اصل الداء ليس هو الاستبداد السياسي


واقع الامر يا صديقي اننا كمجتمعات متخلفة لا امل فيها على الاطلاق في اى تقدم او تنور او محاولة للحاق بركب الحضارة الانسانية ، واقع الامر القريب والبعيد اننا بعيدين عن المجتمعات المتقدمة بعد المشرق عن المغرب ، واقع الامر اننا مجتمعات وصلت الى مرحلة عليا من الامراض النفسية والاجتماعية والفكرية فصرنا اضحوكة العالم المتقدم .

واقع الامر ان هذه المجتمعات تستحق شعوبها ان ترزح تحت نير اقسى انواع العبودية والاستبداد والقهر لان تلك الشعوب نفسها تمارس بنفسها ومع نفسها كل انواع الاستبداد والقهر والاستعباد .

لا امل في اصلاح هذه المجتمعات ، ويخطىء من يظن ان اصل الداء هو الاستبداد السياسي ، لا يا سيدى ، هذا الاستبداد السياسي ما هو الا انعكاس لاستبداد ابشع منه يمارس يوميا على ارض الواقع من افراد عاديين لا يملكون سلطة او نفوذ .

لن تستطيع اى ثورة سياسية تغيير المجتمعات الى الافضل ما لم تتغير تلك المجتمعات نفسها اولا ..

لا يغرنك يا صديقي كل تلك الهبات والثورات ، اصبر قليلا وسوف تجد كل مجموعة منهم ترتد على عقبيها ساجدة لطائفتها الدينية او العرقية او سياسية ، الاساس واهن والمنطق فاسد ، الداء ليس في نظام سياسي ، الداء فى الناس .