التبو و رحلة العودة الى المربع الاول ...؟

=====================

"العودة الى المربع الاول"...

" مصطلح سياسي يراد به التعبير عن خسارة المواقف والانجازات التي تحققت بعد كفاح ومعاناة  طويلة والرجوع صفر اليدين إلى خط البداية" 



 بين شعارات...التبو أسود الصحراء ...التبو ثوار فبراير الأشاوس ...التبو حماة الحدود...التبو فرسان لا يشق لهم غبار...وبين احلام  دولة الدستور والقانون  و دسترة حقوق الأقليات...خاض التبو   صراعا  طويلا ومسلحا من أجل الدفاع عن كرامتهم...؟

 من مرزق و اوباري الى سبها الى الكفرة ...خاضوا معارك دامية.. حاول فيها  البعض  صادقا الدفاع عن نفسه وعرضه , وماله ،  بينما  حاول البعض الآخر استغلال هذا الصراع  من اجل بناء نفسه بامجاد  وهمية زائفة  على حساب أرواح مئات من  الشباب الذين ماتوا  وهم  فى عمر الزهور يحملون حلم  دولة العدل والقانون والمساواة؟... .

عند ذاك المفترق،  ضاع منا هدف الطريق   وفقدنا  حكمة العقل التى تميز بها اسلافنا... , قاده البعض هواه و أنانيته وطمعه الى ...جمع المال والثروة  وقاده البعض الآخر حبه للسلطة  الى... الكرسي والنفود ؟

وبين هذا وذاك  بحث السواد الأعظم من الشعب التباوي  عن الهوية والثقافة  والحقوق المنسية , التى خرج من أجلها في فبراير 2011م  ومات  من أجلها  نيابة عن الآخرين فى معارك  اعتقد أنها  كانت  واجبة  حيث  خاضها ببسالة لم يكن ينتظر كلمة شكر من آخرين نصبوا من أنفسهم فى لحظة غفلة  قادة وزعماء وحكاما للوطن؟

لا زال هذا الشعب  يبحث عن الهوية المفقودة  والثقافة المطموسة والحقوق المسلوبة ولم  يأبه  كثيرا  بإكرامية  حقيبة في سلطة تنفيذية أوبدعة محاصصة في سلطة  تشريعية..,وذلك  بأكرامه  بحصة نائب فى برلمان او عضوا فى مؤتمر وطنى أو وزيرا في حكومات متتالية   لازالت  تورث لبعضها البعض سياسات  الإقصاء والتهميش ؟

لا زال الشعب يبحث عن حقوقه التى خرج من أجلها  بين دعايات  تيارات سياسية , ووتهريج تنظيمات ايدلوجية , ووعود أحزاب جهوية ,  تعددت مسمياتها ولم تتغير أهدافها  في  الإقصاء والتهميش؟ .....

لا زال  الشعب يبحث عن الهوية  والحقوق الدستورية التي خرج من أجلها في فبراير 2011م  بين كواليس مؤتمر انتهت  مدته  وغير اسمه, وبرلمان جدد ولايته وفقد فعاليته,  ودستور تعسر ولادته وفقد أهميته, وحكومات  غير شرعية تبادل على رأسها  رموز فساد  وسلطة ,لم يطال  برامجها التغيير  ،  ولم تستر جسدها  الشفافية    ... هذا الشعب لم يفرحه وعد  ولم يسره شعار  ولم يسعده  إكرامية عضوية في لجنة حوار سياسي  او سكرتير  ديوان رئاسي  او وكيل وزارة وهمية او سفير فى دولة افريقية؟ 

لازال  الشعب يبحث عن الهوية والحقوق  الدستورية التى خرج من أجلها في فبراير 2011 م؟ , رغم ان هذا  الشعب نفسه ليس محصنا ضد السلبية , والاتكالية , واستلاب الهوية  والتى لم يبذل  جهد كافي للحفاظ عليها , فهو يشتم كل من ينتقده , ويلعن كل من يعمل على إيقاظه , ويزدري كل فعل يحاول انقاذه؟ لازال بعضا من أعضاء هذا  الشعب يمارس  الشرك الخفى ويؤمن بأن من نصبوا أنفسهم حكاما للوطن فى لحظة باطل هم  انفسهم من سوف يشفعون له  لنيل صك الهوية أو بطاقة المواطنة, أو دستور يضمن حق الاقلية فى العيش بسلام فى محيط الأغلبية   ؟ 

