على مدار الخمسين عاما الماضية، عانت الصحراء التشادية من فترات حرب أكثر مما نعمت بفترات سلام، بما في ذلك حالات التمرد والعصيان المتكررة. وفي أقصى شمال تشاد، كان نجد تيبستي خاضعا لسيطرة حركات المعارضة المسلحة أكثر من خضوعه لسيطرة الدولة التشادية. وقد لعب سكانه، من قبيلة التيدا (أو التبو) وهم يعيشون أيضا في جنوب ليبيا وشمال شرق النيجر، دورا رئيسيا في التمردات الثلاثة التي وقعت في هذه الدول. ويكمن سر قوتهم في سيطرتهم على منطقة تيبستي الجبلية والطرق الصحراوية المحيطة بها. وآخر تمرد في ، قادته الحركة من أجل الديمقراطية 1997شمال تشاد، والذي بدأ في أواخر عام . وخلال 2011والعدالة، والتي ألقى آخر من تبقى من مقاتليها سلاحهم في عام هذه الفترة، فإن أشكالا من الحكم المحلي حلت محل الدولة المغيبة أو غير المستقرة. وحاول التمرد قصارى جهده أن يدير المناطق الخاضعة لسيطرته، وعلى نحو مشابه لما فعلته الدولة، فقد استخدم وتلاعب بالمؤسسات التقليدية. ونتيجة لذلك، فقد خرجت هذه المؤسسات من الحرب مقسمة وهشة. وكانت آثار هذا الصراع سلبية إلى حد كبير. فقد زادت من الرحيل المستمر للتيدا من شمال تشاد إلى ليبيا وساهمت أيضا في عزل معقل المعارضة المسلحة التاريخي في تيبستي عن بقية تشاد. ً، تخوض الدولة عملية صعبة للعودة إلى منطقة نائية جغرافيا2011ومنذ عام ة ثقافيا للتدخل الخارجي. وتم إطلاق برنامج تنمية مالي َمِقاوُومهمشة تاريخيا وم بهدف تمكين تيبستي من التعويض عن الزمن المفقود، ولكنه 2011ضخم في عام فرصة أكثر متانة من الناحية الاقتصادية بصورة 2012باء بالفشل. وبرزت منذ عام سلسلة من حمى الذهب في جميع أنحاء الساحل والصحراء. وقد امتدت حقول الذهب المكتشفة حديثا من دارفور في السودان إلى جنوب الجزائر وشملت شمال تشاد. وفي تيبستي، فقد أدت حمى الذهب إلى توترات عنيفة بين المنقبين القادمين من خارج المنطقة والمجتمعات المحلية. وتطور احتشاد المجتمعات المحلية بشكل بطيء ليتحول إلى معارضة جديدة للدولة؛ الأمر الذي لم يكن له بكل حال من الأحوال أي أثر كبير في زعزعة استقرار سلطة الدولة.