ماذا قال عزمي بشار احد الشخصيات القيادية المثيرة للجدل عن انتفاضة الا قصى.

184832544_1836252939878198_3418964140875571338_n.jpg


قال قائد الشرطة الاسرائيلية أن عضو الكنيست نفتالي بن غفير (من بقايا حركة كهانا العنصرية الذي شجعه نتنياهو على تشكيل قائمة دينية قومية متطرفة) هو الذي أشعل الانتفاضة بتنظيم مظاهرة مستوطنين في باب العامود والقيام باستفزازات في الشيخ جراح. هذا من منظور الشرطة الإسرائيلية العملياتي التي لا تحب ان يحدد لها نائب متطرف إيقاع عملها ويستهلك وقتها. ولكن حين تقع الواقعة تعرف الشرطة في أي طرف هي ومن هو الخصم.

1. لكن الأهم هو أن الدولة وشرطتها وجيشها ومحاكمها مستعدة لخوض حرب مدمرة لكي لا تتنازل "صهيونيا مبدئيا" عن أسسها التاريخية التي تقوم عليها والمتمثلة بإخراج عرب من بيوتهم لتوطين مستوطنين في مكانهم، ومصادرة الأرض لبناء المستوطنات، وتمتين العضلات العسكرية لمواجهة تبعات هذه الاسس الفاعلة والتي يعاد إنتاجها. فقد كانت العكسرتاريا دائما الإسرائيلية من متطلبات الفعل الاستعماري في محيط معاد.

ومهما طبع المطبعون علاقاتهم معها فإن الدولة ذاتها ترفض أن تَتَطبَّع. ومن هنا فضيحتها وفضيحتهم.

2. لا شك أن نتنياهو متحالف مع بن غفير وغيره، ويعتقد أن هذه فرصة له ولليمين. ومن حيث الجوهر كلاهما متفقان تماما على تهويد القدس.

3. الغضب العربي والفلسطيني الذي تجلى على مستوى الرأي العام في الأيام الأخيرة هو أيضا غضب على التواطؤ بالصمت وبالفعل، والاحتقان يتراكم منذ نقل السفارة إلى القدس، وإطلاق العنان للاستيطان، والاستهانة بالأقصى والاستهتار بمشاعر الفلسطينين والعرب منذ سلسلة التحالفات العربية المعلنة الأخيرة مع إسرائيل والأخيرة في أوج صلفها وتعنتها.

4. يجب أن يفكر بايدن بنتائج سياسة الولايات المتحدة في فلسطين، من السفارة في القدس اعترافُا بضمها وحتى سلاحها الذي يقصف به المدنيون في غزة، وأن يذكره أحد بحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم وعن بيوتهم، قبل أن يكرر الكليشيهات إياها عن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، لا سيما وأن من كلامه يفهم أن المدنيين هم فقط الإسرائيليون.

رضيع فلسطيني مقاوم

رضيع فلسطيني مقاوم

4. وأخيرا، إسرائيل التي قامت على أساس قرار التقسيم الظالم من العام 1947 أعادت عمليا "توحيد" فلسطين باحتلال ما تبقى منها عام 1967. وهي ترفض تقسيمها من جديد إلى دولتين. ثم تستغرب\تتفاجأ من تفاعل واقع وحدة الفلسطينيين تحت احتلالها بعد 54 عاما. القيادات السياسية المحلية تحاول بطبيعة الحال أن تكرس واقع التجزئة هذا، وتنزعج من التفاعل الحاصل، لأنها قيادات محلية وهذه حدودها، أما القيادة الفلسطينية التي تستحق التسمية فيجبب ان تسعى لخلق الإطار المشترك.

عزمي بشارة