كفار قريش بعد أن أستمعوا لبلاغة القرأن أقروا في داخلهم بأنه إعجاز فاق قدرة البشر ، حيث أرسلوا الوليد بن مغيرة إلى رسول الله لسماع القرأن ، وبعد سماعه رق قلبه وقال والله ما هو بشعر ولا سحر ولا بهمز من الجنون ،، فلما وصل الخبر سادة قريش قالوا لئن صبأ الوليد لتصبون قريش ،، فتوجه له أبوجهل لمعرفة الأمر ، فقال الوليد ( وماذا أقول ؟ فو الله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ، والله ما يشبه هذا الذي يقوله الشعر ، والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلى عليه ) فقال أبو جهل : والله ما يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قولا أخر ... فقال : فدعني أفكر ، فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر ، فأنزل الله فيه قوله تعالى ( إنه فكر وقدر (18) فقتل كيف قدر (19) ثم قتل كيف قدر (20) ثم نظر (21) ثم عبس وبسر (22) ثم أدبر واستكبر (23) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ) ، ومات بعد ذلك على كفره كبرا وعنادا ، رغم أن أنفسهم جميعا كانت تقر بأنه الحق .. يقول تعالى ( فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين (13) وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) .
انه الكبر الذى يضل عن الحق يا سادة ...مثال نسوقه ينفع لكل زمان ومكان ...
الوليد بن المغيرة ..ابا جهل ..سادة قريش هم رمزية للكبر الذين لا يريدون الاعتراف بالحق رغم اقتناعهم بأنه الحق، فماتوا على كفرهم وكبرهم وعنادهم...
فهل انتهى الكبر والعناد فى زمننا يا سادة ؟