ما جرى في تشاد الدولة الإفريقية المتوسطية الحبيسة اليومين الماضيين من صراع على السلطة والنفوذ ,لم يفاجئ المتتبع للشأن التشادى منذ وفاة الرئيس دبي الأب والذي حكم تشاد ثلاث عقود ونيف –؟–فالبلاد وما تعانيه من انقسام سياسي معلن وغير معلن, وما شهده المشهد السياسي من سيناريوهات حوارية في بعض عواصم الدول -قطر وفرنسا وحتى انجمينا نفسها –كان ينبىء بالصدام الحتمي بين من يتولون مقاليد السلطة عشائريا وبالقوة وبين قوى المعارضة على اختلاف مشاربهم وتطلعاتهم وتوجهاتهم , ورغم أن البعض ألقى بنفسه فى أحضان النظام القائم نتيجة حوارات الدوحة , إلا أن ذلك لم يشفع له, عندما احس النظام بتطلعات البعض منهم للحكم ؟
هذا الصراع برمته والذي يدور فى تشاد الآن أو الذي جرى من ذي قبل لا يعني الشعب التشادي المسكين —فالشعب يعاني الجوع والفقر والمرض هناك فى عشوائيات على أطراف انجمينا , وبقية المدن الكبرى , يصارع لسعات البعوض في موسم الأمطار , وتنهش جسده الكوليرا نتيجة شرب المياه الآسنة , و يعتصر بطنه الجوع نتيجة غلاء المعيشة , ويكابد المعاناة نتيجة غياب الخدمات الضرورية , فى الصحة والتعليم والمواصلات ؟
اذا كان ثمة نصيحة أسديها للشعب التشادي –هو ان ينأى بنفسه وأبنائه عن هذا الصراع–فهذا الصراع هو صراع عائلي وقبلي بامتياز – يتناحر فيها أفراد الأسرة الواحدة داخل القبيلة الواحدة للفوز بكرسي الحكم والسلطة؟–لا شك ان ابواق النظام ستخرج عليكم قريبا وتصور لكم ان كل ما جرى من اقتتال وسفك للدماء وتدمير للممتلكات , بانها من فعل القوى العميلة والمأجورة التي لا تريد الديمقراطية والانتخابات والدولة المدنية وتحاول تقويض أمن تشاد وسلامة الدولة التشادية ؟
بعيدا عن الأسماء, والعناوين للتيارات السياسية التي تورطت فى أعمال العنف الأخيرة في انجمينا –ليس هناك اسم برئ –وليس هناك تيار سياسي برئ —جميعهم شركاء في جريمة اغتصاب تشاد ,ارضا وشعبا ومقدرات –؟
اين مكون التبو من هذا الصراع —-؟
رغم ان مكون التبو فى تشاد وصل إلى الحكم ,وحكم تشاد مرحلتين هامتين فى عهد الرئيس –كوكوني واداي , والرئيس حسين
هبري - الا ان كلاهما لم يترك أي إرث سياسي فاعل يكون رصيدا للأجيال القادمة لتصارع بها القوى الفاعلة فى الدولة التشادية –بل تركوا فراغا سياسيا استطاع الآخرين ملؤه بسهولة؟
التبو فى تشاد لن يكون لهم دور سياسي او ثوري في الوقت الراهن , بسبب غياب القيادة السياسية والاجتماعية التي تحتويهم— لذى سيكونون على المدى القريب والبعيد مفعول بهم لترميم النظام القبلي الدكتاتوري الذي يحكم تشاد الآن–وستؤلف قلوب البعض منهم بوزارة او سفارة او شركة الامر الذي يراها البعض غنيمة له ولأسرته وليس لكل التبو بطبيعة الحال ؟
كما نصحت عموم الشعب التشادي بالابتعاد عن هذا الصراع —انصح مكون التبو ايضا بالابتعاد عن هذا الصراع –لانه لا يخدم قضية تشاد –بل يخدم تطلعات فئة قبلية مليشياوية تريد تدعيم ركائز حكمها لتشاد ؟
مكتوب على تشاد عدم الاستقرار —من استعمار فرنسي الى حرب مع دول الجوار الى حرب اهلية داخلية –ولسؤ حظ تشاد والتشاديين أن دول الجوار جميعها ملتهبة —من السودان الى النيجر الى ليبيا ؟؟
اللهم احفظ تشاد واهلها
ادمن تبو ناشن