بحيرة "قبر عون" جوهرة ضائعة في الجنوب الليبي


226001-574473228.jpg



تحتل الصحراء مساحة واسعة، من القطر الليبي الشاسع، فخلف شريطه الساحلي، الممتد على ضفاف البحر المتوسط، بحار من رمال، مليئة بالألغاز والعجائب، ومواقع نادرة للسياحة الصحراوية، التي لم تُستغل حتى يومنا هذا.

وتعتبر بحيرة قبر عون، إحدى هذه العجائب الساحرة، في الجنوب الغربي من الصحراء الليبية، تقع بين هضاب ذهبية عالية من الرمال الناعمة، يفصل بينها حزام من النخيل الأخضر، وفي الأسفل تستلقي البحيرة، بلونها الأزرق الهادئ، ليشكل هذا المزيج الثلاثي اللون لوحةً ساحرةً، على امتداد لا نهائي من الفيافي القاحلة.

وليس المنظر المدهش فقط، هو ما يسلب العقول عند زيارة البحيرة ، بل خصائصها العجيبة، التي تجعلها مزاراً علاجياً وملاذاً سياحياً، للهاربين من ضوضاء المدن، في آن واحد.

جنة للناظرين

تقع بحيرة قبر عون، غرب مدينة سبها عاصمة الجنوب الغربي لليبيا، بنحو 130 كيلومتراً تقريباً، ويبلغ طولها نصف كيلومتر، وعرضها 200 متر عند أطول نقطة و90  متراً عند أقصر نقطة فيها.

تنفرد البحيرة، بميزة نادرة بين مثيلاتها من البحيرات الصحراوية، وهي ملوحتها وارتفاع نسبة الكبريت فيها، وحرارة مياهها التي يصل عمقها إلى سبعة أمتار، عند أقصى نقطة في قاعها.

عجائب لا تنقضي

تشتهر البحيرة بميزات نادرة وخصائص عجيبة، أولها أنها محصنة ضد الغرق، بسبب شدة ملوحة مياهها الكبريتية، ما يجعل أي جسم يدخل إليها يطفو إلى السطح، ولذا لم تسجل أي حالة غرق بالبحيرة، في أي وقت مضى.

ثاني الغرائب، التي تكشفها البحيرة تباعاً لزوارها، حرارة مياهها الدائمة، والتي تزداد كلما توجهت إلى الأعماق، ويمكن الشعور بهذه الحرارة بوضوح بعد تجاوز عمق متر ونصف المتر، نحو أسفل البحيرة.

وتقع ثالث الغرائب على بعد أمتار قليلة من البحيرة الشديدة الملوحة، حيث يمكن عبر الحفر باليدين لمسافة متر أو متر ونصف، استخراج ماء عذب خال من الملوحة تماماً، وهذا أمر اشتهرت به البحيرة عند السكان المحيطين بها، وزوارها على حد سواء.

علاج للأمراض الجلدية

تتميز مياه البحيرة الكبريتية الشديدة الملوحة، بخصائص علاجية للعديد من الأمراض الجلدية، مثل الصدفية وحساسية الجلد، بحسب ما يقول السكان الذي يعيشون بالقرب منها، لذا يقصدها العديد من الزوار، من مدن الشمال الليبي لغرض الاستشفاء.

وحول حقيقة الخصائص العلاجية لبحيرة قبر عون، يجيب الدكتور المختص في الأمراض الجلدية، أحمد الرياني على سؤال لـ "اندبندنت عربية"، "أكدت التجربة العلمية، أن مياه البحيرة عامل مساعد في علاج عدد من الأمراض التي تصيب الجلد، مثل الصدفية والتهابات وحساسية الجلد والطفح الجلدي، بسبب التوازن بين نسب الكبريت والملح في مكوناتها، بخاصة الأول الذي لا تعد نسبته مرتفعة في المياه، وإلا قد يسبب الضرر للجلد، أكثر مما يسهم في شفاء الأمراض التي تصيبه".

بحيرة الطوارق وأسطورة "عون"

ينتمي غالبية السكان، القاطنين بالقرب من بحيرة قبر عون، إلى قبيلة الطوارق الليبية، التي تنتشر في جنوب غربي ليبيا بشكل كبير، وتتميز بثقافتها الصحراوية الخاصة، الضاربة في القدم والمليئة بالألغاز.

في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، خططت السلطات الليبية لاستغلال الإمكانات السياحية الهائلة للبحيرة، فرحلت سكان وأهالي قبر عون من الطوارق عنها، وفي عام 1989، بُنيت قرية جديدة لهم في منطقة "وادي الآجال"، الواقعة على بعد كيلومترات قليلة غربها، تحمل اسم قرية قبر عون، بعد أن كانوا يقيمون حول مياه البحيرة، منذ القدم.

أطلق الطوارق، اسم "قبر عون" على البحيرة، نسبة إلى قبر لأحد الصالحين، دفن على ضفاف البحيرة، ولا يزال ضريحه إلى اليوم.

ويعتقد السكان المحليون، بحسب الأسطورة الشعبية القديمة، التي تناقلوها جيلاً بعد جيل، أن هذا القبر يحمي البحيرة من انهمار الكثبان الرملية عليها، من الهضاب المحيطة بها، التي يصل ارتفاعها إلى نحو 10 أمتار، لذا ينظرون بقدسية كبيرة إلى القبر وصاحبه.

لؤلؤة في عقد فريد

بحيرة قبر عون، ليست يتيمة من المثيلات لها في محيطها الصحراوي، حيث تقع ضمن سلسلة متجاورة من البحيرات الصحراوية، عددها11  في الحيز الصحراوي الذي يسمى في ليبيا بـ"رملة الزلاف"، وأشهرها بحيرة المندرة (جفت حديثاً) وبحيرة "أم الماء"، لكنها تتميز عن أخواتها العشرة، بملوحة المياه وخصائصها العلاجية، بينما كل البحيرات الأخرى عذبة.

ويقول الصحافي الليبي، عماد بن عامر، الذي زار البحيرة مرات عدة، إنها "بما تنفرد به من خصوصية في كل شيء، تعتبر من الأندر في صفاتها وميزاتها، وباعتباري عضو نادي بنغازي البحري، زرتها أكثر من مرة، للمشاركة في مهرجانات للقوارب الشراعية، على مياهها الدافئة، وفي أحضان طبيعتها الساحرة".

ويتأسف في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، أن "البحيرة لم يستفد منها حتى الآن، كوجهة سياحية خلابة، بخاصة في الربع الأخير من السنة، حيث تكون الأجواء معتدلة في الصحراء، تستهوي تحديداً السائح الأوروبي، الذي يفضل الوجهات الدافئة وذات الطبيعة المغايرة لطبيعة قارته الباردة".

ويضيف "يمكن إقامة مهرجانات سنوية متنوعة على ضفاف البحيرة، بسبب طبيعتها الغنية، حيث شاهدت فيها مهرجانات عدة ناجحة، مثل التزلج على الرمال وسباقات القوارب الشراعية والمهرجانات الموسيقية، كما أضفى عليها سكان الطوارق، لمسة ساحرة، بسوق المقنيات المحلية التقليدية، الذي يقيمونه مع بداية كل مهرجان، وكانت مبهرة للسياح الذين شاركوا في الفعاليات".

معاناة من الإهمال

من جهة ثانية، يعتبر الصحافي والموسيقي الليبي، وليد بن صريتي، أن "قبر عون، جوهرة ضائعة في الصحراء، مثلها مثل بقية الكنوز الضائعة في هذا البلد، المبتلى بصراع فيه وحوله، طيلة قرن من الزمان".

ويستغرب بن صريتي "عدم وجود فندق سياحي واحد، على مقربة من هذه البحيرات الخلابة في الصحراء الليبية، التي تستغل بحيرات أخرى أقل منها جودة وسحراً، في إنعاش خزائن الدول، بمئات ملايين الدولارات سنوياً".

ويتمنى في حديثه لـ "اندبندنت عربية" أن "يقام مهرجان موسيقي عالمي سنوياً، في أحضان الصحراء وعلى ضفاف هذه البحيرات"، مؤكداً أنه "سيجد إقبالاً كبيراً وشهرة واسعة، ويجعل قبر عون وأخواتها، وجهة سياحية يشار إليها على المستوى الدولي".

وفي انتظار أن تمتد إليها اليد الراعية، والمقدرة لسحرها وجمالها وإمكاناتها، تبقى البحيرة محتفظةً بطبيعتها العذرية في صحراء ليبيا، وبعضاً من كنوزها المنسية، المتوارية خلف دخان الحروب وصراعات السياسة.

وصفة شيطانية تهدد حياة بعض الشباب فى الجنوب الليبى..؟================================ا(اللاقبى مع الترامدوول

67191599_2426576607586598_5987135143054147584_n.png

اللاقبى+الترامدول

في منطقة الجنوب الليبي، رصدت جهات امنية ازدهار صناعة الخمور من عصير اللاقبي. حيث يفيد أحد المهتمين بمتابعة هذا الشأن ، وهو آمر دوريات استطلاع في جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في المنطقة فى مقابلة له مع احدى الصحف ، بأن مهاجرين أفارقة غير شرعيين تستغلهم مجموعات مسلحة في العمل على استخراج اللاقبي من مزارع النخيل في واحات صحراء الجنوب , واضاف لقد عثرت فرقنا على عشرات البراميل التي كانت تحتوي على مواد كيماوية واقراص تضاف لعصير اللاقبي تم تدفن في رمال الصحراء الساخنة لفترة ليتحول إلى خمر في واحات جبال الهروج".
ويتابع...
"تجارة خمر اللاقبي رائجة ومربحة، إذ يباع بأسعار أرخص من الخمور المستوردة، لكن المحزن أنه يتم قتل نخيل واحات بأكملها مما يهدد اهم ثروت تشتهر بها الجنوب وهى الثمور ". ونظرا للوضع الأمني المنفلت في ليبيا عموما وفى الجنوب بشكل خاص ...يرى ألمتابع صعوبة في الحؤول دون وقف ظاهرة استخراج اللاقبي من نخيل ليبيا والاتجار بها ، قائلا "هذه المجموعات تجوب الصحراء ولا رادع لها، تتاجر في المخدرات والأسلحة وتهريب البشر، ولا نمتلك القدرات الكافية لملاحقتهم، لأنهم أكثر تسليحا منا"؟

يقول احد الخبراء فى هذا الشأن:
أنه يتم إضافة أقراص مخدرة مثل الترامدول وغيره إلى العصير المتخمر،وذلك لزيادة ثأتيره على العقل مما يهدد حياة متعاطيه". ويعد سكر الفاكهة، المعروف بالفركتوز، المكون الأساسي لعصارة اللاقبي، والتي تتخمر بشكل سريع في حال تعرّض المزيج للحرارة، بفعل نشاط بكتيريا Bacillaceae، المتوفرة بكثافة في أجواء ليبيا، كما يقول الخبير ، لافتا إلى أن سبب ارتفاع نسبة الكحول في خمر اللاقبي، يرجع إلى تصنيعه في درجات حرارة عالية، الأمر الذي يهدد صحة متعاطيه بشكل أسرع..

الترامدول واللاقبى و السلاح والمجموعات الارهابية التى تتمركز بالمناطق الجبلية مثل الهاروج هل هى صدفة ام هى صناعة تحمل اجندة خفية؟

ماذا يقول الأتراك عن ثروات ليبيا…

الأتراك يكتشفون "كنوزا ضائعة" هائلة في ليبيا! واستعرضت وكالة أنباء "الأناضول" ما تزخر به ليبيا من ثروات طبيعية، مشيرة إلى أن هذا البلد لهذا السبب كان "منذ القدم محل أطماع دولية". وكتبت الوكالة التركية قائلة إن ليبيا "ليست مجرد صحراء شاسعة جنوب البحر المتوسط لا تنتج سوى النفط وقليل من الغاز كما يعتقد البعض، بل تملك ثروات معدنية هامة لكنها في أغلبها غير مستغلة، على غرار الذهب واليورانيوم والحديد الخام وغيرها من المعادن، لذلك كانت منذ القدم محل أطماع دولية". ولفت التقرير في هذا السياق إلى أن ليبيا تعد "رابع أكبر بلد إفريقي من حيث المساحة بعد الجزائر والكونغو الديمقراطية والسودان، حيث تتربع على مساحة تقارب 1.760 مليون كلم مربع، شمالي القارة السمراء، ويقطنها أكثر من 6.5 مليون نسمة". وتمتلك ليبيا كذلك "ساحل طويل مطل على البحر الأبيض المتوسط يبلغ 1770 كلم، ويوفر لها ثروة سمكية هامة لم تستغل بالشكل المطلوب، خاصة على مستوى خليج سرت ذو المساحة الواسعة والذي تحتكر ليبيا السيادة عليه". ورأت أن اعتراض الولايات المتحدة على مد طرابلس لمياهها الإقليم في هذا الخليح في عهد القذافي، كانت "لأسباب سياسية على الأغلب". ونوهت الوكالة بأن ليبيا كانت من أوائل دول المتوسط "التي اكتشفت النفط والغاز بكميات كبيرة قبالة سواحلها على غرار حقل البوري النفطي الذي اكتشف في 1976، ويعد الأكبر من نوعه في البحر المتوسط". ورصدت أن هذا البلد يزخر كذلك بـ"احتياطات منجمية هامة خاصة من الجبس والحديد، اللذين يدخلان في تصنيع عدة مواد متعلقة بالبناء، على غرار الحديد الصلب، والأسمنت والزجاج، والسيراميك". وأوضح التقرير أن ليبيا بما مرت به من اقتتال في عام 2011، وما عانته من حصار اقتصادي دولي قبل ذلك "تحتاج إلى إعادة إعمار واسعة، خاصة وأنها بلد مصدرة للنفط والغاز، وتمتلك احتياطات هامة بالعملة الصعبة، بالإضافة إلى مصانع للحديد والصلب وأيضا للأسمنت، ناهيك عن مناجم خام الحديد والجبس ورمال السيليكا"، مشيرة إلى أن إعادة الإعمار في هذا البلد لا تتطلب إلا "توفر حد أدنى من الأمن". ووضع التقرير وصفة لهذه العملية تبدأ باستعادة الاستقرار، ثم "استقطاب الشركات الدولية ذات الخبرة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، بالتوازي مع ذلك فتح الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي، والتركيز على قطاعات الكهرباء والبناء والأشغال العمومية، في المرحلة الأولى، بالنظر إلى أهمية تشييد البنية التحتية التي يقوم عليها اقتصاد الدولة". ونقل التقرير عن وكالة الطاقة الأمريكية، أن مخزومات النفط الصخري الليبي "رفعت احتياطات البلاد من 48 مليار برميل إلى 74 مليار برميل مما يجعلها الأولى عربيا من حيث احتياطات النفط الصخري والخامسة عالميا، بعد روسيا والولايات المتحدة والصين والأرجنتين". وللمفارقة، لفتت الوكالة التركية إلى أن هذا النفط الصخري "يوجد شمال غربي ليبيا وفي جنوبها الغربي، مما يعني أن مستقبل النفط الليبي سينتقل من إقليم برقة إلى إقليمي طرابلس (غرب) وفزان (جنوب غرب)". وسجل التقرير أن إضافة الغاز الصخري ترفع "احتياطات الغاز الليبي إلى ثلاثة أضعاف، من 55 تريليون قدم مكعب إلى 177 تريليون قدم مكعب، وذلك بإضافة 122 تريليون قدم مكعب من الاحتياطي القابل للاستخراج من الصخور". وتبعا لذلك تحتل ليبيا المرتبة الثانية إفريقيا بالنسبة للغاز الطبيعي بنحو 8 تريليون متر مكعب، بعد جنوب إفريقيا بقدر بـ 13 تريليون متر مكعب، وقبل الجزائر المقدرة ثروتها الغازية بـ 6.5 تريليون متر مكعب. وعرج التقرير على احتياطات ليبيا من خام الحديد، مشيرا إلى أنها تحوز على احتياطات ضخمة "تفوق حتى احتياطات موريتانيا، إذ تصل إلى 3.5 مليار طن مع نسبة الحديد بين مكونات الصخور تصل إلى 35-55 بالمئة، بحسب المجلس الليبي للنفط والغاز". وفي هذا المجال لفتت الوكالة أيضا إلى أن مناجم الحديد اكتشفت "بالجنوب الغربي لليبيا، خاصة في منطقة تاروت ببراك الشاطئ شمال مدينة سبها". واستند التقرير على المجلس الليبي للنفط والغاز في تأكيد وجود "مناجم اليورانيوم بالجنوب الغربي لليبيا في منطقة العوينات الغربية بالقرب من مدينة غات، الحدودية مع الجزائر". وتوقف التقرير التركي عند اليورانيوم، مشيرا إلى أنه أحد الأسباب التي تدفع فرنسا للاهتمام بإقليم فزان "الذي يوجد به اليورانيوم، ناهيك عن النفط والغاز". ووجدت الوكالة شواهد لخامات الذهب "في منطقة العوينات الشرقية، قرب مثلث الحدود الليبية مع مصر والسودان"، وكذلك شواهد للذهب والمنغنيز "في جبال تيبستي من الجانب الليبي على الحدود مع تشاد". واستدرك التقرير محذرا من أن "ذهب ليبيا في تيبستي عرضة للنهب من الباحثين الأفارقة عن المعدن الأصفر والذين يجوبون الصحراء الكبرى من السودان شرقا إلى موريتانيا غربا مرورا بتشاد وليبيا والنيجر والجزائر للتنقيب عن الذهب بوسائل بسيطة". وعثر التقرير التركي حول ثروات ليبيا الطبيعية الضائعة في نفس المنطقة على ما يسمى "بالأتربة النادرة أو العناصر النادرة، والتي تدخل في صناعة التقنية النووية والإلكترونية المتطورة مثل الهواتف الذكية ومكبرات الصوت الخلايا الضوئية المستخدم في صناعة الألواح الشمسية". وقيل في هذا الشأن أن الصين تكرر "إنتاج 90 بالمئة من العناصر النادرة المشكلة من 17 عنصرا كيميائيا، وتعاني الولايات المتحدة من تبعية قاتلة لبكين في هذا المجال، حيث تستورد منها 80 بالمئة من حاجاتها، لذلك تبحث واشنطن عن بدائل، وقد تكون ليبيا مستقبلا إحدى هذه البدائل". ووصل التقرير في الختام إلى نتيجة مفادها أن الاحتياطات "الهائلة التي تملكها ليبيا سواء من حديد ويورانيوم وذهب ونفط وغاز صخريين وعناصر نادرة، ناهيك عن موارد مائية جوفية وساعات مشمسة طويلة لإنتاج الطاقة الشمسية، مما يجعلها محل أطماع دولية، خاصة في ظل قلة عدد سكانها وتنازعهم فيما بينهم". المصدر: الأناضول

