العمل ومجالات التنمية أمامهم.

ثانيهـا: تمكين التنظيمات الجهادية من تجنيد وتعبئة جزء من تيار المهاجرين.إذ يتم توظيف شح الموارد بالجنوب وتأجيج الصراعات المحلية حول الفرص القليلة التي يوفرها الاقتصاد العابر، في تدعيم علميات التجنيدالسياسي ليس لشباب الجنوب بشقيه العربي والإفريقي في صفوف التنظيمات الجهادية فحسب، وإنما أيضًا من تيار المهاجرين وتحديدًا أولئك الذين لديهم قابلية لاستيعاب الفكر الجهادي والتطرف، جنسيات هؤلاء متعددة فمنها العربية والإفريقية والأغلبية من تونس، مصر والجزائر، أما من الدول الإفريقيةفهناك المهاجرين منغانا والنيجر واريتريا وموريتانيا.

استفادت أيضًا تلك التنظيمات من تيار الهجرة العابر لمنطقة الجنوب لتجنيد وتعبئة عناصر جديدة من البلدان الإفريقية، تحت نفس الأرضية، استغلال حاجتهم للمال، وتعقيدات فرص الهجرة للشمال الأوروبي ما يحيط بها من مخاطر جمّة. الغاية واضحة الدفع بدماء جديدة داخل تلك التنظيمات لتعويض خسائرها البشرية التي منيت بها بعد إنهاء وجودها في مدن الشمال الليبي في درنة وسرت. إلى جانب توفير آليات متواصلة من الدعم اللوجيستي المتمثل في توفير الأغطية والغذاء والوقود والدواء يتم عن طريق بعض الأهالي بمقابل مادي كبير جدًا حيث يتم استغلال حالة الفقر ونقص الأموال وتوظف هذه الحالة لتجنيد أشخاص موثوق بها لتوفير هذا الدعم بشكل مستمر.

كما تقدم تيارات الهجرة المتواصلة طوال العام، دعمًا ماليًا للتنظيمات الجهادية وتحديدًا داعش. والتمويل يأتي بطرق غير مباشرة حيث يوظف التنظيم حاجة المهاجرين للانتقال الآمن عبر الطرق الصحراوية، ويقوم  بتأمين وصول المهاجرين من الصحراء إلي مدن الساحل وتحديدًا الساحل الغربي لليبيا حيث مؤيدها وعناصر منتشرة في تلك المدن، استعدادا لانطلاق رحلة الموت إلى أوروبا. إذ يدفع كل مهاجر ما يعادل ثلاثة الآلف دولار، مقابل تأمين وصوله إلي شواطئ غرب ليبيا، وتعتبر هذه القيمة ذات فائدة وتعود بالمردود المالي الكبير علي عناصر التنظيم، وهي تكاد تكون بشكل يومي. بالتزامن مع تلك العوائد المالية يتم استقطاب بعض المهاجرين للالتحاق بالتنظيم من خلال توفير الأموال لهم ويتم إعداد معسكرات للتدريب لتدريبهم علي الفنون القتالية وزرع العقيدة الجهادية بعقولهم واستغلالهم لتنفيذ مخططات التنظيم الإرهابية.

وكان التعاطي مع هذا النمط الأول من الإرهاب، محدود للغاية في جوانبه الداخلية أو الدولية سواء من الاتحاد الأوربي أو حتى الأمم المتحدة، حيث اقتصر الأمر على إقامة مخيمات لائقة وإنسانية داخل مدن الجنوب، واقتصار الدعم المالي الذي يقدمه المانحون الأوروبيون للبلديات الجنوبية على هذا الشق الإنساني فقط، دون أن تجاوزه لصالح برامج تنموية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي تحد من أنشطة الاقتصاد العابر للحدود. بالإضافة إلى فرض حصار شامل على ليبيا في مجالي التسليح والرقابة المالية.بالرغم من التضييق الكبير والحصار، تظل ليبيا بجغرافيتها السياسية مواطئ قدم كبيرة سواء في علميات غسيل الأموال، أو تمويل الإرهاب. وليس أدل على مصداقية ما نتحدث عنه سوى استمرار إدراج ليبيا على لائحة الدول عالية المخاطر في مجال غسيل الأموال وتمويل الإرهاب الذي أصدرتها مفوضية الاتحاد الأوروبي في 13 فبراير 2019 ويضم 23 دولة ومنطقة حول العالم.

 

 

(3)للأسف يتم هنا تجاهل التاريخ بشكل متعمد، فتجارة البشر شكلت دومًا أحد مصادر اقتصاد الصحراء الليبية، فعلى سبيل المثال تجارة تلك التجارة مصدر هام لدولة أمحمد في القرن التاسع عشر وكانت عاصمتها في مدينة مرزق، التي شكلت مركزًا كبيرة لتجارة البشر عبر القارة الإفريقية.

4)تواجد قوة من تبو ليبيا وتشاد في جنوب سبها وأطراف المدينة الغربية وهي في صراع دموي مستمر مع قبائل أولاد سليمان في سبها، التي تسعى دوما لزعامة الجنوب، فقد كانت هناك محاولة في القرن التاسع عشر لإقامة دولة جنوبية بجوار دولتي طبرق وطرابلس  قادها أحد أبرز زعماء القبيلة عبد الجليل سيف النصر، إلا أن الموت انهي مشروعه السياسي.

وتمتهن هذه المجموعات الخارجة عن القانون أعمال الحرابة والقتل والابتزاز والقتل، يقودها مجموعات التبو اللاشي المهدي، وهو ضابط استخبارات تشادي منشق عن نظام إدريس دبي، كان سجينًا سابقًا بسجن أبوسليم بطرابلس وأطلق سراحه عقب سيطرة معارضي القذافي علي العاصمة طرابلس في أغسطس 2011. حسب شهادات محلية، يشرف الرجل بشكل مباشر علي الجريمة المنظمة في أغلب مناطق الجنوب، ولديه قوات تتمركز بمنطقة القطرون أيضًاوينسب إليه تهريب أعداد كبيرة من تبو تشادإلي جنوب ليبيا وتجنيدهم وتمويلهم ودعمهم بالسلاح والمال.

وقبل سيطرة حفتر على سبها في شهر يناير 2019، كان هؤلاء يتمركزون في: المطار، فندق الجبل، الثانوية الجوية، حي الأربعين والشركة الهندية بالجنوب، معسكر الدعوكي غرب مطار سبها، ومعسكر المغاوير بالقرب من قلعة سبها. إلا أنهم الآن نزحوا جنوب الزويلة ونحو القطران.

5 )فأقمت الضغوط الإقليمية من الشعور بأن الطوارق يتراجعون أمام التبو. ففي العام 2014، أغلقت الجزائر حدودها مع ليبيا، وفرضت الدوريات الفرنسية في ممر سلفادور في النيجر قيوداً شديدة على حركة الطوارق التقليدية عبر الحدود. وقد اتّهم الطوارق القوات الفرنسية المتمركزة في قاعدة ماداما في النيجر – على بعد 100 كيلومتر فقط من الحدود الليبية – بالتغاضي عن المهرّبين والمقاتلين من قبيلة التبو الذين يعبرون شمالاً.

(6)رصّ القذاذفة صفوفهم مع التبو في الصراع الذي استمر ما بين عامي 2014 ــ 2015، فاستولوا على قاعدة تمنهنت الجوية العسكرية، في حين وضع أولاد سليمان يدهم على قلعة إلينا التي تعود إلى الحقبة الإيطالية وتقع على تلة مطلّة على سبها. ومن ثم اندفعت مدينة سبها مجدداً نحو دوّامة عنف وصدامات مسلحة، وتحوّلت أحياء بكاملها إلى مناطق خارجة عن سلطة القانون تحكمها ميليشيات وعصابات إجرامية. سجّلت أعداد جرائم القتل والخطف ارتفاعاً شديداً. وأغلقت المدارس أبوابها؛ ولازم الجميع منازلهم، ولقي العديد من الشباب مصرعهم في تلك المعارك المسلّحة للسيطرة على الاقتصاد العابر.

الاوضاع الأمنية خطيرة فى طرابلس...

مازالت الأوضاع الأمنية المتردية تلقي بظلالها على العاصمة الليبية مع تصاعد التحذيرات من هجمات محتملة،ووسط مخاوف من تجدد الصراع بين المليشيات المسلحة التي تسيطرعلى المدينة منذ سنوات بسبب غياب جيش أو شرطة نظاميين وفي ظل عجز حكومي متواصل عن وضع حد لسيطرة المسلحين وفرض سلطة القانون.

إلى ذلك،تداولت وسائل إعلام وصفحات التواصل الاجتماعي وجود تحشيدات عسكرية ضخمة في طرابلس وخاصة في المنطقة الجنوبية للعاصمة.وتحدثت أنباء عن استنفار لكتائب قوة "حماية طرابلس" جنوب العاصمة.وتنتمي قوة حماية طرابلس إلى كتيبة ثوار طرابلس والنواصي وغيرها من الكتائب التابعة لحكومة الوفاق.

وشهد جنوب العاصمة في يناير الماضي،اشتباكات عنيفة بين مسلحين تابعين لـ"قوة حماية طرابلس" التي تضم كتيبة ثوار طرابلس والأمن المركزي أبوسليم، وقوة الردع الخاصة، وكتيبة النواصي من جهة، و"اللواء السابع مشاة" المعروف محليًا بـ"الكانيات" في مدينة ترهونة،وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 43 من المدنيين والعسكريين،بحسب ما ألن الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني أمين الهاشمي في 21 يناير الماضي.

