ليلى واخواتها الثلاثة...

468.JPG


ليلى واخواتها الثلاثة....( الجزء الثالث)
--------------------------------------

الحاج وردكو يقدر تماما مكانة ابنه الكبرى"شتره" وتضحيتها بشبابها فى خدمته وخدمت الاسرة ويتمنى لها التوفيق والحظ السعيد فى أن تنشىء اسرة سعيدة لهذا لم يستطع كبث شعوره بالاسف لهذا الموقف حيث تجاوز الحظ مصيرها وانتقل الى اختها الصغرى. 
وتسأل بينه وبين نفسه ,وبينه وبين ابن اخيه قائلا "ضوه بوى كيدى كونواه براينى أنطقاوى" بمعنى كيف يطلب يد البنت الصغرى فى وجود البنت الكبرى..وهى عبارة تحمل فى مضامينها الكثير من الاحتمالات وقد يكون الرفض احداها؟
(مسألة التراتبية فى الخطوبة هى من عادات مجتمع التبو القديمة ولازالت بعض الاسر تعمل بها دون اى اعتبار لمسألة العلاقة العاطفية بين الطرفين وفى مثل هذا الموقف قد يضع الخطيب فى موقف حرج لانه يفتقد التبرير اذا تم الرفض بحجة تجاوزه البنت الكبرى؟)
لقد احس هتى بان طلبه على المحك وأن عمه قد يرفض فتدارك الامر ولاطف عمه بان الجواز قسمة ونصيب وهو ما يعبر عنه فى اللغة التباوية بكلمة"لقواه" وتعنى نصيب وان الاخت الكبرى قد يكون لها نصيب آخر..ولكن هذا الكلام لم يقنع عمه بعد حيث طلب مهله للتشاور مع الاقارب .
خرج هتى من مجلس عمه وهو غير مطمئن من الاستجابة لطلبه وراودته افكار عدة طوال مسافة الطريق الى منزل عمته والتى يعلم جيدا مدى ثأثيرها على عمه وهى وسيلة ضغط حب ان يمارسها على عمه قبل ان يتفاقم الوضع ويقابل الطلب بالرفض رسميا حينها سوف يكون فى حرج مع صديقه وقد يخسر صفقته .
فى مساء ذلك اليوم لم يجلس الحاج وردكو امام المسجد مع اصحابه من الشيوخ بانتظار صلاة العشاء بعد ما ادى فريضة صلاة المغرب بالمسجد بل استأدن اصحابه للذهاب الى البيت الامر الذى زاد من استغراب ابنته " شتره" عند استقبالها له وسألته عن صحته.. الحاج وردكو لم يستطيع تحمل كثم طلب ابن اخيه والذى لازال سرا يكمن فى قلبه لهذا سارع الى البيت للاعلان عن السر والذى اثقل كاهله حيث لم يجد غير ابنته شتره لاطلاعها على الموضوع..
العلاقة بين الحاج وردكو وابنته "شتره" تجاوزت علاقة الاب مع ابنته فهو ينظر اليها مكانة الام فى البيت لذلك لا يخفى عنها شيئا من شؤون الاسره.
دخل الحاج الى المربوعة وطلب من "شتره" الحضور واغلاق الباب وراءها والجلوس, لا شك ان "شتره" كانت فى حالة قلق وتوجس من ان مكروهن قد اصاب اباها ؟
لقد افصح الحاج وردكو عما جرى بينه وبين ابن اخيه عصر ذلك اليوم ولكنه لم يفصح لها برأيه فى الموضوع وبأنه غير موافق على طلب الخطوبة بسببها؟
تنفست "شتره" الصعداء, وظهرت علامات الارتياح على وجهها واطمأنت بان الوالد بخير وان ما جاء به من خبر هوخيرللاسرة وقد فرحت بالخبر لدرجة انها نسيت ان تسأله ماذا كان جوابه على الطلب . 
سربت "شتره "الخبر الى اخواتها قبل ان تعلم ليلى بالموضوع فما استطعن اخواتها اخفاء هذا الخبرعن ليلى وهو ما كان حديث تلك الليلة من ليالى شتاء الجنوب بينهن؟
ليلى فتاة على وشك نيل نصيبها الوافر من التعليم العالى بالجامعة فهى بالسنة الاولى قسم التاريخ ولديها طموح تجاوز طموحات اخواتها وحتى مجتمعها الصغير والذى يرى ان البنت مهما تعلمت فمصيرها بيت الزوجية ,كان مصدر هذا الطموح لذى ليلى هو حبها للتعليم و ايضا علاقتها بزميلاتها فى المدرسة الثانوية وهن من خلفية ثقافية عربية واللاتى قررن ان يدرسن المرحلة الجامعية معا , ليلى قررت ان تشق طريقا مختلفا فى الحياة فى اسرتها لتحقيق طموحها, لذلك لم يكن موضوع الخطوبة والجواز ضمن اهتماماتها الامر الذى شكل لها صدمة وانتكاسة فى مسيرة حياتها؟
يتبع فى... (الجزء الرابع والاخير )