الهوية الليبية الثقافيةالجامعة ...



=============

"إنني أرغب أنْ تهب على بيتي جميع ثقافات العالم، ولكنني

أرفض أنْ تقتلعني إحدى هذه الثقافات من جذوري"

مهاتما غاندي

........................................................................

صورة جميلة لامرأة تباوية ، متزينة بأقراط وأساور، وقلائد مختلفة الأحجام والأنواع، وتضع حلقة معدنية على أنفها ، وكأنها أميرة من القرون الوسطى . هذه الصورة لامرأة هى من ليبيا ولكنها لا تشبه بقية نساء ليبيا اللاتى اعتدنا على رؤيتهن؟ انها صورة رمزية ولكنها تبقى في الذاكرة، صورة تجسد الهوية الوطنية ,وتحدتك عن الهوية الليبية المختلفة ولكنها جامعة .

لقد آن الأوان الحديث عن الهويه الليبية الحقيقية المختلفة ولكنها جامعة ومثماتلة ومكملة لبعضها، هذه الهوية التي شوهتها الانظمة السياسية وارادت ان تفرض اللون الواحد القائم على المغالبة بالقوة على لون بعينه ، وذلك بتغليب عرقية بعينها على باقي الاعراق والهويات الليبية الأخرى، وفرضها كهوية جامعة لليبيين. فرض العادات والتقاليد والشخصيات الاحادية ، بتاريخها القديم والحديث، كرموز قومية لكل الليبيين، هو تزييف للتاريخ الثقافي والحضاري المتنوع، وتجاهل للهويات والثقافات الاخرى مثل الأمازيغية والتباوية والتارقية، هذه الثقافات ذات الجذور الليبية لها أرضية وتاريخ، ولغة ، ورموزوطنية ايضا ، وكشعوب قديمة متمسكة ومحافظة على نظمها الاجتماعية والثقافية المتميزة منذ آلاف السنين.

نكن كل الاحترام والتقدير للهوية العربية فنحن نعيش فى محيطها وننهل من معين ثقافتها بارادتنا ولكننا لا نقبل ان تفرض علينا فرضا وتهمش فى المقابل هويتنا الاصلية فى محاولة لاقتلاعنا من ماضينا.


النعاج التي جاءت تواسي كنتاهيي...

.قصة تباوية قصيرة للكاتب محمد ماديكادايمي

الجزء الثاني…

أطلت الشمس مشرقة بأشعتها الذهبية صباح  ذلك اليوم من أيام  الصيف الحارة  والتي تسمى في لغتنا التباوية  " بوروا"... أشرقت بهدوء  من خلف  كثبان رملية بارزة  من الناحية الشرقية  من القرية ، لا شيء يتحرك في أرجاء تلك القرية الهادئة  في الصباح الباكر والتي تتناثر فيها  البيوت عن بعد  ،وكأنها صنعت وبنيت  عن قصد… إلا نسمات الهواء  ….و لا صوت يكسر هدوء  الصبح وهو يتنفس بهواء صيفي عليل ،إلا أصوات  شقشقة العصافير وصياح الديكة،  ورغاء الأغنام التي  ترتفع من خلف  الحظائر  والتي تسمى  بلغتنا " كارا"...  والتي تقع   خلف كل بيت تقريبا  . " كارا"... أو حظيرة الاغنام مكان مزعج و غير مريح للانسان  تنبعث منها روائح روث الماشية و بقايا الطعام الفاسد ويتطاير فوقه الذباب ,لذى فهي تسيج وتحاط   بأعواد جريد النخيل الجافة مع بعضا من جذوع الأشجار القديمة .اصوات رغاء الأغنام ، صياح الديكة، وشقشقة العصافير في الصباح الباكر تشكل سيمفونية موسيقية تطرب أذن  كل من يستيقظ باكرا   باحثا عن رزقه، وهو بمثابة  نداء  لبدء الحركة والنشاط  ليوم  جديد يفاجىء القرية  كل يوم قبل أن تشرق الشمس .

كنتاهي….  وكعادتها كل يوم تنهض باكرا ، كعادة كل أطفال القرية ، ففي تقاليد القرية النوم  الكثير  حتى تشرق الشمس عيب غير قابل للغفران في ثقافة  أهل البادية ، وقد تشكل حكما مسبقا لتقييم مستقبل أي طفل بأنه كسول ، وقد يصاحبه  هذا  الحكم المعيب  حتى يبلغ أشده، لذا  يحرص جل الأطفال على النهوض مبكرا  كل صباح لمساعدة ذويهم..