ليبيا وشبح التقسيم؟ ماذا قالت ستيفانى وليمز عن شبح التقسيم؟

#ويليامز: إذا استمرت تطورات الأزمة الليبية يمكن طرح فكرة تقسيم البلاد الوطن – واشنطن

قالت رئيسة بعثة الدعم الأممية في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، إن ليبيا قد شهدت خلال الشهرين الماضيين تغيرًا جذريًا على الأرض؛ حيث ادى انسحاب قوات الجيش العربي الليبي الى تقدم قوات حكومة الوفاق المدعومة بالطائرات التركية والبوارج والمقاتلين السوريين إلى حدود مدينة سرت الساحلية، ما أوقف مساعي قوات الجيس بقيادة حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس حاليا. ورجحت وليامز، خلال ندوة نظمها المركز العربي للدراسات، ومقره واشنطن، بعنوان “ليبيا والطريق إلى الأمام – تقييم المبادرات الإقليمية والدولية”، نقلت تفاصيلها صحيفة “القدس العربي”، وطالعتها “الوطن الليبية”، طرح فكرة تقسيم ليبيا، قائلة: “الليبيون يعارضون الفكرة، لكن إذا استمرت التطورات الحالية في نفس الاتجاه، فقد يدفع ذلك نحو النظر في تقسيم البلاد”. وأكدت أن الهدوء الحالي لا يعني نهاية الصراع، وأن الظروف لا تزال قائمة لاستئناف القتال، خاصة أن اللاعبين المحليين واللاعبين الإقليميين والدوليين لا يزال لديهم تأثير على كيفية تطور الصراع، محذرة من شعور محتمل بالنصر من جانب حكومة الوفاق، قائلة: “هناك خطر من الشعور بالانتصار المفرط لقوات حكومة الوفاق في خال توقف الدعم التركي ليجدوا انفسهم امام ترسانة الجيش بدون غطاء تركي ولا مقاتلين سوريين على الاوض وهم الان ينتشون بالتفوق وقد يقومون بتكرار نفس الخطأ، الذي ارتكبه حفتر وقواته في مسيرتهم إلى طرابلس في/ أبريل 2019م”. وشددت على حقيقة أن التدخل الخارجي في الأزمة الليبية يعقد الأمور، لافتة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب النزاع، الذي خلف عشرات الآلاف من النازحين داخليًا، كما حمّلت “قوات حفتر” مسؤولية زرع الأجهزة المتفجرة والألغام في المناطق التي أخلتها حول طرابلس ، مما تسبب في مقتل وجرح ما لا يقل عن 100 مدني ان تم اثبات ذلك فالتحقيقات الدولية . وفيما يخص اكتشاف مقابر جماعية في ترهونة وما إذا كانت الأمم المتحدة تعمل على توثيق الحقائق قالت ستيفاني ويليامز: “لقد تحدثت عن الاكتشافات المروعة للمقابر الجماعية في ترهونة، وقد أحيلت المسألة بكاملها إلى محكمة الجنايات الدولية، وقد سمعنا البيان الذي أصدرته فاتو بنسودة، المدعي العام للمحكمة”، مشيدة بتشكيل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعثة لتقصي الحقائق للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والمقابر الجماعية في ترهونة وصبراتة وغريان ومحاسبة أي كرف قد يثبت عليه ذلك. وأضافت: “نحن في بعثة الأمم المتحدة نقدم المشورة والتعليمات الإرشادية لحكومة الوفاق ولوزارة العدل والدفاع والمدعي العام” متابعة: “نعم هناك مقابر جماعية والمهم الآن هو حماية الأدلة التوثيقية، فهذه أمور كلها ستحال إلى المحكمة الجنائية الدولية لاتباع المعايير الدولية في هذا الشأن”. وحول إمكانية حل الأزمة الليبية، أكدت أن الحل ليس مستحيلا، بل في متناول اليد؛ من خلال تقليل عدد أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، او تغييره وتشكيل حكومة تكنوقراط تقدم خدمات للناس، وفصل منصب رئيس الوزراء عن المجلس الرئاسي، لافتا إلى أهمية الحاجة لخارطة طريق انتخابية سليمة، مع ضرورة توافر إرادة دولية، وإرادة حقيقة من الليبيين أنفسهم، ومنع التدخل الخارجي السلبي. وفيما يخص مطالب استبعاد حفتر من التسوية السياسية المقبلة، قالت: “إذا دخلتا في جدل حول ضرورة استبعاد حفتر، فسيأتي من يقول يجب إبعاد خالد المشري، والسراج وباشاغا ومن يقول يجب ألا يكون هناك عقيلة صالح”، ايضا متابعة: “هذه ليست بداية صحيحة؛ يجب عدم التركيز الآن على الأشخاص والتركيز يجب أن يكون على المؤسسات، وهذه نقطة أهملها المجتمع الدولي، فلو ركزوا على بناء المؤسسات فكان من الممكن مخاطبة مواضيع الفساد والمساءلة”. وأكدت ويليامز أن الحل السياسي يجب أن يتضمن جانبا اقتصاديا، كما تم التوافق عليه في برلين، وفق ما تم تضمينه في المسارات الليبية الثلاث، مطالبة المجتمع الدولي الآن بأن يدفع بالمسألة الليبية من كونها تحتل المرتبة الثانية في الأولويات، لتكون الأولوية الأولى قبل أن تفلت الأمور تماما.

FB_IMG_1593369385633.jpg

تقرير عن بعض علب التونة ومخاطرها على صحة الانسان؟

منقول …

هذا التقرير بخصوص علب التونة في ليبيا ؟

لاحظ العديد من المواطنيين في ليبيا بالسنوات الاخيرة الاعداد الهائلة من شركات التونة المعلبة لدرجة ان المواطن يحتار في كل مرة يشتري فيها علبة التونة .. الحقيقة ان الابحاث على مستوى العالم نصحت بالبعد عن 3 دول في إستيراد التونه المعلبه والدول حسب الترتيب : 1..تايلاند 2..الصين 3..فيتنام لتشبع أسماكها بالزئبق الذي يعتبر من اقوى المواد السامة على وجه الارض في جرعاته العالية .. حيث تتكون بها مادة شديدة الضرر أسمها ( نيترو آمين ) تطلقها الأحماض الأمينية في لحم التونة لحفظها مدة طويلة .. وطبعا زيتها ومادتها الملحية التي تحتوي على مواد حافظة ضارة و مدمرة للكبد والكلى وهذا من منظمة الصحة العالمية من 12 بحث موثق. و يسأل مواطن لماذا يختار المستورد الليبي الشركات التايلاندية خاصة أو شركات شرق آسيا عموما !؟ #الجواب لأن سعرها تراب .. بالليبي معندش مشكلة يجيب اردئ نوع المهم رخيص .. السمكه تنقسم و تتقطع نصين النص الاول حشاكم المفروض كناسة لكن القطع من البطن والزعانف بالشوك بالجلد بالرأس يتم فرمه وتقدم ليك تحت أسم ( تونه مفتته داكنة اللون ) وانت المسكين طبعا مش عارف علاش داكن اللون ومفتته !! أما النص الثاني .. الظهر يتقسم قطع تحت مسمى " قطع فصوص " وينباع ليك على أنه أفخم الأنواع !! واحد يقولك باه شن نشري من التونة ؟ عندك أفضلهم #الأوروبي بشكل عام و عربيا مثلا #التونسي وغيره من الدول العربيه المصنعة و تأكد من تاريخ الانتاج و الصلاحية .. و هذا مختصر للموضوع لان الصراحة في ظل غياب رقابة الدولة الموضوع زاد عن حده والتجار لارحمة ولا شفقة في كل شي لا يهمهم مواطن ولا دولة ... فضلا وليس امرا دير مشاركة لعائلتك و اصدقائك حتى تصل اليهم المعلومة و ربي يحفظكم جميعا

تقرير لصحيفة المونيتور الأمريكية عن اخر مستجدات الصراع الدولى على ليبيا؟

يقول التقرير…

"أن الطائرات بدون طيار التركية، التي ساعدت في تحويل المعركة لصالح حكومة الوفاق الوطني، واجهت قيوداً كبيرة في تحركاتها بسبب الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة.

وكانت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) قالت إن طائرات روسية تسلمتها ليبيا في مايو تُستخدم على نطاق واسع، مشيرة إلى أن  14 طائرة ميج-29 على الأقل وعدة طائرات سوخوي-24 نُقلت إلى ليبيا عبر سوريا بعد طمس العلامات الروسية المطبوعة عليها.

وبعد خسارة حفتر لقاعدة الوطية أهم القواعد العسكرية الليبية الشهر الماضي، سحبت موسكو مرتزقة فاغنر، الذين دعموا حفتر، إلى الجفرة في وسط ليبيا، والذي اُعتبر علامة على أن المنطقة ستصبح بمثابة خط أحمر بالنسبة لروسيا.

وفي أواخر مايو نشرت موسكو 14 طائرة من طراز MiG-29 و Su-24 على الأقل في الجفرة، وأظهرت أن هذا خطها الأحمر، ولم تبد أي مرونة فيما يتعلق بالسماح لسرت بالسقوط، محطمة آمال أنقرة في تكرار الانتصارات السهلة نسبيا في الوطية وترهونة.

جدل صاخب

وفي 14 يونيو، أجل وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان زيارة إلى تركيا في اللحظة الأخيرة، مع استمرار الاتصالات الثنائية، وانسحبت موسكو من المحادثات بعد أن رفضت تركيا اقتراحًا مصريًا بوقف إطلاق للنار يتماشى مع خطة اللعبة الروسية.

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذكر في 8 يونيو أن سرت والجفرة وحقول النفط الرئيسية هي الأهداف التالية للحملة، واعترف بأن روسيا "منزعجة"، وقال إنه سيناقش الأمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحدث جدل صاخب على سرت بالفعل في أوائل يونيو، عندما زار وفد من حكومة الوفاق الوطني، بما في ذلك نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق موسكو مؤكدا أن "سرت خط أحمر لروسيا"، بالعودة إلى طرابلس، اتصل بقائد عملية سرت - الجفرة، وحثه على وقف الهجوم بينما تعهد وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني بالسيطرة عليها سرت، كما أمر رئيس الوزراء فايز السراج، عائدًا من المحادثات في أنقرة، بمواصلة الهجوم.

وقال العميد عبد الهادي دراه، المتحدث باسم غرفة العمليات المشتركة بين سرت والجفرة، في 15 يونيو: "سرت خط أحمر بالنسبة لنا".

وخلال الساعات الماضية، أعلنت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الجفرة وسرت خط أحمر وأن مصر لن تسمح بسقوطهما في يد قوات التوافق، وأنها قد تتدخل عسكريا لمنع ذلك.

لماذا سرت خط أحمر؟

 تقع سرت في منتصف الساحل الليبي، وهي البوابة الغربية لمنطقة "الهلال النفطي" في البلاد والطريق الذي يجب على أي طرف أن يسيطر ليتمكن من الوصول إلى موانئ زويتينة وراس لانوف والسدرة والبريقة، حيث يوجد 11 خط نفط و3 قنوات غاز.

ومن خلال الاستيلاء على سرت، يمكن السيطرة بسهولة على امتداد ساحلي بطول 350 كيلومترًا على طول الطريق إلى بنغازي، حيث تكثر خطوط الأنابيب والمصافي والمحطات ومرافق التخزين.

قبل اندلاع الحرب في 2011 في ليبيا، كان 96 % من الدخل الليبي من النفط، حيث يبلغ احتياطي البلاد 48.3 مليار برميل من النفط و1.5 تريليون متر مكعب من الغاز.

كما تسعى تركيا إلى وجود عسكري دائم في ليبيا، وتتطلع إلى قاعدة الوطية وقاعدة بحرية في مصراتة، وقاعدة القرضابية الجوية بالقرب من سرت.