وتوقفت الاشتباكات بين الجانبين بعد جهود وساطة قادها المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة بين ممثلين عن طرابلس وترهونة أسفرت عن توقيع اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار بين الجانبين الذي جرى توقيعه في أواخر سبتمبر 2018 برعاية البعثة الأممية.ونصّ الاتفاق على سحب كل طرف قواته إلى حدوده الإدارية ولمسافة 15 كيلومترًا، وتسليم الأسلحة الثقيلة للثكنات العسكرية، وأن تكون إدارة مطار طرابلس الدولي تحت إشراف مديرية أمن قصر بن غشير، على أن تتولى وزارة الداخلية تأمين الطرق.

وتشهد العاصمة طرابلس منذ يوم الجمعة الماضية إستنفارا أمنيا وتحشيدات عسكرية وظهور عدد من قيادات الكتائب في شوارع العاصمة بعد تحذيرات دولية من وقوع عمليات إرهابية في طرابلس.

واتخذت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق الوطنية إجراءات عاجلة لمواجهة ما وصفه المراقبون بخطر محدق، ولكنه غير معلوم.وأكد مدير مكتب الإعلام بوزارة الداخلية محمد بوعبدالله أن الوزارة تتعامل مع أي تهديدات أو بلاغات أمنية بكل جدية حتى في الظروف العادية، مشيراً إلى أن الغرفة الأمنية المؤقتة للطوارئ التي شكلتها وزارة الداخلية باشرت أعمالها بطرابلس، كما شددت الجهات الأمنية الإجراءات الأمنية على المواقع السيادية ومقار البعثات الأجنبية في العاصمة.

وكان وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا أصدر الجمعة الماضي، قراراً يقضي بتشكيل غرفة أمنية مؤقتة للطوارئ ويكون مقرها مديرية أمن طرابلس.وبين المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق أن تشكيل الغرفة الأمنية يأتي في إطار اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية المرافق العامة والخاصة ومتابعة الأحداث الأمنية الطارئة.

واتخذت وزارة داخلية الوفاق جملة من الإجراءات الاستثنائية كان آخرها "إيقاف منح التراخيص وتنظيم المظاهرات والاعتصامات مؤقتاً"، وردت على تحذير أمريكي بـ"وجود تقارير مفتوحة المصدر تشير إلى أن منطقة مكتب البريد المركزي في شارع الزاوية بطرابلس قد تم تطويقها بعد اكتشاف عبوات ناسفة"، مؤكدة أن فرق الأمن تحققت من عدم وجود عبوات ناسفة أو مفرقعات أو مواد قابلة للتفجير داخل هذه الطرود البريدية.

وتوالت خلال اليومين الماضيين تحذيرات العواصم الغربية لرعاياها بضرورة مغادرة العاصمة الليبية طرابلس،بسبب ما اعتبرته أوضاع أمنية صعبة ومخاطر هجمات ارهابية محتملة على مؤسسات حكومية.

وحذّرت سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا العاملة في تونس رعاياها في العاصمة طرابلس من هجوم إرهابي وشيك قد يستهدف مؤسسات حكومية، مثلها فعلت الخارجية البريطانية التي دعت مواطنيها الذين لا يزالون في ليبيا إلى المغادرة الفورية بسبب الوضع الأمني الذي وصفته بالهش.

وأضافت الخارجية البريطانية عبر موقعها الرسمي أن الأوضاع الأمنية في ليبيا تنبئ باندلاع مواجهات مسلحة دون إنذار سابق، مشيرة إلى أن تحذيراتها بعدم السفر أو المغادرة مستمرة منذ عام 2014،وذلك على خلفية الحالة الأمنية الهشة في طرابلس، والتي يمكن أن تتطور إلى صراع مسلح واشتباكات دون سابق إنذار". وأشارت إلى أنّه من "المرجح أن يحاول الإرهابيون شن هجمات في العاصمة الليبية".

ومن جهتها حذرت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها من السفر إلى ليبيا ، داعية الموجودين فيها إلى مغادرة البلاد على الفور بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وزيادة معدل الهجمات الإرهابية في ليبيا.وذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن الهجمات الإرهابية في ليبيا ستزداد على الأرجح، لا سيما ضد المؤسسات الحكومية، لأن السلطات الأمنية لا تستطيع حماية الأمن في ليبيا بما فيه الكفاية.

ووصفت الخارجية الألمانية الظروف في ليبيا بأنها "مربكة للغاية"، لا سيما في ضوء النزاعات العنيفة والنزاعات التي تندلع داخل البلاد والتي تهدد حياة الناس.تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تحذر فيها ألمانيا مواطنيها من السفر إلى ليبيا.

ورغم إقرار حكومة الوفاق لترتيبات أمنية تستهدف إرساء الأمن بقوة شرطة وأمن نظاميين، وإنهاء دور المليشيات المسلّحة، التي تسيطر على العاصمة الليبية منذ سنوات، فإن نفوذ هذه المليشيات مازال حاضرا بقوة في المدينة.ويخشى الكثيرون من تواصل عدم استقرار الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس،حيث تمثل الفوضى بيئة مناسبة لتحرك العناصر الإرهابية لشن عمليات خطيرة.

upload.jpg

...فوائد حليب الابل للجنس ..

يحتوي حليب الإبل على أكثر نسبة من فيتامين سيومجموعة من فيتامينات بي، فهو يحتوي على حوالي ثلاثة أضعاف ما يوجد في حليب البقر. وربما يرجع السبب في هذا لتعويض النقص في تناول سكان الصحراء للمنتجات الغذائية النباتية الطازجة، بسبب الظروف البيئية التي يعيشون فيها.

فوائد حليب النياق للجسم

– يحمي الإنسان من الإصابة بالعديد من الامراض المزمنةأو المقلقة عند تناوله بكثرة مثل الصفراء عند الكبار وكذلك مرض السل بالإضافة إلى الانفلونزا والتهاب الشعب الهوائية.

– يقوم بمد الجسم بكل ما يحتاجه من الكالسيوم الذي يحتاجه الجسم فبالتالي يقوم بحماية الجسم من مرض هشاشة العظام ويساعد على نمو العظام بالشكل سليم وصحي.

– يساعد في علاج المشاكل التي تحدث بالجهاز الهضمي فيقوم بعلاج الإمساك.
– يعتبر فعال ومؤثر في القضاء على مشاكل فقر الدم.

– يساعد على تنظيم نسبة السكريات داخل الدم لذلك يقوم الأطباء بوصفه لمرضى السكر حتى يساعدهم في ضبط نسبة السكر بالدم.

– يعزز ويقوي المناعة لاحتوائه على العديد من الفيتامينات.
– يحتوي حليب النياق على مضادات الأكسدة التي تساعد على زيادة نعومة البشرة، ومعالجة الجلد التالف.

– يحتوي حليب النياق على البروتينات التي تساعد على النمو، وتقوية العظام والعضلات، كما أنه يحتوي على معادن وبروتينات تساعد على إنتاج الأنسجة والخلايا.

– يحتوي حليب النياق على فيتامينات وبروتينات تحمي الجسم من الإصابة بالسرطان، ومنع انتشار الخلايا السرطانية.
– يحتوي على كمية كبيرة من الماء الذي يختلف باختلاف كمية الماء الذي يشربه النياق فيرطب الجسم والجلد.

– يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون فلا يتسبب في فرز دهون على الكبد.
– يحمي الجنين من الإصابة بالعيوب الخلقية.

– يعالج مشكلة الكساح عند الأطفال.
– يقوم بمعالجة التهابات الشعب الهوائية، وأمراض التفس، وخاصة الربو.

– يخفف من آلام البواسير، ويقضي عليها على المدى الطويل.
– يقوم بعلاج بعض أمراض الكبد، وأمراض الرشح أو الإنفلونزا، بالإضافة إلى مرض السل.

– يحتوي على أحماض تساعد على تنظيم ضغط الدم، وتحمي الشخص من الإصابة بالجلطات.
– يقوم بعلاج مشاكل التهابات المعدة والقولون والأمعاء والطحال.

– يعمل على تنظيم ضربات القلب.
– يساعد على إنقاص الوزن بسبب عدم احتوائه على نسبة مرتفعة من الدهون.

– يقوم بحماية الأسنان واللثة ويقويها بسبب احتوائه على فيتامين ج.
– يعالج الحساسية التي تنتج عن بعض أنواع الأطعمة.

– يعالج مرض الأنيميا، بسبب احتوائه على نسبة عالية من الحديد.
– يحافظ على مستوى الأكسجين في الدم، فيساعد على تدفق الدم في الدورة الدموية.

– يقوم بضبط نسبة الكولسترول في الجسم.
– يقوم بحل المشاكل الجنسية التي يعاني منها الرجال.

– يقوم بمد الجسم بالطاقة فيحتوي على العديد من المواد الغذائية التي تغذي الجسم.
– يقوم بضبط نسبة الكوليسترول في الدم، والوقاية من الإصابة بالأزمات القلبية.

فوائد حليب النياق للشعر

– يقوم بزيادة نمو الشعر، وكثافته؛ من خلال تغذية فروة الرأس.
– يقوم بعلاج مشاكل الشعر المختلفة مثل التقصف، والتساقط، والقشرة.

– يقوم بترطيب الشعر وجعله لامع وصحي.

فوائد حليب النياق للبشرة

– يقوم بعلاج مشاكل البشرة المختلفة، مثل: حب الشباب، والبثور السوداء.
– يقوم بإزالة البقع الداكنة من البشرة.

– يخلص البشرة من خلايا الجلد الميت، ويقوم بتقشيرها.
– يقوم بترطيب البشرة ويزيد نعومتها.
– يقوم بتفتيح لون البشرة.

فوائد حليب النياق للجنس

– حليب النياق يقوم بتزويد الجسم بالمزيد من الطاقة والحيوية والقوة وأن يمنحه النشاط الجنسي، بخاصة مع الأشخاص المعتادين تناوله كل يوم.

