رد بالك من نهاية المقطرن...



==============

عمى الله يرحمه كان راجل قد تجاوز السبعين من عمره ، وكنت كلما زرت القرية فى المناسبات كنت أزوره بانتظام للسلام عليه والاطمئنان على صحته..وكلما أردت مغادرة القرية امر عليه لتوديعه...وأتذكر وصيته ونصيحته لى داءيما "رد بالك من نهاية المقطرن"

كنت حائر باستمرار واتسال ما هو نهاية المقطرن الذى يوصينى عليه دائما ا؟

تذكرت الطريق العام المعبد والذى لم تكمله شركة الأشغال العامة الى القريةحيث ينتهى قبل ان يصل القرية بعشرات الكيلومترات ليبدأ الطريق الصحراوى الغير معبد؟

فقلت ربما عمى يقصد ذلك؟

فى اخر زيارة سنة 2011م وعند اشتداد الأزمة فى ليبيا زرت القرية وقبل مغادرتها مررت على عمى لوداعه وضمرت فى نفسى انه لو نصحنى هذه المرة سوف اساله؟

وكالعادة عند المغادرة قال لى "رد بالك من نهاية المقطرن" .. فقلت يا عمى ما هو المقطرن اللى توصيني به دائما ؟

قال .. يا ولدى عندما تكون فى المقطرن تشعر بالراحة.. والثقة بالنفس..وتشعر كل الركاب يشاركوك السعادة ..لكن عند نهاية المقطرن يبدأ طريق البيستا حيث تضيع منك الطريق... وتبدا المطبات... ويصب عليك غبار الطريق.. وتضيع منك العلامات والاشارات... ويكشروا فى وجهك الاصحاب والركاب..وربما تتوه فى الصحراء وتعطش وتموت؟

كلام عمى منطقى ولكن ما هي المناسبة؟

الان عرفت ماذا يقصد عمى ؟

الله يرحمك يا عمى ويجعل متواك الجنة ؟