مشكلة التبو فى ظل وجود وغياب الدولة فى المثلث االنيجر وليبيا وتشاد؟

43364701_2243822839195310_3241057543618822144_n.jpg


مشكلة التبو فى ظل وجود وغياب الدولة ما بين مثلت النيجر وتشاد وليبيا؟
دراسة للكاتب بجيروم توبيانا وكلاوديو غراميز...

الحلقة رقم -2
النتائج الرئيسية لورقة البحث::

•منذ استقلال تشاد في عام 1960 ، تعرض شمال الدولة لحالات تمرد متعاقبة. وقد

خضعت تيبستي لما يزيد على عشرين عاما لسيطرة بسيطة للدولة وما يقارب

من خمسة وثلاثين عاما لسيطرة مختلف فصائل المعارضة المسلحة. وساد

الاستقرار والأمن النسبي البلد منذ أن ألقى آخر من تبقى من متمردي الحركة من

أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد سلاحهم في عام 2011 ، بالرغم من ظهور

بعض أشكال المعارضة للدولة مجددا في الفترة الأخيرة. وقد ظهرت هذه المعارضة

ردا على حمى الذهب في المنطقة والصراعات العنيفة بين المنقبين والمجتمعات

المحلية خلال الفترة ما بين عامي 2014 و 2015 وإدارة )سوء إدارة( الدولة

للتوترات ذات العلاقة.

•منذ عام 2012 وما بعد ذلك، تسبب اكتشاف الذهب بتدفق هائل للمنقبين إلى

المنطقة، الأمر الذي أشعل فتيل الصراعات بين التيدا والمنقبين. ونظرا لانتماء

المنقبين بشكل رئيسي إلى المجموعة العرقية التي ينحدر منها الرئيس إدريس ديبي

)البيري أو الزغاوة(، فإن هذه التوترات زادت العداوة المحلية للسلطات التشادية.

10 مسح الأسلحة الصغيرة مشروع التقييم الأساسي للأمن البشري ورقة العمل 43

وقامت ميليشيات الدفاع عن النفس من التيدا التي تشكلت لحماية المنطقة من تدفق

المنقبين بتحويل نفسها بشكل بطيء إلى قوة مستقلة بذاتها رافضة للدولة المركزية.

•بالرغم من عدم النظر إلى الحكومة التشادية بعين الرضا دائما، تبدو الغالبية

العظمى من سكان تيبستي غير راغبة كثيرا بوقوع تمرد جديد. وحتى تواجد

جماعات المعارضة المسلحة التشادية في جنوب ليبيا المجاورة لم يجعل التمرد

أكثر جاذبية.

•بالرغم من محاولتها عدة مرات منذ عام 2011 ، فإن الدولة التشادية تبدو غير قادرة

على فرض سلطتها بالكامل على تيبستي. ويعزى هذا الأمر إلى عزلة المنطقة،

والتردد الدائم للسكان المحليين في تقبل ما يعتبرونه سلطة خارجية، وعدم استقرار

تلك السلطة، والتجربة السيئة لبرنامج التنمية الذي تم إطلاقه في عام 2012 ، والذي

بدأ بالانهيار في أوساط عام 2014 .

•من الناحية التاريخية، فإن الزعماء التقليديين كانوا المصدر الرئيسي

للاستقرار والأمن في تيبستي. غير أن التهجير والانقسامات التي عانت

منها جماعة التيدا تسبب بإضعاف نفوذهم وتأثيرهم بشكل كبير. وتفاقم

هذا الوضع بشكل أكبر مع تزايد عدد الزعماء على يد الحكومة بعد انتهاء

التمرد. وإضعاف السلطة التقليدية يوضح سبب تنامي معارضة التيدا في

تشاد وليبيا لسلطة الدردي )الرئيس الحاكم الذي لعب تاريخيا دور الحكم في

النزاعات والحامي للقانون العرفي(.

•على كلا جانبي الحدود الليبية – التشادية )إضافة إلى النيجر(، يملك التيدا هويات

متعددة ومتغيرة. فمن يعيشون في ليبيا، و الذين عانوا من التهميش في ظل حكم

القذافي الذي استغل مطالبتهم بالحصول على الجنسية الليبية، لعبوا دورا هاما

في ثورة عام 2011 في ليبيا. ومن حينها، فإن القوى في شمال ليبيا، والجماعات

العربية وجماعات الطوارق المنافسة في جنوب ليبيا تنظر إلى مطالبتهم بالحصول

على المواطنة الليبية الكاملة بنوع من العدائية.

