ليس هناك من داعٍ لتشدق الأخوة في الحركات الإسلامية في بلاد العرب بالانتخابات تلتركية وفوز الرئيس أردوغان، ففكرة أردوغان عن النظام الإسلامي في الحُكم تختلف تمامًا عن فكرة الاخوان والسلفيين وداعش وجبهة النصرة والقاعدة وهلم جر من المسميات المذهبية، وإن كان في الظاهر يناصر بعضها فهو يستغلها قدر المستطاع في توسعة نفوذه وتأثيره خارج تركيا.
فنظام تركيا لا يهتم لما يشغل عقول "شيوخنا" من أمور، ولا يُصرح في مناظراته عن الخمر والمايوه والنقاب لأنه يعلم أنه قادم ليحكم دولة، فأردوغان قالها في القاهرة تركيا دولة علمانية.
فهل تقبل أنت ك (اسلامي) بمنهج وقانون أردوغان العلماني؟!
إذا كنت تريد أن تكون مصر أو فلسطين أو سوريا أو أي قطر عربي مثل تركيا الحديثة في الاقتصاد والصناعة والسياحة التي خطط لها أن تصل إلى أكثر من 40 مليون سائح في السنوات القادمة، والسياحة كما تعلم عصبها هي الحرية والعلمانية.
لاحظ، أسئلتي ستكون من منظورك أنت عن الحكم، أي أخاطبك بنظرتك وفهمك وأمنياتك أنت عن الدولة الاسلامية.
- هل تقبل أن يكون في وطنك شارع مثل شارع الاستقلال وسط اسطنبول، هل تقبل أن يكون عندك حي مثل " أكسراي".
- هل تقبل أن يكون لديك شاطئ مثل شاطئ مرمريس، عليه ما لذ وطاب من الجمال والدلال والحرية، التي هي بمُسمّاك: فُجور.
- هل تتقبل الأحضان والقُبل التي تحدث بجانبك في "الدُلمش"، والمواصلات العامة، سيما أنك تعتقد أن البلاء في بلادك سببه لبس " الفيزون".
- هل تقبل أن ُيقابل المسجد الخمارة ولا يفصل بينهما سوى شارع أقل من مترين. يعني الباب في الباب.
- هل تستطيع أن تترك أختك تبيع في محل تجاري في الليل، وتتركها على راحتها، أم ستقول فقط تعمل مُدرّسة أو ممرضة. هل تتقبل أن تتخلى عن فكرة الوصي.
- قبل أن أنسى، هل تقبل أن تُقيم دولتك علاقات كاملة مع اسرائيل، وتعاون عسكري واقتصادي وسياحي، واستخباراتي، وأشياء أخرى.
- هل تقبل أن تكون المدارس الثانوية مُختلطة، هل تقبل أن تُباع الخمور، وتُقام الحفلات في البارات والملاهي الليلية في أحياء دولتك، كما تقام الصلاة والتعبد.
- هل لديك القدرة والاقتناع على تقبل كل الحرية الموجود في تركيا .. فكر فيها وتصالح مع نفسك وإرسالك على بر، وقل لي بعدها هل هذا هو الاسلام الذي تقصده، أم أنك لا تعي ما تقول؟! وهل ستقبل أن يتجسد ما في هذه الصورة، وأن يصبح حقيقة من لحم ودم ويمشي في ربوع دولتك دون أن تقول عنهن أنهن "مش لاقيات حدا يضبهن".
حاول تشميس عقلك وافهم منيح، ولا تظن بالمرة أن أردوغان يسعى لتطبيق فكرتك عن الإسلام لكن الظروف غير مواتية، تضحكش على حالك، أروغان عارف ماذا يريد (بغض النظر عن سياسته وحكمه) المهم أن تعرف أنت ماذا تريد.