الوشم 111

العادات والتقاليد ..

لطالما كنا ننظر الى هذه العلامات والوشوم فى اماكن متفرقة على الوجه بانها تخلف وجاهلية , ولاكن الجاهلية الحقة هو جهلنا بثقافة وعادات المجتمعات البشرية كافة , ان ما يميز الانسان عن أنسان آخر ليس الجغرافيا فحسب ولكن التاريخ والثرات والعادات والتقاليد ؟

رقم "111" هى علامة يضعها ابناء التبو قديما على الوجه بين العين والاذن؟ وما ادراك ما العين وماالاذن؟ فاللاذن وسيلة الانسان للسمع والعين وسيلة الانسان للنظر والحفاظ عليهما مهمة حياتية دائمة ؟

هناك اعتقاد لذى قبائل التبو لا اعرف مصدره بان هذه العلامة عندما تضع مند ولاذة الطفل ذكر او انثى فانها تحمى السمع وتحمى النظر؟

اما العلامات الاخرى فى مواقع مختلفة على الوجه فهى ليست من تقاليد قبائل التبو؟

Brnoborno...هل تعرف برنوا برنوا؟


Brnoborno...هل تعرف برنوا برنوا؟

هذه الالوان الزاهية النسائية , لها قصة وتاريخ وليست هى مجرد اللوان زاهية , هذه التشكيلة من اللباس و الرسوم على الاقمشة هى علامة دالة على نوع الثوب النسائى التباوى قديما , كان تجار التبو يستوردونها من عواصم وحواضر الدول الثلاث ليبيا وتشاد والنيجر وكان التفصيل و التطريز والخياطة تتم محليا وخاصة فى مناسبات الاعراس .

اختيار هذه الاثواب والاقمشة للاستعراض بها فى يوم الثقافة التباوية كان اختيارا موفقا ولها رمزية الماضى وذكرت الكثيرين منا بامهاتنا وجداتنا...

اسمائنا التباوية , تعكس هويتنا الثقافية …


اللاكي …

اسمائنا التباوية , تعكس هويتنا الثقافية …

الاسم الشخصي هو شكل من أشكال إحداث بصمة ذاتية ومُجتمعية في شخص المُسَّمى، فهو لا يُؤرِّخ للحدث الحاصل، ويشهدُ على الاعتقاد السائد، ويُعبِّر عن الثقافة المحلِّية الموروثة، ويكشفُ عن الهُوية الجمعية المُشتركة الخاصّة بالجماعة الاثنية فحسب، بل إنه فاعل اجتماعي له دور كبير في التأثير على الحياة السوسيونفسية للأفراد والجماعات، وهو مرآة عاكسة للخيال التسموي الشعبي للفضاء الذي ينتمي إليه صاحب الاسم.

يحتل الاسم الشخصي مكانا جوهريا في ثقافات الشعوب، ولا سيما المجتمعات البدوية الصحراوية "، فالعلاقة بينه وبين صاحبه تكاد تكون حتمية حيث يقال …"لكل امرئ من اسمه نصيب". وحتى طقوس السحر يمارس تقليديا على الاسم كما هو معروف (غالبا اسم الأم). والاسم ليس مجرد علامة لغوية كما هو الحال في الثقافات الغربية المعاصرة، بل كينونة الشخص ومصيره.

فى المجتمع التباوي لم يختلف الأمر , فالاسماء التباوية للمرأة والرجل على حد سواء تعكس ثقافة المجتمع التباوي وهى تعبر عن حالة اجتماعية ونفسية وعقدية , لها علاقة بالبيئة , والمعتقد , والتراث , كل اسم تباوي وبالاخص من الأسماء القديمة تحمل دلالة, ومعنى وأطلق على الشخص المعني لغاية , لا تعرف الا في الثقافة التباوية ..

