يسكوه...اسم أو لقب بلغتنا التباوي...كناية عن السواد؟


============

في سنوات طفولتنا؛ كانت عقولنا ساذجة وأرواحنا غضة وقلوبنا بريئة، وكان أهالينا متفرغين تماما لحشو تلك الأوعية الفارغة بكل حمولاتهم من "الموروث الثقافي" وحكايات ما قبل النوم، وتحديد رموز الخير والشر .. ومن ضمن ما ترسب فيها في تلك السنوات المبكرة: "الخوف" من اللون الأسود، والتعامل معه كرمز "للشر والعدوان".

كان مجيء الليل محفزا لأخيلتنا المحلقة والمرتبكة لاستحضار قوى الشر؛ فتظهر العفاريت، وتبدأ الكلاب في نُواحها الحزين محملا برائحة الموت. وإذا أرادت أمهاتنا أن نكف عن القفز واللعب ما عليها إلا أن تذكر قصص الغولة، وأبو رجل مسلوخة وغيرهم من الشياطين ( موشاه)... الذي يتأهبون لالتهامنا، وطبعا كل هؤلاء الأوغاد كائنات سوداء شريرة، لا تظهر إلا في الليل، لأنها تخشى بياض النهار.

الغراب...(وآيي )...يجلب النحس لأنه أسود، والقطة...( أنغام)...السوداء هي جنّية شريرة، والكلب...(الكدي).. الأسود هو شيطان خارج من حفلة تنكرية، والقلب ( أور يسكوا).. الحاقد لونه أسود، واليوم المتعثر المشؤوم هو يوم أسود، والحزن على الميت باللون الأسود ...وهكذا صار الأسود رمزا للشر بينما الأبيض هو لون الخير .. فالقرش الأبيض هو المنجاة في اليوم الأسود.

(2)

الألوان جميعها من "خلق" الله سبحانه، وهي سمات الطبيعة وعناوين جمالها و"ليس لها علاقة بالخير والشر"، وهي ليست مكلفة بأي دور أخلاقي، إلا بمقدار ما تخزنه ذاكرتنا ونسقطه على واقعنا بعملية تلقائية تتم بدون تفكير وتخلو من المنطق.

الألوان هي مجرد رؤية ظاهرة امتصاص وانعكاس طيف الضوء الطبيعي، وعلينا أن "نحبها" أو "لا نحبها" كمسألة "ذوق" إنساني واختيار يخضع لمقاييس الجمال النسبية المتحركة والمتغيرة، وبمعزل عن التوظيف الفلسفي لها.

ولو نظفنا ذاكرتنا من هذه النظرة الأخلاقية للألوان؛ سنجد أن لكل لون مكانته المميزة في قلب كل إنسان، بل أن الأسود يعتبره البعض "ملك الألوان"؛ فالسيدة الأنيقة ستختار الأسود لفستان المساء الحالم، ورجل الأعمال سيشتري سيارة سوداء "رمزا للفخامة"، والشاعر سيرتدي المعطف الأسود ليقرأ قصيدته.

ولو نظرنا بتأمل لوجدنا أن الأسود كان سببا في جمال الكثير من الأشياء التي حولنا؛ فالغراب بالنسبة لشعوب كثيرة من أجمل الطيور، والحصان الأسود من أرقى الخيول، والكلاب والقطط السوداء قد تكون من أندر السلالات، والزنبقة السوداء ما زالت حلما للمشتغلين بجمال الأزهار، والليل بدون قصص العفاريت، هو للسهر والعشق والاغتسال بضوء النجوم.

السؤال ..هل اللون الأسود له قيمة في ثقافتنا التباوية...؟

علي أنر -باحث فى الثقافة التباوية

"التركوو...من عاداتنا التباوية الكريمة"


  ·

"التركوو...من عاداتنا التباوية الكريمة"

لا زلت ابحث عن مصدر الكلمة ...

، عندما تعرف مصدر وأصل أى كلمة يسهل عليك كثيرا مهمة البحث والتنقيب عن المعنى المقصود... في اجتهادي الشخصي أن كلمة " تركوو" جاء من اسم قماش و القماش باللغة التباوية تعني " توركوو" ؟ والقماش هو اي قطعة مصنوعة من القطن أو الصوف أو من مادة الألياف الصناعية ، تستخدم بالعادة لصناعة الملابس أو أي شىء آخر يستر بها الانسان نفسه ويقيه من برد الشتاء ومن حر الصيف؟

التركوو معناه الستر أو المساعدة أو الإعانة لشخص ما محتاج حيث جاءت الكلمة فى اعتقادي اسقاطا لمعنى القماش ..

