تعرف على رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة؟

من المجنون إلى المختلة ..

منقول..

شاركت في حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي ودعمت التصويت برفض الانسحاب لحد وصفت بريكست ( المأساة الثلاثية ) ثم أنقلبت وأصبحت من أشد المؤيدين للخروج وقالت ( أن الخروج سيوفر أمتيازات أقتصادية لبريطانيا ) .. كانت ضد الملكية والعرش لدرجة قالت ( نحن الديمقراطيين الليبراليين نؤمن بأن الجميع يمتلك فرصة ، وأن الناس لا يولدون ليحكموا ) ثم أنقلبت لتأييد الملكية والتمسك بها .. عارضت توجه البريطانيين إلى أوكرانيا للقتال ثم أيدت ذلك وشجعت عليه .. أعلنت عن خطة لتخفيض رواتب موظفي القطاع العام في المناطق الأشد فقرا ثم تراجعت وألغت الخطة .. خرجت في مظاهرات ضد مارغريت تاتشر وأنتقدت سياساتها بشدة ثم أنقلبت وأعتبرتها قدوتها المفضلة التي تحب التشبه بها حتى في الشكل واللباس .. عارضت أكل اللحوم وأنضمت للنباتيين ثم أنقلبت وعادت تأكل اللحوم وتشجع عليها ..

هذه بعض من سيرة سيدة باكنغهام الجديدة ( المختلة تراس ) التي خلفت ( المجنون جونسون ) والتي وصفها أحد أعضاء البرلمان في قناة BBC بالقول ( ليست شخصاً جيداً ولا سيئاً . هي شخص غريب جداً ) ..

في هجومها على الأتحاد الأوربي قالت ( لقد تعلمنا من التاريخ أن هناك شيئا واحدا يفهمه الاتحاد الأوروبي وهو القوة ) وعن ماكرون قالت ( إذا أصبحت رئيسة للوزراء فسأحكم عليه بناء على أفعاله وليس أقواله ) وعن روسيا قالت ( إذا وصلت لرئاسة الوزراء سأضرب روسيا بالنووي ) وعن رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون ( تحاول جذب الأنتباه ويجب تجاهلها ) ..

هذه المتقلبة حد التناقض جاء بها القدر في وسط أزمات خانقة وضعت أوروبا كلها وبريطانيا خاصة في وضع خطير .. أمامها أزمات المعيشة وأرتفاع الأسعار وأزمة الغاز والكهرباء التي ستتصاعد بنسبة 80% ، وتصويت أسكتلندا على الإنفصال ، وحرب أوكرانيا وتداعياتها وتكاليفها الباهضة من المساعدات التي قاربت 3 مليار دولار ، وبروتوكول إيرلندا الشمالية .كما أنها أثارت فزع الشارع بتأكيدها عدم الإنفاق على الأسر الفقيرة .

والأكثر صدمة .. صندوق النقد الدولي في أخر تقرير له يكشف أن الهند أصبحت خامس أكبر اقتصاد في العالم ، متجاوزة بذلك بريطانيا ، ومن المتوقع أن يحقق الاقتصاد الهندي نموا يزيد عن 7% هذا العام ، وهذا يوسع الفجوة بين بريطانيا ومستعمرتها السابقة .

لم يتنفس البريطانيون بوداع المجنون جونسون حتى صدمهم مجئ المختلة تراس ، والشعب المطحون يعيش كوابيس أزمات المعيشة والطاقة والكهرباء والجفاف ، تدخل بريطانيا بثوب براق لنفق مظلم ، يراه الشعب البريطاني الذي يتابع أزدياد الجريمة وأقتحام المتاجر والمطاعم بحثا عن لقمة العيش ، بينما الساسة يعملون كوكلاء لشركات الإحتكار والنهب .. وحتما القادم لا يسر المنظومة الغربية من الخرف بايدن حتى المخبولة تراس ، خاصة أن الأخبار الواردة من الأعضاء تنذر بتفكك ومقاطعة قد تبدأ من روما التي يصعد فيها اليمين بقوة ...