==========================
اولا —قبل أن تقرأ هذا المقال —
النقاط الآتية مهمة يجب قراءتها …لأنها تشكل مفاتيح مهمة لفهم واستيعاب كل ما يأتي به المقال من كلمات وجمل قد تكون ظاهرة وقد تكون مستترة , قد تكون مبنية للمجهول وقد تكون مبنية للمعلوم .
1- كاتب المقال ليس محسوب على أى تيار سياسي او اجتماعي او( ديني- سياسي) في ليبيا وهو يعمل لحساب نفسه؟
2-كاتب المقال ليس له خصومة او عداء مع أي أحد -بشكل شخصي–أو جمعي- تنظيمي من مكونات المجتمع التباوي ؟
3- كاتب المقال يحترم ويقدر الوجهاء والأعيان والمشايخ باعتبارهم واجهة اجتماعية ويمثلون الماضي والعادات والتقاليد العتيدة للمجتمع التباوي، ولكنه ضد اقحامهم في القضايا السياسية التي تعيشها ليبيا -والتي تتجاوز قدراتهم .
-4-كاتب المقال يؤمن بأن العصر قد تجاوز العشيرة والقبيلة وكل ما يدور في فلكها من مسميات ، وهو لا يؤمن بأي دور لها في بناء الدولة العصرية ، رغم إدراكه التام بأهمية التركيبة الاجتماعية القبلية للمجتمع التباوي ودوره فى بناء ليبيا .
–6 كاتب المقال يدرك بأن الجدل حول زيارة الرجمة وانقسام المجتمع التباوي حولها على نفسه بين مؤيد ومعارض هو نتيجة وليس سبب ، فالمجتمع التباوي انقسم على نفسه منذ سنة 2015 في أحداث سبها والكفرة و مرزق وأوباري —ويخشى الكاتب أن كل ما يحدث الآن من حراك ولقاءات ربما يخدم هذا الانقسام ؟
7- كاتب المقال يؤمن بأن النقد الهادف هو أحد وسائل , تقدم ورقى وبناء أي مجتمع ,وإن نقد الشخصيات العامة مثل الوجهاء والأعيان والمشايخ ومسؤولي الدولة في أي مجتمع والذين يمثلون شخصيات عامة ’ شىء طبيعى ولا يجب ان يفسد للود قضية—-وعليه يجب أخذ التعليقات والانتقادات المتعلقة باجتماع أعيان التبو في الرجمة بروح رياضية .
ثانيا –ثمة أسئلة موجهة الى من يعنيهم الأمر, يجب الإجابة عليها وهي :
1- من دعا وجهاء وأعيان مكون التبو لزيارة الرجمة؟ هل هي القيادة العامة للجيش أم هم الأعيان أنفسهم من طالب بهذا اللقاء ؟– من العقل والمنطق أن نعرف الفرق بين أن تذهب وأنت مدعو–أو تذهب وانت طالب هذا اللقاء ؟
2- لماذا لم تشمل دعوة هذا اللقاء تبو الجنوب الشرقي—(الكفرة وما حولها )؟–وهل قدمت لهم دعوة للمشاركة من الأعيان والمشايخ؟–وهذا يقودنا الى سؤال مهم وهو : هل قضية تبو- ليبيا قضية واحدة أم هي قضية مجزئة( تبو-جنوب غربي, وتبو جنوب شرقي ) ؟
3-هناك مشاكل عالقة بين القيادة العامة للجيش , وبين مكون التبو في الجنوب فيما يخص أحداث مرزق -2019, هل كانت هذه المشكلة على جدول أعمال هذا اللقاء ؟
4-منذ سنة 2011م وحتى قبلها —قدم التبو تضحيات جمة من اجل ليبيا - من الشهداء - واليتامى - والأرامل والمفقودين هل قائمة أسمائهم كانت حاضرة في هذا اللقاء؟
—---------------------------------------------------------------------------
منذ ستينيات القرن الماضي , ومكون التبو في ليبيا لم يتوقف عن التظلم والشكوى ضد حكومات ورموز الحكم في ليبيا ,ولم تتوقف وفود المشايخ والأعيان من زيارات متكررة إلى البيضاء فى عهد الراحل إدريس, والى باب العزيزية في عهد الراحل القذافي , وها هم يمارسون نفس الدور في زيارة الرجمة في عهد المشير حفتر–
أقلية مضطهدة ومهمشة ومظلومة في حقوقها الثقافية والتنموية ومتهمة في ولائها للوطن لابد لها من التظلم والشكوى عند الحاكم —هذا أمر طبيعي لسببين:
الأول – أنها طريقة وأسلوب معتاد وسهل , تمارسها كل القبائل في غياب تام لأي آلية إدارية لطلب الحقوق , وهذا ما يبرر قبول هذا الأسلوب بمفهوم خاطئ باعتبار أن الحقوق منة و اكرامية من الحاكم , يمنحها متى شاء , ويرفضها متى شاء , لذى فإن الذهاب إلى ديوان الحاكم للشكوى اصبح امر طبيعي جدا ولا شئ يدعو للاستغراب ؟
ثانيا - تماهي أسلوب القيادات الاجتماعية للمجتمع التباوي مع أسلوب الحاكم , بالقبول والإعجاب واعتبار فرصة أي لقاء في حذ ذاته حظوة اجتماعية للبعض وقد يتم استغلالها فى مآرب أخرى؟
انا لست ضد زيارة الوجهاء والأعيان الى ديوان الحكومة أو الحاكم مهما كانت سلطته , طالما أدرك وحمل هؤلاء الأعيان ماهية مطالبهم , او معرفة ما هو المطلوب منهم لاحقا ؟ –ولكن ما اخشاه هو ان يتحول اللقاء إلى غاية فى حد ذاته,و تنتهي بتبادل الهدايا وأخذ الصور التذكارية –
—ما يعزز تخوفي هذا هو انني لا زلت احتفظ بصور تذكارية لبعض وجهاء التبو مع الملك ادريس وكذلك مع القذافي؟ فى الوقت الذى لم تشهد فيه مناطقهم أي تنمية أو تطوير نتيجة زياراتهم ؟
وللعلم —هذا ليس أول وفد من وجهاء التبو تلتقيهم قيادة الجيش في الرجمة فقد كان قبلها مرات —, وأؤكد أن هذا اللقاء لن يكون الأخير ؟—
السؤال : ما هي نتائج هذه اللقاءات , وماذا استفاد المواطن التباوي البسيط منها…..؟
–أما على الصعيد المحلي-الليبي فإن اللقاء كان له ايجابية واحدة في تقديري–وهو أن اللقاء سيستفز بعض الخصوم التقليديين للمكون التباوي ؟
واخيرا —---
جاء فى البيان الاعلامي للقيادة العامة للجيش بعد انتهاء اللقاء –" ان وفد وجهاء وأعيان قبائل التبو فى ليبيا جددوا تمسكهم بوحدة ليبيا واستقرارها "كنت انتظر هذه الفقرة من البيان ----لقد قرأت هذه الفقرة من البيان جيدا —ومن خلالها فهمت الهدف من الدعوة لهذا اللقاء ؟
والله من وراء القصد …
حفظ الله ليبيا —وحفظ الله المخلصين من أبناء ليبيا