أما بالنسبة روسيا، فهي تسعى للسيطرة على سرت للحصول على موضع قدم في جنوب البحر المتوسط، بعد الحصول على قواعد في طرطوس واللاذقية في سوريا.

 بالنسبة لمصر

من جهتها، تعتبر القاهرة أن سرت خطا أحمر لأنه  في حال سقوطها في يد حكومة الوفاق ستسيطر على النفط الليبي مما يعطيها التفوق على قوات حفتر، وهذا سيساعدها في السيطرة على باقي المدن حتى تصل إلى الحدود المصرية.

كما تنظر فرنسا لسرت بنفس الأهمية التي تنظر بها روسيا، فهي الأخرى تريد الميناء وقاعدة عسكرية.

وفي 14 يونيو، هاجمت فرنسا تركيا بسبب تزايد "عدوانيتها" في ليبيا، متهمة إياها بانتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وطلبت عقد اجتماع للناتو بشأن هذه القضية، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن موقف تركيا "يشكل خطرا على أنفسنا وخطر استراتيجي غير مقبول لأنها تبعد 200 كيلومتر 124 ميلا عن الساحل الإيطالي".

وتسعى فرنسا للحصول على دعم أميركي مباشر لكبح جماح تركيا، ولكن بالنسبة لواشنطن، فإن الأولوية هي إعاقة روسيا، ومن غير المرجح أن تركيا في الناتو، فهي تدعم أنقرة بشكل علني، ولكن ما يمكن أن يدفع واشنطن لتغيير موقفها هو عقد أنقرة شراكة مع موسكو في ليبيا، بحسب الصحيفة.

FB_IMG_1592743973515.jpg

اين خسرنا …ولماذا؟

اين خسرنا, ولماذا؟ *

عند مطلع الالف الثالث قبل الميلاد , قام المصريون بتطوير السفينة النهرية. حينها سيطروا على الطريق الدولي الوحيد الذي يربط بين اسواق العالم القديم. * كان لا بد من تعامل مالي , هنا تم انشاء الحوانيت التي ابتكرت سعر الفائدة. حيث كان لابد من اعتماد عملة دولية من الذهب والفضة. * هذا الحانوت كان خزانة للذهب والفضة مقابل فائدة محدودة. استطاع صاحب الحانوت من اقناع زبونه بان يودع عنده هذه المعادن مقابل فائدة محدودة , وهذه الودائع لا تصبح حليا , بل تصبح ( ضمانة مصرفية ) يمكن استثمارها في تمويل التجارة. * هذا التمويل المنتظم اثبت ان المصرف ليس دكانا للنقود بل سلاحا جديدا قادرا على احداث انقلاب شامل في خطط الحرب. *عند نهاية القرن العشرين قبل الميلاد , كان نظام المصرف , قد نقل الاقطاع من مرحلة المملكة الي مرحلة الامبراطورية. * حوالي سنة 1700 قبل الميلاد , كانت معظم اراضي مصر قد سقطت في ايدي الهكسوس. * هذه قصة مختصرة جدا لتطور النظام المصرفي الراسمالي. * كيف استفاد اليهود من هذا النظام؟ * تم كتابة التوراة بحيث جعلت اقراض الاجنبي بالربا فريضة دينية يؤديها اليهودي الورع بموجب نص لشريعة. * تعددت وسائل اليهود في احتكار المال عن طريق زيادة سعر الفائدة علي القروض , وضرب الشركات المحلية. *سوف يقوم اليهود باعادة كتابة التاريخ من جديد , وسوف تصاغ قصة خروجهم من مصر في صيغة تليق بمقام الاغنياء وينال فرعون العقاب الذي يستحقه لانه هدد امن المصارف , فتغرقه التوراة في البحر الاحمر ويلعنه رجال الدين والي الابد. * ان اليهود لم يخترعوا المصرف الحر , بل اكتشفوا قدرة راس المال علي العمل في مجتمع ديمقراطي. *ان نظرية ارض الميعاد ليست نظرية دينية بل مصرفية. * لقد نجحت الدولة المصرفية في تطوير فكرة الباب المفتوح , الي سياسة قومية وفتحت السوق العالمي امام راس المال. * في هذا الوقت كان الشرق الاوسط لا يزال علي حاله كما تركه فرعون. كانت حكوماته عبارة عن اقطاعيات متناحرة. تدار بنظم بدائية لا تستطيع ان تحتوي نظام المصرف الحر. * في 1967 وقعت الهزيمة , هزيمة 100 مليون عربي مقابل 3 مليون اسرائيلي. واعلنت الدول العربية ان احتياطياتها من العملة الصعبة لا تكفي الا لبضعة ايام من القتال! بينما كانت مصارف اسرائيل تؤمن لها اموالا لا تنتهي. * اعلن السادات في السبعينات ان 99% من اوراق اللعبة بيد اميركا , ويقصد بيد المصارف الراسمالية. *تلخيص : 1- ان اسرائيل ليست صنيعة الولايات المتحدة , كما يعتقد ساسة العرب - بل ان الولايات المتحدة واسرائيل معا , صنيعتان للمصرف الراسمالي الحر. 2- ان نظرية الضغط الاميركي علي اسرائيل , نظرية خرافية بحتة , لان اسرائيل مشروع مالي مستقل مثل الولايات المتحدة نفسها. 3- ان العرب لم يخسروا المعركة ضد اسرائيل , بل خسروها ضد نظام الدولة الراسمالية . وان هزيمة من هذا الحجم لا يمكن تعويضها حتي باستعادة الاندلس وفلسطين. 4- ان العرب الذين فشلوا في تطوير ادارة ديمقراطية لا يستطيعون ان يمتلكوا نظاما مصرفيا حرا وليس بوسعهم ان يكسبوا السباق في هذا العصر المصرفي. 5- ان السياسة الناجحة هي ثمرة القراءة الصحيحة للتاريخ وان سياسة العرب المرتبكة والفاشلة مصدرها تورط العرب في ثقافة مزورة تفسر الاسلام بلغة السحرة وتتجاهل دستور الشرع الجماعي وتعطي ( مال الله ) للاقطاع وتقرا التاريخ بلسان فقيه غائب عن التاريخ! *بتصرف شديد من كتاب ( الاسلام في الاسر ) للمفكر الليبي المرحوم د صادق النيهوم ( ولد في بنغازي 1937, دكتوراه من القاهرة في الاديان المقارنة , دكتوراه من جامعة ميونيخ بالمانيا في الفلسفة , دكتوراه من جامعة اريزونا في اميركا في الاديان المقارنة ايضا. اخر وظيفة : استاذ الاديان المقارنة في جامعة جنيف - سويسرا , توفي عام 1994).

بضؤ من الجنائية الدولية .. تفاصيل عن عملية سرية للقبض على سيف الإسلام القذافى

ليبيا – قدمت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي طلبًا بشكل مباشر لدول أوروبية إضافة إلى تركيا لمساعدتها في القبض على، سيف الإسلام معمر القذافي رغم ان الأخيرة غير موقعة على نظام روما الأساسي وذلك عقب أيام قليلة من تقرير نشرته وكالة ” نوڤا ” الإيطالية الشبه رسمية بالخصوص تناول تصريح من أحد الأشخاص المسؤولين عن أمن القذافي الذي أكد علمهم بما يجري بما فيه المحاولات التركية  .

وقال مصدران رفيعان متطابقان لـ المرصد تعقيبًا على هذه التقارير بأن تركيا هي من بادرت وأبدت رغبتها للمحكمة في المساعدة  وبدأت فعلاً في استخدام طائراتها المسيرة في مصراتة وقاعدة معيتيقة الجوية شرق طرابلس لتسيير طلعات مراقبة وتحليل في مهام للبحث عن سيف الإسلام إضافة لرصد طائرات مراقبة وتنصت ودعم فني تركية ” أواكس ” في مهام قبالة سواحل المنطقة الغربية خلال الأيام القليلة الماضية يُعتقد بأنها كانت تعمل في ذات الإطار وكان آخرها واحدة يوم الاثنين الماضي.

وكشف المصدر بأن تركيا تتعاون في هذا الملف مع قوة محلية تابعة لداخلية الوفاق تتخد من قاعدة معيتيقة مقراً لها (قوة الردع الخاصة) لتقفي أثر القذافي بمحيط الجبل الغربي وتأمين فريق لها لتركيب هوائيات لطائرتها المسيرة “بيرقدار TB2 ” لتتمكن من تغطية محيط الجبل بالكامل لتسهيل عملية البحث مؤكدًا أن هدف أنقرة الأساسي هو القبض عليه وتسليمه ” كورقة ” لحكومة الوفاق ثم المماطلة في تسليمه للجنايات الدولية ولاحقًا إبعاده عن المشهد عبر تسليمه رسميًا حيث لا تمانع حكومة السراج من ذلك مبدئيًا وكان موقفها ذلك مترجمًا في جلسة 12 نوفمبر الماضي التي حضرها وزير العدل محمد لملوم .

ويأتي هذا التحرك من قبل محكمة الجنايات الدولية بعد رفضها طلب إستئناف فريق محاماة سيف الإسلام القذافي بشأن عدم إختصاصها بمحاكمته بعد صدور عفو عام من قبل مجلس النواب المنتخب ومقره في طبرق.

ويقول المصدران بأن المحكمة تحاول استغلال التواجد العسكري التركي في ليبيا وحالة الفوضى الراهنة لتقوم تركيا بمشاركة قوة محلية بالقبض على القذافي الابن وتسليمه لها رغم صدور قرار العفو العام من قبل البرلمان بالإضافة إلى دعم قطر لهذه الفكرة وعرضها على مدعية المحكمة التي زارت الدوحة في نوفمبر 2019 وأشادت من هناك بالجهود القطرية في ” تطوير المنظومة القانونية الدولية  ” .

المرصد – خاص

FB_IMG_1591214046326.jpg

الاهتمام الأمريكى بليبيا صياح البطة العرجاء…؟

" -----------------------------------------

في تغير مفاجئ لاحظنا كباقي المراقبين للحالة السياسية في ليبيا تغيرا مفاجئا من قبل اﻹدارة الامريكية للشأن الليبي تناول بيانات ومواقف سياسية تباينت من حيث الشدة والحدة حول تفاصيل وتداعيات الحالة الليبية. ولفهم اعمق للأهتمام المفاجئ للأدارة الامريكية في ليبيا سنتدرج في هذا المقال التحليلي لعرض المعطيات و تحليلها ثم الأستنتاج والشواهد للوصول إلي التداعيات المحتملة والتوصيات للتعاطي معها #المعطيات - العام الأخير من الدورة الأنتخابية للرئيس الامريكي يسمى عام "البطة العرجاء" بسبب تكبيل كل القرارات السياسية والمؤسساتية الداخلية والحارجية بأولويات انتخابية وعام 2020 هو عام بطة عرجاء (بمعنى ان كل سياسات الرئيس الامريكي الأن هي دعاية انتخابية مبكرة) - عام 2016 كان الملف الليبي مهما في صراع ترامب كلينتون الأنتخابي وحرص ترامب على أستغلال اغتيال السفير الامريكي في بنغازي ودعم سياسة كلينتون في وزارة الخارجية في التعامل ودعم جماعة الأخوان المسلمين في ليبيا وصلتها بالمتورطين في مقتل السفير. - طوال الفترة الأنتخابية الأولى للرئيس ترامب كانت المناكفة السياسية للديمقراطيين تتركز حول اتهامه بتلقي دعم روسي لحملته الأنتخابية ورغم انهم لم ينجحوا في تحويل اتهامهم لقرار تنيحته لكن الضوضاء الإعلامية التي صاحبت محاولات اثبات اتهاماتهم خلقت رواسب وتخوف عند الناخب الامريكي #التحليل_والأستنتاج: على بعد ستة أشهر فقط من الأننخابات الرئاسية الامريكية تحولت ليبيا إلي ورقة انتخابية هامة، فمن ناحية سيحاول الديمقراطيون أثبات فشل إدارة ترامب للشان الخارجي في ليبيا وأثرها على المصالح الامريكية وحلف الناتو والمتوسط والمنطقة، كما انهم ايضا سيحاولون ربط التوغل الروسي في ليبيا كانه مكافأة او ثمن للدعم الروسي لحملة ترامب الانتخابية التي لم يستطع الديمقراطيين أثباتها ولكنهم سيحاولون توظيفها في تخويف او على الأقل خلق حالة من التردد لدى انصار الحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة. ولذا نلاحظ اهتمام مفاجئ وكبير لدى اداراة ترامب بالوضع في ليبيا لعدم استغلالها انتخابيا من قبل الديمقراطيين كنقطة ضعف لسياسته الخارجية او اثبات علاقته بالروس. #شواهد_اﻹهتمام_الامريكي: - التحول المفاجئ لدور اﻹدارة الامريكية من الضغط من خلال لجنة مواجهة وحل الميلشيات المسلحة من خلال مفاوضات الوفد الامريكي التي بدأها اجتماع نيويورك مع باشاغا وسيالة والتي اعقبته زيارات للرجمة ولقاءات في تونس، إلي هجوم مكثف وقوي على الدور العسكري الروسي المزعوم في ليبيا. - البيانات المتتالية للسفارة الامريكية في ليبيا التي تظهر الالتزام الامريكي بالقرارات الدولية ومناصرة الحكومة المعترف بها دوليا، ومكالمة وزير الخارجية بوميبو للسراج تأتي ضمن إطار أعلامي لبيان رفضهم و مضادتهم لمن يروج انه الطرف المدعوم من روسيا. - حرص السفارة الامريكية على تكذيب خبر زيارة الوفد الامريكي إلي الرجمة صبيحة يوم عيد الفطر يأتي ضمن سياسة انكار اي دور سياسي امريكي منفرد في ليبيا. والاكتفاء بأظهار دورهم كجزء من مجلس الأمن ومؤتمر برلين خوفا من حدوث تصعيد وتطور عسكري يفشل الحل السياسي مما يدعم نظرية فشل سياستهم في ليبيا. - بيان الافريكوم حول ما اسموه تسليم روسيا لطائرات من الجيل الرابع إلي الجيش الوطني الليبي ونشر صور يزعمون انها لعملية نقل الطائرات الروسية إلي ليبيا يأتي ايضا في سياق الدعاية الأعلامية التي تسوقها إدارة ترامب كدفاع انتخابي مسبق عن اتهامات للديمقراطيين بمسئولية ترامب عن عدم رفض التواجد الروسي المزعوم في ليبيا - دعم الخارجية الامريكية لمالطا عن احتجاز العملة الليبية المطبوعة في روسيا يأتي بعد 6 اشهر من احتجازها هو شكل اخر من البحث عن اي مبرر لنقد قوي لأي شكل من العلاقة الروسية بمؤسسات الدولة في ليبيا. - تجاهل كامل للدور التركي في ليبيا، بل وحتى دعمه كما ورد في بعض التقارير الأعلامية، والمقصود من ذلك ربما يكون اظهار دعم لها كدولة حليفة وكذلك حرص امريكي على استمرار تماسك حلف الناتو وعدم تطور الصراع اليوناني التركي داخله لكي لا يكون انهيار الناتو او ضعفه الداخلي مادة انتخابية اخرى تظهر ضعف سياسة ترامب الخارجية #التداعيات_المحتملة: - الدعاية الأنتخابية للرئيس الامريكي ترامب تركزت في 2016 على شيطنة التدخل العسكري الامريكي الخارجي في العالم، وبالتالي من الضار له انتخابيا ان تقوم الولايات المتحدة في اخر عهده بمغامرة عسكرية تكون ضد الدعاية الانتخابية لترامب التي ترتكز على الاستثمار الداخلي للموارد، والتي ارهقتها كثيرا ازمة جائحة كورونا. - لن تعترض إدارة ترامب بشكل علني على تصعيد التدخل التركي المباشر في ليبيا، لكنها ستحرص في ذات الوقت على تحقيق التوازن مع المصالح الاوروبية التي تعتبر التدخل التركي في ليبيا ضارا بها #توصيات_التعاطي_مع_حالة_البطة_العرجاء تكتفي مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث بما ذكر في المقال المنشور للاطلاع العام والمؤسسة على استعداد لتزويد المؤسسات السيادية الدستورية الليبية بتقرير اكثر تفصيلا للتداعيات المحتملة ومرفق بتوصيات ومقترحات للتعاطي مع الحالة (مجانا بدون اي مقابل) في حال طلب منها ذلك كتابيا. ولله الأمر من قبل ومن بعد مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث

ليبيا بعيون مؤرخ بريطانى

ليبيا بعيون أرنولد توينبي ... !!!

