كنا نعتقد أن مأساة العالم العربي وتخلفه السياسي والإقتصادي والإجتماعي؛ يكمن في أنظمة حكمه البيروقراطية الفاسدة، ولكن سرعان ما انكشف لنا بعد الربيع العربي بل الخريف العربي والذي بفضله سقطت أوراق التوت عن هذه الشعوب لتبدو ما كانت تخفيه من همج ووحشية.
كنا مخطئون عندما غالطنا من كان يقول أن هذه الشعوب غير مؤهلة لا ثقافيا ولا أخلاقيا بأن تقود ثورة، هم محقون عندما ارتأوا ضرورة قيام ثورة فكرية داخلية يغير عقلية العربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا أيضا. وكما نعلم جميعا أنه ما من ثورة شعبية تحدث إلا ويعقبها الفوضى والإضطراب بدرجات متفاوتة بحسب وعي الشعب ومنظومته الأخلاقية. لا للظلم، لا للتميز، لا للمناطقية، لا للإستبداد، هتافات وشعارات رفعها اليمنيون في ثورتهم المباركة ويحملون على الحوثيين أنهم عنصريون يسعون إلى تفرقة الشعب اليمني الواحد، بينما لا يبالون أن يقصى ويهمش مكون من مكونات هذا الشعب لأنهم بلا أصل ولأنهم يختلفون عنهم في السلم الإجتماعي.
الأخدام أو المهمشين أو الأفرويمنيون مواطنون يمنيون ليس لهم ذنب سوى أنهم سود رمى بهم القدر إلى حيث هناك، يعاملون بدونية وتميز عنصري شديد ويتم توظيفهم من قبل الحكومات فضلا عن الشعب في مهن دونية ولا يسمح لهم بالتعليم الجيد... يعيشون أوضاعنا
مأساوية وعزلة عن باقي المجتمع اليمني، مظاهر التمييز والاحتقار تصل إلى حد الإعتداء ات الجسدية ، كقضية اغتصاب خادمة منازل تنتمي لهذه الفئة وإطلاق النار على ذويها لمطالبتهم بالعدالة ، تنتشر صورة نمطية سلبية عنهم في اليمن ما شأنه أنهم "غير أخلاقيون" وأساطير أنهم يأكلون أمواتهم. تعمل العديد من المنظمات الإنسانية الحالية على تحسين أوضاع هذه الفئة ودمجهم في المجتمع وإنهاء مظاهر التمييز ضدهم. تختلف تسمياتهم من منطقة لأخرى ويفضلون كلمة "مهمشين" لوصفهم. جاءت الثورة لتزيد الطين بله وبالرغم من أن تعداد سكان المهمشين يقدر بـ 3 ملايين في اليمن بحسب إحصائيات أخيرة إلا أنه لم يمثل هؤلاء في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد خلال مارس 2013 إلى يناير 2014 سوى ممثل واحد فقط بين أكثر من 500 عضو يمثلون كافة مكونات المجتمع اليمني وأحزابه، ليبقى حالهم كما هو بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها ممثلهم الأوحد الحذيفي مؤسس حزب أخدام الله عام 2013، ليزداد تخوفهم .
"وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون"