لماذا التخوف من مشاركة سيف الاسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية القادمة؟


ممارسة الديمقراطية  لها قواعدها,و شروطها  ولا يمكن أن  تقام الديمقراطية إلا على أساس هذه القواعد و الشروط ,وهي في مجملها  تعتبر سلة  بها  باقة  متماسكة  من  القيم  , ولها جوانبها المتعددة ,  المظلمة منها و المضيئة ,السلبية منها والايجابية,ولها مؤسساتها الشرعية والدستورية. لذى لا يجوز اختيار ما يناسب وترك ما لا يناسب  من هذه الباقة ,  وندعي في نهاية الأمر  بأننا نمارس  الديمقراطية   ,  الكثيرون يتغنون بالديمقراطية على اساس انها سلعة يمكن استيرادها  من الخارج واستهلاكها فى مجتمعنا  القبلي العشائري المحلي , وذلك بإبراز قشور الديمقراطية , مثل إنشاء مفوضية الانتخابات , وإعداد  صناديق الاقتراع , و ترويج الدعايات فى الشوارع ,  وترديد الشعارات الديمقراطية فى وسائل الإعلام  ,ظنا منهم   بأن  المجتمع يصبح  ديمقراطيا  بمجرد القيام  بذلك ,كما هو الحال  في بقية دول العالم؟ 

سنة 2011م خرج الليبيون على نظام القذافي , ونادوا بالديمقراطية وطالبوا بالتداول السلمي للسلطة , والتوزيع العادل للثروة بين الليبيين ,ما كانت هذه المطالب تتم بدون ثمن فقد دفعوا ثمن غاليا من دمائهم دون ان يتحقق اي شيء من مطالبهم حتى الساعة ؟ الليبيون لم يكن يملكون مشروعا للديمقراطية التى نادوا بها , وحتى الذين ظهروا علينا فى المشهد السياسي الليبي بعد سقوط النظام ,اقتصرت رؤيتهم للديمقراطية على اساس انها صندوق انتخابات ؟ واذا اجريت لابد هم من يفوزون   بالحكم  ؟

 كل تجارب العالم خلصت إلى أن  التجربة الديمقراطية  رغم بريقها الا انها  مليئة بالمخاطر والتحديات  ؟ العملية  الديمقراطية … قد تلد دكتاتورا شرعيا بارادة الشعب , وقد تفرز مستبدا يصفق له الغوغاء والدهماء ,وقد تأتي بمهرج يرقص فى كل مناسبة ؟ لقد جاءت النازية للحكم  في ألمانيا بالديمقراطية , حيث كانت ولادة  هتلر النازي  ولادة شرعية من رحم الديمقراطية  وفق قواعدها ولعبتها؟ 

هذه المفاهيم عن الديمقراطية غائبة تماما عن عقول الليبيين , فهم يرون في الديمقراطية غلبة وغنيمة , و لا يرون فى الاخر  المعارض لهم  شريكا  فى هذه العملية , بل خصما يجب القضاء عليه؟

اذا قبلت بالعملية الديمقراطية بمفهومها الغربي , يجب أن تقبل بكل شروطها بما فيهم خصمك اللدوذ المنافس بكل عيوبه  , وعدوك بكل مؤامراته , وغريمك بكل أخطائه,.... القاضى هو الشعب ؟  

لقد أدركنا  للتو أن القاعدة الدستورية التي طال انتظارها كانت تنسج وتصنع   فى كوليس الدولة العميقة , وما كانت الا ثوب يتم تفصيله  ليلائم البعض لكي يستثني البعض الآخر؟ سيف الاسلام القذافي ليس هو معمر القذافي حتى وإن حمل جيناته ,هذا ما يقوله لنا علم البيولوجيا , والظروف التي أتت بمعمر القذافي  , ليست بالضرورة هي نفسها التي قد تأتي بسيف الإسلام, كل المبررات التي قدمت لاقصائه  حتى الساعة غير مقنعة لقطاع واسع وعريض من أبناء  الشعب الليبي, لذا لا يجب مصادرة حق الشعب فى اختيار  ناخبيه لمجرد الحكم على جيناتهم البيولوجية ووذلك  بتسويق مخاوف البعض ممن استهوتهم السلطة , وأصبحوا أوصياء على خيارات الشعب صاحب الشرعية ؟

  اذا لم يكن هناك مانع فوق الشبهات يقنع الجميع بمنع أحدهم من الترشح , من حق الجميع  الترشح ومن تم المشاركة فى السباق الرئاسي, وليكن للشعب الليبي كلمة الفصل ؟  

اذا قبلتم بالديمقراطية ، يجب أن تقبلوا بشروطها ونتائجها،  …لستم احرص من  الشعب على مصيره…

تباوي ودبلوماسي سابق