منقول …

في عام 1964 حل المؤرخ البريطاني الأشهر ارنولد توينبي ضيفا على ليبيا وطاف البلاد شرقا وغربا وكان إن احتفت به الجامعة الليبية التي زارها والتقى اساتذتها وطلابها .. وقد طلبت منه مجلة الآداب ان يمنحها مقالا عن انطباعته عن ليبيا .. فبعث لها هذا المقال الذي نشرته في عددها الثالث باللغة الانجليزية الذي رأس تحريره آنذاك الدكتور مختار بورو، وأداره استاذ الفلسفة الشهير عبد الرحمن بدوي ...وقام بترجمته مشكورا الأستاذ/ بدر الدين عبد الحكيم الورفلي. (2) تعرفت على ليبيا لأول مرة قبل أكثر من سبعين عاما حين كنت صبيا في لندن قبل نهاية القرن التاسع عشر.أعطاني أحدهم عددا سنويًا من مجلة أمريكية للأطفال ، وكان أكثر ما شدني من محتوياتها حكاية مسلسلة – نصف خيالية ونصف حقيقية – عن حرب 1801 – 1804 بين الولايات المتحدة وحاكم طرابلس التركي . لم تشمل هذه الحرب الإمبراطورية العثمانية ولا سكان طرابلس الغرب . كان حاكم طرابلس حينئذ شبه مستقل، كما كان مستبدا فلم يكن رعاياه يستشارون . على أية حال ، فإن هذه القصة عرفتني على الأقل – وأنا في السابعة أو الثامنة – موضع ليبيا من خريطة العالم . في خريف عام 1911 أثرت فيّ ليبيا على نحو أشد . كنت في طريقي إلى اليونان – عبر فرنسا وإيطاليا – عندما أعلنت الحكومة الإيطالية الحرب على الإمبراطورية العثمانية وغزت ليبيا. في ذلك التاريخ، كانت الحكومة الإمبراطورية العثمانية تسيطر على ليبيا مرة أخرى ، ووحّد الأتراك قواهم مع حركة المقاومة الوطنية الليبية. في تلك الحرب، كان الليبيون يلعبون الدور الأساسي ؛ كانوا يدافعون عن بلادهم ببسالة إزاء عمل عدواني لا مبرر له من قِبل قوة أشد بأسا . وعلى الجانب الإيطالي ، لم تكن تلك حربَ الشعب ، أتذكر مشهد المجندين الإيطاليين يصعدون السفن في مرسى المدينة العتيقة متجهين إلى الجبهة الليبية. لقد بدوا غير متحمسين ، وكانوا يقينا غير سعداء . بين عامي 1924 و 1956 ، كانت ليبيا في ذهني باستمرار ، فخلال تلك السنوات الثلاث والثلاثين ، كنا – أنا وزوجتي – نعد للمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن استقراءً للشؤون الدولية، ورصدنا في بياننا الدوري لهذا الاستقراء المد والجزر في سعي إيطاليا إلى احتلال ليبيا بأسرها والاحتفاظ بها. أبغض الإمبريالية، ولاسيما حين تقترن بالوحشية – وعادة ما يصبح الإمبرياليون وحشيين إذا ما قوبلوا بمقاومة عنيدة ، وفي الصراع الذي طال أمده بين الجيش الإيطالي والسنوسية ، كنت بلا ريب متعاطفا مع الجانب الليبي . لقد أسعدتني تصفية الحكم الإيطالي في ليبيا أثناء الحرب العالمية الثانية ، وأسبغ عليّ شعورا بالرضا كتابةُ ذلك في سجل الاستقراء. كانت هذه الخلفيةَ الشخصية لزيارتي إلى ليبيا عام 1964، ضيفا على الحكومة والجامعة الليبية. لقد كانت هذه الزيارة حدثًا لا أنساه طوال حياتي . لقد سافرت حتى الآن ، ولاسيما منذ تقاعدي من المعهد الملكي للشؤون الدولية عام 1965، على نحو واسع؛ وحين أزور بلدا ما ، أسعى إلى مشاهدة أشياء ثلاثةٍ على وجه الخصوص ما وسعني ذلك ؛ أولا : أهتم برؤية أهل البلد، أي الجيل الحيّ وحالته الراهنة وآفاق مستقبله . وفي المقام الثاني : تاريخ البلد ، أي تجربة الأجيال الغابرة ممن سكنوها ، والآثار الباقية من هذه التجارب ، خاصة الفن القديم والمعمار . أما الأمر الثالث الذي يهمني فهو المشهد الطبيعي؛ على أصله كما صنعته الطبيعة ، أو كما طوعه الإنسان لأغراضه . وفي ليبيا عام 1964، تعلمت أشياء كثيرة في جميع مجالات التحقيق الثلاثة هذه . وقد تزامن موعد زيارتي مع لحظة مهمة من تاريخ ليبيا الطويل ، فقبل اكتشاف ثروة ليبيا الجوفية المتمثلة في النفط ، كان النشاط الاقتصادي الأساسي في البلاد رعويًا، وفي ملاحم هوميروس الإغريقية التي صيغت نهائيا في وقت مبكر من القرن الثامن قبل الميلاد – على الأقل – كانت ليبيا مشهورة بجودة ماشيتها . إن ناتج الاقتصاد الرعوي له قيمة، ولكن في وقتنا الحاضر، تتفوق الثروة المعدنية على الثروة الرعوية تفوقا كبيرا . لقد حول ضخ النفط ليبيا فجأة إلى واحدة من دول العالم الغنية . صحيح أن الثروة تتيح فرصًا جديدة عظيمة، ولكن، حين تحُل الثروة في إحدى البلدان فجأة ، يمكن أيضا أن يكون وضعها الجديد خطِرا . لقد لمحت هذا الخطر المحتمل في بلاد أخرى كنت قد زرتها خلال الأعوام القليلة الماضية، وأعني بهذا فنزويلا التي غدت باكتشاف كميات وافرة من الثروة المعدنية غنية فجأة ، حالها كحال ليبيا. واليوم في فنزويلا فإن البلد غني ولكن الشعب مازال فقيرا، فلم تجد ثروة فنزويلا الجديدة سبيلها بعدُ سوى إلى جيوب فئة قليلة من السكان. حين تكون بلاد ما فقيرة ويكون الناس فيها كذلك فإنه يسلمون بالفقر ويعدون أنفسهم ضحية لسوء الحظ لا لغياب العدالة الإنسانية؛ لقد حدث أن كانوا يعيشون في بلد مفتقر إلى الموارد الطبيعية! لكن سلوك الناس يتبدل حين يثبت أن بلادهم غنية وأن غالب قاطنيها مايزالون فقراء كما كانوا دائما. الفقر وسَطَ الثروة مستفز، وليس صدفة أن فنزويلا أغنى دولة في الأمريكتين – بل ربما كانت الأغنى في العالم كله – هي إحدى أقل دول العالم استقرارا سياسيا. أعتقد أن على ليبيا أن تتعلم درسا من فنزويلا، وعلىّ أن أسدي إلى الليبيين النصيحة بأن يدرسوا ما وقع في فنزويلا وأن يتأكدوا من أن الأمر نفسه لن يقع في بلادهم. في وسع الليبيين أن يروا في فنزويلا ما عليهم تجنبه، وفي الكويت يستطيعون أن يروا ماذا يفعلون. فالكويت شأنها شأن ليبيا وفنزويلا، أصبحت بضخ النفط غنية فجأة، وفي الكويت نجحت الحكومة في توزيع عوائد ثروة البلاد المستجدة بين الناس على نحو واسع. وفي رأيي فإن الكويت عرفت كيف تتجنب الخطر المحتمل الذي يصاحب ازدياد الثروة الوطنية. وإذا صنعت ليبيا صنيع الكويت، فإن آفاقها السياسية والاجتماعية ستكون مشرقة كآفاقها الاقتصادية. وانتقالا إلى ماضي ليبيا؛ فإني سألقى أولا نظرة على الفصل قبلَ الأخير من تاريخها، وهنا سأنوه بالإيطاليين. لقد ترك الإيطاليون ذكرى كريهة بكونهم غزاة أجانب. إنه لشاذ ومؤلم أن يحكمك غازٍ أجنبي، وما كان لنظام حكم استعماري أجنبي أن يكون ذا شعبية. ولكن برغم ذلك ، ترك الإيطاليون في ليبيا _ وفي إثيوبيا كذلك _ شيئا من التركة القيمة لنظام الحكم الوطني الذي حل اليوم محل نظام الحكم الإيطالي . زود الإيطاليون ليبيا وإثيوبيا بشبكة طرق من الدرجة الأولى، وخطَوا في ليبيا الخطوة الأولى نحو إعادة إحياء الزراعة. لا شك في أن الإيطاليين إنما قاموا بذلك لمصلحتهم الخاصة، فبخلاف المستوطنين البريطانيين والهولنديين في أفريقيا الجنوبية، استأثر الإيطاليون لأنفسهم بأكثر الأراضي الخصبة، ولكنهم كذلك استثمروا في ليبيا قدرا كبيرا من رأس المال الإيطالي؛ فبنوا منازل ريفية ، وأوجدوا أنظمة للري، وقد ورثت ليبيا المحررة اليوم هذا الاستثمار الرأسمالي الإيطالي. وفي عام 1964 أذهلني ما رأيت من أدلة على ما صنعه الإيطاليون من أجل الزراعة في برقة – ولاسيما في المرج، وكذلك في الجبل من دواخل طرابلس. آمل أن ينحوَ الليبيون نحو المحافظة على الإنماء الزراعي الذي بدأه الإيطاليون في بلدهم وأن يوسعوه . وأعتقد أن من الخطأ أن تبيح ليبيا لنفسها اقتصاديا أن تكتفي بمواردها النفطية المكتشفة حديثا، فحتى أغنى الحقول النفطية قابل للنفاد، وعلاوة على ذلك، يمكن أن نتصور أن تحل محل النفط موارد طاقة طبيعية أخرى – كالطاقة الذرية على سبيل المثال – قبل نفاد احتياطي العالم من النفط بوقت طويل. وفي زماننا هذا يتقدم العلم والتقنية بإيقاع مطرد، وهذا يعني أن السلعة التي لها اليوم قيمة تجارية ، قد تفقد غدا كثيرا من قيمتها هذه . ثمة دول كالكويت – مثلا – والسعودية، لا تمتلك أية موارد اقتصادية باستثناء النفط. ليبيا أوفر حظا، وفي وسعها أن تنوع اقتصادها، وعلى المدى الطويل هذه هي السياسة الاقتصادية الصائبة التي عليها أن تتبعها. على ليبيا أن تصون اقتصادها الرعوي، كما أن عليها أن توسع زراعتها إلى جانب تطوير إنتاجها من النفط. إن إمكانات التنمية الزراعية في ليبيا عظيمة، ولدينا على ذلك برهان تاريخي وأثري، ففي القرن التاسع قبل الميلاد كان الساحل الطرابلسي مستعمرا من قِبَل الفينيقيين الذين جاءوا من بلد عربي آسيوي، هو الجمهورية اللبنانية اليوم . وفي القرن السابع قبل الميلاد استُعمرت برقة من قِبل الإغريق. ولقد طور كلا الفريقين من المستعمرين الزراعة في أوطانهم الجديدة. وفي الوقت الذي دُمج فيها شطرا ليبيا في الإمبراطورية الرومانية كانت ليبيا قد غدت إحدى أعظم الدول الزراعية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتحت حكم الأمويين والعباسيين ظلت ليبيا سخية زراعيا، وقد دُمرت زراعتها بغزو بني هلال وبني سليم في القرن الحادي عشر من القرن الميلادي. أحييت اليوم الزراعة في ليبيا بعد انقطاع دام تسعمائة عام، وبالوسائل التي يمكن أن توفرها التقنية الحديثة؛ وعلى الزراعة في ليبيا أن تبلغ المدى الذي وصل ذروته في الحقبة الرومانية وأن تتجاوزه، هذا هو الغاية التي على ليبيا أن تنشدها . تمتلك ليبيا إنتاجها الحيواني منذ أمد طويل ، وتمتلك كذلك ثروتها النفطية الجديدة، وعليها أن تطور إنتاجها الزراعي المكافيء، وإذا صنعت ليبيا ذلك فستكون قد أعدت نفسها باقتصاد متنوع ومتوازن، وسيكون ذلك تأمينا ذكيا في عصر التغيرات التقنية والاقتصادية التي لا يمكن التنبؤ بها. عند مناقشة إمكانات ليبيا الزراعية ، أشرت إلى الأطوار الفينيقية والإغريقية والرومانية من تاريخ ليبيا، ولقد تركت هذه الأطوار من تاريخها شواهد ملموسة رائعة على رخائها الاقتصادي وعلى العبقرية المعمارية والفنية التي منحها هذا الرخاء مجالاً. في ذهني على وجه الخصوص قورينا وأبولونيا وطلميثة وتوكرة في برقة، ولبدة وصبراتة في طرابلس الغرب. إن هذه الآثار تعد ثروة بمعنيين. فهي مصدر ثروة بمعناها المعروف لأنها تضمن أن ليبيا سوف تطور صناعة سياحية رابحة، كما أنها ثروة روحية، حين ينظر الزائر إليها بعيني مؤرخ فإنها تعيد له إلى الحياة أكثر من ألف سنة من تاريخ عالم البحر الأبيض المتوسط القديم. سحر ليبيا الخاص عندي هو أن المرء يستطيع فيها أن يدرس الماضي والحاضر معا، وفي ليبيا فإن كليهما ذو أهمية كبرى لدارس الشئون الإنسانية. العامل الرئيسي الآخر الذي جذبني في ليبيا هو المشهد الطبيعي، لقد ألقيت عليه نظرة لأول مرة عام 1964، وكنت قبل ذلك قد تقت إلى رؤيته أكثر من ستين عامًا. منذ أن كنت تلميذا كانت ليبيا مألوفة عندي من كتب التاريخ والخرائط والصور ، لكن نظرة بعيني إلى مشهد طبيعي تخبرني أكثر مما يسعني أن أتعلمه من أية مطبوعة ورقية . في الطريق من بنغازي إلى قورينا، كان مثيرا أن نصعد من السهل الساحلي عند توكرة إلى الطرف الجنوبي الغربي من الجبل الأخضر. وكلما تقدمنا كان المناخ والغطاء النباتي يتغيران. لم تظهر لي الخرائط والصور الفوتوغرافية حجم وثراء هذا الجيب العظيم من التربة الخصبة، وصدمني ثانية التناقض بين جودة الأراضي الزراعية جنوبيّ قورينا ، وخشونة وقسوة البلاد بين قورينا والساحل. وإذ كنت عائدا من لبدة إلى طرابلس ، لاحظت كيف ولجنا فجأة بلدا زراعيا غنيا، ذلك عندما تسلقنا الجُرف الشمالي من الجبل الطرابلسي. عندئذ كنت أتوق إلى التوجه جنوبًا لاكتشاف المدى الذي بلغه إحياء الزراعة جنوبا، وكان عليّ مواصلة المسير على طول الطريق إلى فزان. نحن الآن في عام 1968، وقد بلغت الثمانين من العمر، ومع ذلك لم أيأس من رؤية فزان أيضاً يوما من الأيام. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ** أرنولد جوزف توينبي مؤرخ بريطاني ( 1889 - 1975.) من أشهر المؤرخين في القرن العشرين . أهم أعماله موسوعة دراسة للتاريخ لتي تـتألَف من اثـني عشرَ مُجلَّدًا أنفق في تأليفها واحدًا وأربعين عامًا.

