برلمان الشباب ...هل هو مقابل برلمان الشياب..؟ ما الحكمة وما هو الهدف؟

بعد اجتياح العراق واسقاط النظام وتنصيب حكومة وصاية برأسة بريمر، دخلت العراق فى فوضى عارمة ، وظهر للمحتل الاجنبي ما كان غائبا عنه ولم ينقله له جواسيسه، وهى المقاومة العراقية المسلحة والثقافية، وانحاز فئة الشباب الذين يمثلون غالبية الشعب العراقي الى وطنهم ضد المحتل وضد عملاء المحتل الذين اتو على ظهور الدبابات، فكر المحتل ودبر مع المؤسسات التى تسوق لكذبة الديمقراطية وحقوق الإنسان وعلى رأسها الامم المتحدة ، واخترعت لهم سنة 2008 م ما يسمى " برلمان الشباب العراقى " وهى مؤسسة لا محتوى لها ولا مضمون اذا استثنينا الشعارات البراقة والجذابه للمغفلين من فئة الشباب؟

برلمان الشباب العراقى هو اختراع واكذوبه ، كان يهدف من ورائه اللهاء الشباب عن قضايا وطنه المحتل ، فلم يكن جسما تشريعا يصدر القوانين ، ولم يكن جسما تنفيديا يطبق القوانين...كان ملهاه يستعرض فيها الشباب المغيب عن قضايا وطنه عضلاتهم الثقافية والفكرية المشوهة بفعل الثقافة المستوردة باسم الديمقراطية؟

ما حصل فى العراق يحصل فى ليبيا نفس الفلم ونفس المخرج ونفس السيناريو مع اختلاف الجغرافيا والتاريخ ؟

ترشيحات ، مناظرات ، و شعارات لا تسمن ولاتغنى من الجوع ، الشعب الليبي البالغ تعداده 6 مليون او يزيد ، نسبة الشباب فيه لا يقل عن 60 % ، هؤلاء الشباب هم القوى الفاعلة والواعدة لمستقبل ليبيا ، المطلوب تغييب هؤلاء الشباب عن قضاياهم المصيرية ، عن التعليم الجيد والصحة المستدامة والتنمية المستدامة،ومصادر ثروته الدائمة والمؤقتة، وتغييبهم عن معرفة مصير استثمارات بلادهم المنتشرة حول العالم ، والمقدرة بالمليارات؟

احدى عشرة سنة والشباب الليبي يتسأل : نحن بلد نفطي اين تذهب ايرادات نفطنا وغازنا لماذا لا نعيش فى رفاهية كبقية البلدان النفطية ؟

هذا سؤال خطير اذا تمت معرفة اجابته؟ لذى لا بد من اللهاء هؤلاء الشباب عن هول الإجابة؟

لان فى معرفة الاجابة يكمن الوعي ...الوعي بحال بلد غني يملك ثروات هائلة ولكنه تحت الوصايا الاجنبية والفصل السابع من فصول الامم المتحدة بدون أى مبرر؟

المطلوب من الشباب الانشغال بقضايا المنافسة الحوارية، والظهور فى الاعلام امام بوستات براقة، والحديث بلغة ومصطلحات مستوردة وجديدة ، واللقاءات الهليودية فى فن صناعة النجوم؟

من يريد ان يقراء المشهد الليبي ويتنباء بمستقبله، عليه ان يراجع المشهد العراقى ويستقي العبر ؟

تباوي - ودبلوماسي سابق