دعوات انفصالية ومخاوف من حرب أهلية.. ماذا يجري في ولاية تكساس الأمريكية؟

تصاعدت المخاوف من اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة، على خلفية احتدام الخلاف بين ولاية تكساس والحكومة الفيدرالية بشأن السيطرة على الحدود مع المكسيك، وإرسال الحرس الوطني للولايات الجمهورية إلى الولاية، في تحدٍّ لإدارة الرئيس جو بايدن.

حاكم الولاية غريغ أبوت قال إنه سيتحدى إدارة بايدن والمحكمة العليا الأمريكية من خلال الأمر بتركيب المزيد من الأسلاك الشائكة لردع الهجرة.

وفقاً لوسائل إعلام أمريكية فإن المحكمة العليا صوّتت الإثنين الماضي بأغلبية 5 أصوات مقابل 4 لصالح الحكومة الفيدرالية، لإزالة الأسلاك الشائكة، والتي تم تركيبها على امتداد الحدود في تكساس، بتوجيه من حاكم الولاية.

رغم أن تطبيق قانون الهجرة يخضع للسلطات الفيدرالية، لكن أبوت قال إنه لا يوجد ما يمنعه من إصدار أوامر للحرس الوطني في ولايته بمواصلة وضع المزيد من الأسلاك الشائكة.

الحرس الوطني في نهاية المطاف جزء من الجيش الأمريكي، ويشرف عليه الرئيس الأمريكي كقائد أعلى للقوات المسلحة، ولكن باستثناء حالات محددة يتلقى الحرس الوطني في كل ولاية أوامر من حاكمها.

مسائل الهجرة في الولايات المتحدة تخضع رسمياً لسيطرة الحكومة الفيدرالية وليس الولايات الفردية، لكن أبوت استحضر مراراً كلمة “الغزاة”، حيث شبه المهاجرين بالعدو الأجنبي، وهو ما يمنحه الحق في فرض أمن الحدود.

صحيفة “الغارديان” نقلت عن أستاذة القانون المتخصصة في مسائل الهجرة، فاطمة معروف، أن قرار أبوت بوضع المزيد من الأسلاك “يبدو أنه تحدٍّ لأمر المحكمة العليا”، مشيرة إلى أن المحكمة حكمت لصالح الحكومة الفيدرالية بمواصلة سيطرتها على المنطقة الحدودية.

حكام الولايات التي يقودها الجمهوريون يدعمون حاكم تكساس

جميع حكام الولايات التي يقودها الجمهوريون وقعوا على بيان يدعم حاكم ولاية تكسكس غريغ أبوت، في معركته ضد الحكومة الفيدرالية بشأن السيطرة على الحدود، بحسب وسائل إعلام أمريكية.

وانتقد البيان الصادر عن جمعية الحكام الجمهوريين إدارة بايدن، وقال إن ولاية تكساس لها الحق الدستوري في الدفاع عن نفسها.

وجاء في البيان الذي وقَّعه 25 حاكماً جمهورياً: “نحن نتضامن مع زميلنا الحاكم، غريغ أبوت، وولاية تكساس في استخدام كل أداة واستراتيجية، بما في ذلك الأسوار الشائكة، لتأمين الحدود”، مشيراً إلى إدارة بايدن ترفض تطبيق قوانين الهجرة الموجودة بالفعل وواجباتها الدستورية تجاه الولايات، وعليه فإن ولاية تكساس لديها كل المبررات القانونية لحماية سيادتها.

وتأتي هذه الخطوة استجابةً لدعوة الرئيس السابق دونالد ترامب الولايات التي يقودها الجمهوريون إلى التعاون معاً لمكافحة مشكلة الهجرة غير النظامية على الحدود الجنوبية، وهي قضية قال الجمهوريون إن بايدن يفشل في التعامل معها بشكل صحيح.

ترامب شجّع حكام الولايات في نشر حراسها في تكساس/ رويترز

وقال ترامب “نشجع جميع الولايات الراغبة في نشر حراسها في تكساس على منع دخول المهاجرين غير النظاميين وإعادتهم عبر الحدود”، مشيراً إلى “غزو” المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة.

السيناتور الأمريكي تيد كروز، من ولاية تكساس الأمريكية، انتقد بشدة قرار المحكمة العليا الأمريكية، واصفاً الوضع بما يخص القرار بشأن الهجرة غير الشرعية، بأنه “الأسوأ في تاريخ البلاد”، مضيفاً: “هذا قرار فظيع، وأنا غاضب جداً من هذا”.

وأضاف السيناتور كروز أنه يشعر بقلق عميق إزاء “حقيقة غزو المهاجرين” للولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية، كما أكد أنه خلال السنوات الثلاث لإدارة الرئيس جو بايدن في السلطة، دخل 9.6 مليون شخص البلاد بشكل غير قانوني.

الديمقراطيون يدعون بايدن إلى إضفاء الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني في تكساس

في ظل التطورات في تكساس، دعا اثنان من الديمقراطيين، بايدن، لفرض السيطرة على الحرس الوطني في الولاية، وجعله يمتثل لأمر المحكمة العليا الأخير.

النائب الديمقراطي خواكين كاسترو، قال على حسابه في منصة (إكس): “يستخدم الحاكم غريغ أبوت الحرس الوطني في تكساس لإحداث الفوضى على الحدود، إذا كان يتحدى حكم المحكمة العليا فإن بايدن بحاجة إلى فرض السيطرة الفيدرالية على الحرس الوطني في تكساس الآن”.

النائب الديمقراطي غريغ كاسار أكد أنه يتفق مع كاسترو بشأن السيطرة الفيدرالية، واتهم أبوت باستخدام اللغة التحريضية لتعزيز أجندته الخاصة، وانتهاك الدستور وتعريض المواطنين الأمريكيين وطالبي اللجوء للخطر.

يشار إلى أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، تجاهل أسئلة حول هذا الموضوع خلال اجتماع قصير مع الصحفيين على متن طائرة الرئاسة الخميس الماضي، وقال “ليس لدي أي قرارات للتحدث نيابة عن الرئيس”.

كبسولة الحلبة ,وزيادة الوزن ووهم الجمال , عند بعض النساء ؟

المرأة التباوية كغيرها من نساء العالمين , لا تقاوم مغريات وعوامل الجمال مهما كانت مستحيلة , فهى تقع بكل سهولة فريسة مصيدة الدعاية والترويج لوسائل الاعلام , لذلك لا تجد سيدة تخلوا غرفة نومها من منتجات الميكياج والماكب آب والكريمات والروائح , وصيدليتها المنزلية من وصفات ادوية علاج البشرة؟ ومطبخها من مختلف انواع المكملات الغدائية التى تعزز الصحة والجمال ,

وميزانيتها الشهرية من مبلغ خصص للاعتناء بجمال جسدها ؟ انه عالم حواء ...والذي لا تفهمه الا حواء نفسها ؟

كثرت بالاونة الاخيرة في المجتمع النسوي التباوي الحضري , ظاهرة زيادة الوزن للمقبلات على الزواج , وهي ظاهرة غير معروفة فى المجتمع البدوي التباوي , وتعتبر عكس تقاليد وثقافة المرأة التباوية البدوية و التى اعتادت على المحافظة على أنوثتها ورشاقة بدنها بالوسائل التقليدية والطبيعية , بل ان ثقافة زيادة الوزن والسمنة معيبة للمرأة التباوية , رغم اغرام بعض الرجال بهذه الصفة ؟

انتشرت بالاونة الاخيرة في المجتمع النسوي التباوي ثقافة زيادة الوزن, للمقبلات على الزواج كأحد عوامل الاهتمام بالجمال , وكثر رواد وزوار مواقع المنصات الالكترونية المتخصصة فى عالم حواء, واصبح مروجوا هذه المواقع يجدون زبائن عطشى لبضاعتهم ولنصائحهم؟

كبسولة الحلبة الامريكية ,تعتبر احدى اشهر منتجات التسمين او زيادة الوزن فى العالم وأكثرها مبيعًا، وذلك لأنّها حازت مبكرا على دعاية و ثقة جمع غفير من نساء العالم, حيث اشتهرت هذه الكبسولات بفعالية زيادة وزن الاشخاص الذين يعانون من النحافة ويعتبر مروجوها انها منتج طبيعي وآمن وليس له آثار جانبية حيث انها تعمل على فتح الشهية وعلى زيادة الوزن بطريقة صحية ..

تحتوي الجرعة اليومية من كبسولة الحلبة على ستة كبسولات تزيد 2000 سعره حرارية من احتياجات الجسم، مما يضمن زيادة الوزن من سبعة إلى عشرة كيلو غرامات كل شهر تقريبًا.

لقد اكتسبت هذه الكبسولة الدعاية اللازمة بالمجتمع النسائي واصبحوا يطلقون اسم " كبسولة الحلبة" على اي منتج دوائي يزيد من فتح شهية المستهلك .

كثر التداول بالفترة الاخيرة ببعض مناطق المجتمع النسوى التباوي تداول اقراص ( سايبروا هبتادين , والمسمى تجاريا " برياكتين " ) وهو دواء معروف مضاد للحساسية ) حيث عرف عن هذا الدواء بانه يزيل احتقان الانف وتدميع العينين واحمرارها ويوقف العطس واكلان الانف , وعرف عنه بانه يزيد الوزن بسبب فتح شهية المستهلك؟

يدخل هذا المنتج الدوائي الى السوق الليبي بكميات مأهولة وبدون اي رقابة دوائية من خلال الحدود الجنوبية الليبية من دول الجوار من السودان ومن نيجيريا , وقد انتشر سابقا وسط المجتمع النسائي بالسودان وعرف بسؤ اسستعماله لزيادة الوزن ووجد طريقا لتهريبه الى ليبيا تحت اسم " حبوب الحلبة"؟

وباستشارة المختصين في الدواء , عرفنا بان هذا الدواء له آثار جانبية ضارة منها جفاف الفم والانف والدوار والنعاس والكسل؟ بالاضافة الى اعراض الانسحاب بعد استعماله لفترة طويله وتتمثل فى حالات الهلوسة , والقلق , والاضطرابات النفسية وتغير المزاج وقد يسبب حالة ادمان للمستعمل؟

الخلاصة ...

اقراص "سايبروا هبتادين""الرائجة بالاستعمال كأقراص زيادة الوزن عند بعض النساء فى مجتمعنا التباوي , ليست لها علاقة بكبسولة الحلبة الامريكية المعروفة على نطاق واسع فهذه الاقراص هى منتج دوائي لها وظيفة علاجية , اما كبسولة الحلبة فهى مكمل غدائي وله فعالية فتح الشهية؟

السؤال الذى يطرح نفسه على زبائن هذه المنتجات ..

هل التسمين او زيادة الوزن ضرورة من ضرورات الاقدام على الزواج ؟

هرداه آدم

قرية تجرهي جنوب ليبيا

قرية تجرهي جنوب ليبيا

〰️

قرية تجرهي جنوب ليبيا 〰️

Video Block
Double-click here to add a video by URL or embed code. Learn more


تقع قرية تجرهي في جنوب ليبيا، و تتمتع هذه القرية بتاريخ عريق يمتد لقرون عديدة، وتمتاز بمواقع اثرية منها القلعة الاثرية , وقصر كازروا , والقرية القديمة , ومقابر جنود الايطاليين الذين ماتوا فى الحرب العالمية الثانية ؟ .
تبرز في قرية تجرهي العديد من المعالم التاريخية المثيرة، مثل مدينة تجرهي القديمة، التي تضم آثاراً بنيت في العهود القديمة وتوفر نافذة إلى الماضي الغني للمنطقة. يمكن للزوار استكشاف المباني الأثرية والشوارع الضيقة والسور القديم، واستيعاب جمال العمارة القديمة التي تعكس الثقافة والتراث المحلي.
وبجانب التراث التاريخي، يتمتع الزوار في قرية تجرهي بمشاهدة مدهشة للجمال الطبيعي المحيط بها. تضم المنطقة تضاريس متنوعة، مع جبال صخرية ووديان طبيعية رائعة وصحاري شاسعة تمتد إلى أفق الأفق. يمكن اكتشاف المناظر الطبيعية الرائعة عن طريق القيام برحلات استكشافية أو رحلات سفاري في الصحراء، والاستمتاع بروعة المناظر التي تأخذ الأنفاس.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر قرية تجرهي مكانًا مثاليًا للاسترخاء والابتعاد عن صخب الحياة اليومية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالهدوء والسكينة في الريف الليبي الجميل. يمكن للزوار الاستمتاع بالتجوال في غابات النخيل والتعرف على السكان المحليين الودودين، والتجربة التقليدية للضيافة الليبية.
باختصار، قرية تجرهي في جنوب ليبيا تمتاز بمزيج فريد من التاريخ والجمال الطبيعي. توفر فرصة استكشاف المعالم التاريخية العريقة، واكتشاف المناظر الطبيعية الخلابة، والاستمتاع بالهدوء والسكينة في هذا الجوهرة السياحية الخفية. إنها وجهة تستحق الزيارة لمن يسعى لتجربة مغامرة غنية بالتاريخ والجمال الطبيعي في جنوب ليبيا ؟و

قرية تجرهي ---التاريخية

قرية تجرهي التاريخية


تجرهي قرية ليبية- تقع فى اقصى الجنوب الليبي-فى ملتقى حدودي بين ثلاث دول-ليبيا , النيجر وتشاد , بها بلدة قديمة وتاريخية تحدها شرقا منطقة الويغ العسكرية وشمالا واحة كازروا التاريخية وجنوبا وغربا كثبان رملية إلى الحدود الجنوبية .اسم تجرهي - اسم معرب لكن اسمها القديم ( توزرو) اختلف المؤرخون على التسمية فمنهم من فسرها بإنها تحوي مقطعين ( تو )وتعني جبال تيبستي واسمها بالتباوية جبال تو و(زرو )-تعني صفر اي تعني نهاية حمى جبال تيبستي . اما الاسم المتعارف عليه عند قبائل التبو هي” تزرو”- تعني تجارة باللهجة التباوية لانها كانت نقطة اللتقاء و انطلاق رئيسية وحيوية وسط الصحراء الكبرى— الحج والتجارة فكان يتوافد إليها حجاج افريقيا جنوب الصحراء ويتجهون شمالا إلى زويلة عاصمة فزان القديمة ومن ثم تنطلق تلك الوفود إلى مصر ومن ثم الديار المقدسة لاداء مناسك الحج وكذلك ترتبط بأزقر ( غات) حاليا وكذلك بجبال تيبستي وواحات كوار . هناك آثار مندثرة ومطمورة تحت الكثبان الرملية قريبة ببضع اميال ومتفرقة حوالي البلدة وكانت مركز مهم في عهد حكم الاسرة الكانمية لمملكة كانم برنو —

لقد ذكر العديد من الرحالة منهم ناحتيخال و رولفس وغيرهم عديدين ذكروها في كتاباتهم وتعتبر تجرهي من ؟القرى القديمة في الصحراء الكبرى مثلها مثل زويلة ومرزق في ليبيا— وجادو وبيلما وفاشي في النيجر .

قرية تجرهي اقدم مما تصوره البعض وكتب عنها فقلعتها على سبيل المثال يقال انها بنيت علي يد السكان تحت حكم الأتراك المحتلين ل اربعامءة سنة والقلعة لا والت موجودة ولكنها تعرضت للتدمير ابان الاحتلال الفرنسي للقرية وحلاء الطليان عنها , وايضا نتيجة عوامل التعرية من رياح ورمال التي اتت على البيوت والسور القرية توالى عليها المحتلين الاتراك و الطليان ومن ثم الفرنسيس ؟

ان عدم اهتمام الحكومات الليبية المتعاقبة بالآثار التاريخية لليبيا , هو ما جعل قرية تجرهي فى جب النسيان

ليبيا--- هل سقط القذافي فعلا.. ماذا تغير في ليبيا؟



إذا استثنينا المساحة النسبية، التي أعطيت لحرية التعبير في ليبيا، بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، عام 2011، فإن المراقب للوضع العام، في هذا البلد العربي الغني والكبير والمهم، لا يدعو للتفاؤل بولادة الدولة الليبية الحديثة، التي حلم بها الثوار قبل 12 عاما.

الجغرافيا الليبية الممتدة على مساحة (1.759.540) كيلومترا، والبالغ ناتجها الإجمالي (45.75) مليار دولار عام (2022) بتراجع أكثر من الثلث، قياسا بأرقام (2011)، والتي وصلت فيها معدلات التضخم إلى مستويات عالية، قياسا بالاستقرار الكبير في العقدين، الذين سبقا ثورة فبراير، وتراجع مؤشرات النمو الاقتصادي، وزيادة معدلات البطالة، وانخفاض مستوى المعيشة، هذه الجغرافيا، التي تشهد هذه المعدلات السلبية، هي نفسها تملك أعلى احتياطي نفطي في ليبيا، فأين المشكلة يا ترى؟.