3254887.jpg

اضطراب الهوية الليبية والجنوب الليبي ...

3d8fc4971c367f029d5bc8ff7cba924c.jpg


---------------------------------------------------------------------

بعدة صدمات اجرائية متوالية على الوحدة الوطنية الليبية نشأ في ليبيا اخطر ماتتعرض له البلدان في العالم وهو اضطراب الهوية الوطنية والعودة بها الى الأصول البدائية المتخلفة القبلية والعرقية بما يشبه العصور البدائية الاولى .

وقد بدأت هذه الصدمات فعليا من بعد انهيار نظام القذافي الذي حافظ فعليا على الهوية الليبية لعقود وأول هذ الصدمات جرت من المجلس الانتقالي الذي قسم المدن الليبية على الأساس المحلي القبلي بتأسيس مجلس مدني ومجلس عسكري لكل منطقة بتحديد سلطة مدنية وعسكرية على اساس الانتماء الاجتماعي القبلي مما ابرز السلوك القبلي الذاتي الذي فصل منطقة او قبيلة عن منطقة او قبيلة اخرى .

واشتدت هذه الصدمات الضاربة مع مايسمى المؤتمر الوطني العام الذي غلب ونصر منطقة على منطقة اخرى وقد حدث ذلك بدعم الحرب على منطقة بني وليد وكانت في عمقها هى حرب بين مدينة مصراتة ومدينة بني وليد ودعم الحرب على ورشفانة وكانت في عمقها هى حرب بين ورشفانة والزاوية مع تعامل اغلب الحكومات التشريعية والتنفيذية المتعاقبة مع مناطق وقبائل ليبيا بأساليب ظالمة غير عادلة وذلك بإغفال مناطق معينة إغفالاً تاما من الخدمات والدعم وتركيز الخدمات والدعم على مناطق وقبائل معينة .

وكان الامر واضحا في مناطق الوسط الليبي ومناطق الجنوب الليبي فمن الإغفال والاهمال الى ان احتلت مدينة سرت بكاملها من جنسيات اجنبية عرفوا بتنظيم الدولة غير الاسلامية ( داعش ) والى ان توطّنت رسميا جماعات من دول تشاد والنيجر ومالي في الجنوب الليبي مع نشوء ثقافة ساذجة بدائية مندثرة ، غريبة بسذاجتها وعجيبة ببدائتها وتخلفها ومنها ثقافة مدن منتصرة ومدن مهزومة وفرض توجهات مدينة منتصرة على مدينة مهزومة اي مدن منتصرة بفبراير ومدن مهزومة بفبراير وعلى المدن المهزومة ان تعترف بمباديء فبراير وسياسة العقاب على اساس الانتماء الاجتماعي القبلي لقبائل كاملة بأطفالها ونسوتها وشيوخها في حين ان المتهمين منها فئة قليلة .

وخير مثال على ذلك هو اهالي تاورغاء كذلك تصريحات من ساسة متعاقبين هى تصريحات لاتعبر الا عن بلادة في الفهم وادراك قاصر قصير وعقل دون تفكير ولاتدبير فمن بداية المجلس الانتقالي وتتبعا الى هذه اللحظات ظهر في اغلب تصريحات وتخرصات وتفاهات وافتراءات الساسة الليبيين مفهوم المكونات الثقافية الليبية وهو مفهوم لاينطبق على اي عرق وطني من الاعراق الليبية عربيا او أمازيغيا او تباويا او طارقيا فلاتوجد في ليبيا مكونات ثقافية على الإطلاق والامر بالدليل العلمي وما إظهار هذا المفهوم الا ضربا وركلا وصفعا من أشباه المثقفين من اولئك الساسة للوحدة الوطنية الليبية ، يرجى من ذلك الاطلاع على مقال لي منشور في سنة 2015م ( لايوجد في ليبيا مكونات ثقافية ) لمزيد الفهم .

أدت هذه العوامل وغيرها من العوامل الى اضطراب عام في الهوية الوطنية الليبية وارتدت كل منطقة او كل قبيلة في ليبيا الى ذاتها الاجتماعية تدعم وتنمي كيانها القبلي والاجتماعي بمعزل تام عن الهوية الوطنية الجامعة واصبحت ليبيا في عمقها الاجتماعي قبائل ومناطق منعزلة بذاتها عن بعضها البعض وهذه حقيقة يعرفها من يعيش في ليبيا ونظرًا لوجود القوي والضعيف سلاحا بين القبائل والمناطق الليبية ولوجود المسيطر والمسيطر عليه بين المناطق والقبائل الليبية ولان كل منطقة وقبيلة ضعيفة او متوجسة اصبحت تشعر بالتهديد على كيانها الاجتماعي لجأت بعض القبائل الى الأسوأ للحفاظ على كياناتها القبلية وذلك بما هو خطر داهم على الهوية الوطنية الليبية .

ففي الجنوب الليبي لجأ تبو ليبيا الى امتداداتهم القبلية باستدعاء بعض تبو دولتي تشاد والنيجر لدعم وجودهم ولجأت قبيلة اولاد سليمان الى امتداداتها القبلية باستدعاء اولاد سليمان من دولتي تشاد والنيجر لدعم وجودها ولن اتحدث هنا عن تفاصيل الحرب بل عن ماهو اخطر من الحرب بين قبيلتين وهو اضطراب الهوية الليبية .

وفي الماضي لجأ طوارق ليبيا الى امتداداتهم القبلية باستدعاء طوارق مالي والنيجر وجنوب صحراء الجزائر في حالات معينة ولجأ أمازيغ الجبل وزوارة الى امتداداتهم القبلية في دولة المغرب للاستعانة بهم ثقافيا في تعليم الامازيغية وفي إقرار مناهجها في ليبيا ولجأ احد شيوخ اولاد علي من مناصري الحكم الفيدرالي في فترة اعلان الحكم الفيدرالي في اجدابيا من الجضران وجماعته الى التهديد باستدعاء اولاد علي المتوطنين في مصر والذين يبلغ تعدادهم خمسة عشر مليون وهدد باستدعاءهم بذات العدد الى ليبيا لمناصرة دعاة الحكم الفيدرالي في ذلك الوقت .

ايها السادة انه خطر عظيم ان بعض القبائل الليبية لها امتداداتها في بلدان اخرى بجنسيات اخرى ولا ادعوكم كي تخشوهم بل ادعوكم لتفرضوا عليهم الهوية الوطنية الليبية الجامعة فرضا بمساواتهم في الحقوق الوطنية ودعمهم معيشيا وخدميا بعدالة والابتعاد عن الخطاب القبلي المفكك ونبذ المحاصصة لقبائل ومناطق معينة في تولي المناصب العامة وردع وصدع كل داعٍ للقبيلة والمنطقة ومنع كل هذه المجالس القبلية المرسخة لتفكيك الوحدة الوطنية ونشر ثقافة انا لست عربيا ولا أمازيغيا ولا تباويا ولاطارقيا انا ليبي وانتمائي لكل ليبيا وليس لمنطقة او قبيلة والا كونوا كما انتم الآن وكما كان العهد الجاهلي الاول قبائل متناحرة ثقافتها ثقافة الغنيمة للمنطقة والقبيلة وليست للبلاد والعباد وماذلك الا حين من الزمن بعده هلاككم وهلاك وطن اسمه ليبيا

طريق القذافى الذى أصبح خطرا

طريق القذافي الذي أصبح خطراً , ….

من بحوث مركز المغرب العربى للبحوث…منقول

الطريق المعبد الذي أنشأه الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي والذي يمتد في الصحراء الليبية على طول 600 كيلومتر (400 ميل)، من الحدود بين ليبيا والنيجر إلى بلدة سبها، مخترقاً قلب الجنوب الليبي، كان يخضع لحراسة مشدّدة من جانب القوات الحدودية الليبية في عهد القذافي، غير أنه تحوّل بعد رحيله إلى أهم طريق آمن للمهرّبين بالرغم من أن القوة الأمنية التي كونتها قبيلة التبو الصحراوية شبه البدوية التي تتفرع بين ليبيا وتشاد والنيجر، تحاول جاهدة السيطرة على المنطقة منذ أن تخلّى عنها جنود معمر القذافي في عام 2011، ولكنها لم تتمكن من ذلك بسبب أنها ليست سوى قوة متطوعة وغير مدربة ولا تتقاضى أجراً من أحد. وبجانب حراسة بعض شباب التبو المتطوع للطريق، إلا أن معظم شباب التبو الآخرين يعملون في التهريب، وقد وجدوها مهنة وحيدة لتهريب الأفارقة الحالمين بالهجرة الشرعية إلى أوروبا حيث يقوم أبناء التبو بتهريبهم إلى الداخل الليبي، خاصة وأن التبو عانوا من التهميش الشديد في عهد القذافي وأيضاً في عهد الحكومتين اللتين تفرضان سيطرتهما حالياً على الداخل الليبي، وأبناء التبو يعتبرون المثلث الواقع بين ليبيا والنيجر وتشاد، وطناً خاصاً بهم، وقد عاش هذا الوطن الغريب بعيداً عن سيطرة مختلف حكومات البلدان الثلاث منذ عقود طويلة. وبجانب تهريب البشر، فإن تهريب البضائع والمخدرات عبر الحدود، ظلّ العمل الأكثر رواجاً في هذا الطريق، ومنه يتم توزيع المخدرات إلى مختلف دول القارة الأفريقية، ونقل كميات كبيرة منها عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، كما راجت على هذا الطريق عمليات تهريب الآثار والمعادن النفيسة كالذهب والماس وغيرهما. ولسهولة المرور على هذا الطريق، والانحراف إلى مخارج صحراوية قصيرة لتجنّب نقاط التفتيش، يجد المهربون فيه خيارهم الأفضل، برغم تفشّي الجريمة وبعضاً من عصابات النهب المسلح التي اقتطعت أجزاء من الطريق لفرض جبايات على الشاحنات التي تمرّ عليه، فليبيا بعد رحيل القذافي أصبحت سائبة تستطيع كل قبيلة من القبائل أن تفرض سيطرتها على المناطق التي تعيش فيها، وتحكمها بما تشاء من قوانين، خاصة وأن سلطة الدولة وهيبتها لا تغطي معظم التراب الليبي، وحتى الدولة نفسها تنقسم لحكومتين متضادتين إحداهما تحكم من طرابلس، والأخرى تحكم من طبرق. ولم تفلح التدخلات المتقطعة للمجتمع الدولي في إنقاذ هذا الطريق الحيوي الهام، فالخيام التي أنشأتها الأمم المتحدة لإيواء اللاجئين، ظلّت خالية إلا من سكان قبائل تلك المناطق الذين استولوا على قسم كبير منها، والفساد والأهواء الشخصية والرشاوى مازالت تلعب الدور الأكبر والأهم في تأمين المهرّبين بل وحمايتهم. الجماعات الإرهابية لم تغفل عن هذا الطريق الممتد في الصحراء القاحلة، ولم تحاول الاستيلاء على أجزاء منه، ولكنها نسجت خيوط علاقات وطيدة مع القبائل التي تسكن حوله، لتجعل منه مهرباً محتملاً حال التضييق عليها في المناطق الغنية بالثروات المختلفة كالنفط، وأيضاً لتزويدها بالمقاتلين المحتملين من أبنائها، وأيضاً من الأفارقة المهاجرين اليائسين لتتحول تلقائياً تلك المناطق إلى أهم معاقل تجنيد الشباب والزج بهم في أتون الإرهاب. ويبقى طريق القذافي الذي تمّ تشييده قبل عقود ليربط بعض دول القارة الأفريقية ببعضها ضمن تركيز القذافي على أفريقيا، طريقاً يحمل لا لليبيا وحدها، ولكن لمختلف دول العالم، كل صور الدمار الاجتماعي، ويتحدّى أيضاً كل حملات المجتمع الدولي المناهضة للإرهاب.

مركز المغرب العربي للدراسات والبحوث6

مصدر يكشف كواليس أحداث الوطية ولقاء سريا للمشير

أخبار ليبياخاص 218

دون أن تطلق رصاصة واحدة قوات الوفاق دخلت قاعدة الوطية الجوية وسيطرت عليها كاملة. هذا هو المشهد الرئيس العام للتطورات العسكرية في ليبيا.

وللوصول إلى حقيقة ما حدث تحققت 218 من تفاصيل ما حدث لمكان لا يقل أهمية عن مواقع استراتيجية أخرى بالنسبة للجيش وقوات الوفاق.

فقد تحصلت القناة على رواية تبدد كل ما قيل بشأن معركة الوطية وما شوهد أيضا في بعض الفيديوهات حول السلاح الذي قالت الوفاق إنها غنمته من الجيش بعد أن تركه وانسحب من القاعدة.

قوات الوفاق تسيطر على قاعدة الوطية

تبدأ القصة قبل أيام من سيطرة قوات الوفاق على الوطية إذ كشف المصدر للقناة أن أوامر بالانسحاب صدرت من القيادة العامة للقوات المرابطة في القاعدة قبل ثلاثة أيام وتم تنفيذها على مراحل مع سحب 1000 آلية باتجاه الزنتان والرجبان وترهونة على ثلاث دفعات.

تركت القاعدة خالية لا سلاح فيها ولا ذخيرة وما تم عرضه في فيديوهات الوفاق بحسب الراوي هو قذائف طائرات ميراج متهالكة وطائرات سوخوي وميراج وميغ خارج الخدمة منذ 2011.

وأضاف المصدر أن ما تم عرضه من ذخائر يعد مسرحية تم التحضير لها مسبقا وما هي إلا ذخائر للوفاق لافتا إلى أنهم يملكون كافة إحداثيات القاعدة الأمر الذي سيغير اللعبة وباستطاعة الجيش قصفها متى أراد.

عزز الراوي قصته بآخر لقاء سري عقده المشير حفتر مع عدد من أبناء الزنتان والذي أكد لهم من خلاله أن مناطق الوطية وصرمان وصبراتة ليست ذات أهمية المعركة وأن المهمة انتهت بوصول ما نسبته 70 في المائة من الإمدادات عن طريق الوطية.
ومع تلقي منسق القيادة بالزنتان بلقاسم قريش تنبيها من المشير حفتر بضرورة المساعدة في إعلام القوة المساندة عدم عصيان أية أوامر خاصة تلك المعنية بالانسحاب.

