رمزية قلعة مرزق

644679_288613087909387_1542089325_n.jpg

قلعة مرزق في مدينة مرزق في جنوب غرب ليبيا. تم تشييدها في العام 1310 ميلادية، أثناء تأسيس المدينة لتكون مركزا للسلطان وعاصمة لدولة فزان. القلعة لديها سور مرتفع وتحصينات خاصة بالمراقبة، وتم بنائها من الحجارة والطين المدكوك. وتطل على قمة تل شمال غربي مدينة مرزق يقود إلى بوابتها أدراج، ومن وراء الباب يظهر البناء المربع الشكل والذي يتوسطه فناء يوجد ممر يقود لساحة تطل على مباني القلعة.

وهي احدى المعالم المميزة لعاصمة الصحراء بالجنوب الليبي لقرون عدة .. تاريخ القلعة يعود الى ما قبل مجيء الاستعمار التركي لفزان .. أي قبل عام 1550 .. ويرجع تأسيس الحصن مركزا لإدارة الدولة منذ عهد دولة اولاد امحمد الفاسي التي حكمت الاقليم لقرابة ثلاثة عقود ونيف وانتهت على عهد يوسف باشا القرمانلي  اثر الحملة التي  شنها على مرزق لاجتثاث حكم سلاطين آل امحمد في فزان عام 1813 م. كانت الحملة بقيادة محمد المكني الذي تولى فيما بعد عرش السلطنة، واخيه علي الغزيل. وهم حسب ما تذكر المصادر كانوا من تجار الشمال المقربين من الباشا يوسف القرمانلي، واردوا السيطرة على  معبر  التجارة مع افريقيا، واهمها تجارة الرقيق التي لقيت رواجا باهرا ذلك العصر لإقبال التجار الاوربيين على استجلاب العبيد من افريقيا لإدارة عجلة الاقتصاد الاوربي الناشئ والمزدهر .

بعد احتلال العثمانيين لفزان في العام حل محل السلطان الباشاوات الذين حكموا المنطقة من هذه القلعة، قبل ذلك كان تصميم بناء القلعة يتكون من جناح خاص بالسلطان إضافة لبهو يضم كرسي عرشه، وجناح مخصص “للحريم” يضم السلطانة ونحو 40 امرأة، كما ضمت القلعة قاعة للاجتماعات ومقرات للخدم والحرس ودور للحكم.

وجاور القلعة بعد المرافق مثل ساحة صلاة الجمعة وسجن المدينة والذي كان يستعمل لنفي المساجين السياسيين الذي لا ترضى عليهم الدولة العثمانية.

تعتبر القلعة من مجموعة القلاع القديمة والتي كانت ذات أهمية استراتيجية في عدد من المدن الليبية سواء الساحلية أو الصحراوية، كما تم وضع صورة لقلعة مرزق على العملة الليبية من فئة 4/1 دينار ليبي وذلك في اصدار العام 1981 والاصدارات التي تلتها. كما سكنها الطليان عند احتلالهم لليبيا واتخذوا منها مقر لهم ومكان للحكم.

لا تزال القلعة تحتفظ بمعالمها القديمة رغم حالة الاهمال التي تعرضت لها، وظل البناء رغم انه من الطين محافظا على البقاء والاستمرار في وجه عوامل التعرية وندوب الزمن. ولا يزال المسجد الملاصق للقلعة يحتفظ بتقاسيم زخارفه الرائعة و تصميمه المميز ومئذنته الشامخة