من صنع لنا هذا العلم او الشعار؟



E16mofJX0AI2H1M.jpg

=============================================

مشتت بين ثلاث دول , لا كيان اجتماعي يحتويه , ولا نظام سياسي يحميه ,مطعون في هويته , مشتبه فى انتمائه , مطارد ومطلوب في شخصه , يعيش على هوامش المدن , محروم من ابسط الحقوق , ممنوع من التنقل بين اهله وذويه عبر الحدود ,فقير وجاهل ومريض ومرعوب , لا يملك قوت يومه او حتى غده , متهم بالانفصال رغم قسمه اليمين بانه مخلص لوطنه ومغوار ؟ فى النيجر يقولون له انت ليبي , وفي ليبيا يقولون له انت تشادي , وفي تشاد يقولون له انت معارض وارهابي ...؟

هذا المواطن المرعوب والمكسور ,بدل ان يصنعوا له بيتا يسكنه , ويحفروا له بئرماء يشرب منه , ويشيدوا له مدرسة يتعلم بها ابنائه ومشفى يتعالج فيها من امراضه , وكهرباء تضيء ظلام ليله , صنعوا له علما وشعارا وقالوا له انها سيف للدفاع عن ثقافته ؟ رغم ان الثقافة لم تغب يوما عن وعيه , فهو يحملها في جيناته جسده .. ويخفيها في فصيلة دمه , وما تبقى منها يحملها في ظاهر ثيابه ووسط عمامته , ... اقسم لهم المسكين بانه ملتزم بثقافته ومؤمنا بتباويته ومثابر على تطبيق طقوس تقاليد اجداده ولا زال يحفظها عن ظهر قلب وان " الكنتدا" لم تغب يوما عن سلوكه , وان لغته التباوية افصح وابلغ من لغتهم المهجنة بالعربية ,ولكنهم لم يصدقوه و اصروا له اصرارا بان يرفع العلم والشعار الذي لا يعرف عنه شيئا ,... لا يعرف من صنعه...؟ وكيف تم صنعه...؟ ومتى صنع... ؟ والى ماذا ترمز اللوانه ونجمته؟

لا تسالني يا صديقي من يفعل هذه كله بهذا المواطن المسكين , قد يكون من يفعل ذلك فرد يتمرن على اسلوب الاستبداد , وقد تكون مجموعة تهيئ نفسها لحكم العباد , وقد يكون حزبا يعمل في الليل الظلام؟ من حقنا نحن المشاهدون من بعد الاجتهاد ولا بأس ان تهوى بنا الظنون الى الاشتباه طالما لم يخرج علينا احد ما يلهمنا طريق الصواب, ليعلن عن تحمله مسؤلية صنع هذا العلم الهمام , كل الذين خرجوا علينا في المشهد حتى الساعة يسوقون بافضال هذا الشعار وميزاته ولكن لا احد منهم مطلقا اعترف لهذا المواطن بانه هو صاحب القرار ؟

فكيف يا صديقي تريد لهذا المواطن ان ينهض عند الفجر , ويردد انشود الكرامة عند الصباح , تحت راية لا تعني عنده الا قطعة قماش؟

والله من وراء القصد..