لسودان"إبادة [جماعية صامتة"

•ا لا صحافة ولا كاميرا، ولا حتى كرامة للأموات منذ اندلاع الصراع في السودان في 15 أبريل 2023، شهدت البلاد خسائر بشرية هائلة بأكثر من 11.000 قتيل، وتضرر ما يقارب 60 ألف طفل من سوء التغذية، إلى جانب نزوح حوالي 6 ملايين شخص. الحرب، التي تُعد أشد النزاعات في أفريقيا من ناحية العدة والعتاد العسكري، شهدت مواجهات بدأت بين فصائل الجيش السوداني، -تدعمهما قوى إقليمية ودولية مصالحها الخاصة، خاصةً مناجم الذهب- واليوم توسعت لتشمل البلاد بأسرها. وقعت أعمال عنف وإبادة جماعية على يد الجنجويد ضد سكان اردمتا بغرب دارفور الجنينة، تضمنت اغتصاب، قتل ومجازر عرقية. هناك مخاوف متزايدة من تكرار سيناريو الإبادة الجماعية على غرار ما حدث في رواندا، إذا تم التغاضي عن الأحداث في السودان. وتحدثت تقارير عن حالات اختطاف واستغلال جنسي للفتيات القاصرات في الخرطوم الكبرى، حيث تم نقلهن إلى معسكر لجنود الدعم السريع في ود العقالي ليتم إجبارهن على العبودية الجنسية. وقد كشفت تقارير من غرف الطوارئ بالخرطوم عن وجود نمط منهجي لاختطاف النساء والفتيات لأغراض الاسترقاق الجنسي أو الفدية أو البيع. في هذا السياق، دعت 50 منظمة غير حكومية ومنظمات المجتمع المدني الأمريكية إلى إعلان السودان "في حالة فظاعة"، في رسالة بعثت بها إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في 30 نوفمبر 2023. وقد أدان الموقعون العنف العرقي في دارفور، مشيرين إلى تشابهه مع الإبادة الجماعية التي بدأت قبل 20 عاماً. وحذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لمنع الإبادة الجماعية من الانتهاكات في دارفور، حيث قُتل أكثر من 1500 شخص من مجتمع المساليت في بداية نوفمبر وحده. تاريخياً، في 9 يوليو 2011، أسهمت تجاهل العالم للإبادات الجماعية التي حدثت في البلاد في تقسيم السودان إلى شطرين، وإنشاء ما يُعرف بدولة جنوب السودان. حالياً، ويثير هذا الصراع مخاوف من تقسيم آخر محتمل قد يؤدي إلى استقلال دارفور. هل سنسكت هذه المرة أيضًا؟ الوضع السودان، هو "إبادة صامتة" دون تغطية إعلامية كافية أو اهتمام دولي ملحوظ، ويعكس واقعًا مأساويًا. في مثل هذه الحالات، تؤدي قلة الوعي العالمي إلى استمرار معاناة الضحايا دون رادع أو تدخل فعّال لوقف العنف والانتهاكات. في ظل تغاضي وسائل الإعلام الدولية، المنظمات الإنسانية، والمجتمع الدولي في تسليط الضوء على الإبادة والضغط من أجل إيجاد حلول. هنا يجب أن يبرز أهمية العمل المدني والمبادرات الشعبية في التواصل الإجتماعي لتحفيز الاهتمام والتحرك العالمي. أرجو لا تسكت، تحدث نيابةً عن السودان، يمكن أن تنفذ أرواحًا بإيصال صوتك.