أسم اللاكي…. , اسم علم مذكر يطلق على الذكر من ابناء التبو وهو مركب من جزئين " الله… كي" ,,بمعنى …" الله موجود"؟, وهذا يعكس عقيدة التوحيد فى هذا المجتمع , لقد خلق الله الإنسان وميزه بالعقل عن بقية مخلوقاته , و التذكير بقدرة الله فى صنع الإنسان يمكن ان يحمله اسم هذا الإنسان الذي أمامنا ,وهذا فى حد ذاته شفرة ثقافية تميز مجتمع التباوي عن المجتمعات الأخرى , لذلك لن تجد مرادفا لهذا الاسم فى المجتمع العربي او الاجنبي بحيث يتجسد معجزة الله فى اسم الشخص كونه تعبير عن الارادة الالهية فى خلقه…" الله موجود"--" اللاكي"؟

السؤال : هل لا زال يطلق هذا الاسم على مواليد ابناء التبو …تترك لنا تعليقا.

علي أنر باحث في الثقافة التباوية -نيوزلندا



" تبي يوداه"...عيش بالحليب ..


الاكلات الشعبية التقليدية هى جزء من ثرات الشعوب , مثلها مثل الملابس والمقتنيات والعادات فى الافراح والمآتم ,وهى تعبر وتعكس الواقع وما يحتويه من وسائل الحياة والتى تبقى الانسان على قيد الحياة , خيارات انسان الصحراء فى الغذاء ليست كثيرة كما هو الحال فى المدينة, فأنسان الصحراء لا يأكل الا حين يجوع ,والجوع هو رفيق انسان الصحراء تعود التعايش معه , رغم عدم قبوله..

" تبي يوداه " ليست أكله فاخرة ولذيذة ولكنها تسد الجوع وتعطي الصحة , مكوناتها بسيطة وتحضيرها سهل فهى تتكون من الحليب , والعيش وهو دقيق القمح او الشعير او الدخن بعد طحنه وطبخه..

قد لا يعرفها الكثيرون , ولكنها معروفة لذى قبائل الصحراء الكبرى , هل تدوقت هذه الأكلة الشعبية يوما ,وهل تعرف القبائل التى تشتهر بها؟

علي أنر باحث في الثقافة والتراث الشعبي التباوي

لا تقترب من العريس وتمسك معه السوط على هذا النحو , الا اذا كن تريد ان تصبح مثله؟


===========================================

ليست كل اللغات تكتب وتقراء , فهناك لغة غير مكتوبه , ولكنها تقرأ بوضوح وعناية وهى لغة الجسد ,وهى لغة متعارف عليها ولها متكلميها وروادها,وهى ابلغ من اللغة المكتوبة والمنطوقة فى كثير من الاحيان , التبو بارعون فى استعمال لغة الجسد والرموز , لذلك استعملت فى مناسباتهم وشؤن حياتهم كثيرا,.... الجلوس أثناء اللقاء السلام , ونزع الحداء عند المرأة اثناء مرورها امام جمع من الرجال,ولبس العمة للعريس والامساك بالسوط , كلها علامات غير منطوقة توحي بكلام غير مكتوب الى من يعنيهم الأمر.

الصورة ادناه هي احدى علامات اللغة الغير مكتوبة , العريس هو من يلبس القره بوبو وهو اللباس الشعبي الفضفاض والتى عليها اشكال الزينة , وهو اللباس التقليدي التباوي فى مناسبات الجواز , والسوط هو رمز لابد ان يحمله العريس طيلة ايام فرحه , حتى يميزه عن الآخرين من الحضور ؟...

اثناء تقديم التهاني للعريس ,اذا لم تكتفي بالسلام عليه وتهنئته , وشاركته فى الامساك بالسوط على النحو الذي فى الصورة فهذا يعني ان لك الرغبة بالجواز ان كنت عازب ....أو انك متجوز وتريد الجواز بالثانية, وفى كل خير

...فهى رسالة لجمع الحضور بأنك قادم على شىء خطير سيغير مجرى حياتك ..

اذا كنت متزوج و ممن يخافون اشهار نياتهم فى الزواج من ثانية فلا تقترب من العريس ولا تشاركه الامساك بطرف السوط ....لان وسائل التقنية الحديثة ستنقل الصورة والصوت الى من يهمهم امرك , وتكون فى ورطه انت فى غناء عنها ؟

تحياتى لكم من كتب هذه الاسطر هو " عازب"..ولا يعنيه الامر فى شىء.