– أكد الأبحاث أن الأشخاص الحريصين على شرب حليب النياق يتمتعون بقدرة جنسية عالية عن الأشخاص الغير حريصين على شربه.

– يعمل حليب الإبل على تزويد الرغبة الجنسية، وكذلك تحسين الأداء والنشاط الجنسي، وذلك لأنه يحسن من انتصاب القضيب لدى الرجل مما يؤدي إلى تحسين العلاقة الحميمية للأزواج.

– يعمل على تنشيط حركة البويضات لدى المرأة والعمل على زيادة خصوبتها لالتقاط الحيوان المنوي وتكون الجنين.
– حليب النياق يحتوي على عدد من العناصر التي تنشط الدورة الدموية للجسم، فتزيد من تدفق الدم إلى أعضاء الجسم كله بخاصة الأعضاء التناسلية، فيؤدي إلى زيادة قدرة القضيب على الانتصاب لدى الرجل.

– يساعد حليب النياق على تحسين الخصوبة لدى المرأة والرجل.
– يساعد بشكل قوي على زيادة أعداد الحيوانات المنوية، كما أنه يساعد أيضا في نموها مما يؤدي بشكل كبير لعلاج مشكلة العقم.

الفئات: صحة
الروابط الذكية: الحليب
الروابط الذكية المشابهة: الكالسيوم , سوء التغذية , فوائد الاغذية

ما هى الاوقات المناسبة لشرب الماء ..وما هى الاوقات الغير مناسبة؟

أشرب الماء أم لا؟

الماء يضمن للجسم فوائد مذهلة وتوجد أوقات يجب شرب الماء فيها للحصول على تلك الفوائد بأعلى مستوياتها، ولكن في المقابل يمكن أن يؤثر الماء بشكل سلبي وتظهر بعض الأضرار ذلك في حال تم تناوله في أوقات معينة وبكمية خاطئة، إذن ما هي أوقات شرب الماء ومتى يجب تجنبه؟

ليس عليك الشعور بالقلق اتجاه الماء فهو لا يضمن إلا الفوائد للجسم وكل شخص يحتاج الحصول على الكمية الصحيحة منه، وأما عن الأضرار فلا تكون محتملة إلا عند تناول الماء بكمية مبالغ فيها دفعة واحدة وفي أوقات شرب الماء فيها يكون أمر خاطئ.

أوقات شرب الماء

تتوقف كمية المياه التي يحتاجها الجسم كل يوم على وزنه وبشكل عام 2 ليتر هي الكمية الوسطية، ولكن ماذا عن هذه الكمية؟ متى يجب شربها؟ هذا بالضبط ما ستجيبك عنه أوقات شرب الماء الـ 9 التالية.

1 – عند الاستيقاظ وقبل تناول أي شيء

أول أوقات شرب الماء خلال اليوم هي على الريق في الصباح بحيث تتناول 1 – 2 كوب منه، لتستعيد نشاطك وتجدده وتهيئ جسمك لهذا اليوم وتضمن الكثير من الفوائد بالنسبة للجهاز الهضمي وجهاز الدوران وجهاز الإطراح.

2 – قبل نصف ساعة من تناول الطعام

ما رأيك بأن يكون من السهل عليك السيطرة على عاداتك في الأكل وتناول كمية أقل من الطعام؟ بالطبع موافق إذن ما عليك إلا شرب كوب من الماء قبل حوالي نصف ساعة من وقت الطعام بحيث يضمن عملية هضم أفضل ويملأ المعدة للحد من الإفراط في الأكل.

3 – قبل النوم بحوالي ساعة تقريبًا

الحصول على نوم عميق مريح – ضمان تنظيم الهرمونات في الجسم خلال النوم – ترطيب الخلايا وتجديدها وغيرها الكثير من الفوائد التي يمكن الحصول عليها من شرب الماء قبل النوم، وبحوالي ساعة حتى لا يسبب لك الذهاب إلى المرحاض أي أرق.

4 – خلال العمل والمذاكرة لتجديد التركيز

أوقات العمل والمذاكرة هي الأوقات التي تحتاج إلىتجديد التركيز وتحسين القدرات الفكرية لديك، وبالتالي هي أوقات شرب الماء التي تضمن ذلك، فكمية من الماء على رأس كل ساعة أو نصف ساعة من العمل والمذاكرة كفيلة بالأمر.

5 – كمية قليلة أثناء التمارين الرياضية

خلال التمارين أنت تبذل الكثير من الجهد وتتعرق فينخفض مقدار السوائل في الجسم وبالتالي ينخفض النشاط وقدرة الجسم على مواصلة التمرن، ولكن يمكن التعامل مع الأمر من خلال تناول رشفات من الماء خلال التمارين.

6 – قبل الاستحمام للتعامل مع فرق الضغط والحرارة

حرارة الماء المرتفعة والبخار الذي يملأ الحمام كلها تجعل جسمك في حالة ضغط وحرارة مختلفة عما يعتاد وقد يكون لها تأثير مباشرة على كفاءة الدم في إيصال الأكسجين لكل الخلايا، وهذا ما قد يفسر الشعور بالدوار أو التعب خلال الاستحمام، ولكن يمكن تجهيز الجسم لمواجهة ذلك من خلال تناول كوب من الماء.

7 – بعد تناول الأطعمة المالحة

تناولت الأطعمة المالحة؟ أي زودت جسمك بكمية إضافية من الصوديوم، ماذا في ذلك؟ هذا يعني أن الجسم سيحبس الماء فيه لضمان بقاء تركيز مركبات الصوديوم في قيمتها الآمنة، وهذا يعني تورم وثقل وتعب وإرهاق، وعليك مساعدة الجسم لمواجهة ذلك بشرب كمية إضافة من الماء.

8 – قبل الشعور بالعطش

لا تنتظر الشعور بالعطش فالأفضل ألا تعطش أبدًا، أي زود جسمك بالماء قبل أن ينقصه الكثير منه فيستنجد بك بالعطش، لذا عليك مراقبة كمية الماء التي تتناولها وتقييم أوقات شرب الماء التي تعتمدها وجعلها متوافقة مع الأوقات الموجودة هنا.

9 – عند الشعور بالجوع

قد يكون الجوع عبارة عن ترجمة للعطش فشرب الماء يسكته تمامًا هنا وهو ما يحتاجه جسمك، وقد يكون حقيقي وشرب الماء عندها يخفف منه ويساعد على تحمله والأهم أنه سيحد من كمية الطعام التي ستتناولها.

أوقات عدم شرب الماء

الماء لا يعني الضرر للجسم بل هو آمن وضروري، ولكن عادات شرب الماء هي ما يشكل الخطر، لذا تأكد من تخفيف كمية الماء التي يتم تناولها خلال الأوقات التالية فالمبالغة هي الخطأ وليس شرب الماء.

1 – خلال تناول الطعام أو بعده مباشرة

تناول الماء خلال الطعام وبعده مباشرة يعيق عملية الهضم ويعمل على تمدد المعدة وزيادة حجمها أي زيادة كمية الطعام التي يتم تناولها.

2 – قبل النوم مباشرة

على الرغم من كون تناول الماء قبل النوم من ضمن أوقات شرب الماء ولكن ليس مباشرة وذلك لتجنب التعرض للأرق نتيجة الاستيقاظ بشكل متكرر للتوجه إلى دورة المياه.

3 – كمية كبيرة أثناء التمارين الرياضية

تناول كمية كبيرة من المياه أثناء التمارين يمكن أن تسبب التعب والثقل للجسم أي أنها تعيق نشاطك، لذا رشفات قليلة كافية ومن ثم بعد بضع دقائق من التمارين أو قبلها بقليل يكون عليك تناول الماء.

4 – المبالغة في شرب الماء دفعة واحدة

تناول كميات ضخمة من الماء دفعة واحدة 3 – 5 ليتر يمكن أن تكون خطيرة جدًا تهدد الحياة لأن الجسم لا يمكنه التعامل معها كما أنها تعرضه لانخفاض مستوى تركيز أملاح الصوديوم.

5 – عند الشعور بالتخمة

تناول المياه بعد تناول كمية كبيرة من الطعام (عند الشعور بالتخمة) يمكن أن يكون له تأثير مباشرة على عملية الهضم ويمكن أن يسبب الإعياء والقيء.

6 – شرب الماء عندما تجبر على ذلك

لا تجبر نفسك على تناول كمية كبيرة من الماء، فحتى ولو كان عليك تناول 2 ليتر يوميًا اعمل على تقسيمها على أوقات شرب الماء كلها، وتدرب على الأمر بشكل تدريجي.

إذن عليك تناول الكثير في أوقات شرب الماء في المقابل ليس عليك الامتناع تمامًا عنه في أوقات عدم شرب الماء ولكن كمية قليلة منه كافية إلى أن يتخطى الوقت تلك الأوقات.

تشاد-ليبيا-فرنسا تتخلى عن التبو وتوسع الحرب عليهم...


سياسة تمليها بلدان الخليج ·بتدخلها الهادف للدفاع عن النظام التشادي وتأييدها هجوم الماريشال حفتر الأخير في الفزان تغرق فرنسا شيئاً فشيئاً في المستنقع الإقليمي وفي حرب لا نهاية لها. ويبدو أنها لم تستخلص أي عبرة من فشل “الحرب على الإرهاب” ومن التجربة الأمريكية في أفغانستان.

لم  يواجه الهجوم الذى شنه المارشال خليفة حفتر في أواخر شهر يناير/جانفي 2019 في منطقة فزان مقاومة تذكر إلا من طرف مجموعة التبو . وهو ما يذكر بالدور الاستراتيجي الذي تلعبه هذه المجموعة في فزان (انظر الخريطة).

