حول الجلسة المغلقة لمجلس الأمن التي عُقدت بتاريخ 10 مايو.
(منشوري هذا موجه للرئاسي وحاشية مستشاريه سياسيي الصدفة. هم من يعلمون صحته يقينا بل وقد نذكر ما غاب عنهم... أما جماعة انت كنت معاهم مش شوركم الموضوع)
عُقدت الجلسة بناء على حراك قامت به بلجيكا تحديدا ( المتورطة في ملف الإفراج عن الأموال المُجمّدة لصالح مليشيات تهيمن على المجلس الرئاسي و لا أحد يعلم أوجه إنفاق تلك الأموال ). حيث قامت بلجيكا بجهد استهدف الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن. انطلاقا من مفهوم أنه لا يمكن أن نغفل الجانب الإنساني على الأقل لما يجري في ليبيا. ونتيجة لتلك الجهود وبعد زيارة السراج لأوروبا طلبت بريطانيا عقد اجتماع مغلق قبيل اجتماع مجدول حول الشرق الأوسط لمناقشة الجانب الإنساني فقط وتم استدعاء موظف من إدارة حفظ السلام ليطلع المجلس على آخر الأوضاع الميدانية.
و قدم إحاطة سريعة كانت عادية في مجملها تحدث فيها عن الوضع الميداني والإنساني إلا أنه ذكر جملة مهمة وهي ( .. يصعب على الأمم المتحدة تحديد المجموعات المسلحة التابعة للسراج مِن حيث هويتها وانتمائها ومدى خضوعها للسلطة السياسية ). واسترسل يقدم إحاطة ذكر فيها أن هناك جمودا في محاور الاشتباكات وأنها على الأطراف الجنوبية للعاصمة وتحدّث عن النازحين وأعداد القتلى والقصف الجوي... الخ من المعلومات العادية.
تحدثت السفيرة البريطانية وقالت إنها تدرك الانقسام الواضح حول الملف اللليبي وتدرك الأسباب التي جعلت الدول الاعضاء وخاصة الدول دائمة العضوية يتصدع موقفها بعد أن كان متماسكا طوال السنوات الثمان الماضية. واعتبرت هجوم الجيش على طرابلس قد فاجأ الجميع ولم يكن متوقعا. إلا أن المجلس يجب أن يتحرك أمام ما يحدث. و قالت إن وفدها مستعد في آخر الجلسة ( بصفة بلادها محتكرة القلم الذي يصيغ أي قرار أو بيان عن ليبيا منذ سنة 1951 ) أن يصيغ ( عناصر للصحافة ) يتلوها رئيس مجلس الأمن للإعلام على أقل تقدير. وتعهدت أن تكون الصياغة متوازنة ولا تذكر أسماء أو صفات ولا يتم تنديد أي طرف، وسيكون مركزا على الوضع الإنساني والتهدئة.
تكلم مندوب ألمانيا ( وقد كان حديثه أكثر الوفود تطرفا؛ خاصّة أن بلاده تترأس لجنة العقوبات حول ليبيا ) واعتبر صمت مجلس الأمن أمام ما يحدث في ليبيا يهدد النظام العالمي القائم على التعددية والقواعد، ولاحظ أن قرارات حظر التسليح في ليبيا ضُرِبَت بعرض الحائط ويجب توجيه رسالة قوية للدول التي تدعم ( الماريشال حفتر وقواته ) لأنهم لم يحترموا حظر الأسلحة وقرارات مجلس الأمن ويجب أن يدركوا أن مصداقية مجلس الأمن على المِحك. (وقد لوحظ أن حديثه كان يتَّسِم بشي من الحِدَّة غير المتوقعة من ألمانيا).
طلب مندوب بلجيكا الكلمة، واستغرب عجز المجلس عن إصدار ولو بيان صحفي حول ما يحدث في طرابلس. وطلب أن تتولى الأمم المتحدة وضع خطة للدعم الإنساني في طرابلس. وركّز حديثه عن الوضع الإنساني وخطورة هذا على الليبيين والمهاجرين الذين يجب أن يكونوا في صلب اهتمام مجلس الأمن.