من عاداتنا التباوية التى نفتخر بها كثيرا ، هى ثقافة الفزعة والاعانة والمساعدة للقريب الذي يعاني أو يواجه مشكلة، هذه المشكلة قد تكون مادية للمثال لا الحصر...تعرضه لكارثة افقده سكنه أو مركوبه،او ماله ، او حتى مرض طال جسده ، أو دين لا يستطيع سداده؟ أو دية فرضت عليه او على ابنائه؟

فى العموم هذه كلها حالة شدة يتعرض لها الانسان، ولا يستطيع مواجهتها بنفسه مما يلزم على اقربائه من الدرجة الأولى الوقوف معه ومساندته..

والتركوو...قد تكون مساعدة عينية بنقود تكون فرض وواجب اجتماعي على أفراد الأسرة كأن تحدد قيمة نقدية على كل فرد من أفراد درجة القرابة ، وتحدد مدة زمنية لجمعها؟

عدم الاستجابة لدعوة التركوو ...تضع صاحبها تحت طائلة العقاب الاجتماعي بقطع صلة الرحم معه ، وهى عقوبة يخشاها الجميع ولا يقوى على تحملها احد؟

لذلك يتنادى الجميع ممن يعنيهم الأمر إلى المساندة والدعم حسب القيمة المحددة ؟

تركوو الفرح...

عرف فى المجتمع التباوي وضمن الموروث الاجتماعي ما نسميه " لمر " وهو يعنى فرح وبمجرد سماعك بان فلان لديه " لمر أو فرح " اذا كنت من اقربائه فعليك أن تستعد للتركوو ،، وهو أن تقدم له مساعدة عينية لتعينه على إقامة فرحه، وعرف قديما بان العريس عندما يقطع موعدا لفرحه يجوب كل المناطق التى بها أقاربه ليبلغهم بموعد الفرح وعندها تلقائيا يعرفون واجبهم نحوه؟

التركوو..هو تضامن اجتماعي وهو احد تقاليد المجتمع التباوي ، وهو واجب اجتماعي على كل فرد فى الأسرة أو القبيلة ، والتركوو فى المجتمع التباوي لا يعرف الحدود السياسية للدولة، فالتباوي قد يأتى من النيجر وتشاد الى ليبيا للتركوو وقد يسافر من ليبيا الى النيجر أو تشاد طلبا للتركوو وخاصة عندما يكون المبلغ المطلوب مبلغا كبيرا كما هو الحال فى حالات الدية؟

علي أنر... كاتب وباحث في ثرات التبو - نيوزيلندا

روزا باركس


في عام 1900، مرّرت مونتغمري ( ولاية مينيسوتا - الولايات المتحدة الأمريكية) قانونًا للفَصل بين ركّاب الحافِلات على أساس عِرقي. و وفقًا لهذا القانُون فإنّ على السُود التخلِّي عن مقاعدِهم و الوقوف عندمَا تكونُ الحافِلات مزدحِمة و لمْ يجد البِيض مكانًا.

بعد عملٍ طوال اليوم ، استقلت " روزا باركس" ( Rosa Louise Parks ) الحافلة يوم الخميس 1 ديسمبر 1955، من وسط مدينة مونتغمري. دفعت الأجرة ثم جلست في أحد المقاعد الخلفية المخصّصة للسود. سار كل شيءٍ عاديًا إلى أن مُلئت المقاعد المخصصة للبِيض. و توقّفت الحافلة أمام مسرحِ الإمبراطورية، ليصعد عددٌ من البِيض.

طلب السائِق من أربعة من الركاب السودِ الجالسين بالجُزء الأوسط أنْ يتنازلوا عن مقاعِدهم للرُّكاب البيض.

بعد عدّة سنوات، تتذكر باركس أحداث ذلك اليوم قائلةً: " حينمَا أشار لنا السائِق الأبيض في ذلك اليوم و أمَرنا بأن نترُك مقاعِدنا ؛ أحسستُ بمرارة تغطِّي جسدي كله كاللِّحاف في ليلة مُمطرة".

امتثل ثلاثة منهم و قاموا ليجلِس البِيض ؛ بينما رفضت روزا القِيام و ترك مقعدها. نَهَرَها السائق فلم تُطِع لذلك استدعى الشرطة للقبض عليها.

