في عام 1900، مرّرت مونتغمري ( ولاية مينيسوتا - الولايات المتحدة الأمريكية) قانونًا للفَصل بين ركّاب الحافِلات على أساس عِرقي. و وفقًا لهذا القانُون فإنّ على السُود التخلِّي عن مقاعدِهم و الوقوف عندمَا تكونُ الحافِلات مزدحِمة و لمْ يجد البِيض مكانًا.
بعد عملٍ طوال اليوم ، استقلت " روزا باركس" ( Rosa Louise Parks ) الحافلة يوم الخميس 1 ديسمبر 1955، من وسط مدينة مونتغمري. دفعت الأجرة ثم جلست في أحد المقاعد الخلفية المخصّصة للسود. سار كل شيءٍ عاديًا إلى أن مُلئت المقاعد المخصصة للبِيض. و توقّفت الحافلة أمام مسرحِ الإمبراطورية، ليصعد عددٌ من البِيض.
طلب السائِق من أربعة من الركاب السودِ الجالسين بالجُزء الأوسط أنْ يتنازلوا عن مقاعِدهم للرُّكاب البيض.
بعد عدّة سنوات، تتذكر باركس أحداث ذلك اليوم قائلةً: " حينمَا أشار لنا السائِق الأبيض في ذلك اليوم و أمَرنا بأن نترُك مقاعِدنا ؛ أحسستُ بمرارة تغطِّي جسدي كله كاللِّحاف في ليلة مُمطرة".
امتثل ثلاثة منهم و قاموا ليجلِس البِيض ؛ بينما رفضت روزا القِيام و ترك مقعدها. نَهَرَها السائق فلم تُطِع لذلك استدعى الشرطة للقبض عليها.
في سنة 1996 حصلت روزا باركس على الوسام الرئاسي للحرية و بعدها حصلت على الوسام الذهبي للكونجرس. تعدّ هذه الحادثة أحد أهمّ الأحداث التي ساهمت في بداية إلغاء التمييز العنصري بأمريكا. رزوا باركس هي اليوم أحد أبرز الذين دافعوا عن حقوق السود في أمريكا إلى جانب مارتن لوثر كينج و غيره آخرين .
* في الصورة روزا باركس مرة عند توقيفها سنة 1956 و الأخرى سنة 1999 عند حصولها على الوسام الذهبي للكونجرس .