الحقيقة أن التناحر على تركة القذافي، والسعي من قبل أطراف كثيرة للحصول على أعلى حصة، من هذه التركة، يعد سببا رئيسيا للمؤشرات السابقة، وعندما نقول أطراف كثيرة، فإننا نتحدث هنا عن أطراف داخلية وأخرى خارجية، فالجميع يريد نصيبا، وليبيا تدفع الثمن، على شكل صراعات داخلية، وتجاذبات إقليمية ودولية، وخسائر اقتصادية وبشرية، لا ندي إن كان بالإمكان تعويضها لاحقا؟

ماذا يجري في ليبيا، وهل سقط القذافي فعلا؟، كان الليبيون قبل (2011) يقولون: “نريد حرية وديمقراطية وتنمية متوازنة بين المناطقة وتوزيعا للدخل القومي بشكل عادل، وكانوا يأخذون على نظام العقيد القذافي، احتكاره للسلطات، والإعلام، والأموال، والسلاح، وتقديم القليل من كل ذلك لليبيين الصابرين”، وبعد الثورة، تفاءل الجميع، واعتقدوا أنهم على وشك دخول عصر الدولة الحديثة من بابه الواسع، فالنظام الشمولي سقط، ولا مبرر لغياب الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني.

هل تحقق ذلك، ألا نلاحظ جميعا أن ليبيا تعيش مرحلة انتقالية هي الأطول ربما في التاريخ، 12 عاما، ولا شيء على الأرض، على العكس، الجغرافيا التي كانت موحدة، باتت تبحث عمن يوحدها، الاقتصاد المستقر، بات يبحث عن هوية له، القرار الفردي بات غياب قرار، أو تصارع قرارات، مجالس تمثيلية بالجملة، حكومات بالجملة، لقاءات سياسية، مؤتمرات دولية، اتفاقات يهتف لها الجميع، وينساها الجميع، اشتبكات مسلحة تذهب بالوضع الأمني إلى الهاوية، والأهم فقدان المواطن الليبي لليقين، فما عاد يعرف الحابل من النابل، وما عاد يعرف أي وسادة يتوسد، ضاع بين الشرق والغرب، بين الداخل و الخارج، فهل سقط النظام فعلا؟

جردة سياسية للأوضاع بين (2011) و(2023)

في أغسطس (2011)  دخل الثوار العاصمة طرابلس دون مقاومة، بعد انسحاب مسلحي القذافي منها، وأعلن من ساحة طرابلس رسمياً عن سقوط النظام، وعمّت الاحتفالات الساحة الخضراء التي سميّت باسم “ميدان الشهداء”.

في 20 أكتوبر، أعلن مدير المكتب التنفيذي التابع للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل مقتل معمر القذافي في هجوم للثوار على مسقط رأسه سرت، وشهدت ليبيا أول انتخابات تشريعية بعد 4 عقود من حكم القذافي في يوليو 2012، وصوت الليبيون لاختيار أعضاء المؤتمر الوطني العام الذي تسلم صلاحيات المجلس الوطني الانتقالي بعد شهر على انتخابه.

عام 2014، انطلق حراك مدني للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة وعدم التمديد للمؤتمر الوطني العام، وفي هذا العام، ظهر على الساحة اسم اللواء خليفة حفتر، الذي سيطر مع قواته على شرق ليبيا، وتحولت ليبيا إلى ساحة قتال من جديد، ومع نهاية شهر أغسطس من العام نفسه، تمكن ائتلاف “فجر ليبيا” من السيطرة على العاصمة طرابلس وأعاد تفعيل المؤتمر الوطني العام الذي انتهت صلاحيته بعد الانتخابات.

شكّل الائتلاف حكومة جديدة في طرابلس، وفي الوقت ذاته انبثقت حكومة ثانية عن المؤتمر الوطني المنتخب في شرق البلاد، وانقسمت السلطة في ليبيا بين حكومتين وبرلمانين، وفي عام 2015، رعت الأمم المتحدة اتفاقاَ بين الأطراف الليبية في المغرب، عُرِف باتفاق الصخيرات ونتج عنه تشكيل حكومة وفاق وطني، لكن الأزمة لم تنته.

خلال هذه السنوات تحولت ليبيا إلى مسرح للتدخلات الأجنبية من دول مثل الإمارات ومصر وروسيا وتركيا وبريطانيا وأمريكا، ليبقى الوضع معلقا حتى عام 2020، عندما أطلقت الأمم المتحدة حواراً جديداً في ليبيا تحت اسم “ملتقى الحوار السياسي الليبي” لإنهاء الأزمة السياسية، واتفق المشاركون على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وحدد تاريخ 24 ديسمبر 2021، موعداً لإجراء انتخابات جديدة.

لكن الانتخابات تأجلت مرة أخرى لعدم الاتفاق على قاعدة دستورية لإجرائها، وعاد الوضع في ليبيا من جديد إلى مرحلة الانقسام والصراع السياسي – العسكري.

واليوم يختلف الليبيون على قانون الانتخابات العامة (الرئاسية و البرلمانية)، ويتشاطر الجميع في التفسير، ولكل تفسيره، وبعد نجاح لجنة (6+6) في صياغة قانون انتخاب جديد وتسليمه للبرلمان، وبدا وكأن هذا الإجراء بلا فائدة، بعد رفض القانون من قبل الفرقاء الليبيين، وباتت الانتخابات حلما مؤجلا من جديد.

ليبيا التي أسقطت نظام القذافي، تعرف تماما أنه لابد من إسقاط نظام المناطق والجماعات والولاءات المحلية والخارجية، وإلا فإنها ستبقى تراوح في مرحلة انتقالية، تستهلك موارد البلاد دون أي هدف، وعلى من أسقطوا القذافي، وهم الآن في سدة السلطة، شرقا وغربا، أن يسقطوا من رؤسهم مفهوم السلطة ومنافعها، لصالح منفعة ليبيا، فعندما تسقط المصلحة الشخصية والحزبية، ترتفع المصلحة الوطنية، الليبيون يعرفون ذلك، فهل يعرفه السياسيون الذين باتوا يتجادلون في جنس الملائكة، بدل أن يتفقوا على صيغة تُعيد للمواطن الليبي ثقته بمؤسساته، وتشعره فعلا أن نظام القذافي سقط، ولن يعود النظام الفردي المصلحي أبدا.

انقلاب النيجر وخفايا الصراع الجيوسياسي في المنطقة؟

انقلاب النيجر وخفايا الصراع الجيوسياسي في المنطقة

وكأن النيجر الواقعة في الترتيب الـ 189 من أصل 191 على مؤشر التنمية البشرية، لا ينقصها سوى انقلاب جديد ولم تكن تكفيها علاتها الاقتصادية والإنسانية وهي التي يعيش 73% من سكانها في حالة فقر متعدد الأقطاب بسبب تدني مستويات السكن والصحة والتعليم والدخل والسلامة، وفق تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية للعام 2021/2022.

ديمقراطية إلى حين...

على عكس الديمقراطيات الطبيعية المتعارف عليها في الغرب، يشكل الرؤساء الأفارقة، حتى المنتخبين منهم، هدفاً سهلاً لكل من يشتهي السلطة ويقدر على انتزاعها بالقوة. ونتيجة التراكمات التي خزنتها الذاكرة الجمعية على مدى عقود من الصراعات الدموية والظروف الاقتصادية والاجتماعية المتردية في معظم دول القارة، بالإضافة إلى التركيبة المجتمعية المعقدة والمتعددة الأعراق والإثنيات، تضطلع المكونات العسكرية في افريقيا بأدوار مختلفة عما هي عليه في الدول المتقدمة، وتتمتع بمكانة لدى المجهور، الذي يختار في أحيانٍ كثيرة مساندة الانقلابات العسكرية ويعتبرها تصحيحاً لوضع سياسي غير مرضٍ، أو ينفض يده ولا يُظهر أي نوع من الدعم لرئيس انتخبه بنفسه، كما هو الحال في النيجر اليوم، حيث اعتاد المواطن على فوز الأقوى سلاحاً وليس بالضرورة الأكثر قدرة على حصد أصوات الناخبين، وهو ما يضع مصداقية الديمقراطية وشرعيتها محل تساؤلات، لا يمكن أن تتفهمها أو تقبل بها الدول المتقدمة التي تعيش تنافساً استراتيجياً محموماً في أفريقيا وتواجه نفوذاً روسياً وصينياً متنامياً.

النيجر بعد الانقلاب :ما السيناريوهات المتوقعة؟

النيجر تعد حالةً متفردة في "موسوعة الانقلابات الأفريقية"، لا سيما مع ما حدث مؤخراً في دول الساحل وغرب افريقيا، مالي وبوركينا فاسو وغينيا كوناكري. فعلى سبيل المثال، وصول الكولونيل أسيمي غويتا على رأس السلطة في باماكو كان مسبوقاً بتحركات مدنية بينها الحشود التي جمعها الإمام محمود ديكو، الرئيس السابق للمجلس الإسلامي الأعلى في مالي، الذي تزعمما يُعرف بـ "حراك الخامس من يونيو" المعارض للرئيس المخلوع إبراهيم كيتا. أما في النيجر، لم ينتفض الشارع ضد الرئيس محمد باعزوم، ولم يُظهر الحرس الرئاسي أي نوايا انقلابية، خاصةً وأن رئيسه الجنرال عبد الرحمن تشياني مقرب من الرئيس السابق محمدو يوسفو الداعم لـ "باعزوم"، والذي ظل يتمتع بصلاحياته حتى بعد انتخاب رفيقه الحزبي. كما أن الانقلاب الأخير، وهو الرابع في النيجر خلال العقدين الأخيرين، جاء سلمياً وسلساً إلى حدٍّ أثار العديد من التساؤلات بشأن الخطوات والترتيبات التي قادت إليه. كما أن السواد الأعظم من النيجريين اكتفوا بمقعد الأغلبية الصامتة وظلوا يتابعون مصير الانقلاب والرئاسة، حتى الآن المظاهرة الهزيلة التي خرجت غداة الانقلاب لتأييد الرئيس، تفرقت سريعاً من دون أضرارٍ كبيرة، تلتها مظاهرات لمؤيدي خلع الرئيس، كان بين صفوفهم مناهضون للوجود الفرنسي، وآخرون حملوا الأعلام الروسية.

انقلاب بدأ بلا قيادة واضحة

رغم أن الحرس الرئاسي في النيجر اعتاد على قيادة انقلاباتٍ سابقة، لكن هذا الانقلاب تفرّد بكونه بدأ من دون قائد معروف وذي شعبية جماهيرية، بل تحدث بعض المقربين من الرئيس محمد باعزوم عن خلافاتٍ بين الانقلابيين بشأن اسم القائد، قبل أن يتم تعيين الجنرال عبد الرحمن تشياني كـ "قائد النيجر القوى الجديد".

برز اسم تشياني، قائد الحرس الرئاسي، منذ اللحظة الأولى لانقلاب النيجر. لكن تلك الشخصية المتحفظة الصامتة التي لم تُلفت الانتباه إليها طيلة عقدٍ من الزمن. لكن يبدو أنه مثلما نجح في كسب ثقة الرئيس السابق محمدو يوسفو، استطاع تكوين شبكة علاقاتٍ نافذة في جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، مما ساهم في اقناع تلك الأجهزة بتأييد الانقلاب.

وتتحدث بعض الأنباء عن أن الرئيس محمد باعزوم كان ينوي تغيير مجموعة من القيادات العسكرية والأمنية ومن بينها "تشياني"، وهو ما تسبب في تحرك الحرس الرئاسي لخلع الرئيس استباقاً لتلك التغييرات التي بدأها باعزوم في ابريل/نيسان 202، عندما أعلن تعيين قائد أركان جديد لقوات النيجر هو الجنرال دو ديفيزيون عبده صديقو عيسى، الذي حل محل الجنرال ساليفو مودي، الذي تولى هذا المنصب منذ عام 2020.

حساسيات إثنية

التركيبة الاجتماعية النيجرية لا تقل تعقيداً وتنوعاً عن بقية الدول الأفريقية، ولها تأثير على المشهد السياسي في النيجر، حتى وإن كان الساسة لا يعترفون بذلك علناً حتى لا تهتز الصورة الديمقراطية التي يرسمونها ويشيد بها الغرب.

قائد الحرس الرئاسي في النيجر يبرر الانقلاب بـ"تدهور الوضع الأمني

ويتنوع النسيج الاجتماعي في النيجر يشمل عدة قبائل وإثنيات بينها عرب وطوارق وتبو وتماشيك وكانوري وفولاني وزرما وهوسة. وهاتان الأخيرتان ينتمي إليهما الكثير من السياسيين والعسكريين.

وعشية تنصيبه، تعرض محمد باعزوم، ذو الأصول العربية الليبية، لمحاولة اغتيال فاشلة في مارس/آذار من عام 2021، وهو الذي عرض اعتراضاً على ترشحه للرئاسيات، بسبب انتمائه لقبيلة عربية. وكان على رأس المعترضين منافسه حينها محمد عثمان، الذي كان أول رئيس منتخب للنيجر، واتهم باعزوم بالمشاركة في محاولة لاغتياله في التسعينات، احتجاجاً على أصوله غير النيجيرية التي لا تؤهله كي يكون مواطناً كاملاً. ولا عجب إذا عرفنا أن محمد عثمان هو ابن قبيلة الهوسة التي تشكل 50% من سكان النيجر وينحدر منها رئيس الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني، والموجودة في أبرز ثلاث مناطق جنوبي-غرب النيجر هي تيلابيري حيث العاصمة نيامي، ودوسو وتهوا، أي المناطق التي يتركز فيها جزء من ثروات البلاد، وبينها الذهب. كما تتواجد في تلك المناطق قواعد عسكرية أمريكية وفرنسية وألمانية، وتنشط فيها جماعات إرهابية موالية لتنظيم الدولية الإسلامية في الصحراء الكبرى، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين.

انقلاب النيجر: تغيير داخلي بنكهة روسية؟

توقيت الانقلاب على الرئيس محمد باعزوم، والذي تزامن مع انطلاق قمة "روسيا-أفريقيا" في سان بطرسبورغ، وظهور الأعلام الروسية شيئاً فشيئاً في صفوف مؤيدي الانقلاب، جعل من الأنظار تتجه نحو موسكو ودورها في العملية الانقلابية. كان ذلك في مرحلة التكهنات والتحليلات، قبل أن تنشر "رابطة الضباط من أجل الأمن الدولي" التي تعتبرها الولايات المتحدة واجهة لمجموعة فاغنر في إفريقيا الوسطى، تسجيلاً صوتياً نسبته ليفغيني بريغوجين، يؤكد فيه أن محاولة الانقلاب في النيجر "كفاح ضد المستعمرين"، هذا المصطلح الذي استخدمه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جولتين في القارة السمراء هذا العام 2023، تحدث خلالهما عن تشكيل حصن في وجه "الإمبريالية" و"الاستعمار الجديد" الغربي.

من ناحية، كان بديهياً أن ترتد الانقلابات التي عرفتها دول المنطقة على الوضع القائم في النيجر رغم استقراره النسبي، ومن ناحيةٍ أخرى، كانت موجة رفض الوجود العسكري الغربي آخذة في التمدد داخل النيجر، رغم نفي الرئيس محمد باعزوم لذلك في أكثر من مناسبة ولقاء على قنوات فرنسية. وآخر مظاهر ذلك الرفض تمثلت في المظاهرة التي اصطدمت برتل لقوات "باركان" الفرنسية في منطقة "تيرا" النيجرية في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حين سقط ثلاثة قتلى في صفوف المتظاهرين وأحدث ذلك ضجة إقليمية ودولية وموجة غضبٍ داخلية.

وربما اضطرار النيجر للتعاون عسكرياً مع الحكام العسكريين في مالي وبوركينا فاسو، لعب دوراً في استمالة بعض القيادات الأمنية والعسكرية. فرغم استهجان أوروبا، وعلى وجه الخصوص فرنسا، لقبول محمد باعزوم التعاون مع باماكو وواغادوغو، إلا أن الرئيس النيجري المخلوع، في مقابلة على فرانس 24 في يوليو/تموز عام 2021، قال "إن الدول الثلاث يجمعها هم مشترك، وهو مكافحة الإرهاب"، خاصة وأنها تلتقي عند ما يُعرف بـ "مثلث الموت"، المنطقة الحدودية التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية والعصابات.

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

النيجر ساحة تجاذب وتوسع دولي

النيجر رغم ما تعانيه من علّات داخلية وفقر يطال أقل بقليل من نصف سكانها، إلا أنها تمتلك ثروات طبيعية ومعدنية متنوعة، وبالأخص اليورانيوم الذي تمتلك نيامي رابع احتياطي منه، بعد كازاخستان وكندا وأستراليا، لكن بجودة عالية هي ما تميز انتاجها عن غيره. ويُضاف إلى ذلك النفط والذهب والفحم والفضة، وكلها قطاعات تجذب استثمارات من عدة قوى دولية غربية بالإضافة إلى الصين وروسيا وتركيا وحتى إيران. واللافت أن حتى القواعد العسكرية الأجنبية تتوزع بشكل على يتبع مناطق نشاط الجماعات الجهادية فقط، ولكنها تقترب من الأقاليم الغنية بالثروات الطبيعية. ولذلك لا يتوقف الأمر عند القواعد العسكرية الفرنسية والأمريكية والألمانية، فحتى وزير الخارجية التركي السابق مولود تشاووش اوغلو، خلال زيارة إلى النيجير في يوليو/تموز عام 2020، بحث مع سلطة نيامي إنشاء قاعدة عسكرية تركية بالقرب من الحدود مع ليبيا، وتحدثت أنباء عن تقدم الإمارات بطلب مماثل.