 

دخلت قوات حفتر، إثر معارك ضارية، إلى مدينة مرزق، أحد معاقل التبو، في 19 فبراير، بدعم من ميليشيات قبلية وأخرى من المعارضة السودانية. وتلتها فورا في اليوم التالي عمليات انتقامية، انطلقت مع اغتيال الجنرال إبراهيم محمد كاري، مسؤول الأمن في المدينة، في منزله، على الرغم من أنه كان يعمل على تلطيف الأجواء والنفوس. وقد شجب النواب التبو ما وصفوه بعملية “تطهير عرقي” مع أنهم كانوا من مؤيدي حفتر.

ويأتي التورط المباشر لفرنسا التي وضعت طائراتها للمراقبة والاستطلاع في خدمة حفتر، ليؤكد تحولا في السياسة الفرنسية في ليبيا. إنه التحالف الاستراتيجي الذي اندرجت فيه فرنسا مع دول الخليج والذي بات يحدد سياستها في ليبيا.

لم يعد لفرنسا سياسة خاصة حقيقية بل صارت تتبنى سياسة المحور المشكل من المملكة العربية السعودية، الإمارات ومصر، الذي يدعم حفتر وميولاته الانقلابية وتزكي، إن لم نقل تشجع، أساليبه العنيفة التي تعمق أكثر فأكثر الشروخ في هذا البلد.

وهكذا تبتعد فرنسا عن دور الوسيط الذي كانت تنتهجه، مما يضعف آفاق الوصول إلى حل سياسي. على مستوى الميدان، يطرح تورط فرنسا في هذا الهجوم بعض التساؤلات بخصوص مستقبل علاقتها بمجموعة التبو التي كانت تربطها بها، على الدوام، علاقات مميزة، إلى درجة أن الفاعلين المحليين الآخرين اعتبروها تدخلا. وكان للتنافس الفرنسي الإيطالي أثر على مجموعة التبو التي أدخلت في صراع نفوذ مكتوم أدى إلى زعزعة استقرار بنياتها، لاسيما مع حصول “انقلاب” أدى إلى إقالة قائد المجموعة لتقربه المبالغ فيه من الإيطاليين.

يدخل هجوم حفتر ضمن رهانات السلطة في ليبيا. ولكنه هجوم يدرج هذه الرهانات ضمن الاستراتيجية الفرنسية التي يتمثل هدفها الأول في إنقاذ النظام التشادي. وتتطلب هذه الإستراتيجية التحكم في أراضي مجموعة التبو الليبية التي هي أساسا عابرة للحدود الوطنية والمتداخلة بشدة مع تشاد حيث يوجد موطن توالدها. وهي بالتالي تؤوي جزءا من المعارضة للنظام التشادي، والمتمثلة في التبو المتحالفين مع الزغاوة والذين تربطهم أواصر قوية وقديمة في هذه المناطق المألوفة لديهم.

شبكات تمتد الى تشاد والنيجر

ويمثل التبو مجموعة الزنوج الأفارقة الوحيدة في مغرب عربي-بربري وهي الأكثر تهميشا على المستوى الاجتماعي والرمزي1.

وهو تهميش أدى بالتبو إلى أن يكونوا السباقين في الالتحاق بالثورة في فزان التي كانت موالية في غالبيتها إلى السلطة القديمة. وقد أعطت لهم هذه الأسبقية شرعية وصعودا سمح لهم بفرض أنفسهم عسكريا وغزو أراض تتجاوز المجال الذي كانوا محصورين فيه. كما برزت عصبية هذه المجموعة التي بقيت أقرب إلى النظام القبلي، وتأكدت بقوة في غياب سلطة مركزية قادرة على تنظيمها وتعززت بطبائع أنثروبولوجية خاصة. ولمفهوم زنا المحارم امتداد استثنائي لديهم حيث ينطبق على العلاقات حتى الدرجة الخامسة من القرابة. وهو ما يفرض أن تتم العلاقة الزوجية أبعد من هذا المجال. وهكذا يتسع رابط علاقة الأخوة بين الأقرباء حتى الدرجة الخامسة ويفرض تضامنا في هذا المستوى، كما تسمح المصاهرة بتوسيع علاقة التضامن إلى أبعد من ذلك.

ويعطي ذلك للمجموعة عصبية وتضامنا قويا وواسعا، مما يفسر التماسك الأكبر لديها في حالة نزاع. وهو ما يفرض على المجموعة هيكلة فرعية تتجاوز الحدود الوطنية. وهكذا تمتد كل الشبكات العائلية والعصبية بدون استثناء على رقعة البلدان الثلاثة: تشاد وليبيا والنيجر، وأحيانا السودان، عبر نسيج متشابك. ويسمح ذلك بتجنيد الشبكات والموارد العابرة للحدود. ويشكل أيضا أداة فعالة في التجارة العابرة للحدود التي كان أبناء التبو ركيزتها الأساسية الضرورية بالنسبة للقبائل المتاجرة في فزان، قبل أن تقوم بتثمينها منذ الثورة لحسابها.

وينعكس ذلك في تصورات المجموعة حيث يستحيل عليها أن تحدد نفسها ضمن حدود معينة لأن الرابط، بغض النظر عن الحدود، ليس فقط متعلقا بالانتماء إلى نفس المجموعة بل هو شعور بالانتماء إلى نفس العائلة. فوجود متمردين تشاديين، والتبو منهم خاصة، يندرج في واقع هذا البنيان الاجتماعي العابر للحدود ولا يمكن اختزاله في مجرد تدخل قوات أجنبية أو فراغ مؤسساتي وأمني يشجع على تصدير الصراعات الى الأرض الليبية.

تعززت الغلبة العسكرية التي تمكنوا منها مع توسيع رقعة الأراضي تحت نفوذهم. وهكذا تمكنوا من السيطرة على الحدود مع تشاد والنيجر، وجزئيا على الحدود مع السودان، وعلى أهم الطرق الصحراوية انطلاقا من الجنوب الليبي. وقد فرضوا سلطتهم على كل حوض مرزق وجزء من مدينة سبها وأيضا على حقول ومنشآت نفطية. ولكن عصبيتهم القوية لم تمنع حدوث انقسامات سياسية، فهم يتوزعون بين ثلاثة أقطاب للسلطة: قطرون ومرزق وأم الأرانب.

تنافس بين روما وباريس

جعلت مسألة السيطرة على الحدود والفضاءات الاستراتيجية العابرة للحدود من هذه المجموعة محل تنافس فرنسي إيطالي في ليبيا. وبالنسبة لفرنسا، سواء أكانوا في الجيش التشادي أم متحركين بين الحدود، فالتوبو صحراويون لهم معرفة ثمينة بالميدان في مجال عملية “برخان” وعلى الخصوص في محيطها. وبالنسبة للإيطاليين يتمثل الرهان في السيطرة من المنبع على حركات الهجرة التي لم يتمكنوا من التحكم فيها على الشواطئ الليبية بالرغم من تواطئهم مع ميليشيات قاموا برشوتها قصد نهيها عن تجارة تهريب البشر وتحويلها إلى حراس سواحل غير رسميين. ويأخذ الإيطاليون على الفرنسيين تواطؤهم مع التبو ويتهمونهم بالتغطية على عمليات تهريبهم وخاصة تهريب المهاجرين. وعملوا بدورهم على التقرب من التبو عن طريق لعب دور الوسيط في النزاعات التي هم متورطون فيها. وقد استعملوا في هذا الغرض اللقاءات والسفريات و“التعويضات” للضحايا وحقائب الأموال للقادة وأصبحوا بذلك يهددون العلاقة الحصرية التي كان يتمتع بها الفرنسيون مع التبو.

امتزج هذا التنافس الفرنسي الإيطالي بصراعات إعادة التصنيف داخل مجموعة التبو نفسها. فمنذ سقوط القذافي أصبحت قبيلة “خريصات” هي الصاعدة في القوة الاقتصادية والعسكرية. وهي قبيلة أكثر ارتكازا على ليبيا واستفادت، بالرغم من التمييز، بتعليم أوفر وعلى الخصوص بروابط مع متعاملين ليبيين أقوياء في مجال التجارة الصحراوية التي خدمتها. وينحدر منها أهم القادة العسكريين مثل المرحوم باركا واردكو، كما ينحدر منها أغلب ممثلي هذه المجموعة في المؤسسات السياسية أو البرلمان. كما ينحدر منها أيضا أهم رجال الأعمال، خاصة الوسطاء في تجارة الذهب الذي أضحى موردا جديدا بعد اكتشاف مناجم له في بلاد التبو. لم يكن ينقص الخريصات سوى سلطة الرموز مع أرباحها المحتملة. والعائق في ذلك هو أن القيادة تنحدر دوما من فصيل “الغونا” الذي يعتبر نبيلا ولا تتم الخلافة إلا بعد موت القائد. وهنا تم توظيف واستعمال التنافس الفرنسي الإيطالي في صراع على الخلافة. فقد تم تنظيم عملية خروج عن شيخ التبو في ليبيا حيث أعيب عليه الثراء الشخصي على حساب رهن مصالح المجموعة لإيطاليا التي قام بزيارات عديدة إليها. وقام على خط هذا الشرخ جزء من قادة القبائل، متجاوزين بذلك القوانين العرفية، بانتخاب شيخ جديد. وقد أدخلوا بذلك أسلوب الانتخاب والإقالة الغريب عن الأعراف. وحتى وإن كان أقل حضورا، فقد قاوم الشيخ السابق هذه الإقالة. وبالتالي أصبحت تتنافس الآن في الميدان قيادتان، لكل واحدة منها ولاءاتها الدولية، مما يعقد أكثر الوساطات مع مجموعة هي في الأصل مجزأة.

