------------------------
الطريق كان شاقا وصعبا وخطرا ..كانت رؤس الرجال تتطاير ...وآهات الجرحى تتعالى تحت سماء ملبد بالنار والدخان.. وأرض ضاقت بركام الدمار وآليات محطمة كانت تحمل اسباب الموت طول مسافة الطريق , جثت القتلى تثناترت بين ركام الابنية وفى العربات العسكرية المحترقة ...واصوات الرصاص كان يسمع بين الفينة والاخرى لتعقبها أنيين رجال يصارعون الموت حيث تسمع شهادة التوحيد تنطلق بصعوبة من حناجرهم وهم فى الرمق الاخير ..
التبو او "رجال الليل"... هكذا كانوا يسمونهم فى الشرق وهذا الاسم لم يأتى من فراغ... بل صفة اطلقها عليهم رفاقهم فى السلاح من ابناء الشرق الليبى لانهم بارعون بقتال الليل حيث يخلد اعدائهم للراحة والنوم فينقضون عليهم انقضاض الوحش على فريسته .. لا نبالغ اذا قلنا لولا السواعد السمراء لصلى بن حميد فى بنينا كما وعد اتباعه ولكن سمرالسواعد من الرجال كانوا له بالمرصاد ولم يهنئوا حتى ارسلوه الى الجحيم ثأرا لما جنت يداه من قتل الابرياء فى الكفرة..
الطريق من بنيتا الى قنفودة لم يكن مفروشا بالورود والزهور بل كان مزروع بوسائل الموت فى كل جانب , هذا الطريق اخد من اعمار الرجال سنة ونيف واخدت من ارواحهم المئات.. هذا بحسابنا نحن اما بحسابهم فلا شىء اغلى من الوطن ولاشىء اثمن من الكرامة هذا هو الدرس الذى لقنته التباوية لابناءها قبل نعومة اظافرهم .
كانت قيادات فبراير تزورهم فى مواقعهم القتالية ..لا ليرفعوا معنوياتهم القتالية فهم لا يحتاجون من يرفع معنوياتهم ,ولكن لكى يثبت لهم بانه معهم ولولاهم لكان الوضع ربما اسواء.
الحرب قذرة ليست لانها وسيلة قتل للابرياء وتدمير الممتلكات فقط ...ولكنها قذرة لانها سوق تباع فيه الحقائق و يباع فيها ايضا قيم ودماء الشرفاء من الرجال ؟
تبقى الأسئلة التى تبحث عن اجابات —
هل كان التبو ورقة تم استعمالها لمحاولة وصول احد ما الى السلطة ..؟
هل تحققت مطالب التبو التى انتفضوا من أجلها ودفعت الشهدا، من أبنائهم؟
هل فبراير كانت فخ ووقعتم بها وتكابرون بالاعتراف بالخديعة؟
هل وجدتم ما وعدوكم به سنة 2011م