لكن الثروات الطبيعية التي تشكل أحد أسباب اهتمام القوى الدولية بالنيجر، تعد في الوقت نفسه من بين العوامل التي تدفع بقسم من الشعب إلى رفض الوجود الغربي، لأن قطاع انتاج اليورانيوم على سبيل المثال، الذي تغطي صادراته من النيجر أكثر من 30% من احتياجات فرنسا، لا يساهم بأكثر من 10% في التوظيف، ونحو 16% من اجمالي الناتج المحلي في النيجر. والنفط الذي يساهم بحوالي 25% في اجمالي الناتج المحلي النيجري، بلغت عوائده 13.6 مليار دولار عام 2020، بحسب البنك الدولي، من دون أن يرى المواطن انعكاس ذلك على وضعه المعيشي وقدرته الشرائية ومعدل تعليمه ومستوى صحته. مما زاد من حنق النيجريين وغضبهم، وسهّل مهمّة مروّجي البروباغاندا المناهضة للوجود الغربي بشكل عام، والفرنسي بشكل خاص.

واليوم، في حال نجاح هذا الانقلاب واستمر، كما حدث في مالي وبروكينا فاسو وغينيا كوناكري، ستفقد فرنسا آخر حليف في المنطقة، وستكون روسيا قد سددت ضربة خلفية للقوى الغربية من خلال سيطرتها على ممرات عسكرية جوية وبرية عامة من شرق ليبيا إلى غرب السودان مروراً بوسط افريقيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وصولاً إلى غينيا، بأقل ثمن ممكن، اعتماداً على أشخاص وليس على دولة ونظام، ومن دون تقديم مساعدات مالية كتلك التي تقدمها الولايات المتحدة وفرنسا. وقد تتعاون مع الصين لتقاسم الأدوار بين من يقدم الدعم العسكري ومن يقدم القروض والمشاريع التنموية والتكنولوجية.

( التاريخ الذي لم نقراه ) ضابط ايطالي جاء غازياً..( فمات شهيداً ) !!


.

- الاسم : كارميني يورو جوسيبي

- الجنسية : إيطالي

- الديانة : مسيحي (ارثوذكسي)

- مواليد : 1883م في نابولي بإيطاليا

- استشهد عام 1931م في ليبيا

- الرتبة : نقيب في الجيش الإيطالي.

.

● ولد كارميني في عائلة متعلمة، والده من اغنياء نابولي ووالدته متعلمة متدينة، وله شقيق وشقيقة

● كارميني يحب الحياة واللهو والسهر والانطلاق

● ترك الدراسة وطلب الالتحاق بالجيش ليمارس هوايته وهي تصميم وتصنيع الاسلحة.

● عقب احتلال ايطاليا لليبيا .. طلبوا من كارميني السفر عبر البحر إلى درنة، وعندما وصل إلى ليبيا تم تكليفه بقيادة عدة كتائب للسيطرة على الجبل الاخضر وهو يحمل في قلبه الكراهية والحقد والانتقام من الليبيين ويعتبرهم يسدون الطريق امام مستقبل إيطاليا.

● عندما عاش الواقع والحقيقة في ليببا .. واحس بعدل قضية هولاء العزل الذين يقاومون الالة الحربية الايطالية باقل الامكانيات و بكل جلد و صبر ...احس بان في الامر ما وراءه قرر عام 1916م ان يرفع الراية البيضاء ويسلم نفسه للمجاهدين.

● عندما علم عمر المختار بذلك .. طلب من الفضيل بوعمر ان يستقبل كارميني بكل احترام وتقدير.

● اصبح كارميني هو المستشار الخاص لعمر المختار، ويقوم بتصنيع المتفجرات للمجاهدين.

شارك في معارك البريقة والزويتينة وبير بلال.

● تعمق كثيرا في علاقته بالمسلمين، واصبح يسأل كثيرا عن الاسلام وعن القرآن ..

حتى اشهر اسلامه.

● بعد أن أعلن اسلامه .. اطلق عليه السيد احمد الشريف إسم (يوسف المسلماني) بدل كارميني.

● تزوج تبرة موسى المجبري من جالو .. فأنجبت له محمد عام 1927م ..وعائشة عام 1930م. اقتداءاً باسم خير الخلق و زوجه..

● اصبح يوسف (كارميني) مطلوبا من الحكومة الإيطالية .. حتى تم القبض عليه عام 1931م.

● عرضت عليه السلطات الإيطالية الارتداد عن الاسلام والعودة إلى اهله في نابولي، رفض بشده فتم إعدامه رميا بالرصاص من الخلف عام 1931م. ويقول شهود تنفيذ الحكم انه طلب وقتا لصلاة ركعتين و قرأ بعض الايات وطلب طلب اخير بترك ابناءه بسلام في بلاد الاسلام

● توفيت ابنته عائشة وهي طفلة.

●شب ابنه محمد وتزوج وانجب اولاده وهم (يوسف وفتحي وخالد واشرف واحمد وفرج ومريم وسعاد وامال ورجاء ووفاء) وهم يعيشون الان في مدينة بنغازي. وعلى قيد الحياة

● توفيت زوجته تبرة موسى المجبري عام 1972م عن عمر يناهز 70 سنة.

● توفي ابنه محمد عام 1993م

حرياً بنا نحن الليبيين أن نسمي على أضعف الإيمان أحد شوارعنا بهذا البطل ونحيي ذكراه فهو لا يقل مكانة عن اي مجاهد من اقرانه

.. فتحي الاحمر

قرأتها فنقلتها لكم بتصرف

الجدير بالذكر انه صدر عنه كتابان هما

- كتاب (يوسف المسلماني) إعداد فتحي الساحلي.

- كتاب (البطل يوسف المسلماني) باللغة الإيطالية تأليف جان انتونيو ستيلا. وترجمه للعربية عبدالله المرتضي.

...ادعو له بالرحمه ومرتبة الشهداء

تصور عام عن وضع إقليم تيبستي’في تشاد، السياسي والاقتصادي والامني؟

تصور عام عن وضع إقليم تيبستي السياسي والاقتصادي والامني

إن اقليم تيبيستي الواقع في اقصى شمال تشاد بمحاذاة الشريط الحدودي الليبي ويبعد عن العاصمة حوالي ألفي كلم. للإقليم تاريخ طويل وحافل للأحداث والصراعات طويلة الأمد التي أثرت على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد برمته عبر مراحل زمنية مختلفة، بدء من ثورة فرولينا الشهيرة ومرورا بالغزو الليبي وانتهاء بثورة الحركة من اجل الديموقراطية والعدالة في تشاد.

نظرا لأهمية موقعه الجغرافي والاستراتيجي أصبح هذا الإقليم ملاذا وحاضنا لكل هذه الصراعات على مر الزمان حيث لم يعش الإقليم استقرارا طوال هذه الفترات المتعاقبة بل شهد اضطرابا في كافة مستويات الحياة، فالنظام الحالي ليس بمنأى عن ذلك نتيجة لهذه التحديات الامنية طوال فترة حكمه الذي امتد ثلاثة عقود ونيف لم يستطع القيام بدوره الكامل والمنشود في إيجاد مشاريع التطور في هذا الإقليم الذي عانى من ويلات الحروب التي مزقت عوامل الاستقرار والتنمية وسببت معاناة كبيرة لسكان الإقليم إذ ازهقت ارواح الكثيرين منهم وكبدتهم خسائر فادحة في الممتلكات فضلا عن التأثيرات النفسية التي خلفتها هذه الصراعات المسلحة المتسلسلة السالفة الذكر، مما أثار دمارا في المنطقة وولدت شعورا بالتهميش والإقصاء لدى قاطنيها واستياء من النظام القائم وأدى ها الوضع غير السوي إلى ظهور جملة من المشكلات منها:

- ظهور دعوات في اوساط الشباب الى انفصال إقليم تيبيستي وضمه الى ليبيا.

- ارتفاع أصوات تنادي بدعم الحركات المتمردة من اجل تغيير النظام القائم والتي تتخذ من جنوب ليبيا مواقع لها خاصة في المناطق التي يقطن فيها أبناء التبو.

- ضعف وانعدام الولاء والانتماء للوطن نظرا لغياب دور الدولة ومؤسساتها في المشهد العام مما جعل أغلب سكان الإقليم غير موالين للنظام القائم بل معارضين له في صمت.

الأسباب التي أدت الى ظهور هذه المشكلات:

- غياب الحكم الرشيد وانتشار الظلم الاجتماعي وانعدام الأمن والأمان والاستقرار

- غياب التنمية المحلية التي تعد من وسائل الدمج السكاني بين مناطق البلاد لتحقيق وحدة الكيان السياسي جغرافيا ونقل البلاد إلى مرحلة الاستقرار التي تخفف من حدة الاحتقان السياسي القائم.

- تفشي الفقر وارتفاع نسبة البطالة في اوساط الشباب وغياب فرص العمل على الرغم من غنى المنطقة بالموارد الطبيعية والبشرية، الأمر الذي شجع الشباب على الهجرة والنزوح الى ليبيا في فترات متفاوتة واصبحت هذه الهجرات عامل عدم استقرار في تشاد، لأن هؤلاء المهاجرين بدأوا يؤججون النزاعات المسلحة القائمة حاليا في تشاد وأصبحوا حاضنين لهذه الحركات المتمردة المعادية للنظام.

- اكتشاف الذهب الذي أصبح مشكلة في حد ذاته للسكان والحكومة على حد سواء لأن تجمعات الذهب أصبحت بؤر للجرائم المنظمة العابرة للحدود وأماكن لإتجار بالممنوعات خاصة السلاح والمخدرات والاختطاف وملاذا آمنا لقطاع الطرق، وباتت هذه التجمعات تدعم حركات التمرد بالأفراد والعتاد والمؤن، وكذلك تأوي أوكار الدعارة وانتشار الامراض والأوبئة والاقتتال القبلي مما أضحت تحدي صحي وأمني.

-أبرز العوامل التي ساهمت في بروز المشكلات السابقة هي:

- غياب معايير اختيار القيادات المحلية على أسس الموضوعية والشفافية والنزاهة.

- عدم التوازن بين سلطات حاكم الإقليم ومسؤولياته على الرغم من أن الحاكم رأس السلطة التنفيذية المحلية في الإقليم ممثلا للحكومة المركزية إلا أنه لا يملك سلطة اقتراح الخطط أو الإشراف العام غير المقترن بسلطة الهيئات والمؤسسات العامة لأن تلك الاختصاصات تدخل في اختصاص الوزارات المركزية.

- غياب اعتبارات العدالة الاجتماعية والمساواة في تحديد طبيعة وحجم الخدمات التي تقدم للإقليم حيث تستأثر العاصمة بجل اهتمام الدولة بينما تتناقص الخدمات حسب البعد عن مركز السلطة الإدارية.

- ضعف السلطة التقليدية (الموروثة والمتعينة) في تعاط مع الأزمات في المنطقة لأنها مختارة على أساس مكانة اجتماعية موروثة أو على أساس تعيين من الدولة بدلا عن الصفات الأخرى كالكفاءة والجدارة والانتخاب.

- ضعف السياسيين السابقين والحاليين المنحدرين من الإقليم في لعب أدوارهم بوصفهم حلقة اتصال بين الجهات السياسية العليا والمواطنين في ايصال معاناتهم.

- إهمال دور الشباب الذي أدى بدوره إلى انتشار العنف والجريمة وفي نصب العداء للسلطة الحاكمة بحجة أن الأخيرة تعطي الأولوية للهواجس الأمنية في مقابل تهميشها وعزلها للشباب عن الممارسة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

الحلول المقترحة لما سبق ذكره:

- وضع خطة تنموية شاملة خاصة بالإقليم بإشراك الجهات المعنية لإنقاذ الإقليم ورصد الموازنة اللازمة لذلك على عجل وذلك لإيجاد ارضية مشتركة لبناء الثقة بين القيادة المركزية والاطراف المهمشة وامتصاص استيائهم.

- إنشاء منطقة تجارية حرة في المناطق المتاخمة مع الحدود الليبية لتنشيط الحركة التجارية البينية مع ليبيا، لأن مثل هذه المناطق الحرة عادة تنشئ في جزء مهمش وغير المتطور في البلاد ويؤدي في نهاية المطاف إلى جذب الاستثمارات الداخلية والخارجية وبالتالي الحد من انتشار البطالة والفقر وتنشيط اقتصاد المنطقة واستغلال الطاقات الشابة التي كانت تخاطر بحياتها في الممنوعات.

- إعطاء الأولوية في تقلد المناصب القيادية في المنطقة لأبناء المنطقة المتعلمين الذين يشهد لهم بالكفاءة والخبرة والجدارة والنزاهة.

- إضفاء طابع المنطقة أولى بالرعاية للإقليم نظرا لموقعه وبعده عن المركز ولم يحظ بنصيبه من التنمية والتطور والاهتمام مقارنة بباقي أقاليم البلاد وينعت دائما بوصفه الإقليم المتخلف.

- فتح مراكز تدريبية للتأهيل في الجيش والشرطة وبقية الأجهزة الأمنية في الدولة.

- استرجاع هيبة الدولة وفرض سلطة القانون واعتبارها أولوية الأولويات والقضاء على الظواهر الهدامة لهيبة الدولة مثل التسيب الإداري والفساد عن طريق تقوية الإدارات المحلية في الإقليم ومدها بالعناصر أكفاء لتعزيز وبناء قدراتها وتوجيهها لمؤازرة سياسات الحكومة في معالجة قضايا المواطنين.

- استتباب الأمن والقضاء على ظاهرة قطاع الطرق والنهب المسلح الذي يمتهنه أفراد وافدة محسوبين على النظام ويحتمون بقيادات الجيش المتمركزة في الحدود، والبعض من هذه القيادات متواطئة مع هؤلاء الخارجين عن القانون ويقدم لهم يد العون والمساعدة ومدهم بالعتاد الحربي والمؤن.

- إبداء المرونة في التعاطي مع الأزمات في المنطقة بإشراك أبناء المنطقة من الحكماء والأعيان والنقب في ايجاد حلول للمشاكل المستعصية.

- زيادة فرص التدريب والتعليم وبناء دور ومؤسسات لهذه الخدمات.

- توفير الخدمات الأساسية ومشاريع ذات نوعية مثل الصحة والمياه الصالحة للشرب وتأمين الغذاء.

- إزالة الألغام والتلوث وتوعية السكان بمخاطر الألغام ومخلفات الحروب والعناية بسكان الإقليم ورفع معاناة الألغام عن كاهلهم على اعتبار أنه المتضرر الأول في البلاد وأن هذا الإقليم لم ينل حظه في عمليات إزالة الألغام منذ إنشاء المفوضية الوطنية العليا لإزالة الألغام منذ قرابة العقدين والنيف، بالرغم من أنه ملوث بآفة الألغام وضرورة مقاضاة الجهات الأجنبية المسؤولة عن زرع الألغام ومطالبتها بالخرائط الإرشادية التي تدل على الأماكن الملغمة وتعويض ضحايا الألغام لجبر الضرر الذي لحق بهم.

- إنشاء صندوق خاص بالإقليم ورصد ميزانية مستقطعة من الإيرادات المتحصلة من الجمارك ومن نشاط تعدين الذهب بهدف إرساء دعائم التنمية المستدامة في الإقليم عبر أنشطة خلاقة لفرص الاستثمار لصالح أبناء الإقليم.

- تعزيز سلطة القضاء وتفعيل اجهزته عن طريق إنشاء المحاكم وبناء مؤسسات الإصلاح والتأهيل وتوفير مناخ العمل يتسم بالاستقلالية والنزاهة.

- بناء وتعزيز قدرات الموظفين في الإدارات المحلية عن طريق تدريبهم وتكوينهم عبر ورش العمل.

- تنظيم قطاع تعدين الذهب العشوائي لدرء المخاطر الصحية والاقتصادية والأمنية الناجمة عنها.

- تنشيط قطاع السياحة المهمل والمنسي طيلة الفترة الماضية في الإقليم نظرا لما له من مناظر ومعالم طبيعية وسياحية جديرة بالاهتمام.

- تفعيل دور الشباب والتركيز على ضمان التنمية المندمجة للشباب عبر إطار ميثاق ثقة جديدة يحفز على تحرير طاقات الشباب وتوجيهها وذلك بغية إعطاء نفس جديد للمبادرات الموجهة للشباب مع بلورة سياسة عمومية ملائمة لاحتضان هذه الفئة الشبابية فهم من أهم مقومات التنمية الاجتماعية كونهم حجر أساس في النهضة.