بخصوص التجارة الصحراوية

لقد تخلل صعود مجموعة التبو حروب بدأت غداة الثورة ولازالت تتواصل حتى بداية 2019 في شكل “مسيرة كبرى”. كانت حرب التبو مع التوارق محل تغطية إعلامية أكبر لأن الحرب بين قبيلتين رحل تثير في الأذهان صوراً ملحمية. ولكن الحرب مع القبيلة العربية ل“أولاد سليمان” كانت الأكثر حدة والأكثر ديمومة. فأولاد سليمان وخاصة سلالة “سيف النصر” هم في الطرف الآخر، في أعلى السلم الاجتماعي، وقد حكمت فزان منذ العهد العثماني بصفة شبه مستمرة. وعمل القذافي على القضاء سياسيا واجتماعيا على سلطة هذه العائلة.

فالحرب التي لا نهاية لها اليوم ترجع إلى العلاقة الخاصة بين المجموعتين. وهي علاقة تتميز بتقارب كبير ولكنه تقارب موجود في إطار هرمي صارم. وقد تشكلت هذه العلاقات الوطيدة القديمة حول التجارة الصحراوية. فكثيرا ما يستثمر أولاد سليمان في التجارة وكثيرا ما خدمهم التبو كوسطاء ونَقَلَة لبضائعهم قصد مساعدتهم في التوغل في أعماق الساحل. وهذا الترابط التجاري بينهما من القوة بحيث ظل يفعل فعله حتى في أوج لحظات التوتر. ولكن مع المكانة الجديدة التي تبوأها، اكتسب التجار التبو استقلالية وأصبحوا يتفاوضون على شراكات تصب في مصلحتهم. وهو ما يشكل ضربا للعلاقة الهرمية بينهما.

“خطر أسود”

أدت زعزعة المواقع الهرمية من طرف التبو إلى موجة صدمات في كل فزان. وفيما يخص العلاقة مع أولاد سليمان، كان ذلك بمثابة زلزال حقيقي بسبب التشابكات والارتباطات التي كان يتعين فكها وإعادة صياغتها. لذا ما انفكت الحرب التي تدور بينهما تستيقظ بعد كل تهدئة على الرغم من مبادرات التوفيق المحلية والوطنية والدولية العديدة. وهي حرب بدأت غداة الثورة في مارس/ آذار 2012، وكان ذلك أول صدام معلن بين المجموعتين والمستمر إلى يومنا هذا.

وقصد عزلهم لجأ خصوم التبو إلى التلاعب بفزاعة وجود “خطر أسود” و“غزو إفريقي” متعاملين معهم كأجانب ومشككين في انتمائهم للبلاد، خاصة أن جزءا منهم كانوا قد استفادوا في فترة متأخرة من الجنسية الليبية عندما عمل القذافي على توظيف هذا العامل قصد تجنيد أبناء الساحل في ميليشياته. وكرد فعل نمى شباب التبو بمرزق نزعة هُوية إفريقية عنصرية. وعندما اندلعت أول مواجهات مع أولاد سليمان لم تقم قوات التدخل التي أرسلت من طرابلس ومصراتة بدور الوساطة بقدر ما كانت تدعم أولاد سليمان الذين كانوا يقدمون النزاع على أنه يدور بين “عرب ضد أفارقة”. وهذا ما يفسر بالنسبة للكثير ابتعاد جزء من التبو عن طرابلس ليلتحقوا بالماريشال حفتر.

ويؤكد ذلك بأن النزاعات المحلية في ليبيا، وخاصة بفزان، هي التي تحدد التحالفات السياسية الوطنية وأن هذه الاخيرة يمكن أن تتغير وفقا للسياق المحلي. وقد أدت نفس الأسباب إلى التقلب في هذه التحالفات. فعلى الرغم من وصفه “بالوطني” اعتمد جيش حفتر الذي وصل إلى فزان على “لجان الدعم” والتي هي في الواقع ميليشيات قبلية، شبيهة بتلك الموجودة في الشرق، وعصية على السيطرة. وهي تقوم بانتهاكات تنم عن نقمة اجتماعية أكثر منها تنافس سياسي. ويقوم حفتر بالتغطية عليها قصد المحافظة على دعمها، كما سبق وأن فعل مع محمود الورفلي الذي صار متابعا منذ سنتين من قبل محكمة الجنايات الدولية.

هل يعود ذلك إلى حماقة تكتيكية أم الى حساب لا أخلاقي ؟ تنحدر “لجان الدعم” التي ترافق حفتر في فزان من القبيلتين الأكثر محاربة للتبو في كفرا وفزان وهما الزوي واولاد سليمان. بالنسبة لهذه الأخيرة فإن ميليشيات “جدي” هي التي التحقت بحفتر، وهي تتشكل من عناصر من فصيل “الميايسة” الأكثر فقرا والأقل تقديرا اجتماعيا لدى اولاد سليمان، وهي التي عاشت أكثر في تشاد بالقرب من التبو. وفي هذه المنافسة الدائرة في أسفل السلم الاجتماعي فهي التي تكن أشد العداوات لهؤلاء وتعمل على التميز عنهم بكل قوتها.

كما تم أيضا في هذا الهجوم تجنيد ميليشيات المعارضة السودانية، التي لها سجل ثقيل من المواجهات مع التبو. وقد تم ذلك على الرغم من أن الهجوم تم باسم مكافحة “الميليشيات الأجنبية”. وكما هو متوقع فهو شرخ جديد تم فتحه وتتورط فيه فرنسا بصفة مباشرة هذه المرة. فرنسا التي يبدو أنه لم يعد لديها سياسة في ليبيا غير سياسة بلدان الخليج.

علي بن ساعد

أستاذ جامعة، المعهد الفرنسي للجغرافية السياسية، جامعة باريس 8

     
upload.jpg

ماذا تعرف عن إثيوبيا...

لا يعرف الكثيرون منا عن إثيوبيا سوى "سد النهضة"، فى حين أن هناك العديد من المعلومات التاريخية التى تكشف مدى التقارب بين العرب وإثيوبيا بصفة عامة وبين مصر وإثيوبيا بصفة خاصة، فهذه اللغة تتمتع بمكانة مميزة على الخريطة اللغوية لإثيوبيا.


العربية فرضت نفسها فى أثيوبيا وصارت من لغات المعاملة فى كثير من المناطق إذ يوجد أقليم يتحدث أغلبه اللغة العربية، وهو أقليم بنى شنقول حيث تعتبر العربية إحدى اللغات المشتركة والرئيسية بين سكانه.


ويؤكد التاريخ أن انتشار اللغة العربية فى أثيوبيا ليس بشىء جديد، فقد عرفت طريقها إلى الحبشة منذ عقود طويلة، وتحدث بها الكثير من الأثيوبيين، نتيجة الجوار الجغرافى بين شبه الجزيرة العربية والحبشة الذى أدى إلى قيام علاقات متعددة بين الجانبين.


وهاجرت بعض القبائل العربية إلى الحبشة فأثروا فى المناطق التى نزلوا بها، حتى أن اسم الحبشة ذاته مأخوذ من اسم إحدى هذه القبائل العربية المهاجرة إلى الحبشة، والتى تسمى (حبشة) أو (حبشات)، كما أن لغة الحبشة القديمة (اللغة الجعزية) اكتسبت اسمها من اسم إحدى القبائل العربية المهاجرة، وهى قبيلة (الأجاعز) أى الأحرار.


ومع ظهور الإسلام شهدت اللغة العربية انتشاراً فى إثيوبيا، بعد هجرت المسلمين الأوائل إلى الحبشة تنفيذاً لأمر رسول الله، واستقرار المهاجرين المسلمين هناك، حيث يعد العامل الدينى فى مقدمة عوامل انتشار العربية فى إثيوبيا، فقد أخذ الإسلام يسير بخطى واسعة، واستقر فى الساحل الشرقى للحبشة، وتكونت للمسلمين مراكز استقرار على طول الساحل الشرقى لأفريقيا، وامتزج المسلمون العرب بالوطنيين وصاهروهم، فأخذ الإسلام واللغة العربية ينتشران تدريجياً، واعتنق كثير من سكان الحبشة الإسلام.


ولعبت التجار دوراً قوياً فى انتشار العربية فى إثيوبيا، حيث كان قد استقر بعض التجار العرب على الساحل الشرقى للحبشة قبل الإسلام وعملوا فى التجارة، وبعد الإسلام كثر عددهم بشكل كبير وتحدث كثيراً من الإثيوبيين اللغة العربية واحتفظوا بها إلى جانب لغاتهم الأصلية، فغالبية المدن الإسلامية اتخذتها لغة للدين والثقافة، واستخدموها لغة تعامل فيما بينهم.


ولم يقتصر تأثير اللغة العربية على مسلمى إثيوبيا فقط بل تعداهم إلى المسحيين أيضاً، وذلك عن طريق تأثير الكنيسة المصرية التى ارتبطت بها الكنيسة الحبشية، وقد تحقق ذلك التأثير عن طريق الكتب الدينية التى تمت ترجمتها ونقلها من العربية إلى الجعزية أو الأمهرية، وخاصة بعد أن حلت اللغة العربية محل اللغة القبطية فى مصر، فقد اتخذ الأقباط فى مصر من اللغة العربية لغة للكنيسة، ونقلوا إليها الكتب الدينية، كما ألفوا باللغة العربية.


ونقل الأحباش هذه الكتب من العربية إلى الجعزية، ثم إلى الأمهرية، فنقلوا قصصاً تروى أعمال الرسل، وقصة آدم وحواء، وكتباً عن معجزات السيد المسيح، وعجائب مريم العذراء، وحياة القديسين والشهداء وعجائبهم، كما تُرجمت كتب خاصة بخدمة القداس وطقوس العماد والدفن والصلوات والعظات وغير ذلك، و نقل الأحباش كتباً فى اللاهوت كانت قد دونت بالعربية، كما تُرجم عن العربية إلى الجعزية أيضاً العديد من الكتب فى القرن السابع عشر للدفاع عن المذهب اليعقوبى، واستمرت حركة الترجمة والنقل هذه مدة طويلة.


