" -----------------------------------------
في تغير مفاجئ لاحظنا كباقي المراقبين للحالة السياسية في ليبيا تغيرا مفاجئا من قبل اﻹدارة الامريكية للشأن الليبي تناول بيانات ومواقف سياسية تباينت من حيث الشدة والحدة حول تفاصيل وتداعيات الحالة الليبية. ولفهم اعمق للأهتمام المفاجئ للأدارة الامريكية في ليبيا سنتدرج في هذا المقال التحليلي لعرض المعطيات و تحليلها ثم الأستنتاج والشواهد للوصول إلي التداعيات المحتملة والتوصيات للتعاطي معها #المعطيات - العام الأخير من الدورة الأنتخابية للرئيس الامريكي يسمى عام "البطة العرجاء" بسبب تكبيل كل القرارات السياسية والمؤسساتية الداخلية والحارجية بأولويات انتخابية وعام 2020 هو عام بطة عرجاء (بمعنى ان كل سياسات الرئيس الامريكي الأن هي دعاية انتخابية مبكرة) - عام 2016 كان الملف الليبي مهما في صراع ترامب كلينتون الأنتخابي وحرص ترامب على أستغلال اغتيال السفير الامريكي في بنغازي ودعم سياسة كلينتون في وزارة الخارجية في التعامل ودعم جماعة الأخوان المسلمين في ليبيا وصلتها بالمتورطين في مقتل السفير. - طوال الفترة الأنتخابية الأولى للرئيس ترامب كانت المناكفة السياسية للديمقراطيين تتركز حول اتهامه بتلقي دعم روسي لحملته الأنتخابية ورغم انهم لم ينجحوا في تحويل اتهامهم لقرار تنيحته لكن الضوضاء الإعلامية التي صاحبت محاولات اثبات اتهاماتهم خلقت رواسب وتخوف عند الناخب الامريكي #التحليل_والأستنتاج: على بعد ستة أشهر فقط من الأننخابات الرئاسية الامريكية تحولت ليبيا إلي ورقة انتخابية هامة، فمن ناحية سيحاول الديمقراطيون أثبات فشل إدارة ترامب للشان الخارجي في ليبيا وأثرها على المصالح الامريكية وحلف الناتو والمتوسط والمنطقة، كما انهم ايضا سيحاولون ربط التوغل الروسي في ليبيا كانه مكافأة او ثمن للدعم الروسي لحملة ترامب الانتخابية التي لم يستطع الديمقراطيين أثباتها ولكنهم سيحاولون توظيفها في تخويف او على الأقل خلق حالة من التردد لدى انصار الحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة. ولذا نلاحظ اهتمام مفاجئ وكبير لدى اداراة ترامب بالوضع في ليبيا لعدم استغلالها انتخابيا من قبل الديمقراطيين كنقطة ضعف لسياسته الخارجية او اثبات علاقته بالروس. #شواهد_اﻹهتمام_الامريكي: - التحول المفاجئ لدور اﻹدارة الامريكية من الضغط من خلال لجنة مواجهة وحل الميلشيات المسلحة من خلال مفاوضات الوفد الامريكي التي بدأها اجتماع نيويورك مع باشاغا وسيالة والتي اعقبته زيارات للرجمة ولقاءات في تونس، إلي هجوم مكثف وقوي على الدور العسكري الروسي المزعوم في ليبيا. - البيانات المتتالية للسفارة الامريكية في ليبيا التي تظهر الالتزام الامريكي بالقرارات الدولية ومناصرة الحكومة المعترف بها دوليا، ومكالمة وزير الخارجية بوميبو للسراج تأتي ضمن إطار أعلامي لبيان رفضهم و مضادتهم لمن يروج انه الطرف المدعوم من روسيا. - حرص السفارة الامريكية على تكذيب خبر زيارة الوفد الامريكي إلي الرجمة صبيحة يوم عيد الفطر يأتي ضمن سياسة انكار اي دور سياسي امريكي منفرد في ليبيا. والاكتفاء بأظهار دورهم كجزء من مجلس الأمن ومؤتمر برلين خوفا من حدوث تصعيد وتطور عسكري يفشل الحل السياسي مما يدعم نظرية فشل سياستهم في ليبيا. - بيان الافريكوم حول ما اسموه تسليم روسيا لطائرات من الجيل الرابع إلي الجيش الوطني الليبي ونشر صور يزعمون انها لعملية نقل الطائرات الروسية إلي ليبيا يأتي ايضا في سياق الدعاية الأعلامية التي تسوقها إدارة ترامب كدفاع انتخابي مسبق عن اتهامات للديمقراطيين بمسئولية ترامب عن عدم رفض التواجد الروسي المزعوم في ليبيا - دعم الخارجية الامريكية لمالطا عن احتجاز العملة الليبية المطبوعة في روسيا يأتي بعد 6 اشهر من احتجازها هو شكل اخر من البحث عن اي مبرر لنقد قوي لأي شكل من العلاقة الروسية بمؤسسات الدولة في ليبيا. - تجاهل كامل للدور التركي في ليبيا، بل وحتى دعمه كما ورد في بعض التقارير الأعلامية، والمقصود من ذلك ربما يكون اظهار دعم لها كدولة حليفة وكذلك حرص امريكي على استمرار تماسك حلف الناتو وعدم تطور الصراع اليوناني التركي داخله لكي لا يكون انهيار الناتو او ضعفه الداخلي مادة انتخابية اخرى تظهر ضعف سياسة ترامب الخارجية #التداعيات_المحتملة: - الدعاية الأنتخابية للرئيس الامريكي ترامب تركزت في 2016 على شيطنة التدخل العسكري الامريكي الخارجي في العالم، وبالتالي من الضار له انتخابيا ان تقوم الولايات المتحدة في اخر عهده بمغامرة عسكرية تكون ضد الدعاية الانتخابية لترامب التي ترتكز على الاستثمار الداخلي للموارد، والتي ارهقتها كثيرا ازمة جائحة كورونا. - لن تعترض إدارة ترامب بشكل علني على تصعيد التدخل التركي المباشر في ليبيا، لكنها ستحرص في ذات الوقت على تحقيق التوازن مع المصالح الاوروبية التي تعتبر التدخل التركي في ليبيا ضارا بها #توصيات_التعاطي_مع_حالة_البطة_العرجاء تكتفي مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث بما ذكر في المقال المنشور للاطلاع العام والمؤسسة على استعداد لتزويد المؤسسات السيادية الدستورية الليبية بتقرير اكثر تفصيلا للتداعيات المحتملة ومرفق بتوصيات ومقترحات للتعاطي مع الحالة (مجانا بدون اي مقابل) في حال طلب منها ذلك كتابيا. ولله الأمر من قبل ومن بعد مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث