اللعبة القبيحة لمونديال قطر (3).. بين تهديد حياة الآلاف وملاذ تركيا الأخير
تقرير منقول ينصح بقرأته:
خرجت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، بتقرير مدوي حول فوز الملف القطري بمونديال 2022، حيث إنها كشفت أن الفريق المكلف بملف قطر لاستضافة كأس العالم لجأ إلى "عمليات سوداء" سرية في حملة دعائية لتقويض ملفات الدول الأخرى المنافسة.
وأسفرت النتيجة النهائية في تصويت استضافة مونديال 2022، عن حصول الفريق القطري على 14 صوتًا، مقابل 8 أصوات للجانب الأمريكي في المرحلة الأخيرة، بعد خروج أستراليا، كوريا الجنوبية واليابان من المراحل الأولى.
وأشارت صنداي تايمز إلى أن رسائل إلكترونية وصلتها من أحد المبلّغين عن المخالفات، يظهر أن الفريق المكلف بالملف القطري دفع أموالا لشركة علاقات عامة أمريكية وعملاء سابقين في وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" لتشويه منافسيهم، وأبرزهم الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، وذلك خلال حملة قطر لاستضافة مونديال 2022.
وحسب صنداي تايمز فإن المسؤولين القطريين تعاقدوا مع أطراف عديدة، لتصدير انطباعات بأن ملفات الدول المنافسة لا تلقي دعمًا داخليًا، وهو ما يُعد انتهاكًا واضحًا لقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حسب ما أكدته الصحيفة البريطانية، حيث تحظر لوائح الفيفا على مسؤولي ملفات الدول المرشحة القيام بأي بيانات مكتوبة أو شفوية من أي نوع تمس ملفات المنافسين بشكل سلبي.
بلاتر يفتح النار
تقرير صنداي تايمز، أثار العديد من الجدل وردود الأفعال، أبرزها تغريدة السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي فتح النار من جديد حول الملف الأسود لقطر في تنظيم كأس العالم، بعد كشفه أن تدخلات سياسية، من رئيس دولة أوروبية، ساعدت في حصول الدوحة على تنظيم مونديال 2022.
بلاتر كتب عبر حسابه الشخصي على تويتر: "أخبار سيئة.. قطر متهمة بالتشهير بالدول الأخرى التي تقدمت لاستضافة مونديال 2022، الحقيقة هي أن قطر استخدمت التدخلات السياسية من أجل الفوز بشرف تنظيم كأس العالم، كان ذلك عن طريق تدخل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لدى ميشيل بلاتيني نائب رئيس الفيفا السابق.. المزيد من المعلومات ستجدونها في الفصل العاشر من كتابي (حقيقتي)".
Bad news: Qatar accused of denigration of other bidders! Fact is Qatar won after a political intervention by the former French President Sarkozy to FIFA Vice-President Platini. More information in my book ‚Ma verité‘ chapter 10. #Qatar #FIFAWorldCup2022 #FIFA #AFC
— Joseph S Blatter (@SeppBlatter) July 29, 2018
عنوان ديلي ستار
ولم يكتف هذا عند تغريدة بلاتر، حيث عنونت صحيفة "ديلي ستار" الإنجليزية، في عددها الصادر صباح اليوم، عنوانا مثيرا للجدل، يفيد استضافة إنجلترا مونديال كأس العالم 2022، وجاء في مستهل التفاصيل التي أفصحت عنها الصحيفة أن دولة قطر المقرر لها استضافة مونديال 2022، انتهكت بعض القوانين وخالفت اللوائح الدولية في حملتها لاستضافة الحدث الأكبر كرويًا.
وأفصحت الديلي ستار عن حصولها على وثائق مسرّبة تبيّن أن فريق ملف قطر كلّف شركة علاقات عامة أمريكية وعملاء سابقين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي أيه" بتشويه صورة المنافسين لها، خاصة الولايات المتحدة وأستراليا.
تقرير صنداي تايمز، فتح الباب من جديد حول إقامة مونديال 2022 في قطر، وفيما يلي نستعرض الصعوبات التي تواجه الدوحة:
تهديد حياة آلاف الأشخاص
أشارت صحيفة «الجارديان» البريطانية، في تقرير سابق لها إلى أن آلاف المهاجرين من العاملين في مواقع الإنشاء الخاصة بالبنية التحتية لاستضافة قطر لمونديال 2022، مهددون بفقدان حياتهم بسبب الرطوبة والحرارة المرتفعة في الإمارة الخليجية.
ووفقًا لبحث جديد قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في بيان شديد اللهجة، إن السلطات القطرية ترفض توفير المعلومات الأساسية سواء بشكل عام أو خاص حول تحقيقاتها بشأت مئأت العمال، الذين يلقون حتفهم بسبب الطقس هناك.
وأوضحت المنظمة أن ملايين العمال يعرضون أنفسهم لخطر شديد بسبب عدم التزام قطر بقوانين العمل، وأشارت إلى أن وضع ضوابط واضحة لتحديد ملامح العمل إلى جانب التحقيق بشكل مستمر وتوفير المعلومات حول عدد وفيات العمل يعد أمرا أساسيا لحماية أرواح العاملين في قطر، وخاصة بتقليص عدد ساعات العمل بسبب الحرارة المرتفعة.