قوات الوفاق تسيطر على قاعدة الوطية

آخر القوات الموجودة في القاعدة بحسب المصدر غادرت القاعدة قبل دخول الوفاق إليها بخمس ساعات فيما غادرها الضباط قبل ذلك بتسعة أيام وقبلها بثمانية عشر يوما غادر سرب مقاتلات سلاح الجو المكان واصفا البقاء فيها بعملية انتحار.

وشبه المصدر الغارات التي دمرت دشما موجودة بالقاعدة قبل الانسحاب بساعات بتلك التي حدثت في 2011.

تحدث المصدر كذلك عن وجود تواطؤ داخل القاعدة أدى لاستهداف قادتها ومنهم الرائد أسامة أمسية الذي تم استهدافه بعد ثوان من تشغيله لهاتفه المحمول إضافة لقصف استهدف عددا من القادة منهم المقدم حامد الجروي ورفيقه محمد المجعون.

ما حدث لقاعدة الوطية كان لتركيا فيه الدور الأكبر وهو ما أكد عليه المصدر بإشارة لتعجلهم الانسحاب نتيجة لقصف بصواريخ توماهوك قادمة من بارجة تركية مرابطة على سواحل ليبيا.

ونقلاً عن مصادر لم يُسمّيها، تحدث الباحث محمد الجارح عن آلية توزيع القوات التي شاركت في عملية السيطرة على قاعدة الوطية والتي استمرت لأسابيع، قائلا أنها انقسمت بين القوات التركية المتمثلة في بارجة تابعة للبحرية التركية، وسرب طائرات مسيرة من نوع العنقاء وبيرقدار، وحوالي 800 “مقاتل سوري” ممن يتبعون تركيا، إضافة إلى قوات حكومة الوفاق متمثلة في حوالي 250 مقاتل تابع لها.

قوات-الوفاق-تسيطر-على-قاعدة-الوطية-2-1536x1024.jpg
EQ1jLfEXkAAse0q-1536x1024.jpg

ماذا تعرف عن عملية "إيريني"؟ وهل تنجح في وقف تدفق الأسلحة من تركيا إلى ليبيا؟

مقال منقول…

أثارت عملية "إيريني"، التي أطلقها الاتحاد الاوربى في بداية نيسان (أبريل) الجاري، بهدف فرض حظر على تدفق الأسلحة إلى ليبيا، غضب الحكومة التركية، وحكومة الوفاق الليبي التي يرأسها فايز السراج.


وتتعارض عملية "إيريني"، بشكل لافت مع الدعم التركى  لحكومة الوفاق بالأسلحة والعتاد والطائرات والرادارات والمقاتلين منذ بدء العملية العسكرية التي يقودها المشير خليفة حفتر لتحرير

ما هي عملية "إيريني"؟

أعلن الاتحاد الاوربى إطلاق عملية "إيريني" - وتعني باليونانية: عملية السلام - وهي عبارة عن مهمة في البحر المتوسط تستهدف مراقبة تطبيق قرارات مجلس الأمن الصادرة في آذار (مارس) الماضي بشأن حظر تصدير السلاح أو بيعه إلى ليبيا.

أردوغان يعارض عملية إيريني لأنها تثير لديه مخاوف من تراجع تزويده لحكومة الوفاق بالسلاح والمرتزقة

ويشمل قرار الحظر الأسلحة والذخيرة والمركبات والمعدات العسكرية والمعدات شبه العسكرية وقطع الغيار، وجرى تمديده أكثر من مرة.

وتعدّ "إيريني" المساهمة الرئيسية للاتحاد الاوربى في جهود السلام الدولية في ليبيا. وتشمل قدرات جوية وأقماراً اصطناعية لرصد تدفق الأسلحة الذي ينتهك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا. وسوف تتم العملية البحرية في شرق البحر المتوسط بعيداً عن طرق عبور المهاجرين. وسوف يتم إنزال أي شخص يتم إنقاذه، وفقاً للقانون الدولي، في الموانئ اليونانية، ومن هناك سيتم إرساله إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

هل تحاصر أوروبا أردوغان؟

ولم يكن موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعارض لعملية "إيريني" مفاجئاً، ولاسيما أنّها تثير لديه مخاوف من تراجع تزويده لميليشيات الوفاق بالسلاح والمرتزقة؛ حيث ستكون الانتهاكات التركيةتحت دائرة الضوء الأممي، كما لم يكن مفاجئاً توجيهه انتقادات إلى الاتحاد الاوربى على خلفية قراره إطلاق العملية.

وقال أردوغان، الذي تدعم بلاده حكومة الوفاق: إن "الاتحاد الأوروبي لا يملك أي صلاحية لاتخاذ قرار بشأن ليبيا"، مؤكداً أنّ بلاده ستواصل دعم حكومة طرابلس لتبسط سيطرتها على كامل ليبيا، مشيراً إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يسعى للحصول على دور له أ

وادّعت أنقرة أنّ هناك خلفيات وأهدافاً "مشبوهة" حول عملية "إيريني"، خاصة وأنّ فرنسا، التي تدعم المشير خليفة حفتر، مرشحة لتكون من أكبر المساهمين في هذه العملية، وزعمت كذلك أنّ فرنسا التي رحّبت بإطلاق العملية، كانت أكثر صراحة حول بعض أهدافها الحقيقية، عندما صرحت المتحدثة باسم خارجيتها، أغنيس فون دير مول، أنّ "هذه العملية تظهر التزام الاوربيين الحازم بالعمل معاً للدفاع عن مصالحهم السياسية والأمنية، التي هي في خطر في سياق الأزمة الليبية".

واستاءت تركيا من أنّ عملية "إيريني" ستسعى لخنق حكومة الوفاق، وأنّها ستسمح على وجه الخصوص بإجراء عمليات تفتيش على متن السفن قبالة السواحل الليبية، يشتبه في نقل الأسلحة إليها أو منها.

وحاولت أنقرة قلب الغاية من العملية، من خلال القول بأنّها لم تُطلق من أجل السلام في ليبيا، بل للدفاع عن مصالح الأوروبيين في أحد أغنى البلدان الأفريقية بالنفط والغاز، وأنّهم "شعروا بالخطر الذي يشكله الحضور القوي لتركيا وروسيا في البلاد، مما قد يسحب البساط من تحت أرجلهم في البلد الذي يعتبرونه حديقتهم الخلفية."

وكما كان متوقعاً أن تبدي حكومة حزب العدالة والتنمية، الحاكم، سخطها على الخطة الاوربية لمنع تدفق السلاح التركي إلى ليبيا عن طريق تسيير دوريات بحرية قرب السواحل الليبية.

ship.jpg

كورونا يكشف الوجه العنصري للصين تجاه الأفارقة




1876-19.jpg




كثيرًا ما أصبحنا نرى تصريحات مثل: "نظِّفُوا الصين من هذه القذارة الأجنبية، لا تسمحوا لهم بأن يحوّلوا بلدنا إلى مكبّ نفايات عالميّ؛ هذه الصين وليست نيجيريا!" في مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، والتي تعكس كُرهًا عنصريًّا مماثلاً لتلك التصريحات التي كنا نراها في بعض مواقع التواصل الاجتماعي البريطانية، وكل تلك التصريحات هي فقط نماذج بسيطة من العبارات المُهينة التي لا حَصْرَ لها على موقع مثل Weibo للتواصل الاجتماعي في الصين، في ظل موجةٍ من تصاعُد المشاعر الشعبية العنصرية خلال الأشهر الأخيرة.

وبالرغم من الرقابة الحكومية الهائلة على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية؛ إلا أنه لم يتم حذف أيٍّ من تلك المنشورات، بعد أن أصبح المهاجرون من منطقة جنوب الصحراء الإفريقية هدفًا رئيسًا للتشكيك والتفرقة العنصرية والانتهاكات، في ظل تنامي الخوف العام من مجيء موجة ثانية من فيروس كورونا إلى الصين.

وقد تصاعدت تلك المشاعر من عدم التسامح خاصة في مدينة جوانجزو التي يقطنها 12 مليون نسمة، والتي تقع في قلب المحافظة الصناعية جوانجدونج.

 وقد بدأ ذلك بقيام الحكومة المحلية في جوانجزو بتطبيق عملية مراقبة شاملة تقوم فيها بإجراء اختبار إجباري على كافة المواطنين الأفارقة في مدة الحظر 14 يومًا، حتى لو كان قد تم اختبارهم سابقًا وثبتت النتائج أنها سلبية، ولم يسافروا مؤخرًا خارج الصين.

 وفي مقاطعة يويكزيو؛ حيث تقيم أكبر جالية إفريقية في الصين، قام المؤجرون الصينيون بإخلاء العديد من الأفارقة من مساكنهم، حتى بالرغم من دفعهم للإيجارات، وتُرِكُوا للنوم في العراء في الشوارع والأزقة.

وفي تكرار يذكرنا بالفصل العنصري في جنوب إفريقيا أو الولايات المتحدة في عهد الفصل العنصري، تم فرض تفرقة طبقًا للألوان في جميع أنحاء المدينة؛ حيث تم منع الأفارقة من دخول المستشفيات والفنادق ومحلات السوبر ماركت والمحلات التجارية ومنافذ الطعام.

وفي إحدى المستشفيات، حُرمت امرأة حامل من الدخول، وفي إحدى المتاجر، تم إيقاف امرأة إفريقية عند المدخل بينما سُمح لصديقتها البيضاء بالدخول.

وفي مطعم ماكدونالدز، تم وضع لافتة تقول "غير مسموح للأشخاص السود بالدخول".

تسببت العنصرية المنتشرة في احتجاج شعبي كبير عبر إفريقيا؛ حيث تمت مشاركة تلك التصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي تحت علامة الهاشتاج #ChinaMustExplain.

وعلى موقع يوتيوب فإن وودي مايا، والذي عاش في الصين ويتحدث لغة الماندرين بطلاقة، أصبح يحثّ زملائه الأفارقة على "الانتباه لما يحدث"، كما ضغط الشتات الإفريقي العالمي على السفارات والمؤسسات الإفريقية لاتخاذ ردّ فعل، كما أعلنت الحكومة الكينية نهاية الأسبوع الماضي عن خطط للسماح بإجلاء مواطنيها العالقين في الصين.

ولكن من ناحية أخرى كانت الردود الصينية الرسمية في البداية صمتًا أو إنكارًا؛ حيث عملت وسائل الإعلام الحكومية مثل جلوبال تايمز ووكالة شينخوا الصينيتين على عدم نشر تلك القصص في الأيام القليلة الأولى بعد انتشار الأخبار في وكالات الأنباء الإفريقية. ولكن في وقت لاحق، بدأت السلطات الصينية تعترف بتقارير العنصرية باعتبارها "مخاوف واقعية"، على الرغم من أن المهاجرين لا يزالون يشعرون بعدم الأمان.

فبالنسبة إلى الغرباء، قد تبدو هذه العنصرية الرهيبة "غير مسبوقة". لكن الأقليات العرقية في الصين ستجدها مألوفة للغاية. ففي شاوجوان، التي ليست بعيدة عن جوانجزو، أدى القتل العنصري لعاملين من الأويغور في عام 2009م مثل حادثة أورومتشي إلى سلسلة من الأحداث الصاخبة، ممَّا أفضى إلى مزيد من القمع في المنطقة الشمالية الغربية من شينجيانغ؛ حيث تعود أيديولوجية "العرق" الأعلى في الصين إلى تاريخ طويل.

 ففي أواخر القرن التاسع عشر، بحث الإصلاحيون الإمبراطوريون في تشينغ عن "حل" يمكن من خلاله إعادة إحياء حضارة الصين في مواجهة التوسع الاستعماري الأوروبي والياباني. ومنذ ذلك الحين تم دمج "العرق" و"الأمة" والقومية في الجمهوريات الصينية في أوائل القرن العشرين، ثم في تأسيس الحزب الشيوعي الصيني.

فقد اتخذت النعرة القومية جذورًا عميقة منذ الأربعة عقود التي اتبعت فيها سياسات الإصلاح الاقتصادي التي قام بها دينج شياوبينج، واليوم باتت سياسة الاستيعاب في صميم مفهوم "الأمة"، فمصطلح "مينزو" Minzu بات مصطلحًا رئيسيًا يُستخدم بالتبادل لكل من المجموعة العرقية والجنسية، ويشير إلى مجموعة من السكان من أصل مشترك، مع ثقافة وأقاليم متميزة.

وفي عام 2012م، بدأ شي جين بينغ حكمه بالقول: "إن الحلم الصيني يجمع التطلعات والرغبات الصينية للأجيال القادمة، ويحقق مصالح الأمة الصينية كلها (zhonghua minzu) ..."لقد أصبح" الحلم الصيني" البرنامج السياسي الاقتصادي الذي يهدف إلى "تحقيق الإحياء الكبير للأمة الصينية".

وقال شي: إن هذا القرن هو "القرن الصيني"؛ حيث تم إطلاق مبادرة الحزام والطريق التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات في عام 2013م كبرنامج استثماري عالمي ضخم. وبين عامي 2013م و2018م، استثمرت الدولة الصينية ما يقرب من 614 مليار دولار في الدول النامية. ولكن ينظر البعض في إفريقيا إلى حملة الاستثمار الأجنبي الصينية على أنها استعمار جديد؛ حيث تخاطر الدول المعنية بفقدان السيطرة على بنيتها التحتية الأساسية ومواردها الطبيعية، مع زيادة عبء ديونها.

 وتمتلك الصين الآن 14٪ من إجمالي أرصدة الديون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأصبحت أكبر مالك للدَّين العام في إفريقيا؛ حيث جلب الوجود المتزايد للصين هجرة اليد العاملة معه من البلدان الإفريقية منذ أواخر التسعينيات. فقد جاءها مهاجرون من نيجيريا ومالي وكينيا والسنغال وغانا ودول غرب إفريقيا الأخرى للحصول على فرص عمل، معظمهم في مدينة جوانجزو.

كما يعمل الكثيرون من الأفارقة في أسواق البيع بالجملة في المدينة؛ لأن أنواع العمل الأخرى، بما في ذلك أعمال المصانع، مغلقة أمامهم. ويقال عادة: إن الأفارقة غالبًا ما "يتم قبولهم كتجار، ولكن يتم التمييز ضدهم كأشخاص". ويوجد حاليًا أكثر من خمسة عشر ألف مهاجر إفريقي يتمتعون بوضع الهجرة الرسمية في جوانجزو.

وعلى الرغم من أن الصين لديها أدنى نسبة هجرة في العالم (يمثل المهاجرون 0.07 ٪ فقط من السكان)، فإن السلطات تفرض سياسات "إدارة هجرة" قاسية؛ حيث يمكن تجريم المهاجرين الأفارقة في كثير من الأحيان بطريقة مماثلة للمهاجرين الداخليين القادمين من الريف. فإضافة إلى عمليات التفتيش على الهجرة وحملات القمع، تمنع السلطات باستمرار المهاجرين من العيش في أحياء معينة، كما لا توجد أيّ حماية قانونية ضد التمييز العنصري في البلاد.