أم كنتاهي كانت قد نهضت مبكرا في ذاك اليوم  ، وأعدت إفطارا متواضعا لكنتاهي ، يتكون من كوب حليب ماعز ومشروب " هولي  ، وفطيرة "دوقا" وحبات تمر في كيس من مادة النايلون .وماء شرب في جرة بلاستيك مغلفة ومربوطة بكيس خشن لتحفظ برودة الماء اطول وقت ممكن.

انطلقت " كنتاهي" ناحية  حظيرة الأغنام… "كارا" …والتي تقع " خلف البيت على بعد أمتار  ، حيث كانت  الأغنام  على موعد وفي انتظارها  كالعادة ،استقبلتها  برغائها  بحرارة وكأنها  ترحب بها ،فتحت باب الحظيرة فانطلقت الأغنام خارجة بسرعة ، البعض منها تردد رغائها المفضل  دون انقطاع ، والبعض الآخر تقفز هنا وهناك وكأنها تعبر عن فرحة الحرية والخروج من الحظيرة،والبعض الآخر تبحث عما تأكله في الجوار .. أوصدت كنتاهي باب  الحظيرة.." كارا ".. بأحكام وانطلقت ، صوب المرعى بعيدا عن القرية بينما الأغنام تتبعها وقد هدأت من رغائها، وسارت ورائها كأنها في مسيرة خلاص..

المرعى يقع على بعد مسير ساعة تقريبا من القرية ،وهو مكان ذو أشجار كثيفة من الطلح والأثل والنخيل والأعشاب الصحراوية منها الديس، والذي يحيط ببحيرة ماء مالحة وسط غابة من أشجار النخيل الغير متناسقة ,وعند نهاية المرعى من الجهة الغربية كثبان رملية عالية تصلح للتزحلق , يرتادها الأطفال للعب كلما ملوا من الوحدة ..


يتبع فى الحلقة الأخيرة …

"كيف خدع الذئب كنتاهي وهاجم غنماتها …. "



تقاليد السلام عند التبو...


==============
عبارات السلام والترحيب , هو عنوان كل شعب لمعرفة تقاليده وعاداته , والسلام والترحيب تتم بطريقتين اللغة المنطوقة باللسان , واللغة المعبرة بالجسد وكلا الطريقتين لها مفعولها وتفسيرها ,فالسلام بحرارة دليل على الترحيب والمعزة والمكانة وتسمي فى اللغة التباوية .."لاها شداه"..السلام بحرارة وهذا السلام معياره نبرة الصوت العالي والتكرار , اما لغة الجسد فيتم التعبير عنه بالامساك باليد او الاحضان او ان احدا يربت على الكتف كلها مؤشرات على المعزوة والترحيب والمودة , عملية السلام والترحاب تتم بلغة اللسان ولغة الجسد معا, وهذا يضفي حرارة وشدة في الترحاب والسلام ,فى عادة السلام في اللغة التباوية لا يكتفي من يقومون بهذه العملية بالسؤال عن انفسهم بل يتعدى السؤال الى الاقارب والاهل ,,,
ضمن العبارات المتداولة بكثرة فى السلام فى اللغة التباوية...
كلاهني, وصانيي , انتي لابار , أنتيي كنيي..على الطرف الاخر المقابل ترديد نفس العبارات وتكرارها , يبدأ السلام بنبرة صوت عاليه تم ينتهى الى نبرة صوت هادئة مما يعني انتهاء المهمة..
علي أنر

بيلا ...لا تأكل مع حماتها...؟ عادات وتقاليد تباوية فريدة...

انا اسمي بيلا..ولا اعرف مصدر اشتقاق هذا الاسم في لغتنا التباوية ، نطق الاسم قريب جدا من اللغات الاجنبية...وخاصة اللغة الايطالية أو الاسبانية..." Bella" ، ولكن التبو لم يعيشوا فى ايطاليا حتى يطلقوا على ابنائهم هذا الاسم، ولم يغزوا اسبانيا حتى يثأتروا بالثقافة الاسبانية في نظام تسمية الابناء ، ولا اعرف سر الاسم ما ان كانت بقايا اسماء ايطالية وجدت طريقها الى الصحراء الكبرى حيث موطن التبو رغم انني استبعد هذه الفرضية باعتبار ان اسم بيلا قديم جدا في ثقافتنا التباوية أقدم من تاريخ الغزوا الايطالي للصحراء الكبرى...