تحدّث ممثل أمريكا، وكان مقتضبا جدا؛ إذ عبَّر عن قلقه لما يحدث في طرابلس وأكد دعمه لخطة الأمم المتحدة، ولَم يزد عن هذا.
قدَّم مندوب روسيا عرضاً تاريخياً لأسباب الأزمة في ليبيا الآن وهو التدخل الغربي ( بحجة إلقاء الديمقراطية على الليبيين ) الذي لم يسقط نظاما قائما بل أسقط دولة ومكوناتها بالكامل، وأدخل البلاد في موجة عنف متواصلة وجعل ليبيا تعجُّ بالمجموعات المسلحة وتتغلغل بالإرهاب. تلك العصابات المسلحة التي تتحصل على تمويل مستمر ودائم. وأكد أن بلاده لن تسمح بتكرار الخطأ السابق والتدخل لصالح طرف ضد طرف - ووجَّه حديثه إلى مندوبة بريطانيا التي يصيغ وفدها الآن عناصر للصحافة -وطالب بضرورة أن تكون العناصر متوازنة ولا يفهم منها انحياز المجلس لصالح أي طرف. (ويُلاحظ أيضا أنه كان يتحدث بحِدَّة حول تدخل الناتو سنة2011 ).
عبَّر ممثل فرنسا عن قلق بلاده لما يحدث وأن ما حدث كان أمرا مفاجئا. يجب أن يعلم مجلس الأمن أسبابه قبل أن يدخل في أي عملية تفاوضية حول أي وثيقة. وأكد علي وجود مطلوبين وإرهابيين "على قوائم لجنة العقوبات" يتحركون بحرية في طرابس واستغرب كيف للمجلس ولجنة العقوبات أن يصمتا عن هذا أيضا. وقال إن رئيس فرنسا عبَّر بكل وضوح لفائز السراج في أثناء زيارته أن فرنسا إن لمست جدية من الأطراف أن تعمل جاهدةً على وقف إطلاق نار غير مشروط والعودة الفورية إلى تفاهمات باريس وباليرمو وأبوظبي.
تحدثت باقي دول الأعضاء وفق المساحة العادية للحديث، وكان الحديث تعبيرا عن القلق وضرورة العمل على هدنة إنسانية... الخ.
في آخر الجلسة قرأت مندوبة بريطانيا عناصر الصحافة، وهي:
- التعبير عن القلق إزاء عدم الاستقرار في "طرابلس" وتدهور الوضوع الإنساني الذي يهدد الحل السياسي.
- السلام لن يتحقق إلا من خلال حل سياسي.
- يدعم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جهود الممثل الخاص للأمم المتحدة غسان سلامي.
- يدعو مجلس الأمن جميع الأطراف بسرعة إلى العودة إلى الوساطة السياسية للأمم المتحدة، والالتزام بوقف إطلاق النار ووقف التصعيد للمساعدة في نجاح الوساطة.
طلب مندوب ألمانيا الكلمة واقترح إدراج فقرة تطلب من الدول احترام حظر الأسلحة.
وطلب مندوب بلجيكا استبدال كلمة طرابس حول قلق مجلس الأمن إلى عموم ليبيا وعدم تحديد الفوضى في طرابس فقط.
وطلبت جنوب إفريقيا الإشارة إلى قرار صدر عن مجلس السلم والأمن الإفريقي.
تدخل المندوب الروسي وقال إن أي تعديل على هذه العناصر سوف ترفض بلاده إصدارها، وانضم له ممثل الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى وتم اعتماد هذه العناصر الصحفية.
بالعربي إذا كانت عناصر الصحافة التي تُعتبر أقل ما ينتج عن مجلس الأمن حدث فيه كل هذا، فهل لا يزال السراج ومليشياته يأملون إصدارَ قرارٍ ملزم كما طلب سيالة في رسالته الأخيرة لمجلس الأمن في أثناء مناقشة تقرير محكمة الجنايات الدولية؟!
العالم يدرك جيداً حجم الكارثة التي أنتجها الصخيرات وحكومة السراج، ولا مناص من الحسم العسكري.
# منقول