وقد سلطت أزمة كوفيد 19 الضوء على هذه العنصرية المعادية لإفريقيا التي طال أمدها، فمع كل الضرر الذي ألحقه هذا الوباء بالاقتصاد وسبل عيش الناس؛ فإن اتخاذ كبش فداء وممارسة العداء تجاه تهديد خارجي متخيل يساعد بوضوح على تحويل الإحباط الداخلي بعيدًا عن النخبة الحاكمة؛ وهو اتجاه نشهده الآن في جميع أنحاء العالم.

 فبينما تصبح المجتمعات الآسيوية في أوروبا والولايات المتحدة ضحايا للعنصرية خلال هذا الوباء، يصرخ الأفارقة في الصين، "نحن لسنا الفيروس!"، ومن ثَمَّ ولمقاومة العنصرية؛ فإننا بحاجة إلى رؤية الأمور على حقيقتها أينما حدثت.

[1] على الرابط التالي: https://www.theguardian.com/commentisfree/2020/apr/25/coronavirus-exposed-china-history-racism-africans-guangzhou?CMP=share_btn_tw

الجنائية الدولية تتوعد مروجى خطاب الكراهية

الجنائية الدولية تتوعد رواد خطاب الكراهية ضد الأقليات بليبيا تصاعدت في الآونة الأخيرة نبرات عدائية ضد الأقليات وخطاب كراهية بين المدن والقبائل تبثه وسائل ومنصات إعلامية وأبواق مأجورة موالية لللمشير خليفة حفتر ، تعمل بالتوازي مع ما يقوم به الأخير عبر مليشياته من قتل وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وتهجير السكان من منازلها وبث الرعب في قلوبهم جهارا نهارا دون أي حسيب أو رقيب طيلة فترة العدوان الذي شنه على العاصمة وفشله في السيطرة عليها بعد مضي عام كامل. آخذ في الارتفاع وقالت المدعية العامة بالمحكمة الجنائية الدولية فاتو بن سودا، في تقرير جديد لها بشأن ليبيا عرضته أمام المحكمة مؤخرا، إن خطاب الكراهية في ليبيا آخذ في الارتفاع وأصبحت اللغة المهينة واللاإنسانية التي تستهدف بعض الأفراد أو مجموعات من الناس، منتشرة الآن في وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية. وأعربت بن سودا في تقريرها الـ19، عن قلقها من هذه اللغة التي تولد الكراهية والخوف في المجتمع وتعمق الانقسامات داخله وتزرع بذور الجرائم ضد الجماعات والأفراد المستهدفين، إلى جانب أنها تؤسس لحدوث جرائم جماعية فظيعة، على حد تعبيرها. معرض للمقاضاة وأكدت المدعية العامة بالمحكمة الجنائية الدولية، أن مكتبها لديه أدلة متوفرة على قيام بعض الأفراد بنشر خطاب مفعم بالكراهية في ليبيا، مشددة على أن كل من يحث على ارتكاب الجرائم والتحريض العلني وغيره ضد مجموعات عرقية أو اجتماعية معينة، عرضة للمقاضاة أمام المحكمة، حال استيفاء الشروط اللازمة وفق نظام روما الأساسي. خطاب التحريض والكراهية ضد الأقليات غير العربية تنامى بشكل ملحوظ في منصات التواصل الاجتماعي الموالية لحفتر وقنواتهم الإعلامية بما في ذلك إعلاميوهم ومثقفوهم، الذين عمدوا إلى زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد بلغة عنصرية بغيضة، تتضمن تهديدا ووعيدا ضد سكان العاصمة خاصة ومدن المنطقة الغربية عامة بسبب تأييدهم لحكومة الوفاق الوطني ورفضهم لمشروع حفتر الطامح لحكم البلاد عسكريا.

Fatou-Bensouda-1-768x449.jpg

الاضطرابات النفسية للحجر الصحي وتوصيات الهيئات العلمية

بقلم البروفسور رموز اسماعيل أستاذ التعليم العالي في الطب النفسي

يعرف "الحجر الصحي" على أنه فصل وتقييد لحركة الأشخاص اللذين يحتمل أن يكونوا معرضين لمرض معدي، للتأكد مما إذا كانوا مرضى، وبالتالي تقليل خطر إصابتهم من الآخرين او إصابتهم للآخرين. يعتبر أمرا عاديا أن يحس المرء ببعض التوتر أو الخوف، وهذا لا يشكل عائقا في حد ذاته لأنه يدعو الإنسان لاتخاذ تدابير الوقاية، ليس لسلامته الشخصية فحسب، بل لسلامة أسرته والمحيطين به. لكن عندما تتجاوز مستويات الخوف حدودا عليا، يصبح عائقا للشخص في حياته اليومية وصحته النفسية. والخوف حالة مؤلمة من اليقظة تتعلق بخشية أو رهبة من شيء ما، غير واضح مع انتظاره تؤلم صاحبها .... والكربة تعني جزعا من غير موضوع مسبب للجزع، وهو خوف شديد من شيء غير محدد تجعل المريض في حالة من اليقظة المفرطة والمؤلمة، وتكون مصحوبة بأعراض عضوية ناتجة عن تنبيه النظام العصبي التلقائي ، و قد يتجلى ذلك عبر : 1- أعراض جسدية : خفقان القلب بسرعة أكبر- صعوبة في التنفس- تعرق. 2- أعراض شعورية : إحساس بالخطر- ترقب مؤلم لحدث ما- ضجر. 3- أعراض ذهنية : تدهور في الأداء الذهني- الإجهاد الذهني - اجترار الأفكار. 4- أعراض سلوكية : تدهور في الأداء المهني، انكماش على النفس، عدوانية غير مألوفة، سلوكيات التجنب. لقد أفادت غالبية الدراسات، أن المعزولين في الحجر الصحي هم أكثر عرضة للإرهاق والقلق والتهيج والأرق وضعف التركيز وتدهور أداء العمل والتردد في العمل. أما فيما يتعلق بتداعيات ما بعد الحجر الصحي، نلاحظ الانخراط في سلوكيات التجنب، مثل تقليل الاتصال المباشر مع الأشخاص الذين قاموا بالحجر الصحي وتجنب الأشخاص الذين كانوا يسعلون أو يعطسون ، وتجنب الأماكن المغلقة المزدحمة ، و تجنب جميع الأماكن العامة في الأسابيع التي تلي فترة الحجر الصحي. بالإضافة إلى توصيات الهيئات العلمية المتخصصة في مجال الصحة النفسية نضيف ما يلي : 1- ضرورة قيام مسؤولي الصحة العامة بتقديم رسائل سريعة و واضحة يتم توصيلها بشكل فعال لجميع السكان لتعزيز الفهم الدقيق للوضع. 2- التقليل قدر الإمكان من الاطلاع على مواقع الأخبار التي تبث بشكل مستمر تطور حالة الوباء في العالم و تأثيراته في مختلف المجالات. 3- و كحد أقصى، ننصح أن نستطلع أخبار الوباء مرة في اليوم حتى نكون على اطلاع على المستجدات الرقمية، و الصحية، و الإجراءات الإدارية التي تهم حياتنا اليومية. 4- استثمار الوقت في الاطلاع على مجالات معرفية متنوعة ، أو استغلال الوقت لاستكمال مشاريع كتابة أو قراءة. 5- إعطاء مجال أكبر للاتصال بأفراد الأسرة و الأصدقاء و الاطلاع على أحوالهم، و إن أمكن نشر جو الاطمئنان بينهم، و إمدادهم بمعلومات إيجابية. 6- المساهمة في التعبير عن مشاعر الخوف و القلق و التعبير عن الانتظارات المتوقعة، و ذلك أولا بالتعرف على هذه المخاوف و فحصها و عرضها على ميزان المنطق و الحقيقة. 7- أخذ معلومات كافية عن أعراض القلق و التوتر، و كيف تترجم الى سلوكيات غير عادية. 8- التدرب على تمارين الاسترخاء و التنفس العميق، و يمكن مشاهدة ذلك في فيديوهات على اليوتوب. 9- محاولة الارتباط بصورة أقوى بقوة تشكل لك وتفسر لك معنى الحياة ومعنى الأحداث التي تقع في العالم وتكون تقوية الروابط مع الله عز وجل من أهم الوسائل لتحقيق ذلك. 10- بموازاة ذلك، ينصح باستغلال فترات الصلوات الخمس و أدائها باستحضار صلتك و علاقتك بالله عز وجل، و تخصيص فترات للجلوس للتفكر و التأمل. 11- لا تقلل من مؤهلاتك الفكرية وخصالك النفسية لتحمل هذا الضغط النفسي، وحدث نفسك بالتجارب الايجابية التي مررت منها والمصاعب التي تجاوزتها بنجاح، فهذه المراجعة تقوي عزيمتك وإرادتك لمواجهة المصاعب الحالية. 12- اعلم انه بقدر الصبر و الرضا الذي تبديه و يظهر على ملامحك و خطابك و تصرفاتك، بقدر ما يطمئن الناس من حولك، و يستمدون منك القدرة و النموذج الناجح للثبات و الصمود. 13- عدم إهمال فترات الراحة، و إعطاء وقت أكبر من المعتاد للأنشطة الترفيهية و التسلية المروحة عن النفس، و تكون كذلك بقصد إشراك الأطفال في تلك الأنشطة. 14- برمجة تمارين رياضية مستمرة خلال اليوم. 15- الاستمرار في قضاء حوائج الناس، خاصة الذين - لسبب ما- لا يستطيعون تلبية حاجياتهم خارج المنزل. 16- بالنسبة للأشخاص اللذين يعانون سابقا من أمراض نفسية، عليهم باستشارة طبيبهم المعالج من أجل دعم نفسي مباشر ومتواصل. 17- بالنسبة للأشخاص اللذين يعانون من مستويات عليا من الخوف، عليهم بالمبادرة لاستشارة طبيب واتخاذ تدابير علاجية مناسبة. 18- من الناحية الذهنية، يستحب تفعيل ما يصطلح عليه ب "إعادة التشكيل الذهني" بحيث تصحح تصوراتك و انتظاراتك حول احتمالية الخطر بالإصابة بالعدوى، او بتفاقم المرض أو بخطر الموت، لذا يكون من الضروري التأكيد على النظر الى نسبة التعافي من المرض أو نسبة اللذين لا تظهر عليهم أعراض البتة. إن تدقيق النظر في هذا الجانب الايجابي -من شأنه- أن يصحح نظرتنا للحدث و يحد بشكل كبير من الإحساس بالقلق و التوتر. 19- قبل هذا، و مع هذا و بعد هذا لا بد ان نذكر بأن غالبية المغاربة مسلمون، و مما تقتضي كلمة الاسلام، القبول بما يقضي الله عز وجل في الكون، و معرفة أن ما يقع، إنما لحكمة ربانية، و لا ندري، أن هذا الوباء سيكون بداية الحياة الصحيحة للبشرية.

مواجهة جائحة كورونا مسألة تضامنية من الجميع؟

يشهد الشارع الليبي حالة من الترقب والقلق عقب تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد ١٩) في البلاد، وعلى الرغم من اتخاذ السلطات المختصة عدد من الإجراءات الاحترازية والوقائية لازال الجميع ينتظر انتهاء تلك الأزمة، وللحديث حول فيروس كورونا المستجد، كان لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع البروفيسور/ إبراهيم محمد الدغيس، المتخصص في علم الفيروسات ورئيس لجنة التوعية والتثقيف بجامعة طرابلس. وإلى نص الحوار.

ما هو فيروس كورونا المستجد (كوفيد_19)؟ 

فيروس الكورونا هو فيروس ينتمي لعائلة الفيروسات التاجية، كلمة كورونا (Corona) هي كلمة لاتينية وباللغة الإنجليزية (Crown) وباللغة العربية تعني تاج، وسميت بالفيروسات التاجية لأن لها بروزات على غلافها الخارجي بحيث تظهر تحت المجهر الالكتروني في شكل يشبه التاج، الغلاف الخارجي للفيروس يحتوي على دهون ولذلك تنصح منظمة الصحة العالمية بغسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية كأحد طرق الوقاية من الفيروس بسبب أن الصابون يؤدي لتكسير الدهون الموجودة بالغلاف الخارجي للفيروس مما يسبب في موت الفيروس. البروزات على الغلاف الخارجي للفيروس مهمة في إلتصاق الفيروس بالخلايا وبالتالي دخول الفيروس داخل الخلايا من أجل التكاثر. سمي المرض الجديد باسم (COVID-19) وهي اختصار للآتي: حرفي (CO) اختصار لكلمة كورونا (CORONA) وحرفي (VI) اختصار لكلمة فيروس (VIRUS) وحرف (D) اختصار لكلمة مرض (DISEASE) ورقم (19) اختصار لسنة 2019م، حيث أبلغت الصين منظمة الصحة العالمية عن المرض رسميا يوم 31 ديسمبر 2019م.

لماذا انتشر هذا الفيروس بصورة أكبر من الفيروسات التاجية الأخرى؟ 

سنة 2002م ظهر مرض باسم المتلازمة التنفسية الحادة (SARS) والمسبب هو أحد الفيروسات التاجية من نوع بيتا، وأدى لإصابة 8000 شخص تقريبا في 26 دولة وأدى لوفاة حوالي 800 شخص تقريبا، ثم في سنة 2012م ظهر مرض آخر عرف باسم متلازمة الشرق أوسط التنفسية (MERS) يسببه نوع آخر من الفيروسات التاجية من نوع بيتا كذلك وأدى لإصابة 2500 شخص تقريبا في 27 دولة وأدى لوفاة حوالي 860 شخص تقريبا. الآن ظهر هذا المرض الجديد وانتشر في كل دول العالم تقريبا وأدى لإصابة مئات الآلاف من البشر وموت الآلاف كذلك. وسبب انتشار بهذه السرعة أن المرض بدأ في الصين وأصبح الآن وباء عالمي. ويعتقد العلماء بوجود عدة أسباب جعلت هذا الفيروس ينتشر بسرعة منها طول فترة الحضانة (2-14 يوم) بالإضافة إلى أن الفيروس الجديد له قدرة إلتصاق بالخلايا تفوق عشر مرات قوة التصاق فيروس السارس القديم، وكذلك طريقة انتقاله فالفيروس ينتقل انتقال مباشر من الشخص المصاب عن طريق الرذاذ الصادر من الكحة أو السعال أو العطس، بالإضافة لقدرة الفيروس على الانتقال غير المباشر عند ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس.

البعض يعول آمالا على انتهاء الأزمة فى الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة.. فهل هناك علاقة بين حالة الطقس والقضاء على الفيروس؟ 

البعض يعتقد أن ارتفاع درجة الحرارة في الصيف قد تؤدي لموت الفيروس وانتهاء المرض، وهنا وجب التنويه إلى أن المرض موجود في معظم دول العالم ومنها تلك الدول التي بها درجة حرارة عالية. للعلم فإن ارتفاع درجة الحرارة تؤثر وتقلل من مدة بقاء الفيروس حيا في البيئة وعلى الأسطح ولكنها لا توقف المرض.

هل المستشفيات والأنظمة الصحية في ليبيا مجهزّة للتعامل مع الفيروس؟ 

هذا السؤال يوجه للأجهزة التنفيذية المسؤولة عن قطاع الصحة. ولكن ما يمكن قوله في هذا الصدد أن المختبر المرجعي بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض به كفاءات وخبرات عالية وعلى مستوى عالمي. والتقنية المستخدمة في التشخيص (RT-PCR) هي المعتمدة من منظمة الصحة العالمية وموجودة حاليا بالمحتبر المرجعي بطرابلس وبمستشفى الكويفية ببنغازي.