واجهت اللغة العربية هزات متعددة ومعوقات كبيرة، أدت إلى تراجع مكانتها وتقلص انتشارها، وعلى الرغم من ذلك فما تزال تحتفظ بمكانة ووضع متميز فى إثيوبيا، ولا يزال لها نوع من الوجود على الساحة الإثيوبية، ويؤكد ذلك أن اللغة العربية لا تزال هى اللغة الدينية لمسلمى إثيوبيا، فعدد المسلمين الكبير لا يزال من أهم عوامل استقرار اللغة العربية هناك وثباتها، والعربية هى لغتهم المقدسة، لأنها لغة القرآن الكريم، وهى اللغة المستخدمة فى إقامة شعائرهم الدينية، وتعلمها ملازم لحفظ القرآن الكريم وفهمه، وضرورى لفهم تعاليم الإسلام من مصادره الأساسية.


وتتمتع اللغة العربية بوجود ملحوظ على الساحة الإعلامية الإثيوبية، فالإذاعة الإثيوبية تُخصِّص ساعة من إرسالها تُقدم باللغة العربية يومياً، وتتناول هذه الفترة الأخبار المحلية والعالمية، كما تتضمن بعض البرامج والأغانى العربية.


وتوجد بعض المؤسسات فى أثيوبيا تدرس اللغة العربية منها جامعة أديس أبابا والتى فتحت قسم لتدريس اللغة العربية فى العام ٢٠١٠م وجامعة "جما" جنوب غرب إثيوبيا وجامعة "ولو" شمال إثيوبيا وهناك جامعات تحاول فتح أقسام للغة العربية مثل جامعة "هرمايا" فى منطقة هرر وجامعة "سمرا" فى إقليم العفر وجامعة "أسوسا" فى إقليم بنى شنقول غرب إثيوبيا.


كما توجد مدارس تدرس اللغة العربية مثل مدرسة الجالية اليمينة والمدرسة الأولية والكلية الأولية وكلية سندباد ومدرسة أبادر الإسلامية فى أديس أبابا ولها فروع فى كل من مدينة دسى ومناطق "ولو وهرر" ويوجد أيضاً عدداً من المدارس تدرس اللغة العربية كمادة للتواصل.


كما أنه يوجد بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية، فقد تم تأسيس القسم العربى بالإذاعة الإثيوبية قبل أكثر من خمسين عاما وكان يبث برامجه للدول المجاورة، وفى عام ٢٠٠٨ تم افتتاح القسم العربى بالتليفزيون الأثيوبى، وتم دمج الإذاعة والتلفزيون باللغة العربية معا فى العام٢٠٠٩، وهناك صحيفة تصدر باللغة العربية من مؤسسة الصحافة الأثيوبية تسمى العلم وتأسست قبل أكثر من خمسين عاما فى عهد الإمبراطور هيلى سلاسى وتصدر أسبوعياً.


وهناك عدد آخر من المؤسسات تتعامل باللغة العربية ولها علاقات واسعة داخليا، خاصة مع كون أثيوبيا مقرا رئيسيا للاتحاد الأفريقى والذى اعتمد العربية

من اللغات الأساسية للتخاطب.


أسماء نصر


#اثيوبيا_بالعربي

ماذا تعرف عن الديانة البهائية...؟

من هم البهائيون الذين يصومون 19 يوماً في آذار؟


th.jpg

بدأت مجموعة من الناس تنتمي إلى ديانة تعرف بالبهائية قبل أيام قليلة بالصيام الممتد من الثاني من شباط حتى الحادي والعشرين منه، وهو اليوم الذي يوافق عيد النيروز إضافة إلى رأس السنة البهائية، ولكن ما البهائية، ومن هم البهائيون.

ديانة توحيدية!

تعرف البهائية على أنّها إحدى الديانات التوحيدية والتي ترتكز على ثلاثة أعمدة تشكل التعاليم الأساسية لهذه الديانة والتي هي:

- وحدانية الله، أن هناك إلهاً واحداً فقط هو الله مصدر كل الخلق.

- وحدة الدين، أن جميع الديانات الكبرى لديها نفس المصدر الروحي، وتأتي من نفس الإله.


وفقاً لتعاليم الدين البهائي، فإن الغرض من حياة الإنسان هو أن تتعلم كيفية معرفة ومحبة الله من خلال بعض الوسائل كالصلاة وممارسة التأمل الباطني وخدمة الإنسانية.

تاريخها!

تعود جذور البهائية إلى البابية والتي دعا إليها شاب إيراني يدعى علي محمد الشيرازي، لقب نفسه بالباب، ابتداءً من العام 1844، حيث بشّر بأن رسولاً سيأتي قريباً من الله، كما أكد على استمرار الرسالات الإلهية وأنه واحد في سلسلة الرسل التي تضم محمداً وموسى والمسيح.

وفي عام 1852، قال أحد أتباع الباب، والذي ولد باسم ميرزا حسين علي عام 1817 في إيران، أنه شاهد في السجن رؤيا أنه الرسول الذي بشّر به الباب ولقّب نفسه بهاء الله، ليؤسس للديانة البهائية في عام 1863. وتعرّض بهاء الله للنفي عدة مرات، وكتب في تلك الفترة "الكتاب الأقدس" أهم الكتب لدى أتباع هذه الديانة في حين توفي عام 1892.


وتقبل البهائية بحسب بهاء الله كل الأديان الأخرى كالإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية والبوذية والهندوسية، لكونها قائمة على وحدة الأديان، والإله، حيث يعتبر البهائيون كلاً من هذه الأديان مرحلة من مراحل التجلي الإلهي.

الحج إلى الضريحين!

يحج البهائيون إلى المركز العالمي للبهائيين، والذي يقع في مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين، حيث تضم الأولى ضريح بهاء الله فيما تضم الثانية ضريح محمد رضا الشيرازي الملقب بالباب

تقارير العفو الدولية ...

العفو الدولية: المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن التابعة لحكومة الوفاق وقوات الكرامة تعمل خارج إطار سيادة القانون ...


قالت منظمة العفو الدولية أن المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن في ليبيا استمرت في ارتكاب جرائم يشملها القانون الدولي، وانتهاكات وخروقات فادحة لحقوق الإنسان، ومن بينها جرائم حرب، طوال العام 2018م، مع إفالتها من العقاب.

وأضافت المنظمة الدولية في تقريرها السنوي الصادر أمس الثلاثاء والذي طالعته “أوج”، أن الصدامات بين المليشيات المتناحرة أدت إلى ارتفاع أعداد المصابين من المدنيين، بالإضافة إلى احتجاز الآلاف لأجل غير مسمى دون أي إجراءات قضائية عقب القبض عليهم بصورة تعسفية.

وأوضح التقرير أن من بين المعتقلين، كثيرون تم اعتقالهم منذ 2011م، حيث انتشر التعذيب وغيره من ضروف المعاملة السيئة على نطاق واسع في السجون التابعة للدولة، والمعتقلات التي تديرها المليشيات والجماعات المسلحة، وأسهمت المليشيات والجماعات المسلحة في انهيار عملية تنفيذ القانون، وانهيار القضاء، عن طريق مضايقة القضاة والمحامين، كما كانت مسؤولة أيضا عن حالات الاختطاف للحصول على فدية مالية، إلى جانب الاعتقال التعسفي واختطاف من يصنفون على أنهم معارضون سياسيون.

ولفت الى أن الآلاف من الأسر الليبية ظلت في حالة نزوح داخلي، حيث يعاني اللاجئون والمهاجرون من انتهاكات وخروقات جسيمة لحقوق الإنسان، من بينها الاغتصاب

والابتزاز، على أيدي مسؤولين بالدولة، وعلى أيدي المليشيات والمهربين.

وأشار الى أن السلطات تقاعست عن حماية النساء من العنف القائم على أساس النوع الإجتماعي من جانب المليشيات والجماعات المسلحة، واسُتهدفت الناشطات عن طريق العنف القائم على النوع وحملات التشهير، لافتاً إلى إن المحاكم أصدرت عددا من أحكام الإعدام، ولكن لم ترد أنباء عن تنفيذ أي حالة إعدام.

وأوضح التقرير أن الوضع الأمني ظل متقلباً، حيث بقيت كل من المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن التابعة لحكومة الوفاق المدعومة دولياً في غرب ليبيا، وقوات الكرامة التي أعلنت عن نفسها من طرف واحد في شرق البلاد، تعمل خارج إطار سيادة القانون.

وأضاف، ظلت حكومة الوفاق والتي أنشئت بموجب إتفاق الصخيرات المبرم بوساطة الأمم المتحدة في 2015م ضعيفة، حيث ظلت تلاقي الصعاب في محاولتها فرض السيطرة الفعالة على أرض الواقع، وقد سيطرت أربع مليشيات رئيسية تعمل تحت مظلة وزارة الدفاع على العاصمة طرابلس، فسعت لبسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة عن طريق التغلغل في المؤسسات الحكومية وبناء المعاقل الإقتصادية.

وتابع، استمر المأزق السياسي قائما، حيث أن الدعوات الدولية لعقد انتخابات تدعمها الأمم المتحدة، حسبما تم الإتفاق عليه في قمة عقدت في العاصمة الفرنسية باريس في شهر الماء/مايو، والتي غطى عليها تفجُر الصراع في طرابلس في أواخر شهر هانيبال/أغسطس، كما أن الجهود الدولية الأخرى، مثل المؤتمر الذي عقد في مدينة باليرمو الإيطالية في شهر الحرث/نوفمبر، لم تحرز أي تقدم يذكر رغم تجديد الالتزام بعقد الإنتخابات في النصف الأول من عام 2019م.

ولفت التقرير إلى إنه في منتصف شهر الماء/مايو، شنت قوات الكرامة بقيادة خليفة حفتر هجوما على مدينة درنة الواقعة شرقي ليبيا، عقب حصار كان قد فرضه على المدينة على مدى عام.