الخلاصة:

خلاصة القول هو أنه ثمة توافق على أن مسألة التنمية المحلية وإصلاح المحليات هي الضمان الحقيقي لتنفيذ السياسات العامة الفعالة لدولة ذات كفاءة عالية الجودة تستجيب للمتطلبات الاجتماعية والاقتصادية وتؤدي الى نمو حالة من الرضا الشعبي تجاه سياسات الحكومة في معالجة قضايا المواطنين وذلك في إطار استراتيجية واضحة وشاملة تنطلق من أهداف محددة حيث أن التعامل بشكل جزئي أو فردي مع عدد من قضايا الإدارة المحلية يؤدي الى نتائج محدودة وقاصرة، وأن تعزيز الحكم الرشيد وتعزيز قدرة الدولة أمر بالغ الأهمية لتحسين الظروف الاقتصادية وبناء ثقة الشعب في المؤسسات الوطنية.

وتقدم أي مجتمع رهين بإبراز الدور الفعال للشباب في صنع التغيير بوصفهم عماد المجتمع، وأن مقولة الأمن قبل التنمية هي مجرد شماعة تعلق عليها الاخطاء، فالأمن والتنمية متداخلان ومتشابكان يصعب فصلهما وبالتالي يجب التعامل معهما على قدم وساق دون اهمال أي منهما.

طبّاخ بوتين.. من بريغوجين قائد مجموعة فاغنر الروسية


بالتزامن مع ارتفاع حدة الخلافات العلنية بين قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين ووزارة الدفاع الروسية، وصولاً إلى رفض بريغوجين التوقيع على عقد مع الوزارة لتنظيم عمل قواته التي تقاتل بالنيابة عن روسيا في أوكرانيا، كشفت الإحصائيات الأخيرة أن شهرة زعيم فاغنر قد تجاوزت شهرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه في عمليات البحث على الإنترنت.

وكشفت مجلة نيوزويك الأمريكية الأربعاء نقلاً عن وكالة الأنباء الروسية المستقلة فيرستكا، قولها إن المواطنين الروس يبحثون بشكل مكثف عن معلومات حول بريغوجين، الملقب بـ "طباخ بوتين".

يدور هذا التقرير حول القصة المثيرة لـ "يفغيني بريغوجين"، الشخصية المبهمة وراء الشركة العسكرية الخاصة المعروفة باسم فاغنر، ونستعرض فيه أبرز المحطات في رحلة بريغوجين بدءاً من خلفية متواضعة إلى موقع قوة وشهرة، وصولاً إلى خلافاته الأخيرة مع قيادة الجيش الروسي. وهي القصة التي تقدم لمحة فريدة عن العالم المعقّد للحرب الحديثة والعمليات العسكرية التي تقودها المليشيات الخاصة.

صعود بريغوجين

ولد يفغيني فيكتوروفيتش بريغوجين عام 1961 في لينينغراد (سان بطرسبرج حالياً)، المدينة التي ينحدر منها بوتين أيضاً. نشأ في أسرة متواضعة وبدأ حياته المهنية كمجرم منخفض المستوى، وفق وسائل إعلام روسية.

وتضمنت مساعيه المبكرة إدارة عمليات احتيال صغيرة والانخراط في أنشطة غير قانونية كانت سبباً في الحكم عليه بالسجن لمدة 12 عاماً، قضى منها عشر سنوات.

ومع ذلك، ستأخذ حياة بريغوجين منعطفاً كبيراً، ما سيقوده إلى مسار غير متوقع. ففي أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991، وظهور نظام جديد في روسيا، حاول استغلال الفرص المتاحة للعمل في التجارة. وقد جاءت انطلاقته الأولى عندما أسس شركة طبخ في أوائل التسعينيات.

سرعان ما اكتسبت الشركة المعروفة باسم "كونكورد للطبخ" سمعة طيبة لخدماتها الغذائية عالية الجودة وعقودها المضمونة مع المنظمات المرموقة، بما في ذلك الحكومة الروسية.

استمرت إمبراطورية بريغوجين في التوسع لتشمل العديد من المطاعم والمقاهي وشركات تقديم الطعام. بينما زوده نجاحه في صناعة المواد الغذائية بالوسائل المالية للمغامرة في مساعٍ أخرى.

تأسيس فاغنر

في عام 2014، مع اشتداد الصراع في أوكرانيا، ظهرت التقارير حول مجموعة شبه عسكرية غامضة تُعرف باسم فاغنر. عملت المجموعة سراً، وعمل جنودها لاحقاً كمرتزقة في صراعات مثل أوكرانيا وسوريا ودول إفريقية مختلفة.

وطوال السنوات الثماني التي تلت تأسيسها، ظل زعيم المجموعة غامضاً لا يعرفه أحد تقريباً، إلى أن أقر بريغوجين شخصياً، في سبتمبر/أيلول 2022، أنه هو من أسس فاغنر في 2014 للقتال في أوكرانيا، واعترف أيضاً بانتشار عناصر منها في سوريا ودول إفريقية ولاتينية.

وفي بيان نشر على حسابات شركته "كونكورد للطبخ" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أكد بريغوجين تدخل مجموعته في أكثر من نزاع عبر العالم بالقول: "والآن أعترف إليكم … هؤلاء الرجال الأبطال دافعوا عن الشعب السوري وشعوب عربية أخرى والأفارقة والأمريكيين اللاتينيين المعدومين، لقد أصبحوا إحدى ركائز أمتنا". على حدّ تعبيره.

وخلال الأسابيع الأولى التي تلت بدء الحرب الأوكرانية في أواخر فبراير/شباط 2022، انتشرت فيديوهات تظهر قيام بريغوجين وهو يقوم بتجنيد سجناء روسيين للقتال في صفوف مجموعته على الجبهة الأوكرانية.

"طبّاخ بوتين"

على الرغم من أن بريغوجين قد اكتسب شهرة دولية من خلال ارتباطه بـ"فاغنر"، فإنه بقي في نظر الكثيرين "الطاهي" الذي فتحت له وجباته ذي الجودة العالية أبواب الكرملين، لهذا أطلقت عليه وسائل الإعلام لقب "صباخ بوتين" بسبب خلفيته في تقديم الطعام وعلاقاته الوثيقة بالرئيس الروسي.

بدت هذه التسمية مناسبة، مع الأخذ في الاعتبار صعود بريغوجين من طاهٍ إلى شخصية ذات تأثير كبير في مجموعة من العمليات العسكرية السرية التي تخدم مصالح روسيا، من توفير الأمن للمصالح الروسية إلى المشاركة في القتال نيابة عن الحكومة الروسية.

وانصبت جميع محاولات بوتين السابقة لتبرئة الدولة الروسية من تحركات المجموعة العسكرية، معتبراً أنها مجرد شركة تحركها "مصالحها المرتبطة باستخراج موارد الطاقة ومختلف الموارد، مثل الذهب والأحجار الكريمة".

وتجدر الإشارة إلى الولايات المتحدة قد غذت شهرة يفغيني بريغوجين في عام 2016 بعد أن فرضت عليه وعلى الشركات التابعة له عقوبات بسبب تورطهم في التدخل في الانتخابات التي أوصلت ترامب إلى سدة الحكم. كما فرض الاتحاد الأوروبي عليه عقوبات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها مرتزقة فاغنر بأوكرانيا.

خلافات مع قادة الجيش

خلال الأشهر الماضية، طفت على السطح الكثير من مسائل الخلاف بين زعيم فاغنر بريغوجين وجنرالات روس، على رأسهم وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف.

ووصلت هذه الخلافات ذروتها عندما اتهم بريغوجين هيئة الأركان العامة في بلاده بـ"الخيانة" في فبراير الماضي، وذلك بعد رفضها، على حدّ قوله تسليم المعدات والأسلحة التي تحتاج إليها عناصره المنتشرة في الخطوط الأمامية لجبهة القتال في شرق أوكرانيا.

في 5 مايو/أيار الماضي، خاطب بريغوجين الغاضب بوتين مباشرة في مناشدته للحصول على مزيد من الذخائر، بعد ساعات من نشر مقطع فيديو مملوء بالكلمات البذيئة وهو يقف أمام صفوف من مقاتليه الذين زعم أنهم قتلوا في معركة في باخموت. وهدد بأنه سيكون مضطراً لسحب مقاتليه من جبهة باخموت في إقليم دونيتسك الأوكراني، قبل أن يتراجع عن الأمر لاحقاً.

وقبل أيام تعمّق الصدع أكثر بين وزارة الدفاع وبريغوجين الذي رفض بدوره توقيع عقد يخضع مقاتليه إلى سيطرة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وذلك في وقت تحاول فيه موسكو إحكام سيطرتها على الجيوش الخاصة التي تحارب نيابةً عنها في أوكرانيا.

النهاية

تشهد شهرة بريغوجين ارتفاعاً نيزكياً مؤخراً. ووفقاً لـ"فيرستكا"، وصلت شعبية رئيس فاغنر في الفترة من 28 مايو إلى 3 يونيو/حزيران، عند مستوى 100 نقطة (أعلى مؤشر).

وتعليقاً على هذه النتائج، كتب أنطون جيراشينكو، مستشار وزير الشؤون الداخلية الأوكراني، على تويتر: "صراع بريغوجين مع وزارة الدفاع الروسية أدى إلى تزايد شعبيته التي تجاوزت الآن شعبية بوتين". وأضاف: "أعتقد أنه بهذا المعدل، قد تقع بعض الحوادث لبريغوجين".

وفي سياق متصل، قال فلاد ميخنينكو، الخبير في التحول ما بعد الشيوعية لأوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق في جامعة أكسفورد البريطانية، خلال حديثه لمجلة نيوزويك إنه يعتقد أن بريغوجين "أجهد نفسه أكثر من اللازم" وأن "حياته الجسدية ستنتهي فجأةً وبصورة لا إرادية عما قريب. أراهن أنه سيُعثر على بريغوجين ميتاً في واقعة انتحار مدبرة، بينما يحمل في يده مسدساً مع رسالة انتحار سخيفة".

وأشار ميخنينكو إلى أن موسكو تستطيع أيضاً أن تزوّد أوكرانيا بالموقع الجغرافي المحدد لبريغوجين، الذي يقع على بعد 70 كيلومتراً من صواريخ هيمارس، حتى تقضي عليه، ما سيوفر دفعة دعاية تجنيدية بطولية جديدة لمجموعة فاغنر".

وتابع أن "الخيار الواقعي الوحيد الآخر يتمثل في السماح لبريغوجين بالعودة إلى روسيا، قبل تفجيره بسيارةٍ مفخخة كما حدث مع داريا دوغينا وزاخار بريلبين".

منقول…

لإفرو إيرانيو ن

-

ترجمة - محمود الدنعو
أمضى المصور الفوتوغرافي الألماني الإيراني مهدي اهساي ثلاث سنوات في محافظة هرمزغان جنوب إيران ليوثق بعدسته حياة أقلية منسية في بلاد فارس هم الإيرانيون المنحدرون من أصول إفريقية وجمع المصور مهدي هذا العمل التوثيقي في مؤلف مصور بعنوان: «الإفرو إيرانيون.. الأقلية المجهولة». ويقول المؤلف إن القليل من الإيرانيين مطلعون على هذا الجزء من جغرافيا وتاريخ إيران، فهذا الكتاب يوثق لانخراط إيران سابقا في تجارة الرقيق عبر المحيط الهندي وعندما تم تحريم هذه التجارة دوليا في عام 1928 استقر الرقيق المحررون في هذه البلاد.
ويروي مهدي لموقع (كوارتيز) سر اهتمامه بهذه الأقلية قائلا:«شاهدت مباراة لفريق كرة قدم يمثل محافظة هرمزغان وكان قائد مشجعي الفريق من أصحاب البشرة السمراء هو يقود التشجيع من خلال أغنية تبدو إفريقية أكثر منها إيرانية، فقررت البحث والتقصي عن هذه الأقلية وحصلت على تمويل لهذا المشروع من خلال تبرعات عبر الإنترنت».. ورداً على سؤال ما هو أكثر ما أثار استغرابه خلال تنفيذه لهذا المشروع التوثيقي الكبير يقول مهدي:«قبل أن أبدأ البحث لم أكن أعرف أن تاريخ الإفرو-إيرانيين يعود إلى مئات السنين ولم أكن أنا وحدى بل الكثير من الإيرانيين الذين تحدثت إليهم لا يعرفون أن هناك إيرانيين من أصول إفريقية يعيشون معنا في هذه البلاد لقرون من الزمان وكان صعبا بالنسبة إليّ أن أعثر على كتب أو معلومات عن هذه الجماعة كما أنه لا يوجد توثيق بصري لهذه الأقلية».
أكثر ما أثار مهدي أن الإفرو-إيرانيين كان لهم نفوذ ثقافي على كل الإقليم الجنوبي لإيران.. ويضيف:«كلما توغلت جنوبا ترى الناس هناك في أزياء ملونة وحيوية وتلاحظ اختلافا في الموسيقى والإيقاع والرقص عن سائر أنحاء إيران الأخرى».
ولكن السؤال ما هو الهدف من تصوير هذه المجموعة المنسية؟ يقول مهدي:«قصدت تصوير وعرض المجموعات غير المماثلة في التاريخ الإيراني الحديث التي لا صوت ولا صورة لها وكان هدفي إعطاء المجتمع الإيراني فرصة لفهم والتعرف على الإفرو-ايرانيين والتعامل معهم كبشر وبيئة والمجال الطبيعي الذين يعيشون فيه، وبهذا الكتاب أستطيع تقديم الإفرو إيرانيين إلى المجتمع وأتمنى أن يصل إلى الجميع.. فهذه حكاية من تاريخ الهجرات الإفريقية غير موثقة وتحتاج إلى أن تروى للعالم».
وأكد أن الناس المنسين لهم ردات فعل على تصويرهم من قبل «مهدي» الذي يكشف أن بعضهم كان مندهشا من التصوير والبعض يتساءل ما المصلحة في ذلك وآخرون لا يكترثون بالأمر، ولكن بعد التصوير كيف يرسم مهدي بالكلمات صورة مجتمع هؤلاء الإيرانيين؟ يجيب مهدي قائلا:«بجانب سحناتهم وتمركزهم في مناطق معينة فالإيرانيون من أصول إفريقية لا يختلفون كثيرا عن المجتمع الإيراني فهم يشعرون بأنهم إيرانيون ولكن تجد لديهم عدم ارتياح عندما تسألهم عن جذورهم بعضهم يعلم خلفيته الثقافية والبعض لا يعلم ولا يهتم، أذكر أن أحدهم أخبرني بأنهم عندما يسافرون إلى مدينة أخرى في إيران يظن البعض أنهم سياح أجانب وهذا الأمر يحدث لي هنا في ألمانيا حيث يظن الألمان بانني لست ألمانياً وبالتالي فإن بعض الإيرانيين يعتقدون بأن الإيرانيين هؤلاء لا يشبهون الإيرانيين وهذا ما سعيت إلى تغييره من خلال هذا الكتاب».

تقرير عن مناطق ومشايخ التبو في دولة النيجر:



=========================

قبائل التبو تنتشر على رقعة جغرافية واسعة من الصحراء الكبرى متوزعة حسب الاعداد الى اربع دول , وتربطها علاقة الدم واواصر القربى , الا ان اصولهم جميعا ينحدرون من منطقة تبستى فى شمال تشاد.وليس هناك مراجع دقيقة توضح متى انتشر التبو فى مناطقهم وكيف انتشروا ؟

دولة النيجر تعتبر من دول وسط افريقيا وهى دولة محادية لكل من ليبيا وتشاد , ووجود التبو فى دولة النيجر هو وجود طبيعى اذا اخدنا فى الاعتبار ظاهرة الترحال التى تتصف بها قبائل التبو ولكن لا يعرف تحديدا متى انتقلت بعض قبائل التبو من تبستى الى النيجر ويرجح البعض الى تكوين مملكتهم فى غابر الازمان وهى مملكة كانم والتى كانت تضم اجزاء من تشاد وليبيا والنيجر بتقسيمها الحالى.

المناطق التى يقطنها التبو فى النيجر تقع جميعها فى شمال النيجر مثل منطقة :

1-سقدم... وهى تبعد عن الحدود الليبية مع دولة النيجر بحوالي 200كم وسقدم تعتبر قرية يقطنها تبو النيجر ويعتمدون على الرعي وزراعة النخيل وهي تفتقر الي مقومات الحياة مثل الكهرباء ويعتمد السكان على الابار في سبل عيشهم.