لازالت عقدة البعض  الهوية والبحث عن الجنسية مع ان احدا لا يستطيع منحها او سحبها إذا آمنت أن الوطنية والهوية لم تكن يوما صك غفران او منة    أو شهادة  ممهورة من أحد؟

لا زال السواد الأعظم من الشعب   لم يفهم  اللعبة بعد..؟.. مع ان اللعبة مضى عليها عشر سنوات  عجاف ويزيد ، وقد حصحص الحق وتبين الرشد من الغى بعد عدوان سبها , وتهجير مرزق,  وتطهير الكفرة  و التهديد بالترحيل الى ما بعد تجرهي , وقد قتل من ابنائه المئات  وحرق من  منازله  الآلاف وتهجر من نسائه واطفاله الف او يزيد ؟

الى متى نبقى دون حكمة مع ان الحياة تعلمنا كل يوم  بالفواجع والابتلاء ؟ 


الى متى يبقى  بعضا من  أفراد هذا الشعب  كحمير الديناميت يتم تفخيخهم طمعا وخيفة  كى يتم تفجيرهم  هنا وهناك خدمة لأجندات خفية لا أحد يعلم نهايتها ؟

لقد رجع البعض بهذا الشعب بغبائه   الى المربع الاول رغم كل التضحيات من اجل الوطن فى بنينا ودرنة والحقول النفطية وسبها والكفرة وأوباري  ومرزق ….واخيرا ضد الارهاب فى القطرون  ؟ , رحلة عودة مليئة بالخذلان , وبالاسى , وبالحزن ...رحلة عودة لشبابنا  بعكازات طبية , وباطراف صناعية و أطراف مبتورة ...رحلة عودة بالارامل والايتام يطاردهم الفقر والجوع والمرض الى قراهم  ...رحلة عودة لشيوخنا  إلى بيوت الطوب المهجورة فى حجارة والجديد فى سبها وبيوت الطوب المهجورة فى مرزق والى البلدة القديمة فى ام الارانب …رحلة عودة الى أيام  مصادرة التويوتا الزرقاء الباليه وأمن الدولة , رحلة عودة الى تجميع السيارات الصحراوية عند قلعة سبها واستجداء حاكمها ؟ , رحلة عودة الى سجن  حامية سبها واستبداد كتيبة فارس  والاعتقالات التعسفية لافراد الامن الخارجي والداخلي   بسبب كيس دقيق او صندوق طماطم يتم ضبطه فى سيارة أحدهم  ينقله إلى اهله في “ كوروزوا …,او وروا …,او اوزوا… ,او دركوا ؟

رحلة عودة بأمهاتنا  وعجائزنا الى افتراش الارض و  عرض وبيع الفاسوخ  والفومات وعطور  بنت السودان تحت الشمس الحارقة  امام السوق المحلي بسبها  ,وسوق النملة في بنغازي , وزناقي المدينة القديمة بطرابلس؟ رحلة عودة  اشتهى فيها  البعض وهم قلة والحمدلله  الى عهد الزمزكة , واللقاقة , والقوادة فى اهله وعشيرته لينال مقابلها  دراهم معدودات او ترقيات وظيفية؟؟

  

تبا لكم …كيف تحكمون ...؟ 

ليبيا ارضنا والصحراء لنا…  فيها نحيا ..وعلى أرضها نموت ...هذه  هويتنا..وهذا شعارنا.ولتذهب الكلاب إلى جيفتها ..؟

 ايها الشرفاء من ابناء الفقراء هيا بنا ننظم  الى حزب لا... للعودة الى المربع الاول؟؟؟؟؟ ,

 

تباوي- ودبلوماسي سابق