في سنة 1996 حصلت روزا باركس على الوسام الرئاسي للحرية و بعدها حصلت على الوسام الذهبي للكونجرس. تعدّ هذه الحادثة أحد أهمّ الأحداث التي ساهمت في بداية إلغاء التمييز العنصري بأمريكا. رزوا باركس هي اليوم أحد أبرز الذين دافعوا عن حقوق السود في أمريكا إلى جانب مارتن لوثر كينج و غيره آخرين .

* في الصورة روزا باركس مرة عند توقيفها سنة 1956 و الأخرى سنة 1999 عند حصولها على الوسام الذهبي للكونجرس .

الهوية الليبية الثقافيةالجامعة ...



=============

"إنني أرغب أنْ تهب على بيتي جميع ثقافات العالم، ولكنني

أرفض أنْ تقتلعني إحدى هذه الثقافات من جذوري"

مهاتما غاندي

........................................................................

صورة جميلة لامرأة تباوية ، متزينة بأقراط وأساور، وقلائد مختلفة الأحجام والأنواع، وتضع حلقة معدنية على أنفها ، وكأنها أميرة من القرون الوسطى . هذه الصورة لامرأة هى من ليبيا ولكنها لا تشبه بقية نساء ليبيا اللاتى اعتدنا على رؤيتهن؟ انها صورة رمزية ولكنها تبقى في الذاكرة، صورة تجسد الهوية الوطنية ,وتحدتك عن الهوية الليبية المختلفة ولكنها جامعة .

لقد آن الأوان الحديث عن الهويه الليبية الحقيقية المختلفة ولكنها جامعة ومثماتلة ومكملة لبعضها، هذه الهوية التي شوهتها الانظمة السياسية وارادت ان تفرض اللون الواحد القائم على المغالبة بالقوة على لون بعينه ، وذلك بتغليب عرقية بعينها على باقي الاعراق والهويات الليبية الأخرى، وفرضها كهوية جامعة لليبيين. فرض العادات والتقاليد والشخصيات الاحادية ، بتاريخها القديم والحديث، كرموز قومية لكل الليبيين، هو تزييف للتاريخ الثقافي والحضاري المتنوع، وتجاهل للهويات والثقافات الاخرى مثل الأمازيغية والتباوية والتارقية، هذه الثقافات ذات الجذور الليبية لها أرضية وتاريخ، ولغة ، ورموزوطنية ايضا ، وكشعوب قديمة متمسكة ومحافظة على نظمها الاجتماعية والثقافية المتميزة منذ آلاف السنين.

نكن كل الاحترام والتقدير للهوية العربية فنحن نعيش فى محيطها وننهل من معين ثقافتها بارادتنا ولكننا لا نقبل ان تفرض علينا فرضا وتهمش فى المقابل هويتنا الاصلية فى محاولة لاقتلاعنا من ماضينا.


النعاج التي جاءت تواسي كنتاهيي...

.قصة تباوية قصيرة للكاتب محمد ماديكادايمي

الجزء الثاني…

أطلت الشمس مشرقة بأشعتها الذهبية صباح  ذلك اليوم من أيام  الصيف الحارة  والتي تسمى في لغتنا التباوية  " بوروا"... أشرقت بهدوء  من خلف  كثبان رملية بارزة  من الناحية الشرقية  من القرية ، لا شيء يتحرك في أرجاء تلك القرية الهادئة  في الصباح الباكر والتي تتناثر فيها  البيوت عن بعد  ،وكأنها صنعت وبنيت  عن قصد… إلا نسمات الهواء  ….و لا صوت يكسر هدوء  الصبح وهو يتنفس بهواء صيفي عليل ،إلا أصوات  شقشقة العصافير وصياح الديكة،  ورغاء الأغنام التي  ترتفع من خلف  الحظائر  والتي تسمى  بلغتنا " كارا"...  والتي تقع   خلف كل بيت تقريبا  . " كارا"... أو حظيرة الاغنام مكان مزعج و غير مريح للانسان  تنبعث منها روائح روث الماشية و بقايا الطعام الفاسد ويتطاير فوقه الذباب ,لذى فهي تسيج وتحاط   بأعواد جريد النخيل الجافة مع بعضا من جذوع الأشجار القديمة .اصوات رغاء الأغنام ، صياح الديكة، وشقشقة العصافير في الصباح الباكر تشكل سيمفونية موسيقية تطرب أذن  كل من يستيقظ باكرا   باحثا عن رزقه، وهو بمثابة  نداء  لبدء الحركة والنشاط  ليوم  جديد يفاجىء القرية  كل يوم قبل أن تشرق الشمس .