وفي عام 2012، أعلنت الحكومة القطرية عن وفاة 520 عاملًا من بنجلاديش والهند ونيبال في مواقع العمل، ومن بينهم 385 شخصًا توفوا لأسباب رفضت السلطات القطرية الإعلان عنها، وذلك وفقًا لمنظمة «هيومان راتيس ووتش».
وفي العام الماضي، أخبرت الحكومة القطرية المنظمة عن وفاة 35 عاملًا بسبب السقوط من أماكن مرتفعة في مناطق العمل، وذلك بدون الوضع في الحسبان الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية والأسباب الأخرى التي ترفض قطر الإعلان عنها.
وبعد الإعلان عن حصول قطر على شرف تنظيم المونديال في عام 2010، كان من المفترض إقامة البطولة في الصيف كما كان معتادًا في النسخ السابقة، قبل أن يتم تنظيم البطولة في شهر الشتاء بسبب الحرارة المرتفعة في الإمارة الخليجية، وهو أمر جيد للغاية لم يتم مراعاته بالتبعية مع نحو 2 مليون مهاجر يعملون في المواقع الإنشائية الخاصة بالمونديال في قطر.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هناك نحو 10 عمال لقوا حتفهم في المشاريع الخاصة بالمونديال في الفترة ما بين أكتوبر من عام 2015 وحتى شهر يوليو 2016، من بينهم 8 أشخاص في العشرينييات، ومن بين الثمانية 3 أشخاص ليس لهم علاقة مباشرة في العمل في مواقع التشييد، ولكنهم توفوا بسبب أزمات قلبية وضيق في التنفس.
واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش الحكومة القطرية واللجنة المنظمة للمونديال بالإهمال المتعمد في الحفاظ على سلامة وصحة العاملين، مشيرة إلى أن أنظمة التبريد التي تعتمد عليها غير كافية وتهدد سلامة العاملين.
ملاذ تركيا الأخير
من جانبها أشارت صحيفة "تيليجراف" البريطانية إلى استعداد الشركات الغربية المسؤولة عن بناء الملاعب الخاصة بتنظيم قطر لمونديال 2022 لوضع خطة طوارئ، لمغادرة قطر بسبب المشاكل الدبلوماسية التي تعاني منها مع دول الجوار في الخليج العربي.
وقالت الصحيفة البريطانية نقلًا عن مصدر بارز في ذلك القطاع أن العديد من الشركات متعددة الجنسيات بدأت بالفعل في المغادرة أو تقليص عدد العمالة في قطر على أقل تقدير، حيث إن العقوبات التجارية المفروضة على الدوحة تهدد باستكمال برنامج عملية البنية التحتية التي تصل تكلفتها إلى 160 مليار جنيه إسترليني، التي تحتاج قطر إلى إنهائها في خلال عامين والتي تشمل 8 ملاعب حديثة و60 ألف غرفة فندقية ونظام مترو جديد استعدادًا لتنظيم المونديال.
وتقود الشركات البريطانية والأمريكية الدور الأكبر في مشروعات بناء ملاعب المونديال، ولعل أبرزها، ووفقًا لمصدر بارز رفض ذكر اسمه للصحيفة البرطانية، فإن العقوبات التي فرضتها الإمارات الأسبوع الماضي تجبر الشركات على الانسحاب من قطر حماية لاستثماراتها ولحماية حقوق عامليها.
وأشار مصدر آخر للصحيفة البريطانية أن العديد من الشركات تعمل في الدوحة وأبو ظبي، وينبغي عليها الآن الاختيار بين الاثنين، وذلك باستثناء شركة إيكوم التي تربطها علاقات قوية بقطر وعملها في القاعدة العسكرية الأمريكية المتواجدة هناك، التي تعرف باسم "العديد".
ومن جانبه قال محام يعمل مع الحكومة القطرية، إن وضع بعض الشركات لخطة طارئة لمغادرة البلاد يعد رد فعل مبالغا فيه للغاية، خاصة أن تركيا حليفة قطر بإمكانها التدخل لإنقاذ الموقف والمساعدة في استكمال بناء المشاريع.
وتعاني قطر بسبب الحظر المفروض عليها في مجال التجارة والسفر من توقف حتى المشاريع الصغيرة بسبب الصعوبة في إيجاد الموارد التي تحتاج إليها، وعلى الرغم من توافر العديد من الموارد لبناء مشروعات كأس العالم، التي وصلت لقطر عن طريق الممر البري الذي يربطها بالمملكة العربية السعودية قبل توتر العلاقات، إلا أن قطر لا تزال بحاجة إلى نحو 36 ألفا من العمالة المهاجرة هذا العام والعام المقبل لإنهاء المشاريع.
وبدوره قال جراهام روبنسون، الخبير الاقتصادي، إن العقوبات المفروضة على قطر من دول الجوار ستتسبب في ارتفاع تكلفة عملية البناء للضعف هذا العام فقط، الأمر الذي يضع ضغوطات كبيرة على كاهل قطر للوفاء بالتزامتها.
يذكر أن استعدادات قطر لتنظيم مونديال 2022 باتت مثارا للجدل في الأعوام الأخيرة بسبب انتقادات من منظمات حقوق الإنسان بشأن معاملة العمال المهاجرين، إلى جانب ارتقاع درجة الحرارة في دول الخليح والتي تصل إلى 50 درجة مئوية وهي درجة تصعب من إقامة البطولة في الصيف، إلى جانب قضايا الفساد والرشاوي التي أثيرت من الفيفا مؤخرًا حول نزاهة قطر في الحصول على حق تنظيم البطولة.