النعاج التي جاءت تواسي “كنتاهيي

قصة تباوية قصيرية

للكاتب : محمد ماديكيدمي

”...."

كنتاهيي  ....اسم علم مؤنث  من الأسماء  التباوية تطلق على المرأة التباوية  وتنطق بمد الألف و بتشديد الياء نهاية الاسم… “كنتاهيي”... ليست مجرد اسم بل هي ثقافة وموروث ولغة  وعادات وتقاليد…مصدر اسم كنتاهيي جاء من  “كنتاهو”...وكنتاهو في لغتنا التباوية  تعني “ الرحمة “..وصيغة الاسم “ كنتاهيي تعني “ كثيرة الرحمة “ …والرحمة هي من صفات الخالق عز وجل “ الرحمن الرحيم,  وإطلاق الأسماء على الأشخاص  وحملها صفات الخالق هي  جزء  مهم من موروثنا الثقافي الإسلامي في المجتمع التباوي… كنتاهي اسم تقليدي قديم لم تعد من الأسماء الحديثة التى يفتخر بها  أبناء هذا الجيل , لذلك يندر وجودها بين أسماء نساء التبو فى الوقت الحاضر   . 

تعيش “كنتاهيي”  في قرية نائية وفي  بيت  صغير و متواضع في الصحراء, هذا البيت   صنع نصفه من طوب الأرض  والنصف الآخر من جريد النخيل , البيت  تحفه رمال الصحراء من كل جانب حتى تكاد تردمها  ،ولكنها تبرز كتحفة معمارية صنعتها الطبيعة ، من وراء كومة من الرمال  الزاحفة حتى تكاد  أن تخفي معالمها ...  ،الرمال هي أحد معالم الصحراء يعرف بها الأثر ويستدل بها  على نوع الأرض ويحدد بها مقدار سرعة الرياح  , الصحراء ليس كما يقال  قاسية وجرداء …,هي كذلك لمن لا يعرفها ولكنها تعني الكثير لسكانها فهى تحضن بين حبات رمالها الدافئة الماء السلسبيل  أساس الحياة  في الصحراء … ,  والصحراء ليست هادئة ومؤنسة  دائما ,فهي هادئة  احيانا و  تغضب أحيانا بدون سبب   فتقدفنا  بحبات رمالها  على هيئة رياح ساخنة لا يتحملها إلا من  خبرها و اعتادها , وهو جزء من ضريبة  الوجود  الذي تفرضه الطبيعة على إنسان الصحراء ؟…., بيت “كنتاهيي”..  يقع على حافة رمال  هذه الصحراء   ، حيث تزحف السيوف الرملية كلما هبت رياح القبلي  صوب الحائط الشرقي من هذا  البيت  وتكدس رمالها حتى تكاد أن تردم نصف الحائط وتغلق مدخل البيت المتواضع  قبل أن تبادر أم كنتاهيي “... سحب تلك الرمال بعيدا  عن بيتها  بآلة  بدائية من صنع يدها وهي مجرد  عن لوح “خشبي مربوط بحبل طويل من كلا طرفيه  تساعد على الجر ,يعمل عليها شخصان أحدهما يدفعه من الخلف  والآخر يجره من الامام  إنها براعة اختراع  إنسان الصحراء  صنعها حسب حاجته .,عندما تهب الرياح  تتجمع الرمال حول البيت حتى توشك  على   إغلاق مدخله,  فتهب  “أم كنتاهيي”  تساعدها في ذلك  إحدى  جاراتها  بسحب تلك الرمال بعيدا عن البيت    لتصنع  ممرا آمنا يقود الى مدخل البيت وكذلك ممر آخر يقود  الى  بيت “النعاج”... خلف ذلك البيت  والذي يسمى بلغتنا " كاراه "؟

