================================
اولا : المسار المؤسسي في العوالم التي تحترم شعوبها: ومثاله الحيّ تجسّد في حالة تنزانيا حين توفّي الرئيس "جون مغافولي" فتم تعيين نائبته "سامية حسن صلوحي" تماشياً مع نصّ الدستوري التنزاني.
ثانيا : المسار الانقلابي، في أفريقيا الفرنكوفونية: حيث اكتسبت المستعمرات الفرنسية وسماً خاصاً بها يسير نحو هذا المنحى. والمثال على ذلك حين توفي رئيس جمهورية توغو " غناسينغبي أياديما" في 5 فبراير 2005م والذي حكم التوغو الواقعة غرب القارة الأفريقية لمدة 38 سنة حيث تسارع الجيش لتسليم السلطة لنجله " فور غناسينغبي" متعدياً في ذلك على النقل المؤسساتي للسطلة وفق دستور الجمهورية، التي ينّص على أن يتولى رئيس الجمعية الوطنية ( البرلمان) الذي هو " ناتشابا واتارا " آنذاك مقاليد الحكم.
اليوم وبعد 15 سنة من ذلك الانقلاب على الدستور لا يزال " فور غناسينغبي" حاضراً في السلطة بعد العديد من التعديلات للدستور كي يتسنّى له الترشّح لرئاسياتٍ يضمن الفوز بها في كل سباق. وكل مرة فرنسا تغض الطرف عنه ، وتنظر إلى الاتجّاه الآخر طالما القصر موالياً لها.
أرى أنّ السيناريو ذاته يتكرر في تشاد ، بعدما صيّر ابن الرئيس السابق البلاد" مملكة ديبي المتحدة" وتربّع وليّ العهد "محمد كاكا" على العرش، منقلباً على الوثيقة الوطنية الجامعة التي هي الدستور، وعلى الأعراف السياسية، بعدما ظنّ تشاديو الشتات أنّ عهد الاستبداد والقمع قد ولّى، ومغامرات إطلاق أبناء ديبي النار المتكرر على المواطنين العزّل انتهى. وفي السياق نفسه، أشير أنّ زيارة الرئيس الفرنسي لتشاد وحضور تشييع جثمان المشير إدريس ديبي، تمثّل شرعنة لهذا المجلس، وهو بمصافحته غداً لرئيس المجلس العسكري كاكا ، يكون قد أقرّه، ويُفرض على الشعب التشادي الستاتسكو الجديد. سيناريو طبق الأصل لجمهورية توغو..
منقول