بعد ان دفن - جلجامش - صديقه - أنكيدو - انطلق في رحلته باحثا عن الحياة الأبدية والخلود ، ألتقى برجل معّمر ، عاش الف سنة وسرد جلجامش عليه قصته .. ولما لاحظ هذا الرجل العجوز اصراره ( أي جلجامش ) على معرفة الحياة الابدية والوصول الى تحقيق هذا الامل ، أمل الخلود ، فدّله على عشبة الخلود ، ما أن تأكل فلسوف يكون الخلود حقا لآكلها ، وهذه العشبة لا توجد إلا في قاع بحر دلمون ( البحرين ) . وبعد كثير من الصعاب والاهوال استطاع جلجامش الحصول على تلك العشبة . لقد عانى الكثير من التعب والإرهاق ولم يكن بيده إلا أن يرتاح قليلا على الساحل ، فيغفو ، فجاءته أفعى فأكلت تلك العشبة فكانت لها الحياة الأبدية . أعتقدت الشعوب القديمة بخلود الأفعى لكونها تغير جلدها من حين لآخر ، حتى العرب القدماء قد آمنوا بالأعتقاد نفسه ، لذا اطلقوا على الافعى أسم ( حية ) فهي عندهم لا تموت .
عاد جلجامش الى مدينته بخفى حنين ، خالي الوفاض ، ولما وصل الى مدينته - أوروك - الوركاء تامل أسوارها الجميلة وابراجها المتعددة ، فعلم أن الخلود بألأعمال لا بالأعوام . كانت حضارة السومريين منهلا لحضارة المصريين واليونانيين والرومان ، حتى انهم استعاروا ألهة السومريين في تعددها واختصاصاتها ، ونهجوا نهجها في سرد الملاحم والاساطير ، وأتخذوا من الافعى ( الحية ) رمز للحياة ، فلا تزال عشبة جلجامش سر لترياق الخلود ، فنرى صورة الافعى تلتف على وعاء الدواء في كل صيدليات العالم كرمز للشفاء والحياة .
~~~~~~~~~~