وعلى بعد 200كلم من سقدم شمالا تقع قرية :

2-... لاني وقرية لاتي وهاتان القريتان لايقطنهم الا تبو النيجر ومعدومتان من سبل الحياة المتحضرة مثلها ومثل سقدم وعلى مسافة 20 كم جنوبا نجد قرية :

3-...دركو عاصمة التجارة النيجيرية من ناحية الشمال ويوجد بها خليط متجانس من تبو النيجر وتبو تشاد والطوارق والهوسا والبرنو وعلى مقربة من دركو جنوبا نجد قرية :

4-.. بلما(كاوار) وهي بقايا من اقليم كاوار المترابط مع اقليم او امبراطورية كانم في العصور السابقة فسكان هذه المنطقة جلهم تبو النيجر ولهم املاك وزراعة وتجارة ومناصب في هذه المنطقة ثم نتجه جنوبا من مدينة بلما نحو الصحراء النيجيرية تقع قرية :

5-...(منقا) وعلى مسافة 30كم وبين الكثبان الرملية التي لاوجود للحياة فيها نجد وادي 6-...(زاو) الذي يقطنه تبو النيجر ويعتمدون على الرعي ونتجه جنوبا بين الصحاري الشاسعة والكثبان الرملية وكأن الحياة انتهت في هذا المكان نجد قرية:

7-...وادي دبلة وهو مثله مثل زاو يقطنه تبو النيجر ومن وادي دبلة نتجه جنوبا وفي نفس خط السير بين الصحاري والرمال القاحلة نجد قرية :

8-... وادي اقدم وهو مثله مثل زاو ودبلة وعلى مسافة 100كم اواكثر داخل الصحراء النيجيرية تنتشر قبائل التبو بداية من وادي اهمجي شرقا الى جبال تورمي المعروفة بدولة غربا ولهم تجمع اخر جنوب غرب بلما يدعى:

9-... الفاشي وهو مقطوع من سبل الحياة ..هناك ايضا منطقة براو وهى ايضا من مناطق التبو فى النيجر.

اجتماعيا تنتشر قبائل التبو والتى يبلغ عددها 36 قبيلة, فى هذه المناطق, وكل قبيلة يمثلها شيخها ورمزها الاجتماعى وتجمعها سلطنة التبو التقليدية وسلطانها فى تبستى والذى يعتبر الرمز الاجتماعى لجميع قبائل التبو فى كل من النيجر وتشاد وليبيا.

الملاحظ عن تبو النيجر هو ان اغلبهم يقطنون شمال النيجر وتحديدا فى قرى و المناطق الصحراوية التى ذكرناها والتى اغلبها تفتقر الخدمات ولامكانيات التنمية ..الحكومات النيجرية المختلفة مارست ولا تزال تمارس سياسات التهميش ضد هذه المناطق التى تسكنها اقلية التبو ..

ان غياب الكوادر المثقفة والواعية من شباب التبو فى النيجر وتحديدا فى هذه المناطق يطيل ويعزز سياسات التهميش والظلم ضد المكون التباوى فى النيجر.

التقرير من صديق صفحة تبوناشن فى دركو

الخناجر المُباركة.. عن اليوندو الأخير

محمد جدّي حسن

“الإله أنقذني. ليس الإله الذي تعرفونه، وإنّما آلهة الأسلاف”.
فرنسوا تومبالباي

في تاريخ دولة التشاد الحديثة، يُعدّ الرئيس الأول فرنسوا تومبالباي (1918-1975)، أحد القلائل الذين اشتهروا بالوقوف في وجه ما أضحى يُسمّى بـ”الرّجل الأبيض”. كانت ثمّة تمرّدات، ومُجابهات وثورات صغيرة، وذلك منذ سيطرة المستعمر الفرنسيّ على البلاد بحلول عام 1900م. هكذا، مع نهاية الأربعينات من القرن الماضي، كان الفرنسيّون قد تحوّلوا إلى نوع من الآلهة بعد أن سيطروا على كل شيء، وأثقلوا كاهل الفلاحين والمزارعين بالضّرائب.

مع مجيء العام 1946م، تجرّأ شاب من قبيلة السّارا التشاديّة، وتعارك مع رجل أبيض، فانتهت بإصابات بالغة تعرّض لها الجندي الفرنسي. كان السيد فرانسوا تمبلباي مديراً لابتدائية بمدينة كُمْرا. قرّر الرجل أن يزرع القطن حول مدرسته ويبيعه للفرنسيين ليجني منه ما يساعده على توفير الكنبات والكراريس لتلاميذه، نجحت الخطّة، وبدأ الرجل يربح حوالي ثمانمائة فرنك إفريقيّ. كان هناك إداري فرنسي يعمل كمتدرّب في الإدارة الإستعمارية لبلاده قد علِمَ بالأمر فقرر فرض ضريبة مستخدماً لغة لبقة أقنع بها الرجل وصار يأخذ نصف أرباح المزرعة.

توالت الأيّام وتغيّرت نبرة الكلام، فصار الإداري يرسل ضابطاً فظاً ويطلب أموالاً قبل موسم بيع القطن! ذات مرّة، بعث ضابطه وطلب جباية إضافيّة، لكن تمبلباي رفض بشدّة. وصل الإداري الفرنسيّ، الذي كان يُكنّى جان القُواع (Jean le lièvre)، وصفعَ الشاب صفعة قوية بعد أن شتمه وسبّه مستخدماً مفردات مشينة بما فيها “الزنجيّ القذر” (Sale nègre). غضب الإفريقيّ، ولم يتحمّل، واشتعلت فيه جذوة الغضب، فضربه وطرحه أرضاً، ومرّغ أنفه في التراب وسط صيحات تلاميذه.

في ذات الليلة، انتشر الخبر في أرجاء مدينة كُمرا، وردد الجميع: “تمبلباي انتصر على رجل أبيض!”. كانت المرّة الأولى التي تجرّأ فيها رجلٌ من السّارا، وضرب رجلاً من الموظفين البيض! كان الاعتداء عليهم، أو الاشتباك معهم، بمثابة جريمة كبرى. تلقّى التشاديون الحدث كعمل بطوليّ قام به رجلٌ شجاع، وذُكر اسم تمبلباي باعتزاز وتقدير.

هذه حادثة عادية، وربما حدثت العشرات مثلها في مختلف قرى الجنوب، لكن هذه بالذات ذاعت واشتهر بطلها، بل إنّ المحليين السياسيين قد وصفوا المعركة بأنها إحدى أهم الأوراق التي استخدمها تمبلباي حتى وصل إلى رئاسة الجمهوريّة.

النشأة

في ليلة الخامس عشر من يوليو عام 1918، ولد طفل في قرية بيسادا التي تبعد 15 كليومتر من مدينة كمرا. لا يبدو تاريخ ميلاده قديماً لرجل عاش طويلا حتى أوآخر الخمسين، لكنّ ذلك لم يمنع التشاديين أن يصفوا حقبته بالقِدَم في مجازاتهم مردّدين: كان هذا على هذه زمن تمبلباي”. عاش تمبلباي حياة هادئة، وتعلّم في الإرساليات الدينية، حتى صار مدرساً في ابتدائية بمدينة كمرا، وعمل هناك دون أن يعرفه أحد حتى إلى أن حلّ خريف 1946م، قصار اسمه على كلّ الألسنة. بعد هذه الضجة صار نقابيا ثم واصل يناضل من داخل أحزاب تأسست كي تحل مكان فرنسا.  بفضل صيته وعمله النقابي أنتخب رئيسا للوزراء في عام 1959 وتم تنصيبه رئيساً للجمهورية في غشت عام 1960م، بُعيد استقلال جمهورية تشاد.

التحوّل

عقب انقلاب فاشل عام 1972م، ظنّ فرانسوا إنّ هذه إشارة من الأسلاف. أعلن البروتستانتي كُفره بالمسيحية، ونشر عودته إلى “اليوندو” (Yondo)، ديانة الأسلاف، من خلال راديو تشاد الذي تم تعميده إلى “صوت الأسلاف” (La voix des ancêtres). لم يكتفِ الرجل بوثنيته، بل طرد الإرساليات التي كانت تقوم بالتبشير بالمسيحية، وقتل رجال دين من الديانة الإسلامية، وآذى كلّ من خالفه. وسط تلك الدوامة، عمّد أسماء الكثير من المدن من أسماء وضعها المستعمر إلى أسماء تشادية؛ وهكذا صارت أرشامبول تسمّى سار، وفور لامي تحولت إلى أنجمينا. بل غيّر الرجل اسمه الشخصي من فرانسوا إلى انْقرْتا. تلك الثورة الثقافية، التي سماها “تشادوتود” (Tchadutude)، كلّفته التخلّي عن الزي الغربيّ، فارتدى ملابس إفريقية تأثراً بـ جوزيف موبوتو، رئيس دولة زائير آنذاك. وأسّس أول أوركسترا تشادية سنة 1964 وسمّاها “شاري جاز“، لتنافس فرقة “تابوليه” الكونغولية، وليكون نداً لرئيس الكونغو موبوتو سيسي سيكو (1930-1997)؛ ومن فرقة شاري جاز خرج معظم المغنيين التشاديين…

التخبط

بعد انقلاب فاشل بداية عام 1971م، واندلاع ثورة في الشمال على الحدود التشادية مع السودان وليبيا، ارتبك الرئيس وارتاب من الجميع. كان الأسلاف وأجداده الموتى يهبطون ليلاً ويجلسون إلى جانب مخدعه ويخبرونه بما يفعل. لم يعد هناك دور للمستشاريين ولا قرارات يتخذها الوزراء؛ الأسلاف كانوا يقومون بالعمل كله.

قطع تمبلباي علاقته مع ليبيا هناك حيث القذافي يدعم ثورة FROLINAT التي تتكون من شماليين ينتمون إلى الدين الإسلامي. بعد ذلك بأشهر ضرب البلاد مجاعة، وساءت العلاقة بين تمبلباي وفرنسا إثر قطع علاقته بإسرائيل، وإعادتها مع العقيد الذي توقف عن دعم ثوار فرولينا مقابل أن يتخلى تمبلباي عن إقليم أوزو.

كانت فرنسا قد بدأت تشكّ في نوايا تمبلباي الذي أصبح فجأة وطنياً، وشرع في تأميم الشركات، بل وذهب بعيداً في الإشتراكية، والتخلص من التبعية، وكانت المؤسسة العسكرية ترى أنه يجب مقاتلة “ثوار فرولينا” بحزمٍ أكبر، وإلاّ سوف يسيطرون على كافة البلاد، وكان تمبلباي أو “الرجل صاحب الوجه المفصّد” (L’homme au visage balafré) يستهين بقدرات الثوار، ويردد بأن الأسلاف سوف يحمون حكمه، بينما العسكر كانوا يؤمنون بأهم ما تعلموه في الميادين: “لا تستهن بعدوك أبداً”.

يوم 17 نونبر 1972م، زار عاهل المملكة العربيّة السعوديّة فيصل بن عبدالعزيز آل سعود جمهوريّة تشاد، زيارة تاريخية قدّم فيها لتشاد أكبر مركز تعليميّ وأكبر مسجد وأكبر وأحدث سوق في البلاد (ما زلت الأكبر والأحدث حتّى اليوم). يقال إنّ تمبلباي لاحظ قلة عدد المسلمين في العاصمة، التي يسيطر عليها المسيحيّون، فألبس المئات جلاليب بيضاء كي يقنع الملك بأن البلاد فيها أكثرية تدين بالإسلام.

لكن انْقرْتا كان يفرض عمليّاً فلسفة اليوندو على من يرتقون المناصب العليا، فانزعج الجنود واحتجّوا. اعتقل فليكس مالوم قائد القوات المسلحة. مارس/شباط من العام 1975، يرتكب تمبلباي الخطأ القاتل حين يعتقل من تبقى من قادة القوات المسلحة؛ المؤسسة الأكثر قوة وتنظيماً.  وفي الثالث عشر من نيسان، أخذ مزاج المساء يتبدل منذ الصباح الباكر، وفي المساء تقوم القوات المسلحة بانقلاب يؤدي إلى قتل الرئيس بقيادة الكوماندا ودال عبدالقادر كامونغيه.

كان “نغارتا” Ngarta على علمٍ بالعملية، وكان يستطيع أن يتحصنّ أكثر، بل كان بإمكانه إطلاق ساقيه للريح. لكنّه قرر أن يأتي بأحد المغنين ليغني عليه تمتمات موته إلى أن يرسل الأسلاف من ينقذه من المصير. حين سمع خطوات الرجال أخرج خنجراًصغيراً، خنجرا باركه الأسلاف، أعتقدَ أنه يحميه، لكنّ الخناجر لا تستطيع مجابهة البندقية حتّى لو كانت مباركة.

بحسب “كامونغيه” فإن الرجال لم يريدوا قتله، بل اعتقاله، لكنّ الرئيس غضب حين قابلهم، فهاج وانقضّ على أحد الجنود وعضّ أذنه فأطلق الجنديّ صرخة أخافتْ رفيقه فأطلق رصاصتين على الرئيس، ولذلك لم يمتْ في الحال، وإنما أثناء نقله إلى المستشفى العسكري. 

بحسب مطلق النار فإن زميله حين أمسك الرئيس من ذراعيه قفز وعضّ أذنه فخاف فـ”ظننتُ أن تمبلباي سوف يتحول إلى غول، أو ذئب ـ فأطلقت عليه النار”. كانت الخطة أن يرسل الرئيس إلى شمال البلاد ـ فايا ـ بالتحديد.  ليسجن هناك، لكن للأسف أرسلوا جثته إلى هناك. والمؤسف أن العسكر لم يسلموا جثة الرجل إلى أسرته، بل تمّ دفنه بشكل سريّ في مكان مجهول. وبعد تسعة عشر عاماً قضاها تمبلباي يتملل في قبره المجهول، أي في عام 1994 وبفضل حفّارٍ شارك في دفنه، استطاعت الحكومة أن تخرج رفاته ودفنه أخيراً في ” بيسادا. وارتقت روحه لتعانق أرواح أسلافه.

محمد جدّي حسن

روائي تشادي،

ما حدث في تشاد عام 1979 نفس ما يجري في السودان الان

ل تعلمون أنه حدث في تشاد عام 1979 نفس ما يجري في السودان الان وساعدتنا نيجيريا في حل الأزمة. سأسرد لكم قصة مؤلمة حدثت في تاريخنا السياسي التشادي عندما استبيحت العاصمة أنجمينا دون رحمة ولا شفقة وتم تهجير سكان العاصمة إلى مدينة كُسري الكاميرونية وإلى ولاية بورنو في نيجيريا .

البداية كانت في عملية تصالح حدثت بين الرئيس فليكس مالوم مع قادة فصائل المعارضة، كان قادة فصائل المعارضة شخصيات مسلمة أنشأوا ثورتهم ضد استفراد الرئيس التشادي تمبلباي بالسلطة عام 1966 تألقت الثورة وسافرت الحكومة التشادية بقيادة مالوم إلى لاغوس والخرطوم لحل الأزمة التشادية المعقدة

أجمع قادة المعارضة التشادية في قمة الخرطوم على عدم المصالحة مع نظام الرئيس مالوم الذي قدم تنازلات كبيرة مقابل بقاءه في الحكم. فمالوم تعد له اليد الطولى في عملية اغتيال أول رئيس لتشاد فقد ذهب تمبلباي إلى القبر قتيلا وجاء مالوم من السجن حاكما ورئيسا عام 1975

كان أحد قادة المعارضة قد درس في السوربون ويؤمن بنظرية الواقعية السياسية ويملك فصيلاً عسكرياً قوياً اسمه ( حسين حبري بوشلامي) أصبح فيما بعد رئيسا للجمهورية عام 1982 خالف حبري الذي يقود قوة عسكرية ثورية غير نظامية أقرانه في المعارضة، ووقع على اتفاقية الخرطوم وعاد إلى أنجمينا

أصبح حسين حبري بعد توقيع اتفاقية الخرطوم رئيساً لوزراء تشاد، وذلك أكبر إنجاز يحققه المسلمون في تشاد، و أصبح الرجل الثاني في الدولة ومُنح صلاحيات واسعة جدا والأجمل من كل ذلك أصبح حسين حبري أول مسلم شمالي يتقلد منصب رئاسة الوزراء .

لدينا الان في تشاد رئيس جمهورية اغتال سيده الذي وثق به بدعم فرنسي من الجنوب اسمه ( مالوم ) ولدينا رئيس وزارء طموح يفتعل المشاكل ويرفض دمج قواته مع الجيش النظامي ويستفز الحكومة بخطاباته ولغته الفرنسية المتعجرفة اسمه ( حبري ) الدولة على كف عفريت والمسلمون يتخندقون مع حبري

بدأ الحبل ينفرط والمعارضة تشاهد الفيلم التراجيدي، أصر حبري على إدخال اللغة العربية في الراديو وجعلها رسمية لتقوية الحضور الإسلامي وافق مالوم على طلبه وبثت الإذاعة الوطنية التشادية لأول مرة عام 1978 الأخبار باللغة العربية. كان حبري يستحقر مالوم لأنه لا يفقه في السياسة شيئاً .

طار مالوم في أواخر ديسمبر 1978 إلى الصين، فكر حبري كثيراً في الانقلاب لكن قادة الجيش من الجنوب يكنون الولاء المطلق لمالوم والاستخبارات الخارجية الفرنسية تعقد الأمل على مالوم الذي يحمل الجنسية الفرنسية وشارك بكل بسالة في الحرب الفرنسية على فيتنام إنه فرنسي بقلب تشادي.

