يعترفون بأخطائهم بعد فوات الاوان....

تقرير أمريكي: القذافي لم يهاجم شعبه أو يقوم بأي نوع من الإبادة الجماعية و95% من شعبه متعلمون

نشر موقع وورلد نيت ديلي الأمريكي تقريرا للصحفية هاني نابنتو هيرلين، سلط الضوء على تجاهل الغرب لجرائم الحرب التي تحدث في ليبيا كما أشار إلى دور حلف الشمال الأطلسي –الناتو- في إسقاط الدولة الليبية والزعيم الراحل  معمر القذافي.

وقالت نابتو إن الجميع يعلم أن الهجوم الذي قاده الناتو على ليبيا في عام 2011 قد أنتج دولة فاشلة ونهب المليارات من أموال الدولة وملايين المشردين، وأزمة لاجئين تهدد بزعزعة استقرار أوروبا بالإضافة إلى ليبيا تحت حكم متطرفين. وكذبك أدى هذا التدخل العسكري إلى ظهور عنصرية من جانب بعض المتطرفين الإسلاميين ضد الليبيين السود مثل قبيلة الطوارق الذين واجهوا منذ عام 2011 صراعات غير محتملة وعمليات قتل عنيفة.

وأضافت نابتو أنه تحت قيادة زعماء الميليشيات مثل عبد الحكيم بلحاج صديق أسامة بن لادن في أفغانستان والذي وصفه جون ماكين “بالبطل” أصبح لدى ليبيا الآن نظام مرعب.

تشهد ليبيا المدعومة من الغرب حاليا حوادث إرهاب وخطف عشوائي واغتصاب وأشكال تعذيب غير مسبوقة – وكلها مرئية ومنشورة على فيسبوك ويوتيوب – هذا بالأضافة لقضاء المدنيين سنوات في السجن بدون محاكمة. والليبيون يتوسلون إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش للرد على تلك الجرائم لكن دون جدوى، فالغرب يصم أذانه عن سماع صرخات الإستغاثة القادمة من طرابلس.

وتطلق الأمم المتحدة مناشدات إنسانية تدعو فيها الغرب إلى أن يتحمل المسؤولية عن الدمار الذي حدث في عام 2011. وتعبر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا باستمرار عن “إدانتها القوية للعنف والترهيب وعرقلة عمل المؤسسات السيادية الليبية”. وتحدثت الأمينة العام لوكالة الأمم المتحدة للتعاون الدولي آيه السيف عن العنصرية ضد الليبيين السود -الطوارق-. ولقد سمعنا جميعًا عن العبودية وجرائم الحرب تحدث علانية في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات تابعة للمجلس الرئاسي المعترف به دولياً في طرابلس. وقال تقرير الأمم المتحدة إن الجماعات المسلحة مذنبة بمجموعة واسعة من الإساءات. ومنذ فترة طويلة عرفت الانتهاكات واسعة والمجلس الأعلى للقبائل الليبية يشير إلى أن العديد من الأطفال قد تركوا في هذه السجون منذ عام 2011 وحتى اليوم.

وقالت نابتو إننا الآن نتخلف كثيرا عن تقرير مجلس العموم البريطاني في عام 2016 الذي وثق أكاذيب وسائل الإعلام عندما اندلعت الحرب في فبراير 2011. فلم يكن معمر القذافي “يهاجم شعبه” أو يقوم بأي نوع من “الإبادة الجماعية”. ففي الواقع ليبيا هي أغنى بلد في أفريقيا وهي دولة اشتراكية متوسطة الدخل 95 % من سكانها كانوا يعرفون القراءة والكتابة في عهد القذافي والتعليم المجاني للرجال والنساء على حد سواء. و مع صندوق استثمار ليبي ضخم ينتظر نهبه أظهرت وثائق ويكيليكيس الخاصة بالبريد الإليكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية في هذا الوقت هيلاري كلينتون وغيرها من الوثائق أن الاعتداء على ليبيا لم يكن بسبب الرغبة في حماية المدنيين، بل بالعكس كان بحثًا عن الثروة الليبية ووقف خطة عموم إفريقيا لتخطي الدولار مقابل الدينار الذهبي.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية –بي بي سي- في عام 2016 “إن أعمال القتل والتعذيب ترتكبها جميع الأطراف في ليبيا، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة”، وأضافة “تقوم الجماعات المسلحة بانتهاك حقوق الإنسان انتهاكات ومن بين الضحايا محتجزين وصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان”، ومنذ ذلك الحين لم يتم إجراء أي تحسينات.

ويتجاهل قادة الميليشيات بانتظام قرارات المحاكم الليبية ويتلاعبون بنتائج الدعاوى القضائية من أجل الاستفادة من الفوضى. وقد شوهد هذا مؤخراً في عين زارة وهو سجن في طرابلس حيث ينتظر 45 شابا عقوبة الإعدام الآن. ووفقاً لمصادر يتردد أن المدعو عبد الغني كيكلي هو المسؤول عن دفع المحاكم إلى أصدار عقوبة الإعدام في حق هؤلاء الرجال.

وقال الاتحاد الأوروبي إن حكم الإعدام الصادر عن الدائرة الجنائية لمحكمة الاستئناف في طرابلس “كان مثيرا للقلق”. وهناك الآن مناشدات أمام محاكم المحكمة الجنائية الدولية لتوجيه اتهام إلى حاتم التاجوري وزعيم الميليشيا المعني بالرجال الـ 45 المدانين. والهدف هو وقف حكم الميليشيات الإرهابية في ليبيا.

وتشير التقارير إلى وجود ما لا يقل عن 30 ألف سجين في ليبيا معظمهم من المؤيدين للزعيم الراحل معمر القذافي وهم مسجونون بدون حكم قضائي، والكثير منهم في السجن منذ عام 2011. ومن بين المسجونين نساء يبلغن الثمانين من العمر وأطفال لا تزيد أعمارهم عن 12 سنة.

upload.jpg