في قرية صغيرة في جنوب ليبيا ، مغمورة في عمق الصحراء ، حيث لا طريق معبد، ولا الكهرباء، ولا خدمات صحية ، ولا مواصلات عامة ، ولا وقود ؟– حلم شبابها دات ليلة بإقامة عرس ، تقليدي وطني، تراثي— وثقافي وقرروا أن يستدعوا العالم ، لمشاهدة هدا العرس والمشاركة فيه ، لم يقل لهم احد حينها أن هذا مستحيل ، وان ما تقومون به هو ضرب من الجنون ، بل بارك الجميع هدا الحلم ، بما فيهم الشيوخ والعجائزة والذين باركوها بالدعاء والابتهال ، والأطفال بالاحلام والأمنيات و الألعاب ؟---والنخيل والأشجار بالرقص على انغام نسمات الهواء ..
تجرهي – يا ذرة في عنق وادي مليء بالحكمة ، ويا قرطاس مليء بالتاريخ والعبر ، ويا واحة تلتقي عندها احدى معجزات الله في الخلق من الإبل عبر الزمن ، –يا مسك تفوح منه رائحة الماضي العتيد…ويا نور يضىء عتمة الطريق الطويل —
حق لنا ان نتغزل بجمالك وبهاءك هذه الأيام، فانت العروسة ، وانت العريس ، وانت صاحبة العرس ؟
تحقق الحلم ، وأقيم العرس ، وتوافد العالم شيبا وشبابا افواجا وافواج من كل حدب صوب من داخل حدود الدولة ، ومن خارجها ----،هدا عربي ، وهدا تارقي ، وهدا تباوي ، وهدا افريقي – جمعتهم تجرهي البهية فى عرسها الغير مسبوق ..
فكانت بيوت اهلها فنادق للإقامة —
ومركبات سكانها مواصلات للتنقل —
ووقود مواطنيها محروقات للضيوف—
ورمالها الذهبية، متعة وسياحة للمغامرين—
ونخليها وبساتينها، ظل وأمن وأمان للغريب —
بمعطيات الواقع على الأرض— يستحيل نجاح هذا الحجم من المهرجان في هده الواحة الصغيرة ، ولكن بتوفيق الله وحضور بركة الصالحين من الأموات والاحياء ، تحقق المستحيل ؟
تجرهي صنعت الحدث في وادي الحكمة ، وعلى مواطني هذا الوادي التطلع للمستقبل وصنع احداث أخرى لا تقل شأنا مما صنعته تجرهي ؟—وعليه —
تقتضي الحكمة التوقف عن ذكر السلبيات ، حتى لا تفقدنا متعة ونشوة النجاح —
ويقتضى المنطق الحديث فقط عن معجزة النجاح ؟–،كيف ،صنع هؤلاء الشباب معجزة نجاح هذا المهرجان رغم كل الظروف الصعبة—
اما حديث العقل فيقول — كيف نستعد لمهرجان تجرهي الدولي لسباق المهاري في نسختها-2- العام القادم ؟
سؤال/ ما هى نسبة النجاح لهدا المهرجان —-؟
يا صديقى— الأحداث التى تعتبر معجزات ، لا تحسب ولا تقاس بقوانين الرياضيات ؟
شكرا تجرهي ----، لشيوخك، — شكرا لشبابك — شكرا لاطفالك —شكرا لعجائزك— شكرا لنخيلك، وأشجارك، وشكرا لرمالك وجبلك..
وشكرا حتى للصالحين من اولاياءك من مقابر امواتك ؟