في فرنسا، تشهد البلاد حالة من النهب والسرقات في ظل الاحتجاجات التي تلت مقتل نائل، الشاب الذي يحمل أصول جزائرية. أعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، عن تعزيز انتشار قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد وتجنيد 45 ألف عنصر من الشرطة والدرك تحسبًا لليلة رابعة من أعمال الشغب والاحتجاجات التي تجري احتجاجًا على مقتل المراهق برصاص شرطي خلال عملية تفتيش مرورية.
وفي محاولة لاحتواء الشغب والتخريب، سمحت الحكومة الفرنسية للدرك بنشر عربات مصفحة في الشوارع، دون اللجوء إلى إعلان حالة الطوارئ.
وأفادت الشرطة يوم الجمعة بأن مثيري الشغب الفرنسيين قاموا بنهب متجر للأسلحة في وسط مرسيليا، ثاني أكبر مدن فرنسا، واستولوا على بعض بنادق الصيد، ولكن لم يكن هناك ذخيرة فيها.
وذكرت الشرطة أنه تم اعتقال شخص وضبط بحوزته بندقية ربما تكون قد تم نهبها من متجر الأسلحة. وتتولى الشرطة حاليًا حراسة المتجر.
وأعلنت الشرطة في وقت سابق يوم الجمعة وفاة شاب في العشرينات من عمره متأثرًا بجروحه بعد سقوطه من سطح إحدى المحلات خلال "أعمال الشغب" المستمرة منذ مقتل "نائل"، الشاب من أصول جزائرية، برصاص الشرطة، وفقًا لوكالة فرانس برس.
ونقلت الوكالة عن مصدر في الشرطة قوله إن الشاب سقط من سطح سوبرماركت "خلال عملية نهب"، لكن مكتب المدعي العام في روان أكد أن هذا المتجر "لم يتعرض لهجوم من قبل مثيري الشغب خلال هذه الأحداث".
تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات وأعمال الشغب اندلعت منذ يوم الثلاثاء بعد مقتل الشرطي المراهق البالغ من العمر 17 عامًا ويدعى "نائل"، خلال عملية تفتيش مروري في نانتير، بالقرب من العاصمة باريس.
وذكرت وكالة فرانس برس نقلاً عن مصادر في الشرطة أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين في محاولة لدهسهما، قبل أن ينتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر رجلي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، وبعد ذلك يطلق أحدهما النار من النافذة على السائق عندما حاول المغادرة.
وطالب محامي الضحية بتوجيه اتهام الشهادة الزور للأشخاص الذين تحدثوا عن محاولته دهس الشرطيين.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اختصر مشاركته في قمة أوروبية في بروكسل وعاد إلى فرنسا بعد تصاعد الأحداث التي تطورت إلى أعمال عنف واشتباكات بين المواطنين وقوات الشرطة في باريس ومدن أخرى لليوم الرابع على التوالي.