على اية حال هذا مش موضوعنا ...موضوعنا هو ان " بيلا لا تأكل مع حماتها (ام زوجها )؟

عادة فريدة ...وغريبة ...في مجتمعنا التباوي ويطلق عليها بلغتنا " الننغوا "...الننغوا...هو عملية احترام واحتراز مبالغ فيها ، لدرجة اكتسابها القداسة ، وتأخد عدة اشكال منها عدم الاكل ..وعدم المزاح ...و عدم المجادلة، وعدم المشاركة حتى فى المجمع مع الكنة؟

تقول بيلا ، عندما تأتى حماتي (ام زوجي).. الى مجمع نسائي تحرص كل الحرص ان احدا من زوجات أبنائها ليست بالمكان ، وانا كذلك عندما اجدها فى مكان اترك لها الساحة وافر بجلدي احتراما لها ...الكل يعرف هذه العادة لدرجة ان قريباتي يتنافسن فى ابلاغي عندما إتي الى مجمع نسائي فيما ان كان المكان آمن للدخول والجلوس ام غير آمن نظرا لوجود الكنة؟

هذا فى الجلوس ...فما بال الاكل ..فهو من المحرمات الاجتماعية كسر هذا المحضور ممكن بشرط ...وهو ان الحماة تتنازل وتدعوا زوجة ابنها لكسر " الننغوا" وتقول لها العبارة المعتادة " انت زي بنتي" ..لا داعي للننغوا::

عندها فقط تتجرأ.. بيلا وتجلس مع حماتها للحديث والاكل بتحفظ ؟

اما اذا كسرت زوجة الابن " طقوس الننغوا " بدون أذن او سماح من الحماة , فهذا سوف يعرضها الى عقوبات معنوية ومادية وفق الدستور العرفي التباوي , وسوف تدفع مخالفة وهذا يسمى " دوريي "... وهذا فقط يحصل لو ان حماتها او أم زوجها رفعت عليها قضية " عدم احترام " امام المشرع العرفي التباوي، والذي بالعادة يكون من افراد العائلة ؟

اختكم ..هرداه آدم

متى آخر مرة استمعت فيها الى اغنية تباوية؟


=========================

معظم ابناء التبو يعيشون حالة فطام مع الماضي بما يحمله من موروث ثقافي ثمتل فى العادات والتقاليد , ويعانون من حالة تباعد وعزلة عن ماضيهم وثراتهم رغم الادعاءات التى يطلقها البعض من حين الى آخر لغرض المزايدة والاستعراض بانهم لازالوا يتمسكون باصالتهم , نستثنى من هذه الحالة اللغة التباوية المهجنة بكلمات دخيلة من لغات اخرى والتى يتواصلون بها بين بعضهم البعض , وهذا الفصام والتباعد عن الماضي هي حالة وظاهرة اجتماعية تتعرض لها كل الاقليات العرقية والتى تحضنها قوميات اخري ؟ الا ان الحالة التباوية تتميز بعمق الفصام بين ماضيها وحاضرها فى ظاهرة باثوسايكلوجية لم نشهدها فى الاقليات الاخرى.

السؤال متى آخر مرة استمعت فيها الى اغنية تباوية ؟ يحمل مغزى هذا الفصام والتباعد ؟ فالإنسان في حالته الطبيعية يعيش الفرح والأسى ويعيش السعادة والحزن , وإذا أخذنا الغناء مقياسا للسعادة وتعبير عن الغبطة والسرور فغالبا ما يعبر بها الإنسان عن خلجات سعادته منفردا او مع جماعته... , منفردا يدندن وعلى طريقته وبلغته عندما تجيش خواطره بالسعادة فيتذكر اغنية بلغته يحبها فيتغنى بها ؟ اما مع الجماعة فهو يعيش لحظات الطرب والمرح مع الجماعة يتغنون ويرددون أغاني معروفة ومشهورة فى مجتمعهم ؟

مغزى السؤال لا زال قائما ؟ وبالامكان ان يوجه كل قارئ تباوي الى نفسه هذا السؤال ؟ ويسأل متى آخر مرة استمعت فيها الى اغنية تباوية , او غنيت فيها اغنية تباوية بنفسك؟ فى اعتقادى الشخصى سيكون 80% من المستطلع اراءهم تكون اجاباتهم لم يستمعوا الى اغنية تباوية فى مدة سنة باقل تقدير ؟