كنتاهي….  وكعادتها كل يوم تنهض باكرا ، كعادة كل أطفال القرية ، ففي تقاليد القرية النوم  الكثير  حتى تشرق الشمس عيب غير قابل للغفران في ثقافة  أهل البادية ، وقد تشكل حكما مسبقا لتقييم مستقبل أي طفل بأنه كسول ، وقد يصاحبه  هذا  الحكم المعيب  حتى يبلغ أشده، لذا  يحرص جل الأطفال على النهوض مبكرا  كل صباح لمساعدة ذويهم..

أم كنتاهي كانت قد نهضت مبكرا في ذاك اليوم  ، وأعدت إفطارا متواضعا لكنتاهي ، يتكون من كوب حليب ماعز ومشروب " هولي  ، وفطيرة "دوقا" وحبات تمر في كيس من مادة النايلون .وماء شرب في جرة بلاستيك مغلفة ومربوطة بكيس خشن لتحفظ برودة الماء اطول وقت ممكن.

انطلقت " كنتاهي" ناحية  حظيرة الأغنام… "كارا" …والتي تقع " خلف البيت على بعد أمتار  ، حيث كانت  الأغنام  على موعد وفي انتظارها  كالعادة ،استقبلتها  برغائها  بحرارة وكأنها  ترحب بها ،فتحت باب الحظيرة فانطلقت الأغنام خارجة بسرعة ، البعض منها تردد رغائها المفضل  دون انقطاع ، والبعض الآخر تقفز هنا وهناك وكأنها تعبر عن فرحة الحرية والخروج من الحظيرة،والبعض الآخر تبحث عما تأكله في الجوار .. أوصدت كنتاهي باب  الحظيرة.." كارا ".. بأحكام وانطلقت ، صوب المرعى بعيدا عن القرية بينما الأغنام تتبعها وقد هدأت من رغائها، وسارت ورائها كأنها في مسيرة خلاص..

المرعى يقع على بعد مسير ساعة تقريبا من القرية ،وهو مكان ذو أشجار كثيفة من الطلح والأثل والنخيل والأعشاب الصحراوية منها الديس، والذي يحيط ببحيرة ماء مالحة وسط غابة من أشجار النخيل الغير متناسقة ,وعند نهاية المرعى من الجهة الغربية كثبان رملية عالية تصلح للتزحلق , يرتادها الأطفال للعب كلما ملوا من الوحدة ..


يتبع فى الحلقة الأخيرة …

"كيف خدع الذئب كنتاهي وهاجم غنماتها …. "



تقاليد السلام عند التبو...


==============
عبارات السلام والترحيب , هو عنوان كل شعب لمعرفة تقاليده وعاداته , والسلام والترحيب تتم بطريقتين اللغة المنطوقة باللسان , واللغة المعبرة بالجسد وكلا الطريقتين لها مفعولها وتفسيرها ,فالسلام بحرارة دليل على الترحيب والمعزة والمكانة وتسمي فى اللغة التباوية .."لاها شداه"..السلام بحرارة وهذا السلام معياره نبرة الصوت العالي والتكرار , اما لغة الجسد فيتم التعبير عنه بالامساك باليد او الاحضان او ان احدا يربت على الكتف كلها مؤشرات على المعزوة والترحيب والمودة , عملية السلام والترحاب تتم بلغة اللسان ولغة الجسد معا, وهذا يضفي حرارة وشدة في الترحاب والسلام ,فى عادة السلام في اللغة التباوية لا يكتفي من يقومون بهذه العملية بالسؤال عن انفسهم بل يتعدى السؤال الى الاقارب والاهل ,,,
ضمن العبارات المتداولة بكثرة فى السلام فى اللغة التباوية...
كلاهني, وصانيي , انتي لابار , أنتيي كنيي..على الطرف الاخر المقابل ترديد نفس العبارات وتكرارها , يبدأ السلام بنبرة صوت عاليه تم ينتهى الى نبرة صوت هادئة مما يعني انتهاء المهمة..
علي أنر

بيلا ...لا تأكل مع حماتها...؟ عادات وتقاليد تباوية فريدة...

