المراهقة السياسية...

th.jpg

عندما تجد في بيتك مراهقا فانك تعيش حالة من التوتر فانك لاتستطيع معرفة ردود أفعاله ولا المؤثرات التي تحفزه على القيام بحركاته وايماءاته وتصريحاته

وهو غالبا ما يرى نفسه انه يعرف كل شيء وعلم الحقيقة كاملة ،والحقيفة ان المراهق لايحتمل التغيرات الفسيولوجية والجسمانية التي تصل الى تغير نبرات صوته ومن هنا يحاول ان يشعر الاخرين بوجوده وقوته بابراز عضلاته أيضا .

لذا التعامل مع المراهق في البيت تحتاج الى مزيد من التروي والدراسة ولابد من التحلي بالصبر لان التجربة معه قد لاتجد لها اي تفسير في الكتب التي تناولت موضوع المراهقين وتبقى المشكلة قائمة حتى يصل الى مستوى الرشد الذي تستطيع معه مراجعة افعاله بعد ذلك وربما تستطيع معاتبته او معاقبته في بعض الاحيان عندما يصل الى مرحلة يستوعب فيها النقاش والنصيحة .

في الازمة الليبية و منذ فبراير 2011م برز الى المشهد مراهقون سياسيون(وهم اشخاص لم ينضج وعيهم السياسى بعد) يحاولون ان يحشروا انوفهم في كل حادثة ويفتون من غير علم , هؤلاء المراهقون لم يعرف لهم تاريخ سياسى فى السابق ولا التعاطى مع الامور السياسية فهم فى احسن الاحوال كانوا من عامة الناس واصبحوا بعد فبراير بقدرة قادر محللون سياسيون و زعماء مليشيات ورؤساء احزاب وهمية ليس لها وجود على الارض  أو حتى وجهاء قبائل برزوا على السطح واصبحوا   يتصدرون وسائل الاعلام ليشبعوا الارهاصات التي تدفعهم الى الظهور والاستعراض

ولاتجد لهؤلاء المراهقين فى السياسة كابحا فهم بمجرد ان تعلموا بعض المصطلحات السياسية السطحية  او جلسوا في اجتماع مع اطراف سياسية اجنبية قفزوا ليبوحوا بما يملكون من معلومات وكان صدورهم لاتحتمل سرا واحدا من الاسرار التى بالعادة يحتفظ بها اى مسؤل سياسى محنك وكثيرا مايحرج هؤلاء المراهقون مستضيفيهم باخطاء كارثية فى الثقافة نتيجة ضحالة المعلومات .

تعانى الساحة الليبية حالة من القلق بسبب وجود هؤلاء المراهقين والذين  لا يفقهونا في عالم السياسية وما يجري في الساحة الليبية والدولية  من صراع تدخل فيه عشرات الدول ومخابراتها وربما استغلت هذه الاجهزة المخابراتية  حالة هؤلاء وبدأت تستغلهم في أقل صراع يجري بين هذه الاطراف و الكتلة او تلك ولذا نجد الكثبر من الازمات بسبب هؤلاء

وفي بعض الاحيان نجد ان هؤلاء لاتستطيع قبيلته او حزبه او منطقة كبح جماحهم لاسباب متعددة منها عدم نضوج من ينتمى لهم ايضا  وربما تعيش هى الاخرى  نفس الحالة وهو امر خطير

فعندما لاتعيش المجموعة البرلمانية  او وجهاء المنطقة  او حتى الحزب السياسي مرحلة الرشد وتدور في دائرة المراهقة السياسية والانفعالية غير المبررة فانها تسبب الكثير من الازمات.

نمودج المراهق السياسى متوفر بكثرة فى مجلس النواب وفى مجلس الدولة وفى حكومة الوفاق ويتصدر المشهد فى وسائل الاعلام حيث يقفز من محطة الى محطة عبر الاثير؟من مواصفات هذا المراهق :انه يستفز بسرعة ؟ يفتقد اساس المنطق والحوار الديمقراطى وقبول الرأى الاخر؟ ينحاز بسرعة ويتعصب الى منطقته او قبيلته؟ يقفز فى نقاشه من العام الى الخاص والعكس بسرعة؟ دائما افكاره هى الصح ويجب قبولها  وما عداها خطأ ويجب ادانتها؟

اترك للقارىء مهمة استطلاع وتعيين  هذا النوع من المراهقين السياسين على المشهد الليبى.