عندما تشرق شمس الصباح  ، وتبعث بأشعتها الذهبية من وراء تلك الكثبان الرملية ، تكون “كنتاهيي”  ...قد أخذت جرة مائها ، ووضعت حبات من  التمر    في كيس من الصوف صنع خصيصا  من بقايا أكياس القمح التي تم استهلاكها مند سنوات خلت ، وترتدي قميصها  المتواضع وتنورتها والتي يطلق عليها في لغتنا  اسم " يا با".. قبل  ان تشرب كوب من حليب الماعز الذي أعدته امها على عجل من الليل ، لتنطلق  بعدها بحماس لا نظير له  فى مهمة يومية وهي الرعي … رعي النعاج   ...المهمة التي لا تعود منها إلا عند ساعة الغسق عندما تكون الشمس قد رحلت وخيم الهدوء على أنحاء القرية لا يكسر هذا  الهدوء إلا ثغاء الأغنام فى القرية  التي حبست وراء حظائرها في انتظار وجبة عشائها في قلق  ؟

 “كنتاهيي” تسرح بالأغنام  كل يوم تقريبا  ، عند ذلك الوادي على أطراف القرية  حيث تكثر اشجار الأثل والطلح وشيء من سدر قليل ينبث على أطرافه  ,يتخلل هذا الوادي شجيرات النخيل والتى تطل على مستنقع ماء تكثر فيه الحشرات نتيجة المياه الراكدة, الوادي آمن ,اذا استثنينا  الذئاب  التي تزوره من حين الى آخر بحثا عن فريستها ، وتكثر بها الأفاعي والعقارب  وهي من الزواحف التى  تنتشر في هذا الوادي و تكثر في فصل الصيف حيث تخرج بحثا عن  قوت يومها ,...”كنتاهيي”...الفتاة ذو العشر سنوات ربيعا تخرج للرعي كل يوم  غير آبهة بكل هذه المخاطر   سلاحها الوحيد هو العصا التى  تهش بها على  غنمها  وتدافع بها عن نفسها ، وتسقط بها حبات التمر  من أكمام  النخل المطلة في الجوار كلما استطاعت ان تعاند قامتها القصيرة.

تكملة القصة في الجزء الثاني من الحلقة القادمة ….

محمد ماديكديمي

كيف هاجمت الذئاب نعاج .."كنتاهي"..وكيف دافعت عن نعاجها؟


كن- ناراه….في تقاليد الزواج التباوي؟


 ===================

تختلف الشعوب في تقاليد زواجها وافراحها وحتى في مناسبات مأتمها,لأن التقاليد هى نتاج الأعراف والدين والعادات والتي تراكمت عبر الزمن وانتقلت من جيل الى جيل لتكسب حصانة مجتمعية وقداسة , وهي بذلك تميز مجتمع عن آخر , فلكل مجتمع عاداته وتقاليده المكتسبة من البيئة وهي بالمحصلة نتيجة تزاوج الموروث الاجتماعي مع البيئة المحيطة.

المجتمع التباوي مجتمع محافظ ومغلق , ليس من السهل اختراقه بعادات وتقاليد دخيلة عنه من مجتمعات أخرى , وهذه الحصانة او الانغلاق تجعله غير قابل وخاضع للنقد الذاتي لغرض الإصلاح والتطوير وهذا يجعله محصن بعيوبه ؟

في هذا المجتمع مواضيع الجواز ومصطلحاته ومرادفاتها اللغوية , المثمتلة في المعاشرة الزوجية , والعلاقة الجنسية بين المذكر والمؤنث .."تابوا"... يحظر الاقتراب منه او الكلام عنه,حتى بين الاصدقاء او الصديقات , وبذلك يعتبر عالما مجهولا يصعب اقتحامه إلا من خلال العلاقة الزوجية المشروعة ..