انا اسمي بيلا..ولا اعرف مصدر اشتقاق هذا الاسم في لغتنا التباوية ، نطق الاسم قريب جدا من اللغات الاجنبية...وخاصة اللغة الايطالية أو الاسبانية..." Bella" ، ولكن التبو لم يعيشوا فى ايطاليا حتى يطلقوا على ابنائهم هذا الاسم، ولم يغزوا اسبانيا حتى يثأتروا بالثقافة الاسبانية في نظام تسمية الابناء ، ولا اعرف سر الاسم ما ان كانت بقايا اسماء ايطالية وجدت طريقها الى الصحراء الكبرى حيث موطن التبو رغم انني استبعد هذه الفرضية باعتبار ان اسم بيلا قديم جدا في ثقافتنا التباوية أقدم من تاريخ الغزوا الايطالي للصحراء الكبرى...

على اية حال هذا مش موضوعنا ...موضوعنا هو ان " بيلا لا تأكل مع حماتها (ام زوجها )؟

عادة فريدة ...وغريبة ...في مجتمعنا التباوي ويطلق عليها بلغتنا " الننغوا "...الننغوا...هو عملية احترام واحتراز مبالغ فيها ، لدرجة اكتسابها القداسة ، وتأخد عدة اشكال منها عدم الاكل ..وعدم المزاح ...و عدم المجادلة، وعدم المشاركة حتى فى المجمع مع الكنة؟

تقول بيلا ، عندما تأتى حماتي (ام زوجي).. الى مجمع نسائي تحرص كل الحرص ان احدا من زوجات أبنائها ليست بالمكان ، وانا كذلك عندما اجدها فى مكان اترك لها الساحة وافر بجلدي احتراما لها ...الكل يعرف هذه العادة لدرجة ان قريباتي يتنافسن فى ابلاغي عندما إتي الى مجمع نسائي فيما ان كان المكان آمن للدخول والجلوس ام غير آمن نظرا لوجود الكنة؟

هذا فى الجلوس ...فما بال الاكل ..فهو من المحرمات الاجتماعية كسر هذا المحضور ممكن بشرط ...وهو ان الحماة تتنازل وتدعوا زوجة ابنها لكسر " الننغوا" وتقول لها العبارة المعتادة " انت زي بنتي" ..لا داعي للننغوا::

عندها فقط تتجرأ.. بيلا وتجلس مع حماتها للحديث والاكل بتحفظ ؟

اما اذا كسرت زوجة الابن " طقوس الننغوا " بدون أذن او سماح من الحماة , فهذا سوف يعرضها الى عقوبات معنوية ومادية وفق الدستور العرفي التباوي , وسوف تدفع مخالفة وهذا يسمى " دوريي "... وهذا فقط يحصل لو ان حماتها او أم زوجها رفعت عليها قضية " عدم احترام " امام المشرع العرفي التباوي، والذي بالعادة يكون من افراد العائلة ؟

اختكم ..هرداه آدم

متى آخر مرة استمعت فيها الى اغنية تباوية؟


=========================

معظم ابناء التبو يعيشون حالة فطام مع الماضي بما يحمله من موروث ثقافي ثمتل فى العادات والتقاليد , ويعانون من حالة تباعد وعزلة عن ماضيهم وثراتهم رغم الادعاءات التى يطلقها البعض من حين الى آخر لغرض المزايدة والاستعراض بانهم لازالوا يتمسكون باصالتهم , نستثنى من هذه الحالة اللغة التباوية المهجنة بكلمات دخيلة من لغات اخرى والتى يتواصلون بها بين بعضهم البعض , وهذا الفصام والتباعد عن الماضي هي حالة وظاهرة اجتماعية تتعرض لها كل الاقليات العرقية والتى تحضنها قوميات اخري ؟ الا ان الحالة التباوية تتميز بعمق الفصام بين ماضيها وحاضرها فى ظاهرة باثوسايكلوجية لم نشهدها فى الاقليات الاخرى.

السؤال متى آخر مرة استمعت فيها الى اغنية تباوية ؟ يحمل مغزى هذا الفصام والتباعد ؟ فالإنسان في حالته الطبيعية يعيش الفرح والأسى ويعيش السعادة والحزن , وإذا أخذنا الغناء مقياسا للسعادة وتعبير عن الغبطة والسرور فغالبا ما يعبر بها الإنسان عن خلجات سعادته منفردا او مع جماعته... , منفردا يدندن وعلى طريقته وبلغته عندما تجيش خواطره بالسعادة فيتذكر اغنية بلغته يحبها فيتغنى بها ؟ اما مع الجماعة فهو يعيش لحظات الطرب والمرح مع الجماعة يتغنون ويرددون أغاني معروفة ومشهورة فى مجتمعهم ؟

