في كل حرب أهلية، ثمة باب للنصر يبقى مفتوحًا على مصراعيه، ولا يجرؤ على دخوله إلا الأبطال والشجعان الحقيقين، لا دماء فيه، ولا أرواح تزهق، بل تحقن فيه الدماء وتصان فيه الأرواح، ويصبح السابقين إليه أبطال للسلام فى اوطانهم. لأن السلام هو ما يتطلب الشجاعة والحكمة، أما الحروب الأهلية فلا تحتاج إلا جيشًا من المغفلين والجبناء واللصوص وقطاع الطرق.
الحروب الأهلية لا تصنع أبطالًا، والتاريخ لن يذكر زعماء الحروب الاهلية في بلدانهم إلا قادة لعصابات من المجرمين والقتلة واللصوص. وأمام كثير من الحالمين بالزعامة والطامعين في السلطة فرصة حقيقية بأن يكونوا أبطال سلام في ليبيا ومنقذين حقيقيين بما يقدمونه من تنازلات وما يتقبلونه من هزائم في سبيل وحدة وسلام واستقرار أوطانهم.
تحية لتلك الزمرة التى اكتشفت حقيقة المؤامرة قبل ان تقع الكارثة فآثرت الانسحاب والوقوف عن بعد حقنا لدماء رفاقهم وشركائهم وحتى خصومهم ؟