محللون: دعوة حفتر الليبيين لتقرير مصيرهم تعكس استياء الجيش من تعثر الحل

أثارت دعوة القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الشعب الليبي إلى استلام زمام المبادرة وتقرير مصيره، تساؤلات عن أسبابها وسياقها الذي يتزامن مع المسار السياسي والدستوري الحالي، وما إذا كانت نابعة من يأس من هذا المسار.

وكان حفتر قال في كلمة أمس الأحد، في منطقة الأبرق بالجبل الأخضر، إن ”الواقع يزداد سوءا والحياة تزداد قسوة، وصبر المواطن بدأ ينفد وأمله يتضاءل، واجبنا اليوم بعد أن طال أمد المعاناة، هو حثّ الشعب على ممارسة حقه الطبيعي في تقرير مصيره بالوسائل السلمية، وفق الآليات التي يراها تحقق أهدافه“.

ولفت إلى ”تزايد الأخطار التي تحيط بالوطن ووحدته، حيث لم يعد هناك من سبيل لتغيير هذا الواقع البائس والمرير إلا أن يمتلك الشعب زمام المبادرة السلمية بنفسه، ويرسم خارطة طريق الخلاص، دون نيابة أو وصاية من أحد“.

وعلق رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا محمد المصباحي على هذه التصريحات، بالقول إن ”الجيش الليبي مستاء من المسار الحالي شأنه شأن الليبيين، وعقيدة الجيش دائما هي الانحياز للشعب الليبي وليس لحزب معين أو ثقافة معينة“.

وأضاف المصباحي لـ“إرم نيوز“ أن ”هناك يأسا حقيقيا من الحوارات القائمة الآن، إذ نقترب من 22 يونيو/ حزيران موعد انتهاء مخرجات برلين وجنيف التي تضع المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية على المحك، وتجعل الوطنيين الأحرار مطالبين أن يلتفوا ويقفوا وقفة رجل واحد من أجل أن نقول قف لهذا العبث ببلادنا“.

ونوه إلى أن ”الأمم المتحدة فشلت أو هي تناست أصلا موضوع إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، وتحولت بعثتها إلى إدارة الملف الليبي وليس المساعدة على إدارته، في حين تمثل تصريحات حفتر انحيازا واضحا للشعب الليبي وتؤكد أيضا اليأس الموجود حول المخرجات“.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل أن ”الجميع يئس من النفاق الدولي والسياسات الأمريكية والبريطانية، وممارستهم للهيمنة المفضوحة على ليبيا والبرلمان لن يسمح أبدا بأن تكون هناك قاعدة دستورية فيها إقصاء لطرف آخر“.

وقال عقيل لـ“إرم نيوز“ إن ”الإخوان يريدون قاعدة دستورية تقصي وتطبق العزل السياسي، والسفير الأمريكي يسير على هذا النهج نفسه.. يريدون وضع مواصفات لمكونات وتيارات معينة“.

ولفت إلى أن ”حفتر يتمتع بشخصية قوية ويمثل جيلا قوميا عربيا يريد سيادة ليبيا بالمقدمة، وهذا آخر ما تتمناه أمريكا والغرب“، وفق تعبيره.

لكن الباحث السياسي محمد محفوظ انتقد تصريحات قائد الجيش الوطني الليبي، معتبرا أن ”حفتر، كما كل السياسيين الليبيين، يتحمل جانبا من المسؤولية في الوضع الذي تعيشه ليبيا اليوم“.

وقال محفوظ لـ“إرم نيوز“ إن ”هذه التصريحات محاولة لرأب الصدع وكسب ود الرأي العام محليا ودوليا، لكن كل الموجودين في المشهد الحالي، بمن في ذلك حفتر والبرلمان والحكومتان ومجلس الدولة، هم جزء من مشاكل ليبيا الحالية“.

ورأى أن ”كل التصريحات التي تخرج من هؤلاء هي محاولة يائسة لكسب ود الرأي العام فقط“.