عاد مالوم من الصين وتفاجأ بعدم حضور رئيس الوزراء حبري إلى مطار انجمينا الدولي لاستقباله وتهنئته بالسلامة. رأى مالوم أن حبري قد تمرد عليه بهذه الخطوة وتأكد من التقارير الاستخبارية أن حبري يريد به شراً فسارع إلى حشد الجيش التشادي وطوق المباني المهمة بما فيها قصر الرئاسة والإذاعة

سارع حبري في حشد قواته وتمركز شرق العاصمة وشمالها واستعان بالفقهاء والدعاة للترويج إليه . بدأت شرارة الحرب بتاريخ 12 / فبراير / 1979 بمشاجرة حدثت في مدرسة مشهورة في العاصمة أنجمينا يطلق عليها ثانوية فليكس ايبوي عندما صفع طالب مسلم شمالي فتى مسيحي جنوبي لم يدر الفتى خده الأيسر

بل أعاد له الصفعة ونشب شجار عنيف بين الطلاب الشماليون وقفوا مع ابنهم والجنوبيون نصروا فتاهم . لم تمض بضعة دقائق حتى دخل رتل من قوات حبري ثانوية فليكس ايبوي وفتحوا النار على الجنوبيين . وبحلول الظهيرة تحولت العاصمة انجمينا إلى ساحة ساخنة بين قوات مالوم وحبري استمرت تسعة أشهر

الذين نزحوا إلى الكاميرون ونيجيريا لأن الحرب كانت في انجمينا فأقرب منفذ حدودي هو منفذ كسري الذي يقودك إلى الكاميرون اعتقد المتضررون أن الحرب ستستمر لأسبوع ويعود بعدها الأمن والأمان لكن خابت توقعاتهم بعدما دخلت شهرها الرابع . المعارضة المسلمة ترسل أفرادها دعما لحبري

والجنوبيون يقتلون أي مسلم في مناطقهم وعلى الرغم من الآلام التي حدثت، لم يقتل الجنوبيون طفلاً ولا امرأة بل كانت مشكلتهم مع الرجال البالغين الذين بإمكانهم حمل السلاح تحولت مدينة مندو وسار في الجنوب إلى بركة دماء واستمرت فرنسا بدعم العملية القذرة وتقديم الأسلحة حتى يقتل بعضنا بعضا

فطن النيجيريون إلى مغبة الحرب في تشاد ودورها في تعطيل التنمية والإصلاح على نيجيريا. استضافت لاغوس مباحثات طويلة نجم عنها تشكيل حكومة قونت وتم نزع السلاح وبعد أشهر قليلة من توقيع الاتفاقية صدر أجمل قرار وطني عرفناه في حياتنا وهو إجلاء القوات الفرنسية من تشاد

لم تستطع حكومة قونت القيام بمهامها وفشلت في إدارة الأزمة لكنها أوقفت فتيل الصراع وبعد مدة وجيزة تحول الحكم من الجنوب المسيحي إلى الشمال المسلم بوصول قوات الرئيس قوكوني ودي إلى أنجمينا عام 1980 الجارة النصوحة نيجيريا فعلت ما بوسعها لكننا اخترنا السلاح والقوة على الديموقراطية

الحوار والمباحثات الصادقة وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية هي التي تقودنا إلى بر الأمان . لدينا نموذج يشبه نموذج سوار الذهب في السودان لرجل يعرف ب لول محمد شوا في خضم الأزمة تنازل عن السلطة وقدمها للفرقاء السياسين حتى يختاروا رئيسهم دون تعنت بقي 3 أشهر في السلطة وتركها

* "تحديد الأشهر القمريّة" :

حجم الهلال لا يستدل منه على صحة ولا على نفي لمن يأخدون بشهادة شهود رؤية الهلال، وهذا ماعليه الطرفان في ليبيا، فثبوت الهلال فلكيًا ليس بالضرورة ثبوته شرعيًا وإنما هو يعزز صحة أو نفي للناس في الدول التي تأخد بالحسابات الفلكية ودخول الاقتران قبل الفجر، بمعزل عن رؤية الهلال.

والدول العربية الاسلامية في هذا اختلفوا على عدد من الوجوه

فمنها من تأخد بالحسابات الفلكية لمجرد دخول الاقتران قبل الفجر، وليس على رؤية الهلال وهذا ماكانت عليه ليبيا قبل عام 2011.

وهناك دول تأخد بشهادة كل من يتحرى الهلال حتى لو كانت رؤيته مستحيلة واثبتت الحسابات الفلكية استحالة ذلك، وهذا ماجرت عليه عادة معظم الدول العربية

وهناك من يردها لو كانت مستحيلة، ولا يردها إذا كانت غير ممكنة على اطلاقها.

والدول العربية تعتمد في ذلك على أي شاهد، ماعدا المغرب وعمان حسب ما أعلم جعلوا الأمر محصورًا في الحكومة، عبر العديد من المواقع فتكون الشهادة أكثر دقة من شهادة الناس.

وبعض الدول تأخد بإتحاد المطالع، وأخرى تأخد بإختلاف المطالع كحالة السعودية

أما فيما يخص الفقهاء فقد اختلفوا في الأخد بالحسابات الفلكية، فهناك من أخدها في النفي فقط كإمام الشافعية تقي الدين السبكي، بكون الحساب الفلكي قطعي، والشهادة والخبر ظنيان فإذا تناقضا فواجب القاضي الأخد بالقطعي وليس بالظني، وهناك من أخدها في النفي والاثبات، ومنهم من لا يأخد بها لا نفيا ولا إثباتًا، كإبن باز.

خلاصة الأمر في ليبيا، اعتمد طرف على شهادة الشهود في رؤية الهلال، بمعزل عن صحتها من عدمها رغم ان الفلكيين نفوا امكانية رؤيتها بالعين

وطرف آخر يبدو اعتمد على عدم امكانية رؤية الهلال عند الفلكيين، أم لماذا لم يأخد بإتحاد المطالع التي يأخد بها فقهيا إذا كانت الدول في شرق ليبيا ثبت عندها رؤية الهلال، ويأخد بإختلاف المطالع إذا ثبتت الرؤية فقط في الدول التي في غربها، فهذا ما لا أعرفه، الاّ لو كان نفي الفلكيين لامكانية رؤيته في البلدان العربية يلزم منه عندهم عدم الأخد باتحاد المطالع.

اشكالية ليبيا ليست في الناحية الفقهية -بغض النظر عما تراه فيهم- لأن كليهما موجود وله أساس، وان كان الاعتماد على الحسابات الفلكية أدق، لكن في وجود حكومتين، وحكومة اعتمدت على افتائها منهج والأخرى منهج، والطرفان لم يستطيعا الاتفاق على الأقل في اعتماد رؤية حكومية للهلال، من خلال لجان موحدة تتبع الحكومة مثل ماحدث في المغرب وعمان ولذلك كلا البلدين أعلنا إن يوم العيد هو يوم السبت لعدم ثبوت الرؤيا، وبالتالي تجنبا الخلاف الفقهي وتجنبا ماحدث من افساد لعيد الناس، والأسوأ من ذلك إن الموضوع برمته تحول لاثبات شعبية طرف سياسي على الآخر، وظهر ان الكثير من الصفحات لا عندها دين ولا ملة -مجازًا- وإن الخوض في تضليل الناس سهل عليهم.

في عام 1984 صامت السعودية 28 يوم بناءً على الأخد بشهادة الشهود في تثبت رؤية الهلال، لك أن تتخيل كارثة الأخد بظاهر النص إلى أين يصل، وبعدها صاموا يوم قضاء لافطارهم أول أيام رمضان.

والحسابات الفلكية سيأتي عليها الناس آجلًا أم عاجلًا لأنها الأدق والأصوب والتي تجنب كل هذه الفوضى والاشكالات، لا أن يفتي شخص من الزنتان وآخر يفتي من أم درمان وحتى الصفحات السياسية كلها تفتي من عندها.


الانقسام الليبي رؤية تاريخية؟

  ينقل الرائد أنتوني “ج. كاكيا” عن المؤرخ الروماني “جايوس سالوستيوس” (86- 34 قم) واقعة تاريخية عن ليبيا تقول: إنه حين كانت قرطاج تتنازع السيطرة على ليبيا مع اليونانيين الذين احتلوا المنطقة الشرقية وأسسوا عاصمتهم قيرينا، مدينة شحات حاليا، تقول الأسطورة إن المنطقة الممتدة بين قرطاج وقيرينا كانت عبارة عن صحاري رملية، ليس فيها من جبل أو نهر ليكون علامة حدودية بين الكيانين المتنافسين، مما جعل الحرب لاتكاد تتوقف بينهما، حتى كادت تذهب بالقوتين فتداعى الطرفان إلى هدنة، تواضعوا خلالها على اتفاق مفاده أن ينطلق العداءون من كلا المدينتين في يوم معين، وأن يكون مكان الالتقاء هوالحد الفاصل بين المنطقتين. اختار القرطاجنيون الأخوين فيلاني الذين كانا أسرع من ممثلي قيرينا. ولما أدرك أبطال قيرينا هزيمتهم، اتهموا القرطاجنيين ببدء الرحلة قبل موعدها. ورفضوا اعتبار الأخوين فيلاني فائزين، مقترحين في المقابل واحدا من حلين: إما أن يدفن الأخوين حيين في البقعة التي زعما أن حدود قرطاجنة يجب أن تكون عندها، وإما أن يسمحا لعدائي قيرينا بالتقدم غربا إلى نقطة تكون حدودا لليونان، ويدفنون عندها وهم أحياء. فلم يكن من الأخوين فيلاني إلا أن قبلا بأن يدفنا حيين على الفور من أجل بلديهما. فأقام القرطاجنيون عند تلك البقعة نصبا للأخوين تكريما لهما. وقد أطلق جنود الجيش الثامن خلال الحرب العالمية الثانية على ذلك النصب اسم “قوس المرمر”(1). لقد كان التاريخ الليبي مشرب بالتناقضات المزمنة، والانقسامات الداخلية الحادة، والتدخلات الدولية المتعددة الوجوه. مما أجل بناء الدولة وإطلاق المؤسسات. والدارس لملابسات الانقسام السياسي في الحالة الليبية، يجد أن تلك الأوضاع تأتي معاكسة لطبيعة المجتمع الليبي نفسه. فهو مجتمع متجانس على مستوى الدين والمذهب، يمثل الإسلام مكونا رئيسيا لنسيجه العقائدي، إذا استثنينا وجود أقلية يهودية جاءت فارة من الحروب الدينية في إسبانيا، ليجدوا أن الليبيين المسلمين كانوا أكثر تسامحا من أوربا المسيحية. أما على مستوى المكونات الاجتماعية، فلم يكن الاختلاف العرقي بين العرب والأمازيغ ذوي الأصول البربرية ليُهَوِنَ من الوحدة الوطنية. فتاريخيا كان البربر الداخلون في الإسلام بفعل الفتوحات الإسلامية في تجانس تام مع حالة التعريب المعمم. ولم ينهض بين القطبين أي استعداء إثني يمكن أن يقوض وحدة الليبيين، إلا لاحقا، نتيجة الحسابات الإقليمية والدولية. ومن هنا يحق لنا أن نتساءل ونحن نبحث في جذور الانقسام بين الليبيين: ما هي النوازل التي طرأت على الاجتماع الليبي، ومثلت مسوغات حاسمة لحالة الانقسام؟.

ربما كان الانقسام الليبي مجرد معطى جغرافي حتّمته الرقعة الجغرافية الشاسعة للبلاد، خاصة في زمن الفقر والخصاصة، وانعدام وسائل التواصل، وضعف الكيان السياسي. لقد كانت ليبيا دائما أكبر من سكانها، بل إن سكانها قد تلاشوا في صورة مكروسكوبية بين أحراشها وصحرائها، فباعدت بينهم المسافات قبل أن تباعد بينهم الأزمات. وقد كان للجغرافيا أحكامها القاسية، حيث طغت البداوة على التحضر، وسيطر التجاهل على التعارف، كما سيطر الصدام على الوئام. وليس غريبا أن تصبح القبيلة في مثل تلك الأوضاع نقطة ارتكاز النظام الاجتماعي. وقد عمل الاستعمار الإيطالي على تكريس أحكام الجغرافيا القاسية، حيث عمد إلى الفصل الإداري بين شرق البلاد وغربها، في حين ترك الجنوب ليعيش قدرهالبائس تحت الصراعات القبلية، ولاحقا تحت الاستعمار الفرنسي. لقد انهارت دفاعات الدولة العثمانية كاستتباع لحالة الانهيار الشامل التي عرفتها نهاية القرن التاسع عشر، وجاءت معاهدة الصلح الذليل التي جرى التصديق عليها في قلعة “سوشي بلوزان” السويسرية في الثالث من أكتوبر 1912 مع الإيطاليين. وهي المعاهدة التي أثارت استياء الليبيين، حيث بادر أحمدالشريف من مركز الحركة السنوسية جغبوب بمكاتبة الوالي العثماني أنور باشا في درنة ليقول له :”نحن والصلح على طرفي نقيض…إذا كان ثمن الصلح تسليم البلاد الى العدو”. وقد سعى الإيطاليون جاهدين إلى تذويب تلك الروح الثورية لدى الليبيين، وإذكاء التناقضات بينهم.

وباعتبار التجانس الديني والأقوامي في المجتمع والدولة، فقد لعب الإيطاليون على التناقضات القبلية والمناطقية. وهكذا فقد مثل الانقسام السياسي لليبيين مدخلا للاستعمار الإيطالي لتأمين السيطرة على البلاد والعباد. فجرى لأجل ذلك تثبيت حالة الانقسام بين طرابلس وبرقة بقوة السلاح وخبث المؤامرات. وهي الحقيقة التي أكدها الجنرال الإيطالي جراتسياني، حيث قال “أقيمت في كل من طرابلس الغرب وبرقة حكومة متميزة بمقتضى مرسوم ملكي صدر في التاسع من سبتمبر من عام 1912″(2)ولتثبيت تلك الأوضاع الشاذة، فقد جرى تعيين الفريق ثاني أوتافيو بريكولا أول حاكم على برقة. في حين جرى تعيين نائب الأميرال بوريا ريتشي حاكما على طرابلس، في انتظار استتباب السيطرة. وقد أرفد ذلك الانقسام المناطقي بالعمل على التفريق بين القبائل. فانحازت بعضها إلى الاستعمار في حين انحازت أخرى إلى المقاومة. وحين احتلت القبيلة موقعا في تلك التجاذبات، فقد عمق ذلك الانقسام من حالة التنافر بين شرق البلاد وغربها، وأحيانا في المنطقة الواحدة. وقد لعبت إيطاليا على كل التناقضات الممكنة، ففرقت بين القبائل، وبين المناطق، وبيد البدو والحضر، وبين العرب والبربر. وحين اختارت الزعامات الغربية الإعلان عن تأسيس الجمهورية الطرابلسية 1918، كان الإيطاليون ينجحون في تأجيج الخلاف بين مصراتة وورفلة،أو بين رمضان السويحلي وعبدالنبي بلخير، كما أذكوا النزاع بين الزنتان والبربر. وحين نجحوا في اختراق تلك الجبهات، فقد تمكنوا من إجهاض التجربة، والتمهيد للسيطرة على بقية مدن الجنوب ابتداء من السيطرة على غريان. وبعد الحرب العالمية الثانية عمل الإنجليزعلى استثمار ذلك الإنجاز الإيطالي. فسيطروا على برقة التي اعتبروها منطقة قائمة بذاتها. وجرى التفريط في منطقة فزان لصالح الفرنسيين الذين سعوا لضمها لمنطقة نفوذهم الممتدة على طول وسط إفريقيا وشمالها.وبناء على ذلك توسعت دائرة رعاة الانقسام إلى ثلاث قوى استعمارية رئيسية. وفي كل ردهات الاستعمار الغربي، إيطاليا كان أم انجليزيا أم فرنسيا، فقد جرى تثبيت الانقسام المناطقي داخل ليبيا. ولم يكن ذلك إلا إجراء تكتيكيا لتثبيت السيطرة. أو المدخل المفضل لتسهيل الهيمنة.

والحقيقة أنه لا الجغرافيا وحدها، ولا الاستعمار وحده، ولا الاثنين مجتمعين، كانا قادرين على قسم ظهر ليبيا دون أن يصادف ذلك هوى في نفوس بعض الليبيين. فالليبيون الذين كانوا يخضعون لمنطق القبيلة أحيانا، أو ينجذبون إلى هيمنة المنطقة أحيانا أخرى، كانوا ينزلون عند مقتضيات ذلك الانتماء الضيق، الذي عمل عبر التاريخ على إضعاف الانتماء الوطني الشامل، خاصة مع تصاعد دور الشيخ في القبيلة، ودور الزعيم في المنطقة “وهكذا تحددت مواقف الزعماء في كثير من الحالات على أساس جهوي، وكان لكل جهة صاحب يتولى أمرها ويقرر مصيرها ويحدد موقفها”(3).ولكن تلك الظواهر السلبية لم تخل من مضادات سياسية وحضارية ظلت تعمل دائما لصالح الوحدة والتحرر.

