. قصة أصحاب الفيل الحقيقية قصة أصحاب الفيل تبدأ في بلد في اليمن وهي الحبشة تابعه لملك جبار ظالم يسمى أبرهه النجاشي، الذي عزم في يوم من الأيام على تغيير مكان حج المسلمين لبيت الله وجعلهم يحجون في المكان الذي أمر ببناءه. وجد أبرهة ملك الحبشة في يوم من الأيام العديد من الناس يستعدون للسفر وكان لا يعلم بهذا الأمر، وعندما سأل وزيره عن هؤلاء الأشخاص ماذا يفعلون وإلى أين، قال له وزيره أنهم يذهبون كل عام إلى جزيرة العرب في بلد تسمى مكة، يذهبون هناك كل عام للحج في بيت الله الذي بناه إبراهيم عليه السلام، كما يقوم هؤلاء الأشخاص بالبيع والشراء والتجارة هناك؛ حيث يكون هذا المكان الملتقى لجميع من آمنوا بالله عز وجل. ومن هنا جاءت لأبرهة فكرة بناء بيت هو الآخر ليبعد الناس عن الذهاب إلى الحج في مكة والحج في هنا في الحبشة حتى تكون الحبشة هي الملتقى الذي يتجمع فيه المسافرين وتحدث فيها التجارة وتزداد الأموال والرخاء . ومن ثم أمر النجاشي الوزير بأن يحضر له أفضل مهندس وخبير في تشييد القصور والبيوت. عندما جاء الوزير بهذا الشخص أمره أبرهة النجاشي بتشييد أفضل وأكبر كنيسة وأن يزينها من الذهب والفضة وذلك حتى تعمل على إغراء جميع الحجاج والعرب، ويمنعهم عن الذهاب إلى مكة. أمر إبرهة النجاشي في قصة أصحاب الفيل بعد بناء الكنيسة التي أمر بها بأن ينشر وزيره ميعاد للحج إلى الكنيسة كل عام وأمر بوصول هذا القرار إلى جميع البلدان والقبائل العربية. ولكن بالطبع كان هذا الأمر مستحيل بالنسبة للعرب، كيف يتركون بيت الله الذي بناه إبراهيم عليه السلام هو وولده إسماعيل، والحج هنا في كنيسة بناها رجل نصراني. عندما أتى الموعد الذي حدده إبرهة وسأل وزيره: كم عدد العرب الذين أتوا للحج إلى الكنيسة؟ ولكن كان رد الوزير بأنه لم يأتي أحد وجميع العرب ذهبوا إلى مكة للحج هناك كالمعتاد. ولكن هذا الأمر جعل أبرهة شديد الحقد والغيظ من هذا الأمر، خصوصاً بعدما أتى الجنود بأحد العرب مكبل بالسلاسل وقال لأبرهه أنه لن يأتي أحد من المسلمين للحج إلى الكنيسة التي بناها. ومن هنا عزم أبرهه على هدم الكعبة وجعل العرب يندمون على عدم إطاعة أوامره. جهز أبرهه جيشه الجبار وتقدم هذا الجيش فيل كبير معروف عند ملك الحبشة باسمه محمود وانطلق النجاشي متوجهاً إلى الكعبة لاستكمال ما عزم على فعله. وكان موقف العرب بطولي في هذا المعركة؛ حيث لم يرضى العرب بأن تكون هذه نهاية الكعبة بدون قتال منهم ولذلك بدأ الأمر وانطلق رجل من أشراف اليمن يعرف ذو نفر وذهب بجيشه لقتال أبرهه ولكنه هُزم على يد جيش أبرهه. ثم انطلق رجل آخر للقتال يدعى نفيل بن حبيب الخثعمي، ولكنه حصل على نفس الجزاء الذي حصل عليه ذو نفر وهو الهزيمة من أبرهه والأسر .كما أرغمه أبرهه دليلاً لهم في الصحراء ليوصلهم إلى الكعبة. عندما وصل أبرهه بجيشه إلى مكان في المنتصف بين الطائف ومكة، أرسل بعض جنوده إلى مكة ليخبر أهلها وقادتها بأنه لم يأتي لحرب أهلها ولكنه جاء لهدم الكعبة فقط، وبسبب دخول أبرهة مكة وخوف العرب من جيشه الجرار، ذهب العرب إلى الجبال للأختباء هناك وتركوا بيوتهم و أموالهم وماشيته التي أمر أبرهه جنوده بجمعها إليهم. من بين ما جمعه الجنود مائتا بعير كانوا ملك لشيخ العرب وكبيرهم وهو عبد المطلب جد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وعندما وصله هذا الأمر عزم على الذهاب إلى أبرهه ليحدثه بشأنهم، كان عبد المطلب معروف بجمال الهيئة والطباع ومن هنا عندما رآه أبرهه أحب التحدث معه وأجلسه معه، ولكن تعجب أبرهه كثيراً عندما قال له عبد المطلب أنه قد جاء للتحدث بشأن المائتا بعير التي أخذها جنود أبرهه، وعندما قال له أبرهه أنه اعتقد أنه أتى إليه ليحدثه بشأن هدم الكعبة . كان رد عبد المطلب أن المائتا بعير هو صاحبهم ومن أملاكة، أما بالنسبة للكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام لها رب يحميها. رد أبرهه البعير إلى عبد المطلب وعاد عبد المطلب إلى القبائل والعرب وطلب منهم البقاء في الجبال حتى والدعاء بالنصر على ملك الحبشة. بدأ جش أبرهه في التقدم نحو الكعبة يتقدمهم الفيل الكبير، وقبل الوصول إلى الكعبة بعدة أمتار توقف الفيل مكانه وجلس على الأرض ولم يتحرك، بدأ جيش أبرهه في تعذيب الفيل وضربه بجميع الأشكال لجعله يقف على قدميه مرة أخرى، ولكن باءت جميع محاولتهم بالفشل وظل الفيل في مكانه لا يتحرك. وعندها أتى أمر الله على جيش أبرهه الجبار الظالم، وأرسل عليهم الله جيشاً من الطيور، كل طائر يحمل ثلاث حبات صغيرة مثل حبة القمح، وبمجرد نزول هذه الحبة على أحد حتى هلك. ومن هنا بدأ جيش أبرهه في محاولة الهروب من هذه الطيور وهذا العذاب الشديد الذي مر بهم . وكانوا يتساقطون مثل أوراق الشجر الجافة. وعندما حاول الجيش الهروب بأبرهه إلى اليمن وكان قد اصيب هو الآخر بالطبع، وخرج الجيش مع أبرهه وما إن وصلوا إلى صنعاء حتى مات أبرهه، ويقال أنه عند وفاته وبسبب إصاباته أنشق صدره عن قلبه. بينما كان جيش أبرهه يحاولون الهرب، قال عنهم نفيل بن حبيب في شعره. أين المفر والإله الطالب…….والأشرم المغلوب ليس الغالب حمدت الله إذ أبصرت طيرا………وخفت حجارة تلقى علينا فكل القوم يسأل عن نفيـل……..كأن علي للحبشان دينـا