كن- ناراه….في تقاليد الزواج التباوي؟


 ===================

تختلف الشعوب في تقاليد زواجها وافراحها وحتى في مناسبات مأتمها,لأن التقاليد هى نتاج الأعراف والدين والعادات والتي تراكمت عبر الزمن وانتقلت من جيل الى جيل لتكسب حصانة مجتمعية وقداسة , وهي بذلك تميز مجتمع عن آخر , فلكل مجتمع عاداته وتقاليده المكتسبة من البيئة وهي بالمحصلة نتيجة تزاوج الموروث الاجتماعي مع البيئة المحيطة.

المجتمع التباوي مجتمع محافظ ومغلق , ليس من السهل اختراقه بعادات وتقاليد دخيلة عنه من مجتمعات أخرى , وهذه الحصانة او الانغلاق تجعله غير قابل وخاضع للنقد الذاتي لغرض الإصلاح والتطوير وهذا يجعله محصن بعيوبه ؟

في هذا المجتمع مواضيع الجواز ومصطلحاته ومرادفاتها اللغوية , المثمتلة في المعاشرة الزوجية , والعلاقة الجنسية بين المذكر والمؤنث .."تابوا"... يحظر الاقتراب منه او الكلام عنه,حتى بين الاصدقاء او الصديقات , وبذلك يعتبر عالما مجهولا يصعب اقتحامه إلا من خلال العلاقة الزوجية المشروعة ..

السؤال كيف يتعلم الشاب او الشابة المقبل على الزواج واجباته الجنسية خلال مرحلة ما قبل الزواج ’ يصعب الإجابة عليه ؟..فالعلاقات المحرمة والغير شرعية والتى يمكن التعلم منها , ممنوعة بحكم الدين والتقاليد والمجتمع التباوي قديما لم تكن به وسائل التواصل الحديثة للتعلم الذاتي وكسب المعرفة عن هذا الموضوع كما هو الحال في أيامنا هذه, وعليه لم يكن يعرف من هو مقبل على الزواج إلا النذر اليسير عن هذا الموضوع ؟

لقد أوجد هذا المجتمع حلا تقليديا , لهذه المشكلة , وهي دروس تحضيرية تعطى من قبل .." مختص يسمى" كن-ناراه"...ومفهوم …كن-ناراه ..باللغة التباوية هو المرشد او المرشدة الجنسية واللذان يقومان بدور إعطاء النصائح للزوجين كل على حدى بمرحلة من قبل الزواج حتى ليلة الدخلة .

كن-ناراه امرأة….شرط أن تكون امرأة متزوجة ولديها اطفال وليست من اقارب الدرجة الاولى للعروس هى من تقوم بهذا الدور فى الإرشاد والتوعية للعروس ؟…

وكن-ناراه رجل… شرط ان يكون متزوج وعاقل وله أطفال وليس من اقارب الدرجة الاولى للعريس هو من يقوم بهذا الدور في الإرشاد والتوعية للعريس .

إن الحاجة هي من أوجدت هذا التقليد فى هذا المجتمع المنغلق , وكانت حلا حتى زمن قريب , تعلم بمقتضاها المقبلين على الزواج الممنوع فى عالم العلاقة الجنسية المحللة شرعا وتقليدا؟

العريس والعروسة حتى بعد زواجهما ’ يحتفظان بعلاقة تقليدية وطيدة وودية ب-"كن -ناراه"..ويكنان لهما كل ود واحترام .

الى اللقاء في عادة فريدة اخرى من عاداتنا التباوية الفريدة…

الباحث علي أنر - باحث فى الثقافة والتراث التباوي-نيوزيلندا