السؤال كيف يتعلم الشاب او الشابة المقبل على الزواج واجباته الجنسية خلال مرحلة ما قبل الزواج ’ يصعب الإجابة عليه ؟..فالعلاقات المحرمة والغير شرعية والتى يمكن التعلم منها , ممنوعة بحكم الدين والتقاليد والمجتمع التباوي قديما لم تكن به وسائل التواصل الحديثة للتعلم الذاتي وكسب المعرفة عن هذا الموضوع كما هو الحال في أيامنا هذه, وعليه لم يكن يعرف من هو مقبل على الزواج إلا النذر اليسير عن هذا الموضوع ؟

لقد أوجد هذا المجتمع حلا تقليديا , لهذه المشكلة , وهي دروس تحضيرية تعطى من قبل .." مختص يسمى" كن-ناراه"...ومفهوم …كن-ناراه ..باللغة التباوية هو المرشد او المرشدة الجنسية واللذان يقومان بدور إعطاء النصائح للزوجين كل على حدى بمرحلة من قبل الزواج حتى ليلة الدخلة .

كن-ناراه امرأة….شرط أن تكون امرأة متزوجة ولديها اطفال وليست من اقارب الدرجة الاولى للعروس هى من تقوم بهذا الدور فى الإرشاد والتوعية للعروس ؟…

وكن-ناراه رجل… شرط ان يكون متزوج وعاقل وله أطفال وليس من اقارب الدرجة الاولى للعريس هو من يقوم بهذا الدور في الإرشاد والتوعية للعريس .

إن الحاجة هي من أوجدت هذا التقليد فى هذا المجتمع المنغلق , وكانت حلا حتى زمن قريب , تعلم بمقتضاها المقبلين على الزواج الممنوع فى عالم العلاقة الجنسية المحللة شرعا وتقليدا؟

العريس والعروسة حتى بعد زواجهما ’ يحتفظان بعلاقة تقليدية وطيدة وودية ب-"كن -ناراه"..ويكنان لهما كل ود واحترام .

الى اللقاء في عادة فريدة اخرى من عاداتنا التباوية الفريدة…

الباحث علي أنر - باحث فى الثقافة والتراث التباوي-نيوزيلندا

المشهد


نحن جزء من المشهد الثقافي الليبي ، لنا عاداتنا وتقاليدنا، ولغتنا ، وجغرافيا تواجدنا، لم نكن يوما نكرة ..ولا مبني للمجهول ، ولا مفعول به رغم كل الظروف التى تعرضتا لها.. ، من إقصاء وتهميش ومظلومية ،أن كنت لا تعرف عنا شيئا فهذه ليست مشكلتنا، بل مشكلة الثقافة الاحادية التي لقنتها وكبرت بها. وجعلت منك انسان اناني منحاز الى عرقه وثقافته دون وعي، وترفض قبول الاخر المختلف عنك ثقافيا حتى وان كان شريكك فى الوطن ؟

ليبيا تجمعنا، والهوية الليبية توحدنا ، ليبيا وطن متعدد الثقافات وهذه احد النعم الكثيرة التى لا يذكرها البعض.

صباحكم نور ...ويومكم سرور ...وعام جديد نسأل الله أن يجمعنا على كلمة سواء " ليبيا للجميع ...وتبنى بالجميع "

كانكيي , وبوديي...؟



===========

جاء بابنتيه لتسجيلهما في المدرسة لدراسة التعليم الاساس , وقد أحضر معه كل الاوراق الثبوتية ,والصور الشخصية , فأخدت الموظفة ملفاتهما لاتمام عملية التسجيل , ولكنها فوجئت بالاسماء الغريبة والتى بدلت جهدا كبيرا للتهجىء والنطق ولكنها لم تفلح...فأسم " كانكيي"...و أسم " بوديي" اسماء لم تعهدها ضمن ثقافتها الاحادية , وهى بالتالي فى حاجة الى لسان خاص يتقن مخارج حروف مختلفة , وهذه الحروف لا توجد ضمن حروف اللغة العربية والتى تحتوي على 28 حرفا ؟

اللغة التباوية خصها الله بلسان خاص لها مخارج حروف مختلفة منها ما ينطق من ادنى الحلق ووسط الحلق واقصى الحلق , ومنها ما ينطقه اللسان كذلك ..طرف اللسان ووسط اللسان واقصى اللسان , ومنها ما يشترك فيه اللسان مع الحلق والخيشوم , وفى علم الاصوات والذى هو علم قائم بذاته لكل عضو من اعضاء النطق والصوت مكان محدد من اقصى الحلق الى وسط الحاق الى طرف الحلق , ومن اقصى اللسان الى وسط اللسان الى طرف اللسان, وكذلك الشفاه...