السودان: جيشان و78 ميليشا وخمسون عام من الحروب الأهلية-----

-------------------------

من يقرأ تاريخ السودان الحديث سيدرك أن الاستقلال كان نقمه وليس نعمة

منذ أن حصلوا علي الاستقلال وحتي اليوم وهم في حروب أهلية

لم يعيش السودان عامًا واحدًا في سلام أو هدنة مع النفس

فطيلة ستون عامًا فشلت هذه الدولة في هضم مئات الأجناس والأعراق

فالسودان ذات الـ47 مليون نسمة فيها 597 الأغلبية فيه لجنس من الخارج

هناك 46% عرب و7% حبش و6% تشاديين و12% زنو*ج مختلفين

هناك الفور والدينكا والفلاتا والهوسا والمساليت والبجا وغيرهم

وللاسف فشلت معدة السودان في هضم التنوع العرقي في سيادة وطنية واحدة

والحقيقة لم يكن ذنبها فالسودان لم يكن دولة واحدة علي الإطلاق

ففي عام 1916 ضم محمد علي سلطنه دارفور

وفي عام 1822 ضم الممالك النيليه الصغيره والجنوبيين

السودان لم يتعلم طيلة 200 عام كيفية دمج الجميع في دولة واحدة

وبمجرد الاستقلال بدأ في قتال بعضه البعض

------------------------------

وحتي نفهم طبيعة الصراع الأخير علينا ان نعود إلي الوراء 20 سنة

ويجب أولا أن نعرف من هو "حميدتي" أو محمد حمدان دقلو

شخص من أبناء قبيلة الزريقات في ولاية دارفور حتي شرق التشاد

والرزيقات قبيلة عربية وفرع من فروع البقارة من جهينة

وهي من أكبر القبائل العربية المنتشرة في السودان

هذه القبيلة اختلطت ببعض القبائل الافريقية مثل البرتي والداجو والزغاوة

في عام 2003 استغلت دارفور الحرب بين الشمال والجنوب

وحاولت الإنفصال عن السودان واستعادة السلطنة

كانت مجرد اشتبكات خاصة وأن أكثرهم فلاحين ليس لديهم دراية بالحرب

من هنا بدأت الخطوة الاولي لتدشين مليشيات لحمايتهم

وهو ما حول المعركة إلي حرب عصابات وشوارع

وبالطبع فشلت الحكومة السودانية في التعامل مع هذ النوع من الحروب

فاضطرت لتكوين جيش شعبي من القبائل العربية وأطلقت علية "جنجويد"

وتولي الشيخ "موسى هلال" زعيم قبيلة المحاميد قائدًا للجنجويد

وكان حميدتي هو القائد العسكري للجيش الشعب "الجنجويد"

وكان حميدتي قبل ذلك راعيًا للغنم ثم أصبح تاجرًا ابل بين ليبيا ومالي وتشاد

وكان قد اسس من القبائل العربية الموالية له جيشًا كبير ليحمي تجارته

ما مكنه من وضع يده على مناجم الذهب في دارفور و تشاد

فاضطر عمر البشير أن يتقرب منه بل ويمنحه امتيازات عسكرية

فحصل علي رتبة "فريق اول" رغم أنه ليس له علاقة بالعسكرية

فقد كان البشير يعتمد علية لحمياته شخصيًا من أي شيء

وعندما بدأت أزمة دارفور أنضم وجنودة لميليشيا الجنجويد

هذه الميليشيا قامت بارتكاب جرائم حرب وبمذابح بشعة

كان عبد الفتاح البرهان فذ ذلك الوقت مسئول عن الاستخبارات العسكرية

وكان مسئولا عن هجمات الجيش ومليشيات الجنجويد على دارفور

من هنا جاءت علاقة البرهان وحميدتي من خلال أزمة دارفور

وبمجرد اتهام ميليشيات موسي هلال بهذه الجرائم

انشق حميدتي عنه وانضم الكثير من الجنجويد إلي قواته

من هنا كبر جيش حميدتي وأصبح يمتلك آليات عسكرية

معني ذلك أن الجنجويد انقسموا إلي جيشان أو مليشيتان

أحدهم بقيادة موسي هلال وأطلق علية حرس الحدود

والثاني بقيادة حميدتي وأطلق علية الدعم السريع

وبالطبع بدأوا في الصراع فيما بينهم حتي تم اعتقال موسي هلال

وفي سنة 2013 قررت الحكومة السودانية هيكلة ميليشيا التدخل السريع

وأصبحت هذه المليشيا جزء من الجيش السوداني بقيادة حميدتي

------------------------------

في ابريل ٢٠١٩ تطورت الثورة السودانية بشكل كبيرة

ورفض حميدتي مساعدة البشير وفض المظاهرات بالقوة

لذا تم عزل البشير وتم تعيين مجلس عسكري انتقالي

بقيادة النائب الأول للرئيس ووزير الدفاع الفريق أحمد عوض بن عوف

تولي المنصب يوم واحد وقام بتمرير الحكم لـ"عبد الفتاح البرهان"

والذي كان يشغل منصب قائد القوات البرية السودانية في ذلك الوقت

وفي 25 أكتوبر قام البرهان بعزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك

لم يكن هناك سوي حميدتي ليعود إلي الظهور من جديد

كان يمتلك الكثير الشركات التجارية المعنية بالتنقيب عن الذهب

ويمتلك جيش من ميليشيا قبائل عربية وبعض ميليشيا الجنجويد

كان يحلم بالسلطة والسيطرة علي مقاليد الأمور

فاجتمع البرهان وحميدتي وتم الاتفاق علي كل شيء

وتم تعيين حميدتي ليصبح نائب قيادة المجلس العسكري الانتقالي

وأول القرارات التي اتفقوا عليها ضرب القوي المدنية وتعطيل كل شيء

وفي سنة 2021 غير حميدتي رأيه وقال أنها قرارات نظام البشير

والبرهان قال أن قراراته هدفها زيادة مشاركة القوى السياسية

وفي ديسمبر 2022 تم التوقيع علي الاتفاق الإطاري

والذي ينص علي تسليم السلطة للمدنيين خلال سنتين

كما ينص علي دمج ميليشيا الدعم السريع مع الجيش السوداني

بالاضافة إلي سن قانون لايقاف التجنيد للدعم السريع

وهو ما يعني أنه سيصبح جزء من الجيش وشركاته تؤول للدولة

ومع شخص يحلم بالسلطة مثل حميدتي بالتأكيد سيرفض هذا النص

لان هذا البند سيجعل من البرهان مسيطرًا علي الدعم السريع

وبالتالي سيقل نفوذ حميدتي ويزداد ضعفًا

كما انه كان يخشي أن يتم التضحية به خاصة وأنه مطلوب دوليًا

لذا طالب بضرورة ان يتم التسليم خلال 10 سنوات وليس سنتين

كما طالب أن يدخل ضباطه بنفس الرتب العسكرية والأجور

كما رفض بند وقف عملية التجنيد في ميليشيات الدعم السريع

ما جعل البرهان يتهم حميدتي بتجنيد جنود جديدة للدعم السريع

وذلك بدون علم الجيش السوداني وقياداته

وهو ما رفضة حميدتي وأعلن أنه يقوم بالتجنيد بشكل قانوني

وكما هو متوقع اشتعل الصراع بين الطرفين وبدأت الاشتباكات

------------------------------

الكارثة في السودان أنها تعاني من كيان اللا دولة

مفيش جيش وطني حقيقي يعمل لصالح السودانيين باختلاف أعراقهم

كيف يكون هناك جيوش أو ميليشيات لها طابع جنسي وقبلي

كيف يكون الولاء للجنس والقبيلة ولا يكون للشعب والأرض والتاريخ

لا نهلم إلي متي ستنتهي الحرب الأهلية هذه المرة

فأحد الحروب في السودان استمر لـ17 عام كاملة

ولكن الأكيد أن الشعب السوداني هو الذي سيدفع الثمن

الجنوب الليبي …حضارات وثروات…ومطامع؟

الجنوب الليبي.. حضارات وثروات ومطامع

....................

نقصد بالجنوب الليبي؛ فزان وجنوب برقة؛ أي المنطقة الواقعة جنوب الخط الرابط بين الشويرف - الجفرة أوجله – الجغبوب.

كان مركزا للتبادل التجاري والثقافي بين العمق الأفريقي وحضارات شمال ليبيا (الفينيقيين والإغريق والرومان)، ومنبع حضارات عريقة، منها الجرمنت الذين أسسوا من 900 ق.م إلى 500 ب.م حضارة مزدهرة، فهم أول من صنع العربات التي تجرها الخيول. وابتكروا تقنيات لإنتاج المعادن والزجاج والأحجار الكريمة. وابتكروا رموز الكتابة الليبية، وأنشأوا الفجارات التي تنقل الماء في مسارب تحت الأرض بعمق 40 متر لآلاف الكيلومترات، في نظام ري شبيه بالنهر الصناعي العظيم.

الجنوب ممر لتلاقح الثقافات العربية والإسلامية والأفريقية، الذي شكل الهوية الليبية العربية الإسلامية. لكونه أول ما افتتح المسلمون من أرض أفريقية جنوب الساحل.

وخلال القرنين 13 و14م، كانت جزءاً من إمبراطورية كانم، وفي 1550 نشأت فيها دولة أولاد امحمد، واستمرت حتى 1813، الجنوب لا يرضى الضيم، فالجرمنت قاوموا الإغريق، وأول من ثار ضد الرومان خلال القرن الميلادي الأول، التي أخمدها بالبوس كورنيليوس، وأولاد امحمد قاوموا الأتراك، وفي العصر الحديث استعصى الجنوب على الإيطاليين، وفي 2011 كان الجنوب آخر حصن يسقط في مواجهة الناتو.

الجنوب غني بثروات الغاز والنفط والماء العذب والتمور، والذهب واليورانيوم والحديد والطينات والسيليكا والجرانيت وأحجار الزينة، والأحجار الكريمة، أو ما تعرف بالفيروز الأخضر، وساعات شمس طويلة.

الجنوب غني بالمعالم السياحية مثل الرسومات الملونة المذهلة على الصخور البركانية قبل 12000 سنة، وما زالت كهوفه سجلا تاريخيا ـ ثقافيا في اكاكوس وكهف الجنون ووادي الكواكب والغابات الحجرية، وبه أهرامات "الحطية" والموميات بعمر 7000 سنة سبق تحنيطها الفراعنة بنحو 3000 عام، وبحيرة الدم وبحيرة «قبرعون» بحرارة مياهها وخمسة أضعاف ملوحة البحر، مما يجعلها مصدر شفاء لكثير من الأمراض.

يعاني الجنوب من مشاكل متعددة، معظمها ليس من صنعه. فقد تسببت خمس حروب بمقتل المئات، وانتهت دون رابح واضح، لأنه أحيانا تجد ولاءات متعددة في نفس القبيلة.

تنامى الاستياء بسبب الهجوم عام 2017 على قاعدة براك من قبل سرايا الدفاع عن بنغازي والقوة الثالثة الموالية لمصراتة، التي كان هدفها الضغط على رئيس تشاد، وزرع بذور الانقسام بين أهل الجنوب.

كما يعاني الجنوب من تهريب البشر والوقود والذهب والأسلحة والمخدرات، أهمها يمر عبر ممر سلفادور، الذي يربط النيجر والجزائر، ويعاني من تردي الخدمات.

الجنوب محل أطماع دولية، فإيطاليا تنظر إليه كحد لأوروبا في مواجهة المهاجرين من أفريقيا، وفرنسا تطمع باليورانيوم، وأمريكا تريده قاعدة لطرد الروس من أفريقيا، كما أنها تبحث عن بدائل لمصدر للعناصر النادرة؛ تحررها من تبعية الصين التي تستورد منها 80 % من حاجاتها، وهي 17 عنصرا تدخل في تصنيع الرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات)، المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية، مثل الألواح الشمسية والهواتف الذكية والحواسيب والسيارات والصواريخ والأسلحة النووية والأقمار الاصطناعية. أمريكا تسعى لحرمان بكين من الوصول إلى مخزون العناصر النادرة في ليبيا.

بعد 2011 تم تخريب المشاريع الزراعية مثل مشروع مكنوسة، والكفرة والسرير والاريل والدبوات والغريفه وسبها وغدوة وبرجوج والويغ وتهاله وغيرها.

وتم نهب وتهريب مصانع اللدائن والغازات الطبية والمواد الغذائية والدقيق والتمور والأعلاف وصوامع الغلال ومواد البناء والصناعات التقليدية والملابس والأحذية وغيرها.

هذا الوضع يفرض على القوة الوطنية أن تتبنى خطة شاملة لإنقاذ الجنوب أهم عناصرها ما يلي:

استتباب الأمن الذي بدونه لن يتحقق الاستقرار، فالاستقرار يعزز الاقتصاد، الذي يرسخ الأمن، إنها حلقة ثلاثية مترابطة.

تقليص شعور الجنوب بالعزلة، لأنه منطقة مجهولة المعالم بالنسبة لمعظم الذين يعيشون خارجها، حيث تركز الاهتمام على الصراعات في شمال البلاد ودون فهم عميق للجنوب.

مستقبل النفط بدأ ينتقل من الشمال إلى الجنوب، فعلى شركات النفط تنفيذ مشاريع تنموية بالجنوب، وأن تزيد من توظيف سكانه، وتقلص أسلوب الورديات على رحلات جوية من الشمال.

إحياء المشاريع الزراعية المتعثرة وإعادة تأهيل المصانع المتوقفة، وتسهيل تجارة العبور، وتنمية السياحة الصحراوية لما يمتلكه الجنوب من كنوز طبيعية.

مواجهة مخطط العدو للزج بالشباب في أتون حرب عالمية بين روسيا وامريكا، وغل يد الأجنبي عن التدخل السلبي في الجنوب، مما يحقق المصالحة.

مواجهة مخطط العدو لإفراغ الجنوب بالتضييق على الناس في أمنهم وقوتهم، وتوطين المهاجرين الأفارقة؛ وصولاً لزرع كيان زنجي رأسه في سرت يفصل شرق الوطن العربي عن مغربه.

مواجهة مثيري النعرات الانفصالية، لأن العروبة ليست عرقا، بل لغة وثقافة وهدفا مشتركا، الجنوب كان في السابق وسيظل عاملا موحدا لليبيا، وستظل هويته ليبية عربية إسلامية.

من هم “أغوات” الحرمين الشريفين ؟


لماذا يتم اخصاء الاغوات ؟

فقدَ المسجد النبوي الشريف، العام الماضي أحد أقدم خادميه؛ فقد توفي الشيخ حبيب محمد العفري، شيخ أغوات المسجد، بعد صراع مع المرض، وأُقيمت صلاة الجنازة عليه بالمسجد النبوي، وتم دفنه بمقبرة بقيع الغرقد.

وأعلنت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي بالسعودية، وفاة العفري عبر “تويتر”، مغردةً: “انتقل إلى رحمة الله تعالى الأغا حبيب محمد العفري، أحد أقدم أغوات المسجد النبوي الشريف؛ الذين اختصهم الله بخدمة مسجد رسول الله في فترة من الزمن”.

مَن هم الأغوات؟ ….والأغوات هم مجموعة من الرجال يقومون بخدمة المسجدَين شرط أن يكونوا مخصيين وحافظين للقرآن

مع تقدُّم الوقت يتقلص عدد أغوات الحرمين الشريفين بشكل ملحوظ؛ فبعد وفاة العفري لم يتبقَّ سوى ثلاثة منهم في المسجد النبوي الشريف، وواحد في المسجد الحرام. والأغوات هم مجموعة من الرجال يقومون بخدمة المسجدَين شرط أن يكونوا مخصيين وحافظين للقرآن، وغالباً ما كان الأغوات أفارقة؛ إذ انتشر الإخصاء في إفريقيا بفعل الاستعمار أو نتيجة معتقدات البلاد التي قدموا منها… إلخ.

وكان يتم اختيار الأغوات من الخصيان على اعتبار أنهم زاهدون ومتجردون من متع الدنيا، وعليه سيكونون أكثر تفرغاً وإخلاصاً (نظراً لوجود النساء) من غيرهم لخدمة الأماكن المقدسة، وربما يفسِّر شرط أن يكونوا مخصيين تقلص عددهم؛ إذ إن تلك الممارسة تراجعت بفعل الزمن. ومن الشروط الأخرى التي يجب توفرها في الأغا؛ أن يتمتع بالقوة الجسمانية، ويقبل بتطبيق النظام عليه ويؤدي واجباته ويطيع الأوامر، وأن ينام في الحرم سبع سنوات ليل نهار.



وتنقسم بداية اعتماد الأغوات إلى شقَّين؛ فكانت بداية اعتمادهم لخدمة المسجد الحرام من قِبل معاوية بن أبي سفيان، الذي جلب عبيداً لخدمة الكعبة، بينما استبدل بهم ابنه يزيد بن معاوية، الخصيان لاحقاً، علماً بأن هناك رواية تشير إلى أن أول مَن جلب الخصيان لخدمة الحرم كان السلطان نور الدين زنكي، عام 1162م، بناءً على حلم متكرر رآه! أما بداية استخدام الأغوات لخدمة المسجد النبوي الشريف؛ فكانت لأول مرة في عهد الخليفة الناصر صلاح الدين الأيوبي.