واذا صدقنا واقتنعنا بهذه النتيجة , هذا سيجرنا الى سؤال آخر وهو إذا … كيف يعبر الانسان التباوي عن حالة سعادته وفرحه؟

الاستنتاج الذي سنصل اليه هو ان عدم التعبير والاستماع بالغناء باللغة الام والذى يعبر عن الموروث الثقافي للمجموعة فى حالة الفرح والسعادة , هي ظاهرة تخلى طواعية عن الماضي, وهو يندر بفراغ نفسي وثقافى للفرد والذي حتما سيشغل حيزه ثقافة اخرى في القريب ؟

يا من تقرأ مقالي أكرر ...متى آخر مرة استمعت فيها لأغنية تباوية؟

على أنر ...باحث فى الثرات والثقافة التباوية -نيوزلندا

فرحة التخرج


فرحة التخرج بعد مشوار طويل من الاجتهاد والمثابرة والدراسة لا يضاهيها اي فرحة في الحياة ، ولحظة نيل الشهادة واستلامها لها وقع خاص وابتسامة واسعة لا تعبر عنها الكلمات، ولكن كل واحد منا قد يعبر عنها بطريقته ...؟

احد ابناء التبو عبر عن فرحته بالتخرج بطريقته الخاصة غير عابىء بتقاليد المجتمع الغربي الذي منحه هذه الشهادة ، ، وذلك بان لبس العمة التباوية على رأسه ومن تم وضع عليها قلنسوة التخرج، ليؤكد بذلك أن الثقافة والتراث جزء من شخصية الانسان وتركيبته ، وليست حلة يلبسها حين شاء ويخلعها حين لا يشاء ، لقد صنع لنا هذا الشاب محتوى يمكن الحديث والإعجاب به ، وقد يلهم آخرين الاقتداء به ...

قد توافقنا الرأي، وقد تخالفنا...هذه من طبائع الانسان ..وفي كل خير ..اترك لنا رأيك

تبوناشن


عندما تكون مختلف ثقافيا عن محيطك الاجتماعي , تسعى جاهدا التعريف بثقافتك, وعاداتك وتقاليدك , دون أي مساس بالوطن وبالهوية الجامعة ,البعض يسيؤن الظن بثقافة الاختلاف .., والبعض الآخر يشككون بعقيدة الانتماء للوطن , وآخرين يطعنون فى العرق والتاريخ والجغرافيا ؟وبين هؤلاء جميعا هناك من يتلمس نور الحقيقة بعيدا عن الظنون والاساءة والتشكيك...

أن يكون عرقي تباوي , ولوني أسمر , ولغتي خاصة , وعاداتي فريدة , هذه مشيئة وآية ربانية لم يكن لي فيها خيار , اما ان اقتنع بها و ادافع عنها واعرف بها الآخرين فهذه مسؤليتى واختياري ..

لا يجب الخلط بين حق التعبير الثقافي والمطالبة بالحقوق الثقافية , وبين الثوابت الوطنية والهوية الجامعة فى ايطار الوطن الواحد...

بمعنى أخر ...

عندما اطالب اعتماد لغتي والتكلم بها فى منطقتي هذا لا يمس الوطن في شىء...

عندما اطالب بتسجيل ابنائي باسماء مصدرها ثقافتى هذا لا يمس الوطن في شىء..

عندما اطالب بتنمية منطقتي وتوفير الخدمات بها هذا لا يمس الوطن في شىء..

عندما اطالب بدسترة حقوقي الثقافية, وتمثيلي فى المجلس التشريعي والتنفيدي بالدولة التى اعيش بها هذا لا يمس الوطن في شىء ..

من يعيشون فوبيا الاقليات , ويسعون الى صنع قنبلة فتنة بتشويه هذه المطالب واعتبارها تهديد للوحدة الوطنية , هم اعداء الوطن ...احذروهم قاتلهم الله.

ادمن تبوناشن


الوشم 111

العادات والتقاليد ..

