مطار معيتيق ساحة صراع بين المليشيات...؟

تجددت الجمعة الاشتباكات بين مليشيا البقرة -التي يقودها القيادي الإخواني بشير خلف الله- ونظيرتها “الردع” التابعة لحكومة السراج، قرب قاعدة معيتيقة العسكرية بطرابلس.

ووفقا لمصادر صحفية محلية من طرابلس فإن مليشيا البقرة اتهمت الردع باعتقال بعض متطرفيها الأربعاء الماضي، ما تسببت في اشتباكات بين الطرفين استمرت حتى أمس الجمعة.

واستهدفت البقرة مقرات قوة الردع الخاصة بما فيها مواقع بالقرب من مطار معيتيقة بعدة قذائف، على الرغم من كونهما تتبعان حكومة السراج، ولم تتبين نتائج القصف حتى الآن.

وتعد مليشيا البقرة المعروفة رسميا بـ”رحبة الدروع” أو “أسود تاجوراء” أحد أبرز المليشيات المتطرفة في المنطقة الغربية، وتعتمد على عمليات الخطف والابتزاز لتمويل تحركاتها، كما تربطها علاقات وطيدة بالتنظيمات المتطرفة الأخرى.

وأشارت العديد من الصحف الليبية إلى أن مليشيا الردع عملت على اختطاف العديد من الشيوخ السلفيين في طرابلس، لإجبار مليشيا الردع التي يتبع معظم منتسبيها للتيار السلفي على الإفراج عن متطرفين من السجن الذي تسيطر عليه بقاعدة معيتيقة ويضم إرهابيي تنظيمي القاعدة وداعش.

مليشيا “الردع”.. انقسامات الولاء
تأتي أهمية قوة “الردع” كونها أحد أكبر الجماعات المسلحة في طرابلس، ويبلغ عدد مسلحيها نحو 5000 عنصر، وتسيطر على العديد من المنشآت الليبية الكبرى في طرابلس.

وينظر كثير من الباحثين المختصين في الملف الليبي والحركات الإسلامية إلى مليشيا “الردع” بأنها أقرب الكيانات العسكرية داخل العاصمة طرابلس للانضمام إلى الجيش الليبي، باعتبار أن غالبية منتسبيها من التيار السلفي الذي يختلف منهجيا مع الجماعات المتطرفة من تنظيمات القاعدة وداعش والجماعة الليبية المقاتلة وتنظيم الإخوان.

وزاد من هذا الترجيح أن مليشيا “الردع” أخذت على عاتقها محاربة جرائم التنظيمات المتطرفة خاصة تنظيم داعش، ومحاربة الجرائم المنظمة والعمل على مقاومة جرائم السرقة والحرابة والقتل، إلا أن هذه الافتراضية لم تحدث على أرض الواقع.

فتزامنا مع إطلاق الجيش الوطني الليبي عملية “طوفان الكرامة” 4 أبريل/نيسان 2019 لتحرير العاصمة من المليشيات والجماعات المتطرفة، انقسمت مليشيا الردع -حسب مصادر استخبارية ليبية- إلى فصيلين كبريين، يرى أحدهما بقيادة “عبدالرؤوف كاره” الانضمام إلى الجماعات الإرهابية التي تحارب الجيش الوطني الليبي، والآخر بقيادة “محمود حمزة” آثر الوقوف على الحياد من الحرب وانتظار المنتصر.

“كارة”.. سلفي في صف الإرهابيين
حسب المصدر الاستخباراتي فإن الفصيل الذي يقوده عبدالرؤوف كارة المعروف بـ”الشيخ الملازم” يقف ضد الجيش الليبي في صفوف قوات الوفاق.

ويسيطر “كارة” على الجزء العسكري من مطار معيتيقة، وهو نفسه الجزء الذي تنطلق منه الطائرات التركية المسيرة التي تحاول قصف الجيش الوطني الليبي، الذي استهدف طائرتين في هذا الجزء أثناء محاولتهما الهبوط.

ويعد الفصيل الذي يقوده “كارة” هو الفصيل الأكبر من مليشيا “الردع”، ويتولى تأمين البنك المركزي ووزارة الخارجية وعدد من المؤسسات الليبية الكبرى، وهو من يحافظ على سيطرة الإخوان على طرابلس رغم اختلافه المنهجي والفكري مع الجماعة.

قوات حمزة.. من يسجن الدواعش لا يساندهم
أما الفصيل الآخر فيقوده وفقا للمصدر محمود حمزة وعلى رأسه فرقة 20/20، ورغم ادعاءات الإخوان أنها تقاتل في صفوف الجماعات المسلحة ضد الجيش الليبي، إلا أن المصدر الاستخباراتي أكد أنها ترفض المشاركة في المعركة، وترى أنه لا يجوز القتال في جانب أي من الطرفين، مكتفية بالحفاظ على الأمن داخل العاصمة.

ويعد هذا الفصيل هو الأهم والأقوى رغم قلة عدده مقارنة بفصيل “كارة”، وذلك أنه يعتبر الذراع العسكرية الطولى لمليشيا الردع من حيث التجهيزات والتدريب، فهي مدربة تدريبا جيدا على الاقتحامات والقنص والعمل الجماعي.

ويسيطر هذا الفصيل على سجن معيتيقة الذي يحتوي على أكثر من 2000 متطرف ينتمون إلى تنظيمي القاعدة وداعش ما تسبب في خوضه معارك العديد من المليشيات التي حاولت تهريب إرهابيين للمشاركة في العمليات ضد الجيش الليبي في طرابلس.

يذكر أن مطار معيتيقة هو في الأصل قاعدة عسكرية، تم تحويل جزء منها إلى مطار مدني بعد تدمير مليشيا الصمود للإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي مطار طرابلس الدولي عام 2014 ضمن عمليات “انقلاب فجر ليبيا”، وتضم القاعدة سجنا ضخما تسيطر عليه مليشيا “الردع”.

وحاولت قوات طرابلس إقحام فصيل حمزة للمشاركة في صف المجموعات المسلحة وخداع منتسبي الفصيل وإيهامهم باستصدار فتاوى من شيوخ السلفيين بصحة محاربة الجيش الليبي، ولكن حمزة وعى هذه المحاولة وبقي على حياديته في طرابلس.

وتقول شعبة الإعلام الحربي للجيش الليبي إن مصطفى حمزة قيادي “الردع” بفرقة 20/20 تم اعتقاله بعد رفضه قتال القوات المسلحة الليبية في صفوف المليشيات، ما دفع مليشيا البقرة لقصف سجن معيتيقة لإجبار الردع على إخراج المساجين بعد سجن حمزة

upload.jpg