من قال أن الدين ( عمامة وازار ) والإمام ( جلباب ولحية ) والخطبة ( فروض وسنن

…..مقال ينصح بقرأته

هذه صورة نمطية تنقل الدين من ( منهج حياة ) إلى ( طقوس وتقاليد ) .. وهو مايسعى إليه أعداء الدين بحصره داخل المسجد فقط ، ويفصلون الدين عن الحياة بكل مافيها من علاقات وتعاملات وسياسات وسلوكيات ومواقف .. كما جعلوا في الغرب التعبد منحصر داخل الكنيسة . ووظفوها لخدمة مصالح النخبة المتحكمة في الموارد والثروات ..

الدين .. علوم ومهن وأبتكار وأستشراف وقوة وأخلاق وقيم وقواعد وضوابط ..

الدين .. قلم معلم ، ومشرط طبيب ، ومسطرة مهندس ، ومفتاح مهني ، وعصا راعي ، ومحراث فلاح ، وصنارة بحار ، وخوذة طيار ، وخيال أديب ، وفلسفة مفكر ، وعدالة قاضي ، وبندقية مقاوم ، وحكمة شيخ ، وميزان تاجر ..

قال تعالى ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )

يتضح أن ( الحياة الطيبة ) بكل مافيها من سكينة وطمأنينة ورضا وقناعة مقترنة بالعمل الصالح الخالي من عقد الكذب والتزوير والنهب والحقد والكبر والخيانة والتعصب الأعمى .

لنوح ( واصنع الفلك بأعيننا ) ، ولداود ( وألنا له الحديد )

وموسى عمل أجيرا ، و زكريا عمل نجارا ، ونبينا محمد عمل راعيا ..

وكانت كل تلك المهن مقترنة بالخلق والأدب والأمانة والصدق والشجاعة والثقة والوفاء والصبر والإخلاص والإيمان .. فكانت نتيجتها التوفيق في العمل والبركة في التحصيل والقدوة في السلوك والسكينة في التفاصيل ..

اليوم ، دول تملك تريليونات الدولارات ، تملك أسلحة نووية ، تملك حاملات وغواصات وطائرات ، لكنها عاجزة أمام فيروس لايرى بالعين المجردة .. أضطرت لعزل مدنها ، وإغلاق مصانعها ، وتوقف طيرانها ، وشلل أقتصادها ، وإفلاس بنوكها ، وتحويل جيوشها إلى الشوارع لمنع الناس من النزول ، وأكتفت بإحصاء الموتى المتزايد كل ساعة ، وقالت بصريح العبارة أنتهت حلول الأرض والأمر متروك للسماء .. ونزل من عليائه ، ذلك الأنسان المتأبط شره ، والمتكبر بماله ، والمغتر بنفسه ، المتعصب لعرقه ، والمتجبر بأحلافه ، والظالم بأساطيله .. وتوجهت الأنظار لأولئك العلماء والمبتكرين لعلهم يتوصلون لوصفة ناجحة .. فكان الأضطراب سيد الموقف ، والمناكفات والإتهامات والأبتزاز حصيلة العلاقات حتى داخل الحلف الواحد ، والتوجس والخوف والرعب عنوان التخمينات والتوقعات .. والعجز رسم شكل الملامح وطغى على نبرة الصوت ..

نحتاج فهم درس الأحداث ، وهدف الوجود ، ورسالة الحياة ، وبوصلة الطريق التي حتما معبدة بالإبتلاء والمكابدة .. ووعي عمق وجوهر محطات الخلق والموت والبعث والحساب والجزاء ، وهذا يتأتى بقدرتنا علي أستيعاب المؤثرات التي تتقن فن الأحتواء والترويض والغسيل والترهيب والتوجيه لتشويه الوعي وطمس التنوع وقتل الإبداع وزرع الهزيمة في الذات ..

نحتاج العلم والعمل والفهم والوعي كما نحتاج الدعاء والإيمان والصلاة