البلوح..اسرار التسمين القصرى للفتيات فى موريتانيا وبعض الدول الإفريقية..

عادة “البلوح” تعني التسمين القسري للنساء في موريتانيا، وهي عادة متوارثة ومترسخة في الثقافة الموريتانية منذ القدم، والتي تبدأ طقوسها للبنات منذ سن السادسة.

تخصص الأسر برنامجًا غذائيًا خاصًا يعتمد بشكل أساسي على شرب نحو خمسة ليترات من اللبن يوميًا، بغرض تسمينهن استعدادًا لمرحلة الزواج، على اعتبار أن الفتاة البدينة هي المرغوبة من قبل الرجال، فكما يقال: هناك “المرأة تأخذ من قلب الرجل على قدر ما تأخذ من مقعدها”.

البلاحة

لضمان تنفيذ مثل هذا البرنامج في أقصر وقت ممكن (1-5 سنوات) تلجأ بعض الأسر، وخاصة الميسورة، بالاستعانة ببعض النساء المتخصصات في هذا العمل، والتي يطلق عليها “البلاحة”؛ حيث تتولى متابعة تغذية البنات تحت عينها، وتسمح لها الأسرة بإنزال أشد أنواع العقاب على غير الملتزمات؛ حيث إنهم يرون أن الفتاة النحيفة عار على أسرتها، أما الأسر الفقيرة فتلحق بناتها بالرعاة لمدة تتراوح من شهر إلى أربعة، حتى يتغذين على لبن الإبل أو البقر، ومع تطور وسائل التسمين بدأ البعض يستخدم الحبوب الهرمونية والتي تعرف بـ”حب البقر” والتي تعمل على حبس الماء في الوجه والفخذين والرقبة، وهو ما يطلق عليه السمنة الكاذبة.

السمنة والجمال

رغم اعتراف نحو 76% من الرجال والنساء ممن استطلعت آراؤهم في دراسة أجرتها وزارة شؤون المرأة في موريتانيا بخطورة السمنة على الصحة العامة، فإن 60% من النساء أكدن على قناعتهن بفوائد السمنة، وقد أشار 55% من الرجال إلى أن بدانة المرأة هي أحد أوجه جمالها، واعتبروا أن النحافة هي عيب ونقص في جمال المرأة، كما أن كل امرأتين من أصل خمس نساء، عبرن عن قناعتهن بأن السمنة تزيد المرأة جمالًا وتجعلها محط إعجاب الرجال والنساء، وأن المرأة السمينة أجمل بكثير من المرأة النحيفة.

وفي السنوات الأخيرة، أدرجت المنظمات الحقوقية العالمية هذه العادة على أنها من ضمن ممارسات العنف ضد المرأة.

التوعية

يقول دبلوماسي  موريتاني: ظاهرة التسمين القسري أو ما يطلق عليها عادة “البلوح” كانت موجودة بالفعل ضمن ثقافة المجتمع الموريتاني، على اعتبار أنها إحدى سمات جمال المرأة، لكنها انحسرت خلال الخمسة عشر عامًا الأخيرة، فتكاد تكون اختفت في المدن، وخفت حدتها كثيرًا في المناطق الريفية؛ وذلك بسبب برامج التوعية التي وضعتها السلطات الرسمية في الدولية عن طريق وزارات الصحة والإعلام وشؤون المرأة، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني.

ويؤكد أحد الشباب الموريتاني، أن معظم الشباب الآن يفضل أن تكون عروسته على قدر من السمنة المتوسطة والتي تميل للتناسق، فهم لا يريدونها مفرطة السمنة أو نحيفة القوام.

الهرمونات

ويحذر الأطباء من خطورة التسمين عن طريق الحبوب الهرمونية؛ فهي تؤدي إلى اضطرابات في نسبة هرمون الكورتيزون في الدم، والذي من نتائجه حدوث خلل في عمل الغدد التناسلية، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالعقم، كما أن استخدام هذه النوعية من الحبوب يعمل على ظهور أعراض مرضية يطلق عليها “متلازمة الكوشينج” والتي منها تكون الدهون في البطن وفي أعلى الظهر “سوء توزيع الدهون”، مع حدوث التهابات جلدية، وهذا بخلاف أعراض السمنة الأخرى، كذلك تعمل هذه المواد الهرمونية على تجمع الماء والصوديوم تحت الجلد مما يعمل على انتفاخه، كما أن السمنة قد تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالذبحة الصدرية أو الفشل الكلوي.

52 (2).jpg