لطالما كنا ننظر الى هذه العلامات والوشوم فى اماكن متفرقة على الوجه بانها تخلف وجاهلية , ولاكن الجاهلية الحقة هو جهلنا بثقافة وعادات المجتمعات البشرية كافة , ان ما يميز الانسان عن أنسان آخر ليس الجغرافيا فحسب ولكن التاريخ والثرات والعادات والتقاليد ؟

رقم "111" هى علامة يضعها ابناء التبو قديما على الوجه بين العين والاذن؟ وما ادراك ما العين وماالاذن؟ فاللاذن وسيلة الانسان للسمع والعين وسيلة الانسان للنظر والحفاظ عليهما مهمة حياتية دائمة ؟

هناك اعتقاد لذى قبائل التبو لا اعرف مصدره بان هذه العلامة عندما تضع مند ولاذة الطفل ذكر او انثى فانها تحمى السمع وتحمى النظر؟

اما العلامات الاخرى فى مواقع مختلفة على الوجه فهى ليست من تقاليد قبائل التبو؟

Brnoborno...هل تعرف برنوا برنوا؟


Brnoborno...هل تعرف برنوا برنوا؟

هذه الالوان الزاهية النسائية , لها قصة وتاريخ وليست هى مجرد اللوان زاهية , هذه التشكيلة من اللباس و الرسوم على الاقمشة هى علامة دالة على نوع الثوب النسائى التباوى قديما , كان تجار التبو يستوردونها من عواصم وحواضر الدول الثلاث ليبيا وتشاد والنيجر وكان التفصيل و التطريز والخياطة تتم محليا وخاصة فى مناسبات الاعراس .

اختيار هذه الاثواب والاقمشة للاستعراض بها فى يوم الثقافة التباوية كان اختيارا موفقا ولها رمزية الماضى وذكرت الكثيرين منا بامهاتنا وجداتنا...

اسمائنا التباوية , تعكس هويتنا الثقافية …


اللاكي …

اسمائنا التباوية , تعكس هويتنا الثقافية …

الاسم الشخصي هو شكل من أشكال إحداث بصمة ذاتية ومُجتمعية في شخص المُسَّمى، فهو لا يُؤرِّخ للحدث الحاصل، ويشهدُ على الاعتقاد السائد، ويُعبِّر عن الثقافة المحلِّية الموروثة، ويكشفُ عن الهُوية الجمعية المُشتركة الخاصّة بالجماعة الاثنية فحسب، بل إنه فاعل اجتماعي له دور كبير في التأثير على الحياة السوسيونفسية للأفراد والجماعات، وهو مرآة عاكسة للخيال التسموي الشعبي للفضاء الذي ينتمي إليه صاحب الاسم.

يحتل الاسم الشخصي مكانا جوهريا في ثقافات الشعوب، ولا سيما المجتمعات البدوية الصحراوية "، فالعلاقة بينه وبين صاحبه تكاد تكون حتمية حيث يقال …"لكل امرئ من اسمه نصيب". وحتى طقوس السحر يمارس تقليديا على الاسم كما هو معروف (غالبا اسم الأم). والاسم ليس مجرد علامة لغوية كما هو الحال في الثقافات الغربية المعاصرة، بل كينونة الشخص ومصيره.

فى المجتمع التباوي لم يختلف الأمر , فالاسماء التباوية للمرأة والرجل على حد سواء تعكس ثقافة المجتمع التباوي وهى تعبر عن حالة اجتماعية ونفسية وعقدية , لها علاقة بالبيئة , والمعتقد , والتراث , كل اسم تباوي وبالاخص من الأسماء القديمة تحمل دلالة, ومعنى وأطلق على الشخص المعني لغاية , لا تعرف الا في الثقافة التباوية ..

أسم اللاكي…. , اسم علم مذكر يطلق على الذكر من ابناء التبو وهو مركب من جزئين " الله… كي" ,,بمعنى …" الله موجود"؟, وهذا يعكس عقيدة التوحيد فى هذا المجتمع , لقد خلق الله الإنسان وميزه بالعقل عن بقية مخلوقاته , و التذكير بقدرة الله فى صنع الإنسان يمكن ان يحمله اسم هذا الإنسان الذي أمامنا ,وهذا فى حد ذاته شفرة ثقافية تميز مجتمع التباوي عن المجتمعات الأخرى , لذلك لن تجد مرادفا لهذا الاسم فى المجتمع العربي او الاجنبي بحيث يتجسد معجزة الله فى اسم الشخص كونه تعبير عن الارادة الالهية فى خلقه…" الله موجود"--" اللاكي"؟

السؤال : هل لا زال يطلق هذا الاسم على مواليد ابناء التبو …تترك لنا تعليقا.

علي أنر باحث في الثقافة التباوية -نيوزلندا