…
بدأ العد التنازلي للسراج ..
مقال تحليلى منقول ….
السر في فهم الاوضاع الحالية في طرابلس ربما يكون في قراءة كلمة مندوب روسيا في مجلس الأمن يوم 5 سبتمبر الماضي
المندوب الروسي حذر من مبادرات وتحركات في ليبيا يخشى عقباها
وقال ان السلطات في طرابلس لديها قدرات محدودة في السيطرة على الأوضاع وتعتمد على جماعات مسلحة وفشلت في توحيد الأجهزة الأمنية والمؤسسات السيادية وحتى مشروع الحرس الرئاسي لا يزال حبرا على ورق
واضاف ان الليبيين يعانون من أوضاع اقتصادية مزرية والتصعيد العسكري الحالي هو نتيجة لعدم تمكن الحكومة من تحقيق أدنى درجات الرفاهية لليبيين رغم مرور اكثر من سنتين على وصول الحكومة لطرابلس وتصر بعض الاطراف على اعطائنا صورة وردية عن الاستقرار في العاصمة
وأكد ان اموال النفط هي ملك لجميع الليبيين وليس لبعضهم ولا يجب استخدامها للمقايضة
وأشار المندوب الروسي الى نقطة غامضة وهي ان روسيا لن تسمح بتكرار السيناريو السوري الحالي في ليبيا.
وختم قائلا ان روسيا تدعم الإنتخابات في نهاية العام الحالي ولكن يجب توفير الظروف المناسبة حتى لا تفتح الجراح ونواجه صدام مسلح جديد ..
في الحقيقة المندوب الروسي ارسل اشارات للعديد من الأطراف داخليا وخارجيا ويمكن فهمها في سرد لما يحدث في العاصمة ...
عندما اجتمعت الاطراف المتحاربة في العاصمة مع غسان سلامة في الزاوية يوم 4 سبتمبر نقل اليهم ان المجتمع الدولي لن يسمح بدخول قوات عسكرية للسيطرة على العاصمة بقوة السلاح واستهداف المدنيين وتهجير العائلات وتدمير الاحياء السكنية ومؤسسات الدولة. وكان رد ممثل اللواء السابع هو اننا لم نستهدف المدنيين، ومن قصف المدنيين هم مليشيات تابعة لغنيوة وانتم وطائراتكم التي تراقب الوضع في طرابلس تعرف ذلك والهدف منها هو استدعاء التدخل الأجنبي لحماية المدنيين ووقف القتال لمنع تقدم اللواء السابع ونحن نعرف ذلك يا غسان سلامة ...
في الاجتماع الثاني لتمديد الهدنة في 9 سبتمبر قال ممثل اللواء السابع لغسان سلامة اذا لم تنفذ شروطنا في حل المليشيات ونزع سلاحها فإننا سندخل الى طرابلس بالقوة ولديكم اسبوع اخر لذلك ...
ما سمعه غسان سلامة كان تهديد من مصدر قوة تعرف ما تخطط له وتعمل وفق استراتيجية دقيقة وهدف واضح ولا يمكن ان تخطط لذلك مليشيات محدودة التفكير والقدرات العسكرية
سارع سلامة صحبة ستيفاني وليامز ومستشاريه الأمنيين بالأجتماع بالسراج وكبار قادته العسكريين في مقر الحكومة بطريق السكة ... وأخبرهم سلامة عليكم بالإسراع والعمل على مسارين. الأول هو توقيع الإصلاحات الإقتصادية لطمأنة المواطنين والثاني طلب مساعدة دولية لحماية المدنيين في العاصمة ولو بإستخدام الطيران ضد القوات المهاجمة بالإضافة الى اتخاذ كل التدابير الأمنية للدفاع عن العاصمة ... واضاف سلامة ان الخبراء الامنيين التابعين للبعثة الاممية سيساعدونكم في ذلك
في اليوم التالي اجتمعت ستيفاني وليامز ومعاونيها مع اسامة جويلي ومحمد الحداد وعبد الرحمن الطويل وعبد الباسط مروان ووكيل وزارة الدفاع وقادة الاركان البرية والجوية ... وقدم لهم خبراء الأمم المتحدة خريطة توضح اين يجب وضع قوات الدفاع عن العاصمة وما هي المناطق التي يجب حمايتها والتركيز عليها بالإضافة الى خطوط وضعوها على الخريطة قالوا انها خط الدفاع الأول والثاني والثالث حول وداخل العاصمة ...
وأجرى غسان سلامة اجتماعا عبر الفيديو كونفرنس (Video Conference) مع السفراء والدبلوماسيين الاجانب المقيمين في تونس وقال لهم عليكم القيام بكل ما تستطيعون لحماية العاصمة من الهجوم عليها لأنه اذا دخل اللواء السابع طرابلس ستسقط الحكومة والمجلس الرئاسي وسيتعرض المدنيون للخطر والمدينة للتدمير ..
بعد مداخلة سلامة، السفير الروسي لدى ليبيا والمقيم في تونس اجتمع بالقائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية "دونالد بلوم" والمتواجد في تونس ايضا وقال له ان روسيا لن تسمح بإستخدام اي طيران ضد اي قوة اذا جرت اشتباكات في طرابلس لأن الإتفاق الروسي الامريكي هو السماح للمقاتلات والطائرات بدون طيار الامريكية بالدخول الى ليبيا لمراقبة واستهداف تنظيم داعش والجماعات الإرهابية فقط ...
وغادر السراج طرابلس وتوجه الى تونس قبل يومين للقاء قائد الافريكوم الجنرال والدهاوسر في مقر السفارة الامريكية في تونس وطلب تدخل سلاح الجو الامريكي لصد الهجوم على العاصمة لحماية المدنيين والذين استهدفوا بالقذائف العشوائية من قبل اللواء السابع، فكان رد قائد الافريكوم انه ليس لديه أي تعليمات من البنتاغون بإستخدام الطيران ضد اللواء السابع واضاف والدهاوسر أما بالنسبة للقذائف العشوائية فمصدرها ليس اللواء السابع ...
وبعد زيارة حاطفة للندن ولقاء عائلته التي أبلغها ان أيامه في الرئاسي اصبحت معدودة، عاد السراج لطرابلس وهو في شدة الغضب لخذلان الأمريكان له واجتمع بعمداء البلديات وصرخ فيهم اننا بذلنا كل ما يمكن لإيقاف الحرب في العاصمة وان الاصلاحات الاقتصادية التي وقعنا عليها مهددة بالفشل فرد عليه احد العمداء ولماذا لم توقعوا على الإصلاحات الإقتصادية قبل الآن وانتم في طرابلس لأكثر من سنتين وساهمتم في نهب المال العام بالمليارات عبر منح المليشيات وشركاتهم الوهمية الاعتمادات المستندية ...
وقال له عميد بلدية آخر ان مؤتمر القبائل الذي جرى في ترهونة اعطى مهلة 3 أيام للمليشيات بالخروج من طرابلس فماذا ستفعل؟ فكان رد السراج: أنا قاعد هنا ...
مظاهرات اليوم في العاصمة التي كانت تهتف برحيل السراج ربما كانت المسمار الأخير في #نعش_السراجوالمجلس الرئاسي ..