=====================================
يٌعرّف التراث على أنّه مجموعة من الموروثات التي تم نقلها من السلف وهو الجيل السابق -الآباء والأجداد- إلى الخلف وهو الجيل الحالي، وتتعدد هذه الموروثات بين موروثات مادّية مثل الأدوات والمعدّات التقليدية وطريقة صناعتها، ومعنوية مثل العادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية المعمول بها، التراث ضرورة واساس من اساسيات صناعة الحضارة , لا حضارة بدون ثرات . التراث الحضاري يميّز الشعوب عن بعضها البعض وتعطي لها كيانََا ويحفظ وارثيه من الضياع والتشرّد في حال التعرّض للتهديدات والضغوطات السياسية مثل الحروب التي تشرّد الأفراد والجماعات عن بعضهم البعض؟
الثرات باقة من القيم المادية والمعنوية لمجموعة بشرية فى بقعة جغرافية , تميزها عن المجموعات البشرية الأخرى,هذه الباقة هي التي تشكل ثقافة مجتمع ما وتميزها عن البقية ,الغناء والرقص وعادات الزواج والطلاق والمآتم وتقاليد إحياء المناسبات الدينية والوطنية كلها ضمن الباقة المذكورة من الثرات المادي والمعنوي للشعوب .
الأقليات العرقية هي أكثر المجموعات البشرية تأثرا بالثرات والذى يصل إلى حد التعصب , ومرجع ذلك ان التراث تعتبر دالة من دوال التمييز عن المحيط الاجتماعي. الدين يعتبر عاملا مهما فى تشكيل التراث , حيث يكتسب الثرات قيمة من الدين لذى نجد أن بعض التقاليد والعادات هي بالأساس ذات منشأ ديني , ولكن اضفأ عليها الثرات طابعا خاصا .
الرقص والغناء هو ضمن الموروث الثقافي للشعوب , وهما تعبير عن حالة فرح محلها القلب تجد طريقها للتعبير عن طريق اللسان وحركات الجسم ,لهذه يعتبران حالة فطرية تولد مع الإنسان مثلها مثل الرغبة في الأكل والشرب والمشي .
اقحام الدين وتوظيفه إطلاق أحكام على هذه الأفعال الفطرية والتى لا حول لاانسان بها ولا قوة هو ظلم للدين قبل أن يكون ظلم للثرات؟
أقلية التبو , اقلية عرقية من اقليات الصحراء الكبرى لعب التاريخ والجغرافيا دورا مهما فى تشكيل موروثها الثقافي , اعتنقت هذه الاقلية الاسلام منذ بواكير تاريخها, حيث أضاف الدين الاسلامي الجديد على الموروث الثقافي لهذه الاقلية وانعكس ذلك على عادات الاحتفال بالمناسبات الدينية ومناسبات الزواج والطلاق وغيرها, حيث ثأتر الدستور العرفي التباوي " كوتبا" بمبادئ الدين الاسلامي , علما بان الأعراف والتقاليد فى المجتمع التباوي هي أقدم من تاريخ الإسلام فى هذا المجتمع ؟
للمقال بقية انتظرونا فى الجزء الثاني...
علي أنر باحث في الثرات التباوي-نيوزلندا