•تُظهر ميليشيات التيدا في جنوب ليبيا أحيانا علامات على الوحدة عند مواجهة

عدو مشترك. ولكنها تعمل في ظل قيادات منفصلة وتعاني من انقسامات داخلية

ومعظمها عبارة عن جماعات مسلحة مستقلة مستعدة للتحالف مع غيرها من القوى

بصورة انتهازية.

•من منظور إقليمي، فإن استمرار الوفاق التشادي- السوداني منذ عام 2011 قد

مكّن الدولتين من التركيز على المخاطر الأخرى التي تتهدد حدودها، وخصوصا

تلك التي أفرزتها حقبة ليبيا ما بعد القذافي. فتشاد والسودان يدعمان أطرافا

توبيانا وغراميزي مشكلة التبو 11

متعارضة في الصراع الليبي؛ حيث يسعى السودان بشكل رئيسي إلى إقامة نظام

صديق في ليبيا، في حين ترى تشاد أنه من الضروري منع حركات المعارضة

المسلحة أو الجماعات الجهادية من استغلال الفوضى في ليبيا من أجل اختراق

مناطقها الشمالية. وفي هذه الأثناء، فقد قامت جماعات المعارضة المسلحة من كلا

البلدين بترسيخ جذورها في التراب الليبي، متأملة في الحصول على دعم القوات

الليبية المعادية لحكوماتها.

•قامت جماعات المعارضة المسلحة من تشاد ودارفور وميليشيات "الجنجويد"

السودانية بشكل منتظم بعبور الحدود في المنطقة. وقد شوهدت هذه الجماعات

في ليبيا تحديدا منذ عام 2011 . وقام العديد منها بالتنقيب عن الذهب في الصحراء،

وبعضها يقدم خدماته كمرتزقة وخصوصا في ليبيا، في حين يشارك آخرون في

التهريب وقطع الطرق. وتعتبر الإخفاقات المتكررة لاتفاقيات السلام وعمليات إعادة

دمج المتمردين وقلة الفرص الاقتصادية وغياب البدائل السياسية في تشاد وعدم

الاستقرار في ليبيا واستمرار العنف في دارفور العوامل الرئيسية من بين العديد من

العوامل المؤدية إلى تدويل الفصائل المسلحة في المنطقة واستقلالها المتنامي.

•خلال الفترة ما بين عامي 2011 و 2013 ، عبرت تدفقات الأسلحة غير الشرعية من

الترسانة الليبية المنهوبة شمال تشاد. ويبدو أن هذه التدفقات قد نضبت، غير أن

تدفقات الأسلحة الفردية لا تزال مستمرة وتغذي السوق المحلي في شمال تشاد.

ويظل الطلب مرتفعا نسبيا وقد تزايد نتيجة لحمى الذهب في تيبستي. وساهمت

سهولة الوصول إلى الأسلحة الليبية في تسليح جماعة التيدا التشادية.

ومن الضروري تسليط مزيد من الضوء على مناطق التيدا الشاسعة والمناطق

الحدودية بين تشاد وليبيا. فهذه المنطقة المعقدة مهمشة جغرافيا غير أنها هامة

جدا لأمن المنطقة 1. ولكن من المهم أن لا ينحصر التركيز فقط على البعد العسكري،

كما فعلت التدخلات الغربية التي جاءت استجابة للأزمات في ليبيا وشمال مالي.

وبدلا من ذلك، ينبغي موائمة التدخلات الاجتماعية والاقتصادية مع احتياجات

المجتمعات المحلية وينبغي أن ترمي إلى دمج هذه المجتمعات في الدولة. ومن

دون القيام بذلك، فإن هناك خطرا واضحا وجليا يتمثل في ازدياد تهميش هذه

المجتمعات على الحدود في شمال تشاد وجنوب ليبيا وشمال دارفور في دولها.

وهذا الأمر بدوره قد يؤدي إلى تزايد أعداد الشباب المستعدين لتقديم خدماتهم لمن

يدفع )كرجال ميليشيات أو متمردين أو مرتزقة أو قطاع طرق( أو للمشاركة في

عمليات التهريب والإتجار عبر الحدود.