نسمع أحيانا عن تعافي بعض الحالات. ما هو علاج الفيروس؟ 

فعلا المرض منتشر ومكتسح لدول العالم، وفي نفس الوقت وجب التنويه إلى أن نسبة الشفاء من المرض عالية وخاصة عند الناس الأصحاء ومن لديهم مناعة عالية. إلى الآن لا يوجد دواء أو لقاح معتمد من منظمة الصحة العالمية، ولكن هناك عدة دول منها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وأستراليا وغيرها من الدول تعمل جاهدة على تجربة عدة أدوية لمجابهة هذا الوباء، فلنتأمل خيرا بإذن الله.

ما هي نسبة عودة المرض لنفس الشخص الذي تعافى منه؟ 

في الوضع الطبيعي عند الإصابة بمسبب مرضي معين فإن الجسم يكون مناعة ضد المسبب المرضي بعد الشفاء من المرض. وهذه أحد السناريوهات المتوقعة لانتهاء الوباء وذلك بنشوء ما يعرف بمناعة القطيع أو مناعة الجموع (Herd Immunity)، بحيث تتكون عند 50-70% من الناس مناعة بعد إصابتهم وشفائهم من المرض فيصبح المجتمع منيع ولا يصاب بالمرض مرة أخرى. ولكن قد يحدث أحيانا ونادرا الشفاء من المرض ثم يصاب نفس الشخص بنفس المرض وهذا يفسر علميا بأن الشخص قد أصيب بنوع فيروسي آخر من نفس العائلة الفيروسية أو أن الفيروس قد حدثت به طفرة وأصبح فيروس مختلف عن الفيرس الأول المسبب للمرض.

إلى جانب التعقيم وتوخي الحذر وغسل اليدين. هل تناول أطعمة معيّنة يقي من المرض؟ 

هنا لا يمكن الجزم بأن نوع معين من الطعام له تأثير مقاوم لفيروس الكورونا، ولكن بصفة عامة ومن المعروف أن الغذاء الجيد والصحي مهم لرفع وزيادة مناعة الجسم والتي بدورها لها دور مهم في مقاومة المرض.

كلمة أخيرة أو نصيحة تود توجيها للمواطنين؟

نحن الآن نواجه وباء عالمي اجتاح حتى الدول العظمى والمتقدمة، ولكن بوعي الناس ومعرفة كيفية انتقال الفيروس وبالتالي التقيد بتعليمات الجهات الصحية والتزام البيوت خاصة هذا الأسبوع والأسبوع القادم سيكون له دور كبير في كسر سلسلة انتقال الفيروس. يعني باختصار مسألة مجابهة الوباء في ليبيا هي مسألة تضامنية والمواطن له دور كبير ومهم في الوقاية من هذا الوباء.

نسأل الله أن يحفظ العباد والبلاد.

IMG-20200429-WA0217.jpg

البلوح..اسرار التسمين القصرى للفتيات فى موريتانيا وبعض الدول الإفريقية..

عادة “البلوح” تعني التسمين القسري للنساء في موريتانيا، وهي عادة متوارثة ومترسخة في الثقافة الموريتانية منذ القدم، والتي تبدأ طقوسها للبنات منذ سن السادسة.

تخصص الأسر برنامجًا غذائيًا خاصًا يعتمد بشكل أساسي على شرب نحو خمسة ليترات من اللبن يوميًا، بغرض تسمينهن استعدادًا لمرحلة الزواج، على اعتبار أن الفتاة البدينة هي المرغوبة من قبل الرجال، فكما يقال: هناك “المرأة تأخذ من قلب الرجل على قدر ما تأخذ من مقعدها”.

البلاحة

لضمان تنفيذ مثل هذا البرنامج في أقصر وقت ممكن (1-5 سنوات) تلجأ بعض الأسر، وخاصة الميسورة، بالاستعانة ببعض النساء المتخصصات في هذا العمل، والتي يطلق عليها “البلاحة”؛ حيث تتولى متابعة تغذية البنات تحت عينها، وتسمح لها الأسرة بإنزال أشد أنواع العقاب على غير الملتزمات؛ حيث إنهم يرون أن الفتاة النحيفة عار على أسرتها، أما الأسر الفقيرة فتلحق بناتها بالرعاة لمدة تتراوح من شهر إلى أربعة، حتى يتغذين على لبن الإبل أو البقر، ومع تطور وسائل التسمين بدأ البعض يستخدم الحبوب الهرمونية والتي تعرف بـ”حب البقر” والتي تعمل على حبس الماء في الوجه والفخذين والرقبة، وهو ما يطلق عليه السمنة الكاذبة.

السمنة والجمال

رغم اعتراف نحو 76% من الرجال والنساء ممن استطلعت آراؤهم في دراسة أجرتها وزارة شؤون المرأة في موريتانيا بخطورة السمنة على الصحة العامة، فإن 60% من النساء أكدن على قناعتهن بفوائد السمنة، وقد أشار 55% من الرجال إلى أن بدانة المرأة هي أحد أوجه جمالها، واعتبروا أن النحافة هي عيب ونقص في جمال المرأة، كما أن كل امرأتين من أصل خمس نساء، عبرن عن قناعتهن بأن السمنة تزيد المرأة جمالًا وتجعلها محط إعجاب الرجال والنساء، وأن المرأة السمينة أجمل بكثير من المرأة النحيفة.

وفي السنوات الأخيرة، أدرجت المنظمات الحقوقية العالمية هذه العادة على أنها من ضمن ممارسات العنف ضد المرأة.

التوعية

يقول دبلوماسي  موريتاني: ظاهرة التسمين القسري أو ما يطلق عليها عادة “البلوح” كانت موجودة بالفعل ضمن ثقافة المجتمع الموريتاني، على اعتبار أنها إحدى سمات جمال المرأة، لكنها انحسرت خلال الخمسة عشر عامًا الأخيرة، فتكاد تكون اختفت في المدن، وخفت حدتها كثيرًا في المناطق الريفية؛ وذلك بسبب برامج التوعية التي وضعتها السلطات الرسمية في الدولية عن طريق وزارات الصحة والإعلام وشؤون المرأة، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني.

ويؤكد أحد الشباب الموريتاني، أن معظم الشباب الآن يفضل أن تكون عروسته على قدر من السمنة المتوسطة والتي تميل للتناسق، فهم لا يريدونها مفرطة السمنة أو نحيفة القوام.

الهرمونات

ويحذر الأطباء من خطورة التسمين عن طريق الحبوب الهرمونية؛ فهي تؤدي إلى اضطرابات في نسبة هرمون الكورتيزون في الدم، والذي من نتائجه حدوث خلل في عمل الغدد التناسلية، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالعقم، كما أن استخدام هذه النوعية من الحبوب يعمل على ظهور أعراض مرضية يطلق عليها “متلازمة الكوشينج” والتي منها تكون الدهون في البطن وفي أعلى الظهر “سوء توزيع الدهون”، مع حدوث التهابات جلدية، وهذا بخلاف أعراض السمنة الأخرى، كذلك تعمل هذه المواد الهرمونية على تجمع الماء والصوديوم تحت الجلد مما يعمل على انتفاخه، كما أن السمنة قد تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالذبحة الصدرية أو الفشل الكلوي.

52 (2).jpg

ليبيا: التمييز المجحف التاريخي يهدد الحق في الصحة للأقليات في مدن الجنوب وسط تفشي وباء فيروس كوفيد-19

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إنه يجب على السلطات، والميليشيات الليبية التي تسيطر على المدن والبلدات الجنوبية؛ والمانحين الدوليين، ضمان مراعاة أولئك الأشد تهميشاً في استجابتها لحالة الطورائ الصحية العامة لتفشي وباء فيروس كوفيد-19. 

لقد تعرض نظام الصحة العامة الليبي للتقويض بسبب سنوات من النزاع المسلح وغياب الأمن، بما في ذلك الهجمات على المرافق الطبية، ونزوح العاملين الطبيين المؤهلين، وتدخل الميليشيات المتكرر في توفير الخدمات الطبية. وبالإضافة إلى هذه المخاطر العامة، فإن التمييز المجحف الموجود أصلاً ضد مجموعات الأقليات العرقية مثل التبو والطوارق يخلق حواجز إضافية أمام حصولهم على الرعاية الصحية.

إن المخاوف من انتشار وباء فيروس كوفيد-19 في جنوب ليبيا تكشف عن الظروف الهشة لمجتمعات الأقليات التي تكافح منذ فترة طويلة للتمتع بالمساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية. 

ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية

وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "إن المخاوف من انتشار وباء فيروس كوفيد-19 في جنوب ليبيا تكشف عن الظروف الهشة لمجتمعات الأقليات التي تكافح منذ فترة طويلة للتمتع بالمساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية. بسبب سنوات من النزاع المسلح وانعدام الأمن والإهمال، فإن الجنوب الليبي ككل غير مستعد على الإطلاق للوباء، لأنه يفتقر إلى مرافق الفحص الملائمة، ومعدات الحماية، والعاملين الصحيين المؤهلين. إن وضع الأقليات يثير القلق بشكل خاص، حيث أنهم يواجهون عقبات إضافية في الوصول إلى أكبر مستشفييْن، وأفضلا تجهيزاً، في المنطقة".

"وندعو السلطات والميليشيات الليبية المسيطرة فعلياً لضمان تمتع الجميع بالمساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية بغض النظر عن العنصر أو الجنسية أو الأصل العرقي. فجميع أطراف النزاع ملزمة، بموجب القانون الدولي الإنساني، بمعالجة المرضى والجرحى، دون تمييز مجحف أو تفرقة فيما عدا الأسباب الطبية."

وقد تحدثت المنظمة إلى مهنيين طبيين وناشطين وصحفيين في أنحاء الجنوب الليبي.

ومنذ أن أبلغت ليبيا عن أول حالة إصابة بفيروس كوفيد-19، في 24 مارس/آذار، زاد عدد الحالات إلى 51 حالة مؤكدة، وحالة وفاة واحدة.

المخاوف من أعمال العنف تحد من الحصول على الرعاية الصحية

تم فصل العديد من المدن والبلدات في جنوب ليبيا تاريخياً على أساس الانتماء القبلي والعرقي. واندلاع الأعمال العدائية المتقطعة بين مختلف الميليشيات القبلية يعيق حركة الأشخاص في هذه المنطقة، مما يؤثر على وصول الناس إلى خدمات الرعاية الصحية، عندما تكون المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتنافسة.

ندعو السلطات والميليشيات الليبية المسيطرة فعلياً لضمان تمتع الجميع بالمساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية بغض النظر عن العنصر أو الجنسية أو الأصل العرقي. 

فعلى سبيل المثال، في سبها، وهي أكبر مدينة في جنوب غرب ليبيا، أخبر سكان التبو منظمة العفو الدولية أنهم يتجنبون الذهاب إلى المستشفى الرئيسي، الذي يقع في جزء من المدينة تسيطر عليه في الغالب القبيلة العربية المنافسة أولاد سليمان. وأبلغت مصادر مُطّلعة منظمةَ العفو الدولية بالحوادث التي أبلغ عنها في السنوات السابقة المتعلقة برجال من التبو من بينهم مرضى في مستشفى سبها الرئيسي يواجهون اعتداءات بدنية، وعمليات اختطاف، وحتى عمليات قتل. وأوضح سكان سبها أن الخوف من العنف يدفع رجال التبو على وجه الخصوص إلى الذهاب إلى مستشفى أصغر في مرزق، وهي مدينة ذات غالبية تباوية تبعد 180 كم، للعلاج بدلاً من الذهاب إلى مستشفى سبها الرئيسي.

وفي مرزق، قال مصدران طبيان لمنظمة العفو الدولية إن هناك أربعة أجهزة تنفس فقط متاحة، ولا يوجد من دُرّب على استخدامها، فضلا عن نقص المعدات الطبية الواقية الشخصية للعاملين في مجال الصحة

وفي مدينة الكفرة الجنوبية الشرقية، توجد المرافق الطبية الرئيسية، التي هي نفسها غير مجهزة على نحو كاف للتعامل مع وباء فيروس كوفييد-19، في منطقة تسيطر عليها قبيلة زوية العربية. والعيادات التي يسيطر عليها التبو سيئة التجهيز على نحو أكبر، وأقل جهوزية للتعامل مع تفشي الفيروس. وأبلغ سكان التبو في المدينة منظمة العفو الدولية أنهم امتنعوا عن الذهاب إلى المرافق الطبية الرئيسية الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها قبيلة الزوية لأنهم يخشون العنف، وبدلاً من ذلك عليهم الاعتماد على عيادة أصغر في المنطقة التي يسيطر عليها التبو في المدينة.

عدم وجود وثائق الهوية

يواجه بعض أفراد مجتمعات التبو والطوارق عوائق إضافية في الوصول إلى الرعاية الصحية لأنهم لا يملكون وثائق هوية أو دفتر هوية عائلي لإثبات الجنسية الليبية، وهي ضرورية للوصول إلى نظام الصحة العامة المجاني. كما أن لعدم وجود وثائق الهوية عواقب اقتصادية خطيرة، ولا يستطيع الكثيرون تحمل نفقات العلاج الخاصة. ولم تعلن حكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دولياً، ومقرها في طرابلس، ولا "الجيش الوطني الليبي"- المعلن ذاتياً - الذي يسيطر على شرق ليبيا وأجزاء من الجنوب، عن أي إجراءات لضمان وصول أفراد مجتمعي الطوارق والتبو إلى نظام الرعاية الصحية العامة بدون وثائق هوية.

جميع أطراف النزاع ملزمة، بموجب القانون الدولي الإنساني، بمعالجة المرضى والجرحى، دون تمييز مجحف أو تفرقة فيما عدا الأسباب

كما أن أفراد كلا المجتمعين يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للتأثيرات السلبية في حالة تفشي وباء فيروس-19، حيث يعيشون في أحياء فقيرة مكتظة بالسكان مثل حي الطيوري في سبها، فيستحيل تطبيق عملية التباعد الاجتماعي أساساً.

وعلاوة على ذلك، تدعو منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي والمانحين الذين يقدمون المساعدة لخدمات الصحة العامة الليبية إلى مراعاة العقبات المحددة التي تواجهها مجتمعي التبو والطوارق، من بينهم أولئك الذين ليست لديهم وثائق الهوية الليبية، في الوصول إلى الخدمات الطبية في الجنوب.

خلفية

التبو هم أقلية عرقية تعيش في مناطق السودان والنيجر وتشاد وجنوب ليبيا.  وقد أفاد بعض التبو أنهم حرموا من الوثائق التي تثبت الجنسية الليبية خلال حكم معمر القذافي وتعرضوا لعمليات الإخلاء القسري  والاعتقال والاحتجاز بصورة تعسفية. ومنذ 2012، اندلعت نزاعات مسلحة محلية بين التبو والقبائل العربية في العديد من المدن الجنوبية. 

أما الطوارق فهم أقلية عرقية تعيش في جنوب غرب ليبيا، وكذلك مالي والنيجر وتشاد والجزائر. وأفاد البعض بوجود عقبات في إثبات الجنسية الليبية، الأمر الذي خلق حواجز أمامهم في الحصول على التعليم والصحة والوظائف.