وأشار الى أن قوات الكرامة سعت وسعى الجيش لتوطيد سلطتها وطرد قوة أمن درنة، التي كانت تعرف في السابق باسم “مجلس شورى مجاهدي درنة”.

وأضاف إنه في شهر الصيف/يونيو، قام إبراهيم الجضران، القائد السابق لحرس المنشآت النفطية، وهي مليشيا سيطرت فيما بين عامي 2013م و2016م على منطقة الهلال النفطي، بشن عملية عسكرية لاسترداد المنطقة من قوات الكرامة، إلى أن قوات الكرامة سرعان ما استعادت سيطرتها على المنطقة.

وفي 15الفاتح/سبتمبر، فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات على إبراهيم الجضران، شملت حظر السفر وتجميد أرصدته بسبب مجموعة من الأفعال التي قام بها، من بينها محاولة تصدير النفط الليبي على نحو غير مشروع والاعتداء على المنشآت النفطية.

وعنونت منظمة العفو الدولية الفقرة الثالثة من تقريرها “بالانتهاكات في ظل الصراع المسلح”، والتي كشفت عن استمرار المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن في ارتكاب جرائم يشملها القانون الدولي وانتهاكات وخروقات فادحة لحقوق الإنسان، موضحة أن بعضها يعد جرائم حرب، في سياق الصراعات المسلحة طوال العام مع إفالتها من العقاب.

وأدت الصدامات بين المليشيات المتناحرة إلى إصابة مئات من المدنيين، أدى عدد منها إلى حالات وفاة، ومعظمها بسبب الهجمات التي اتسمت بالعشوائية، وجعلت من العسير على الناس الوصول للمرافق الأساسية مثل المستشفيات والمدارس.

وأوضح التقرير أن تجدد الصراع أدى في طرابلس في أواخر شهر هانيبال/أغسطس/ والفاتح/سبتمبر إلى وفاة 115 من المدنيين، طبقا لأرقام وزارة الصحة.

ولفت الى أن هجوم قوات الكرامة على درنة في شهر الماء/مايو، تضمن قصفا مكثفا عن طرق الجو والمدفعية، وأدى إلى قتال شرس على الأرض أفضى إلى إصابة وقتل مدنيين، وإلى تفاقم الأوضاع الإنسانية التي كانت أصلا في حالة متردية.

وظلت المحكمة الجنائية الدولية تتمتع بالاختصاص في النظر في الجرائم التي يشملها القانون الدولي، والتي ارتكبت في ليبيا،  منذ 15 النوار/فبراير 2011م، وبموجب قرار إحالة أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2011م.

وأشار الى أنه في 4 الناصر/يوليو، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا ثانيا بالقبض على محمود الورفلي، القائد الميداني السابق لقوات الصاعقة التابعة لقوات الكرامة لارتكابه واحدة من جرائم الحرب وهي القتل العمد، وذلك عقب تصويره، في 24 أي النار/يناير، وهو يقوم بإعدام 10 أشخاص خارج نطاق القضاء.

ولفت الى أن عملية القتل هذه جاءت بعد ساعات من انفجار سيارتين مفخختين أمام مسجد بيعة الرضوان وسط مدينة بنغازي الواقعة شرقي ليبيا، وكان أمر القبض الأول قد صدر بحق الورفلي في شهر هانيبال/أغسطس 2017م.

وجاءت الفقرة الخامسة بعنوان “عمليات القبض والاحتجاز والاختطاف بصورة تعسفية”، لفتت فيها المنظمة إلى أن المليشيات والجماعات المسلحة وقوات الأمن التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع في ظل حكومة الوفاق المدعومة دولياً، وقوات الكرامة المتمركزة شرقا، واصلت عمليات القبض التعسفي والاحتجاز لأجل غير مسمى لآلالف بدون اتهام.

وأضاف، كان الكثيرون من المعتقلين قد احتجزوا منذ عام 2011م، وذلك في معظم الحالات بدون إشراف قضائي أو إمكانية الطعن في قانونية الاحتجاز.

وأشار الى أنه في غرب ليبيا، قامت المليشيات التي تعمل كقوات أمن في ظل حكومة الوفاق بعمليات قبض تعسفي واختطاف لأشخاص من بيوتهم وأماكن عملهم على نحو دوري، مستهدفة ضحاياها على أساس أصولهم الجهوية أو بشأن آرائهم السياسية أو بشأن ثرواتهم، وذلك بغرض طلب فديات مالية.

وفي سجن معيتيقة الواقع على الأطراف الشرقية للعاصمة طرابلس، والذي تديره قوة الردع الخاصة وهي مليشيا تابعة لحكومة الوفاق، وتتولى الحكومة سداد رواتب أعضائها، احُتجز المعتقلون إلى أجل غير مسمى دون استيفاء أي إجراءات قضائية،ووضعوا في زنزانات مكتظة دون ما يكفي من الطعام أو الماء، وحرموا من الحصول على الخدمات الطبية.

وفي 29 الطير/أبريل، ألقت مليشيا الردع القبض على المذيع التليفزيوني البارز سليمان قشوط لقيامه بتنظيم حفل توزيع جوائز إعلامية، حيث رأت المليشيا أنه يتعارض مع قيمها الإجتماعية، واستخدمت مليشيا الردع الاعتقال التعسفي لبذل ضغوط سياسية على المعارضين، فتم احتجاز فارس الجضران، قريب إبراهيم الجضران، طوال عام 2018م دون تهمة في سجن معيتيقة.

وفي 15 الربيع/مارس، اختطفت مليشيا مجهولة الهوية مسعود رحومة، المدعي العام العسكري بحكومة الوفاق، من أمام

منزله في منطقة صلاح الدين بالعاصمة طرابلس، وفي شهر الطير/أبريل، أفادت بعض المصادر الصحفية بأنه هرب.

كذلك قامت مليشيا مجهولة الهوية في 28 الربيع/مارس باختطاف عبد الرؤوف بيت المال رئيس مجلس بلدية طرابلس من منزله، واحتجزته مدة يوم قبل أن تطلق سراحه.

وفي 4 الطير/أبريل، تم ترحيل سالم الغريبي وعمر خليفة، وهما من المعتقلين السابقين بغوانتنامو، من السنغال إلى ليبيا، وبعد ذلك لم يعرف لهما مكان، كما لم يتم توجيه أي اتهام رسمي لهما.

وفي الفقرة المخصصة “لحرية التعبير”، قالت منظمة العفو الدولية ان جماعات مسلحة ومليشيات متحالفة مع حكومة الوفاق وقوات الكرامة قامت بمضايقة واختطاف صحفيين

ومدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم من النشطاء والاعتداء عليهم، مما دفع بالكثيرين إلى الفرار من البلاد.

ففي 11 أي النار/يناير، اختطف أعضاء بمليشيا باب تاجوراء التابعة لحكومة الوفاق مريم الطيب، وهي صحفية تقيم

في طرابلس، وذلك قرب منزلها بسبب آرائها التي عبرت عنها على وسائل التواصل الإجتماعي، واقتادتها المليشيا إلى مقرها

حيث قامت بضربها حتى فقدت الوعي مؤقتا، ثم أطلقت سراحها بعد عدة ساعات على إثر حملة على موقع فيسبوك طالبت بالإفراج عنها.

وفي الشهر نفسه، اضطرت ناشطة من بنغازي، كانت قد استخدمت وسائل التواصل االجتماعي لانتقاد خليفة حفتر وقواته، لمغادرة ليبيا مع أسرتها بأكملها عندما سعى جهاز الاستخبارات العسكرية التابع لقوات الكرامة لالقاء القبض عليها بسبب منشوراتها.

وفي 31 الناصر/يوليو/، ألقت مليشيا كتيبة النواصي، التابعة لحكومة الوفاق والتي يقع مقرها في طرابلس، القبض على

أربعة صحفيين دوليين، هم أحمد العمامي (مراسل لوكالة رويترز)، وهاني عمارة (مصور بوكالة روتيرز)، والأخوين محمود تركية وحمزة تركية (مصوران بوكالة فرانس براس – وكالة الأنباء الفرنسية)، بينما كانوا يقومون بتغطية موضوع عن الهجرة في قاعدة طرابلس البحرية بمنطقة أبو ستة، وقد تم إطالق سراحهم بعد 10 ساعات.

بالإضافة إلى قتل الصحفي والمصور الفوتوغرافي موسى عبد الكريم في ظروف غير واضحة في شهر هانيبال/اغسطس، وألقيت جثته على جانب أحدالطرق بمدينة سبها الواقعة جنوبي ليبيا وهي مسقط رأسه، وتفيد الأنباء أنه كان قد شارك قبل وفاته ببضعة أسابيع في كتابة مقالة نشرت في صحيفة “فسانيا” التي تصدر من مدينة سبها والتي كان يتولى تحريرها، وتدور حول الإجرام المتواصل في تلك المدينة.

وتابع التقرير في فقرة معنونة “بنظام العدالة والإفلات من العقاب”، أوضح فيها النظام القضائي بقي معطل وغير فعال، فلم تتمكن المحاكم ولا مكاتب الادعاء من توفير التعويض لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، والانتهاكات الجسيمة من تقديم المشتبه في مسؤوليتهم الجنائية عن هذه الانتهاكات إلى العدالة، حيث ظل مرتكبو انتهاكات حقوق الإنسانيعملون دون خوف من مساءلتهم أو محاسبتهم على جرائمهم.

من جانبها، أطلقت السلطات الليبية عدة مبادرات لدمج المليشيات والجماعات المسلحة في قطاع أمني مؤسسي، إلا أن هذه المحاولات أغفلت سجل تلك الجماعات من الانتهاكات الخطيرة لحقوق اإلنسان، وتجاهلت ضرورة ضمان المحاسبة على جرائم الماضي.