مغزى السؤال لا زال قائما ؟ وبالامكان ان يوجه كل قارئ تباوي الى نفسه هذا السؤال ؟ ويسأل متى آخر مرة استمعت فيها الى اغنية تباوية , او غنيت فيها اغنية تباوية بنفسك؟ فى اعتقادى الشخصى سيكون 80% من المستطلع اراءهم تكون اجاباتهم لم يستمعوا الى اغنية تباوية فى مدة سنة باقل تقدير ؟

واذا صدقنا واقتنعنا بهذه النتيجة , هذا سيجرنا الى سؤال آخر وهو إذا … كيف يعبر الانسان التباوي عن حالة سعادته وفرحه؟

الاستنتاج الذي سنصل اليه هو ان عدم التعبير والاستماع بالغناء باللغة الام والذى يعبر عن الموروث الثقافي للمجموعة فى حالة الفرح والسعادة , هي ظاهرة تخلى طواعية عن الماضي, وهو يندر بفراغ نفسي وثقافى للفرد والذي حتما سيشغل حيزه ثقافة اخرى في القريب ؟

يا من تقرأ مقالي أكرر ...متى آخر مرة استمعت فيها لأغنية تباوية؟

على أنر ...باحث فى الثرات والثقافة التباوية -نيوزلندا

فرحة التخرج


فرحة التخرج بعد مشوار طويل من الاجتهاد والمثابرة والدراسة لا يضاهيها اي فرحة في الحياة ، ولحظة نيل الشهادة واستلامها لها وقع خاص وابتسامة واسعة لا تعبر عنها الكلمات، ولكن كل واحد منا قد يعبر عنها بطريقته ...؟

احد ابناء التبو عبر عن فرحته بالتخرج بطريقته الخاصة غير عابىء بتقاليد المجتمع الغربي الذي منحه هذه الشهادة ، ، وذلك بان لبس العمة التباوية على رأسه ومن تم وضع عليها قلنسوة التخرج، ليؤكد بذلك أن الثقافة والتراث جزء من شخصية الانسان وتركيبته ، وليست حلة يلبسها حين شاء ويخلعها حين لا يشاء ، لقد صنع لنا هذا الشاب محتوى يمكن الحديث والإعجاب به ، وقد يلهم آخرين الاقتداء به ...

قد توافقنا الرأي، وقد تخالفنا...هذه من طبائع الانسان ..وفي كل خير ..اترك لنا رأيك

تبوناشن


عندما تكون مختلف ثقافيا عن محيطك الاجتماعي , تسعى جاهدا التعريف بثقافتك, وعاداتك وتقاليدك , دون أي مساس بالوطن وبالهوية الجامعة ,البعض يسيؤن الظن بثقافة الاختلاف .., والبعض الآخر يشككون بعقيدة الانتماء للوطن , وآخرين يطعنون فى العرق والتاريخ والجغرافيا ؟وبين هؤلاء جميعا هناك من يتلمس نور الحقيقة بعيدا عن الظنون والاساءة والتشكيك...

أن يكون عرقي تباوي , ولوني أسمر , ولغتي خاصة , وعاداتي فريدة , هذه مشيئة وآية ربانية لم يكن لي فيها خيار , اما ان اقتنع بها و ادافع عنها واعرف بها الآخرين فهذه مسؤليتى واختياري ..

لا يجب الخلط بين حق التعبير الثقافي والمطالبة بالحقوق الثقافية , وبين الثوابت الوطنية والهوية الجامعة فى ايطار الوطن الواحد...

بمعنى أخر ...

عندما اطالب اعتماد لغتي والتكلم بها فى منطقتي هذا لا يمس الوطن في شىء...

عندما اطالب بتسجيل ابنائي باسماء مصدرها ثقافتى هذا لا يمس الوطن في شىء..

عندما اطالب بتنمية منطقتي وتوفير الخدمات بها هذا لا يمس الوطن في شىء..

عندما اطالب بدسترة حقوقي الثقافية, وتمثيلي فى المجلس التشريعي والتنفيدي بالدولة التى اعيش بها هذا لا يمس الوطن في شىء ..

من يعيشون فوبيا الاقليات , ويسعون الى صنع قنبلة فتنة بتشويه هذه المطالب واعتبارها تهديد للوحدة الوطنية , هم اعداء الوطن ...احذروهم قاتلهم الله.

ادمن تبوناشن