معجزة الخلق فى الصوت معجزة كبيرة لا يدركها الا من اللقى السمع والبصيرة , لذلك يصعب تقليد اصوات البشر لان الصوت شفرة خاصة ميز الله بها كل انسان وقومه..

" اسم كانكيي فى اللغة التباوية ..هي صيغة تفاضل ومقارنة , بمعنى انا السابق والفائز؟

" اسم بوديي فى اللغة التباوية ...هي ايضا صيغة مفاضلة لمعنى كثير الاقارب "

عندما تدرك ان هذه الاسماء لها صيغ ومعاني فى ثقافة اللغة التباوية ولها اسلوب نطق وفق مخارج الحروف , ستعرف ان التبو هم عرق مختلف ولايمكن تعريبهم لمجرد انهم يعيشون وسط محيط عربي كبير...

موظفة المدرسة ادركت بذكائها الاجتماعي ان البنتين , هن من قوم مختلف فسألت مباشرة الاب هل انتم " تبو " ...فاجاب الاب .." بنعم "؟

علي أنر ...باحث فى الثقافة التباوية -نيوزيلندا




اسمائنا التباوية....ذاكرة الماضي؟



===================

يحتل الاسم مكانا جوهريا في ثقافات الشعوب، ولا سيما في المجتمعات البدوية كالمجتمع التباوي، فعلاقة الاسم بصاحبه تكاد تكون حتمية "لكل امرئ من اسمه نصيب". وحتى السحر يمارس تقليديا على الاسم كما هو معروف (غالبا اسم الأم). والاسم ليس مجرد علامة لغوية كما هو الحال في الثقافات الغربية المعاصرة، بل كينونة الشخص ومصيره.

فالاسم الشخصي لا يعدُّ رفيق حياة بالنسبة للإنسان فحسب بل إنّه "التسمية الوحيدة للهُوية الحميمية للفرد" فإذا كان "اسمك العائلي هو بطاقة هُويتك، لوح ترقيمك؛ فانّ اسمك الشخصي هُو أنت..". والحديث عنك لا يتّم في الأحوال العادية إلاّ من خلال ذكر اسمك الشخصي،..أنّ الاسم الشخصي تواصل اجتماعي-ثقافي« بين المولود ومُجتمعه. وأنّه لا يُوفر أكثر عناصر المنظومة التسموية بداهة فحسب، بل إنّه يُمثِّل أولى خُطوات استدخال الفرد لأسس النظام الرمزي، الاثني، الثقافي و الهُوياتي لفضائه الاجتماعي؛ حيث يؤمِّن فِعلُ مَنْحِهِ بداية حلقات سيرورة بناء هُويته ومجتمعه (تنشئته اجتماعيا).

لقد لعب الاسم الشخصي بوصفه فاعلا اجتماعيا، دورا كبيرا في التأثير على الحياة السوسيونفسية للأفراد والجماعات، لدرجة توصل معها إلى فرض العديد من الالتزامات أو المحظورات الاجتماعية على السَمِيِّ.

ومن هذا المنطلق فالاسماء التباوية للذكر او الانثى تعكس الهوية الثقافية لهذا الشعب , فهي الشفرة السوسيو نفسية للأفراد ,تحمل معاني وعادات وذاكرة, تجعل الآخرين يتوقفون عنده بشيء من التحليل لمعرفة مصدر اشتقاقه.

بوديي …اسم علم مؤنث في اللغة التباوية , تطلق على المرأة ,ويأتي مصدر الاسم واشتقاقه من فعل المقارن , فالاسم مشتق من اسم " باه" او بانوه ( قريبك) ..يعني قريب أو من تربطك بهم صلة رحم , واسم بديي , تعني المرأة كثيرة الأقارب,وهو مصدر فخر فى الثقافة التباوية , كأن المرأة تقارن نفسها بامرأة أخرى قليلة الأقارب,

علي أنر باحث في الثقافة والتراث التباوي

نيوزيلندا