أما المليشيات والجماعات المسلحة فظلت تعمل باعتبارها قوات شرطية بحكم الأمر الواقع، فصارت تختطف الأفراد الذين

تتهمهم بجرائم جنائية وتحتجزهم على نحو غير مشروع.

وفي شهر الربيع/مارس، أعلن الصديق الصور رئيس التحقيقات بمكتب المدعي العام عن إصدار 205 أوامر قبض على ليبيين ورعايا أجانب يشتبه في تورطهم في شبكة لتهريب المهاجرين المتجهين إلى أوروبا، ولكن لم تتخذ المزيد من الخطوات لتنفيذ هذه القرارات.

وفي وسط ليبيا، اختطفت بعض الجماعات المسلحة القاضي عبد السلام السنوسي والمدعي إسماعيل عبد الرحمن، مع اثنين من ضباط الأمن، من مقر إحدى المحاكم بمدينة ودان في 22 الناصر/يوليو، انتقاما من اعتقال شخصين بتهمة التهريب، وقد أطلق سراح جميع المختطفين بعد يومين.

وعن “التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة”، قالت المنظمة أن التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة انتشر في السجون ومراكز الاعتقال وأماكن الاحتجاز غير الرسمية، حيث لم يتح للضحايا أي شكل من أشكال الحماية أو الإنصاف.

وحكى الضحايا عن حالات الإعدام الوهمية والضرب والجلد بالخراطيم المطاطية، وصار الكثيرون منهم يحملون آثارا واضحة للتعذيب ومن بينها الأطراف المكسورة.

وخصصت منظمة العفو الدولية فقرة عن “النازحون داخليا”، والتي جاء فيها أن آلاف الأسر الليبية ظلت في حالة نزوح داخلي بسبب استمرار الصدامات، والقتال إلى جانب انعدام فرص الحصول على الخدمات الأساسية، والعنف الذي يستهدف فئات بعينها، والتهديدات وانتهاكات حقوق الإنسان التي ظلت تحدث في شتى أنحاء البلاد.

وكان الكثيرون قد بقوا على حالهم من النزوح لمدة طويلة منذ 2011م، وأفادت المقررة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين الداخليين بوجود وضع إنساني مترد في جميع أنحاء ليبيا، حيث إن أشد فئات النازحين الداخليين ضعفا ليس أمامها سوى النذر اليسير من الآليات ليعيلوا أنفسهم، كما أن فرصة حصولهم على اللوازم المنزلية الأساسية كالطعام تقلصت نتيجة انعدام الامن والتضخم وضعف السيولة المالية في البلاد.

كما أشارت المقررة إلى أن الكثيرين يواجهون بواعث قلق خطيرة بشأن الحماية، إلى أن سلطات الدولة المرتبطة بحكومة الوفاق أو بقوات الكرامة لم تفعل شيئا يذكر لوضع حد لهذا النزوح.

وفي 1 النوار/فبراير، بدأت الأسر النازحة من بلدة تاورغاء منذ عام 2011م في الارتحال من شرق ليبيا وجنوبها وغربها في محاولة للعودة إلى بلدتها الأصلية تاورغاء، عقب صدور مرسوم ببدء عملية العودة في 26 الكانون/ديسمبر 2017م، من المجلس الرئاسي، وهو جهاز أنشئ في ظل إتفاق الصخيرات لمباشرة مهام رئيس الدولة، إلا أن الميليشيات المسلحة منعت

الأسر من العودة إلى ديارها باستخدام العنف والترهيب، تحت ذريعة عدم اكتمال تنفيذ بعض البنود الأخرى من الإتفاق.

وبناء على ذلك أقام نحو 202 من عائلات تاورغاء مخيمات لهم في منطقة قرارة القطف الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتر جنوب غرب تاورغاء، وفي هراوة الواقعة إلى الشرق من سرت.

وفي 3 الصيف/يونيو، وقع ممثلو مدينة مصراته وبلدة تاورغاء ميثاق مصالحة يضمن العودة الآمنة لأبناء تاورغاء، إلا أن حكومة الوفاق لم تنفذ هذا الإتفاق.

وفي 10 هانيبال/أغسطس، هاجمت مليشيا تنتمي إلى كتيبة غنيوة، وهي مليشيا تابعة لحكومة الوفاق ومقرها مدينة طرابلس، مخيم النازحين داخليًا الواقع على طريق المطار بمدينة طرابلس، والذي يأوي أكثر من 500 من أسر تاورغاء، وأدى الهجوم إلى طرد نحو 1900 نازح داخلي طردا قسريا من المخيم على أيدي المليشيا، وإلى القبض بصورة تعسفية على 94 من الأهالي على أيدي الكتيبة.

وعن “اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون” قالت المنظمة، ظل وضع اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين في ليبيا مزريا، حيث أخضعتهم المليشيات والجماعات المسلحة للقبض التعسفي والاختطاف إلى جانب العنف الجنسي وغيره من صور العنف والابتزاز، سواء داخل أو خارج المنشآت التي تديرها.

وفي 7 من شهر الصيف/يونيو، أقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعقوبات على أربعة مواطنين ليبيين بسبب ضلوعهم في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، فجمد أرصدتهم وفرض عليهم حظر السفر وبعض التدابير العقابية الأخرى.

وظلت السلطات الليبية تحتجز اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين احتجازا غير مشروع، وخاصة من اعترضتهم في عرض البحر، في مراكز معترف بها من جانب السلطات، وتدار رسميا تحت إمرة وزارة الداخلية ويشرف عليها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، إلا أن هذه المراكز تسيطر عليها المليشيات إلى حد كبير دون أن تلتزم بالضرورة بالتسلسل القيادي للسلطات المركزية، فبقي الالجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون في ظروف مريعة، كما تعرضوا للعمل القسري والتعذيب وغيره من ضروبالمعاملة السيئة والإساءة اللفظية من جانب الحراس، وكثيرا ما حصل ذلك بغية ابتزاز المال من أسرهم مقابل إطلاق سراحهم.

وتعرضت النساء بصفة خاصة للإغتصاب في المراكز الرسمية، وفي أثناء احتجازهن من جانب الجماعات المسلحة، مما أدى كثيرا إلى حدوث حالات حمل غير مرغوب فيه.

ولم يكن هناك أي إشراف قضائي على هذه المراكز التي يتم فيها الاعتقال، حيث احُتجز اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون دون استيفاء أي إجراءات قضائية، ولم يتسن لهم الطعن على احتجازهم ولم تتوافر لهم المشورة القانونية.

وكثيرا ما احتجز جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية النساء والرجال والأطفال معا، مما يمثل خرقا للمعايير الدولية المتعلقة بالإحتحاز.

وظلت ليبيا، وهي ليست طرفا في اتفاقية الأمم المتحدة الدولية للاجئين لعام 1951م ،ترفض الإعتراف بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بوصفها الوكالة الأممية المعنية باللاجئين، وفي غياب إطار وطني للتعامل مع اللجوء، لم تعترف السلطات بوضع الالجئين، وكانت السلطات في فترة سابقة تعترف بأشخاص من بلدان معينة باعتبار أنهم في حاجة للحماية الدولية، وتفرج عنهم من الحجز لتتسلمهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

لكن هذا الإجراء ألغي في عامم2018 ،فباتت السلطات ترفض الإفراج عن المحتجزين، عدا أولئك الذين تقوم المنظمات الدولية بإجلائهم إلى دول ثالثة أو من يدفعون الرشوة لإطلاق سراحهم.

وفي الفقرة المخصصة “لحقوق المرأة”، قالت المنظمة، لم تقم السلطات الليبية بحماية النساء، سواء الصحفيات أو المدونات أو المدافعات عن حقوق الإنسان أو غيرهن من الناشطات، من العنف القائم على أساس النوع الإجتماعي على أيدي المليشيات والجماعات المسلحة، كما لم تضمن تمكينهن من التعبير عن أنفسهن بحرية.

وتعرضت النساء اللواتي جهرن بمعارضة الفساد أو أعمال العنف التي تقوم بها المليشيات أو قوات الكرامة للتهديد والاختطاف والعنف القائم على أساس النوع الإجتماعي من جانب تلك الجهات.

كما تعرضت أولئك النساء للسب المتعلق بالنوع الإجتماعي من جانب المليشيات ولحملات التشهير على وسائل التواصل الإجتماعي، ومن بينها الادعاء عليهن بالزنا والعمل بالدعارة.

وساعدت الصور النمطية السلبية القائمة على أساس النوع الإجتماعي والوصمة الاجتماعية المرتبطة بانخراط النساء في عمل النشطاء إلى إضفاء الصبغة الاعتيادية على أشكال الانتهاكات تلك، حيث أجبرت الكثيرات من النساء على الإنسحاب نهائيا من المجال العام.

في 27 الكانون/ديسمبر، داهمت قوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في بنغازي مقهى في المدينة، حيث كانت مجموعة تعقداجتماعا، واعتقلت الشرطة المدير والموظفين من نحو 20 فتاة شابة، معظمهن مع أمهاتهن، يحضرن اجتماعاً تمت دعوتهن  إليه على موقع تويتر، وتم اعتقالهن بتهمة “السلوك غير الأخالقي”.

وخصصت منظمة العفو الدولية الفقرة الأخيرة من تقريرها السنوي “لعقوبة الإعدام”، والتي جاء فيها، أصدرت المحاكم عشرات من أحكام الإعدام، ففي شهر أي النار/يناير، حكمت محكمة عسكرية في مصراتة على صالح القذافي بالإعدام رميا بالرصاص بسبب ضلوعه في أعمال العنف التي واكبت انتفاضة 2011م في ليبيا، ولكن لم ترد أنباء عن تنفيذ أي عملية إعدام.

upload.jpg