وللفظ “أغا” الأعجمي معانٍ مختلفة في عدة لغات؛ ففي اللغة الكردية غالباً ما يشير إلى الشيخ والوجيه والثري، وفي التركية يعني السيد أو التاجر الثري، وفي الفارسية يُطلق مسمى “أغا” على رئيس الأسرة؛ لكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة يشير اللفظ إلى خادمي المسجد النبوي والمسجد الحرام من المخصيين تحديداً.مهام وحياة خاصة

يؤدي الأغوات مهامهم التي تصل إلى نحو أربعين مهمة، ضمن سُلَّم وظيفي على رأسه شيخ الأغوات، وتتلخص المهام الموكلة إليهم بتنظيف الحجرة النبوية شرق المسجد النبوي بماء الورد وتعطيرها بالمسك والعنبر، وفتحها لضيوف الدولة.

بينما يقوم الأغوات؛ سواء في المسجد النبوي أو في المسجد الحرام بالفصل بين الرجال والنساء، ومنع النساء من الطواف بعد الأذان، والكنس وتنظيف وإنارة القناديل، وتقديم ماء الزمزم للملك ورؤساء الدول الإسلامية والوفود الرسمية، علماً بأنه نظراً لتقدمهم في السن وتراجع حالتهم الصحية لم يعد الأغوات يقوون على ممارسة مهامهم.

مفاتيح الحجرة النبوية- عادل القريشي

وإلى جانب حياتهم المكرسة لخدمة الحرمين الشريفين، للأغوات حياة خاصة؛ فعلى الرغم من كونهم مخصيين وبالتالي فاقدين لقدرتهم ورغبتهم الجنسية، فإنهم كانوا يشترون الجواري في الماضي، وبعد إلغاء الإماءة لجؤوا إلى الزواج؛ بغرض تلقي الرعاية عند الحاجة أو المرض، من الجارية سابقاً أو الزوجة في ما بعد.

ومع أن رواتبهم متوسطة، إلا أن الأغوات أثرياء وذلك بفضل المكافآت والهبات والتجارة، كما أن للأغوات العديد من الأوقاف في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدن أخرى في المملكة؛ لكن لا يمكنهم توريثها ولا يحق لهم وهبها لأحد، إذ تموت حصتهم مع موتهم.

الأغوات في العهد الحديث للمملكة

ولطالما قدَّرت المملكة السعودية جهود الأغوات في خدمة الحرمين الشريفين، ويتضح ذلك من خلال القرارات الملكية الصادرة بخصوصهم؛ فوفقاً للمادة (42) التي صدرت بعهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، “إن رئيس الأغوات وجماعته أمة مستقلة في نظامهم الداخلي، وأن هذا الاستقلال الإداري ممنوح لهم بتقرير الملك عبدالعزيز، المعطى لهم والمنصوص عليه في المادة (40)”.

ولم يختلف موقف الملك سعود من الأغوات عن والده؛ فقد أكده في تقرير ملكي صادر عام 1954م، جاء فيه “إننا نقر أغوات الحرم المكي أن يبقوا على الترتيب والعادة التي يسيرون عليها في أمورهم الخاصة وألا يتعرض لهم في هذه الأمور أو يتدخل في هذه الشؤون أحد”.

كما صدر قرار من مجلس الوزراء السعودي رقم 925 عام 1971م، ومفاده: “يبقى الأغوات على عاداتهم وتقاليدهم وما هم عليه”.

مظلمة أقلية التبو في تقرير بعثة تقصي الحقائق لدى ليبيا؟


===================================

بعد الاطلاع على تقرير البعثة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا والتي تجاوز عدد صفحاتها 20 صفحة , والذى صدر فى 31-مارس -2023 والذي شمل الأوضاع الأمنية والحقوقية في ليبيا , حيث خلصت فيه البعثة إلى الاعتقاد بوجود أسباب معقولة بأن هناك جرائم ضد الإنسانية قد ارتُكبت بحق الليبيين والمهاجرين في إطار حرمانهم من الحرية في جميع أنحاء ليبيا. بعد الاطلاع على فحوى التقرير يجب ان يتم قرائته بدقة و بعقل متفتح آخذين فى الاعتبار كل الاحداث التى مرت بها ليبيا منذ سنة 2011م وذلك على النحو التالي:

1- يجب الوقوف على المصطلحات التي استعملت في هذا التقرير , والتى تشمل في كثير من الأحيان عبارات فضفاضة قابلة للتأويل والتفسير فى عدة اتجاهات؟

2-بعثة تقصي الحقائق لذى ليبيا هى بعثة كُلِّفَت عملاً بقرار مجلس حقوق الإنسان رقم 50/L.23. وقد أُنشئت البعثة لتُوثِّق، بطريقة مستقلة ومحايدة، الانتهاكات والتجاوزات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي ترتكبها جميع الأطراف المتنفدة في ليبيا منذ بداية العام 2016…وهي بذلك لا تختلف عن بقية لجان الامم المتحدة والخاضعة للتجاذبات السياسية بين اعضاء المنظمة الدولية ؟

3-يجب أن لا تغيب عن أذهاننا بأن.... "الحقيقة" مهما كانت مرغوبة إلا أنها تظل نسبية وطريقة البحث عنها خاضعة فى كثير من الأحيان لمقاييس وأدوات بشرية وسياسات مكانية وزمانية؟

4-كما لا يجب أن يغيب عن أذهاننا , بأن الاقليات العرقية فى جميع انحاء العالم, وعند تعرضها للظلم والإقصاء,من قبل الحكومات والأطراف ذات النفوذ ,يتم استغلال هذه المظلمة من أطراف خارجية لخدمة أجندات؟ ,والبعثات التي تأتي باسم الأمم المتحدة للتحقيق أو جمع الاستذلال , لا تخلو تقاريرها من أغراض سياسية.

5- يعتبر هذا التقرير الرابع من نوعه للبعثة , علما بأنه كانت هناك 3 تقارير منذ سنة 2016م ,وهى تقارير ترسل الى مفوضية حقوق الانسان , وبقية دوائر الأمم المتحدة ذات الشأن, ولا يجب أن يؤمل عليها كثيرا في اتخاذ قرار,ولكن قد تكون لها فائدة معنوية لمن طاله الظلم؟

على ضوء هذه النقاط التي ذكرت أعلاه,يجب قراءة التقرير وما يهمنا نحن كأقلية عرقية , هو ما ذكر بشأن التبو من معلومات ؟…حيث ركز التقرير على أحداث مرزق سنة 2019 م,وما تعرض له التبو من قتل وتنكيل وتهجير من قبل جيش قوات الكرامة و المدعومة بالمليشيات المسلحة من…" البعض…" من قبيلتي أولاد سليمان , وقبيلة الزوية كما جاء بالتقرير ,لقد نسى التقرير فى اجزائه أو تناسى المليشيات الأجنبية الداعمة لها؟..التقرير فى مجمله جاء بأسلوب توصيفي للأحداث التى وقعت فى مرزق, بمعنى أسلوب سردي كما جاء على لسان الشهود, وهذا الأسلوب هو أسلوب إنشائي لا يخدم قضية المظلمة التي تعرض لها التبو بشكل ممنهج من قبل الأجهزة التنفيذية بالدولة التي دعمت الميليشيات , الا ان التقرير اوضح بشكل واضح مسؤولية قوات الكرامة على ما ارتكب من جرائم انسانية فى مرزق بحق التبو … نقتبس من التقرير " أثبتت الأدلة التي حصلت عليها البعثة وجود أسباب معقولة للاعتقاد بأن القوات المسلحة العربية الليبية والجماعات التابعة لها قتلت بعض الأفراد من جماعة التبو في شباط/فبراير 2019 وبأن القتال أدى إلى حالات من التشرّد. غير أن البعثة لم تتمكن من التحقق من العدد الدقيق للضحايا وظروف مقتلهم." ونقتبس من مكان آخر…. "وجدت البعثة أيضاً أن المنازل والممتلكات العائدة لجماعة التبو، وتشمل مئات السيارات، قد دُمرت ونُهِبت في غضون الأيام الأولى لدخول القوات المسلحة العربية الليبية والجماعات التابعة لها إلى مرزق. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت البعثة اختفاء ما لا يقل عن عشرة أفراد من جماعة التبو في شهر شباط/فبراير أو حواليه؟

تجاهل التقرير مجزرة مرزق التي راح ضحيتها ما يقارب 40 من أبناء التبو من قبل طيران قوات الكرامة , رغم وضوح الأدلة ووجود الشهود,

كما قلنا منذ البداية أن تقارير البعثات الاممية والدولية تكتب بالعادة بأسلوب وصفي انشائي, وتتضمن عبارات حمالة أوجه يمكن تأويلها في أي اتجاه, وتمرر في التقرير أفكار قد لا تمت للمجتمع بصلة ومثال ذلك ما جاء فى توصيات هذا التقرير مقتبس …" حماية وتعزيز حقوق المرأة والأقليات والأشخاص من مختلف الميول الجنسية والهويات الجنسانية ونشطاء المجتمع المدني والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وتشجيع مشاركتهم في الحياة السياسية والعامة"..عبارة الميول الجنسية والهوايات الجنسائية …لماذا تضمين هذه العبارة ضمن هذه الفقرة من التقرير وما الغاية منه؟تم لم يذكر التقرير أي حادثة بشأن ( الميول الجنسية )؟

لقد اطلعت على بعض الردود على هذا التقرير فى وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة من بعض الأشخاص دفاعا عن قبائلهم التي ذكرها التقرير , وخلصت الى حقيقة مفادها ان هؤلاء يتخوفون من جر ابنائهم الى الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ,ويتهمون التبو بذلك وهم ربما لم يدركوا حجم المصاب الذي وقع على ابناء التبو من قتل , وتنكيل وتهجير , وإخفاء قسري حيث لازال 10 من أبناء التبو لا يعرف لهم أثر مند احداث مرزق.

عندما يأتي جيش جرار من عرق واحد بعدته وعتاده وطيرانه , مدعوم من قبل مليشيات قبلية واجنبية من عرق واحد ضد أقلية عرقية ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها , تقتل وتنكل وتهجر وتسرق لم تراعي فيهم الا ولا ذمة ؟...هذا انتهاك صارخ لحقوق الانسان, التى بنيت عليه الامم مبادئ الامم المتحدة؟

الخلاصة:

لابد للعدالة ان تأخد مجراها , والاولوية للعدالة المحلية قبل العدالة الدولية و قبل ان نتكلم عن المصالحة الوطنية ,وعلى كل من تورط فى هذه الجرائم الانسانية يجب ان ينال العقاب العاجل ,اقلية التبو لا تعادي احدا لمجرد انتمائه القبلي, وتكن كل احترام وتقدير للقبائل التى ذكرها التقرير, ولكن الاشخاص الشاذين الذى استغلوا اسماء قبائلهم للقيام بجرائم لابد من جلبهم لساحة العدالة.

تباوي- ودبلوماسي سابق

تقاليد تقاوم الاندثار.. أبرز العادات الرمضانية لأمازيغ المغرب الكبير 



من "سيوة" المصرية إلى "تمنراست" الجزائرية ثم "سوس" المغربية، يحتفل أمازيغ المنطقة المغاربية بحلول شهر رمضان وفق تقاليد وعادات قديمة تتوارثها الأجيال. 

ورغم الاختلافات الثقافية التي عمّقها البعد الجغرافي - حتى داخل البلد الوحد - إلا أن هناك عناصر تشابه بين أكلات وتقاليد وطقوس أمازيغ المغرب الكبير.

وفي ما يلي بعض عناصر التشابه والاختلاف:

"الوزيعة" بـ"سوس" و"القبائل"

يحتفل بعض أمازيغ منطقة سوس بجنوب المغرب في أولى أيام رمضان بموروث ثقافي قديم، يجسد قيّم التكافل داخل دائرة المجتمع القصير للقرية.

ويُسمى هذا التقليد "الوزيعة"، إذ تقوم القبيلة بجمع مبلغ من المال لشراء عجل أو بقرة سمينة ونحرها بقصد توزيع اللحوم على جميع الأسر.

الوزيعة في الجزائر

وبينما ينتظر البعض الأيام الأولى لشهر رمضان من أجل جمع المال ومشاركة الوزيعة، تبدأ هذه العملية مبكراً في مناطق أمازيغية أخرى بالجزائر، مثل تيزي وزو، وبجاية، و سطيف، وبرج بوعريريج.

وتسمى هذه العادة التكافلية في منطقة "القبايل" بـ "تيمشراط".

وما يميز الوزيعة كمظهر للتآلف والتكافل القبلي هو توزيع اللحوم بطريقة غير متساوية، إذ يحصل الفقراء على نصيب أكبر من أعيان وكبار القبيلة. 

أطفال "سيوة" و"تمنراست"

يُعد الأمازيغ في واحة "سيوة" من أبرز الأقليات في مصر.

وما يزال نحو 15 ألف شخص يعيشون في الواحة، أي تقريبا نصف السكان، ويتحدثون "السيوي"، كما أنهم يتمسكون بتقاليد رمضانية ضاربة في القدم. 

ففي هذه المنطقة المعروفة بتديّنها، تحتفي العائلات بصيام الأطفال لأول مرة على طريقة خاصة، إذ يتحول الصغار إلى أبطال داخل القرية يتسارع الجيران إلى استقبالهم بحفاوة على وجبة الفطور احتفاء ببلوغهم سن الصوم. 

حرفيون أمازيغ في واحة سيوة الصحراوية الغربية في مصر

وفي أقصى الجنوب الجزائري، وتحديدا بـ"تمنراست" و"إليزي"، تحرص العائلات الأمازيغية الطارقية على استغلال فرصة رمضان من أجل تنظيم عملية ختان جماعي للأطفال الذكور.

 وتشترك العائلات في تنظيم احتفالية بهذه المناسبة من خلال ختان العائلة الواحدة أطفالها جماعيا والاحتفاء بهم.

تنوعات مطبخية

حتى داخل البلد الواحد، توجد تنوعات مطبخية وثقافية مختلفة في البيوت الأمازيغية.

ويعتقد بعض الأمازيغ أن أكلات محددة تمنح مقاومة شديدة للجوع لدى الصائم بفعل العناصر الغدائية التي تتمتع بها. 

وعلى سبيل المثال، فإن أمازيغ غرب ليبيا، خاصة مدينة زوارة، يشتهرون بالإقبال على أكلة "الظمنت"، وهي مكونة من القمح والعدس والحمص وقشور البرتقال، وزيت الزيتون. 

وفي المغرب والجزائر وتونس أيضا، تظل الشربة الوجبة الرئيسة التي لا يكاد يخلو منها بيت أمازيغي طيلة شهر الصيام. 

وتختلف طرق إعداد الشربة بين العائلات الأمازيغية حسب كل منطقة. ففي تونس، يتم إعدادها من محاصيل الشعير، أما في منطقة "الريف" شمال المغرب فيتم إعداد حساء "إوزان" أو "العصيدة" بالقمح أو الذرة.   

واعتادت بعض القبائل بمنطقة "سوس" على إعداد "أزكيف نتومزين"، وهو حساء من الشعير، يتم تناوله إما في وجبة الإفطار أو السحور.

وعلاوة على ذلك، تظل أطباق أخرى لازمة للأمازيغ مثل "الكسكس"، وأنواع مختلفة من الرغيف المحشو، بالإضافة إلى الطاجين الفخاري بلحم الدجاج "البلدي" الأصيل في ليلة الـ27 من رمضان.

طلاء البيوت وتبادل الزيارات 

يقوم أمازيغ "الشاوية" بالشرق الجزائري في جبال الأوراس بطلاء البيوت خلال الأيام الأولى من رمضان أو قبل ذلك، كما يعملون أيضا على تجديد الروتين بتغيير بعض الأشياء المألوفة لإضفاء طابع خاص على المناسبة.

وعلى سبيل المثال، تقوم السيدات بتجديد أواني الطهي وتزيين البيت استعداد لاستقبال العائلة والضيوف.

يحتفظ الأمازيغ في بعض المناطق الليبية بتنظيم أول إفطار في بيت الجد

ففي كثير من المناطق في الجزائر وليبيا، يحرص الأمازيغ على عادة تبادل الزيارات والمآدب بين الأصدقاء والعائلة.

وفي جنوب غرب الجزائر، تسمى هذه العادة "تانشتا"، إذ تتناوب العائلات على استقبال الضيوف بعد صلاة التراويح والسهر أحيانا إلى حدود الرابعة صباحا لتناول وجبة السحور.  

وفي الجبل الغربي في ليبيا، تحرص العائلات على زيارة بيت الجد في أول إفطار رمضاني من أجل مشاركة المناسبة مع جميع أفراد العائلة حيث يجتمع الكبير والصغير في لمّة عائلية واحدة.

 

المصدر: أصوات مغاربية